الثلاثاء، 6 ديسمبر 2016

أخترت لكم من كتاب اليوجا المصرى (الجزء الثانى)/





بسم الله الرحمن الرحيم 
اللهم صلّي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أخترت لكم من كتاب اليوجا المصرى (الجزء الثانى) تأليف دكتور مواتا آشبى

جزء بسيط يتكلم به عن القوى الكونية الأولى المعبّرة عن المشيئة الإلهية وكيف أنها مثاني ،،  وأعتقد أنها هي نفسها المقصودة بالسبع المثاني

والسبع المثاني مجموعها أربعة عشر

والقرآن العظيم الذي يجمعهم والمنطوي بهم هو خامس عشرهم

والغيب المطلق الذي لا يوصف لا بموجب ولا بسالب ولا بمحايد هو ربهم الذي خلقهم ويؤوبون جميعهم إليه

بداية الاقتباس:

قبل الخلق لم يكن هناك أى شكل من أشكال الانقسام, فلم يكن هناك مذكر ولا مؤنث مع بدأ أول خطوة فى الخلق ظهرت الأقطاب, فأصبح الخلق هو المؤنث) المستقبل( والخالق هو المذكر )المانح( وكانت تلك بداية ظهور مبدأ الثنائية (Duality) فى الكون.

و لكن من وجهة نظر العلوم الروحانية, الاله واحد ويظل واحد, حتى بعد تجليه من خلال منظومة الثنائيات )التى يعبر عنها ال "نترو") لأن الاله هو المنبع الذى تنبثق منه كل
الأقطاب والثنائيات.

لذلك فان مفهوم "با – نتر " )الكيان الالهى الأسمى ( يتجاوز كل ما يستطيع عقل الانسان أن يصل اليه,و الطريقة الوحيدة لاستيعابه هى عن طريق الرموز.

بالنسبة لعامة الشعب, كان "با – نتر" يتجلى من خلال ثالوث "آمون – رع – بتاح", أو من خلال أوزير, أو حورس, أو حتحور, الخ. وعبر عنه الفنان المصرى القديم من خلال عدة رموز منها قرص الشمس, أو رمز الراية التى تشير الى ال "نترو", وغيرها.

تلك الرموز تعبر عن مغزى روحى عميق جدا وتحوى بين طياتها تعاليم باطنية تتعلق بأصل الانسان وطبيعة الوجود, ولا يجب ان تؤخذ بمعنى حرفى.

كل جانب أو رمز من رموز الألوهية يحمل جزءا من المعرفة الروحانية أشبه بجزء من لعبة ال Puzzle ,و بتجميع أجزاء الصورة وتأملها بعين البصيرة يمكن للانسان أن يطلع على ما خفى من أسرار الكون, وعلى طبيعة الوعى.

ان دراسة كل "نتر" )كيان الهى( على حدة, تكشف لنا جانبا من جوانب المعرفة الالهية و العلاقة بين مختلف ال "نترو" تشكل ما يعرف بالجمع الالهى "باؤت – نترو", وهو مجموعة من الكيانات الالهية التى تعمل معا داخل منظومة واحدة, كتاسوع هليوبوليس, و ثامون الأشمونيين, وثالوث منف وثالوث طيبة.

يكشف لنا الجمع الالهى "باؤت – نترو" أن الكيان الالهى الأسمى محتجب, ولكنه فى نفس الوقت يتجلى فى هيئة ثالوث "آمون – رع – بتاح", كما يتجلى أيضا فى هيئة كل ال "نترو" (الكيانات الالهية) الأخرى كأوزير وحورس وحتحور وايزيس,الخ.

لذلك نجد النصوص المصرية القديمة تصف آمون بأنه واحد, وتعود فتصف بتاح بأنه واحد, ثم تصف رع بنفس الصفة. وفى الحقيقة لا يوجد تعارض بين هذه النصوص, لأن ال "نترو" جميعا برغم تعددها, الا انها تعبر عن الوحدانية لأنها تجليات الكيان الأسمى /الواحد / المحتجب / الذى لا تدركه الأبصار.

علينا أن ننظر لمفهوم الاله بنظرة أشمل وأعمق من نظرة الدوجما الدينية.

فالاله واحد / محتجب / ليس له شكل / وليس بمذكر ولا مؤنث..... ولذلك فلا يمكن معرفته الا من خلال تجلياته, والتى بدأت بظهور ال "نترو" (الكيانات الالهية) التى تنقسم الى مذكر ومؤنث لتعبر عن ما احتجب من صفات الخالق.

ان آمون, ورع, وبتاح, وأوزير, وحورس, وخبرى – رع, وايزيس, وحتحور, و موت, ونوت, وغيرهم, ما هم الا تجليات الألوهية التى لا يدركها البصر ولا العقل الا من خلال تلك التجليات العديدة.

بتأمل مختلف ال "نترو " (الكيانات الالهية) والصفات والوظيفة التى تلعبها فى منظومة الخلق وكيف تعبر هذه الصفات والمبادئ عن أحد الجوانب الخفية للكيان الأسمى (المطلق / اللامحدود) يمكننا أن نصل لمعرفة الاله وأن نكتشف طبيعة الروح.

جاء فى أحد النصوص المصرية القديمة على لسان ايزيس وهى تعلم ابنها حورس من أسرار الخلق أن الأجساد فقط هى التى تنقسم الى مذكر ومؤنث, أما الروح فليس لها جنس كما جاء فى متون الأهرام أن الجسد للأرض, والروح للسماء.

