الخميس، 21 ديسمبر 2017

كِتابٌ مَرْقُومٌ







كِتابٌ مَرْقُومٌ


بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خير خلقه اجمعين
محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين


رب اشرح لي صدري وضع عني وزري الذي انقض ظهري وارفع لي ذكري واجعل لي من بعد العسر يسرا واجعل لي من بعد العسر يسرا

السلام عليكم اخوتي واخواتي الكرام ورحمة الله وبركاته

وفي ذلك فليتنافس المتنافسون والمتنافسون درجات

لا زال الكلام حتى الآن موجه للمتنافسين من جميع الفرق الـ72

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ:

مَا أَنْتُمْ وَ الْبَرَاءَةَ يَبْرَأُ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ؟
إِنَّ الْمُؤْمِنِينَ بَعْضُهُمْ أَفْضَلُ مِنْ بَعْضٍ
وَ بَعْضُهُمْ أَكْثَرُ صَلَاةً مِنْ بَعْضٍ
وَ بَعْضُهُمْ أَنْفَذُ بَصَراً مِنْ بَعْضٍ
وَ هِيَ الدَّرَجَات‏........إنتهى

فالفائزون درجات ولكل منهم درجة نورانية معلومة حسب درجة بصيرته

وسيبقون كذلك حتى إلى ما قبل البعث ، حيث سيقولون لربهم

رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا
إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ

لماذا ربطوا ما بين اتمام النور والغفران مع القدرة على كل شيء؟

وجوابه لأن عملية إتمام النور للفائزين هي عملية لتبديل طبيعتهم التكوينية

كيف يمكننا تصور عملية إتمام النور بهذه الصورة بحيث تتبدل معها الطبيعة التكوينية للانسان؟

أصبح من المعلوم أن الفائزين سينتقلون مع اليمين لعالم أخر طبيعته ليست كطبيعة العالم الذي نحن فيه الآن ، ولذلك يجب أن تتبدل طبيعتهم بما يناسب العالم الجديد

ما هي طبيعة العالم الذي نحن فيه الأن؟

إننا نعيش الآن في عالم مرقوم

وعالم مرقوم تعني عالم ديجتال

واعذرونا هنا لاننا نفسر العربي بالانجليزي

لكن هكذا تجري الامور حاليا

فالمصطلحات العلمية الدارجة بين الناس في هذا العصر هي المصطلحات التي باللغة الانجليزية

وأيضا لأن كلمة مرقوم لا يوجد لها تفسير واضح وصريح في الروايات ،، لكن يمكننا الوصول لهذا المفهوم الواضح من خلال تفكيك العبارات والمعاني الواردة في بعض الآيات والروايات

العلم والعلماء يقولون اليوم ان عالمنا الذي نعيش فيه حاليا بكل ما فيه والناس من ضمنهم أيضا لا بد أن يكون كله عالم ديجتال

بل يقولونها صراحة من ان كل تفاصيل وأحداث عالمنا لا بد أن تتولد وتتجسد في كمبيوتر كبير ،، نعم هم لا يعرفون أين يوجد هذا الكمبيوتر الكبير ، لكنهم يقولون بحتمية وجوده

فكل العلوم التي وصلوا لها قادتهم إلى ان عالمنا يجب ان يكون عالم معلوماتي

فعندما غاصوا في المادة ليبحثوا عن أصل المادة لم يجدوا لها اثرا، وبدلا منها وجدوا شيفرات أو كودات أو برمجات رقمية كمبيوترية كالتي يستعملها مبرمجي البرامج والالعاب الكمبيوترية ، وهذه الشيفرات هي معلومات مرتبة بطريقة معينة بلغة رقمية

فحسب ما يقوله العلم والعلماء اليوم وكما تؤكده أيضا الاكتشافات العلمية والتجربة المخبرية أننا نعيش في عالم رقمي أو مرقوم أو عالم ديجتال ،

دعونا نصدقهم برهة من الزمن لنرى هل يمكننا فهم او تفسير الروايات تفسير مقبول مع هذا الفهم العلمي الحديث

