الاثنين، 30 أكتوبر 2017

الأسماء الثلاثة//الجزء الأوّل





بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأسماء الثلاثة//الجزء الأوّل

في المقال السابق تكلمنا عن الأسماء الثلاثة ووصلنا إلى أن الأسماء الثلاثة وظلالهم واشباح ظلالهم هم المسؤولين عن إيجاد العوالم الثلاثة

للنفس القدسية
والنفس الحسية الحيوانية
والنفس النامية النباتية

وهي نفسها المسؤولة عن إظهار جميع ما سيظهر بها من الصور

وكل تلك العوالم ستظهر في العالم الرابع الذي ينطوي بهم جميعهم ومعهم جميعهم والعقل وسطهم

وحين مطابقة رواية الاسم المخلوق والكلمة التامة وأركانها واسماء أركانها مع رواية معرفة النفس لأمير المؤمنين فسنجد أن الأنفس الأربعة هي نفسها تلك الطبقات الأربعة من الوجود والاسم المكنون هو العقل

يعني النفس الناطقة القدسية وعالمها هي أوّل الأسماء الثلاثة وتنوجد في ومن الأركان الأربعة الأولى من الأركان الاثني عشر

والنفس الحسية الحيوانية وعالمها هي ثاني الأسماء الثلاثة وتنوجد ايضا في ومن الأركان الأربعة الثانية من الأركان الإثني عشر

والنفس النباتية وعالمها هي ثالث الأسماء الثلاثة وتنوجد في ومن الأركان الأربعة الأخيرة من الأركان الإثني عشر

فالأركان الإثني عشر والمصباح فيهم هم المصباح والزجاجة الجوهرة الحيّة بالذات في المشكاة

هذه الأسماء الثلاثة أو الأنفس الثلاثة هي المسؤولة عن الشعور بالزمن لكل من سيشعر به، يعني من خلال تفاعلها وارتباطها مع بعضها البعض ينتج الشعور بالزمان

والاسم المخلوق او النور الظلّي هو المكان أو المشكاة

والإسم المكنون او الرقم 9 هو المصباح الذي سيشعر بالمكان والزمان

بمعنى أن النور الظلي وظلاله الأسماء الثلاثة باركانهم الإثني عشر هم الذين يجعلون الاسم المكنون يشعر بالزمكان

كيف يمكننا فهم وتصور هذا الأمر؟

لا بدّ من ضرب أمثال حسّية لكي نقرّب بها فهم العلاقة بين تلك الأنفس الثلاثة او الأسماء الثلاثة والعقل

حسناً

سنضرب أول مثل لتقريب فهم بيان هذا الامر، وسنجعلك أيها القارئ أنت هو محور هذا المثل:

أنت الأن تتكون من ثلاثة أسماء أو ثلاثة أنفس وأنت وسطهم

نفس فاعلة وهي النفس النباتية أو الجسد

ونفس شاعرة وهي الحسية

ونفس عاقلة وهي القدسية

أمّا الروح فهي النفس الرابعة المنطوية بالجميع ، ولن نتحدث عنها هنا ، وسنبقى في حديثنا ضمن هذه الأنفس الثلاثة والعقل الذي هو أنت

تصور أنك جالس على طاولة توجد حولها ثلاث كراسي أنت تجلس على أحدها

ووضعنا أمامك طبق من الفلفل الحار جدا جدا وطلبنا منك أن تبدء بأكل ذلك الفلفل الحار جدا جدا

لكن قبل أن تضع يدك بذلك الطبق لتبدء الأكل منها ، قمنا بفصل نفسك القدسية ونفسك الحسية الحيوانية تكوينيا عن نفسك النباتية وأخذناهما بعيدا عنك ، اي بعيدا عن نفسك النامية النباتية او عن جسدك، ولنقل أننا جعلناهما يجلسان قبالك على الكرسيين المقابلين لك على نفس الطاولة لكنهما منفصلان تكوينيا وشعوريا عنك

وبعد ان فصلناهما عنك أعطيناك الإذن أو الأمر بالأكل فبدأت تأكل من هذا الطبق الجهنمي

ماذا سيحصل معك حينها؟

هل ستشعر بأي حرقة او بأي شعور باللذة أو عدم اللذة؟

الواضح انه لن يحصل معك أي شعور أو أي إحساس

لأن الجزء المسؤول عن هذه الجزئية أو المسؤول عن الشعور يجلس أمامك في هذه اللحظة ، ومنفصل تكوينيا عنك كنفس نباتية

ماذا سيحصل لك إذن حينها؟

ستستمر بأكل هذا الصحن الجهنمي، وستلتهمه حتى آخره بدون أن يرمش لك جفن ، وبدون أن تتعرّق خلية واحدة من خلايا رأسك فتشعر معها باللذة أو الألم

فإن حالك في تلك الحالة يشبه حال رجل آلي مصنوع بشكل معقد جدا جدا جدا لكنه مجرد من كل المشاعر والاحاسيس ولذلك فإنك رغم أن أعضائك الصناعية مجهزة للشعور والاحساس بمثل هذه المشاعر وغيرها فإنك لن تشعر بأي شعور لغياب الجزء الشاعر

النتيجة هي أنك ستستمر بالاكل حتى تنهي هذا الصحن الملتهب بدون أن تشعر بأي شعور مهما كان

فالجسد او النفس النامية النباتية بدون ارتباطها بباقي النفوس الثلاثة تعتبر في مثل هذه الحالة مجرد رجل آلي يتحرك بدون أن يشعر باي شعور مهما كان

وهو لا يزال يتحرك ويستجيب للاوامر لأنه مبرمج على طاعة الأوامر ولا يزال مرتبط بالروح أو مصدر الطاقة التي هي روح كل شيء

يعني لو فصلناه عن الروح أيضا فسيقع الجسد على الأرض بلا حراك لأننا فصلناه عن مصدر الطاقة التي يتحرك بها

سنطّور تجربتنا معك الآن لدرجة جديدة لنرى ماذا سيحدث لك حينها

أنت كجسد لا تزال تجلس على الطاولة ونفسيك الحسية والناطقة تجلسان امامك

الآن سنأمر نفسك الحسية أن تعود لترتبط بك تكوينيا وتأخذ مكانها وارتباطاتها التكوينية مع
أجزاء بدنك

وبعد أن ارتبطت نفسك الحسية الحيوانية بك كنفس نامية نباتية او ارتبطت بك كجسد سنضع أمامك طبق شبيه بالطبق الجهنمي الذي أكلته سابقا ونطلب منك أن تبدء بالاكل منه مرة أخرى

بدأت تأكل ،، ومع اول قضمة من الفلفل شعرت بالحرارة ، ومع القضمة الثانية شعرت بالحرارة تصعد ومع الثالثة والرابعة بدأت تشعر بالحرقة الشديدة

هل ستقرر أن تتوقف عن الأكل؟

لن تتوقف عن الأكل وستستمر بالأكل من ذلك الفلفل الموضوع بالصحن

لماذا لن تتوقف عن الأكل وستستمر بقضم الفلفل رغم انه قد بدء يحرقك اكثر واكثر واكثر؟

لقد بدء فمك ينزف دما من الحرارة وبلعومك يصرخ من الألم ومعدتك بدأت تشكو وبدأت تشعر بأمعائك وهي تتلوّى بشدة، لكنك رغم ذلك لم تتوقف عن مضغ الفلفل الحار وكلما انتهيت منقطعة منها بدأت بقضم والتهام غيرها

لماذا لم تتوقف عن الأكل ولماذا لا تزال مستمر بأذية نفسك وإتلاف أعضائك عضو بعد عضو؟