و من هنا كانت مهمة اليوجا هى الارتقاء بالانسان من الوعى المادى الذى لا يرى سوى الجسد الى الوعى الأسمى الذى يدرك وجود الروح ويرى فيها الذات الحقيقية أو الجوهر.

ان علاقة "با – نتر" (الكيان الالهى الأسمى) بثنائية المذكر والمؤنث هى علاقة احتواء, لذلك فان كل "نتر" على حدة – سواء مذكر أو مؤنث – يمكن أن يكون رمزا للكيان الأسمى, و يمكن أن يتحدث بلسان الكيان الأسمى.

على سبيل المثال نقرأ فى أحد النصوص المصرية على لسان ايزيس المحتجبة :-

 *** أنا كل ما كان... وكل ما هو كائن.... وكل ما سوف يكون.... ولن يستطيع أى مخلوق أن يكشف حجابى ***

كما نقرأ أيضا نصا على لسان حتحور تقول فيه انها هى الكيان الالهى الأسمى / الواحد.

و مثل تلك النصوص لن نستطيع استيعابها الا اذا فهمنا أن كل "نتر" (كيان الهى) يعتبر أحد تجليات الكيان الأسمى (المحتجب), أى أنه يعبر عن أحد الجوانب الخفية لذلك الكيان المحتجب.

و كذلك كل الأسماء التى وردت فى كل أديان العالم (المسيح, كريشنا, بوذا, الخ) هى جميعا رموز لشئ واحد هو المحتجب الذى يختفى وراء كل الأسماء والأشكال.

فالاله واحد ومحتجب, ولكن يتجلى فى كل الأشياء. كل الأسماء وكل الأشياء تعبر عنه.

لا يوجد أى تعارض بين مختلف التجليات الالهية.

يمكن لكل انسان أن يختار أى صورة من صور التجليات الالهية ويقدسها باعتبارها هى الاله الواحد, لأن كل صورة من صور تجليات الاله تعبر عنه الاله الواحد المحتجب هو الحقيقة المطلقة الكامنة وراء كل مظاهر التجلى والتعدد.

لذلك فلا يجب على الانسان أن يقف عند تقديس الصورة, وانما عليه أن ينتقل من المظهر الخارجى الى الجوهر الكامن وراءه.

حين تستوعب ذلك وتلمسه بنفسك فى كل شئ حولك, عندها سيصبح بمقدورك أن تلمسه داخلك , فتعى أن الواحد / المحتجب يسكن داخل قلبك وهو جوهرك الحقيقى, وليس ذلك الجسد المادى الفانى.

آمون (المحتجب) على هيئة كبش, وزوجته على هيئة كوبرا

اعتاد الفن الهندى على تصوير التجليات الالهية على هيئة أزواج, مذكر ومؤنث.

حيث يتم تصوير "شيفا" و"كريشنا" عادة مع زوجاتهم "بارفاتى" و"رادها" ترمز هذه الصور للقدرة الالهية التى تتجلى فى الخلق.

و نفس الفكرة نجدها فى الفن المصرى القديم الذى اعتاد أيضا تصوير التجليات الالهية على هيئة أزواج, وفى هذا المشهد نرى "آمون" على هيئة كبش, فى حين تظهر زوجته على هيئة كوبرا يطلق عليها "ايريت".

يمكن لكل انسان أن يختار ال "نتر "(الكيان الالهى) الذى يناسبه حسب درجة نضجه الروحى و حسب الكارما الخاصة به.

هناك العديد من الأديان وطرق اليوجا, لأن البشر يختلفون فى صفاتهم وطريقة تفكيرهم و كذلك الكارما الخاصة بهم.

و من ناحية أخرى, اذا نظرنا الى العالم المادى سنجد أن كل صورة مادية هى أحد تجليات الاله أى أن كل مخلوق - مهما كان وضيعا - هو مقدس والهى ويستحق التبجيل.

و الهدف من كل الأديان وطرق اليوجا المتعددة هو الوصول الى حالة من الرضا الدائم و النظرة المستنيرة للكون التى ترى الاله فى كل شئ حولها.

رموز آمون :-

ان استخدام رموز تصويرية للنترو (المؤنث منهم والمذكر) يعتبر عاملا مساعدا على تطور وعى سالك الطريق (طالب المعرفة الروحاني) وفى نفس الوقت يشكل خطرا يمكن أن ينزلق اليه الطالب.__

فالعقل أداة مدهشة لتحقيق المهام الشبه مستحيلة كمهمة الارتقاء بالوعى.
عندما يثير شئ ما اعجاب العقل وافتتانه, تجد العقل يتشبث به , ومن هنا تنشأ علاقة عاطفية بين الانسان وبين ذلك الشئ ويحدث تعلق ,وهو من أخطر العقبات التى تواجه الانسان على طريق التطور الروحى.

عند استخدام الرموز الدينية التصويرية, يظهر الخطر حين يركز العقل على الصورة بدلا من الجوهر أو المعنى الذى ترمز له تلك الصورة أو ال "نتر" (الكيان الالهى) و بدلا من تقديس تلك الصفات وتنميتها داخل وعيه, قد يقع الانسان فى الفخ ويتوهم أن تلك الصفات تخص تمثال أو صورة أو كيان ما ورائى منفصل عنه, أو تخص شخص ما عاش فى زمن بعيد انقضى وانتهى.

