النية
روح العمل
ولذلك
سنحتاج لنذر ننذره فنبتدء به إن شاء الله
رحلتنا هذه مع المعلم الداخلي روح البصر
روح الحياة روح الايمان روح اليقين الذي
لا ينفع إيمان بدونه
وأقترح
لذلك أن ننذر نذر بسيط وهو أن نعرض عن
اللغو
292
عن
أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد الله ع قال
:
إن
الله تبارك و تعالى فرض الإيمان على جوارح
بني آدم، و قسمه عليها، فليس من جوارحه
جارحة إلا و قد وكلت من الإيمان بغير ما
وكلت أختها
فمنها
أذناه اللتان يسمع بهما، ففرض على السمع
أن يتنزه عن الاستماع إلى ما حرم الله-
و
أن يعرض عما لا يحل له فيما نهى الله عنه،
و الإصغاء إلى ما أسخط الله تعالى، فقال
في ذلك :
«وَ
قَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ»
إلى
قوله:
«حَتَّى
يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ»
ثم
استثنى موضع النسيان-
فقال:
«وَ
إِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطانُ فَلا
تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرى مَعَ
الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ»
و
قال:
«فَبَشِّرْ
عِبادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ-
فَيَتَّبِعُونَ
أَحْسَنَهُ»
إلى
قوله «أُولُوا
الْأَلْبابِ»
و
قال:
«قَدْ
أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ
فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ-
وَ
الَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ»
و
قال:
«وَ
إِذا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا
عَنْهُ»
و
قال:
«وَ
إِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا
كِراماً»
فهذا
ما فرض الله على السمع من الإيمان-
و
لا يصغي إلى ما لا يحل و هو عمله و هو من
الإيمان.........إنتهى
ما
اقترحه كنذر تنذرونه وتلتزمون به للشهرين
او الشهور الثلاثة القادمة من صفات
المؤمنون المفلحون هذه ، هو فقط ان تنذروا
انكم ستعرضون عن اللغو
يعني
لا تجلسون مجالسه ولا تمارسونه إلا للتقية
الشديدة
مثل
ان تكون ظروف عملكم تستوجب منكم ان تخوضوا
في اللغو حديثا واستماعا
او
أن تحتم عليكم ظروفكم الاجتماعية ان
تخوضوا في اللغو حديثا واستماعا
وابرز
صفة لــ اللغو في هذا الزمان حسب فهمي هو
الحديث السياسي
فهو
يأخذ حيّزا كبيرا جدا من وقت الانسان
ويتطلب
منه مجهود كبير جدا
ويتلف
الاعصاب
ويخلق
العداوات
وقبل
كل شيء يتطلب منك الولاء المطلق لأشخاص
غير معصومين
انتبه
انني لا ادعوك لأن تتبرء من قائدك او مرجعك
او سياسيك المفضل
كل
ما ادعوك له هو ان تنذر ان تأخذ استراحة
لمدة شهرين او ثلاثة من الخوض في امور
السياسة والسياسيين وان يكون ولائك لأمير
المؤمنين فقط
وهذا
النذر ليس لأجل شيء سوى لتقول بهذا النذر
لروح البصر روح الحياة الذي تم تأييدك به
:
أنني
أريد فعلا أن أسمع منك وان أفهم منك وأن
تأخذ بيدي
هذا
هو النذر الذي اقترحه عليكم لأن روح البصر
روح الحياة لا يحتاج منكم لأي نذر آخر
لا
يريد منكم خروف تذبحونه لتاكلوه انتم
واولادكم او لتوزعه على الفقراء
لا
يريد مالكم
لا
يريد أي شيء مادي يمكنكم او لا يمكنكم ان
تقدموه له
كل
ما يريده منكم هو ان تعلنوا له انكم تريدون
من كل قلبكم ووجودكم ان تصبحوا تلاميذه
ولذلك فانكم تنذرون انكم ستبتعدون بإرادتكم
الذاتية عن هذا اللغو بشكل كامل خلال
الفترة اللتي ستنذرونها
يعني
بتعبير آخر تحتاج لعقد عهد بينكم وبين