لنأخذ الرواية لتالية مثلا ونحاول ان نطابقها مع هذا الفهم العلمي المعاصر لوجودنا وتكويننا وعالمنا الذي يجمعنا

وتسهيلا للحديث سنستعمل كلمة ماتركس في حديثنا للاشارة للعالم الرقمي

حيث ان الاغلبية اليوم ربما تفهم معنى هذه الكلمة وعندها تصور معين لهذه الكلمة وذلك انطلاقا من رؤيتهم لفلم ((THE MATRIX)) الذي ربما تم إعادة عرضه في السنوات الماضية عبر جميع القنوات الفضائية والمحلية ، العربية منها والاجنبية آلآف المرات

وهنا سنأخذ الرواية التالية ونحاول ان نعقد مقاربة بين المفاهيم الواردة بها وبين ما يقوله العلم والعلماء اليوم عن العالم المرقوم او الكمبيوتري الذي يعتقدون أننا نعيش فيه لنرى هل تركب على فهمهم ام لا:

عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ قَالَ:

سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع يَقُولُ:

إِنَّ اللَّهَ خَلَقَنَا مِنْ أَعْلَى عِلِّيِّينَ-

وَ خَلَقَ قُلُوبَ شِيعَتِنَا مِمَّا خَلَقَنَا

وَ خَلَقَ أَبْدَانَهُمْ مِنْ دُونِ ذَلِكَ

فَقُلُوبُهُمْ تَهْوِي إِلَيْنَا لِأَنَّهَا خُلِقَتْ مِمَّا خُلِقْنَا

ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ- كَلَّا إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ.

وَ ما أَدْراكَ ما عِلِّيُّونَ. كِتابٌ مَرْقُومٌ. يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ‏

وَ خَلَقَ عَدُوَّنَا مِنْ سِجِّينٍ

وَ خَلَقَ قُلُوبَ شِيعَتِهِمْ مِمَّا خَلَقَهُمْ مِنْهُ

وَ أَبْدَانَهُمْ مِنْ دُونِ ذَلِكَ

فَقُلُوبُهُمْ تَهْوِي إِلَيْهِمْ لِأَنَّهَا خُلِقَتْ مِمَّا خُلِقُوا مِنْهُ

ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ-

كَلَّا إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ. وَ ما أَدْراكَ ما سِجِّينٌ. كِتابٌ مَرْقُومٌ‏.........إنتهى

بداية نقول أن الوارد في هذه الرواية أنّ كُتُب الابرار والفجار كلاهما كتب

وبما انها كتب فلا بد ان تحتوي على نوع من الكتابة

فحينها سيكون معنى ان كتاب الابرار في عليين وأن عليون كتاب مرقوم //هو // أنهما كتاب مكتوب في كتاب مرقوم // يعني كتاب الابرار والذي هو كتاب مكتوب محوي في الكتاب المرقوم عليين

وبنفس الوقت فإن كتاب الفجار في سجين، وسجين أيضا كتاب مرقوم // ستعني أنهما أيضا كتاب مكتوب في كتاب مرقوم // يعني كتاب الفجار والذي هو كتاب مكتوب محوي في الكتاب المرقوم سجين

يجب ان نفكك العبارات السابقة جيدا ونفهمها جيدا قبل ان نمضي عنها

انتبهوا جيدا انه يوجد كتابان مرقومان

كتاب أوّل وهو كتاب عليون وهو كتاب مرقوم

وكتاب ثاني وهو كتاب سجين وهو أيضا كتاب مرقوم

ويوجد كُتُب جزئية للأبرار محوية في كتاب إجمالي والذي هو كتاب عليون المرقوم // وهو الكتاب الأول

ويوجد كُتُب جزئية أخرى للفجار وهي محوية في كتاب إجمالي خاص بالفجار وهو كتاب سجين المرقوم // وهذا هو الكتاب الثاني

فالعملية من الأساس كلها مكتوبة ومرقومة ، لأنها محوية في كتابين مرقومين

وبما انهما كتب مكتوبة ومحوية في كتابان مرقومان فلا بد من وجود كاتب قد كتبهما ورقمهما