قد ينسى بعض طلاب المعرفة الروحانية أن حورس والمسيح وبوذا ما هم الا رموز لصفات وامكانيات توجد داخل كل انسان,  وليسوا حالات استثنائية.

فى قديم الأزل كان الحكماء يختارون صورا بعيدة عن المعنى الذى ترمز له, لكى لا يتعلق بها عقل المريد, ويستطيع أن يركز على المعنى بدلا من الصورة.

على سبيل المثال, اختار الحكماء الصقر ليكون رمزا لحورس, رب النور , وليعبر عن صفات عديدة كالسماء والرؤية الثاقبة أو الشاملة (البصيرة)  والسرعة.

عندما تنظر الى الصقر, عليك أن تتذكر هذه الصفات وتبحث عنها بداخلك.

عليك أن تبحث عن البصيرة والرؤية الثاقبة التى تفرق بين ما هو حقيقى وما هو زائف,  وسرعة البديهة والحرية, الخ.

للرموز التصويرية أهمية سيكولوجية لا يمكن تجاهلها, فبدون وجود الصورة لا يمكن للعقل أن يوجد أو أن يعمل أو أن يتفاعل مع المخلوقات.

فعقل الانسان يفهم الأشياء بأن يكون لها صورة أولا, ثم يربط بين هذه الصورة وبين الفكرة الت ىتعبر عنها.

على سبيل المثال, عندما تفكر فى شئ مثل "مقعد", فأول ما يخطر ببالك هو صورة ثلاثية الأبعاد لمقعد , وليس حروف كلمة "م – ق – ع – د".

ان وجود الصورة سابق على وجود حروف الكتابة وعلى اللغة المنطوقة التى نستخدمها للتعبير عن أفكارنا.

لذلك تستطيع الكتابة الهيروغليفية وغيرها من أنواع الكتابة التصويرية أن تعبر عن معانى عديدة مركبة, لا تستطيع الكلمات المنطوقة أن تعبر عنها.

بعد انتهاءك من قراءة هذا الكتاب, سيصبح بامكانك استخلاص المعنى الذى يعبر عنه الرمز بمجرد النظر اليه.............إنتهى النقل



وصلّى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآله الطيبين الطهرين

.
..
...
....
.....

الكونداليني ودوره في تنفيذ خطة السماء





بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الكونداليني ودوره في تنفيذ خطة السماء
.

هذا المقال كُنت قد كتبته قبل أربعة سنوات في احد المنتديات طرحت به تساؤلات وتعجبات أعيد هنا كتابتها وطرحها لعلاقتها بالموضوع السابق عن الكونداليني ودوره الوجودي المهم مع كل انسان 

بسم الله الرحمن الرحيم

مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ
صدق الله العلي العظيم


وعن ابن أبي عمير ، عن عبدالرحيم القصر ، عن أبي عبدالله عليه السلام :ـ 

قال :ـ سألته عن ( ن والقلم ) ـ  

قال :ـ إن الله خلق القلم من شجرة في الجنة يقال لها الخلد  
ثم قال لنهر في الجنة كن مدادا فجمد النهر 

وكان أشد بياضا من الثلج ، وأحلى من الشهد  
ثم قال للقلم :ـ اكتب  
قال :ـ يا رب ما أكتب؟ــ  
قال :ـ اكتب ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة  

فكتب القلم في رق أشد بياضا من الفضة  
وأصفى من الياقوت  
ثم طواه فجعله في ركن العرش  
ثم ختم على فم القلم ، فلم ينطق بعد ، ولا ينطق أبدا  
فهو الكتاب المكنون الذي منه النسخ كلها  

أو لستم عربأ ؟ــ 

فكيف لا تعرفون معنى الكلام ؟ــ 

وأحدكم يقول لصاحبه انسخ ذلك الكتاب ،، أو ليس إنما ينسخ من كتاب آخر من الاصل، وهو قوله إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ إنتهى النقل

و 

قال أمير المؤمنين عليه السلام:ـ

سلوني قبل أن تفقدوني   

 إنّي ميّت أو مقتول ،، بل قتلاً 
 ما ينتظر أشقاها أن يخضبها من فوقها بدم 
وضرب بيده إلى لحيته 

 والذي نفسي بيده لا تسألوني عن شيء فيما بينكم وبين الساعة 
ولا عن فئة تضلّ مائة أو تهدي مائة إلاّ أنبأتكم بناعقها وسائقها.ـ .ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ إنتهى النقل

فكل الأحداث التي تمر علينا إذن سواء أكانت أحداث مصائب او أحداث فتن، كل الفتن بلا استثناء ،،فتن بلاء كانت ام كانت فتن رخاء 

واسماء اولادي 
واسم زوجتي 
وامي وابي 
واخواني 
وجيراني

بكل اسمائهم وصورهم وقصصهم و و و و 

كل ذلك وغيره تقول الآيات الكريمة والروايات أنّها كلّها قصدية الحصول ولا يوجد بها صدفة أبدا 

فحين كتب القلم ما كتبه لم يترك للصدفة من شيئ 

فكيف يكون ذلك؟ــ

كيف أختار زوجتي؟ــ

وكيف أختار اسماء اطفالي؟ــ

وكيف أختار الطريق الذي ساسلكه؟ــ

فمن نفسي أرى أنني مختار وغير مجبر على كل اختياراتي مهما كانت 

ولكن الله وأهل البيت يقولون لي لا اختيار لك في ما كُتب لك وعليك في الكتاب من الأحداث  

