السبت، 30 يونيو 2018

حديث الفرقة الناجية دستور المتنافسين وصراط الناجين







أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلّي على محمد وآل محمد

رب اشرح لي صدري

وضع عنّي وزري الذي أنقض ظهري

وأرفع لي ذكري

واجعل لي من بعد العسر يسرا

واجعل لي من بعد العسر يسرا

السلام عليكم إخوتي وأخواتي المتنافسين والمتنافسات الكرام ورحمة الله وبركاته

حديث الفرقة الناجية دستور المتنافسين وصراط الناجين

هذا العنوان سيكون هو عنوان حديثنا لهذا اليوم إن شاء الله

والذي سنخصصه كله للحديث عن رواية أمير المؤمنين

التي بيّن لنا بها الفرقة الناجية من بين الفِرق الثلاثة والسبعون كلهم

والتي بيّن لنا فيها أيضا

لماذا هذه الفرقة ستنجوا

ولماذا بقية الفرق لن تنجوا

وسنحاول إن شاء الله

وبحوله وقوته

أن نتناول فقرات هذه الرواية بالتوضيح

فقرة فقرة

ومن خلالها سنكتشف إن شاء الله

لماذا يتجاهلها من نطلق عليهم إسم علماء وسادة ومشايخ

ولا يأتون على ذكرها أبدا

فكما قلنا في العنوان

أن هذه الرواية توضح وبشكل واضح وصريح الخطوط العريضة لدستور المتنافسين

والصراط الذي يجب على كل متنافس منهم أن يسلكه ليصل منه فقط للنجاة ،

وليتسجل اسمه كذلك مع ومن أسماء الفرقة الناجية

الرواية أنقلها هنا من

كتاب سليم بن قيس الهلالي، ج‏2، أبتداءا من الصفحة: 605

الحديث السابع [1]

قَالَ أَبَانٌ

قَالَ سُلَيْمٌ

وَ سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ ع يَقُولُ

إِنَّ الْأُمَّةَ سَتَفْتَرِقُ عَلَى ثَلَاثٍ وَ سَبْعِينَ فِرْقَةً

اثْنَتَانِ وَ سَبْعُونَ فِرْقَةً فِي النَّارِ

وَ فِرْقَةٌ فِي الْجَنَّةِ

وَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ فِرْقَةً مِنَ الثَّلَاثِ وَ السَّبْعِينَ تَنْتَحِلُ مَحَبَّتَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ

وَاحِدَةٌ مِنْهَا فِي الْجَنَّةِ

وَ اثْنَتَا عَشْرَةَ فِي النَّارِ

هذا المقطع من هذه الرواية

هو تقريبا المقطع الوحيد الذي يذكره علماء ومشايخ الامة الاسلامية سنة وشيعة للناس

أما بقية الرواية

فمن النادر أن تجد من يذكره من المشايخ والسادة للناس في مجالسهم

او من على المنابر

شخصيا لم أسمع أي خطيب منبر يكمل هذه الرواية حتى نهايتها

أو انه قد تناولها بالشرح

وهنا سأدّعي أن أي خطيب أو أيّ شيخ او راوي أو عالم أو مرجع من الموجودين بين الناس اليوم

لو انه تجرء وتناولها كاملة بالشرح

او حتى لو انه ذكرها كاملة وبدون شرح

فإنه بذلك سيبين عواره الشخصي

لكل أو على الأقل لبعض من يسمعونه وينصتون له في مجلسه ذاك

وسيتبين لنا إن شاء الله بين طيّات الحديث كيف ولماذا سيكون ذلك

في الفقرة السابقة بيّن لنا أمير المؤمنين عليه السلام النتيجة النهائية للمنافسة بين المتنافسين

وهي أن فرقة واحدة فقط من بين جميع تلك الفرق المتنافسة هي الفائزة والناجية

وفي الفقرة التالية لها سيبين لنا بها تلك المواصفات الرئيسية لأفراد هذه الفرقة الناجية

فقال:

وَ أَمَّا الْفِرْقَةُ

النَّاجِيَةُ

الْمَهْدِيَّةُ

المؤملة

الْمُؤْمِنَةُ

الْمُسْلِمَةُ

الْمُوَافِقَةُ

الْمُرْشَدَةُ

(((انتبهوا للصفات السابقة مرة أخرى)))

يكمل الامام ويقول:

فَهِيَ ((ويعني الفرقة الناجية))

الْمُؤْتَمِنَةُ بِي

الْمُسَلِّمَةُ لِأَمْرِي

الْمُطِيعَةُ لِي

الْمُتَبَرِّئَةُ مِنْ عَدُوِّي

الْمُحِبَّةُ لِي

وَ الْمُبْغِضَةُ لِعَدُوِّي

إنتبهوا هنا

أن أمير المؤمنين ربط الفئة الناجية به هو شخصيا و من كل الجهات

ولم يربطهم بمحمد صلى الله عليه وآله

وذلك حين قال:

الْمُؤْتَمِنَةُ بِي

الْمُسَلِّمَةُ لِأَمْرِي

الْمُطِيعَةُ لِي

الْمُتَبَرِّئَةُ مِنْ عَدُوِّي

الْمُحِبَّةُ لِي

وَ الْمُبْغِضَةُ لِعَدُوِّي

وربما سيسأل أحدكم هنا :

ماذا عن محبين ومتبعين رسول الله صلى الله عليه وآله؟

وجوابه أنه ربما يكون محبا لرسول الله

لكنه لو كان فعلا من الذين يحبون رسول الله لكان وثق بكلامه واتبعه

وبالنتيجة لكان اتبع عليا عليه السلام ،

فالحب هو الاتباع والانصياع للمحبوب

ولا يمكن ان تقول انني احب فلان

وبنفس الوقت لا تتبع من تحبه ولا تثق بمن تحبه

ورسول الله صلى الله عليه وآله

لم يترك مناسبة الا ودعى الناس لولاية علي بن ابي طالب عليه السلام

وللاقتداء ولاتباع عليّ عليه السلام دون الناس

والروايات الكثيرة تؤكد على هذا المعنى

من أن رسالة رسول الله صلى الله عليه وآله

كلها تدور حول الدعوة لولاية علي عليه السلام

وتقصّي تلك الروايات وتفاسير الآيات هنا سيوجب التطويل الطويل

لكننا سنذكر هنا هذه الرواية

ولعلنا في التعليقات والاجابات تحت هذا المقال سنأتي بالكثير منها إن شاء الله

5- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْبَرْقِيِّ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عُثْمَانَ

عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ:

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع:

إِنَّ عَلِيّاً آيَةٌ لِمُحَمَّدٍ ص

وَ إِنَّ مُحَمَّداً يَدْعُو إِلَى وَلَايَةِ عَلِيٍّ ع........إنتهى

وحديث يوم الغدير أشهر من أن نحتاج لأن نذكره أو لأن نذكّر به أي إنسان

المهم هنا أن أمير المؤمنين قد ربط الفئة الناجية به مباشرة ومن كل الجهات

فهم كما يقول عنهم:

الْمُؤْتَمِنَةُ بِي

الْمُسَلِّمَةُ لِأَمْرِي

الْمُطِيعَةُ لِي

الْمُتَبَرِّئَةُ مِنْ عَدُوِّي

الْمُحِبَّةُ لِي

وَ الْمُبْغِضَةُ لِعَدُوِّي

ثم يكمل أمير المؤمنين وصفه لهذه الفئة فيقول:

