الخميس، 15 مارس 2018

أنا مدينة العلم و الحكمة و العين الثالثة وعلي بابها ولسانها الناطق بعلمها وحكمتها


أنا مدينة العلم و الحكمة و العين الثالثة وعلي بابها ولسانها الناطق بعلمها وحكمتها






بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين
محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين

أنا مدينة العلم و الحكمة و العين الثالثة وعلي بابها ولسانها الناطق بعلمها وحكمتها

اللهم صلي على محمد وآل محمد

ربي اشرح لي صدري
وضع عني وزري
الذي انقض ظهري
وارفع لي ذكري

واجعلي لي من بعد العسر يسرا
واجعل لي من بعد العسر يسرا

السلام عليكم إخوتي وأخواتي المتنافسين والمتنافسات الكرام ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم


عن الرِّضَا ع عن جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّادِق‏ عَ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص
أَنَا مَدِينَةُ الْعِلْمِ
وَ عَلِيٌّ بَابُهَا
فَمَنْ أَرَادَ الْعِلْمَ فَلْيَأْتِ الْبَابَ........إنتهى

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ،
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ،
عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ،
عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ،
عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ):
أَنَا مَدِينَةُ الْحِكْمَةِ وَ هِيَ الْجَنَّةُ،
وَ أَنْتَ يَا عَلِيُّ بَابُهَا،
فَكَيْفَ يَهْتَدِي الْمُهْتَدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَ لَا يُهْتَدَى إِلَيْهَا إِلَّا مِنْ بَابِهَا......إنتهى

يوجد حاليا اتفاق عام بين كل الأمم
وكل الثقافات
وكل المدارس الروحيّة
السريّة منها والعلنية
وتقريبا بين اتباع ودعاة كل الأديان كذلك
من أن العين الثالثة هي مدينة العلم ومدينة الحكمة
وأنّ من يُؤتى الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا
وأن من تنفتح عنده العين الثالثة سيستطيع أن يلج لـ سجلات أكاشا الكونية التي تحوي علم كل ما كان ويكون وسيكون

فالعين الثالثة هي مدينة الحكمة وهي أيضا مدينة العلم
والجميع يتفقون على أن الطريق للعين الثالثة لا يمكن أن يكون ألا بتفتح تشاكرا الحنجرة
وكما قلنا عن تشاكرا الحنجرة في المقال السابق أنها هي نفسها اللسان الذي ورد ذكره في تفسيرهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين لقوله تعالى في محكم كتابه الكريم: أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ
فـ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ: (( أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ؟ وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ؟ وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ؟ ))
أنه قَالَ: الْعَيْنَانِ رَسُولُ اللَّهِ ص
وَ اللِّسَانِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ
وَ الشَّفَتَانِ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ ع

وموقع دائرتي العينين على شجرة الحياة هما أعلى دائرتين متوازيتين على يمين وشمال الدائرة الأعلى
الدائرة الأعلى هي الدائرة رقم واحد
والشمال واليمين هما الدائرة رقم 2 والدائرة رقم 3
ودائرة الحكمة هي الدائرة رقم 2
ودائرة العلم هي الدائرة رقم 3

عندما نتكلم عن الدوائر هنا من رقم واحد الى عشرة فليس المقصود منها أنها عشرة دوائر ولا عشرة أرواح

فالدائرة الأولى هي نفسها الدائرة العاشرة
فهي نفسها أنت
وهي نفسها أنا
وهي نفسها أي إنسان
لكن الدائرة الأولى العلوية تمثل درجة وعي الإنسان
حين بداية خلقه وهو في أحسن تقويم
والدائرة العاشرة السفلية تمثل درجة وعي نفس هذا الإنسان
لكن حين تمّ ردّه في اسفل سافلين

