محمد وآل محمد شجرة الحياة وباقي الناس من أشجار شتى
محمد
وآل محمد شجرة الحياة وباقي الناس من
أشجار شتى
بسم
الله الرحمن الرحيم
والصلاة
والسلام على خير خلق الله أجمعين
محمد
وآل بيته الطيبين الطاهرين
اللهم
صلي على محمد وآل محمد
ربي
اشرح لي صدري
وضع
عني وزري
الذي
انقض ظهري
وارفع
لي ذكري
واجعل
لي من بعد العسر يسرا
واجعل
لي من بعد العسر يسرا
محمد
وآل محمد شجرة الحياة وباقي الناس من
أشجار شتى
السلام
عليكم إخوتي وأخواتي المتنافسين والمتنافسات
الكرام ورحمة الله وبركاته
بسم
الله الرحمن الرحيم
قال
أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه:
من
كان ظاهره في ولايتي أكثر من باطنه خفت
موازينه
فمن
كلامه صلوات الله وسلامه عليه نفهم
أن
المنافسة كلها تتمحور حول مدى
عمق
معرفة
وفهم
المتنافسين لمراتبه الباطنية صلوات
الله وسلامه عليه
فكلما
زادت معرفة المتنافس الباطنية لأمير
المؤمنين سلام الله عليه
وزاد
فهمه له باطنيا أكثر وأكثر
كلما
ثقلت معها موازين هذا المتنافس أكثر وأكثر
وبدورنا
كمتنافسين يجب علينا أن نلتزم بحدود ما
أكدوه لنا صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين
من أن نجعل لهم ربا يؤوبون إليه ونقول
فيهم ما نشاء
وبحيث
أننا مهما قلنا وبالغنا حينها في الوصف
والإعتقاد فإننا لن نبلغ أبدا لإدراك
حقهم وحقيقتهم كما هي هي
والبداية
التي أعتقد أننا يجب أن نبدء دائما منها
هي
النقطة
أو
المشيئة
التي خلقها المعنى بنفسها وخلق الاشياء
بها
أمّا
المعنى الذي خلق النقطة أو المشيئة
فهو
ظهر لخلقه بالنقطة أو بالمشيئة
وهذا
الظهور هو ظهور خفاء في حقيقته
فهو
ظهور الإسم الباطن
فالإسم
الباطن رغم انه خفي لا يدرك
لكنه
رغم ذلك
يبقى
اسم مخلوق
ولأن
المعنى لا يمكن وصفه ولا تسميته ولا إدراك
كنهه
لأنه
كما يقول أمير المؤمنين عنه أنّه خارج
حدود فهم وادراك العقول التي يمكنها أن
تدرك وتفهم فقط ما يقع ضمن حدود المتضادات
وتفهم
فقط ما هو مثلها خاضع في وجوده للزمان
والمكان
فلذلك
فإن غاية ما يمكننا الكلام به عن المعنى
مبدع النقطة
هو
بِاسْتِقْصَاءِ النَّفْيِ كُلِّهِ
وذلك
حسب ما بينه لنا أمير المؤمنين في خطبة
التوحيد حين قال:
لَا
دِينَ إِلَّا بِمَعْرِفَةٍ
وَ
لَا مَعْرِفَةَ إِلَّا بِتَصْدِيقٍ
وَ
لَا تَصْدِيقَ إِلَّا بِتَجْرِيدِ
التَّوْحِيدِ
وَ
لَا تَوْحِيدَ إِلَّا بِالْإِخْلَاصِ
وَ
لَا إِخْلَاصَ مَعَ التَّشْبِيهِ
وَ
لَا نَفْيَ مَعَ إِثْبَاتِ الصِّفَاتِ
وَ
لَا تَجْرِيدَ إِلَّا بِاسْتِقْصَاءِ
النَّفْيِ كُلِّهِ ....إنتهى
النقل
فاذا
اردنا ان نتكلم عن المعنى الذي ابدع النقطة
فليس لنا الا اسْتِقْصَاءِ النَّفْيِ
كُلِّهِ حين الكلام،، فلا يوجد اسم ولا
رسم يمكننا ان نصف به خالق الاسماء والصفات
فلذلك
قلنا ان خير بداية نبدء منها هي النقطة
أو المشيئة ،
وذلك
على اعتبار أن النقطة مخلوقة
أو
أن المشيئة مخلوقة
فلذلك
فإن الكلام عنهما ومحاولة وصفهما هو أمر
غير ممتنع ولا منهي عنه ولا توجد محظورات
تمنع منه
لكن
وبنفس الوقت
فإنهما
كلاهما
لا
يمكن ان نضع يدنا على احدهما فنقول عنه
أن هذا هو النقطة او أن هذا هو المشيئة
فالمشيئة