الَّتِي قَدْ عَرَفَتْ

حَقِّي

وَ إِمَامَتِي

وَ فَرْضَ طَاعَتِي

مِنْ كِتَابِ اللَّهِ

وَ سُنَّةِ نَبِيِّهِ

في هذا المقطع يقول أمير المؤمنين عليه السلام :

أن هذه الفرقة لم تعرف حقه وامامته وفرض طاعته من أفواه الرجال

بل من كِتَابِ اللَّهِ وَ سُنَّةِ نَبِيِّهِ

يعني أفراد هذه الفرقة يبحثون بنفسهم عن عقائدهم من الكتاب والعترة

وهم لا يقلدون الرجال في عقائدهم

فهم يكثرون من قرائة القران ويفهمونه من خلال العترة فقط

فهم يقرؤون القرآن ويقرؤون الروايات

ويتفكرون بأيات القرآن ويتفكرون بالروايات

إنهم يبحثون فيهما وفي كل حروفهما وكلماتهما وسطورهما وما بين سطورهما

عن عبق علي عليه السلام

ولا يهمهم ما يقوله الرجال كانوا من كانوا في علي

ولا يهمهم ما يقبله الرجال من صفاته ومقاماته

ولا ما يرفضوه منها

ولا ما يرده الرجال منهما ،، كانوا من كانوا

فهم لا يستمعون للرجال

لأنهم عقلاء وفهماء

لدرجة أنهم يقتدون بأميرهم أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع الذي قد قال لهم:

مَنْ أَخَذَ دِينَهُ مِنْ أَفْوَاهِ الرِّجَالِ أَزَالَتْهُ الرِّجَالُ

وَ مَنْ أَخَذَ دِينَهُ مِنَ الْكِتَابِ وَ السُّنَّةِ زَالَتِ الْجِبَالُ وَ لَمْ يَزُلْ........إنتهى

وأمير المؤمنين لم يستثني في مقاله هذا من الرجال أحد على الإطلاق

ولم يجعل الرجال في كلامه أبدا طريقا لمعرفة الحق

بل على العكس تماما

فدائما كان يركز على ان الطريق للنجاة هو طريق فردي

وعلى السالك أن يسلكه وحيدا غريبا

وبعيدا عن الرجال وافواه الرجال

والقول التالي للأمير أشهر من أن نضع له سندا

فقد قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع

الْحَقُّ لَا يُعْرَفُ بِالرِّجَالِ

اعْرِفِ الْحَقَّ تَعْرِفْ أَهْلَه‏

فالرجال كانوا من كانوا ليس مهمتهم أن ينوّروا القلوب بمعرفة الولاية

بل ربما على العكس تماما

فحسب نفس هذه الرواية فإن 12 فرقة من 73 فرقة تدّعي المحبة لهم

ويروون حديثهم ويقولون بألسنتهم أنهم شيعتهم

لكنهم رغم ذلك يعبدون الله على دين الشيطان

وسيأتينا بعد قليل وبالتفصيل لماذا على دين الشيطان وما هو دين الشيطان

لكن يمكننا القول أن عنوانه العريض هو أنه الدين الذي تنطق به افواه الرجال

وكذلك يمكن القول أن الدين المعادي للولاية والمبعّد عنها

هو الدين الذي يؤخذ من أفواه الرجال

..…

نعود لحديث الفرقة الناجية مرة أخرى

وصلنا إلى أن افراد الفرقة الناجية يأخذون دينهم فقط من الكتاب والعترة

ويتفكرون بهما.

ماذا ستكون النتيجة حينها؟

يكمل أمير المؤمنين الحديث مبيّنا لنا ذلك فيقول:

فَلَمْ تَرْتَدَّ وَ لَمْ تَشُكَّ

لِمَا قَدْ نَوَّرَ اللَّهُ فِي قَلْبِهَا

مِنْ مَعْرِفَةِ حَقِّنَا

وَ عَرَّفَهَا مِنْ فَضْلِهَا

وَ أَلْهَمَهَا

وَ أَخَذَهَا بِنَوَاصِيهَا

فَأَدْخَلَهَا فِي شِيعَتِنَا حَتَّى اطْمَأَنَّتْ قُلُوبُهَا

من هنا بدء حديث نور القلوب فقال:

لِمَا قَدْ نَـــــــوَّرَ اللَّهُ فِي قَلْبِهَا مِنْ مَعْرِفَةِ حَقِّنَا

وألهمها

وأخذها بنواصيها

فأدخلها

كل هذه الافعال ينسبها الامير لله مباشرة ولاتباعهم الكتاب والسنة

فنتيجة إتّباع منهج الكتاب والعترة والتفكّر بهما هو:

أن الله سينور قلوبهم

ويلهمهم ويأخذ بنواصيهم ويدخلهم

يعني سيتولى جميع أمورهم من بدايتها لنهايتها

ونتيجة من سينير قلوبهم ويلهمهم ويأخذ بنواصيهم ويدخلهم هي:

وَ اسْتَيْقَنَتْ يَقِيناً لَا يُخَالِطُهُ شَكٌّ

أَنِّي أَنَا

وَ أَوْصِيَائِي بَعْدِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ [هُدَاةٌ] مُهْتَدُونَ

إنتبهوا هنا أنه قال أن الأوصياء أوصيائه هو ،،

فكل الأوصياء هم أوصيائه

والأوصياء أولهم وأوسطهم وأخرهم وكلهم هم محمد صلى الله عليه وآله

وكلهم بنفس الوقت يدعون إلى ولاية سيدهم سيد الأوصياء عليه السلام

تخيل هذه الصورة هكذا:

سيد الأوصياء يقف بالوسط

ويحيط به 12 وصي

وهم كلهم محمد أولهم وأوسطهم وآخرهم

وكلهم صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين

وكلهم يدعون لولاية سيدهم الذي يقف وسطهم

فالإثني عشر هم مقام الإمامة

وثالث عشرهم الذي وسطهم هو الولي صاحب الولاية

والامامة تدعوا للولاية

تماما كما أن الأئمة يدعون للوليّ

والرسالة هي جزء بسيط جدا من مهام مقام الامامة

فمحمد أحدهم

وعيسى أحدهم

وموسى أحدهم

وابراهيم أحدهم

ونوح أحدهم أيضا

صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين

فبني إسرائيل الفرق الإثنين والسبعين المتنافسة هم ذرياتهم

أي ذرية الأئمة

ولذلك فهم حين ينزلون بينهم كرسل وأئمة

فسيكونون رسل وأئمة لنفس ذرياتهم

فهم يرافقون ذرياتهم

ليعلّموا ذرياتهم

فهم بهذه الطريقة كانوا الأساتذة لذرياتهم على طول الزمان

وهم رسل الله لذرياتهم على طول الزمان

فهم يكرون مع ذرياتهم بأسماء وصفات مختلفة ولا يتركونهم أبدا

لكنهم ليسوا ظاهرين لهم دائما بينهم بهذه الصفات

ففي أكثر الكرات يكونون متخفّين بينهم ومعهم باسماء وصفات مختلفة

أنا وعلي أبوا هذه الأمة

فكيف يمكن أن نتخيل أن الأب يترك أبنائه لتفترسهم شياطين الجن والانس

أنا وعلي أبوا هذه الأمة

أنا في هذا الموضع هم (((الأوصياء الإثني عشر))) فكلهم محمد

وعلي في هذا الموضع هو سيد الأوصياء

وهو الاسم المكنون والساكن في القلوب

فعلي هو آدم الأول

والأوصياء الإثني عشر هم بنيه،،

يعني الأوصياء هم بني آدم

والفرق الإثنين والسبعين هم ذرية بني آدم

يعني ذرية الأئمة الإثني عشر

وَإِذْ أَخَذَ

1- رَبُّكَ

مِن

2- بَنِي آدَمَ

مِن ظُهُورِهِمْ

3- ذُرِّيَّتَهُمْ

وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ

قَالُواْ بَلَى

شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ

نعود مرة أخرى لحديث أمير المؤمنين عليه السلام وإلى حيث وصلنا بالحديث

أن الفرقة الناجية تصل من خلال اتباعها منهج الكتاب والسنة

لليقين ولحق اليقين

ولتأييد الله لهم من داخل قلوبهم

والنتيجة ستكون:

