الأربعاء، 5 ديسمبر 2018

لا داعي للخوف من القادم مهما كانت صورته التي نتوقعها


لا داعي للخوف من القادم مهما كانت صورته التي نتوقعها

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وأل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رب اشرح لي صدري
وضع عني وزري الذي انقض ظهري
وارفع لي ذكري
واجعل لي من بعد اليسر يسرا
واجعل لي من بعد العسر عسرا
السلام عليكم إخوتي وأخواتي المتنافسين والمتنافسات الكرام ورحمة الله وبركاته

ان شاء الله سيكون عنوان حديثنا لهذا اليوم هو
لا داعي للخوف من القادم مهما كانت صورته التي نتوقعها
فلا داعي للخوف من القادم مهما كانت صورته التي نتوقعها
لماذا؟
لعدة أسباب أولها هو
أن أسوء ما يمكن ان يحدث لنا في نهاية الأمر هو أننا سنغادر هذه الأرض ولا نعود لها بعد ذلك أبدا
وبعد أن نغادرها سيعيد الملائكة ترتيب هذه الارض للذين سيبرأون أحداث القصة التالية بصورة جديدة تناسب أحداث القصة الجديدة التي سيتنزل بها أيضا ملائكة وروح غيرنا وأيضا بإذن ربهم من كل أمر

بالنسبة لنا كخاسرين لا قدر الله في هذه المنافسة الحالية فستأخذنا الملائكة المسؤولة عنا معهم
ويذهبون بنا لقبة جديدة وعالم جديد
لنتنزل معهم فيها بإذن ربنا من كل أمر جديد مخصص لتلك القبة
يعني سنعيد الكرة مرة جديدة
وسندخل في منافسة جديدة طلبا للفوز وسعيا له
لكن تحت سماء جديدة وأرض جديدة
وظروف جديدة وتحديات جديدة
وهناك سنجد أيضا أن إبليس والشيطان ينتظراننا
وانهما مسلطان علينا فيها
من بداية المنافسة
حتى يوم البعث الى الجنة
او البعث الى قبة جديدة او نار جديدة
ومن يومها سنبدء بلعنهما والقاء كل اللوم عليهما وعلى جميع ما سينكتب لنا ونعيشه جزاءا لما عملناه
فالقانون العام انما تجزون ما كنتم تعملون سيبقى دائما وأبدا هو الحاكم على الجميع وتحت جميع القبب
وما دور إبليس ورجله والشيطان وحزبه في هذه المنافسة أو غيرها إلا إضافة نكهة خاصة وجديدة للمنافسات في هذا العالم او ذاك
فوجود شخصية إبليس والشيطان عملية ضرورية وحتمية في جميع المنافسات مهما كان نوعها وكانت ظروفها
وان كان إبليس والشيطان الموجودان في كل القبب كما تقول الروايات هما نفسهما نفسهما روحا وجسدا
فلا بد أن نقول أنهما مخلوقان إلاهيان مخلوقان بصورة هي غاية في الذكاء والدهاء ويملكان علوم جميع العوالم ظاهرها وباطنها
وأمّا إن كانا في العوالم المختلفة ليسا هما الا بالاسم والسمعة فقط
فيمكننا القول حينها أن بإمكان أي ملكين من الملائكة أن يطلبا هذين الاسمين وهاتين الوظيفتين او الدورين
ولكي يقبل رب العالمين ان يسند لهما هذا الدور يجب أن يكونا جديران ومؤتمنان على تمثيل هذين الاسمين اكمل تمثيل وعلى أداء تلك الأدوار أفضل أداء
فلمدة طويلة سيبقى دورهما هما اهم دورين بالنسبة لمصلحة جميع المتنافسين
فكما قلنا سابقا وانطلاقا من ما يقوله القرآن الكريم لنا انهم خلقونا ثم صورونا واخذ ربنا العهد منا ثم أخيرا سلط علينا ابليس ورجله والشيطان وحزبه الى يوم الوقت المعلوم
وربنا اليمين لم يقم بذلك لضررنا وانتقاما منا
فمن نحن الا ذرّية ابنائه
فبالتاكيد انه قام بذلك لنفعنا ولصالحنا
نعم بالتاكيد إن اغلبنا لا يفهم الحكمة من ذلك الان ، لكن ان كان يثق بربه فلا بد ان يقر من وجود الحكمة الحكيمة جدا من وراء هذا الفعل
بحيث ان رب العالمين يقوم بفعله اتجاهنا ومباشرة بعد خلقنا
وهنا نقول ان هذا سببا أخر يدفعنا لأن نخرج الخوف من قلوبنا من ابليس والشيطان وهما حسب اعتقادنا أهم عدوين لنا في هذه الحياة
وأي خوف نخافه منهما يدل على شكّنا بحكمة وقدرة ربنا
والشك في النار بلا شكّ
لأنه يدل على عدم الايمان وعدم الفهم وعلى التخبط في ظلمات الجهل
فلا تتوقع من اليمين أن يصطفيك ويقربك منه وانت تشك كل يوم به وبقدرته وبحكمته وقراره
وخوفك من أي شيء هو دليل على خوفك من ربك
فخوفك من الوحوش هو دليل على خوفك من ربك
وخوفك من الجوع والعطش هو دليل على خوفك من ربك
وخوفك من ابليس والشيطان والدجال وفتنه هو ايضا دليل على خوفك من ربك