لو تلاحظون أحد رسوم رمز شجرة الحياة التي ارفقتها مع هذا المقال او مع هذا الحديث المسجل
فستجدون في أحدها والذي يغلب عليه اللون الغامق أن كل دائرة من الدوائر العشرة تتكون من سبعة منازل
يعني عدد مجموع المنازل لجميع الدوائر العشرة هو سبعون منزلا
وفي اسفل الدائرة العاشرة السفلية نجد منزل القاعدة
أو ما أطلق عليه القرآن الحافرة
أو فطرة الله التي فطر الناس عليها
وفطرة الله التي فطر الناس عليها هو المنزل الذي قال عنه الامام الصادق عليه السلام أن الناس به: لَا يَعْرِفُونَ إِيمَاناً بِشَرِيعَةٍ وَ لَا كُفْراً بِجُحُودٍ
وفوق الدائرة الاولى العلوية وهي التي كما قلنا قبل قليل عنها انها دائرة وعي الانسان في بداية خلقه في أحسن تقويم
فوق هذه الدائرة نجد العقبة التي فقط من سيعبرها سيكون من الفائزين
وهذه العقبة لن يستطيع أيّ إنسان أن يعبرها ما لم يرى بعينيه الاثنتين
واقصد
عين الحكمة
و
عين العلم
وبتعبير آخر
لن يستطيع أي إنسان أن يعبرها ما لم يدخل مدينة الحكمة والعلم
فالعلم والحكمة كما قلنا هما العينان المجعولتان للإنسان جعلا
لكن من هو الإنسان الذي تقول الآية أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ ؟
وجوابه هو أنّه الأنا الجزئي الذي أخرجوه من العدم لا يعلم شيئا
وأنزلوه اولا في الدائرة الاولى فأصبح في أحسن تقويم ،، يعني جعلوه منهم وبهم ومن طينتهم فيستطيع أن يعلم بكل شيء متى ما اراد
وأن يفهم كل شيء متى ما اراد
وأن يدرك كل شيء متى ما اراد
وهو خالد لا يموت
لا يهرم ولا يضعف ولا ينسى
فعندما تقول أن كائنا ما مخلوق في احسن تقويم فيجب أن تنسب لمن تقول عنه أنّه في أحسن تقويم كل هذه الصفات وما يشابهها ،، والذي خلقه هو الأحسن تقويما
فكل يعمل على شاكلته
فالأحسن فعلا وتقويما يفعل أحسن الأفعال وأقومها
فالانسان الذي جعلوه في أحسن تقويم ((لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ )) هو نفسه المخاطب بهذه الأيات
أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ
وهو نفسه المقصود بـ((ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ)) وذلك حين ردّوه في الدائرة العاشرة لَا يَعْرِفُ إِيمَاناً بِشَرِيعَةٍ وَ لَا كُفْراً بِجُحُودٍ
وعليه أن يصعد بمجهوده وتعبه وكدّه مرة أخرى
لدرجة وعيه الأولى في الدائرة الاولى
والتي كما قلنا
لن يستطيع أن يصل لها أي إنسان الا من خلال مدينة العلم والحكمة
والتي لن يستطيع ان يهتدي بها لوعيه الحقيقي في الدائرة العاشرة
الا من سيدخلها من بابها او بمعونة اللسان الناطق

فربما يستطيع بعض الناس النفاذ الى مدينة العلم ببعض الطرق الروحانية لكن من غير طريق الباب
لكنهم حينها
لن يحصلوا منها
الا على ما سيرجعهم للمنازل الادنى
أو ربما وفي احسن الاحوال سيحصلون على ما سيبقيهم في نفس منازلهم التي هم بها

لكن كيف يمكننا تصوّر معنى الفقرة السابقة من الكلام؟
أقول لكي تفهم قصدي من هذه الكلمات أرجو أن تتخيل أولا أن مدينة العلم هذه كمدينة علمية كبيرة جدا جدا جدا

وأن هذه المدينة تحوي علوم الف ألف باب من العلم
ومن كل باب منها ينفتح لك منه الف الف باب من أبواب العلوم المختلفة
وعلوم كل باب منها مخزونة في مكتبة كبيرة جدا

