لَا يَكُونُ فَرَجُنَا حَتَّى يَذْهَبَ الْكَدِرُ وَ يَبْقَى الصَّفْوُ
بسم
الله الرحمن الرحيم
والصلاة
والسلام على خير خلقه أجمعين محمد وآله
بيته الطيبين الطاهرين
اللهم
صلي على محمد وآل محمد
رب
اشرح لي صدري
وضع
عني وزري الذي انقض ظهري
وارفع
لي ذكري
واجعل
لي من بعد العسر يسرا
واجعل
لي من بعد العسر يسرا
السلام
عليكم إخوتي وأخواتي المتنافسين والمتنافسات
الكرام ورحمة الله وبركاته
سيدور
حديثنا لهذا اليوم ان شاء الله عن الروايات
الشريفة التي تتكلم عن آخر الزمان وكيف
ان شبه عبدة الشمس والقمر سيدخلون بهذا
الأمر كما ورد عن الإمام الصادق عليه
السلام قوله:
عَنْ
إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ
قَالَ أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ أَبَا
عَبْدِ اللَّهِ ع يَقُولُ
إِذَا خَرَجَ الْقَائِمُ ع خَرَجَ مِنْ
هَذَا الْأَمْرِ مَنْ كَانَ يَرَى أَنَّهُ
مِنْ أَهْلِهِ وَ دَخَلَ فِيهِ شِبْهُ
عَبَدَةِ الشَّمْسِ وَ الْقَمَرِ «.
وعن
الروايات التي تقول :
ان
من اراد الله به خيرا وَكَّلَ
بِهِ مَلَكاً فَأَخَذَ بِعَضُدِهِ
فَأَدْخَلَهُ فِي هَذَا الْأَمْرِ
وعن
علاقة جميع هذه الروايات بتعجيل الفرج
الذي اشترط الإمام تحققه ووقوعه باكتمال
الصفو وذهاب الكدر كما
قَالَ
الصَّادِقُ ع لَلْمُفَضَّل تعقيبا على
قصة صبر الله على قوم نوح مدة طويلة قبل
ان يرسل عليهم العذاب /
فقال:
وَ
كَذَلِكَ الْقَائِمُ فَإِنَّهُ تَمْتَدُّ
أَيَّامُ غَيْبَتِهِ لِيُصَرِّحَ الْحَقُّ
عَنْ مَحْضِهِ
وَ
يَصْفُوَ الْإِيمَانُ مِنَ الْكَدَرِ
بِارْتِدَادِ
كُلِّ مَنْ كَانَتْ طِينَتُهُ خَبِيثَةً
مِنَ الشِّيعَةِ الَّذِينَ يُخْشَى
عَلَيْهِمُ النِّفَاقُ
إِذَا
أَحَسُّوا بِالاسْتِخْلَافِ وَ التَّمْكِينِ
وَ الْأَمْنِ الْمُنْتَشِرِ فِي عَهْدِ
الْقَائِمِ ع
ونفس
هذا المعنى قاله الامام الباقر عليه
السلام لجابر الجعفي حين سأله مَتَى
يَكُونُ فَرَجُكُمْ فقال له :
28-
غط،
الغيبة للشيخ الطوسي رُوِيَ عَنْ جَابِرٍ
الْجُعْفِيِّ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي
جَعْفَرٍ ع مَتَى يَكُونُ فَرَجُكُمْ
فَقَالَ
هَيْهَاتَ
هَيْهَاتَ لَا يَكُونُ فَرَجُنَا حَتَّى
تُغَرْبَلُوا ثُمَّ تُغَرْبَلُوا ثُمَّ
تُغَرْبَلُوا يَقُولُهَا ثَلَاثاً حَتَّى
يَذْهَبَ الْكَدِرُ وَ يَبْقَى
الصَّفْوُ......إنتهى
فتعجيل
الفرج من خلال جميع هذه الروايات يتبين
لنا ان طرف منه بأيدينا والطرف الآخر
بيدهم
ولكي
نكون طرف فاعل في عملية تعجيل الفرج فيجب
علينا ان نعرف كيف يجب ان نفعل بطرف الحبل
الذي بيدنا ليوافق ما سيفعلونه هم بطرف
الحبل الذي بيدهم
هل
يجب ان نسحبه نحونا ونقاوم من يسحبه من
الطرف الآخر؟
أم
يجب أن ننساق لمن يسحبنا من الطرف الآخر
ولا نقاومه
ومن
الواضح هنا اننا لتعجيل الفرج يجب لن
ننساق لمن يسحب الحبل من الطرف الآخر وأن
لا نقاومه
لأن
من سيسلّم أمره لمن يمسك الطرف المقابل
لا بد انه سيصبح من الصفو
فهذا
هو هدف الذي يسحب
ولذلك
سنجعل عنوان حديثنا هذا اليوم
لَا
يَكُونُ فَرَجُنَا ..