او النقطة هو مشيئة المعنى
ولا
يمكن التفريق بين المعنى والمشيئة الا
ان المعنى يخلق مشيئته
تماما
كما لا يمكنك التفريق بينك وبين مشيئتك
،، لكنك تخلقين مشيئتك قبل كل فعل تفعلينه
بها
فالمشيئة
أمرها وطبيعتها بين أمرين فهي مع المعنى
معنى ومع المخلوق مخلوق
مع
المعنى معنى ومع النور نور
فالأئمة
الاثني عشر هم معاني المشيئة
فالمشيئة
تبدء كنقطة
وتتفرع
بداية لاثني عشر نور
او
لاثني عشر معنى
كلها
معاني للنقطة وترجمة لها
والمشكاة
التي تجمعهم هي الحجة عليهم في عالم النور
وهي
امهم في عالم الخلق
فهي
أم المعاني وزوجة المعنى لأن أمير المؤمنين
هو النقطة وهو المشيئة
والمشيئة
كما قلنا أن أمره وطبيعته هو أنه أمر بين
أمرين فهو مع المعنى معنى ومع المخلوق
مخلوق
وعليه
يمكننا القول أن كلا المعنيان ((المعنى
ومشيئته))
في
حقيقتهما أنهما خفيان في كل الخلق غاية
الخفاء
/
و
خفيان في كل الخلق معناها
أن
النقطة أو المشيئة
مكنون
في كل الخلق بدون استثناء
وبتعبير
أهل بيتي آخر يمكن القول أن المشيئة محتجب
بخلقه عن خلقه
فـ
عَنْ
أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ ع قَالَ:
قَالَ
أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع:
إِنَّ
ا للَّهَ تَبَارَكَ وَ تَالَى أَحَدٌ
وَاحِدٌ
وَ
تَفَرَّدَ فِي وَحْدَانِيَّتِهِ
(((المشيئة)))
1-
ثُمَّ
تَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ فَصَارَتْ نُوراً
(((النور
الظلي أو ليلة القدر)))
ثُمَّ
خَلَقَ مِنْ ذَلِكَ النُّورِ
2-
مُحَمَّداً
ص //
3- وَ
خَلَقَنِي وَ ذُرِّيَّتِي (((الأظلة)))
4-
ثُمَّ
تَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ فَصَارَتْ رُوحاً
فَأَسْكَنَهَا
اللَّهُ فِي ذَلِكَ النُّورِ
وَ
أَسْكَنَهُ فِي أَبْدَانِنَا
فَنَحْنُ
رُوحُ اللَّهِ وَ كَلِمَاتُهُ
وَ
بِنَا احْتَجَبَ عَنْ خَلْقِه.............إنتهى
النقل
نركّـز
هنا على هذه العبارة الأخيرة
فَنَحْنُ
رُوحُ اللَّهِ وَ كَلِمَاتُهُ ///
وَ
بِنَا احْتَجَبَ عَنْ خَلْقِه
نعيدها
مرة أخرى
فَنَحْنُ
رُوحُ اللَّهِ وَ كَلِمَاتُهُ ///
وَ
بِنَا احْتَجَبَ عَنْ خَلْقِه
لا
نحتاج لأن نعيد الكلام هنا مرة أخرى
من
أن كل كلامنا السابق والحالي والتالي
أيضا
هو
ليس عن المعنى ولن يكون عن المعنى أبدا
بل
هو فقط عن الابداع الأول وهو المشيئة وهو
كما قلنا انه هو أيضا معنى
وعن
الخلق الأول أو الصادر الأول من المشيئة
وهو اسم المشيئة أو معاني المعنى
لأن
كل الإثبات لكل الصفات وكل الاسماء سيكون
للمشيئة فقط
فكما
قال الامام الرضا عليه السلام في مناظرته
مع عمران الصابئي في مجلس المأمون
وَ
اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى سَابِقٌ
لِلْإِبْدَاعِ
لِأَنَّهُ
لَيْسَ قَبْلَهُ عَزَّ وَ جَلَّ شَيْءٌ
وَ
لَا كَانَ مَعَهُ شَيْءٌ
وَ
الْإِبْدَاعُ سَابِقٌ لِلْحُرُوفِ
وَ
الْحُرُوفُ لَا تَدُلُّ عَلَى غَيْرِ
أَنْفُسِهَا
فالمشيئة
هنا هي نفسها نفس الإبداع
والابداع
كما في رواية الاسم المكنون هو نفسه هو
الإسم الذي خلقه و
جَعَلَهُ
كَلِمَةً تَآمَّةً عَلَي أَرْبَعَةِ
أَجْزَآءٍ مَعًا؛لَيْسَ مِنْهَا وَاحِدٌ
قَبْلَ الآخَرِ.