واختيارك ينحصر في تصرفك حين تكون في وسط تلك الأحداث التي كُتب عليك أن تواجهها وتعيشها

وتساؤلي هنا هو ليس عن كيفية اختياري او عن ردود أفعالي تجاه تلك الأحداث التي سأكون وسطها

بل عن ما هي تلك الأليّة ، او ما هي تلك الطريقة ،، أو ما هو ذلك السبب الذي سيجعلني أختار وبإرادتي (أو على الأقل هكذا سأظن) أن أسمّي أولادي بما سيوافق ما هو مكتوب لهم بالكتاب من أسماء؟ــ


وما هو ذلك السبب الذي سيجعلني أختار تلك المرأة دون غيرها لتكون هي دونا عن غيرها زوجتي فيوافق ما هو مكتوب بالكتاب لي ولها؟ــ 

وما هو السبب الذي سيجعلني أختار وأن اقرر أن أهاجر من بلادي لبلاد أخرى بما يوافق ما هو مكتوب لي بالكتاب؟ــ

فإنني أشعر انني حر في اختياراتي كلها ،، فجميعها نابعة من ذاتي ومن عقلي واختياري  

ولكن الله يقول لي:ـ لا .ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ هذه ليست اختياراتك، بل هذا ما اخترته انا لك ولكم جميعا

فما هي تلك الآلية ،، أو ما هو ذلك السبب الذي سينفذ الله به ومن خلاله خطته لي ولك ولكل مخلوقاته قصديا؟ــ

ما هو ذلك السبب الذي سينفذ به خطته كاملة بحيث يشعر الجميع معها انّه حرّ باختياراته وان الصدفة هي التي قادته الى ان يكون هو وهي وهم على ما هم عليه اليوم؟ــ

من حقي أن أتسائل وأن ابحث عن اجابات لتلك الأسئلة ولا بد من وجود جواب مقنع عليها كلّها

فالقرآن الكريم والروايات الشريفة يؤكّدان لنا على القصدية في كلّ شيئ يجري في عالمي الخلق والأمر

فهما يقولان لنا أن القلم قد كتب ما كان وما يكون وما هو كائن إلى يوم القيامة من قبل حتى أن يبرؤها

فالقلم الإلهي كتب في الكتاب المكنون (الإسم المكنون— الرقم تسعة) قصة واحدة متصلة الى يوم القيامة

قصة واحدة طويلة تحوى بداخلها قصص مترابطة ببعضها البعض 

ومتصلة ببعضها البعض 

وتؤثر ببعضها البعض 

وتسوق احداث بعضها لأحداث أخرى في قصص أخرى هي بعدد أنفاس الخلائق

فالقلم لم يترك شيئا إلا وكتبه في تلك القصة الواحدة الطويلة وفي قصصها الصغيرة 

التي كتب بعضها باللغة الصينية 
وبعضها بالعربية 
وبعضها بالالمانية 
وبعضها بالانجليزية 

وبعضها بالرومانية 
وبالإغريقية 
وبالهندية 
وبالمسمارية 

وحتى بتلك التي كانت تُرسم على الجدران

فالقلم كتب كل شيئ بقدر معلوم  

والقلم ليس باعتباطي ولا عشوائي ولا فوضوي

وحين كتب كل شيئ قد كتبه بالكتاب فإنه كتبه بقدر معلوم  

وما ستتنزل الملائكة والروح به من ذلك الكتاب بإذن ربهم ستتنزل به أيضا بقدر معلوم

فالملائكة ليست اعتباطية 

إنها ليست فوضوية

فالملائكة لا تأخذ من الكتاب ما يعجبها وتتنزّل به بالقدر الذي يعجبها

كلا 

فالملائكة تستنسخ باذن ربها من اعمالنا وقصتنا ما حان وقت ظهوره ونزوله على صفحة الوجود والتجلي بنفس ذلك المقدار والقانون الذي كتبه القلم به  

انها تستنسخه من الكتاب الذي نزل في ليلة القدر من العلي الأعلى لتظهره على صفحة الوجود والتجلي بنفس ذلك القدر وبنفس ذلك القانون الذي كتبه القلم به

فالله تبارك وتعالى كتب بقلمه قصة الوجود كاملة بجميع قصص موجوداته

صغيرها وكبيرها 

أوّلها وآخرها 

كلها بلا استثناء بكل تفاصيلها 

آجالها  
أرزاقها 
لغاتها  
أوطانها  
و
و
و

بجميع منعطفات فتن العسر واليسر التي ستمر بها شخصياتها وأوقات نزولها من اولها لآخرها 

العلي العظيم في كتابه الكريم يقول لقد كتبت بقلمي كل ذلك

لكل واحد منكم على حدة 

ولكم جميعا كمجموعة

كتبته لكم في هذا اللوح

لكن كل ما كتبته في هذا اللوح وهو لوح المحو لا يوجد به أيّ جبر لكم  

نعم كتبت به لكم وعليكم كل الإختبارات بكل تفاصيلها واحتمالاتها  

أمّا تحديد نفس الإختيارات وأيّ الإحتمالات هي التي تريدون ان تعيشوها فهي مسؤليتكم أنتم

ومنكم أنتم

وبإرادتكم أنتم 

وبمشيئتكم أنتم 

وأنتم وأنتم وأنتم فقط

لقد كتبت عليكم الصيام 

وانتم تثابون حين تصومون  

وكتبت عليكم الجهاد وأنتم تثابون حين تجاهدون 

وكتبت عليكم الصبر وانتم تثابون حين تصبرون

ولوح المحو الذي كتبت به كل الاحداث بامكانكم أن تبدلوا تفاصيله القادمة بإرادتكم فتظهر على لوح الإثبات