حَتَّى
يَذْهَبَ الْكَدِرُ وَ يَبْقَى الصَّفْوُ
وسنبدء
كلامنا إن شاء الله بهذه الرواية المروية
لنا عن الإمام الصدق عليه السلام
145-
حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ عُبَيْدِ
بْنِ يَقْطِينٍ، عَنْ نُبَاتَةَ بْنِ
مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ
عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ:
سَمِعْتُهُ
يَقُولُ:
«إِنَّ
اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى إِذَا
أَرَادَ بِعَبْدٍ خَيْراً وَكَّلَ بِهِ
مَلَكاً فَأَخَذَ بِعَضُدِهِ فَأَدْخَلَهُ
فِي هَذَا الْأَمْرِ».......إنتهى
ونفس
هذه الرواية مروية بلفظ آخر وهو
أخذ
بعنقه فَأَدْخَلَهُ فِي هَذَا الْأَمْرِ
بدل
فأخذ بعضده فَأَدْخَلَهُ فِي هَذَا
الْأَمْرِ
طبعا
من القرائة الأولية نفهم أن هذا العبد لم
يكن داخل بهذا الأمر وأنه كان بعيدا عنه
لكن
الله بدى له فيه خيرا
فشاء
أن يدخله في هذا الأمر
فوكّل
به ملكا يدخله في هذا الخير
من
ما يدل على أن عقائد هذا العبد حتى ما قبل
توكيل هذا الملك به لم تكن صافية بالدرجة
التي للدخول في هذا الخير
كما
يمكن الفهم أن تعبير ((هذا
الأمر))
هو
أنه نفسه الخير الذي شائه الله للعبد
طبعا
هذه الرواية لا تبين كيف سينصاع هذا العبد
للملك الموكل به فيتبعه حتى يدخله في هذا
الخير
لكن
يمكن القول أن أشد شيئا على الانسان هو
أن يبدل عقائده التي ورثها من آبائه
وأجداده واستقاها من المؤسسة الدينية او
من العرفاء الفسقة الذين أنبأنا أمير
المؤمنين عن انتشارهم في زمان الامراء
الكفرة والأمناء الخونة وذلك حين قال:
يَأْتِيكُمْ
بَعْدَ الْخَمْسِينَ وَ الْمِائَةِ
أُمَرَاءُ كَفَرَةٌ وَ أُمَنَاءُ خَوَنَةٌ
وَ عُرَفَاءُ فَسَقَةٌ فَتَكْثُرُ
التُّجَّارُ وَ تَقِلُّ الْأَرْبَاحُ
وَ يَفْشُو الرِّبَا وَ تَكْثُرُ أَوْلَادُ
الزِّنَا وَ تَغْمُرُ السِّفَاحُ وَ
تَتَنَاكَرُ الْمَعَارِف......بقية
الرواية
واعتقد
انه لا يختلف اثنان بانطباق هذه الصفات
على أمراء وأمناء زماننا هذا والذي تكثر
به التجارة وتقل الارباح وتنتشر به جليا
باقي هذه الصفات في الناس
لكن
ربما الاختلاف بين المؤمنين يبقى حول صفة
عرفاء زماننا هل هم فسقة أم لا؟
طبعا
صفة العرفاء الفسقة معناها حسب كلام أهل
البيت عليهم السلام هو العرفاء الشّاكين
فالعرفاء
الفسقة معناها العرفاء الشّاكين وليس
بالمعنى الدارج لمعنى الفسق انه المجاهر
بالخطايا
وإذا
أردنا ان نعرف هؤلاء العرفاء الشاكّين
بماذا هم شاكّين
فيجب
ان نرجع أيضا لحديث أمير المؤمنين في حديث
المعرفة بالنورانية وذلك حين قال:
يا
سلمان و يا جندب، المؤمن الممتحن الذي لم
يرد عليه شيء من أمرنا، إلّا شرح اللّه
صدره لقبوله، و لم يشك و لم يرتب،
و
من قال لم و كيف فقد كفر،
فسلموا
للّه أمره، فنحن أمر اللّه،
يا
سلمان و يا جندب، إنّ اللّه جعلني أمينه
على خلقه، و خليفته في أرضه و بلاده و
عباده، و أعطاني ما لم يصفه الواصفون، و
لا يعرفه العارفون، فإذا عرفتموني هكذا
فأنتم مؤمنون.....بقية
الحديث
فأصعب
شيء على المؤمنين هو أن يبدلوا عقائدهم
التي اخذوها عن الشّاكين الخائنين
يعني
حتى ولو وكل الله بأحد أتباع ومقدّسي
هؤلاء العرفاء الشّاكين ملكا ليأخذ بعضده
فإن
هذا المؤمن سيواجه هذا الملك بمقاومة
شرسة وعناد كبير ما لم يكن هناك عامل مساعد
آخر يجعله ينساق لهذا الملك ويمشي معه
فما
هو هذا العامل المساعد؟
لنعرفه
سنلجأ كعادتنا لكلام اهل البيت عليهم
السلام لنعرفه ، وسنورد روايتان بهما
الخلاصة ان شاء الله
الرواية
الأولى
الأصول
الستة عشر (ط
-
دار
الحديث)،
ص:
296
وَ
عَنْهُ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ، عَنْ
حُمْرَانَ، قَالَ:
قُلْتُ
لِأَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ:
أَصْلَحَكَ
اللَّهُ إِنِّي كُنْتُ فِي حَالٍ وَ قَدْ
صِرْتُ إِلَى حَالٍ أُخْرَى،
فَلَسْتُ
أَدْرِي الْحَالُ الَّتِي كُنْتُ عَلَيْهَا
أَفْضَلُ، أَوِ الَّتِي صِرْتُ إِلَيْهَا؟
قَالَ:
فَقَالَ:
وَ
مَا ذَاكَ يَا حُمْرَانُ؟
قَالَ:
قُلْتُ:
جُعِلْتُ
فِدَاكَ قَدْ كُنْتُ أُخَاصِمُ النَّاسَ
فَلَا أَزَالُ قَدِ اسْتَجَابَ لِيَ
الْوَاحِدُ بَعْدَ الْوَاحِدِ،
ثُمَّ
تَرَكْتُ ذَاكَ،
قَالَ:
فَقَالَ:
يَا
حُمْرَانُ!