فهذه
الروايات الثلاثة تتكلم عن شيء واحد لأنها
تتكلم عن البداية
والبداية
يجب أن تكون واحدة
حتى
ولو اننا في مواقف مختلفة ولأناس مختلفين
استعملنا لوصفها كلمات واسماء مختلفة
ما
يهمنا من كل كلامنا السابق هو هذه العبارة
التي كررنا قرآئتها قبل قليل مرتين ونعيدها
مرة ثالثة للتأكيد
وهو
قولهم :
فَنَحْنُ
رُوحُ اللَّهِ وَ كَلِمَاتُهُ ///
وَ
بِنَا احْتَجَبَ عَنْ خَلْقِه
فالمشيئة
أو الاسم المكنون إحتجب بروحه عن خلقه
لأنه مكنون بروحه
والروح
كما يقول لنا أمير المؤمنين في حديث ليلة
القدر والفوز بالسبعة
أنها
وَاحِدَةٌ وَ الصُّوَرُ شَتَّى
فكل
هذا الوجود بكل ما فيه من صور
هو
صور مختلفة ومتعددة للروح التي خلقها
النقطة أو المشيئة
واحتجب
بها عنها ((يعني
عن الروح))
وعن
خلقه الذين خلقهم منها
وبهذا
الفهم من أن كل مظاهر الوجود انما هي مظاهر
مختلفة للروح
سنفهم
منه ومعه أن الروح هي نفسها هي ليلة القدر
التي على معرفتها دارت القرون الأولى
وأن
الروح هي نفسها لوح التجلي الذي سيكتب
القلم به وعليه صور كل الخلق
والقلم
كما نقول دائما هو نفسه المشيئة الأولى
أو الإبداع الأول
وسنعيد
هنا معنى الكلام السابق مرة أخرى
لكن
بصورة اوضح وبكلمات أصرح
ونقول:
أن
المشيئة
او
النقطة
خلق
روحا نسبها لنفسه
وحين
استكنّ بها فإنه احتجب بذلك المكون بها
حتى عن نفس روحه لأنه استكنّ بها
فكان
هو معناها المكنون بها وكانت هي معناه
التي ظهر بها
.
والروح
التي خلقها
هي
نفسها
الصادر
الأول
او
النور
الظلي الذي جعله أظلة
أو
هي نفسها
ليلة
القدر التي جعلها
الفجر
وليالي عشر والشفع والوتر والليل اذا يسر
فالفجر
واليالي العشر والشفع والوتر والليل اذا
يسر هم أظلة النور الظلّي
فهم
الروح
وهم
أظلة الروح
ولا
فرق بينهم أبدا
فأولهم
محمد وآخرهم محمد وأوسطهم محمد
وكلهم
محمد
اللهم
صلي على محمد وآل محمد
وكلهم
ظهورات للنقطة
فنفس
النقطة هم كظهورات له لا يستطيعون أن يروه
لأنه مكنون بهم
لكن
النقطة أو روح الروح
وأقصد
روحهم
ظهر
لهم بينهم بصورة يعلمون معها انهم يجب أن
يعبدوا هذه الصورة ويطيعوه
فإذا
سألتني من الذي يعبده الأئمة عليهم السلام
فجوابي هو أنهم يعبدون الصورة الأنزعية
للإسم المكنون الذي ظهر لهم وسطهم
وإذا
سألت نفس الصورة الأنزعية يعبد من؟
وجوابه
أنه يعبد المعنى الذي جعله مشيئته
ما
هي نوع وصورة عبادته؟
هل
هي ركوع وسجود وغير ذلك؟
وجوابه
هو أنه كمشيئة المعنى فإن عبادته الوحيدة
هي أن يشاء
فهو
يشع بالمشيئة طوال الوقت
تماما
كما أن الشمس تشع بالنور طوال الوقت
فتظهر
بنورها موجودات هذا الوجود
فكذلك
المشيئة تشع بالمشيئة طوال الوقت
فالمشيئة
هو الشمس الذي منه يصدر النور
وكما
انك لن يمكنك ان تفرّق بين الشمس ونورها
مهما غصت بالشمس فهي كلها نور
كذلك
لا فرق بين المشيئة ونوره الا ان نوره هو
ظاهره وهو باطن نوره
واذا
سألتني ما هو نوع وصورة عبادة الأئمة
عليهم السلام والذين هم كلهم محمد اولهم
واوسطهم واخرهم وكلهم؟
فجوابي