السبب حينها هو غياب الحكمة من التوقف عن أكل الفلفل

ولماذا غابت الحكمة حينها؟

لأن النفس القدسية هي التي تحدد الحكمة من فعل هذا الفعل من عدمه

فهذه النفس مقرها العلوم الحقيقية الدينية، وموادها التأييدات العقلية، وفعلها المعارف الربانية، ولها خمس قوى وخاصيتان:
1- فكر
2- وذكر
3- وعلم
4-وحلم
5- ونباهه
والخاصيتان هما:
1- النزاهه
2- والحكمه

فالنفس القدسية هي التي تحدد بهذه القوى والخصائص الحكمة من فعل أو عدم هذا الفعل أو ذاك

أو الحكمة من الاستمرار بفعل هذا الفعل أو ذاك أو التوقف عن عنه

ماذا نقصد بذلك؟

لنفهم ذلك سنعيد التجربة مرة ثالثة

لكن هذه المرة سنجمع النفس الناطقة مع النفس الحسية ومع النفس النباتية في كيان واحد متصل أوله بثانيه بثالثه

حسناً

انت تجلس الأن على الطاولة لوحدك ،، وانفسك الثلاثة اجتمعت مرة أخرة بكيان واحد ، ووضعنا أمامك طبق الفلفل الذي تحبه

نفسك الناطقة لسان العقلسأحصل على بعض المتعة واللذة من أكل هذا الفلفل

نفسك الحسية شعرت برغبة أو بمشيئة نفسك الناطقة بالحصول على بعض تلك اللذة الحارة فأثارت بعض الغدد في نفسك النباتية او في جسمك فتحركت عضلاتك المختلفة والتقطت قطعة من الفلفل وبدأت تلوكها بفمك

نفسك الحسية بدأت تشعر بالحرارة من خلال اعضائك الحّاسة

ونفسك الناطقة عن العقل بدأت تتلذذ بتلك المشاعر التي بدأت تصل لها من النفس الحسية

ومع استمرار الجسم بقضم الفلفل أكثر وأكثر

فإن نفسك الحسية بدأت تستشعر معها بقوة الحرارة بشكل أكبر وأكبر واوضح فبدأت الناطقة عن العقل معها بالانزعاج من تلك المشاعر التي تصل لها من الحسية

الناطقة بدأت تستجلب من العقل الحكمة التي ستفضي لقرارها بالاستمرار او قرارها بالاكتفاء والتوقف:

الأفضل أن أتوقف الأن عن الإستمرار بقضم هذا الفلفل وإلا سيلتهب فمي ويتضرر بلعومي
وربما يجب ان اعيد بعدها إجراء عملية البواسير المؤلمة التي اجريتها السنة الماضية مرة أخرى.

فالنفس الناطقة هي لسان العقل في هذا المثل فهي العقل المسيطر على الحسية وعلى النباتية

لأن كل قواها هي قوى العقل كما أنها مؤيدة ومخصوصة بالحكمة

وهي بحكمتها تقرر
متى تشاء الفعل أو عدم فعله
ومتى تشاء التوقف عن الفعل أو الإستمرار بفعله

قلنا في ما سبق أن النفس الناطقة القدسية هي من الأساس مخلوقة في عالم الأمر ، وأنها ولِدت في عالم الأمر فوق القبب ونزلت لعالم الخلق تحت القبب لكي تقوم ببرء بعض المكتوب في الكتاب  

نفس هذا الموقع أو هذا الدور الآمر ستأخذه في تركيب تلك النفوس الانسانية الثلاثة المكونة لشخصية الانسان تحت القبب وستلعب معها نفس الدور أيضا

فهي تؤدي دور عالم الأمر في تكوين الأنسان وتراكيبه، فجميع الأوامر تستقبلها من العقل ثم تصدر منها، وبالتالي فإن جميع الأفعال تنسب لها وجميع المشاعر تعود لها

فالنفس النباتية تفعل ولا تشعر ولا تحسّ

والنفس الحسية تحس وتحرك أدوات الفعل والاحساس في الجسم التي تريد الاحساس بها

والنفس القدسية الأمرة يشاء العقل الجزئي أو مثال الاسم المكنون بها أن يحس

فتأمر القدسية النفس الحسية لتحسّ بالمطلوب

وبدورها ستحرّض الحسية اعضاء الجسم

فتفعل النباتية الفعل الذي سيعود للحسية بالاحساس المطلوب

وبدورها ستوصله للناطقة وللاسم المكنون فيها

وستنتظر منها الامر التالي ثم التالي ثم التالي ثم التالي

فالاسم المكنون مثال المشيئة الأولى هو رب الناطقة وإمام زمانها

والناطقة هي العالم الذي سيستقبل الأمر ابتداءا من العقل ثم ستنزل الأوامر منها بعد ذلك للحسيّة والنباتية

فهما عالم أمر وعالم خلق

ومثال المشيئة الاولى او مثال الاسم المكنون أو العقل الجزئي يمثل في الإنسان أنه ربه وإمامه

والنفس الناطقة تمثل عالم استقبال الامر من العقل وتنزيله

والنفس الحسية تمثل العالم البرزخي الذي يربط ما بين عالم الأمر وعالم الفعل أو عالم الخلق

أمّا النفس النباتية فتمثل في الانسان عالم الفعل أو عالم الخلق

الوصف في هذا المثال والفهم الذي وصلنا منه له يمكننا مطابقته مع تفاصيل رواية معرفة النفس لأمير المؤمنين عليه السلام مع كميل بن زياد رضوان الله عليه:


عن كميل بن زياد قال سالت اميرالمؤمنين علي ع
فقلت يا اميرالمؤمنين اريدك ان تعرفني بنفسي

قالواي الانفس تريد ان اعرفك؟
فقلت هل هي الا نفس واحده؟

فقال يا كميل انما هي اربعة
النامية النباتية
والحسية الحيوانية
والناطقة القدسية
والكلية الالهية

ولكل واحدة من هذه خمس قوى وخاصيتان
فالنامية النباتية لها خمس قوى
ماسكة
وجاذبة
وهاضمة
ودافعة
ومربية
ولها خاصيتان
الزيادة
والنقصان
وانبعاثها من الكبد

والحسية الحيوانية لها خمس قوى
سمع
وبصر
وشم
وذوق
ولمس
ولها خاصيتان
الشهوة
والغضب
وانبعاثها من القلب

والناطقة القدسية لها خمس قوى
فكر
وذكر
وعلم
وحلم
ونباهة
وليس لها انبعاث
وهي اشبه الاشياء بالنفوس الملكية
ولها خاصيتان
النزاهة
والحكمة

والكلية الالهية لها خمس قوى
بقاء في فناء
ونعيم في شقاء
وعز في ذل
وفقر في غناء
وصبر في بلاء
ولها خاصيتان
الرضا
والتسليم
وهذه التي مبدؤها من الله واليه تعود

وقال الله تعالىونفخت فيه من روحي
وقال الله تعالىيا ايتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية

والعقل وسط كل شيء..............إنتهى


وهذا الوصف نفهم منه صورة واحدة من الصور المختلفة التي تتعاون بها الاسماء الثلاثة لإظهار هذا الوجود الذي نعيش به

وتوجد صورة أخرى تتعاون بها الاسماء الثلاثة لتحقيق نفس هذا الهدف وهو اظهار العلم المكنون من حالة مكونه في العقل الذي هو وسط الكل لحالة ظهوره له،، فالعقل الأول هو عين الله الناظرة ،، والعقول الجزئية هي عيونه التي ينظر بها حضوريا وتفصيليا لما يعلمه

وسنتكلم الان عن كيف يُظهر العقل الكلي لنفسه بالاسماء الثلاثة العلم الإجمالي المكنون به فيجعله علما تفصيلياً وحضورياً ويكون هو الشاهد عليه كله بكل تفاصيله

قلنا أن العلم بما كان ويكون كله مكنون في العقل كعلم إجمالي لا تفاصيل ولا تفصيل به

ولكي يظهر العقل هذا العلم المكنون به فإنه سيخلق الحروف ، ومن الحروف سيخلق الكلمات ومن الكلمات سيخلق الصور