فَلَمْ تَرْتَدَّ وَ لَمْ تَشُكَّ

لِمَا قَدْ نَوَّرَ اللَّهُ فِي قَلْبِهَا

مِنْ مَعْرِفَةِ حَقِّنَا

وَ عَرَّفَهَا مِنْ فَضْلِهَا

وَ أَلْهَمَهَا

وَ أَخَذَهَا بِنَوَاصِيهَا

فَأَدْخَلَهَا فِي شِيعَتِنَا حَتَّى اطْمَأَنَّتْ قُلُوبُهَا

وَ اسْتَيْقَنَتْ يَقِيناً لَا يُخَالِطُهُ شَكٌّ

أَنِّي أَنَا

وَ أَوْصِيَائِي بَعْدِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ [هُدَاةٌ] مُهْتَدُونَ

الَّذِينَ قَرَنَهُمُ اللَّهُ بِنَفْسِهِ وَ نَبِيِّهِ فِي آيٍ مِنَ الْكِتَابِ كَثِيرَةٍ

وَ طَهَّرَنَا وَ عَصَمَنَا

وَ جَعَلَنَا شُهَدَاءَ عَلَى خَلْقِهِ وَ حُجَّتَهُ فِي أَرْضِهِ

وَ خُزَّانَهُ عَلَى عِلْمِهِ

وَ مَعَادِنَ حُكْمِهِ

وَ تَرَاجِمَةَ وَحْيِهِ

وَ جَعَلَنَا مَعَ الْقُرْآنِ

وَ الْقُرْآنَ مَعَنَا لَا نُفَارِقُهُ وَ لَا يُفَارِقُنَا حَتَّى نَرِدَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ص حَوْضَهُ كَمَا قَالَ

كل هذا يجب أن يعرفه ويجده من يريد النجاة ولوحده من الكتاب والعترة وبعيدا عن أفواه الرجال

.

.

.

يعود الأمير في الفقرة التالية للحديث عن الفرقة الواحدة الناجية فيقول:

وَ تِلْكَ الْفِرْقَةُ الْوَاحِدَةُ مِنَ الثَّلَاثِ وَ السَّبْعِينَ فِرْقَةً هِيَ النَّاجِيَةُ مِنَ النَّارِ

وَ مِنْ جَمِيعِ الْفِتَنِ وَ الضَّلَالاتِ وَ الشُّبُهَاتِ

.

.

لماذا نجت هذه الفرقة من كل ذلك؟

.

.

والجواب أن هذه الفرقة نجت من النار لأنها اقتدت به حين قال:

كُنْ فِي الْفِتْنَةِ كَابْنِ اللَّبُونِ لَا ظَهْرٌ فَيُرْكَبَ وَ لَا ضَرْعٌ فَيُحْلَب‏

فمن سيأخذ دينه من الكتاب والعترة سيعرف أمرهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ،

وأمرهم فيه أوضح وأبين من وضوح الشمس وسط السماء في نهار لا غيم به على الإطلاق

وبالتالي سيتنكّب الفتن

وسيكون أمره فيها كابن اللبون

يقول أمير المؤمنين عليه السلام

«مَنْ لَمْ يَعْرِفْ أَمْرَنَا مِنَ الْقُرْآنِ، لَمْ يَتَنَكَّبِ الْفِتَنَ»

والتنكب هو الابتعاد والتجنّب

يعني ما دامك لم تعرف أمرهم من القرآن

فإنك ستنغمس طوال حياتك في الفتن حتى أذنيك،

وأنت تحسب أنك تحسن صنعا

يستمر الأمير بحديثه عن الفرقة الناجية فيقول:

هُمْ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَقّاً وَ هُمْ سَبْعُونَ أَلْفاً يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ ... بِغَيْرِ حِسابٍ

ومن الفقرة التي تلي هذه سيبدء الأمير بالحديث عن الفرق الاثنين والسبعين فيقول:

وَ جَمِيعُ تِلْكَ الْفِرَقِ الِاثْنَتَيْنِ وَ السَّبْعِينَ هُمُ

الْمُتَدَيِّنُونَ بِغَيْرِ الْحَقِّ

النَّاصِرُونَ لِدِينِ الشَّيْطَانِ

الْآخِذُونَ عَنْ إِبْلِيسَ وَ أَوْلِيَائِهِ

هُمْ أَعْدَاءُ اللَّهِ تَعَالَى

وَ أَعْدَاءُ رَسُولِهِ

وَ أَعْدَاءُ الْمُؤْمِنِينَ

يَدْخُلُونَ النَّارَ بِغَيْرِ حِسَابٍ

بُرَآءُ مِنَ اللَّهِ وَ مِنْ رَسُولِهِ [نَسُوا اللَّهَ وَ رَسُولَهُ]

في الفقرات السابقة أثبت الأمير لتلك الفرق بأنهم متدينون لكنه قال عنهم

أنهم متدينون بغير الحق

فما هو الحق الذي يصح تدينهم به معه؟

لن نخرج من الاطار الذي تكلم به الأمير سابقا وسنقول:

أن سبب عدم نجاة الفرق الاثنين والسبعين كلها

هو أنهم لم يجعلوا الامير محور حياتهم وعباداتهم واعتقاداتهم

فلقد استعاضت ستين فرقة من الاثنين والسبعين عن أمير المؤمنين

برسول الله صلى الله عليه وآله

فجعلته محور دينها

ولم تتبع بذلك وصية رسول الله صلى الله عليه وآله

والتي أوصى بها بولاية علي عليه السلام

فتلك الفرق الستين جميعها تقول أننا نحب رسول الله صلى الله عليه وآله

لكنهم فعلا وواقعا لم يتبعوا وصيته باتباع سيد الأوصياء

وبالتالي فهم لم ينفذوا تعاليم نبيهم ووصيته لهم

فهم بها إمّا يكذبون من يدعون محبته

وبالتالي فهم لا يحبونه فعلا

أو أنهم شاكّين به ولا يصدقونه

أمّا الإثني عشرة فرقة الباقية فهؤلاء يدّعون المحبة والاتباع لأمير المؤمنين لسانا فقط

لكنهم فعلا لم يقتدوا بأمير المؤمنين عليه السلام

ولم يطيعوا ما اوصاهم رسول الله صلى الله عليه وآله به

من أن يتخذوا الكتاب والعترة منهجا

فاتخذوا لهم مناهج مختلفة ساقهم اليها الرجال بأفواههم

وهم بدورهم مشوا خلفهم بإرادتهم وبالتالي أخذوا دينهم من أفواههم

فخالفوا بذلك وصية رسول الله صلى الله عليه وآله

ووصية أمير المؤمنين عليه السلام

بعدم اخذ دينهم من أفواه الرجال

ولم يصدقوه حين قال لهم ان الرجال سيضلونكم ويزيلونك عن دينكم

وانكم لن تعرفوا الحق بالرجال

فخالفوه وأصروا على مخالفته

وأصروا على معرفة الحق بالرجال

فاتخذوهم اربابا من دون الله

مراجع وعرفاء فسقة

يحللون لهم الحرام ويحرمون عليهم الحلال

والنتيجة كما يبينها لنا أمير المؤمنين عليه السلام في بقية الحديث هي أنهم :

وَ أَشْرَكُوا بِاللَّهِ

وَ كَفَرُوا بِهِ

وَ عَبَدُوا غَيْرَ اللَّهِ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ-

وَ هُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً

يَقُولُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَ اللَّهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ ...

فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَما يَحْلِفُونَ لَكُمْ

وَ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلى شَيْءٍ

أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْكاذِبُونَ

فالفرق الاثنين والسبعين كلهم متدينون

وكلهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا

ويحسبون أنهم على شيء

لكنهم ليسوا على شيء أبدا

والسبب؟

السبب أنهم يتبعون الرجال،

وهؤلاء الرجال خدعوهم ،

وبعضهم أيضا خدع بعض ،

سواء خدعوهم عن قصد

او عن غير قصد

مثل ان يقول احدهم للآخر :

هذا هو الامام يكرّ بيننا

أو هذا هو ابن الامام

أو هذا هو اليماني أو غير ذلك من التوصيفات

سلام الله عليهم يقولون أن أمرهم أبين من الشمس

يعني لا يحتاج لمن ينظّر له ويمهد له ويسويله دعاية ويدعوا الناس له

من يفعل ذلك فأنه يضل أصحابه وأتباعه

ومن سيصدقه ويتبعه فإنه لم يأخذ دينه من الكتاب والعترة

بل أخذه من فاهه لا عن علم بالكتاب والعترة ،،

فالداعي حين دعى الناس بفاهه

لأن يتبعوه ويتبعوا هذا او ذاك من الناس لأنه يعتقد انه الامام

جعل نفسه مذموما من حيث يعرف او لا يعرف

فجميع الرجال سيضلون جميع من سيتبعونهم وبلا استثناء

فلا الرسول ولا سيد الاوصياء ولا الاوصياء أمروك بأن تتبع الرجال فيما يقولونه

وانت بمجرد ان تتبع اي رجل وتستمع له وتاخذ منه

ستكون قد خالفت رسولك ووليك وأئمتك صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين

في الفقرة التالية من هذه الرواية سليم يسأل أمير المؤمنين:

ما هو حكم مجموعة كبيرة ومعينة من الناس في حالات معينة فـــ:

قَالَ:

فَقُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ

أَ رَأَيْتَ مَنْ قَدْ وَقَفَ فَلَمْ يَأْتَمَّ بِكُمْ

وَ لَمْ يُعَادِكُمْ

وَ لَمْ يَنْصِبْ لَكُمْ

وَ لَمْ يَتَعَصَّبْ

وَ لَمْ يَتَوَلَّكُمْ

وَ لَمْ يَتَبَرَّأْ مِنْ عَدُوِّكُمْ

وَ قَالَ لَا أَدْرِي وَ هُوَ صَادِقٌ؟ (((إنتبه لكلمة صادق هنا)))

قَالَ ((الكلام انتقل من هنا مرة أخرى لأمير المؤمنين عليه السلام))):

لَيْسَ أُولَئِكَ مِنَ الثَّلَاثِ وَ السَّبْعِينَ فِرْقَةً

وبدورنا نسأل الأمير ونقول :

يا أمير المؤمنين لماذا لَيْسَ أُولَئِكَ مِنَ الثَّلَاثِ وَ السَّبْعِينَ فِرْقَةً؟

نلاحظ في الفقرة التالية أنه سلام الله عليه لم يلتفت نهائيا لمن سأل عنهم سليم

فأمرهم غير مهم على الإطلاق

فهؤلاء هم الغافلون الذين هم من ذرؤوهم لجهنم بصورة سيبقون معها غافلين الى يوم موتهم

ولا ذنب لهم هنا مهما فعلوا

لأنهم خلقوهم وذرؤوهم لجهنم على هذه الصورة

وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ

لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا

وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا

وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا

أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ

أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ

فليس ذنبهم أنهم مخلوقون من البداية للنهاية بهذه الصورة

ولذلك فإن أمير المؤمنين لم يهتم بالكلام عنهم نهائيا

وانتقل بالحديث مباشرة وحصره بالفرق الثلاثة والسبعون فقط ، فقال:

إِنَّمَا عَنَى رَسُولُ اللَّهِ ص بِالثَّلَاثِ وَ السَّبْعِينَ فِرْقَةً

الْبَاغِينَ النَّاصِبِينَ

الَّذِينَ قَدْ شَهَرُوا أَنْفُسَهُمْ

وَ دَعَوْا إِلَى دِينِهِمْ

فالباغين الناصبين هنا

والذين شهروا أنفسهم ودعوا الى دينهم

هم من هذه الفرق الإثنين والسبعين

وليسوا من الغافلين الذي لا يعلمون وهم صادقون بعدم علمهم ،

فكيف لهم من الاساس أن يعلموا وهم مخلوقون بهذه الهيئة؟

يكمل أمير المؤمنين عليه السلام التوضيح قائلا:

فَفِرْقَةٌ وَاحِدَةٌ مِنْهَا

تَدِينُ بِدِينِ الرَّحْمَنِ

وَ اثْنَتَانِ وَ سَبْعُونَ تَدِينُ بِدِينِ الشَّيْطَانِ

.

.

فما هو دين الشيطان إذن؟

.

.

من الواضح أن الشيطان لا يدعوا هذه الفرق الخاسرة الهالكة لعبادته أو لعبادات شيطانية

بل هو يدعوهم للتمسك بدين محمد ولطاعة محمد صلى الله عليه وآله

وبالاجتهاد به أشد الإجتهاد

لكن وبنفس الوقت يأمرهم أو يلهيهم برجاله عن الاقتراب من الولاية

ويأمرهم بالإبتعاد عنها وعن سيد الأوصياء

وبتعبير قرآني إنه المسؤل عن أقعادهم عن الصراط المستقيم

قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ

وهنا لا تحسب أن الشيطان أو إبليس يقومان بشيء شرير أو سيء كما يقول الجميع

فكل ما يفعله إبليس والشيطان هنا هو أنهما يحاميان عن الصراط المستقيم

لكي لا يصل له كل من هب ودب من المتنافسين أو من غير المتنافسين

ولكي لا يصله أي ناقص عقل ودين من المتنافسين

ولكي لا يصله مقلد في دينه ودنياه

ولكي لا يصل له كل من ينعق خلف كل من ينعق له بنعقة فينعقها خلفه

.

.

فمقام أمير المؤمنين لا يصله من عادته النعق والنعيق خلف كل ناعق ويميل مع كل ريح

.

.

ولذلك أقول أن إبليس ورجله المفضل الشيطان

كانت ولا تزال مهمتهما الرئيسية التي أوكلها لهما رب العالمين في اجتماع الملأ الأعلى

هي أن يكونا خط الدفاع الأول والأقوى للصراط المستقيم

.

.

وأن يحاميان عن الصراط المستقيم لكي لا يتمكن من أن يصل له الا من نوّر الله قلبه بنور روح الإيمان

وصفى ذهنه بطول قرائة القرآن وكلام العترة الطاهرة من كدورات الشبهات وظلمات الاوهام

.

.

.