فما سطره القلم يقوم نون تبعا لإرادتك ومشيئتك واختياراتك بمحوه وتبديله 

ليسطر لك القلم مرة أخرى أحداث غيرها تتناسب معها 

فخطة الوجود وقصة الوجود كاملة إذن وبكل احتمالاتها قد سطرها القلم في كتاب المحو

ونحن نسير قصديّا حسب هذه الخطة الإلهية

فما من فئة تضل ماْئة او تهدي ماْئة 

في أي زمان كان أو مكان 

إلا وكان أشخاصها معروفين ومشخصين صورة وإسما وصفة

فهل ترك الله تبارك وتعالى تلك الأحداث التي كتبها بقلمه أن تجري لمستقرها اعتباطيا؟ــ

أم انه قد جعل سببا أو أسبابا من عنده لتنفيذ هذه الخطة الإلهية فلا تحيد بسببها جميع شخصيات القصة عن الخطة الخاصة الموضوعة لكل منها كما كتبها القلم ورسمها لها؟ــ

هل تُرِِكت أحداث القصة لكي تجري اعتباطيا أم أنّ كل حدث جرى ويجري وسيجري فيها انما هو يجري قصديا لمستقر له؟ــ

هل لوح الاثبات كُتِبَت به قصة تُرك للصدف والإعتباط أن يكتب تفاصيلها؟ــ

إن حياتنا أو وجودنا هو أمر بين أمرين
.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ

فنحن لم نختر نفس الحياة أو الوجود ولكننا اخترنا جميع ما بهما، وصولا للتفاصيل الصغيرة منها

فنفس وجودنا هو أمر جبري ولكن هذا الوجود الجبري هو وجود مختار

فمن أوّل وجودي اخترت كمالي، واخترت صورتي النهائية لنفسي، واخترت الهدف النهائي الذي ارتأيته لنفسي وأردت الوصول إليه

جميعنا فعلنا ذلك 


 جميعنا اخترنا كمالنا الذي تصورناه لأنفسنا  

فأيّها القلم كيف سمعتنا ونحن نختار فكتبت لنا اختياراتنا؟ــ 

أيّها القلم كيف علمت باختياراتنا؟ــ 

لا بد أنّ روحك أيها القلم مع أرواحنا وأن نفسك مع أنفسنا 

لا بد أن روحك منّا أيها القلم بمنزلة الروح من الجسد لتعلم عنّا كل ذلك 

ولا سماء كانت حينها مبنيّة أو أرض مدحيّة

لا بد أنّك أيّها القلم خُلِقت متوحدا مع العقل الأوّل الذي خُلق وله رؤوس بعدد الخلائق ما كان وما سيكون منها إلى انقضاء الساعة

خُلقت أنت متوحّد مع العقل الأول

وخُلقت أناْ متوحّد معكما

لا بد أن الأمور جرت على هذا المنوال  

وإلّا فكيف لك أن تعرف هدفي وكمالي وغايتي التي أنشدها لنفسي فتكتب لي طريق هو أقصر الطرق لكي أصل عمليا به إليها؟ــ

أيها القلم لقد كتبت لي طريقا 

وقدّرت لي به إلى آخر عمري المقادير 

وها هي


مَقاديرُكَ تجري عَلَىَّ يا سَيِّدى فيما يَكُونُ مِنّى اِلى آخِرِ عُمْرى مِنْ سَريرَتى وَعَلانِيَتى 

وَبِيَدِكَ لا بِيَدِ غَيْرِكَ 
زِيادَتى 
وَنَقْصى 
وَنَفْعى 
وَضَرّى



فأنت من كتبت لي وعليّ جميع ذلك أيها القلم 

وباطنك هو من بيده أن يبدّل لي جميع ما كتبته أنت

أيها القلم إنني أفر منك إليك

أيها القلم إنك تعلم أن غايتي هي الوصول والمسير إليك

فإن لم تبتدئني الرحمة منك بحسن التوفيق 

فمن السالك بي إليك في واضح الطريق؟ــ

وإن أسلَمَتني أناتُك لقائد الأمل والمنى 

فمن المقيل لعثراتي من كبوات الهوى؟ــ

أيها القلم 

أعلم أنك قد كتبت وقدّرت فيما كتبت وقدّرت 

أنك قدّرت وكتبت أن تجري الأحداث كما كتبتها وقدرتها 

وأنك لم ولن لم تترك للصدفة من شيئ في ما كتبته

فكتبت لكل واحد منا سبيله ثم يسرته لسبيله  

وجعلت له وحوله من الأسباب الظاهرة والخفية ما سيجعله يسير على تلك الخطة التي وضعتها له فلا يحيد عنها أبدا 

فدلّنا يا سيدنا ومولانا على تلك الأسباب التي جعلتها لنا إماما مرشدا

بل وجعلتنا به نسير وبإرادتنا تماما حسب الخطة التي رسمتها لنا من أول الأمر 
فلا نحيد عنها قيد انملة