لكن قبل أن يخلق الحروف سيخلق الهواء الذي سيظهر بها تلك الحروف والكلمات والصور

والهواء هنا هو الروح ، أو النور الظلّي كما قلنا سابقا

وبنفس الوقت سيخلق الحرف الذي منه سيظهر باقي الحروف والكلمات ويجعله شاهدا عليها جميعها ويخلطه بروحه ، فالروح هي التي ستُظهر هذا الحرف الأول من عالم المكون للظهور

في عالم الظهور أول الحروف المنطوقة هو حرف الألف (ألكن نفس حرف الألف المنطوق هذا له مرتبة أخرى تسبق مرتبة ظهوره منطوقا، وهي مرتبة ((الألف غير المنطوقة)) المكنون بكل الحروف

وحرف الألف الغير منطوق يمكنك الشعور به وأحيانا سماعه وهو يتكون وسط صدرك قبل أن تبدءالعضلات بدفع الهواء من داخل الصدر عبر القصبات الهوائية لتحوله الحبال الصوتية لأصوات يرتبها اللسان وينطق بها بمساعدة الشفتان والفكّان وغيرها من الأجزاء المخصصة لإكمال عملية النطق لتتجلى أخيرا بالحروف والكلمات فتصبح منطوقة مسموعة بعد أن كانت مكنونة كعلم اجمالي

من المسؤول من النفوس الثلاثة عن عملية النطق هذه من بدايتها لنهايتها؟

هل هي النفس الناطقة؟
ام هي النفس الحيوانية؟
أم هي النفس النباتية؟

يبدو أن الجواب واضح هنا جدا جدا، وهو أن النفس المسؤولة عن النطق هي النفس الناطقة ،، ولذلك سمّيت من الأساس بـ النفس الناطقة

طبعا الأنفس الثلاثة ثلاثتها تنطق، لكن
النفس الناطقة كلامها كلمات وحروف عقلية
والنفس الحسية الحيوانية كلامها صور عقلية
والنفس النباتية كلامها مزيج من الكلمات العقلية والصور العقلية
تظهرها ككلمات منطوقة ومسموعة لها وللغير وأيضا ككلمات مرئية لها وللغير

النفس الناطقة القدسية ترتبط بنصف الدماغ الأيمن
والنفس الحسية الحيوانية ترتبط بنصف الدماغ الأيسر

النصف الأيمن يشيرون له بالقمر ويضعون داخل القمر صور جانبية لوجه رجل
والنصف الأيسر يشيرون له بالشمس ويضعون داخلها صورة عينين وأنف وفم،، فتكون الشمس هي الصورة وهي من تشع بالصور

فالقمر يخلق الكلمات
والشمس تخلق الصور العقلية لتلك الكلمات

ومركز الوعي في الدماغ المتمثّل بعين عليّ أو عين العقل والمعروف عالميا بالعين الثالثة يمزج ما بين الكلمات العقلية والصور العقلية المطابقة لها

سواء أ كان الانسان هو المتكلم أم كان هو المستمع

فعندما تكون أنت المستمع فإن مركز الوعي في الدماغ سيأخذ تلك الكلمات التي سينطقها المتكلم ويقوم بفصل الكلمات عن صورها العقلية بشكل متسلسل فيعيدها لأصلها انها كلمات وحروف عقلية غير منطوقة وأيضا صور عقلية ثم يعرضها أو يرسلها بنفس التسلسل إلى العقل او إلى الاسم المكنون الذي سيعقلها بصورة إجمالية لأنه العقل هو كنهه ومعدنه وأصله ،، فهو العقل وهو فقط من يعقل الكلمات والصور العقلية التي ابتدعها ابتداعا

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع‏ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَ‏

أَ لَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ وَلِساناً وَشَفَتَيْنِ‏ 

قَالَ

الْعَيْنَانِ رَسُولُ اللَّهِ ص
وَ اللِّسَانِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ
وَ الشَّفَتَانِ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ ع‏

وَ هَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ‏إِلَى وَلَايَتِهِمْ جَمِيعاً وَ إِلَى الْبَرَاءَةِ مِنْ أَعْدَائِهِمْ جَمِيعاً......إنتهى


فاللسان وهو أمير المؤمنين هو الاسم الاول من الاسماء الثلاثة وهو المكنون في النفس الناطقة

فهو يستقبل العلم الاجمالي مباشرة من العقل ويحوله لعلم كلماتي تفصيلي

وبنفس الوقت العينان وهما رسول الله ، وهو الاسم الثاني من الاسماء الثلاثة يستقبل نفس ذلك العلم الاجمالي الذي استقبله الاسم الأول ويحوله لصور عقلية تفصيلية لتلك الكلمات التي نطقها اللسان

فكلاهما يستقبلان نفس العلم الاجمالي لكن

أولهما يحوله لحروف وكلمات عقلية
والثاني يحوله لصور عقلية

والشفتان وهما الحسن والحسين وهما الاسم الثالث يحولان تلك الكلمات والصور العقلية الغير منطوقة والغير ظاهرة الصور لكلمات منطوقة وصور ظاهرة في عالم الظهور والتجلي لنفسها ولغيرها

فالمشيئة او الإسم المكنون أو العقل الكلي ممسوس بالمعنى، فهو هو لكنه من خلقه
والأسماء الثلاثة ممسوسة بالعقل الكلي كونه مكنون بها

الوصف السابق يمكن فهمه من حديث الإمام الرضا عليه السلام مع عمران الصابئي في مجلس المأمون :

التوحيد (للصدوق)، ص: 435

قَالَ الرِّضَا ع

إِنَّ اللَّهَ الْمُبْدِئَ الْوَاحِدَ الْكَائِنَ الْأَوَّلَ لَمْ يَزَلْ وَاحِداً لَا شَيْ‏ءَ مَعَهُ فَرْداً لَا ثَانِيَ مَعَهُ لَا مَعْلُوماً وَ لَا مَجْهُولًا وَ لَا مُحْكَماً وَ لَا مُتَشَابِهاً وَ لَا مَذْكُوراً وَ لَا مَنْسِيّاً وَ لَا شَيْئاً يَقَعُ عَلَيْهِ اسْمُ شَيْ‏ءٍ مِنَ الْأَشْيَاءِ غَيْرَهُ

وَ لَا مِنْ وَقْتٍ كَانَ وَ لَا إِلَى وَقْتٍ يَكُونُ وَ لَا بِشَيْ‏ءٍ قَامَ وَ لَا إِلَى شَيْ‏ءٍ يَقُومُ وَ لَا إِلَى شَيْ‏ءٍ اسْتَنَدَ وَ لَا فِي شَيْ‏ءٍ اسْتَكَنَّ

وَ ذَلِكَ كُلُّهُ قَبْلَ الْخَلْقِ إِذْ لَا شَيْ‏ءَ غَيْرُهُ وَ مَا أُوقِعَتْ عَلَيْهِ مِنَ الْكُلِّ فَهِيَ صِفَاتٌ مُحْدَثَةٌ وَ تَرْجَمَةٌ يَفْهَمُ بِهَا مَنْ فَهِمَ .