يعني
انتقل الكلام للامام
خَلِّ
بَيْنَ النَّاسِ وَ خَالِقِهِمْ؛
فَإِنَّ
اللَّهَ إِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ خَيْراً
نَكَتَ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةً،
فَجَالَ قَلْبُهُ،
فَيَصِيرُ
إِلَى هَذَا الْأَمْرِ أَسْرَعَ مِنَ
الطَّيْرِ إِلَى وَكْرِهِ........إنتهى
ويمكننا
القول ان السر بانصياع هذا العبد للملك
هو هذه النكتة التي سينكتها بقلبه
وهذه
النكتة التي سينكتها في قلبه ستتكفل
الرواية الثانية بتبيان امرها لنا وتبين
لنا ما هي:
حَدَّثَنَا
حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
يَحْيَى عَنْ طَلْحَةَ بْنِ زَيْدٍ عَنْ
جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ
ع
فِي هَذِهِ الْآيَةِ «اللَّهُ
نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ»
قَالَ:
بَدَأَ
بِنُورِ نَفْسِهِ تَعَالَى
«مَثَلُ
نُورِهِ»
مَثَلُ
هُدَاهُ فِي قَلْبِ الْمُؤْمِنِ (((إنتبهوا
لمعنى هذه الجملة)))
«كَمِشْكاةٍ
فِيها مِصْباحٌ الْمِصْباحُ»
وَ
الْمِشْكَاةُ جَوْفُ الْمُؤْمِنِ
وَ
الْقِنْدِيلُ قَلْبُهُ-
وَ
الْمِصْبَاحُ النُّورُ الَّذِي جَعَلَهُ
اللَّهُ فِي قَلْبِهِ (((إنتبهوا
لمعنى هذه الجملة أيضا ولعلاقتها بالجملة
التي نبهتكم لها قبل قليل)))
«يُوقَدُ
مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ»
قَالَ
الشَّجَرَةُ الْمُؤْمِنُ
«زَيْتُونَةٍ
لا شَرْقِيَّةٍ وَ لا غَرْبِيَّةٍ»
قَالَ
عَلَى سَوَاءِ الْجَبَلِ
لَا
غَرْبِيَّةٍ أَيْ لَا شَرْقَ لَهَا
وَ
لَا شَرْقِيَّةٍ-
أَيْ
لَا غَرْبَ لَهَا
إِذَا
طَلَعَتِ الشَّمْسُ طَلَعَتْ عَلَيْهَا-
وَ
إِذَا غَرَبَتِ الشَّمْسُ غَرَبَتْ
عَلَيْهَا
«يَكادُ
زَيْتُها
يُضِيءُ»
يَكَادُ
النُّورُ الَّذِي جَعَلَهُ اللَّهُ فِي
قَلْبِهِ يُضِيءُ وَ إِنْ لَمْ يَتَكَلَّمْ
«نُورٌ
عَلى نُورٍ»
فَرِيضَةٌ
عَلَى فَرِيضَةٍ وَ سُنَّةٌ عَلَى سُنَّةٍ
«يَهْدِي
اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ»
يَهْدِي
اللَّهُ لِفَرَائِضِهِ وَ سُنَنِهِ مَنْ
يَشَاءُ
«وَ
يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثالَ لِلنَّاسِ»
فَهَذَا
مَثَلٌ ضَرَبَهُ اللَّهُ لِلْمُؤْمِنِ،
قَالَ:
فَالْمُؤْمِنُ
يَتَقَلَّبُ فِي خَمْسَةٍ مِنَ النُّورِ،
مَدْخَلُهُ
نُورٌ
وَ
مَخْرَجُهُ نُورٌ-
وَ
عِلْمُهُ نُورٌ
وَ
كَلَامُهُ نُورٌ-
وَ
مَصِيرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى
الْجَنَّةِ نُورٌ،
قُلْتُ
لِجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ع:
جُعِلْتُ
فِدَاكَ يَا سَيِّدِي إِنَّهُمْ يَقُولُونَ
مَثَلُ نُورِ الرَّبِّ
قَالَ
:سُبْحَانَ
اللَّهِ
لَيْسَ
لِلَّهِ مَثَلٌ-
قَالَ
اللَّهُ :
فَلا
تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثالَ...........إنتهى
فالنكتة
التي سينكتها الله في قلب عبده المؤمن
الذي اراد به خيرا هي تلك الشرارة الالهية
التي سيضيئ بها زيت مصباح قلبه فيزهر نوره
وهنا
يأتي السؤال الذي إجابته ستربط الروايتان
مع بعضهما البعض ، يعني رواية الملك الذي
سيأخذ بعضده ورواية النَكتَة التي سينكتها
في قلبه
والسؤال
هو:
هل
يكفي أن يزهر مصباح قلب المؤمن لكي يدخل
المؤمن لوحده في هذا الامر ويصير إليه
أسرع من الطير الى وكره؟
أم
يوجد عامل آخر؟
يجيبنا
أمير المؤمنين عليه السلام في خطبة المخزون
قائلا:
قُلُوبُ
الْمُؤْمِنِينَ مَطْوِيَّةٌ عَلَى
الْإِيمَانِ، إِذَا أَرَادَ اللَّهُ
إِظْهَارَ مَا فِيهَا فَتَحَهَا
بِالْوَحْيِ، وَ زَرَعَ فِيهَا الْحِكْمَة
فمثل
نوره الذي أودعه في قلوب المؤمنين هو نفسه
روح الإيمان الذي اشار له في بداية هذه
الخطبة حين قال:
أَمَّا
بَعْدُ، فَإِنَّ رُوحَ «3»((نور))
الْبَصَرِ
رُوحُ الْحَيَاةِ الَّذِي لَا يَنْفَعُ
إِيمَانٌ إِلَّا بِهِ، مَعَ كَلِمَةِ
اللَّهِ وَ التَّصْدِيقِ بِهَا،
فَالْكَلِمَةُ
مِنَ الرُّوحِ وَ الرُّوحُ مِنَ النُّورِ،
وَ النُّورُ نُورُ السَّمَاوَاتِ،
فَبِأَيْدِيكُمْ
سَبَبٌ وَصَلَ إِلَيْكُمْ مِنْهُ ،