فهل هو سبب ظاهر يا سيدي ومولاي فأجول في طلبه البلدان؟ــ

أم انه سبب باطن انطوى في اصل كياني ووجودي ويجب عليّ أن اغوص به للبحث عنه هناك؟ــ

اِلهى اِنْ حَرَمْتَنى فَمَنْ ذَا الَّذى يَرْزُقُنى 

وَاِنْ خَذَلْتَنى فَمَنْ ذَا الَّذى يَنْصُرُنى اِلهي

اِلهى ما اَظُنُّكَ تَرُدُّنى فى حاجَةٍ قَدْ اَفْنَيْتُ عُمْرى فى طَلَبِها مِنْكَ

اِلهى فَلَكَ اَسْئَلُ 

وَاِلَيْكَ اَبْتَهِلُ وَاَرْغَبُ 

وَاَسْئَلُكَ اَنْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ 

وَاَنْ تَجْعَلَنى مِمَّنْ يُديمُ ذِكَرَكَ 

وَلا ويَنْقُضُ عَهْدَكَ 

وَلا يَغْفُلُ عَنْ شُكْرِكَ 

وَلا يَسْتَخِفُّ بِاَمْرِكَ

اِلهى وَاَلْحِقْنى بِنُورِ عِزِّكَ الاْبْهَجِ 

فَاَكُونَ لَكَ عارِفاً 

وَعَنْ سِواكَ مُنْحَرِفاً 

وَمِنْكَ خاَّئِفاً مُراقِباً

يا ذَا الْجَلالِ وَالاْكْرامِ


وصلى الله على المصطفى المختار محمد وآله الأبرار
.
..
...
....

.....

شخصيا أعتقد بوحدة النور





بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


شخصيا أعتقد بوحدة النور

وأعتقد أنها هي نفسها عقيدة وحدة الوجود التي يقول بها العديد من علماء الشيعة

وذلك حسب ما فهمته من كلماتهم والتي سأبين فهمي الخاص لها بكلماتي الخاصة

فهي قمة التوحيد التي يريد أهل البيت من شيعتهم أن يصلوا لها

وهي ما عبّر عنها أمير المؤمنين ويعسوب الدين وسيد الموحدين بالمعرفة النورانية

فخلاصة المعرفة بالنورانية هي وحدة النور وأن نوره هو كلّ شيء

ـ((( وأرجو أن تتذكّروا منذ هذه اللحظة هذه الكلمة وهي أن نوره هو كلّ شيء وأسقطوا معناها أينما وجدتم كلمة نور في ما سيأتي)))ـ

فخلاصة المعرفة بالنورانية هي وحدة النور ،، وأن نوره هو كلّ شيء

وأن الله المعنى المعبود به محيط (اي ان الله المعنى المعبود محيط بالنور)ـ

فهو ((الله المعنى المعبود)) داخل به (بنوره) لا بممازجة


وخارج منه (من نوره) لا بمباينة

سبق نوره وجوده (اي ان الله المعنى المعبود سابق في وجوده على وجود نوره)ـ

ونوره موصوف (يعني مخلوق) بدليل أن الناطق بالقرآن الكريم وصفه (في سورة النور واية النور)ـ

بينما الله المعنى المعبود لا يمكن ان يُوصف (لأنه ليس كمثله شيء) ولو أمكن وصفه بأي وصف او لفظ لكان مخلوق من المخلوقات وموجود من الموجودات

وذلك لشَهادَةِ كُلِّ مَوْصُوفٍ (ونوره من ضمنها) أنَّهُ غَيْرُ الصِّفَةِ

فَمَن‌ وَصَفَ اللهَ سُبحَانَهُ (فَمَن‌ وَصَفَ المعنى المعبود) فَقدْ قَرَنَهُ.ـ

وَ مَن‌ قَرَنَهُ (وَ مَن‌ قرن المعنى المعبود) فَقَدْ ثَنَّاهُ .ـ

وَ مَن‌ ثَنَّاهُ (وَ مَن‌ ثنّى المعنى المعبود) فَقَدْ جَزَّاهُ .ـ

و مَنَ جزَّاهُ (وَ مَن‌ جزّء المعنى المعبود) فَقَدْ جَهِلَهُ .ـ

وَ مَن‌ جَهِلَهُ (وَ مَن‌ جهل المعنى المعبود) فَقَدْ أَشارَ إلَيهِ.ـ

وَ مَن‌ أشَارَ إلَيْهِ (وَ مَن‌ أشار للمعنى المعبود) فَقَدْ حَدَّهُ.ـ

وَ مَن‌ حَدَّهُ (وَ مَن‌ حدّ المعنى المعبود) فَقَدْ عَدَّهُ.ـ

وَ من‌ قَالَ: فيمَ (المعنى المعبود)؟ فَقَدْ ضَمَّنَهُ (أي انه ضمّن المعنى المعبود)

وَ مَن‌ قَالَ: عَلَا مَ (أي المعنى المعبود عَلَا مَ )؟ فَقَدْ أخْلَي‌ مِنْهُ ( أي أخلى المعنى المعبود).ـ