وَ اعْلَمْ أَنَّ الْإِبْدَاعَ وَ الْمَشِيَّةَ وَ الْإِرَادَةَ مَعْنَاهَا وَاحِدٌ وَ أَسْمَاءَهَا ثَلَاثَةٌ

وَ كَانَ أَوَّلُ إِبْدَاعِهِ وَ إِرَادَتِهِ وَ مَشِيَّتِهِ الْحُرُوفَ الَّتِي جَعَلَهَا أَصْلًا لِكُلِّ شَيْ‏ءٍ وَ دَلِيلًا عَلَى كُلِ‏ مُدْرَكٍ وَ فَاصِلًا لِكُلِّ مُشْكِلٍ

وَ تِلْكَ الْحُرُوفُ تَفْرِيقُ كُلِّ شَيْ‏ءٍ مِنِ اسْمِ حَقٍّ وَ بَاطِلٍ أَوْ فِعْلٍ أَوْ مَفْعُولٍ أَوْ مَعْنًى أَوْ غَيْرِ مَعْنًى

وَ عَلَيْهَا اجْتَمَعَتِ الْأُمُورُ كُلُّهَا

وَ لَمْ يَجْعَلْ لِلْحُرُوفِ فِي إِبْدَاعِهِ لَهَا مَعْنًى غَيْرَ أَنْفُسِهَا يَتَنَاهَى

وَ لَا وُجُودَ لِأَنَّهَا مُبْدَعَةٌ بِالْإِبْدَاعِ

وَ النُّورُ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ أَوَّلُ فِعْلِ اللَّهِ الَّذِي هُوَ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ

وَ الْحُرُوفُ هِيَ الْمَفْعُولُ بِذَلِكَ الْفِعْلِ

وَ هِيَ الْحُرُوفُ الَّتِي عَلَيْهَا الْكَلَامُ وَ الْعِبَارَاتُ كُلُّهَا مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَّمَهَا خَلْقَهُ

وَ هِيَ ثَلَاثَةٌ وَ ثَلَاثُونَ حَرْفاً

فَمِنْهَا ثَمَانِيَةٌ وَ عِشْرُونَ حَرْفاً تَدُلُّ عَلَى اللُّغَاتِ الْعَرَبِيَّةِ

وَ مِنَ الثَّمَانِيَةِ وَ الْعِشْرِينَ اثْنَانِ وَ عِشْرُونَ حَرْفاً تَدُلُّ عَلَى اللُّغَاتِ السُّرْيَانِيَّةِ وَ الْعِبْرَانِيَّةِ

وَ مِنْهَا خَمْسَةُ أَحْرُفٍ مُتَحَرِّفَةٍ فِي سَائِرِ اللُّغَاتِ مِنَ الْعَجَمِ لِأَقَالِيمِ اللُّغَاتِ كُلِّهَا

وَ هِيَ خَمْسَةُ أَحْرُفٍ تَحَرَّفَتْ مِنَ الثَّمَانِيَةِ وَ الْعِشْرِينَ الْحَرْفَ مِنَ اللُّغَاتِ

فَصَارَتِ الْحُرُوفُ ثَلَاثَةً وَ ثَلَاثِينَ حَرْفاً

فَأَمَّا الْخَمْسَةُ الْمُخْتَلِفَةُ فَبِحُجَجٍ لَا يَجُوزُ ذِكْرُهَا أَكْثَرَ مِمَّا ذَكَرْنَاهُ

ثُمَّ جَعَلَ الْحُرُوفَ بَعْدَ إِحْصَائِهَا وَ إِحْكَامِ عِدَّتِهَا فِعْلًا مِنْهُ كَقَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّكُنْ فَيَكُونُ

وَ كُنْ مِنْهُ صُنْعٌ وَ مَا يَكُونُ بِهِ الْمَصْنُوعُ

فَالْخَلْقُ الْأَوَّلُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ الْإِبْدَاعُ لَا وَزْنَ لَهُ وَ لَا حَرَكَةَ وَ لَا سَمْعَ وَ لَا لَوْنَ وَ لَا حِسَّ

وَ الْخَلْقُ الثَّانِي الْحُرُوفُ لَا وَزْنَ لَهَا وَ لَا لَوْنَ وَ هِيَ مَسْمُوعَةٌ مَوْصُوفَةٌ غَيْرُ مَنْظُورٍ إِلَيْهَا

وَ الْخَلْقُ الثَّالِثُ مَا كَانَ مِنَ الْأَنْوَاعِ كُلِّهَا مَحْسُوساً مَلْمُوساً ذَا ذَوْقِ مَنْظُوراً إِلَيْهِ

وَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى سَابِقٌ لِلْإِبْدَاعِ لِأَنَّهُ لَيْسَ قَبْلَهُ عَزَّ وَ جَلَّ شَيْ‏ءٌ وَ لَا كَانَ مَعَهُ شَيْ‏ءٌ

وَ الْإِبْدَاعُ سَابِقٌ لِلْحُرُوفِ

وَ الْحُرُوفُ لَا تَدُلُّ عَلَى غَيْرِ أَنْفُسِهَا

قَالَ الْمَأْمُونُ وَ كَيْفَ لَا تَدُلُّ عَلَى غَيْرِ أَنْفُسِهَا-

قَالَ الرِّضَا ع

لِأَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى لَا يَجْمَعُ مِنْهَا شَيْئاً لِغَيْرِ مَعْنًى أَبَداً

فَإِذَا أَلَّفَ مِنْهَا أَحْرُفاً أَرْبَعَةً أَوْ خَمْسَةً أَوْ سِتَّةً أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ أَوْ أَقَلَّ لَمْ يُؤَلِّفْهَا لِغَيْرِ مَعْنًى وَ لَمْ يَكُ إِلَّا لِمَعْنًى مُحْدَثٍ لَمْ يَكُنْ قَبْلَ ذَلِكَ شَيْئاً

قَالَ عِمْرَانُ:

فَكَيْفَ لَنَا بِمَعْرِفَةِ ذَلِكَ؟

قَالَ الرِّضَا ع :

أَمَّا الْمَعْرِفَةُ فَوَجْهُ ذَلِكَ وَ بَابُهُ أَنَّكَ تَذْكُرُ الْحُرُوفَ إِذَا لَمْ تُرِدْ بِهَا غَيْرَ أَنْفُسِهَا ذَكَرْتَهَا فَرْداً فَقُلْتَ أ ب ت ث ج ح خ حَتَّى تَأْتِيَ عَلَى آخِرِهَا فَلَمْ تَجِدْ لَهَا مَعْنًى غَيْرَ أَنْفُسِهَا

فَإِذَا أَلَّفْتَهَا وَ جَمَعْتَ مِنْهَا أَحْرُفاً وَ جَعَلْتَهَا اسْماً وَ صِفَةً لِمَعْنَى مَا طَلَبْتَ وَ وَجْهِ مَا عَنَيْتَ كَانَتْ دَلِيلَةً عَلَى مَعَانِيهَا دَاعِيَةً إِلَى الْمَوْصُوفِ بِهَا أَ فَهِمْتَهُ؟

قَالَ نَعَمْ

قَالَ الرِّضَا ع :

وَ اعْلَمْ أَنَّهُ لَا يَكُونُ صِفَةٌ لِغَيْرِ مَوْصُوفٍ وَ لَا اسْمٌ لِغَيْرِ مَعْنًى وَ لَا حَدٌّ لِغَيْرِ مَحْدُودٍ

وَ الصِّفَاتُ وَ الْأَسْمَاءُ كُلُّهَا تَدُلُّ عَلَى الْكَمَالِ وَ الْوُجُودِ وَ لَا تَدُلُّ عَلَى الْإِحَاطَةِ

كَمَا تَدُلُّ عَلَى الْحُدُودِ الَّتِي هِيَ التَّرْبِيعُ وَ التَّثْلِيثُ وَ التَّسْدِيسُ

لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ تَقَدَّسَ تُدْرَكُ مَعْرِفَتُهُ بِالصِّفَاتِ وَ الْأَسْمَاءِ وَ لَا تُدْرَكُ بِالتَّحْدِيدِ بِالطُّولِ وَ الْعَرْضِ وَ الْقِلَّةِ وَ الْكَثْرَةِ وَ اللَّوْنِ وَ الْوَزْنِ وَ مَا أَشْبَهَ ذَلِكَ