إِيثَارٌ وَ اخْتِيَارٌ،
نِعْمَةُ
اللَّهِ لَا تَبْلُغُوا شُكْرَهَا،
خَصَّصَكُمْ بِهَا، وَ اخْتَصَّكُمْ
لَهَا وَ تِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها
لِلنَّاسِ وَ ما يَعْقِلُها إِلَّا
الْعالِمُون.....إنتهى
فإذا
أراد الله بعبد خيرا نكت فيه روح أو نور
الايمان فيستيقظ الايمان في قلبه فيكون
هذا العبد من لحظتها جاهز لاستقبال الوحي
وبنفس
الوقت سيؤيده بملك أو يرسل له رسول يوحي
له باذنه ما يشاء
وَمَا
كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ
إِلاَّ وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ
أَوْ
يُرْسِلَ رَسُولا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ
مَا يَشَاء إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ
33453-
38- وَ
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الْكَشِّيِّ
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ
حَمَّادٍ الْمَرْوَزِيِّ
و
الْمَحْمُودِيِّ
يَرْفَعُهُ قَالَ:
قَالَ
الصَّادِقُ ع :
اعْرِفُوا
مَنَازِلَ شِيعَتِنَا بِقَدْرِ مَا
يُحْسِنُونَ مِنْ رِوَايَاتِهِمْ عَنَّا
فَإِنَّا
لَا نَعُدُّ الْفَقِيهَ مِنْهُمْ فَقِيهاً
حَتَّى يَكُونَ مُحَدَّثاً
فَقِيلَ
لَهُ:
أَ
وَ يَكُونُ الْمُؤْمِنُ مُحَدَّثاً
قَالَ:
يَكُونُ
مُفْهَماً
وَ
الْمُفْهَمُ الْمُحَدَّثُ.......إنتهى
فمن
الذي سيحدثه ومن الذي سيفهمه؟
الجواب
هو أن الذي سيحدثه هو الملك الذي وكله
بأخذ عضده
فَيُوحِيَ
له بِإِذْنِهِ مَا يَشَاء
وهنا
سيأتي السؤال هل هذا الملك بعيد عن هذا
المؤمن الأن؟
يجيبنا
أمير المؤمنين في الرواية التالية أن هذا
الملك بقربه على الدوام ويحميه وسأورد
منها فقط ما به أيضاح المطلب
كَانَ
مَعَ عَلِيٍّ ع يَوْمَ صِفِّينَ وَ فِيمَا
بَعْدَ ذَلِكَ قَالَ:
بَيْنَا
عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ع يُعَبِّئُ
الْكَتَائِبَ يَوْمَ صِفِّينَ
وَ
مُعَاوِيَةُ مُسْتَقْبِلُهُ عَلَى فَرَسٍ
لَهُ يَتَأَكَّلُ تَحْتَهُ تَأَكُّلًا
وَ
عَلِيٌّ ع عَلَى فَرَسِ رَسُولِ اللَّهِ
ص الْمُرْتَجِزِ وَ بِيَدِهِ حَرْبَةُ
رَسُولِ اللَّهِ ص وَ هُوَ مُتَقَلِّدٌ
سَيْفَهُ ذُو الْفَقَارِ
فَقَالَ
رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ
احْتَرِسْ
يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَإِنَّا
نَخْشَى أَنْ يَغْتَالَكَ هَذَا
الْمَلْعُونُ
فَقَالَ
ع :
لَئِنْ
قُلْتَ ذَاكَ
إِنَّهُ
غَيْرُ مَأْمُونٍ عَلَى دِينِهِ
وَ
إِنَّهُ لَأَشْقَى الْقَاسِطِينَ
وَ
أَلْعَنُ الْخَارِجِينَ عَلَى الْأَئِمَّةِ
الْمُهْتَدِينَ
وَ
لَكِنْ كَفَى بِالْأَجَلِ حَارِساً
لَيْسَ
أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ إِلَّا وَ مَعَهُ
مَلَائِكَةٌ حَفَظَةٌ يَخْفَظُونَهُ
مِنْ أَنْ يَتَرَدَّى فِي بِئْرٍ أَوْ
يَقَعَ عَلَيْهِ حَائِطٌ أَوْ يُصِيبَهُ
سُوءٌ
فَإِذَا
حَانَ أَجَلُهُ خَلَّوْا بَيْنَهُ وَ
بَيْنَ مَا يُصِيبُهُ
وَ
كَذَلِكَ أَنَا إِذَا حَانَ أَجَلِي
انْبَعَثَ أَشْقَاهَا فَخَضَّبَ هَذِهِ
مِنْ هَذَا
وَ
أَشَارَ إِلَى لِحْيَتِهِ وَ رَأْسِهِ
عَهْداً
مَعْهُوداً وَ وَعْداً غَيْرَ
مَكْذُوبٍ.........إنتهى
فــ
لَيْسَ
أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ إِلَّا وَ مَعَهُ
مَلَائِكَةٌ حَفَظَةٌ يَحْفَظُونَهُ
مِنْ أَنْ يَتَرَدَّى فِي بِئْرٍ أَوْ
يَقَعَ عَلَيْهِ حَائِطٌ أَوْ يُصِيبَهُ
سُوءٌ
فَإِذَا
حَانَ أَجَلُهُ خَلَّوْا بَيْنَهُ وَ
بَيْنَ مَا يُصِيبُهُ
فكل
واحد من المتنافسين يوجد معه على الدوام
ملائكة يحفظونه
لكنهم
غير مأمورين بالأخذ بعضده لإدخاله في هذا
الأمر فيوحون له بِإِذْنِهِ
مَا يَشَاء
لكن
إذا جاء لهم الأمر بالاخذ بعضده سيبدؤون
بالتداخل معه وبترتيب الأمور الخارجية
التي ستضعه على البدايات
وبنفس
الوقت فإنّ نوره الذي نكته بقلبه سيوفّقه
أولا ليقبل منهم تلك البدايات ثم سيكمل
معه كل بداية جديدة
مثلا
الملائكة سترتب له لقاء احد المؤمنين من