ولا بد كذلك من أن الكاتب لهذه الكتب الجزئية والكلية موجود في عالم محيط بتلك الكتب وموادها وليس منها أو فيها،، نعم هو يستطيع ان يتجلى بنفسه في تلك الكتب لكن تبقى حقيقته هي غير المكتوبة في هذه الكتب

يعني انت عندما تكتب أيّ كتاب أو أي قصة وتكتب بها عن نفسك وشخصيتك فلا بد أن تكون أنت الكاتب خارج هذا الكتاب الذي كتبته وأنزلت به حروفك وكلماتك وأفكارك وتصوراتك وحكمتك ووصفت به شخصيتك

والناطق بالقرآن الكريم خارج هذه الكتب المرقومة

وهو من كتبها
وهو من أنزل حروفه وكلماته بها

يعني حروفه وكلماته لها نوع أخر من الوجود أشرف وأعلى من نوع وجودها في هذه الكتب المرقومة

يعني أنت عندما تكتب كتاب فإن الكلمات والحروف العقلية التي انزلتها بالكتاب على شكل كلمات مكتوبة ومقروئة خارج وجودك فإن هذه الكلمات والحروف التي انزلتها في الكتاب كان ولا يزال لها وجود عقلي وروحي هو منك ومتصل بك

فأنت مثلا عندما تكتب قصيدة ما ، فإن الصور والمعاني العقلية والروحية والقلبية لكلمات القصيدة التي عبرت عنها بالحروف والكلمات المقروئة والمكتوبة لا تزال في قلبك وروحك وعقلك ولم تفارقك أبدا

يعني حتى ولو انك كتبت هذه القصيدة الف الف مرة ، فلن تُنقص عملية اعادة كتابتك لها من وجودها القلبي والروحي والعقلي الممازج لقلبك وروحك وعقلك

فكلماتك وحروفك التي أنزلتها في الكتاب هي روحك أنت وهي عقلك أنت وهي قلبك أنت

فكلماتك وحروفك في هذا المقام هي أنت وليست شيء أخر

لكنها تفصيل وتوضيح وبيان لأنت المُجمل ،، أو لأنت الكلّي

فأنت تتكلم لكي يعرفك غيرك ،، ولو بقيت صامتا لن يعرفك أحد

لكن المتكلم الأصلي الذي خلق الاسم المخلوق والكلمة التامة الاسماء الاربعة والاركان الإثني عشر لا يوجد معه أحد غيره لكي يعرّفه نفسه ، فلماذا تكلم إذن؟

وجوابه أنّه لم يتكلّم بل شاء

ومشيئته خلق الاسم المتكلم

والاسم المتكلم تكلم الكلمة التامة لكي يعرف نفسه بها حضوريا بشكل تفصيلي بعد أن كان يعرف نفسه حصوليا بشكل إجمالي

لا نتكلم عن المعنى هنا

فالمعنى يعرف نفسه حضوريا تماما كما يعرف نفسه حصوليا

يعني المعنى تام بطريقة لا يمكن لغير التام ان يتصورها أبدا

فأي وصف من غير التام والناقص يحاول ان يصف به التام الكامل سيعتبر نقيصة بحقه

فالكلام هنا ليس عن المعنى بل عن الاسم الذي جعله كلمة تامة من اربعة اسماء

والكلام هنا عن الأسماء الثلاثة التي تكلمت بالأركان الإثني عشر

والكلام عن الأركان الإثني عشر التي تكلمت بثلاثمائة وستون اسم فعل

هذه الأسماء والكلمات هي التي كتبت الكتابين

كتاب عليون وما فيه من كتب الابرار

وكتاب سجين وما فيه من كتب الفجار

فالأبرار في الكتاب المرقوم عليين لا فضل لهم بكونهم أبرار بمعزل عن الذي كتبهم

والفجار في الكتاب المرقوم سجين كذلك لا ذنب لهم لأنهم فجار ، فهم لا يستطيعون ان يكونوا غير ذلك

فكلٌ ميسر لما هو من أجله مخلوق

فالأبرار ميسرون للرجوع والترقي تصاعديا من العوالم المرقومة الدانية للعوالم العالية لأنهم من الأساس ليسوا من تلك العوالم الدانية بل هم من عوالم اعلى منها وتم تنزيلهم بالدانية تنزيلا