ويكمل أمير المؤمنين الكلام عن الفرق الـ72 وعن صفاتهم ومنهجهم في التدين فقال:

وَ اثْنَتَانِ وَ سَبْعُونَ تَدِينُ بِدِينِ الشَّيْطَانِ

وَ تَتَوَلَّى عَلَى قَبُولِهَا

وَ تَتَبَرَّأُ مِمَّنْ خَالَفَهَا

.

.

يعني كل من يدعو لمرجعه

أو شيخه أو عالمه أو أستاذه

ويدافع عنه

ويتولى الناس

أو يتبرء منهم على اساس ذلك

فإنه يدخل في عداد هذه الفرق الكثيرة الخاسرة

وكذلك فإن كل من يدعو لدينه أو لمذهبه

فيحب ويتولى الناس أو يتبرء منهم على اساس بعدهم وقربهم من دينه ومذهبه

فهو يدخل أيضا في هذه الفرق الخاسرة

.

.

والفقرات السابقة

وكذلك التالية من هذه الرواية

كان الكلام بها وسيبقى يدور عن أفراد الفرق الاثنين والسبعين الخاسرة

ولا علاقة له بالغافلين الذين ذرؤوهم لجهنم غافلين

ولا يستطيعون غير الغفلة

فقال سلام الله عليه:

فَأَمَّا مَنْ وَحَّدَ اللَّهَ

وَ آمَنَ بِرَسُولِ اللَّهِ ص

وَ لَمْ يَعْرِفْ وَلَايَتَنَا

وَ لَا ضَلَالَةَ عَدُوِّنَا

وَ لَمْ يَنْصِبْ شَيْئاً

وَ لَمْ يُحِلَّ وَ لَمْ يُحَرِّمْ

وَ أَخَذَ بِجَمِيعِ مَا لَيْسَ بَيْنَ الْمُخْتَلِفِينَ مِنَ الْأُمَّةِ فِيهِ خِلَافٌ

فِي أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَمَرَ بِهِ

وَ كَفَّ

عَمَّا بَيْنَ الْمُخْتَلِفِينَ مِنَ الْأُمَّةِ فِيهِ خِلَافٌ

فِي أَنَّ اللَّهَ أَمَرَ بِهِ أَوْ نَهَى عَنْهُ

فَلَمْ يَنْصِبْ شَيْئاً

وَ لَمْ يُحَلِّلْ

وَ لَمْ يُحَرِّمْ

وَ لَا يَعْلَمُ

وَ رَدَّ عِلْمَ مَا أُشْكِلَ عَلَيْهِ إِلَى اللَّهِ

فَهَذَا نَاجٍ

.

.

أمير المؤمنين يقول عنه أنه ناج،

لكن كيف يكون من الخاسرين

وبنفس الوقت يقول عنه أنه ناج؟

في الفقرات التالية سيبين لنا أمير المؤمنين كيف سينجو

ومن ماذا سينجو

فقال:

وَ هَذِهِ الطَّبَقَةُ بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَ بَيْنَ الْمُشْرِكِينَ

.

.

إنتبهوا هنا لقوله بين المؤمنين وبين المشركين

.

.

فالمؤمنون هم أفضل المتنافسين

وهم خلاصة المتنافسين

وهم الفرقة الثالثة والسبعون

وهم الفرقة الفائزة الناجية

وهم السبعون ألفا أصحاب النجائب

وهم الذين سيُحشرون إلى الرحمن وفدا

أمّا المشركون فهم أسوء أفراد الفرق الستين الخاسرة

فالمؤمنين سيشفعون مع الشافعين قبل أن يُحشروا إلى الرحمن وفدا

والخاسرين هم الذين الذين لن يشفع فيهم أحد من الناس

وهم من سيسوقونهم بتوابيت الحديد الى جهنم جديدة فيوردونهم فيها

وأمّا هذه المجموعة الوسطية من المتنافسين بين المؤمنين والمشركين

فيقول عنهم أمير المؤمنين أنهم:

هُمْ أَعْظَمُ النَّاسِ وَ أَجَلُّهُمْ

((((يعني هم الأكثرية))))

وَ هُمْ أَصْحَابُ الْحِسَابِ وَ الْمَوَازِينِ وَ الْأَعْرَافِ وَ الْجَهَنَّمِيُّونَ

((((فأينما وجدت أيات أو روايات تتكلم عن الحساب والموازين والاعراف والجهنميون

فهي تخص او تتكلم عن هذه المجموعة من المتنافسين

والتي هي بين المؤمنين الناجين وبين المشركين)))

فالناجون يدخلون الجنة بغير حساب

فيحشرون إلى الرحمن وفدا وهم ركبانا على النجائب

والمشركون وهم الظلمة وأعوان الظلمة

ومن برى لهم قلما او ساق لهم دواة

هم الذين كان همهم ومهمومهم في الحياة الدنيا العلوا في الأرض والفساد فيها

فهؤلاء ليس لهم نصيب في الآخرة لأنهم استنفذوا جميع حظوظهم في الدنيا

تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ

وبالنتيجة سيُساقون الى جهنمهم الجديدة من غير حساب

وهم محشورون في توابيت الحديد

ومقيدون بسلاسل الحديد تلفح وجوههم النار

يعني تخيلوا حالة الغضب العارمة التي ستحل بجميع المستكبرين

وأعوانهم الذين هم اليوم رؤساء وملوك ودكتاتوريين العالم

ومن ساعدهم من قوّاد الجيوش والمنافقين ممن بروا لهم الأقلام ولاقوا لهم الأدوية

تخيلوا حالهم حين سيجمعونهم بطريقة مذلة ومهينة

ويضعونهم في توابيت الحديد

وينقلونهم الى عالم آخر أو جهنم جديدة))))

يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ

وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ

سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمْ النَّارُ

أمّا الذين كانوا لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا من المتنافسين

فهم المجموعة الواقعة بين هؤلاء الناجين وهؤلاء المشركين

فهؤلاء هم فقط من عليهم الحساب

وهؤلاء سينجون بالشفاعة كما بيّن لنا أمير المؤمنين ذلك حين قال

أن هؤلاء:

الَّذِينَ يَشْفَعُ لَهُمُ الْأَنْبِيَاءُ وَ الْمَلَائِكَةُ وَ الْمُؤْمِنُونَ

وَ يَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ فَيُسَمَّوْنَ الْجَهَنَّمِيِّينَ

وهؤلاء الجهنميون هم الذين سيرثون الأرض في دولة العدل الإلهي

وهم نفسهم الذين فيهم الحساب

فبعضهم سيستلم كتابه بعد الحساب بيمينه

وبعضهم سيستلمه بشماله

وبعد الحساب تأتي النجاة بالشفاعة لكل من لم تثقل موازينهم بالدرجة الكافية

فَأَمَّا الْمُؤْمِنُونَ (((وهم الفرقة الناجية السبعون ألفا)))

فَيَنْجُونَ وَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ ... بِغَيْرِ حِسابٍ (((يعني قبل الحساب وقبل الشفاعة)))

وهؤلاء هم أصحاب النجائب

أَمَّا الْمُشْرِكُونَ فَيَدْخُلُونَ النَّارَ بِغَيْرِ حِسَابٍ

((((يعني لا حساب عليهم ولا شفاعة))))

وهؤلاء سيضرب حولهم في المحشر سور أو جدار من نار حتى ينتهي حساب الخلائق

ثم يحشرون في توابيت الحديد ويبعثون إلى جهنم جديدة

وَ إِنَّمَا الْحِسَابُ عَلَى أَهْلِ هَذِهِ الصِّفَاتِ بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُشْرِكِينَ

وَ الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَ الْمُقْتَرِفَةِ

وَ الَّذِينَ خَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً وَ آخَرَ سَيِّئاً

وَ الْمُسْتَضْعَفِينَ الَّذِينَ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةَ الْكُفْرِ وَ الشِّرْكِ

وَ لَا يُحْسِنُونَ أَنْ يَنْصِبُوا-

وَ لا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا إِلَى أَنْ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ عَارِفِينَ

فَهُمْ أَصْحابُ الْأَعْرافِ

وَ هَؤُلَاءِ لِلَّهِ فِيهِمُ الْمَشِيئَةُ

إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ إِنْ يُدْخِلْ أَحَداً مِنْهُمُ النَّارَ فَبِذَنْبِهِ

وَ إِنْ تَجَاوَزَ عَنْهُ فَبِرَحْمَتِهِ

فَقُلْتُ (((يعني سليم قال))) :

أَصْلَحَكَ اللَّهُ أَ يَدْخُلُ النَّارَ الْمُؤْمِنُ الْعَارِفُ الدَّاعِي؟

قَالَ ع: لَا

قُلْتُ: أَ فَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ لَا يَعْرِفُ إِمَامَهُ؟

قَالَ ع: لَا ........ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ

قُلْتُ: أَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ كَافِرٌ أَوْ مُشْرِكٌ؟

قَالَ: لَا يَدْخُلُ النَّارَ إِلَّا كَافِرٌ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ؟

قُلْتُ: أَصْلَحَكَ اللَّهُ، فَمَنْ لَقِيَ اللَّهَ مُؤْمِناً عَارِفاً بِإِمَامِهِ مُطِيعاً لَهُ أَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ هُوَ؟

قَالَ: نَعَمْ إِذَا لَقِيَ اللَّهَ وَ هُوَ مُؤْمِنٌ مِنَ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ- :

الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ - ... الَّذِينَ آمَنُوا وَ كانُوا يَتَّقُونَ ... الَّذِينَ آمَنُوا وَ لَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ

قُلْتُ: فَمَنْ لَقِيَ اللَّهَ مِنْهُمْ عَلَى الْكَبَائِرِ؟

قَالَ: هُوَ فِي مَشِيَّتِهِ إِنْ عَذَّبَهُ فَبِذَنْبِهِ

وَ إِنْ تَجَاوَزَ عَنْهُ فَبِرَحْمَتِهِ

قُلْتُ: فَيُدْخِلُهُ النَّارَ وَ هُوَ مُؤْمِنٌ؟

قَالَ: نَعَمْ بِذَنْبِهِ،

لِأَنَّهُ لَيْسَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ عَنَى اللَّهُ أَنَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ

لِأَنَّ الَّذِينَ عَنَى اللَّهُ أَنَّهُ لَهُمْ وَلِيُّ وَ أَنَّهُ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ

هُمُ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ يَتَّقُونَ اللَّهَ

وَ الَّذِينَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ

وَ الَّذِينَ لَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ

قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا الْإِيمَانُ؟

وَ مَا الْإِسْلَامُ؟

قَالَ: أَمَّا الْإِيمَانُ فَالْإِقْرَارُ بِالْمَعْرِفَةِ

وَ الْإِسْلَامُ فَمَا أَقْرَرْتَ بِهِ ، وَ التَّسْلِيمُ ، وَ الطَّاعَةُ لَهُمْ

قُلْتُ: الْإِيمَانُ الْإِقْرَارُ بَعْدَ الْمَعْرِفَةِ بِهِ؟

قَالَ: مَنْ عَــرَّفَهُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَ نَبِيَّهُ وَ إِمَامَهُ،

ثُمَّ أَقَرَّ بِطَاعَتِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ

قُلْتُ: الْمَعْرِفَةُ مِنَ اللَّهِ وَ الْإِقْرَارُ مِنَ الْعَبْدِ؟

قَالَ: الْمَعْرِفَةُ مِنَ اللَّهِ دُعَاءٌ وَ حُجَّةٌ وَ مِنَّةٌ وَ نِعْمَةٌ

وَ الْإِقْرَارُ مِنَ اللَّهِ قَبُولُ الْعَبْدِ- يَمُنُّ عَلى مَنْ يَشاءُ

وَ الْمَعْرِفَةُ صُنْعُ اللَّهِ تَعَالَى فِي الْقَلْبِ

وَ الْإِقْرَارُ فَعَالُ الْقَلْبِ مِنَ اللَّهِ وَ عِصْمَتُهُ وَ رَحْمَتُهُ

فَمَنْ لَمْ يَجْعَلْهُ اللَّهُ عَارِفاً فَلَا حُجَّةَ عَلَيْهِ

وَ عَلَيْهِ أَنْ يَقِفَ وَ يَكُفَّ عَمَّا لَا يَعْلَمُ

فَلَا يُعَذِّبُهُ اللَّهُ عَلَى جَهْلِهِ

فَإِنَّمَا يَحْمَدُهُ عَلَى عَمَلِهِ بِالطَّاعَةِ

وَ يُعَذِّبُهُ عَلَى عَمَلِهِ بِالْمَعْصِيَةِ

وَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُطِيعَ

وَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَعْصِيَ

وَ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَعْرِفَ

وَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَجْهَلَ

هَذَا مُحَالٌ

لَا يَكُونَ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ إِلَّا بِقَضَاءٍ مِنَ اللَّهِ وَ قَدَرِهِ وَ عِلْمِهِ وَ كِتَابِهِ

بِغَيْرِ جَبْرٍ

لِأَنَّهُمْ لَوْ كَانُوا مَجْبُورِينَ كَانُوا مَعْذُورِينَ وَ غَيْرَ مَحْمُودِينَ

وَ مَنْ جَهِلَ ، وَسِعَهُ أَنْ يَرُدَّ إِلَيْنَا مَا أُشْكِلَ عَلَيْهِ

وَ مَنْ حَمِدَ اللَّهَ عَلَى النِّعْمَةِ وَ اسْتَغْفَرَهُ مِنَ الْمَعْصِيَةِ

وَ أَحَبَّ الْمُطِيعِينَ وَ حَمِدَهُمْ عَلَى الطَّاعَةِ وَ أَبْغَضَ الْعَاصِينَ وَ ذَمَّهُمْ

فَإِنَّهُ يَكْتَفِي بِذَلِكَ إِذَا رَدَّ عِلْمَهُ إِلَيْنَا ...