من يملك بعض المعرفة الصحيحة
وعندما
يقابله ويسمعها منه فإن النور الذي أيده
به سيوفقه للقبول منه
ومعنى
توفيقه له هو انه سيلقي الفهم في قلبه لما
قاله هذا المؤمن
وبمجرد
ان يفهم قوله فانه سيقبله منه طواعية
فإذا
أوصل هذا المؤمن له كل ما يعرفه من المعرفة
الصحيحة واحتاج للمزيد
فإن
الملائكة سترتب له الوصول لمؤمن آخر
طبعا
ليس شرطا ان يلتقي به شخصيا
لكن
بطريقة ما سيوقعون كتابه بين يديه او
يوصلونه لمحاضراته فيستمع لها
وهنا
سيتدخل نوره مرة اخرى فيلقي الفهم في قلبه
ويوفقه للقبول منه
وهكذا
سيتعاون العامل الخارجي وهو الملك
مع
العامل الداخلي وهو نور هدايته الذي نكته
في قلبه أو الذي أوقده في قلبه
فهذا
النور أودعه الله في قلوب جميع افراد أمته
الواحدة في جميع الفرق الإثنين والسبعين
وبلا استثناء
لكن
يبقى مقدار استفادة المؤمن من الملك ومن
النور الذي أودعه في قلبه مرهون بمقدار
تسليم نفس هذا العبد المؤمن للملك ولنوره
فلا
اكراه في الدين
ولذلك
كان الأئمة يؤكدون دائما أنّ المسلّمين
هم الفائزون
المسلّمين
لماذا؟
وجوابه
هو المسلّمين لهذا الملك الموكل بهم
وكذلك
المسلّمين للنور المودع في قلوبهم
فدورنا
في تعجيل الفرج هو فقط ان نسلّم وننقاد
للذي يدفعنا من الخلف وهم الملائكة
الموكلون بنا
وللذي
يسحب الحبل من الطرف الآخر وهو نور هدايته
الذي اودعه او نكته في قلوبنا
طبعا
حزب الشيطان يعرف هذا الامر جيدا
يعني
يعرف بأمر وجود هذا الملك
ويعرف
كذلك بأمر وجود نور الهداية في قلوبهم
ولذلك
فإن أفضل طريقة لتعطيل اكتمال العدّة هو
تشويه صورة العامل الخارجي بأفواههم لكل
من لا يعرف بوجودهم فيجعلونهم شياطين وجن
في نظرهم
وبنفس
الوقت يشوهون بأفواههم صورة نور الهداية
في قلوبهم
فهو
من وساوس الشياطين الذين يحاولون ابعاد
الناس عن دين آبائهم وأجدادهم
وبنفس
الوقت يحاربون بأفواههم كل من يملك من
المعرفة شيئا صحيحا
كما
ويحرضون المؤمنين أيضا على كتم ما يعرفونه
من العلوم والمعارف الربانية وعدم نشرها
وبنفس
الوقت يمنعونهم من ورود منابع المعرفة
الصحيحة بتسقيطها وتسفيهها ووصمها
بالخزعبلات والمحرفات والاسرائيليات
وغير ذلك من الاوصاف الشنيعة
وبدلا
منها يوجهونهم لمنابع المعرفة الكدرة
التي يفرغ بعضها في بعض
ويعملون
على تزيينها لهم بأجمل صورة
طبعا
كل ذلك لا يتعارض مع مشيئة خالق الخلق
فهو
منذ أن خلق الخلق خلقهم خلقين
خلق
يهدون للحق ((والحق
هو اليمين))
وخلق
يضلونهم عنه ويدعونهم للنار ((للشمال))
ودعوتهم
للشمال تتلخص بتوجيه نياتهم نحو العلو
في الأرض وسنوضح في نهاية المقال إن شاء
الله كيف يكون ذلك
وبنفس
الوقت فهو كما
خلق
خلق يمكن لهم ان يهتدوا للحق وهم المتنافسون
افراد أمته الواحدة الذين أخذ العهد منهم
واودع نور هدايته بقلوبهم
فإنه
خلق خلق آخر لا يمكن لهم أن يهتدوا إليه
وهم الصور الذين لم يودع نور هدايته بصورهم
فـ
15- الكافي عَنْ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسَى عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ
عَنْ
أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع
قَالَ:
إِنَّ
اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ خَلَقَ قَوْماً
لِــــــلْــــــحَــــــقِّ ((والحق
كما قلنا هو اليمين))
فَإِذَا
مَرَّ بِهِمُ الْبَابُ مِنَ الْحَقِّ
قَبِلَتْهُ قُلُوبُهُمْ وَ إِنْ كَانُوا
لَا يَعْرِفُونَهُ
وَ
إِذَا مَرَّ بِهِمُ الْبَاطِلَ أَنْكَرَتْهُ
قُلُوبُهُمْ وَ إِنْ كَانُوا لَا
يَعْرِفُونَهُ
وَ
خَلَقَ قَوْماً لِـــــغَــــــيْــــــرِ
ذَلِــــــكَ
فَإِذَا
مَرَّ بِهِمُ الْبَابُ مِنَ الْحَقِّ
أَنْكَرَتْهُ قُلُوبُهُمْ وَ إِنْ كَانُوا
لَا يَعْرِفُونَهُ
وَ
إِذَا مَرَّ بِهِمُ الْبَابُ مِنَ
الْبَاطِلِ قَبِلَتْهُ قُلُوبُهُمْ وَ
إِنْ كَانُوا لَا يَعْرِفُونَهُ…….إنتهى
فالشياطين
الذين يضلون عن الحق هم بأمره يعملون
وبأمره عنه يضلون كما صرّح بذلك في محكم
كتابه الكريم:
أَلَمْ
تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ
عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا
فَلا
تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ
لَهُمْ عَدًّا
يَوْمَ
نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ
وَفْدًا (((والمتقين
هم العارفين الذين عرفوا الحق ((اليمين))
في
الحياة الدنيا)))
وَنَسُوقُ
الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا
(((والمجرمين
هم الذين إِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا
لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ
أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ
نُفُورًا)))
وهؤلاء
المجرمون
لا
يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلاَّ مَنِ
اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا
والذين
اتخذوا عند الرحمن عهدا ويشفعون هم الذين
أوفوا بعهدهم وهم شيعتهم أفراد الثلتان
الفائزون الذين إتخذهم الرسول شهداء على
الناس
فعن
203-
وَ
عَنْهُ، عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ
قَالَ:
حَدَّثَنِي
جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ،
عَنْ آبَائِهِ:
أَنَّ
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَ آلِهِ قَالَ:
«ثَلَاثَةٌ
يَشْفَعُونَ إِلَى اللَّهِ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ فَيُشَفِّعُهُمُ:
الْأَنْبِيَاءَ،
ثُمَّ الْعُلَمَاءَ، ثُمَّ
الشُّهَدَاءَ»........إنتهى
و
«401»-
قَالَ
حَدَّثَنَا فُرَاتُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
الْكُوفِيُّ مُعَنْعَناً
عَنْ
جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ
ع قَالَ:
نَزَلَتْ
هَذِهِ الْآيَةُ فِينَا وَ فِي شِيعَتِنَا
فَما
لَنا مِنْ شافِعِينَ وَ لا صَدِيقٍ حَمِيمٍ
وَ
ذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى
يُفَضِّلُنَا
وَ
يُفَضِّلُ شِيعَتَنَا
حَتَّى
إِنَّا لَنَشْفَعُ
وَ
يَشْفَعُونَ
فَإِذَا
رَأَى ذَلِكَ مَنْ لَيْسَ مِنْهُمْ
قَالُوا:
فَما
لَنا مِنْ شافِعِينَ وَ لا صَدِيقٍ
حَمِيم.......إنتهى
فيا
إخوتي وأخواتي المتنافسين والمتنافسات
الكرام
إن
نور الهداية مودع في قلوبكم والملائكة
الموكلون بكم بقربكم ومن حولكم
وما
بينكم وبين أن يؤيدكم الله بنوركم
وبالملائكة الذين سيأخذون بعضدكم إلا أن
تفرغوا آنيتكم من كل كبر وتكبر وأنا طاغية
وتملؤنها
بالتسليم وتصفية النية
وتقرروا
أن تبحثوا عن معرفة بارئكم الذي أخذ العهد
منكم
وبعد
ذلك استعدوا لأن تحدثكم الملائكة
ولأن
يحدثكم نور الهداية المودع في قلوبكم
وحينها
فإنكم وبأقصر وقت ستدخلون إن شاء الله في
الخير العميم الذي ما خلقكم بارئكم إلا
ليدخلكم به
فلقد
خلقكم وعرفّكم نفسه يوم أخذ العهد منكم
فعرفتموه
فمعرفته
مودعة في قلوبكم ولا تحتاجون لتذكرها الا
للتسليم
ومع
التسليم ستدخلون في دين الله أفواجا
وبدونه
ستبقون تراوحون في مكانكم مذبذبين بين
افكار وعقائد مخصصة لأصحاب الصور وبين
تضليلات حزب الشيطان
وبدون
التسليم لن يَنفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ
أَرَدتُّ أَنْ أَنصَحَ لكم
فاللَّهُ
ربكم الذي أخذ العهد منكم هو من يُرِيدُ
أَن يُغْوِيَكُمْ بشياطينه الذين يرسلهم
عليكم ليأزوكم أزا فيختبركم
لكن
بمجرد أن تتقوه يعني تعرفوه وتتذكروه
وتوفوا بعهودكم له فتكونوا من المتقين
فإنه
كما تقول الروايات سيبدل سيئاتكم حسنات
وسيأخذ
حسنات أعدائكم ويضيفها لحسناتكم
كما
وسيأخذ سيئاتكم ويضيفها لسيئاتهم
فلا
تشغلوا بالكم كثيرا بما اقترفتموه بسبب
غوايته لكم فتيأسوا من رحمته وبسببها لا
تسعوا لمعرفته وتذكر عهدكم له
الأن
إذا كنتم تعتقدون أن زمان الظهور قد اقترب
فيجب أن تعتقدوا معها أن إمامكم سيأخذ
على عاتقه في هذه الأيام أمر هداية من لم
يهتدي بعد من السبعين ألفا الغر المحجلين
والذين
هم الصفو الذين سوف يأخذهم اليمين قائد
الغر المحجلين معه وفدا الى الرحمن وهم
راكبين على النجائب
اذا
صدقتم هذا الامر فتأكدوا أنّه سوف يسخّر
ملائكته لتأخذ بعضد كل من سيبحث عنه