والفجّار ميسرون فقط للإستمتاع في هذه العوالم المرقومة الدانية ولا رغبة ولا اشتياق لهم بالخروج منها لأن نفس نظام الماتركس هو من يولّدهم من نفسه توليدا

في مقال سابق كان عنوانه


قلنا ان الصور هو برج واحد من ثلاثين الف برج كلها تحيط بالعرش ، وأن العرش هو العين التي ترى كل شيء

وأن هذه الأبراج الثلاثين ألف هي عبارة عن كمبيوتر عملاق يحوي أو تجري وتنخلق بداخله كل الأحداث وكل المخلوقات،، فعالم المتركس هو عالم يتكون من ثلاثين الف برج لها رؤوس بعدد الخلائق

وقنا في ذلك المقال أن الصور حسب تصورنا هو أحد أجزاء هذا الكمبيوتر العملاق

ويوجد مثله ثلاثين ألف صور

وجميعها تتصل بالعين ، والعين هي العرش

بحيث تكون العين أو العرش وسطها جميعها

رُوِيَ أَنَّ حَوْلَ الْعَرْشِ ثَلَاثِينَ أَلْفَ بُرْجٍ
كُلُّ بُرْجٍ فِيهِ ثَلَاثُونَ أَلْفَ صِنْفٍ بِعَدَدِ الْخَلَائِقِ كُلِّهِمْ
وَ بِعَدَدِ أَنْفَاسِهِمْ وَ شُعُورِهِمْ‏ وَ عِظَامِهِمْ
وَ إِذَا كَانَ وَقْتُ الصَّلَاةِ يَقُومُونَ صَفّاً لِصُفُوفِ الْآدَمِيِّينَ فِي الصَّلَاة...........إنتهى

وأن العرش أو العين التي تتوسط جميع تلك الابراج الثلاثين ألف هي الجزء الرئيسي والمركزي من هذا الكمبيوتر الكوني العملاق

بمعنى أخر أن العرش هو أعلى عليين

ولكونها هي أعلى عليين فهي من تبرمج وتراقب وتدير جميع ما يجري في هذا الكمبيوتر العملاق

أمّا فيما يخصّنا نحن كأرواح او كنفوس ناطقة قدسية

فقلنا إنطلاقا من الروايات أننا كلنا كنّا موجودين في هذه الأبراج منذ بدء خلقها

وأننا لا نزال موجودين فيها حتى الأن

وسنبقى موجودين فيها الى ما شاء الله الوجود لها ولنا

رَوَى الثِّقَةُ عَنْ زَيْنِ الْعَابِدِينَ ع

أَنَّ الصُّورَ قَرْنٌ عَظِيمٌ

لَهُ رَأْسٌ وَاحِدٌ وَ طَرَفَانِ

وَ بَيْنَ الطَّرَفِ الْأَسْفَلِ الَّذِي يَلِي الْأَرْضَ إِلَى الطَّرَفِ الْأَعْلَى الَّذِي يَلِي السَّمَاءَ

مِثْلُ مَا بَيْنَ تُخُومِ الْأَرَضِينَ السَّابِعَةِ إِلَى فَوْقِ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ

فِيهِ أَثْقَابٌ بِعَدَدِ أَرْوَاحِ الْخَلَائِقِ

وَسِـــــــــــــــــعَ فَــــــــــــمُـــــــــهُ مَــــــا بَــــــيْــــــنَ الــــــسَّــــــمَــــــاءِ وَ الْأَرْضِ .......إنتهى النقل

فالأرواح موجودة في تلك الأثقاب الموجودة في الصور

وهي في موضعها هذا تعتبر في موضع أعلى من موضع أبدانها التي ستنخلق في فم الصور ،، يعني في أدنى أو آخر أجزائه

فالترتيب يكون هكذا

1- أعلى عليين حيث العرش او العين التي ترى كل شيء

2- وبعده يأتي مستوى الكتاب الكلي الاجمالي المرقوم عليون وهو المستوى المسؤول عن عالم الروح وحيث ستترتب الأثقاب التي تحوي ارواح جميع الخلائق