هو أن عبادتهم هي اظهار أو برء صور المشيئة
المختلفة
تماما
كما ان مهمة نور الشمس هو أن يظهر الموجودات
فالشمس
هنا هو بمنزلة المشيئة
ونور
الشمس هو بمنزلة الصادر الأول من المشيئة
فنور
المشيئة يُظهر صور المشيئة
تماما
كما أن نور الشمس يظهر الموجودات
فهذه
هي عبادته
وهذا
هو الهدف من خلق الشمس له
فالصادر
الأول من المشيئة ((وأقصد
نوره))
وهو
النور الأول
نوع
عبادته
والهدف
الذي من أجله خلقه المشيئة أول ما خلق من
أجله
هو
لكي يظهره بكل صوره
يعني
لكي يظهر جميع الصِور المحتملة للمشيئة
.
لا
أريد اليوم الاطالة في تبيان هذا الامر
فاعتقد اننا قد تكلمنا عنه سابقا في عدة
مقالات وبشكل موسع
أنني
أود اليوم الحديث عن النور الظلي وأظلته
او
بنفس المعنى
عن
ليلة القدر ولياليها العشرة وعن الفجر
والشفع والوتر والليل إذا يسر
فهؤلاء
هم نفسهم الأظلة أو معانيه
أو
الروح الذين احتجب بهم عنهم وعن خلقه
كيف
يمكننا تصور هذا الامر؟
ما
هو المثال الذي يمكننا أن نضربه لهذه
المعاني العميقة فيوصل لنا الصورة بأحسن
صورة؟
أعتقد
والله العالم أن أحسن مثال يستطيع أن يوصل
لنا تلك المعاني هو المرآة
فأنت
عندما تقف أمام المرآة فإنّك سترى نفسك
وجميع ما هو أمامك
بالاضافة
لجميع ما هو خلفك
وبتعبير
آخر فإنك سترى حينها نفسك وسط عالمك تماما
كما ستعكسه لك المرآة
وبنفس
الوقت فإن نفس هذه المرآة التي ترى بها
عالمك كما تعكسه لك أو كما تبثه لك
ستحجبك
عن رؤية ما هو خلفها
فالروح
التي احتجب المشيئة بها عن خلقه مثلها
كمثل المرآة
وأنت
كصورة جزئية من صور المشيئة هو أنت مثاله
الذي تقف أمام المرآة
والمشيئة
هو من تحجبك نفس هذه المرآة أو الروح عن
رؤيته
يمكننا
تخيّل هذه المرآة وتخيلك كطرف مشاهد وتخيل
المشيئة كطرف مشاهد ثاني
مثل
جوهرة لها طرفان مدببان ووسطها عريض
وأنت
كمشيئة جزئية متموضع في طرف منها
والمشيئة
الكلية متموضع في الطرف الآخر قبالك
مباشرة
والمرآة
متموضعة وسطكما
والمرآة
مصممة بحيث أنها
تحجبك
من طرفك عن رؤية المشيئة الكلية المتموضع
خلفها
وبنفس
الوقت لا تحجب المشيئة الكلية عن رؤيتك
كيف ستفعل وتتفاعل وسط عالمك الذي اختار
المشيئة الكلية أن يرى نفسه وسطه لكن من
خلالك أنت كمثال له
او
كمشيئة جزئية منه صدرت وإليه تشتاق العودة
والرجوع
الآن
لو رجعنا لرمز شجرة الحياة سنجد أنه مرسوم
كأنه جوهرة لها طرفان مدببان ووسطها عريض
وتتكون
من
عشرة دوائر وهي نفسها الليالي العشر،
وكذلك
من الشفع المتمثل بطرفي الكونداليني
الذكر والانثى
ومن
الوتر وهو الاسم المكنون بكل الدوائر
وبطرفي الكونداليني ايضا
أما
المشيئة الكلية
وليلة
القدر كاملة
والجوهرة
كاملة
فتم
الرمز لهم بثلاث دوائر تحيط بالليالي
العشرة وبالشفع وبالوتر وبالليل كذلك
كل
دائرة من الدوائر العشرة في هذا الرمز
تمثل أو ترمز لروح منه
أي
روح الاسم المكنون، فكلهم جميعا هم روحه
وكل
واحد منهم هو روح منه
أولهم
وأوسطهم وأخرهم وجميعهم
الدائرة
رقم واحد هو موضع المشيئة الجزئية حين تم