انتبهوا
لقولي ((كل
من سيبحث عنه))
فلكي
يأخذك معه يجب ان يكون باطنك في ولايته
اكبر من ظاهرك
وهذا
الامر لا يتم وانت لا تبحث عنه لتعرفه
ولا
يتم وانت لا تزال تبحث في الكتب عن
من
هو الشيطان
ومن
هو ابليس
وكيف
تلعن اتباع هذا
وكيف
تفضح منهج هذا وذاك من خطوات الشيطان
فهذا
الامر قد بعث الله منّا وفينا من تكفّل
بتبيانه بكل صورة ممكنة
وبرامجه
وصلت القمر
وتملاء
جميع وسائل التواصل الاجتماعي في الانترنت
وفي اليوتيوب
ويمكن
القول الآن ان من اكتشفوا خداع المخادعين
في المؤسسات الدينية لهم قد انكشف للملايين
بفضله
والألاف
من المؤمنين يحملون معه اليوم راية كشفهم
ويبحثون في الكتب بكل نهم عن كل ما يستطيعون
به كشفهم وفضحهم وربما انت واحد منهم
لكن
هذا لا يعني انك يجب ان تبقى تحصر همتك في
فضحهم فقط
فواحد
او عشرة او مائة او الف يتركون للبقية
إكمال الطريق معه لن يؤثروا على مسيرة
هذه الراية التي بدأت ولن تتوقف حتى الظهور
المبارك
فأنت
لو كنت تحمل هذه الراية اليوم معهم والقيتها
او تركتها لبعض الوقت جانبا فلن تؤثر على
انتشار وتوسع هذه الحركة التصحيحية
وبدل
ان تبقى تبحث عن ما تفضح به اعداء الله
ورسوله
تبدء
بالبحث في الكتب بدلا عن ذلك عن ربك
فسيمكن
للملك الموكل بك ساعتها ان يأخذ بعضدك
وهو
يتوقع منك أنك ستسير معه وأنّك لن تقاومه
لماذا
لن تقاومه؟
لأنك
تبحث عن نفس ما هو موكل لأن يأخذك باتجاهه،
فكلاكما
تسيران بنفس الاتجاه
وبنفس
الوقت فإنك حين تصل للمعلومة الصحيحة
خلال بحثك فإنك ستقبل من نورك التوفيق
لقبولها
فحتى
التوفيق للقبول من ساكن القلب
هو
أيضا مشروط بقبول صاحب القلب
فنورك
لن يجبرك على القبول بما يوحيه لك
بل
سيوفقك للقبول ولن يبقى صامتا
يعني
سيربط لك المعاني الجزئية التي وصلت لها
ببحثك بطريقة لم تكن تتوقعها فتراها صحيحة
وجميلة وتتوافق مع الايات والروايات التي
لطالما كنت تقرأها وترويها لكن بدون ان
يكون لك بها دراية حقيقية
اقل
ما يمكن قوله في معنى التفهيم هو
انه
لعشرة روايات ولائية عن معرفة الله وأهل
بيته أنت وصلت لها ببحثك وبدأت تتفكر
بمعانيها بشكل عميق
فإن
نور سيصنع منها صورة واحدة كبيرة وينزلها
في قلبك كصورة عقلية واحدة
وبمجرد
أن ينزلها بقلبك فستعيها كلها في لحظة
واحدة
وهذا
ما يطلقون عليه المعرفة الإشراقية
وهذا
هو أيضا معنى قول أمير المؤمنين في حديث
الفرقة الناجية
ان
الْمَعْرِفَةُ صُنْعُ اللَّهِ تَعَالَى
فِي الْقَلْبِ
وَ
الْإِقْرَارُ فَعَالُ الْقَلْبِ مِنَ
اللَّهِ وَ عِصْمَتُهُ وَ رَحْمَتُه
وهو
نفسه معنى قوله في نفس الحديث
ان
مَنْ لَمْ يَجْعَلْهُ اللَّهُ عَارِفاً
فَلَا حُجَّةَ عَلَيْهِ وَ عَلَيْهِ أَنْ
يَقِفَ وَ يَكُفَّ عَمَّا لَا يَعْلَم
فأنت
يجب ان تبحث عنه بنية صادق وتترك الدنيا
خلال المدة المتبقية لمن يبحث عن الدنيا
وهم كما ورد بنفس حديث الفرقة الناجية
سيكونون الأكثرية
فـ
72
فرقة
سيكونون هم اصحاب الشمال وهم الخاسرون
لأنهم كانوا يريدون العلو في الأرض
فـكل
الـ 72
فرقة
كان همهم الأكبر خلال حياتهم هو العلو في
الأرض
سواء
العلو في الأرض في الدنيا
أو
العلو في الأرض في الآخرة
فأتباع
المراجع يرون أن عزّهم في الدنيا وعلوّهم
فيها لن يكون الا باتباع المراجع والخضوع
لهم وتقديسهم وطاعتهم
وكذلك
الذين يريدون ان يكونوا من جنود المهدي
عليه السلام المخلصين والمقربين منه ومن
سيقاتلون تحت رايته حتى النصر
فهؤلاء
يريدون أيضا العلو في الأرض وسيكون لهم
ذلك ان شاء الله لكنهم يطلبون العلو في
الأرض في دولة الآخرة وليس في الدنيا
لكن
لا فرق بالنسبة لليمين
بين
من يريد العلو في الارض في الدنيا بقيادة
المراجع
او
من يريد العلو في الارض في الآخرة تحت
راية المهدي في دولة محمد وآل محمد
فكلهم
لم يطلبوه هو
ولم
يبحثوا عنه هو
ولم
يسعوا ليعرفوا حقيقته هو
وبالتالي
لن يكون باطنهم في ولايتهم اكبر من ظاهرهم
فيه ابدا
فغايتهم
النهائية ليست متوجهة نحوه
بل
نحو العلو في الارض في الدنيا والآخرة
ونحو
المال والذهب الذي سيحثّه عليهم حثّا
فأخلص