روح الإيمان المودع فيكم تلتزمون به طوال
المدة التي ستتعهدون بها
طبعا
باقي صفات المؤمنون المفلحون الواردة في
هذه الآيات من سورة المؤمنون لم أذكرها
لأنني افترض ان جميع الاخوة والاخوات
متصفين بها فعلا فلا تحتاج منهم لنذر أو
عهد جديد
طبعا
روح الايمان هو روح أمير المؤمنين
لأن
الايمان هو أمير المؤمنين ، فالايمان رجل
وهو الدين وهو اليقين
فهذا
النذر البسيط او هذا العهد الجزئي الجديد
هو بمثابة تجديد بيعة الغدير بالولاء
المطلق لأمير المؤمنين فقط وفقط وفقط ،
لكننا
سنقوم به هذه المرة ليس معه شخصيا بل مع
روحه روح الإيمان الذي اودعه فينا
وروحه
روح الإيمان سيقوم مقامه في هذا الموضع
من العهد او النذر
والنذور
هي عهود والعهود يجب ان تُصان
واقترحت
اعتزال الحديث في السياسة لأن الدفاع عن
السياسيين والمراجع والترويج لهم يُعتبر
استبدال ونقض لعهد الولاء المطلق لأمير
المؤمنين في الغدير لصالح هؤلاء السياسيين
والدينيين والدياسيين الجدد
هذا
ما اقترحه عليكم كنذر تنذرونه وتقدمونه
بين أيديك لروح البصر روح اليقين روح
الإيمان قبل أن نبدء معه إن شاء الله
رحلتنا للشهور القادمة
والرحلة
لن تكون فقط مع روح البصر روح اليقين روح
الإيمان
بل
ستكون أيضا مع الملائكة المقربين الذين
يشهدون الأن كتبنا المرقومة في ((علّيون))
ابتعادكم
عن الخوض في اللغو السياسي استماعا وحديثا
يعني انكم خرجتم بإرادتكم من الدنيا
فالدنيا
هي السياسة بالدرجة الأولى
ولذلك
امر رب العالمين ابليس اول ما أمره بان
يستفزز من يستطيع من عباده وان يجلب عليهم
بخيله ورجله
يعني
أمره أن يشغلهم بالسياسة والحروب
وبعد
ذلك قال له عبادي ليس لك عليهم سلطان الا
من اتبعك من الغاوين
فخروجك
من دائرة لغو السياسة ومعمعتها سيخرجك
أيضا وبشكل كبير من دائرة الغاوين في
الدنيا
وذلك
سيعطي ملاكك المقرّب الذي يشهد كتابك
ويخوض بك ومعك المنافسة ان يلفت انتباهك
باشاراته وتوجيهاته
فملاكك
المقرّب الذي يشهد كتابك المرقوم هو لا
يشهد كتابك المرقوم انت فقط
لكنه
عنده نظرة واسعة وشاملة لساحة المنافسة
يعني
علاقته بك هي كعلاقة المراقب الموجّه
الذي يقف فوق قمة الجبل مع الذي يمشي في
الوادي وينتظر منه التوجيهات
فالذي
يمشي في الوادي ووسط الغابات قد لا يرى
أحيانا من طريقه الا بقدر عشرين متر فقط
، واحيانا اكثر بقليل
لكنه
لا يملك الرؤية الكاملة الشاملة التي
يملكها من يقف فوق قمة الجبل ويراقبه
ويوجهه
وهكذا
هي سعة رؤية ونظرة ومعرفة الملاك المقرّب
الذي يخوض معك المنافسة ويشهد كتابك
المرقوم للطريق الأمثل الذي يجب عليك ان
تسلكه وتمشي به في الوادي لتصل للهدف
المنشود بكل يسر وأمان
فهذا
النذر كما انه لتجديد بيعة الغدير والولاء
لأمير المؤمنين
فهو
أيضا اشارة منك للملاك المقرب المسؤول
عنك انك من اليوم ستنتبه لإشاراته وتوجيهاته
لك
فرحلتنا
هذه من المهم جدا ان نضمن ان يكون روح
الايمان معنا بها فامير المؤمنين يقول
أن :
رُوحَ
الْبَصَرِ رُوحُ الْحَيَاةِ لَا يَنْفَعُ
إِيمَانٌ إِلَّا بِهِ، مَعَ كَلِمَةِ
اللَّهِ وَ التَّصْدِيقِ بِهَا
والمقرب
الذي يشهد كتابك هو كلمة من كلمات الله
فسنحتاج
للإثنين في سفرنا هذا
سنحتاج
للروح لأنها هي المفهّمة
وسنحتاج
لكلمة الله والتصديق بها لأنها هي الدليل
في رحلتنا هذه
وقبل
كل شيء نحتاج في هذا السفر لنية صادقة
نبتدء بها رحلتنا بقلب سليم
فكما
قَالَ الصَّادِقُ ع :
صَاحِبُ
النِّيَّةِ الصَّادِقَةِ صَاحِبُ
الْقَلْبِ السَّلِيم