3- وبعدهما يأتي مستوى الكتاب المرقوم سجّين ،، وهو المستوى المسؤول عن عالم الماتركس وما به وحيث سيخلق أو سيبرمج جميع صور وشخصيات الفجّار،، بمعنى أن شخصيات الفجار ليس لها وجود روحي كوجود الأبرار الروحي المودع في عليين حيث أثقاب تلك الأبراج

فالفجار من الماتركس مخلوقون والى الماتركس يحنون ويعودون

نعود الآن للرواية مرة أخرى ونحاول ان نفهمها حسب التوضيح السابق وسأعيد ادراج الرواية وتحت كل جملة منها سأضع التوضيح والمقاربة مع مفهوم عالم الماتركس:

عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ قَالَ:

سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع يَقُولُ:

إِنَّ اللَّهَ خَلَقَنَا مِنْ أَعْلَى عِلِّيِّينَ- (((العرش، العين التي ترى كل شيء،، الكلمة التامة)))

وَ خَلَقَ قُلُوبَ شِيعَتِنَا مِمَّا خَلَقَنَا (((فشيعتهم هم الأرواح في اثقاب الأبراج الثلاثون الف برج ، وهم من روحهم وأنفاسهم ،، يعني هم حروفهم وكلماتهم المباشرة فهي منهم بدأت وإليهم تعود)))

وَ خَلَقَ أَبْدَانَهُمْ مِنْ دُونِ ذَلِكَ (((يعني خلق أبدانهم النباتية أو الأرضية في عالم الماتركس ومن مادة عالم الماتركس الأرضية،، منها خلقها وإليها تعود)))

فَقُلُوبُهُمْ تَهْوِي إِلَيْنَا لِأَنَّهَا خُلِقَتْ مِمَّا خُلِقْنَا (((فهم أرواحهم وأنفاسهم ولذلك هم يشتاقون إليهم،، فما يلبثون يبتعدون عنهم بالزفير حتى يشتاقون إليهم من جديد فيعودون لهم بالشهيق

ويمكن القول ان علاقة الشوق متبادلة بين الشاهق والمشهوق، بين المتنفس وبين انفاسه،، فالمتنفس لا يطيق فراق انفاسه ، والأنفاس لا تطيق فراق من تنفسها)))

ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ- كَلَّا إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ. وَ ما أَدْراكَ ما عِلِّيُّونَ. كِتابٌ مَرْقُومٌ. يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ‏،، (((كما قلنا في البداية أنهم كتاب مكتوب في كتاب مرقوم)))

فالأرواح التي في الأثقاب هي أيضا كتب مكتوبة في كتاب عليون المرقوم

وَ خَلَقَ عَدُوَّنَا مِنْ سِجِّينٍ (((وسجّين هو أيضا كتاب مرقوم وهو مقابل لأعلى عليين،، فإن كان عليون الكتاب المرقوم أقرب من أعلى عليين ، فإن سجين الكتاب المرقوم سيكون الأقرب من أسفل سافلين)))

وَ خَلَقَ قُلُوبَ شِيعَتِهِمْ مِمَّا خَلَقَهُمْ مِنْهُ (((شيعة من؟ إنهم شيعة سجين،، يعني هم مخلوقون من سجين فهم أعداء شيعة أعلى عليين)))

وَ أَبْدَانَهُمْ مِنْ دُونِ ذَلِكَ
(((في عالم الماتركس، يعني أبدانهم وأبدان الأبرار من مادة واحدة وهي مادة عالم الماتركس الأرضية)))

فَقُلُوبُهُمْ تَهْوِي إِلَيْهِمْ لِأَنَّهَا خُلِقَتْ مِمَّا خُلِقُوا مِنْهُ (((فقلوب شيعة سجين تهوى لسجين لأنهم مخلوقون منه)))

ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ-

كَلَّا إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ. وَ ما أَدْراكَ ما سِجِّينٌ. كِتابٌ مَرْقُومٌ‏.........إنتهى