وَ لَيْسَ يَحُلُّ بِاللَّهِ جَلَّ وَ تَقَدَّسَ شَيْ‏ءٌ مِنْ ذَلِكَ حَتَّى يَعْرِفَهُ خَلْقُهُ بِمَعْرِفَتِهِمْ أَنْفُسَهُمْ بِالضَّرُورَةِ الَّتِي ذَكَرْنَا

وَ لَكِنْ يُدَلُّ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بِصِفَاتِهِ وَ يُدْرَكُ بِأَسْمَائِهِ وَ يُسْتَدَلُّ عَلَيْهِ بِخَلْقِهِ حَتَّى لَا يَحْتَاجَ فِي ذَلِكَ الطَّالِبُ الْمُرْتَادُ إِلَى رُؤْيَةِ عَيْنٍ وَ لَا اسْتِمَاعِ أُذُنٍ وَ لَا لَمْسِ كَفٍّ وَ لَا إِحَاطَةٍ بِقَلْبٍ

فَلَوْ كَانَتْ صِفَاتُهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ لَا تَدُلُّ عَلَيْهِ وَ أَسْمَاؤُهُ لَا تَدْعُو إِلَيْهِ وَ الْمَعْلَمَةُ مِنَ الْخَلْقِ لَا تُدْرِكُهُ لِمَعْنَاهُ كَانَتِ الْعِبَادَةُ مِنَ الْخَلْقِ لِأَسْمَائِهِ وَ صِفَاتِهِ دُونَ مَعْنَاهُ

فَلَوْلَا أَنَّ ذَلِكَ كَذَلِكَ لَكَانَ الْمَعْبُودُ الْمُوَحَّدُ غَيْرَ اللَّهِ تَعَالَى

لِأَنَّ صِفَاتِهِ وَ أَسْمَاءَهُ غَيْرُهُ

أَ فَهِمْتَ؟

قَالَ نَعَمْ يَا سَيِّدِي ، زِدْنِي

قَالَ الرِّضَا ع :

إِيَّاكَ وَ قَوْلَ الْجُهَّالِ أَهْلِ الْعَمَى وَ الضَّلَالِ الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ تَقَدَّسَ مَوْجُودٌ فِي الْآخِرَةِ لِلْحِسَابِ وَ الثَّوَابِ وَ الْعِقَابِ وَ لَيْسَ بِمَوْجُودٍ فِي الدُّنْيَا لِلطَّاعَةِ وَ الرَّجَاءِ

وَ لَوْ كَانَ فِي الْوُجُودِ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ نَقْصٌ وَ اهْتِضَامٌ لَمْ يُوجَدْ فِي الْآخِرَةِ أَبَداً

وَ لَكِنَّ الْقَوْمَ تَاهُوا وَ عَمُوا وَ صَمُّوا عَنِ الْحَقِّ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ

وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّوَ مَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى‏ فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى‏ وَ أَضَلُّ سَبِيلًا

يَعْنِي أَعْمَى عَنِ الْحَقَائِقِ الْمَوْجُودَةِ

وَ قَدْ عَلِمَ ذَوُو الْأَلْبَابِ أَنَّ الِاسْتِدْلَالَ عَلَى مَا هُنَاكَ لَا يَكُونُ إِلَّا بِمَا هَاهُنَا

وَ مَنْ أَخَذَ عِلْمَ ذَلِكَ بِرَأْيِهِ وَ طَلَبَ وُجُودَهُ وَ إِدْرَاكَهُ عَنْ نَفْسِهِ دُونَ غَيْرِهَا لَمْ يَزْدَدْ مِنْ عِلْمِ ذَلِكَ إِلَّا بُعْداً

لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ جَعَلَ عِلْمَ ذَلِكَ خَاصَّةً عِنْدَ قَوْمٍ يَعْقِلُونَ وَ يَعْلَمُونَ وَ يَفْهَمُون‏.......إنتهى النقل من الحديث حيث به المطلوب، والذي تركناه منه أعظم وأجل

وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين
.
..
...
....
.....



الخميس، 26 أكتوبر 2017

زهرة الحياة وفروعها هي الروح وأرواحها وهي النور الظلي وظلالها واشباحهم وهي الاسم المخلوق الكلمة التامة واركانها




بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلّي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 زهرة الحياة وفروعها هي الروح وأرواحها وهي النور الظلي وظلالها واشباحهم ،وهي الاسم المخلوق الكلمة التامة واركانها

في الفترة السابقة كتبت عدة مقالات حول شجرة الحياة او الروح ،، واستوحيت مضامينها من الأيات الكريمة وكذلك من روايات أهل البيت عليهم السلام، وأنزلتها كلها تقريبا تحت صورة واحدة وهي صورة شجرة الحياة في العلوم الكابالية

المقال الأخير منها كان عنوانه


والذي قبله كان عنوانه



وسبقه المقال الذي عنوانه



وسبقهم المقال الذي كان عنوانه



وقبله كان المقال الذي عنوانه



وبدأنا هذه السلسة بالمقال الذي عنوانه



وقبل البداية بهذه السلسلة كتبنا ايضا عدة مقالات حول نفس هذا الامر،، منها:


والمقال التالي له:



وقبله المقال الذي عنوانه



بعد هذه المقالات جائتني بعض الاعتراضات أو الاستفسارات من بعض الاخوة الكرام يستفسرون بها عن بعض الاشياء الاساسية التي تكلمت عنها في تلك المقالات، مثل مسألة الاذنين والعينين والاصبعين والقلب وما الى غير ذلك ، وتولدت عندهم بعض الشبهات من تلك المطالب التي تعرضت لها بالمقالات

في البداية اقول ان ما اكتب عنه هنا من المطالب هي فعلا مطالب صعبة جدا على الفهم والتصور خصوصا لمن لم يطّلعوا عليها سابقا في اي مكان

وبالنتيجة قل عدد المهتمين بقرائة هذه المقالات ، فحيث أنني أكتب على المدونة فيمكنني أن أعرف عدد الذي يقرؤون المقال

في البداية كان الذين يقرؤون المقال في اول يوم لنزوله في المدونة يتجاوز الالف قارئ ، بينما عدد من قرؤوا المقال الاخير بعد ثلاثة أيام لم يتجاوز 350 قارئ

من ما يدل على أن هذا الموضوع لم يستهوي بقية القراء الذين كانوا يحرصون على قرائة المقال اول ما انزله،، وهذا اعتبره اشارة انهم لم يفهموا ما أكتبه ،، ويدل ايضا على انني لا افهم كذلك ما اكتب عنه بصورة جيدة

فعندما يتحدث الانسان عن فكرة يفهمها بشكل ممتاز فإنه سيستطيع ايضا أن يوصل هذه الفكرة لغيره بشكل ممتاز وسهل ويسير ويشوقهم لها

لكن عندما يتحدث الانسان عن فكرة يعتقد أنها جميلة لكنها صورتها لا تزال ضبابية في عقله فانه لن يستطيع ان يشوّق ويُفهم غيره تلك الصورة التي يتكلم عنها ويصفها،، فهي بالاساس لا تزال مجرد صورة ضبابية في عقله وغير واضحة او غير مكتملة المعالم

وتناقص عدد المهتمين بمتابعة هذا الامر يدلني على انني لا زلت لا املك في عقلي صورة واضحة بشكل كافي لكي اصفها للمقابل بصورة اكمل واجمل واسهل، وهذا سيعطيني دافع أكبر لكي أستمر بالكتابة حول نفس هذا الامر لتزداد هذه الصورة وضوحا لي،، فإنني أتعلم هذه المعارف من خلال الكتابة أولا ، وأيضا من خلال التفكّر المستمر بجزئياتها وكلياتها

وأحب أن اقول أنني لا اكتب هنا للحصول على عدد اكبر من اللايكات ،، فإنني بدأت أكتب منذ عشرين سنة تقريبا لنفسي فقط ، واستمريت على ذلك حتى قبل ثلاث سنوات تقريبا ، ولا ازال حتى اليوم اكتب لنفسي لكنني اشارك غيري ما اكتبه واعتقد به، لانني اراه جميل ويصف فعل جميل لإله جميل