خلقها في أحسن تقويم كنفس قدسية خالدة لا
تموت
والدائرة
رقم عشرة هو موضع المشيئة الجزئية حين تم
ردها لأسفل سافلين حين قرنوها بالنفس
الحيوانية
ففقدت
بذلك الرد لأسفل سافلين وعيها الأكمل في
أحسن تقويم
وبدأت
تعيش وتتصرف من حينها حسب درجة وعيها
الأدنى
وأنت
لكي تفوز او لكي يتسجل اسمك من الفائزين
ومع الفائزين
ليس
المطلوب منك أن تصل للدائرة العاشرة حصرا
فتستطيع
حينها أن تفعل ما يستطيع أن يفعله كل من
سيصل لهذه الدائرة
فعلى
الأغلب أن من سيصل لوعي هذه الدائرة في
حياته
فإنه
سوف ينسلب منه هذا الوعي في مماته
لأن
هذا المسكين محنته ستكون محنة عظيمة إن
هو وصل لهذه المنزلة في حياته
فأقل
ما يمكن قوله أنه سيأمن من السلب بسبب ما
سيراه من القدرة الكبيرة التي ستوضع طوع
امره حتى ولو لم يسيء استعمالها
ومجرد
وثوقه واطمئنانه بأنه لن يسلب ما هو به
من القدرة
يُعتبر
سبب كافي لكي ينسلب منه كل ما وصل له،،
فاطمئنانه يدل على انه يعتقد انه حصل على
ما حصل عليه عبر الاستحقاق وليس عبر المنة
والفضل عليه من رب العالمين
فكما
رُوِيَ عن الإمام الرضا عليه السلام أنه
قال:
مَنْ
مَاتَ آمِناً مِنْ أَنْ يُسْلَبَ سُلِبَ
وَ
مَنْ مَاتَ خَائِفاً مِنْ أَنْ يُسْلَبَ
أَمِنَ السَّلَبَ
وَ
بِاللَّهِ التَّوْفِيقُ................إنتهى
وعن
زَيْدٌ
قَالَ:
قُلْتُ
لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ
السَّلَامُ:
نَخْشَى
أَنْ لَا نَكُونَ مُؤْمِنِينَ!
قَالَ:وَ
لِمَ ذَاكَ؟
فَقُلْتُ:
وَ
ذَلِكَ أَنَّا لَا نَجِدُ فِينَا مَنْ
يَكُونُ أَخُوهُ عِنْدَهُ آثَرَ مِنْ
دِرْهَمِهِ وَ دِينَارِهِ، وَ نَجِدُ
الدِّينَارَ وَ الدِّرْهَمَ آثَرَ
عِنْدَنَا مِنْ أَخٍ قَدْ جَمَعَ بَيْنَنَا
وَ بَيْنَهُ مُوَالاةُ أَمِيرِ
الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ،
فَقَالَ:
كَلَّا،
إِنَّكُمْ مُؤْمِنُونَ وَ لَكِنْ لَا
يَكْمُلُ إِيمَانُكُمْ حَتَّى يَخْرُجَ
قَائِمُنَا، فَعِنْدَهَا يَجْمَعُ
اللَّهُ أَحْلَامَكُمْ، فَتَكُونُونَ
مُؤْمِنِينَ كَامِلِين.......بقية
الرواية
فلذلك
أقول أن الذي يريد ان ينجوا من السلب عليه
أن لا يطلب القدرات الخارقة ولا أن يبحث
كيف يمكنه امتلاك الاسم الاعظم
لأنه
من الاساس ليس المطلوب من المتنافس أن
يصل بوعيه عمليا لأعلى درجة من درجات
الايمان العشرة
بقدر
ما أن المطلوب منه هو أن يصل عقليا لهذه
المنزلة
يعني
يتعقّلها ويتفكر بها ويسلّم لها
ويعتقد
بها
ويعيش
حياته بعد ذلك مع نفسه وعائلته والناس
ومع الطبيعة من حوله حسب ما تمليه عليه
تلك العقيدة الصعبة المستصعبة
فهو
سيصل لعقيدة أن كل ما حوله هو صور مختلفة
للروح
وأن
ربه محتجب بالروح عنه وعن كل صور الروح
ولذلك
فإنه لن ينظر لشيء إلا ورأى الروح فيه
وقبله وبعده
و
عاين ربه بقلبه محتجب بروحه من أن يراه
وفهم
كيف أن ربه من خلال مكونه واحتجابه بروحه
شاهد على كل شيء
وفهم
معنى قوله تعالى
إِنَّ
اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ
.