يُحَاسَبُونَ مِنْهُمْ مَنْ يُغْفَرُ لَهُ وَ يُدْخِلُهُ الْجَنَّةَ بِالْإِقْرَارِ وَ التَّوْحِيدِ

وَ مِنْهُمْ مَنْ يُعَذَّبُ فِي النَّارِ ،

ثُمَّ يَشْفَعُ لَهُ الْمَلَائِكَةُ وَ الْأَنْبِيَاءُ وَ الْمُؤْمِنُونَ

فَيَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ وَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ

فَيُسَمَّوْنَ فِيهَا الجهنميون [الْجَهَنَّمِيِّينَ]

مِنْهُمْ أَصْحَابُ الْإِقْرَارِ

وَ لَيْسَتِ الْمَوَازِينُ وَ الْحِسَابُ إِلَّا عَلَيْهِمْ

لِأَنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ الْعَارِفِينَ لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ وَ الْحُجَّةِ فِي أَرْضِهِ

وَ شُهَدَاءَهُ عَلَى خَلْقِهِ الْمُقِرِّينَ لَهُمُ الْمُطِيعِينَ لَهُمْ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ ... بِغَيْرِ حِسابٍ

وَ الْمُعَانِدِينَ لَهُمُ

الْمُنْذِرِينَ

الْمُكَابِرِينَ

الْمُنَاصِبِينَ

أَعْدَاءَ اللَّهِ

يَدْخُلُونَ النَّارَ بِغَيْرِ حِسَابٍ

وَ أَمَّا مَا بَيْنَ هَذَيْنِ فَهُمْ جُــــــــلُّ النَّاسِ

وَ هُمْ أَصْحَابُ الْمَوَازِينِ وَ الْحِسَابِ وَ الشَّفَاعَةِ

قَالَ: قُلْتُ فَرَّجْتَ عَنِّي وَ أَوْضَحْتَ لِي وَ شَفَيْتَ صَدْرِي

فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي لَكَ وَلِيّاً فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ

قَالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُمْ

قَالَ: ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيَّ

فَقَالَ: أَ لَا أُعَلِّمُكَ شَيْئاً سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ص عَلَّمَهُ سَلْمَانَ وَ أَبَا ذَرٍّ وَ الْمِقْدَادَ؟

قُلْتُ: بَلَى يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ

قَالَ: قُلْ كُلَّمَا أَصْبَحْتَ وَ أَمْسَيْتَ (((عَشْرَ مَرَّاتٍ)))

اللَّهُمَّ ابْعَثْنِي عَلَى الْإِيمَانِ بِكَ

وَ التَّصْدِيقِ بِمُحَمَّدٍ رَسُولِكَ

وَ الْوَلَايَةِ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ

وَ الِايتِمَامِ بِالْأَئِمَّةِ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ

فَإِنِّي قَدْ رَضِيتُ بِذَلِكَ يَا رَبِّ ،،، عَشْرَ مَرَّاتٍ

قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ

قَدْ حَدَّثَنِي بِذَاكَ سَلْمَانُ وَ أَبُو ذَرٍّ وَ الْمِقْدَادُ فَلَمْ أَدَعْ ذَلِكَ مُنْذُ سَمِعْتُهُ مِنْهُمْ

قَالَ: لَا تَدَعْهُ مَا بَقِيت.................إنتهى

قبل أن نختم حديثنا لهذا اليوم سأقول:

لو وجدت مرجعا لم يشهر نفسه ولم يدعوا الناس لنفسه

فأعلم أنه يمكنك أن تستأنس بكلامه خلال بحثك ،،

وشخصيا لم أجد

ولو وجدت شيخا او سيدا او اي رجل دين من أي دين أو مذهب

ولا يعادي من خالفوه ولا يضللهم ولا يكفرهم

ولا يشجع اتباعه لفعل ذلك

فيمكنك أيضا أن تستأنس بكلامه خلال بحثك

وشخصيا لم أجد

ولو حصل ووجدت من هو كذلك فهو سيبقى من الرجال

وبالتالي عليك أن لا تأخذ دينك من فاهه

وعليك أن تبحث بنفسك عن دينك من الكتاب والعترة

فليس نفس المعلومة هي التي ستنير مصباح الهدى في قلبك

لكن نفس عملية البحث والتفكر هي من ستنير مصباح الهدى في قلبك وتزهره

ألف لام ميم هو مصباح الهدى وسفينة النجاة

كلما تفكرت بمضامين الكتاب والعترة أكثر

كلما أزهر مصباح الهدى في قلبك أكثر

نفس المعلومة يمكنك أن تجدها وتقرأها في ألف كتاب وكتاب

لكنها لن تنير مصباح قلبك

وسماعك لها من أفواه الرجال مهما كانوا كذلك لن ينير لك مصباح قلبك

لأن ليس نفس المعلومة هي من ستنير مصباح هداك في قلبك

فأنت يجب عليك أن تبذل المجهود الفكري اللازم لإيقاد مصباح هداك بنفسك

فالرجال جميعهم سيضلونك بأفواههم إن أنت اصغيت لهم فقط

ونور قلبك هو فقط من سيهديك إن أنت أنرته وأزهرته بطول الفكرة

أنت هو إمام زمانك ،

لأنك أنت من تحدد كيف تريد أن تكون صورتك في زمانك

أنت هو إمام زمانك ،

لأنك مثاله الذي ألقاه في خلقه

أنت مثال الإسم المكنون الذي ألقاه في خلقه

أنت مثال المشيئة الأولى التي خلقها المعنى بنفسها وخلق الأشياء بها

فكن إمام زمانك بالفعل

وابدء بانارة مصباح الهدى في قلبك بإعمال الفكرة بالكتاب والعترة مطولا ومطولا ومطولا

حتى يؤيدك بروح منه

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين

.

..