ثم تخيّل أنك عن طريق بعض انواع التأملات والأذكار والطلاسم استطعت أن تدخل او أن تتسلل إلى هذه المدينة من دون دليل مرشد عارف بكل ما هو موجود بهذه المدينة من علوم
ليرشدك أين تجد العلوم الدينية الربانية الحقيقية التي ستثقل بها موازينك في يوم الحساب وتستطيع بها وبمعيّت هذا المرشد أيضا اجتياز العقبة وتسجيل اسمك وحجز مكانك مع الفائزين
تخيل نفسك أنك دخلت أو تسللت لهذه المدينة العلمية لوحدك

ووقفت بين شوارعها ومبانيها وممراتها ورفوفها وكتبها وأفلامهما وأوراقها وحروفها ونقاطها
فكيف تتصور انك سيكون حالك حينها؟

فأنت أيضا جزء من علمها بل أنت ورقة واحدة بل سطر واحد بل كلمة واحدة بل حرف واحد بل قطرة واحدة من قطرات بحر علم هذه المدينة العلمية الواسعة اللا نهائية
فكيف تتصور سيكون حالك حينها؟

ستتوه فيها بالتأكيد
وستنذهل من الذي فيها
وستغرق بين علومها

وكلما دخلت مكتبة منها او مددت يدك على كتاب منها وفتحته ستحسب أنك وقعت على علم عظيم من علوم هذه المكتبة العظيمة، لأن كل ما بها غريب، وكل ما بها جديد
وربما استطعت أن تدخل بها أو تتسلل لها الف الف مرة

وحصلت منها على الف الف معلومة تحسبها جميعها معلومات ذات قيمة
لكن ما لا تعلمه أن نفس المكتبة ستعاملك على انك مجرد متسلل ومتسلق لأسوارها
وأنك دخلت لها من غير إذن صاحبها الذي خزن كل علومه بهذه المكتبة ورتبها ونظّمها وبوّبها لتحاول ان تأخذ منها بغير إذن جميع ما تستطيع

وحينها فإن نفس المكتبة ستمكر بك، وستعطيك أو ستيسر لك من علمها فقط ما ستوهمك به أنك على شيء

ولكنك في الحقيقة لست على شيء
لأنك دخلت بها من غير إذن صاحبها

طبعا لا يمكنني أن أعتبر ذلك شيء سلبي وحرام ولا يجوز
فهذه الحياة التي اخترنا جميعا أن نساهم بإخراج صور ومشاعر جميع سطور أحداثها
مصممة بطريقة يستطيع جميع المساهمين بها

أن يُخرجوا خلال مساهمتهم بها جميع صور الاحتمالات الممكنة
حتى لو كان أحد صور تلك الاحتمالات هو الولوج لمدينة العلم والحكمة من غير بابها
فالقانون العام للعطاء الالهي هو

كُلاًّ نُّمِدُّ هَؤُلاء وَهَؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُورًا

ويكمله ويسانده القانون الالهي الساري على كل ما هو مسطور بالكتاب من العلوم والاحداث
يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ

وذلك يعني أنه حتى لو شاء أحدهم أن يضيف بعض المشاهد الغير مكتوبة في القصة الجزئية التي اختار أن يعيشها حين اشترى صورة بطلها من سوق الجنة ودخل بها فإنه ضمن الأقدار والمقادير سيستطيع ذلك ايضا

لأن القلم قدر كل شيء تقديرا ووضع لكل شيء حدا ومقدارا

وان حقق العبد تلك الحدود والمقادير فسيضيف له القلم تلك المشاهد ليعيشها ضمن قصته الشخصية

واذا اختار احد أهل الجنة وهو نازل بالصورة التي اختارها أن يتسلل بها لمدينة العلم فإنه ضمن المقادير المقدرة التي لو اكتشفها وطبقها وعمل بها فإنه سييسر له ذلك التسلل

لكن ولأنه ليس من المتنافسين ولا مصلحة له بالمنافسة
فسييسر له فقط الاطلاع على بعض المعلومات التي
سيزيد له بها من تشويق واثارة احداث قصته