فإن كنت تريد ان تكون من اصحاب اليمين فعليك اولا ان تتوقف عن الخوف منه او من اي صورة او موقف قد يضعك به مهما كنت تعتقد ان ذلك الموقف صعب ومستصعب
تريد ان تكون من اصحابه الذين سيرعب بهم الشياطين ويخرجهم من جحورهم مهما كانت عميقة ومحصنة ومحمية وانت يملأك الخوف والرعب؟
وتريد ان تكون من اصحابه الذين سيصلح بهم العالم كله وانت يملأك الخوف والرعب؟
استطيع ان ابصم لك بانك ما لم تخرج الخوف منه من قلبك والشك به عقلك فإنه لن يقربك منه أبدا
وأنّك ما دمت لا تزال تقدم خوفك على مالك واهلك واولادك على حبك لربك وشوقك للقائه فانت لم تؤمن بعد ولم يدخل الايمان الى قلبك
والقائم عليه السلام يقول لنا
فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ
هل تعرف معنى هذه الكلامات وماذا يجب أن يحصل عندما تكون في حالة فرار إلى شيء؟
اول شيء سيحصل لك حينها هو انك ستقطع أيّ تعلق لك بأي شيء سوى بذاك الذي تفر إليه
فعندما يحترق البيت وتجد نفسك محاصر بالنيران وفي خطر شديد
فإنك ستقطع تعلقك بالصور المعلقة على الحيطان
وبالاموال المخبأة تحت البلاط
وبالاثاث الفاخر الذي يملأ البيت
بل غالبا اذا ما كنت تستشعر بالخطر الكبير
فإنك ستقطع تعلقك حتى باقرب الناس معك في البيت
فتتركهم خلفك وتفر باتجاه واحد فقط لا غير وهو الذي ستجد به الامان
فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ
فالامان موجود فقط عند الله ،، فلا تتعلقوا بأي شيء سوى الله
فعندما تتعلقون بأي شيء مع الله فإنكم تجعلونه مساوي ومساوق لله
فعندما اقول لا تتعلقوا باي شيء مع الله فإنني أعني
وَلا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ
والإله هنا قد يكون مال او ولد او زوج أو وطن او عشيرة
عندما تفر الى الله يجب ان تقطع تعلقك بأي شيء آخر
في هذه اللحظات ليس المطلوب منك ان تقطع تعلقك بكل ما هو حولك بقدر ما انك تكون جاهز نفسيا وروحيا ان لا تحزن على أي شيء قد تراه في لحظة ما وقد تبخر وتلاشى أمام عينيك وكانه سراب