والاستفسارات التي دفعتني لكتابة هذا المقال كان بعضها بالشكل التالي:

((((صديقي العزيز ..هل ماذكرت بخصوص الاذنين هو جانب علمي حسي ام جانب مجازي ..محبتي))))

((((كيف تفسر القلب انه هو نفسه الفؤاد مضخة الدم والقلب ليس هذا))))

وجوابي لهم ولجميع من تولدت عندهم شبهات مثيلة هو التالي:

الكلام إخوتي الكرام هنا هو عن الروح وعلاقتها بالنفس وكيف ترتبط بها، ولكي ابين لكم ما اقصده ساحاول ان اضرب لكم مثل حسي عن العلاقة بين الروح والنفس والجسد وأرجو من الله التوفيق في توضيح هذا الامر لكم ولباقي الإخوة والاخوات الكرام

أريدكم أن تتصوروا معي في البداية قطعة من ورق النايلون الشفاف مقصوصة على شكل إنسان كامل ، رأس وبدن وقدمين ويدين ،، لكنها شفافة لا يوجد بها اي تفاصيل ولا ألوان ،

هذا في البداية فقط لكن الصورة النهائية أريدكم أن تتصورها أن الانسان خُلِق مدورا كما ورد في روايات أهل البيت عليهم السلام ، وسيأتي تفصيلها لاحقا ان شاء الله، لكن لنبقى الان مع هذه الورقة الشفافة

لنجعل الحديث من الان من شخص لشخص ليسهل الحديث

إعتبر أن هذا الشكل الشفاف هو الروح، وليكون الحديث مباشر اريدك ان تعتبر ان هذه الروح هي روحك أنت لكن قبل أن تنوجد أناك فيها،،

يعني قبل أن تنزّل الأنا الخاصة بك فيها ،، فأناك غير موجودة حتى هذه اللحظة فيها ،، فهي مجرد روح،، ولذلك فإن هذه الروح ستكون شفافة مثل الماء ، لا لون لها ولا طعم ولا رائحة

هذه الورقة الشفافة يمكنك ان تقول عنها أنها هي الكتاب الذي ستنكتب فيه تفاصيل قصتك كاملة،، لكنها كتاب شفاف جديد خالي من أي تفاصيل ولم ينكتب به شيء على الإطلاق

إعتبرهذه الورقة الشفافة هي الروح كما قلنا قبل قليل

حسنا تقرر كتابة قصتك عليها، قصتك أنت!!!!!!!!!!!

لكن من أنت؟

يجب أن تعرف إجابة هذا السؤال قبل كل شيء لتعرف كيف بدأت قصتك وكيف ستستمر

حتى هذه اللحظة أنت غير موجود على الاطلاق سوى كمعلومة في عقل جهة عليا اتخذت قرار بإيجادك وكتابة قصتك

يعني انت كنت معلومة مكنونة في عقل هذه الجهة العليا لكنك لم تكن مذكورا ، والان ذكرك ويريد أن يجعلك شيئا مخلوقا

هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا

فمن أنت؟ ومن هي الجهة العليا؟

الجهة العليا هي المشيئة الأولى التي خلقها الله بنفسها وخلق الاشياء بها

وأنت هو مثال المشيئة الأولى الكلّيّة ،، فالمشيئة الاولى خلقتك على مثالها

يعني أنت المشيئة الجزئية

من أنت بتعبير آخر؟

أنت مثال القلم الذي خلقه الله أوّل ما خلق وقال له اكتب قصة الوجود من اولها لآخرها

يعني أنت القلم الجزئي الذي ستكتب قصة حياتك من بدايتها لنهايتها

أين ستكتبها؟

ستكتبها على هذه الورقة الشفافة

هذه الورقة الشفافة هي نورك الظلّي أو هي وجودك الظلّيّ ،

فهذه الورقة الشفافة لا لون لها ولا طعم ولا رائحة فهي اسْمًا بِالْحُرُوفِ غَيْرَ مُصَوَّتٍ،وَ بِاللَفْظِ غَيْرَ مُنْطَقٍ، وَ بِالشَّخْصِ غَيْرَ مُجَسَّدٍ،وَ بِالتَّشْبِيهِ غَيْرَ مَوْصُوفٍ،وَ بِاللَوْنِ غَيْرَ مَصْبُوغٍ؛مَنْفِيٌّ عَنْهُ الاقْطَارُ،مُبَعَّدٌ عَنْهُ الْحُدُودُ، وَ مَحْجُوبٌ عَنْهُ حِسُّ كُلِّ مُتَوَهِّمٍ،مُسْتَتِرٌ غَيْرُ مَسْتُورٍ

فَجَعَلَهُ كَلِمَةً تَآمَّةً عَلَي أَرْبَعَةِ أَجْزَآءٍ مَعًا؛لَيْسَ مِنْهَا وَاحِدٌ قَبْلَ الآخَرِ.

فَأَظْهَرَ مِنْهَا ثَلَاثَةَ أَسْمَآءٍ لِفَاقَةِ الْخَلْقِ إلَيْهَا، وَ حَجَبَ مِنْهَا وَاحِدًا، وَ هُوَ الاسْمُ الْمَكْنُونُ الْمَخْزُونُ بِهَذِهِ الاسْمَآءُ الَّتِي‌ ظَهَرَتْ، فَالظَّاهِرُ مِنْهَا هُوَ الله وتبارك وسبحان.

وَ سَخَّرَ سُبْحَانَهُ لِكُلِّ اسْمٍ مِنْ هَذِهِ الاسْمَآءِ أَرْبَعَةَ أَرْكَانٍ؛ فَذَلِكَ اثْنَاعَشَرَ رُكْنًا، ثُمَّ خَلَقَ لِكُلِّ رُكْنٍ ثَلَاثِينَ اسْمًا، فَعَلَا مَنْسُوبًا إلَيْهَا .......إنتهى

أنت الأنا أو القلم الجزئي او المشيئة الجزئية او مثال الاسم المكنون أو العقل الجزئي

سمّي نفسك ما شئت من هذه الاسماء ومثيلاتها فكلها تؤدي لنفس المعنى

لكن لنبقى مع اسم القلم

فأنت القلم ولكي تستطيع أن تكتب قصة حياتك على هذه الورقة الشفافة او على كتابك او على وجودك الظلّيّ فإن نفس وجودك الظلّي هذا أو هذه الروح ستهيئ نفسها لكي تستقبلك ولكي تكتب أنت عليها ايها القلم ما تشاء

يعني ستوفر لك الروح من نفسها كل ما سيمكنك به كقلم جزئي ان تكتب بها وعليها بقلم مشيئتك ما تريد

هذا النور الظلّيّ حتى الأن هو نور واحد لكنه لن يبقى كذلك طويلا

فهو من أجلك أيها القلم سيقسّم وعيه لعدة أقسام وكل قسم منها سيجعل له وعيه ووظيفته الخاصة به

يعني وبتعبير آخر من أجلك أنت فقط ايها القلم سيقسم النور الظلي او الوجود الظلي ظلّيّته الواحدة لعدة ظلال وسيعطي لكل ظل دوره الخاص به لخدمتك أنت فقط ولكي تكتب أيها القلم ما تريد

كيف يمكنك ان تتخيل الظلال في الظل؟

مثل قطرة الماء، فهي شفافة لا لون ولا طعم ولا رائحة لها، لكنها رغم ذلك متكونة من ثلاثة أجزاء ،، جزيئين من الهيدروجين وجزيئ أكسجين

وجميعها تتكون من ذرات والكترونات تتحرك في مدارات شبخية معلومة، فالجزيئات الثلاثة وذراتها والكتروناتها ومداراتها هي ظلال وأشباح قطرة الماء أو الروح الشفافة هذه