نعود
مرة أخرى للرواية التي اوردناها قبل قليل
عن أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع والتي قال
بها:
إِنَّ
اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى أَحَدٌ
وَاحِدٌ
وَ
تَفَرَّدَ فِي وَحْدَانِيَّتِهِ
(((المشيئة)))
1-
ثُمَّ
تَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ فَصَارَتْ نُوراً
(((النور
الظلي أو ليلة القدر)))
ثُمَّ
خَلَقَ مِنْ ذَلِكَ النُّورِ
2-
مُحَمَّداً
ص //
3- وَ
خَلَقَنِي وَ ذُرِّيَّتِي (((الأظلة)))
4-
ثُمَّ
تَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ فَصَارَتْ رُوحاً
فَأَسْكَنَهَا
اللَّهُ فِي ذَلِكَ النُّورِ
وَ
أَسْكَنَهُ فِي أَبْدَانِنَا
فَنَحْنُ
رُوحُ اللَّهِ وَ كَلِمَاتُهُ
وَ
بِنَا احْتَجَبَ عَنْ خَلْقِه.............إنتهى
النقل
يمكن
وصفها بهذا الشكل
أنّ
المشيئة او النقطة تكلم بكلمة
وبتكلمه
هذه الكلمة كأنه خلق بالون أحاط به نفسه
فهذا
البالون هو نفسه ليلة القدر وهو نفسه
النور الظلي
ثم
قسم هذا البالون من حوله لإثني عشر قسم
وهذه
الاقسام هي الأظلة الإثني عشر
وهي
نفسها الفجر والليالي العشر من الحسن
للحسن كما تقول الرواية مع الشفع فاطمة
وعلي صلوات الله وسلامه عليهم جميعا
ثم
تكلم بكلمة خلق منها روحا ونفخها في هذا
البالون
فأصبح
النور الظلي ((البالون))
والأظلة
((أقسام
البالون الاثني عشر))
بهذا
النفخ هم روحه
وهم
كذلك روحا منه
فكلهم
جمعا هم روحه ومنه
وكل
واحد منهم منفردا هو روحه وروحا منه
إخوتي
وأخواتي
المتنافسين
والمتنافسات
الكرام
قلنا
سابقا أن هذه الدوائر العشرة هي نفسها
الصراط المستقيم
وهذا
يعني أن الأئمة أو أرواحه الحسن للحسن هم
صراطه المستقيم وهم أبوابه أبواب الرحمة
والعذاب على الناس
وقلنا
أن الرحمة مستبطنة بالعذاب لأن
العذاب
هو التعذيب
وأن
المقصود من التعذيب هو تصفية الماء العذب
من الملح الاجاج
وأن
التصفية بهذا المعنى هي رحمة بحد ذاتها
فكيف
يمكننا مع هذا الفهم أن نصف مراحل الصراط
المستقيم التي يجب أن يسير عليها السالك
حتى يصل في حياته للعقبة ومنها يلج في سمّ
الخياط ويدخل الجنة العين الثالثة وينكتب
اسمه حينها من الفائزين ومعهم؟
قلنا
سابقا وفي أكثر من مناسبة أن قصة حياة أهل
البيت كما نعرفها وعددهم واسمائهم وألقابهم
وترتيبهم لا يجب أن نعتبرها أمور اعتباطية
حصلت بالصدفة او باعتبار المقصرين من
أمثالنا ،، بل ان قصتهم وجميع تفاصيل
ولادتهم وحياتهم وألقابهم صلوات الله
وسلامه عليهم أجمعين تم هندستها بطريقة
قصدية كاملة من قبلهم وهم العالين ليصفوا
لنا بها أمور كونية خفية وعلى معرفتها
دارت القرون الاولى يتفكر بحثا عن فهمها
وادراكها المتفكرين أولي الألباب
الصراط
المستقيم كما فهمناه من الروايات هم الحسن
للحسن ولذلك سنتخذ من ألقابهم التي
اختاروها قصديا وانبؤونا عنها في رواياتهم
وادعيتهم وزياراتهم طريقا لمعرفة مراحل
الصراط المستقيم
وسأحاول
أن أختصر بذلك قدر الامكان ومن يريد التوسع
سيجد ان شاء الله الكثير
وأول