نيتك انك تريده هو فقط
وأعرض
عن مناهج الذين يريدون العلو في الأرض
سواء في الدنيا او في الاخرة
واقصر
مجهودك في الفترة القليلة المتبقية نحو
البحث عنه
ونحو
فهمه
ونحو
معرفة باطنه فقط
فظاهره
ارضعتنا ايّاه امهاتنا وآبائنا وأجدادنا
ووسائل الاعلام والمؤسسات الدينية وخطباء
المنابر
فظاهرك
في ولايته لو كان كبيرا فهو كبير بفضل
مناهج خطوات الشيطان
وما
تحتاجه الان هو ان تزيد باطنك في ولايته
فتقصر بحثك في هذه الجهة
وان
تنوي ذلك من كل قلبك
وإن
شاء الله لن تطول اكثر من عدة ايام حتى
تشعر
ان
احدهم قد امسك بعضدك وبدء يلقي الاشارات
والمعلومات تباعا في طريقك
وبنفس
الوقت ستشعر بحرارة نور نار زيتك تشتعل
في قلبك
ففرج
محمد وآل محمد مرتبط باكتمال عدة الصفوا
فدولتهم
لن تكون ولن تتحقق على أرض الواقع الا حين
يبقى الصفوا ويذهب الكدر
ففرجنا
مرتبط بفرجهم
وفرجهم
مرتبط بفرجنا
تِلْكَ
الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ
لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ
وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ
انتبهو
العاقبة لمن؟
العاقبة
للمتقين
من
هم المتقين؟
انه
فقط الذين سيحشرون وفدا الى الرحمن على
النجائب
يَوْمَ
نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ
وَفْدًا
اما
البقية
كل
البقية بلا استثناء فسيحشرون زمرا إمّا
إلى الجنة الأرضية التي سيرثونها ليعلوا
فيها مع الشمال فهو دينهم الذي ارتضاه
لهم
وَسِيقَ
الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى
الْجَنَّةِ زُمَرًا
حَتَّى
إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا
وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ
عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا
خَالِدِينَ
وَقَالُوا
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا
وَعْدَهُ
وَأَوْرَثْنَا
الأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ
حَيْثُ نَشَاء فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ
واما
سيحشرون زمرا في توابيت الحديد إلى جهنم
جديدة
وَسِيقَ
الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ
زُمَرًا
حَتَّى
إِذَا جَاؤُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا
وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ
يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ
عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ
لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا
قَالُوا
بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ
الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ
قِيلَ
ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ
فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ
ففرج
محمد وآل محمد مرتبط باكتمال عدة الصفوا
وهذا
لا يتم الا باكتمال عدة الصفو
والصفو
هم المتقين
والمتقين
هم العارفين
الموفون
بعهدهم الذي عاهدوا الله عليه
وهم
الذين قضوا نحبهم
فانوي
ان تكون من المتقين يعني من العارفين يعني
من الذين اوفوا بعهدهم يعني من الذين قضو
نحبهم
ومن
يسكن بقلبك بمجرد ان تنوي ان تسير بهذا
الاتجاه فإنه سيؤيدك بروح منه
وسيأمر
الملك الموكل الآن بحمايتك لأن يأخذ بعضدك
نحوه ولن يتركك ما لم تتركه انت
.
.
.
أعتقد
أن الفكرة أصبحت واضحة الآن من معنى اخلاص
النية في العمل
ولأي
جهة يجب على الساعي ان يتوجه
وقد
تكون الفترة المتبقية حتى اغلاق السجلات
والنفخ بالبوق بضع شهور
وقد
تكون بضع سنين
لكن
هذا غير مهم على الإطلاق
فمع
تأييدك بالملك
ومع
توفيق نورك لك بالقبول
ومع
تسليمك
فإنك
ستحرق المراحل حرقا
وربما
ستتمنى معها تأخير الظهور قليلا لعلك
تزداد فيها علما ومعرفة فترتفع معها درجتك
ودرجة قربك من اليمين
اقول
قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
والسلام
عليكم ورحمة الله وبركاته
وصلى
الله على خير خلقه أجمعين محمد وآل بيته
الطيبين الطاهرين
.
..
...
....
.....