أو بما يجعله طريقا لإيصال معلومة معينة لبعض المتنافسين
لكن وبنفس الوقت سيحقق بها أيضا الهدف العام من خلق هذا العالم

وهو اخراج كل صور الاحتمالات الممكنة من حالة مُكُونِهَا وخفائها عنّا لحالة ظهورها بنا ولنا
وكل ذلك مع تحقيق وتحقق الارادة الذاتية الحرة لجميع من يساهمون بهذه العملية

نعود للدوائر العشرة التي قلنا أن الدائرة الأولى والعاشرة هما نفس الدائرة
ولتسهيل التصور من الأن وصاعدا سنقول أنّ الدائرة الأولى والعاشرة هما منزلك أنت
لكنك وفي أغلب أيام حياتك وتقريبا في كل كراتك التي ستكرّها في هذا العالم الخيالي
الذي نعيش به جميعا وندعوه العالم المادي

أنت سيكون بيتك الأول فيه هو الدائرة العاشرة
أو على الأكثر سيكون بيتك هو إحدى الدوائر الخمسة السفلية

فكل دائرة منها تُعتبر مثل بيت تستقر به خلال أيام رحلتك لفترة معينة فقط حتى تنطلق منه لبيتك التالي

فهذه البيوت العشرة محيطة بك على الدوام وجميعها هي بيوتك أنت
فأنت إذا خرجت من البيت العاشر ودخلت للبيت التاسع
سينعدم وجودك في البيت العاشر

ولن تعود له ما لم تقرر بارادتك واختيارك او باختياراتك التي تختارها ان تعود له من جديد
وساعتها سينعدم وجودك في البيت التاسع وتعود في العاشر

في كل بيت من البيوت العشرة يجب أن يوجد به معك أحد الابواب وعندما ستدخله فإنك ستكون في ضيافته ورحمته وعذابه

فهؤلاء الابواب هم ابواب الرحمة والعذاب على الناس كما قال أمير المؤمنين عليه السلام
والعذاب هنا باطنه الرحمة كما بينا فهمنا لمعنى مفردة العذاب أو التعذيب في مقالات سابقة
حيث قلنا أن التعذيب هو تنقية الطينة المعجونة بالماء العذب من الطينة المعجونة بالماء الملح الأجاج

والتنقية من الملح الأجاج او تعذيب طينة الإنسان من الماء المالح وجعلها من المعجونة بالماء العذب فقط
هو الرحمة بعينها
وليس به أيّة نقمة

ورب العالمين غير مستعجل على عملية التعذيب هذه ،، فهو يمكنه ان يجعل الناس كلهم مؤمنين بأسرع من لمح البصر
لكنه يفضل الطبخ على الثلج

لماذا؟

لكي تأخذ القصة وقتها حتى تنضج
وتحقق جميع أهدافها

فأنت ضمن هذه الشجرة واحد محاط بتسعة
هم نفسهم روحك

أمّا العاشر فسينتظرك الروح الكلية أن تصل لبيته الذي ليس له رقم لكي يرسل لك روح منه ويؤيدك به

يعني هذا الروح الذي سيؤيدك به
هو حتى الأن غير موجود في هذا البيت الذي لا رقم له
والذي قلنا أنه تشاكرا الحنجرة
لكنك حين تصل بمجهودك الخاص

أو ربما مع بعض المساعدة لهذا البيت الذي ليس له رقم والمتموضع على تشاكرا الحنجرة
فإن الروح الكلية سيؤيدك بروح منه فيرسله لك ليرافقك ويكمل معك الطريق

ولكي أقرّب المعنى لكم سأقول :

أن مدينة العلم نفسه سيرسل لك روحا منه إن أنت وصلت لهذا البيت
وأن مدينة الحكمة نفسه سيرسل لك روحا منه إن أنت وصلت لهذا البيت

أو العين الثالثة سيرسل لك روحه ليأخذك بجولة في مدينة العلم والحكمة
وعندما يكون روح مدينة العلم والحكمة هو دليلك ومرشدك فلن تضل معه أبدا
لأنه روح مدينة العلم والحكمة