.…

..…


الأحد، 24 يونيو 2018

أسئِلة وأجوبة -1-





أسئِلة وأجوبة -1-
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ساقوم بنشر سلسلة من مقالات أسئلة وأجوبة أنشر بها ما يمكنني جمعه من الاسئلة والاجوبة 
.
سؤال اخي الكريم ..
هل هناك طريقة فعلية تجعلنا نوقظ الافعى الملتوية النائمة السفلى؟
فإن وجدت فكيف؟
لان هناك معانات وتشويش كبير يصعّب علينا ايقاضها ؟
الجواب:
الكونداليني هو روح الايمان
108- وَ عَنْهُ، عَنْ بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ:
«إِنَّ لِلْقَلْبِ أُذُنَيْنِ، رُوحَ الْإِيمَانِ يُسَارُّهُ بِالْخَيْرِ، وَ الشَّيْطَانُ يُسَارُّهُ بِالشَّرِّ، فَأَيُّهُمَا ظَهَرَ عَلَى صَاحِبِهِ غَلَبَهُ».
109- قَالَ: وَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «إِذَا زَنَى الرَّجُلُ أَخْرَجَ اللَّهُ مِنْهُ رُوحَ الْإِيمَانِ».
فَقُلْنَا: الرُّوحُ الَّتِي قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى وَ أَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ؟
قَالَ: «نَعَمْ»...إنتهى
قرب الإسناد (ط - الحديثة)، متن، ص: 34
الايمان من؟
الايمان هو امير المؤمنين
(((((ثُمَّ إِنِّي أُخْبِرُكَ أَنَّ الدِّينِ وَ أَصْلَ الدِّينِ هُوَ رَجُلٌ
وَ ذَلِكَ الرَّجُلُ
هُوَ الْــــيَـــــقِــــيــــنُ
وَ هُــــــوَ الْإِيــــمَـــــانُ
وَ هُوَ إِمَامُ أُمَّتِهِ وَ أَهْلِ زَمَانِهِ
فَمَنْ عَرَفَهُ عَرَفَ اللَّهَ 
وَ مَنْ أَنْكَرَهُ أَنْكَرَ اللَّهَ وَ دِينَهُ 
وَ مَنْ جَهِلَهُ جَهِلَ اللَّهَ وَ دِينَهُ وَ حُدُودَهُ وَ شَرَائِعَهُ)))))
ما معنى روح الايمان اذن؟
معناها روح امير المؤمنين الاسم المكنون
وهل لهذا علاقة بالاية الكريمة التي تقول وايدهم بروح منه؟
هذا هو معناها بالضبط
فالذي يؤيّد بروح منه هو امير المؤمنين
لانه بالاساس هو روح القدس
مولانا الحسن عليه السلام يقول التفكر حياة قلب البصير
عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ الدِّهْقَانِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْحَلَبِيِّ عَنْ يَحْيَى بْنِ عِمْرَانَ
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ:
كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع يَقُولُ:
بِالْعَقْلِ اسْتُخْرِجَ غَوْرُ الْحِكْمَةِ
وَ بِالْحِكْمَةِ اسْتُخْرِجَ غَوْرُ الْعَقْلِ
وَ بِحُسْنِ السِّيَاسَةِ يَكُونُ الْأَدَبُ الصَّالِحُ
قَالَ:
وَ كَانَ يَقُولُ:
التَّفَكُّرُ حَيَاةُ قَلْبِ الْبَصِيرِ
كَمَا يَمْشِي الْمَاشِي فِي الظُّلُمَاتِ بِالنُّورِ بِحُسْنِ التَّخَلُّصِ وَ قِلَّةِ التَّرَبُّصِ........إنتهى
وشخصيا لا اعرف طريقة لايقاظ القلب وتنويره 
غير التفكر العميق الدائم كطريقة حقيقية لايقاظه
روح الايمان لو كنت من البصيرين ستكون معك على الدوام
ولكن لو كان قلبك نائم او ميت بسبب انشغالك بالدنيا ومشاغلها
فسوف يبقى الافعى الملتوى او الكونداليني او روح الايمان ملتفا على نفسه وساكن في مكانه
لكنك بمجرد ان تنوي التفكر بالمعارف الربانية فانه سيبدء عمله معك
فهذه هي وظيفته وملعبه وتخصصه
فروح الايمان قوة من القوى الكثيرة المودعة بك
والتنوير بالمعارف الربانية تخصصها
وبمجرد ان تستدعيها ستبدء عملها معك حالها حال بقية القوى الاخرى
وكما ان القوة الجنسية تستدعيها فقط عند ممارسة الجنس لتدخل حالة الهيجان
فكذلك روح الايمان تستدعيها فقط عندما تتفكر
ولا ينفع ان تتفكر خمسة دقائق ثم تنساها شهر وتريد ان تتنور
ولا ينفع انك تعتقد انك من الفرقة الناجية وبنفس الوقت تريد ان تتنور
فان كنت من الفرقة الناجية فباي شيء ستنورك روح الايمان وتقبله منها؟
كلما اطلت التفكر زادت فترة هيجانك الروحي وتنور قلبك
اعتبر انه يوجد مصباح في قلبك
وعندما تتفكر فان تيار روح الايمان يسري في القلب أو المصباح فينيره طوال ما انت تتفكر
وكلما طالت واتصلت فترة تفكرك كلما اشتد مصباح قلبك اضائة
حتى يصل لدرجة يبقى بعدها مضيئا بدون ان تنفخ فيه ويبدء هو ينفخ فيك
تماما مثل لمبة الگاز
فانت تبقى تنفخ فيها مرات ومرات كثيرة ومتصلة حتى تتوهج
وبعدها تتوقف انت عن الضخ والنفخ
بينما تبدء الشعلة بالتوهج اكثر واكثر واكثر
لا اعرف عنك ومدى حالة تفكرك الان
لكن عن نفسي ومن حالتي اقول لك انني كنت مطفي على الاخير لكن عندما قررت التفكر واستمريت اتفكر كم سنة بدات الاحوال تختلف معي
سؤال:
كيف أعرف أنني من المتنافسين او من الغافلين؟
الجواب :
المتنافسون اسماؤهم لا تزيد واحد ولا تنقص واحد
أنت قد تكون منهم وانت لا تعلم
وقد لا تكون منهم وانت تتوهم انك منهم
هذا الامر ينطبق على الجميع بدون استثناء
فهذا الامر سيخرج منه من كان يُعتقد انه فيه
وسيدخل فيه من كان يُرى انه ابعد الناس منه
ومن يعلم؟
فقد تكون انت ممن ذهب الى سوق بيع وشراء الصور واشتريت صورة ودخلت بها
فتخرج من هذا الامر في نهايته
لان هذه الحياة معقودة لمنافسة غيرك وانت تاتي هنا فقط كعامل مساعد لاحدهم
اتبع شغفك وما ترى نفسك مقبل عليه وتحب ان تعمله
بدون ان يؤثر عليك الخوف او الياس من ان تكون او ان لا تكون احدهم
وشغفك سياخذك الى حيث تحب ولما انت من اجله مخلوق
عش حياتك بدون ان تتوقع منها ان تعطيك اي شيء على الاطلاق
عِش اللحظة 
لحظة لحظة
كما تدفعك نفسك لان تعيشها
وأبقي كل الاحتمالات مفتوحة
لا تفرض على تفكيرك ان تكون انت هذا او هذا
بل افترض انك هذا وهذا ومن كلا الاتجاهين
وعش حياتك كقصة لها بداية ونهاية ستكتشف نهايتها عند نهايتها وليس قبل ذلك
فمن الصعب ان تعرف نهاية القصة في بدايتها او وسطها
ربما يمكنك رؤية ملامح النهاية عند الاربعين لكن كل شيء ممكن تغييره
اتبع شغفك وحقق ما ترى نفسك منجذب له فكل الاحتمالات مفتوحة
سؤال:
السلام عليكم اخي الكريم
قرأت في احاديث ال البيت ان اختبار عالم الذر لم يكن اختبارا واحدا
فمن ضمن الاختبارات ان الله سعر نارا فامر اصحاب اليمين ان يدخلوها فدخلوا فقال لها كوني بردا وسلاما وانه امر اصحاب الشمال ان يدخلوها فهابوها ولم يدخلوا
فطلبوا من الله ان يقيلهم فاقالهم بان امرهم بدخولها مرة اخرى فهابوها ولم يدخلوها ..
السؤال هو:
ما أثر هذا الاختبار على عالم الدنيا ؟
وهل يعرف اي منا انه اجتاز ذلك الاختبار بنجاح فكان من اصحاب اليمين او العكس؟
وهل اصحاب الشمال اعطوا فرصة اخرى مستمدة من رحمة الله في الدنيا ليصححوا ما فاتهم؟
وهل اعمالنا هنا لها اثر في تغيير نتيجة الاختبار على قاعدة يمحو الله ويثبت؟
السؤال الاخر: هل استحق ال البيت عليهم السلام مكانتهم السامية بالعدل ام بالرحمة؟ .....إنتهى
الجواب:
اخي الكريم ما دمنا لا نزال نتجسد وننزل في العوالم الأرضية فنحن من رفضنا ان ندخل النار
وعندما اقول نحن فأقصد نحن على مستوى النفوس الناطقة القدسية او المطمئنة التي لا تموت ولا تفنى أبدا إنما ترجع وتجاور
النفوس الناطقة القدسية او المطمئنة هي أصحاب الشمال التي سينزلها في العوالم الأرضية ويعلمها بجهنم ونيرانها حتى لا تخاف منها وتعرف انه ارحم الراحمين
أمّا بالنسبة لأعمالنا فبالتأكيد لها أثر
أما بالنسبة لأهل البيت عليهم السلام فهم لم ينالوا مرتبتهم لا بالاستحقاق ولا بالعدل ولا بالرحمة
بل بالابتداء
فقبلهم لم يكن فيصطفيهم من بينهم لأي سبب أو ليعدل بينهم او ليرحمهم دونا عن غيرهم
فالله المعنى المعبود ابتدء بهم الخلق
فابتدعهم ابتداعا لا من شيء
وجعلهم محالاً لمشيئته وارادته وقدرته وتقديره وقضائه وإمضائه
وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين
.
..
...
....
.....