الغي الخوف من قلبك ، فلا داعي له من الأساس، فأنت طرف فاعل وشريك أساسي ومهم جدا في عملية الخلق
فربك خلق لك سماوات وأرض وجعل لك فيها من كل ما تريد وخولك ان تتنزل فيها بإذنه من كل أمر

اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الأَنْهَارَ وَسَخَّر لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنَ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ
وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ
فنحن كأرواح نتنزل مع الملائكة تحت هذه القبة من كل أمر بإذن من بناها وسواها لنا وجعل لنا فيها من كل ما قد نريده ونحتاجه
الأمر يشبه أن تبني الدولة منشأة رياضية وعلمية كبيرة وتقول للناس لكم ان تختاروا المساهمة بأي نشاط رياضي او علمي او فني او ديني سنقيمه نحن ضمن ساحات وابنية هذه المنشأة
ولكم علينا الإدامة والرعاية والتنظيم والإدارة بالاضافة إلى تقديم الجوائز الكبيرة لكل الفائزين
فلا داعي للخوف اطلاقا من أي شيء اتفقنا كملائكة وروح على ان نزرعه في عقولنا قبل أن نبدء التنزل به لكي نستطيع بعد ذلك ان نخلق صوره ومشاعره وأحاسيسه بكل صدق وأمانة

فلا داعي للخوف أبدا من أي وضع حالي نعيشه او مستقبلي نتوقعه
فنحن اتفقنا على جميع التفاصيل من قبل أن نبدء التنزل بها ، أو من قبل أن نبدء ببرأها
فنحن كما تقول سورة القدر المباركة شركاء اساسيون في عملية الخلق ،، وكذلك شركاء اساسيون في عملية التعرف على العلم المكنون في الكتاب المكنون

فلا داعي للخوف على الإطلاق الا ان كنت تعبد الاها في قدرته قادر على ادارة كل هذا الكون بكل ما فيه
لكن عقله صغير بحيث يحط عقله بعقل اضعف خلقه
فيبقى يحرق ويقطع فيه ويحرق ويقطع فيه إلى أبد الآبدين فقط لأنه لم يستطع ان يتغلب على مكر إبليس الذي تغلب في ظرف ستة ساعات فقط على من علمه رب العالمين نفسه جميع الأسماء كلها