فلأنه روح مدينة العلم والحكمة ، فإنّه يعرف جميع شوارعها ومكتباتها وابوابها وأقسامها ورفوفها

وهو يحفظ عن ظهر قلب جميع كتبها وأوراقها وكلماتها وحروفها
ظاهرها وباطنها
قديمها وجديدها
ماضيها وحاضرها ومستقبلها

ومع روح مدينة العلم
أنت لن تضل في المدينة أبدا أبدا أبدا
فمنزلة روحه منه كمنزلة الروح من الجسد
نعم بالتأكيد

برفقة روح مدينة العلم أنت لن تضل طريقك في المدينة أبدا أبدا أبدا
إلّا طبعا
إن اخترت بإرادتك ومشيئتك وهواك
أن تكون من الغاوين
وتخلد إلى الأرض

فساعتها فإنك وبمشيئتك وهواك الذاتي
ستسلخ روحه الذي هو منه عن نفسك
وستسلخ نفسك عن روحه الذي هو منه

عشرة منازل تسعة منها ستكون مشغولة طوال الوقت
بينما البيت رقم واحد سيبقى فارغ طالما انك لم ترجع له
وحين ترجع له لن تدخله واحدك

فروحه الذي ايدك به وخاض بك لجاج بحر العلوم والحكمة سيدخل معك في هذا البيت وسيبقى فيه معك وللأبد

والتسعة الآخرين سيبقون معك أيضا للأبد ولن يتركوك لكنهم من حينها سيخضعون في وجودهم وفعلهم لروحه التي ايدك به والذي سينطق من على لسانك من حينها دائما وأبدا

يعني في البداية كان وجودك في أحسن تقويم
لأن روحه كان معك في الدائرة الأولى
وفي النهاية سيعود تكوينك مرة أخرى في أحسن تقويم

لأن روحه عاد إليك وأعادك للدائرة الاولى مرة أخرى وعاد هو معك إليها
وستبقى بعد ذلك فيها للأبد في أحسن تقويم
لأن روحه لن يفارقك بعد ذلك أبدا
ومن حينها ستكون انت هو وهو أنت

لا فرق بينك وبينه الا انه منك بمنزلة الروح من الجسد

الكلام عن شجرة الحياة وأوراقها وفروعها وأغصانها وروحها ساحر وجميل ولا ينتهي سحره وجماله أبدا لأنه هو نفسه حديث محمد وآل محمد وهو نفسه الحديث عن محمد وآل محمد وهو نفسه الحديث عن نور السماوات والأرض

فمدينة العلم مدينة الحكمة هو نور الروح
فالروح هو النور الظلي

ومدينة العلم والحكمة هو نفسه نوره الذي قسمه لظلال وأشباح واستودع بهم علمه وحكمته
ولا يهدي لنور النور الا منور النور ،، ومنور النور في هذا الموضع هو نفسه اللسان
وهو نفسه روح النور الظلي وهو نفسه روح منه، وهو نفسه باب مدينة العلم والحكمة

يهدي الله لنوره من يشاء
يهدي الباب لمدينة العلم والحكمة من يشاء
يهدي بروح منه من يشاء من عباده

وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ
رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا
مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإِيمَانُ
وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا
وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ

فــ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا
هو نفسه روحنا
وهو نفسه
رُوحًا مِّنْه

وهو نفسه
باب مدينة العلم والحكمة
وهو نفسه
اللسان الناطق
وهو نفسه روح الله

فروح الدائرة التي ليس لها رقم هو نفسه روح الدائرة الأولى
ولا يهدي لروح الدائرة الأولى إلّا هو نفسه

يهدي الله لنوره من يشاء ومن يهديه لنوره فقد هداه لنفسه أيضا

أنفسنا وأنفسكم

فالنور إن شاء أن يهديك سيأخذك بجولة مدروسة في مدينة العلم والحكمة وعندما تصل لنهاية الجولة ستجد أن معلمك ودليلك ومرشدك بها كان هو نفسه ربك الذي فارقته بوعيك وكنت تكدح كدحا للرجوع إليه وملاقاته مرة أخرى
يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَــــمُـــلاقِـــيـــهِ
وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ
وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ
الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّــــــــلاقُــــــــوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ

فالصبر محمد مدينة العلم
والصلاة علي باب مدينة العلم وروحها
فالصبر والصلاة هما مقاما رب العالمين ، وحجابا خالق الخلائق أجمعين ، بهما فتح الله بدء الخلق ، وبهما يختم الملك والمقادير

وبدون أن ينطق اللسان الناطق لن يمكنك أن تدخل للعين الثالثة
في الرموز الماسونية او الفرعونية القديمة ، فجميع رموزهم هي بالاصل رموز فرعونية لكنهم اتخذوها رموزا لهم لأنهم يعرفون أسارارها ومعانيها

في هذه الرموز يرمزون لتشاكرا الحنجرة أو اللسان الناطق بحرف ((G)) ويقصدون به
الله ((GOD))

أو المهندس الأعظم للكون ((Great Architect Of The Universe))
وكما قلنا في العديد من المقالات السابقة فإن القلم هو الذي كتب وهندس قصة هذا الكون من ألفه إلى يائه

فحرف الـ((G)) هو رمزا للقلم الذي أن نطق أصبح مصباح الظلم

اذا عرفت من هو أمير المؤمنين حقيقة وعرفته أنه هو القلم او اللسان الذي إن نطق من على لسان أيّ عبد من عباده سيصبح هذا العبد
مِصْبَاحُ ظُلُمَاتٍ كَشَّافُ عَشَوَاتٍ
مِفْتَاحُ مُبْهَمَاتٍ دَفَّاعُ مُعْضِلَاتٍ
دَلِيلُ فَلَوَاتٍ
يَقُولُ فَيُفْهِمُ وَ يَسْكُتُ فَيَسْلَمُ

إذا عرفت علاقة أمير المؤمنين بتشاكرا الحنجرة وكيف انه هو باب العين الثالثة مدينة العلم والحكمة والقرآن الناطق


أنا نون و القلم
أنا مصباح الظلم
أنا مؤوّل القرآن
أنا مبين البيان
أنا صاحب الأديان
أنا ساقي العطشان
أنا عقد الإيمان
أنا قسيم الجنان
أنا كيوان الإمكان
أنا تبيان الامتحان
أنا الأمان من النيران
أنا حجّة اللّه على الإنس و الجان
أنا أبو الأئمّة الأطهار
أنا أبو المهدي القائم في آخر الزمان.........إنتهى

كلامنا عن الدوائر العشرة كاملة هو الكلام عن النفس الناطقة القدسية والنفس الحسية الحيوانية
والنفس الحسية الحيوانية هي نفسها القرين الذي نتكلم ونتعامل مع بعضنا البعض في هذه الحياة من خلال وعيه

فنحن نأكل ونشرب ونعمل ونحصّل الأموال ونتزوج ونتحارب ونتصاحب
من خلاله وليس من خلال وعي النفس القدسية

فالنفس القدسية من مستوى وجودها ووعيها كنفس قدسية خالدة لا تموت
وفي احسن تقويم ومقرها العلوم الدينية وفعلها المعارف الربانية
لا تحتاج لكل ذلك

فأنت كنفس قدسية مخلوق من البداية في أحسن تقويم
يعني في الدائرة الأولى العلوية من شجرة وجودك

لكنهم بعد ذلك ردّوك في أسفل سافلين شجرة وجودك وفي الدائرة العاشرة منها حين قرنوك بنفس حسية حيوانية
فالدوائرالخمسة العلوية هي نفسك القدسية
والدوائر الخمسة السفلية هي نفسك الحسية الحيوانية

والنفس الحسية الحيوانية بالنسبة للنفس القدسية
هي مثل مرآة ستنظر بها القدسية لنفسها من خلالها
لكن هذه المرآة مصممة لكي تكون مرآة مخادعة