ولكي تبدع أيها القلم في الكتابة وتتوفر لديك الصور العقلية الكثيرة التي يمكن ان تختار من بينها ما تشاء جعلت الروح اثنين من ظلالها كحبرين لك أيها القلم لكي تكتب بهما ما تشاء وتبدع في الكتابة

حبر أزرق

و

حبر أحمر

الألوان مجازية هنا

فالروح هي النور الابيض الشفاف والالوان هي ظلالها ، مثل الوان قوس الله المستودعة في نور الشمس الابيض الشفاف

حتى الأن لا يوجد سوى "هوو "الأناالمخلوقة

والحبر الأزرق مخصص لكي تكتب به الأنا المخلوقة كل صور الرحمة العقلية المعبرة عن طاعة "هوومحبته

أمّا الحبر الأحمر فمخصص لكي تكتب به الأنا كل صور القسوة المعبرة عن طاعة "الأناورغباتها

وظلّين آخرين من ظلالها جعلتهما دليلين لك يعرفّانك ويدلانك على

جميع معاني الحبر الازرق وصوره العقلية

وجميع معاني الحبر الأحمر وصوره العقلية

استذكر حديث جنود العقل والجهل وانت تقرء هذه الكلمات

الظل الذي يعلمك معاني الحبر الازرق هو القمر فوق يمينك وهو وزير العقل

والظل الذي يعلمك معاني الحبر الأحمر هي الشمس فوق شمالك وهو وزير الجهل

أنت لم تنزل حتى الأن أيها القلم الجزئي في هذا الكتاب ،، فلم يحن أوانك بعد

وهكذا قسّمت الروح الشفافة على بقية ظلالها جميع الوظائف التكوينية اللازمة لك لكي تكتب ما تريد

عدد ظلالها الرئيسية ثلاثة كما في رواية الاسم المكنون

ومن الظلال الثلاثة جعل إثني عشر ظل ،، فكل ظل جعله أربعة ظلال

وكل ظل منهم خصصت أو عيّنت الروح له وظيفته الخاصة به لكي يخدمك أنت وحدك في كتابة سطور كتابك الخاص بك

وكل ظل منهم سيعينك بطريقته الخاصة وحسب الوظيفة الموكلة له منها لخدمتك على الكتابة الحرة الذاتية

ولان الروح مهتمة بك أيّها القلم جدا جدا جدا فإنها عينت لظلالها مساعدين لهم من ظلالهم ،، يعني كل ظل منهم قسمته لثلاثين ظل أو شبح ، وكل ظل من ظلالهم أو شبح من أشباحهم جعلت له وظيفته الخاصة به

فهي ظل كلّيّ تجمع بوجودها ثلاثة ظلال وتحتهما اثني عشر ظل وتحت كل ظل منهم ثلاثين ظل أو شبح

فكل ظل من الاثني عشر يعتبر ظلّ كلّي يجمع بوجوده ثلاثين شبح أو ظل جزئي

حتى الأن هذه الورقة الشفّافة او الوجود الظلّيّ لا تزال شفافة ولا تزال غير مرئية لا هي ولا ظلالها ولا أشباحهم ولا تزال على صورة الإنسان المدور او لنبقى على صورة الورقة التي تشبه الانسان

لكن كل ظل من تلك الظلال وشبح من الاشباح أخذ موقعه على هذه الورقة الشفافة او في هذه الروح

فمنها من كان موقعها حيث الدماغ، ومنها من كان موقعها حيث العينان والانف والشفتان واللسان والاسنان واليدان والقلب والقدمان وووووووو

كل ظل منها أخذ مكانه على هذه الورقة الشفافة واصبح جاهز لاستقبالك وخدمتك أيها القلم

أنتبه أن الروح حتى الان هي روح واحدة او نور ظلّي واحد قسّم نفسه لظلال وأشباح كثيرة لكي تخدمك بواسطتها أيها القلم لتكتب قصتك حين ستنزلك فيها

هذه الظلال تعرفت على نفسها

((((يَا مُفَضَّلُ

إِنَّ اللَّهَ (سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَىأَوَّلُ مَا خَلَقَ، النُّورُ الظِّلِّيُّ،

قُلْتُوَ مِمَّا خَلَقَهُ؟

قَالَخَلَقَهُ مِنْ‏ مَشِيئَتِهِ ثُمَّ قَسَمَهُ أَظِلَّةً

أَ لَمْ تَسْمَعْ قَوْلَ اللَّهِ (تَعَالَى): أَ لَمْ تَرَ إِلى‏ رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَ لَوْ شاءَ لَجَعَلَهُ ساكِناً ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا ثُمَّ قَبَضْناهُ إِلَيْنا قَبْضاً يَسِيراً

خَلَقَهُ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ سَمَاءً وَ أَرْضاً وَ عَرْشاً وَ مَاءً

ثُمَّ قَسَّمَهُ أَظِلَّةً

فَنَظَرَتِ الْأَظِلَّةُ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ

فَرَأَتْ نَفْسَهَا

فَعَرَفَتْ أَنَّهُمْ كُوِّنُوا بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُونُوا

وَ أُلْهِمُوا مِنَ الْمَعْرِفَةِ هَذَا الْمِقْدَارَ

وَ لَمْ يُلْهَمُوا مَعْرِفَةَ شَيْ‏ءٍ سِوَاهُ مِنَ الْخَيْرِ وَ الشَّرِّ

ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ أَدَّبَهُمْ،

قَالَكَيْفَ أَدَّبَهُمْ؟

قَالَسَبَّحَ نَفْسَهُ فَسَبَّحُوهُ وَ حَمَّدَ نَفْسَهُ فَحَمَّدُوهُ

وَ لَوْ لَا ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَعْرِفُهُ وَ لَا يَدْرِي كَيْفَ يُثْنِي عَلَيْهِ وَ يَشْكُرُهُ

فَلَمْ تَزَلِ الْأَظِلَّةُ تَحْمَدُهُ وَ تُهَلِّلُهُ، فَمَكَثُوا عَلَى ذَلِكَ سَبْعَةَ آلَافِ سَنَةٍ فَشكر اللَّهَ ذَلِكَ لَهُمْ

فَخَلَقَ مِنْ تَسْبِيحِهِمُ السَّمَاءَ السَّابِعَةَ.

ثُمَّ خَلَقَ الْأَظِلَّةَ أَشْبَاحاً

وَ جَعَلَهَا لِبَاساً لِلْأَظِلَّةِ

وَ خَلَقَ مِنْ تَسْبِيحِ نَفْسِهِ الْحِجَابَ الْأَعْلَى ثُمَّ تَلَا:

وَ ما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ‏

الْوَحْيُ يَعْنِي الْأَظِلَّةَ

أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ يَعْنِي الْأَشْبَاحَ الَّتِي خُلِقَتْ مِنْ تَسْبِيحِ الْأَظِلَّةِ

ثُمَّ خَلَقَ لَهُمُ الْجَنَّةَ السَّابِعَةَ وَ السَّمَاءَ السَّابِعَةَ وَ هِيَ أَعْلَى الْجِنَانِ

ثُمَّ خَلَقَ آدَمَ الْأَوَّلَ وَ أَخَذَ عَلَيْهِ الْمِيثَاقَ وَ عَلَى ذُرِّيَّتِهِ،

فَقَالَ لَهُمْمَنْ رَبُّكُمْ‏

قالُواسُبْحانَكَ لا عِلْمَ لَنا إِلَّا ما عَلَّمْتَنا

فَقَالَلِلْحِجَابِ الَّذِي خَلَقَهُ مِنْ تَسْبِيحِ نَفْسِهِ‏ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمائِهِمْ‏ وَ مِنْ أَيِّ شَيْ‏ءٍ خُلِقُوا