يعني تخيل كم هي قدرة وعلم إبليس هذا؟
فإن كان آدم الذي علّمه رب العالمين جميع الاسماء لم يأخذ بيد إبليس اكثر من ستة ساعات لكي يضحك عليه ويخرجه من الجنة
فكم تتصور إذن هي قدرة ابليس هذا وعلمه؟
فان كنت تتصور أو تعتقد ان ربا اخرجك من بطن امك لا تعلم شيئا
ثم سلط عليك مخلوق بمثل هذا الذكاء والقدرة
ثم وبمجرد ان تموت سيبدء التنكيل بك أشد التنكيل والى أبد الآبدين فقط لانك لم تستطع ان تكشف آلاعيبه
فعليك ان تعيد النظر بعقيدتك هذه من الألف إلى الياء
لأنك ان لم تبدل عقيدتك هذه فلن تستطيع ابدا ان تلغي معها الخوف من وجودك مهما حاولت ذلك
يقول أهل البيت عليهم السلام لنا : لو علم الناس كيف يتم الخلق لما لام أحد أحدا
فهل أخبرونا كيف يتم هذا الخلق أم أبقوا هذا الأمر سريا بشكل مطلق؟
لا بد أنهم قد أخبرونا بذلك
دعونا نتكلم عن عالمنا الذي نعيش به سوية الآن ونبحث عن بدايتنا معه كيف كانت ومتى كانت
حسب علم الفلك والروايات فإن قبة السماء التي تُظِلّنا هي أشبه ما تكون بالساعة
لكنها متكونة من عدة طبقات من النجوم
وكل طبقة منها لها حركة خاصة بها
فطبقة منها تكمل دورانها كل يوم
وطبقة أخرى منها تكمل دورة كاملة كل سنة
والطبقة الأخيرة الأبعد تكمل دورتها في كل
25920 سنة
وعرفوا هذا الرقم من خلال تحديدهم لأماكن بعض النجوم التي تتحرك من مكانها كل 72 سنة درجة واحدة من 360 درجة للدائرة
وهكذا 72 سنة نضاعفها 360 مرة على عدد درجات الدائرة فيكون الناتج
25920 سنة
فتكون هذه هي المدة التي تستغرقها قبة سمائنا أو الساعة السماوية في اتمام دورة واحدة
وهذه المدة تشكّل نصف يوم القصة
يعني كل دورتين كاملتين لقبة السماء يشكلان يوم من أيام الله بليله ونهاره
تبدء عادة بفترة الليل وهو النصف الأول من القصة وفيه تكون دولة الظلم او دولة حبتر
ثم تنتقل لفترة النهار أو النصف الثاني ،، وفيه تكون دولة العدل الإلهي
والفجر يأتي فاصلا ما بين فترتي الليل والنهار
وهنا قد يسأل أحد الإخوة معترضا: بما ان الفترة لكل نصف هي 25920 سنة
فهذا سيعني أن فترة الليل والنهار ستكون 51840 سنة
وانت تقول ان فترة القصة هي 50 الف سنة وهي نفسها الفترة التي تعرج الملائكة والروح فيها وذلك تبعا لقوله تعالي
تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ
فكيف وفّقت بين الرقمين؟
وجوابه هو :
أن اللحظة التي ستبدء بها القصة هي تلك اللحظة التي ستبدء الملائكة والروح بها بعمليات العروج لربها والتنزل باذنه من كل أمر
وهذا الأمر مرتبط بوجود الأبدان
وكما ورد في الروايات أن الأرواح قد خُلقت قبل الأبدان بألفي عام
وهذا يعني أن الأرواح قد خُلقت ألفين عام ((إنتبه عام وليس سنة)) قبل بدء عمليات التنزل من كل أمر وقبل بداية رحلة عروجها الى ربها
وهذه الفترة لا تحتسب من ضمن فترة القصة
نعود للبداية
وتحديدا للحظة ما قبل أن تبدء قصتنا

في تلك اللحظة وصل للبيت المعمور في السماء الرابعة سبعون ألف ملك
وبرفقتهم نفوس جميع المتنافسين الذين سيدخلون في المنافسة تحت هذه القبة
وسيودعون تلك النفوس في أماكن مخصصة لها في البيت المعمور
ومن تلك اللحظة سينفخ البيت المعمور الروح فيها فتتفعل
وستبقى تلك النفوس من تلك اللحظة وإلى نهاية المنافسة معلقة في هذا المحل الأعلى في البيت المعمور
وعند انتهاء المنافسة سينقسم المتنافسين لثلاث مجموعات
مجموعة فائزة بتفوق
ومجموعة فائزة
ومجموعة خاسرة
الفائزين والمتفوقين من تلك النفوس سيتم ترقية نوع وجودهم درجة جديدة
ومعها سيتم إلباسهم أجساد نورانية وقرنهم بنجائب نورانية
وبها سيصعدون مع اليمين
أمّا مجموعة الخاسرين فسيأخذونهم لقبة جديدة
ليخوضوا بهم ومعهم تحتها منافسة جديدة يتعلمون ويكتشفون بها أشياء جديدة لم يكونوا يعرفونها من قبل