فهي لا تظهر لك صورتك اوصورة العالم الذي أنت فيه على حقيقتهما

بل تعكس لك صورة مختلفة عن صورتك وعن صورة العالم الحقيقي الذي انت فيه
الأمر هنا مثل أن تختار صورة شخصية وتنزل لتعيش بها مغامرة ما
ضمن قصة ما

في عالم ثلاثي الأبعاد وفي كمبيوتر مخصص لهذا الأمر
وحينها لو أنك فقدت ذاكرتك خلال لعبك هذه اللعبة
فإنّك ستنسى انك موجود خارج هذا العالم الثلاثي الأبعاد

وستبقى تائها تتحرك في هذا العالم بجسدك الذي اخترته بنفسك لنفسك
لكن في تلك اللحظة التي ستسترجع بها ذاكرتك وأنت داخل القصة
فسيمكنك الخروج من هذا الجسد

وكذلك لو قام احدهم بخلع الصورة عنك عنوة
باطفاء اللعبة مثلا
فإنك ايضا ستخرج من هذا الجسد وتنتبه لنفسك وحقيقتك

والقرين هو نفسه صورة هذه الشخصية التي ترى نفسك عليها وهو نفسه الصورة التي اخترتها بنفسك لنفسك

سواء اخترتها باعمالك التي عملتها في كرتك السابقة
او انك اشتريت هذه الصورة من سوق الصور في الجنة ودخلت بها

فأنت في كل الأحوال انت من أخترت هذه الصورة وقصتها وجميع الأحداث التي ستعيشها
فتفرح ببعضها
وتحزن وتتألم وتعاني ببعضها الأخر

وهذه الصور التي نلبسها حاليا هي مستولية أو مغطية الآن على ذاكرتنا الحقيقية
لكن بمجرد أن نخرج من هذه الصور بأي طريقة فإننا سنسترد ذاكرتنا
رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: موتوا قبل أن تموتوا
يعني إسترجعوا ذاكرتكم بارادتكم قبل أن تخرجوا من الصور
او قبل أن تنفصلوا عنها بالموت ورغما عنكم

يوجد اتفاق مبدئي يجب أن نكون جميعنا متفقون وموافقون عليه
قبل الدخول في هذه الصور
وهذا الاتفاق هو أن الغش ممنوع
يعني أنت اخترت صورة وقصة معينة

ثم بعد ان دخلت بها وعايشت احداث القصة ووجدت انها مؤلمة وصعبة
فلا يمكنك تحت أي عذر من الأعذار ان تنسحب من المشاركة قبل أن تنهي دورك كاملا بها

يعني مثل أن تقول لاصحابك انني ساصعد معكم الجبل مهما كان
ثم بمنتصف الطريق تتعب وتيأس فتبدل رأيك
ولكي تتخلف عنهم ولا تتعب نفسك بالصعود معهم

تتظاهر ان قدمك التوت او انكسرت أو أي عذر آخر
فالغش ممنوع في هذه العملية
فعندما تختار صورة وقصة ما
فعليك ان تكملها حتى النهاية مهما كانت ظروفها

يعني لو حاولت ان تنتحر لتتخلص من بقية المتاعب فهذا سيُعتبر غش
ويوجد مراقبون سيمنعونك
او سيعاقبونك ضمن شروط المساهمة
وعندما أقول عقاب فلا يذهب فكركم لنار وحرق وبواري ملتهبة

فأنت لا تموت بمزاجك
يعني ان لم يتولوا نفسك فلن تنفصل روحك عن بدنك
ولو ان جميع عظامك تكسرت

وجميع اطرافك تقطعت بمحاولة انتحارك
وبدل ان تتخلص من بقية مصاعب القصة
ستجد ان عقابك في كل الأحوال هو انك قد صعّبتها على نفسك أكثر وأكثر

ونختم كلامنا بالصلاة على خير خلق الله أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين

اللهم صلي على محمد وآل محمد
.
..
...
....
.....






هناك تعليق واحد:

  1. احسنتم
    اخوك في ولاية مولى النور مصطفى الساعدي

    ردحذف