و(المعنى المعبود)
 كائنٌ لَا عَن‌ حَدَثٍ.ـ

و(المعنى المعبود) مَوجُودٌ لَا عَن‌ عَدَمٍ.ـ

و(المعنى المعبود) مَعَ كُلِّ شَي‌ءٍ (مع نوره) لَا بِمُقَارَنَةٍ.ـ

وَ (المعنى المعبود) غَيْرُ كُلِّ شَي‌ءٍ ( غير نوره) لَا بِمُزَايَلِةِ ـ

فلا خلقه فيه ((فلا نوره فيه)) ـ

و لا هو في خلقه ((و لا هو في نوره))ـ

وهو غير محسوس و لا مجسوس ولا تدركه الأبصار 

ـ(((يعني المعنى المعبود غير محسوس و لا مجسوس ولا تدركه الأبصار )))ـ

علا فقرب و دنا فبعد

ـ((كل الكلام السابق هو عن المعنى المعبود وليس عن نوره))ـ

فهو في الأشياء ((في نوره)) على غير ممازجة 

خارج منها ((من نوره)) على غير مباينة

وبينونته من الخلق ((من نوره)) ليست بينونة عزلة ولا بعد

ولا بينونة غائب

ولا بتراخي مسافة


و(الله المعبود) ليس بحاجة لنوره

فهو لا يحتاج لمخلوق موصوف،، ونوره مخلوق موصوف

------------
هذه هي اسس وحدة الوجود عندي

وهي وحدة النور المخلوق فقط

أو وحدة العقل الكلي مع رؤوسه التي هي بعدد الخلائق

وقد يسأل أحدكم من أين أتيت لنا بهذا التعبير (( الله المعنى المعبود )) وصدّعت به رؤوسنا

فأقول أنه من الكلمات الواردة في أكثر من رواية عن أهل البيت سلام الله وملائكته والمؤمنين عليهم أجمعين

مثل هذه الرواية مثلا:ـ

علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن الحسن بن محبوب، عن ابن رئاب وعن غير واحد،ـ

عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال:ـ

من عبدالله بالتوهم فقد كفر

ومن عبد الاسم دون المعنى فقد كفر 

ومن عبد الاسم والمعنى فقد أشرك 

ومن عبد المعنى  

بإيقاع الاسماء عليه

بصفاته التي وصف بها نفسه

فعقد عليه قلبه

ونطق به لسانه في سرائره وعلانيته

فأولئك أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) حقا...... إنتهى


فأولائك هم من وصلوا للمعرفة النورانية

فنوره هو الإسم الأعظم الأعظم الأعظم ((زهرة الحياة)) ـ

وهو الاسم المخلوق المذكور بهذه الرواية وغيرها

والذي لا تجوز عبادته مع او دون المعنى المعبود نهائيا

فالله المعنى المعبود ليس بموضع معرفة

ولا هو أيضا موضوع معرفة

وذلك بشهادة واجماع أهل البيت عليهم السلام

وأيضا لا يمكننا وصفه باي صفة كانت

فمجرد وصفنا للمعنى المعبود سيدخلنا بكل المحاذير السابقة

والوسيلة الوحيدة للوصول للمعنى المعيود هي عن طريق نوره  

فنصفه ونحبه ونحاول أن نعرفه ونفهمه بكل جد وإخلاص

فالله لا يهدي لنفسه

لكنه يهدي لنوره من يشاء 

وهو بنوره يهدي لنوره 

نُّورٌ عَلَى نُورٍ   


يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ
 

مَن يَشَاء

فكل الكلام اذن هو فقط عن نوره المخلوق الموجود بعد عدم

والموصوف بالقرآن الكريم وبالروايات الشريفة بأنه ذ الاجزاء المتوحدة تكوينيا

ـ (مشكاة ومصباح وزجاجة وشجرة وزيت وهياكل توحيد وظلال)ـ 

فلا يسبق أيّ جزء من نوره أيّ جزء اخر منه 

ولا ينفصل أيّ جزء من نوره عن ايّ جزء آخر منه 
 
هذه هي وحدة الوجود كما أفهمها من روايات أهل البيت عليهم السلام

واحببت هنا ان ابين ذلك بكلماتي

وذلك فقط لمن يريد أن يعرف ما هو الخلاف بين من يقولون بوحدة الوجود من الشيعة وبين من يكفرونهم ويخرجونهم من الملّة

ووحدة الوجود تفيض بها كلمات أمير المؤمنين لكن تحتاج لمن يتفكر بها

فالعلم نقطة كثّرها الجاهلون،، هكذا يقول أمير المؤمنين

لكن ماذا تقول للجاهلين الذين يصرون على تكثير هذه النقطة ويشنعون على من يقول انها كلها نقطة واحدة؟ـ

والله خلق المشيئة بذاتها وخلق الاشياء بالمشيئة ،هكذا يقول لنا أهل البيت عليهم السلام ، لكن ماذا تقول للجاهلين الذين لا يرون مشيئة الله الظاهرة في خلقه كلهم؟ـ

وحدة الوجود عندي هي وحدة الاسم المخلوق وهي نفسها وحدة الاسم المكنون

إنّ اللّه تبارك وتعالى خلق أسماءً بالحروف ، وهو عزّوجلّ بالحرف غير منعوت، وباللفظ غير منطق ، وبالشخص غير مجسّد ، وبالتشبيه غير موصوف ، وباللون غير مصبوغ ، منفيٌّ عنه الأقطار ، مبعدٌ عنه الحدود ، محجوب عنه حسّ كلّ متوهّم ، مستترٌ غير مستور . ـ

فجعله كلمة تامّة على أربعة أجزاء معا ليس واحد منها قبل الآخر ، ـ

فأظهر منها ثلاثة أسماء لفاقة الخلق إليها ، وحجب واحدا منها ، ـ

وهو الاسم المكنون المخزون بهذه الأسماء الثلاثة التي ظهرت ....بقية الرواية


وأستطيع أن أورد عشرات الروايات التي جميعها تقول بشكل واضح وصريح أن الله ابتدء الخلق بنور واحد ثم قسمه نصفين ومنه خلق بعد ذلك كل ما خلق