واعيد واكرر لا داعي للخوف أبدا
لأننا جميعا سواء كنّا ملائكة او ارواح قدسية
عبارة عن مخلوقات إلاهية لن نفنى ولن ننعدم ،، فما خُلقنا للفناء ولكن للبقاء وننقل من دار إلى دار
في أسوء أحوالنا فاننا سندخل ما بين كل انتقالة من دار إلى دار في عباد وجنة ربنا الرحمن
وفي أوسطها سنعود للجنة مع الملائكة
وفي أفضلها سنبقى من المقربين من محمد وآل محمد فلا نفارقهم ابدا
وفي ذلك فليتنافس المتنافسون
وفوق كل ذلك اعيد وأقول لا داعي للخوف أبدا
لأنك إن كنت من المتنافسين ورأيت السماء تقع من فوقك على الأرض فإنها لن تصيبك بخدش
لن يصيبك سوى الخوف فقط
والخوف لم يقع عليك من السماء بل نبع منك بسبب عدم يقينك بربك
وعدم معرفتك من أنت وما هي علاقتك بربك
وما هي علاقته بك وماذا يريد منك

فماذا يريد منك ؟
كل ما يريده منك هو ان لا تخاف منه
وعدم الخوف منه هو فرع المعرفة او هو نتيجة المعرفة
فأي خوف من ربك او من بعض آيات ربك في أي زمان ومكان تشعر به
إنما هو نابع من جهلك بنفسك وبربك
ونحن عندما نخاف فاننا نجعل آلهة أخرى مع الله
لأننا حقيقة لسنا خائفون من
بل خائفون على
يعني عندما تخاف من الوحوش ، فإنك بالحقيقة لست خائف من نفس الوحوش
بل انك خائف على حياتك
او خائف على مالك
او خائف على اطفالك
او خائف على أي شيء آخر أنت متعلق به اشد التعلق
وتخاف أن تفقده في ذلك اليوم

فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ
وَلا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ
فعندما تفرّ إلى الله يجب أن تقطع تعلقك وأملك بأي شيء آخر وإلا ستكون قد تعلقت بإله أخر

حتى النذير الذي يقول لك إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ لو تعلقت به دون الذي هو نذير منه فأنت ستكون قد صنعت منه إلاه آخر وتعلقت به

وهو نفسه في هذه الحالة سيتبرء منك إذا ما أوقفه الله وقال له:
يا نذيري للناس
اانت قلت للناس اتخذوني إلاها من دون الله؟
وتأكد أنه سيقول مدافعا عن نفسه:
سبحانك ما يكون لي ان اقول ما ليس لي بحق
ان كنت قلته فقد علمته
تعلم ما في نفسي ولا اعلم ما في نفسك
انك انت علام الغيوب
مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا
لا تقل ان هذا الكلام مقال في بني إسرائيل فقط ،، فما جرى منهم وعليهم سيجري منا وعلينا حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ [وَ حَذْوَ] الْقُذَّةِ بِالْقُذَّةِ
شِبْراً بِشِبْرٍ وَ ذِرَاعاً بِذِرَاعِ وَ بَاعاً بِبَاعٍ
حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْراً لَدَخَلُوا ((لدخلنا)) فِيهِ مَعَهُمْ
إِنَّ التَّوْرَاةَ وَ الْقُرْآنَ كَتَبَهُ مَلَكٌ وَاحِدٌ فِي رَقٍّ وَاحِدٍ بِقَلَمِ وَاحِدٍ
وَ جَرَتِ الْأَمْثَالُ وَ السُّنَنُ سَوَاء

الشمال هو النذير
وهو نذير اليمين
فلَا تَمِيلُوا عَنِ الْيَمِينِ وَ تَعْدِلُوا إِلَى الشِّمَالِ
الشمال هو من في الأرض
فلَا تَمِيلُوا عَن من في السماء وَ تَعْدِلُوا إِلَى من في الأرض
والشمال هو بقية الله
فلَا تَمِيلُوا عَنِ الله وَ تَعْدِلُوا إِلَى بقية الله
الشمال هو النذير
فلَا تَمِيلُوا عَن باعث النذير وَ تَعْدِلُوا إِلَى النذير
الشمال هو المنادي للإيمان باليمين
رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ
فَآمَنَّا رَبَّنَا
فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ
فلَا تَمِيلُوا عَن ربكم وَ تَعْدِلُوا إِلَى المنادي
فمحمد صلّى الله عليه وآله هو المنادي لليمين وهو النذير من اليمين وهو المبشر باليمين وهو الهادي لليمين
ومحمد المنادي اسمه مشتقّ من اسم من ينادي له وينذر منه ويبشر به ويهدي له
فلَا تَمِيلُوا عَن المعنى صاحب الإسم وَ تَعْدِلُوا إِلَى الإسم