مراحل الصراط المستقيم الذي هو يبد من
الحسن وينتهي بالحس
هو
الامام الحسن المجتبى
فأول
مرحلة يجب أن تصل لها هي الاجتباء
وهذه
المرحلة لا تصل لها الا بعد ان تكر وتكر
وتكر وتكر وتنجح في كرة منها أن تكون من
المؤمنين
فَلَوْ
أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ
الْمُؤْمِنِينَ
فإذا
نجحت أن تكون من المؤمنين
ستتمنى
أن تصل في كرة أخرى لاحقة لأن تكون من
المتقين أو على الأقل من المحسنين
أَوْ
تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي
لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ
أَوْ
تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ
أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ
الْمُحْسِنِينَ
فإذا
وصلت لهذه المنزلة فسيتم اجتبائك وهدايتك
للصراط المستقيم
شَاكِرًا
لِّأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ
إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ
مع
الاجتباء سيخرجونك من منزلة الحافرة
ويضعونك
على اول مزل من منازل الدرجة الاولى من
الايمان
أو
في أول منازل الصراط المستقيم
وهو
منزل أو ليلة الامام الحسن المجتبى
وهو
اول باب من ابواب الرحمة والعذاب
وهذا
المنزل يحوي جميع امة لا الاه الا الله
ومع
التسليم سيحرص المجتبى على أن تصل لليلة
الثانية او للباب الثاني وأن تركب سفينتهم
ويركب بها معكما
والباب
الثاني او الليلة الثانية او سفينة النجاة
هو الامام الحسين عليه السلام
والإمام
الحسين أشهر ألقابه هو انه مصباح الهدى
وسفينة النجاة
الذي
إن ركبت سفينته فإنه سيبقى مرافقا لك حتى
يصل بك للدائرة الاولى في أعلى عليين
درجات الايمان
طبعا
أنت ستبقى برفقته ما لم تقرر وبإرادتك
الداتية وبقرارك الذاتي أن تهجر سفينته
وترجع لتلقي بنفسك مرة أخرى في بحر الظلمات
وحينها
سترجع مرة أخرى للحافرة،، فالحافرة وهي
نفسها جهنم محيطة بك على الدوام وخلال كل
مسيرك على الصراط ،، فالصراط يعبر من فوق
جهنم وسفينة النجاة تمشي بك على الصراط
ولذلك
يجب أن تحمل الامام الحسين دائما وأبدا
معك في قلبك وأن لا تغفل عنه أبدا فأمواج
جهنم عاتية
فإنك
إذا بقيت تحمله في قلبك فإنه سيوصلك لليلة
الثالثة وللباب الثالث سيد الساجدين وزين
العابدين صّاحُبّ الُدِمٌْعُه الُسِاكِبُّه
ومعه ستتعلم العبادة والسجود والدعاء
والمناجاة والبكاء والتمسك أكثر وأكثر
وأكثر بسفينة النجاة
وسيركب
معكم السفينة ولن يتركك أبدا ،، بمعنى
أنك ستحمل صفاته معك دائما وأبدا
فإذا
تأصلت صفات الإمام السجاد بك الى درجة
معينة فستصل بك السفينة لليلة الرابعة
وهي ليلة باقر العلوم الامام محمد الباقر
وفي
هذه الليلة ومع هذا الباب الالهي ستنفتح
عندك شهية المعرفة والعلم والبحث والقرائة
والتفكّر وستجد نفسك مقبلا على كل ذلك
حتى تصل لدرجة معينة من الاعتقاد والايمان
والفهم ولكي يتم اختبار هذا الاعتقاد
وتثبيت هذه الدرجة لك فسيركب معكم سفينة
النجاة والتي ستنطلق متوجهة نحو الليلة
الخامسة وهي ليلة الامام جعفر الصادق
عليه السلام وهو خامس الابواب وأوسطها