ومنه خلق بعد ذلك كل جميل

لكن ماذا تفعل مع من يصرّ على انه يوجد مع النور الاول نور آخر لا يعرّف لنا مصدره ولا يقول لنا من أين جاء هذا النور او حتى هذا الظلام؟

ماذا نفعل مع من يصدون الناس عن المعرفة النورانية بتشنيعهم على كلّ من يقترب من معرفة حقيقة النور بتهم جاهزة ومعلبة يفتحونها للهمج الرعاع الذين ينعقون مع كل ناعق ويملؤن بها بطونهم وعقولهم فينطلقون للنعيق بأعلى أصواتهم مع كل ناعق؟

فالمعرفة بالنورانية لا يمكن ابعاد الناس عنها وترهيبهم منها سوى عن طريق الأفواه

فمن يريدون ابعاد الناس عنها هم نفسهم من يريدون أن يطفؤوا شعلتها

وهم يفعلون ذلك بأفواههم كما يقول القرآن الكريم

ومن يحمل راية اطفاء نور الله وللأسف هم نفسهم رجال الدين من اهل اللحى والعمائم الذين قال فيهم الامام العسكري عليه السلام 

ـ((منهم قوم نصاب لا يقدرون على القدح فينا ، يتعلمون بعض علومنا الصحيحة فيتوجهون به عند شيعتنا ، وينتقصون ـ بنا ـ عند نصابنا

ثم يضيفون إليه أضعافه وأضعاف أضعافه من الاكاذيب علينا التي نحن براء منها ، فيتقبله ـ المسلمون ـ المستسلمون من شيعتنا على أنه من علومنا فضلوا وأضلوهم.

  وهم أضر على ضعفاء شيعتنا من جيش يزيد على الحسين بن علي (عليهما السلام) وأصحابه فانهم يسلبونهم الارواح والاموال ، وللمسلوبين عند الله أفضل الاحوال لما لحقهم من أعدائهم .ـ

  وهؤلاء علماء السوء الناصبون المشبهون بأنهم لنا موالون ، ولاعدائنا معادون يدخلون الشك والشبهة على ضعفاء شيعتنا ، فيضلونهم ويمنعونهم عن قصد الحق المصيب .......إنتهى النقل


فهؤلاء النصّاب يستغلون ثقة الشيعة بهم فيشنّعون على كلّ من يعتقد بالمعرفة النورانية بأشد النعوت والاوصاف

ويرهبون الناس من الاقتراب منها بأشد الترهيبات ،، كفر ،، شرك،، زندقة،، النار موعدك ،، مغالاة 

كل ذلك واكثر منه بكثير ينتظرك ان انت حاولت أن تقترب من المعرفة النورانية

يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ 

 

-------------------------

يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ 


 -------------------------

فوسيلة الإطفاء هي الأفواه أولا وأخيرا

فلذلك الحذر الحذر من الاغترار بالافواه والانجرار خلفها مهما كانت تلك الأفواه مقدسة بالنسبة لك 

ونور الله ينتظر من يريد ويحب ويشتاق أن يصل إليه

إنه بشوق إليك أيها المشتاق للاسم المكنون

وإنها بشوق إليك أيها الزهرائي
.
.
.

فوحدة الوجود عندي هي وحدة النور 

ومن يستطيع أن يثبت لي أنه يوجد مع نور الله نور آخر ليس لله فليتقدم لنا ببيانه

من يستطيع ان يثبت الشريك لله في الخلق فليتقدم لنا ببيانه

فهو الذي خلق الموت وهو الذي خلق الحياة

وهو الذي يبلوا بالشر وبالخير


وهو الذي يفتن عباده
وهو الذي يميت ويحي
وهو الذي خلق كل شيء
وهو الفاعل لكل شيء
وهو الذي لا اله الا هو فأنى تؤفكون

من يستطيع ان يثبت وجود شريك مع الله فليتفضل
من يستطيع ان يثبت وجود أي وجود من دون الله فليتفضل
من يستطيع ان يثبت وجود أي وجود ليس بالله فليتفضل

ومن يفهم معنى بـــــالله ويقول بتعدد الوجود والموجود 
وأن الله المعنى المعبود جزء مادي او نوراني من الوجود والموجود في هذه المعادلة اقول له بكل اطمئنان انك لم تفهم شيء
فـ
ـ((الله المعنى المعبود)) ليس وجود
و
ـ((الله المعنى المعبود)) ليس موجود
و
ـ((الله المعنى المعبود)) ليس نور

واسم الله غير الله المعنى المعبود

واسم الله يشير لله المعنى المعبود

واسم الله هو الاسم المخلوق الذي يدل على الله المعنى المعبود

فاسم الله هو نوره

ونوره هو كل شيء

وبسم الله تعني بالنور

وبسم الله اذهب، تعني بالنور اذهب

وبسم الله افعل تعني بالنور افعل

وبسم الله اكون تعني بالنور أكون

وبحول الله وقوته اقوم واقعد تعني بحول النور اقوم واقعد

وحدة النور هي وحدة الوجود

والله المعنى المعبود خلق نوره 

   وبنوره خلق كل شيء  

فنوره المشكاتي هو الوجود الزهرائي

ونوره المصباحي هو الموجود العلوي

ونوره الزجاجي هم النور على النور

وكلهم محمد اولهم واوسطهم وآخرهم

كلهم محمد ومحمد كلهم

وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين
.
.