فَأَنْبَأَهُمُ الْحِجَابُ فِي ذَلِكَ

فَكَانَ الْحِجَابُ الْأَوَّلُ يُعْلِمُهُمْ فَمِنْ هُنَاكَ وَجَبَتِ الْحُجَّةُ عَلَى الْخَلْقِ))))........إنتهى النقل

فلكي تستقبلك الروح أو لكي تظهر أناك منها لك فإنها ستقوم بأول خطوة ، وهي إيجاد الظرف النفسي الذي سيجعلك تشعر بأناك كنفس خالدة لا تموت ، وهي التي يُطلق عليها اسم النفس الناطقة القدسية ، او النفس المطمئنة

أول 125 ظل وأشباحها ستتمثل أو ستتجسد للأنا التي ستوضع بوسطها بصورة نفس ناطقة قدسية مع كل صور ومشاعر موجودات عالمها

وعندما اقول ستتجسد او ستتمثل فلا اعني بذلك انها سيكون لها وجود حقيقي غير ظلي

فهي لا تزال وجودات ظلية وشبحية للنور الابيض ولم يتغير حالها ولن يتغير حالها ابدا

كل ما في الأمر أن تلك الظلال ستخلق للأنا وحولها وجود عقلي تُشعِرها به أن لها جسد وكيان منفصل ومحدود ضمن عالم يناسبها ،، فالعالم في حقيقته انه نقطة وأنه عالم عقلي ظلّي شبحيّ لا حقيقة خارجية له خارج نفسه او خارج النقطة الظلّيّة

فالروح الظلية واحدة لكنها تجسدت عقليا للقلم وسطها بصور مختلفة

لتتصور هذا الكلام تخيّل انك مجرد نقطة الارادة الحرة الموضوع في برنامج كمبيوتري وتحيط بك به 375 قوة او برمجة رئيسية وفرعية تجعلك تشعر بنفسك وكانك نفس حرة ذاتية الاختيار ، وتجعلك تشعر وكانك تعيش في عالم له صورة ولك به نوع من الحركة ،، لكن الحقيقة هي ان الروح هي من تحيط بك وتصور لك كل ذلك حسب ما تريده أنت

لكن ما الذي سيجعلك تحدد صورة العالم الذي تريد ان تعيشه؟

الجواب هو أن الروح هي من ستحدد ذلك

كيف؟

الروح او النور الظلّي هي العين التي خلقها المعنى بمشيئته ليرى نفسه بها حضوريا بكل صورة ممكنة

والروح عندما تقرر أن تذكر أي معلومة جديدة مكنونة بها وتريد أن تتجلى بها من خلال صورة جديدة ، فإنها ستملأ هذه الظلال بمعلومات واعتقادات مختلفة تناسب تلك الصورة الجديدة التي تريد ان تُظهرها

بتعبير آخر فإنها ستبرمج ظلالها بطريقة جديدة تناسب الصورة او المعلومة الجديدة التي تريد إظهارها

أول صورة وهي صورة النفس الناطقة القدسية هذه صورتها وصورة عالمها صورة ثابتة لا تتغير لكن يتم ملئها على مراحل متتابعة بصور عقلية او معلومات جديدة تأتيها من خلال الصورة الثانية والثالثة وهما صورة النفس الحسية الحيوانية وعالمها ، وصورة البدن وعالمه

وهذان العالمان صورهما ليست ثابتة بل متغيرة

وكل منهما يقوم 125 ظل وشبح من الظلال والاشباح الـثلاثمائة والخمسة والسبعون بتصويرها للأنا تماما كما ان النفس القدسية وعالمها يقوم بتصويرها وعالمها 125 ظل وشبح

حتى الان تم اكتشاف 118 عنصر طبيعي تكوّن بمجموعها صورة أجسادنا وعالمنا المادي الذي نعيش فيه حاليا ، وهي العناصر الواردة في الجدول الدوري للعناصر الطبيعية والذي يعرف عالميا بإسم جدول مندلييف

نرجع للصورة الشفافة وهي صورتك الظلية الجامعة الواحدة ، وهي صورة روحك أو كتابك او لوح التجلي الذي ستتجلى به وعليه بقصتك قبل أن يتقسم لظلال

تخيّل أن أول 125 برمجة أو ظل وشبح من كتابك ستوضع كورقة ثانية فوق الورقة الشفافة الاولى بحيث تندمج الورقة الشفافة تكوينيا مع الورقة الثانية ، فتصبح ظل مع الظلال أو روح مع الارواح

عالم الظلّ الأول هذا هو العالم الذي ستعود له النفس الناطقة القدسية او المطمئنة حين تموت وتنفك علائقها مع عالم المادة وعالم النفس الحسية الحيوانية ، فهي ستعود لنورها الظلّيّ الذي أوجدها،، لكنها لن تفقد شعورها بنفسها وعالمها الجنّتيّ الأول

يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي

بالطبع هي لم تنفك أو تنفصل عنه أبدا ، لكن عندما ستوضع فوقها الورقة الثالثة والرابعة بظلالها وأشباحها فانها ستستولي على مراكز شعورها واحساسها بنفسها كنفس قدسية لا تموت ، وتبدء ترى نفسها بصورة إنسان يعيش في عالم مادي طبيعي تتصارع به وفق أسبابه ومسبباته بالصورة التي تم برمجة ظلالها على اساسه

بمعنى أخر فالبرامج الـ250 المخصصة للنفس الحسية والنباتية ستتوقف عن العمل وتبقى البرامج الـ125 الخاصة بالنفس القدسية تعمل فتستعيد وعيها بنفسها كنفس قدسية

المتابعين معي منذ مدة سيعرفون او سينتبهون مباشرة إلى أنني أصف هنا زهرة الحياة الكروية بصورتها الثلاثية الأبعاد

والتي تتراصف بها الدوائر او الظلال وأشباحها على شكل مكعب كبير يحوي داخله مكعب ثاني أصغر منه والمكعب الثاني يحوي داخله مكعب ثالث أصغر منه

فالدائرة الكبيرة هنا هي النور الظلّيّ أو الروح

والمكعبات الثلاثة داخلها هي الاوراق الثلاثة

وهي التي ستظهر فوقها لو تخيلناها كأوراق، أو ستظهر منها وفيها لو تخيلناها مكعبات ، الصور الثلاثة ،، صورة النفس القدسية وصورة النفس الحسية الحيوانية وصورة النفس النباتية ، بالاضافة لصور كل تفاصيل عوالمهم

بتعبير قرآني فإن

المشكاة هي النور الظلّي

والزجاجة هي ظلالها وأشباحها أو المكعبات الثلاثة التي كانها كوكب دري أو الجوهرة الحيّة بالذات

والأنا هو المصباح

وكل إنسان يتكون من مشكاة ومصباح وزجاجة ويوقد من شجرة مباركة هي شجرة الروح التي تمتد فروعها واغصانها وجذورها في جميع انحاء وزوايا وحنايا مملكته الروحية

بعد هذا التوضيح اقول التالي:

كل المقالات السابقة التي وضعت عناوينها وروابطها أو التي لم أضعها كان الكلام بها عن الورقة الشفافة الاولى ، أو عن النور الظلّي وظلالها وأشباحها

فالعقل الذي تكلمت عنه هو من هذا المستوى ولم اتكلم عن الدماغ الرخو في تجويف الراس

والقلب الذي تكلمت عنه هو من هذا المستوى ولم اتكلم عن العضو الصنوبري الموجود في تجويف الصدر

والأذنين اللواتي تكلمت عنهما هما من هذا المستوى الروحي الأول ولم اتكلم عن الأذنين المركبتين على جانبي الرأس

فإنني اتكلم هنا عن شجرة الحياة وفروعها وأغصانها،

عن الروح وأرواحها

عن النور الظلي وظلالها وأشباحها

عن الاسم المخلوق الذي جعله كلمة تامة على اربعة اسماء واركانها الاثني عشر واسماء الاركان الـ360

وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين
.
..
...
....
.....