في
هذه الليلة وعند باب الله الخامس ستكمل
وتجمع جميع ما وصلت له وجمعته حتى الآن
من الأبواب الاربعة السابقة من العلم
والصبر والصدق والاحتمال
وبعد
أن تأخذ وتتعلم وتتصف معه بجميع ذلك فسيركب
معكم السفينة التي ستنطلق نحو الليلة
السادسة
في
هذه الليلة وهي ليلة كاظم الغيظ الامام
موسى الكاظم عليه السلام ستصب عليك المصائب
والابتلاءات صبا
لكنهم
صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين باقين
معك وبجانبك
وسيعينونك
حينها على احتمالها وتجاوزها وسيعلمونك
كيف تقوم بذلك
بعدها
سيركب معكم السفينة وتنطلقون نحو الليلة
السابعة وهي ليلة الإمام الرضا
ومعه
ستصل لمقام الرضى على كل حال
وبعد
عدة اختبارات لن تكون سهلة تثبت بها فعلا
انك قد وصلت لمقام الرضى
سيركب
معكم السفينة وتنطلقون نحو الليلة الثامنة
وهي ليلة الامام الجواد عليه السلام
وهذه
الليلة هي الليلة التي سيتم تأييدك بها
بروح منه وأعتقد أنه هو نفسه الامام الجواد
باب الحوائج وتكون قد وصلت للفجر
بعدها
سيبحرون معك لليلة الامام الهادي ثم
العسكري عليهما السلام
وأخيرا
ستشرق شمس ليلة القدر في الدائرة الاولى
فيطلع النهار بها وتبدد بنورها ظلماتك
التي كنت تسير بها
وإذا
أردنا أن نوزع تلك الدوائر على أيام
الاسبوع
فأول
أيامه هو يوم السبت وأخر أيامه هو يوم
الجمعة
فالسبت
هو يوم رسول الله صلى الله عليه وآله وهو
التشاكرا الاولى أو ابواب الرحمة والعذاب
واول ابواب جهنم
والاحد
هو يوم فاطمة وعلي صلوات الله وسلامه
عليهما وهما الشفع أو طرفي الكونداليني
الذكر والانثى
والاثنين
هو يوم الحسن والحسين صلوات الله وسلامه
عليهما
والثلاثاء
هو يوم الأئمة السجاد والباقر والصادق
صلوات الله وسلامه عليهم
والاربعاء
هو يوم الائمة الكاظم والرضى والجواد
والهادي عليهم السلام
والخميس
هو يوم الامام الحسن عليه السلام
والجمعة
هو يوم الحجة وهو نفسه رسول الله صلى الله
عليه وآله
فصفته
معنا في الأرض ((الدائرة
الأولى))
أنه
رسول الله
وصفته
معنا حين نصل السماء ((الدائرة
العاشرة))
أنه
حجة الله
إخوتي
وأخواتي
المتنافسين
والمتنافسات
الكرام
هذا
الوصف كما وصفناه هنا هو وصف مختصر جدا
جدا
وبالتأكيد
لم يفي بيان المعنى حق إيفائه
لكن
أرجو من الله أن نكون قد أوصلنا لكم الفكرة
به بشكل إجمالي
ونترك
لكم بعد ذلك أن تتمعّنوا وتقلّبوا وتتخيلوا
هذا الوصف من كل جهة وصفناها منها
وبدوركم
تزيدوا عليها من فكركم وخيالكم ما تصلون
به لفهم كيف أن ارواحهم بالارواح وانفسهم
بالنفوس واسماؤهم في الاسماء وأجسادهم
في الأجساد وقبورهم في القبور
نكتفي
اليوم بهذا المقدار من الحديث ونعتذر عن
الاطالة لكن عذرنا في ذلك هو دائما هو نفس
العذر
من
أن بيان هذا المطلب هو أمر صعب ومن أصعب
الامور لأنه يدور مدار المعرفة النورانية
لأمير المؤمنين روح الارواح ومعنى المعاني
نقطة البداية ونور الانوار
هذا
وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآل
بيته الطيبين الطاهرين
اللهم
صلي على محمد وآل محمد
.
..
...
....
.....