الشمال ربنا في الأرض وهو الذي يعذب الذين كفروا العذاب الشديد
واليمين ربنا في السماء وهو الذي يوفي الذين آمنوا اجورهم
فَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَأُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ
وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ
فلَا تَمِيلُوا عَنِ الْيَمِينِ موفي المؤمنين أجورهم وَ تَعْدِلُوا إِلَى الشِّمَالِ معذب الكافرين العذاب الشديد
وأخرجوا من قلوبكم الخوف من ربكم
وادعوه بعدها وأنتم مطمئنون لأن يعجّل الفرج
وينزل الوحوش ويكشط السماء
ويكور الشمس ويكدر النجوم
وينزل ملائكته ويرجف أرضه
ويرسل دخانه ويرينا عذابه وسعيره وويله
فوالله انّه كما وعدنا الشمال ربنا اننا ما لو استجبنا له وأمنا باليمين
فلن يصيبنا من الأذى من كل صور العذاب تلم حتى ولو على قدر شعرة واحدة
لِلَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَى
وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُواْ لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لافْتَدَوْا بِهِ
أُوْلَئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ
فكل من سيستجيب للنذير لن يصيبه مكروه
وكل من سيجيب دعوة المنادي لن يسمع حسيسها
وكل من سيستمع لنصيحة الشمال ولا يميل عن اليمين فله الحسنى ولن يحزنه الفزع الأكبر فــ:
إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى ((من هم الذين سبقت لهم منهم الحسنى؟ إنهم الَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِرَبِّهِمُ النذير البشير المنادي))
أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ
لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ
لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ
يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ

فالأصل أنه لا يوجد أي داعي للخوف ،
عليك فقط
أن تطيع الشمال وتتعلق باليمين فقط
فاليمين آية للشمال
والشمال يدعوا لولاية اليمين
الشمال اسمه الشمال لأنه شمال اليمين
واليمين اسمه اليمين لأنه يمين الشمال
فاليمين نسبة للشمال
والشمال نسبة لليمين
فعلي هو يمين محمد
ومحمد هو شمال علي
وان اردتها صافية
فعلي يمين فاطمة
ومحمد شمال فاطمة
ففاطمة يمين محمد
وعلي يمين فاطمة
وفاطمة شمال علي
ومحمد شمال فاطمة
فاطمة حجة عليّ على محمد
ومحمد حجة فاطمة على الخلق
فاطمة في الوسط
وعليّ يمينها وهي شماله
ومحمد شمالها وهي يمينه

علي لا يمين له لأنه هو اليمين
ومحمد لا شمال له لأنه هو الشمال
وكِلتا يدي فاطمة يمين لا فرق بينهما
اليمين صاحب الولاية
والشمال صاحب الإمامة
والإمامة تدعوا للولاية
فلا تميلوا عن صاحب الولاية
وتعدلوا لصاحب الإمامة
نعم كلاهما واحد بلا فرق
لكن لا تميلوا عن اليمين وتعدلوا للشمال
فلا الشمال سيرضى عنكم حينها ولا اليمين
فكيف سيرضى الشمال عنكم وانتم قد خالفتموه في أصل دعوته؟
وكيف سيرضى اليمين عنكم وصنوه الشمال غير راضي عنكم على الإطلاق؟

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
وأسأله العفو والرضى والمغفرة
إنه على كل شيء قدير وبالاجابة جدير
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين
.
..
...
....
.....

هناك تعليق واحد:

  1. احسنتم مولانا العزيز
    شكر الله سعيك ووفقك الله لمايحب ويرضاه
    مصطفى الساعدي

    ردحذف