فالعالم الذي نعيش به هو عالم مرقوم ،، وهو على عدة مستويات أو سبعة مستويات كما تقول رواية الصور،فأعلاها هو مستوى عليّون وأدناها هو المستوى الأرضي الأدنى من سجين

ولكي تستطيع أن تصعد من مستوى داني لمستوى أعلى منه يجب أن يتم تبديل نوع وجودك به،، يعني يجب أن يتمموا لك نورك قبل أن تستطيع ان تدخل به

الأمر أشبه بألوان قوس الله السبعة،، تخيل أن نورك او لونك في أدنى مستوى أحد ألوانه وبدأت أنت بأعمالك وعقائدك تقوي من درجة نورك درجة بعد درجة مقتربا من الدرجة التالية

لكنك وصلت بمجهودك لوسط درجة معينة لم تستطع بعدها ان تكمل تنقية نفسك ورفع درجة نورانيتك ،، وحينها فانك لن تستطيع الدخول في اللون او النور التالي ما لم يكتمل نورك الحالي للدرجة المطلوبة

نفس الشيء سيحصل يوم البعث ،، فالفائزون بالدرجات لم تكتمل أنوارهم بعد للدرجة المطلوبة لكي يمكنهم ان يعبروا من هذا المستوى ويدخلوا بالمستوى التالي له ولذلك سيقولون:

رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ

فإتمام النور للفائزين هو تبديل الطبيعة التكوينية للفائزين لكي يستطيعوا الدخول معهم في عالمهم

الإمام عليه السلام في الرواية السابقة يقول لنا انه يوجد نوعين من الخلق ولهم مصدرين او خالقين وهذا المعنى موجود ايضا في القرآن الكريم ورسول الله صلى الله عليه وآله وهو أعلى عليين كان يعرف بهذا الأمر
وكان يوجد معه وفي زمانه أيضا شخص أخر يعرف بهذا الأمر وهو من المجموعة المخلوقة من سجين

ويمكن فهم هذا المعنى من الأيات التالية:


فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُـــــمْ أَشَـــــدُّ خَـــــلْـــــقًـــــا
أَم مَّـــــنْ خَـــــلَـــــقْـــــنَـــــا
إِنَّـــــا خَـــــلَـــــقْـــــنَـــــاهُـــــم
مِّن طِينٍ لّازِبٍ

فالاية تشير هنا لوجود مجموعتين خالقتين لمجموعتين مخلوقتين وتختلف الصفات او المميزات التي تميز كل مجموعة منهما

فالمجموعة الاولى هي المخلوقة من طين لازب ((انا خلقناهم من طين لازب ))

والمجموعة الثانية هي المخلوقة من قِبل مجموعة ((اهم اشد خلقا))

يعني يوجد هنا طلب من رسول الله أن يناظر الطرف الآخر ويقول له:
اهم اشد خلقا ومخلوقاتهم افضل
ام نحن أشد منهم خلقا ومخلوقاتنا هي الاشد والافضل

وقوله جل جلاله هنا
استفتهم
يعني ان الذين سيستفتيهم يعرفون اصلهم ومنشاهم
ومن خلقهم
وماذا يخلقون
ومدى جودة ما يخلقون

وانتبهوا هنا كذلك ان المجموعة الثانية
يجب ان يكون عندها علم انها ليست من المجموعة الاولى

او انها تعلم على الأقل انها تقابلها

مثل ان يقول رئيس شركة صناعية كبيرة لمديرها او وكيلها العام
إذهب واستفتي جماعة الشركة الصناعية الفلانية وقل لهم:

أ أنتم افضل صناعة ام صناعاتنا التي نصنعها نحن من أفضل المواد

فهنا الاطراف الثلاثة معلومة جميعها للاطراف الثلاثة ايضا
وكل طرف منهم يعرف البقية

فالمتكلم باسم الجمع وكذلك وكيله يعرفان الذي سيذهب الوكيل له ليستفتيه
والذي سيذهب الوكيل ليستفتيه لا بد كذلك أنه يعرف الوكيل ،
كما لا بد أنه يعرف كذلك مديره الذي أرسله إليه ليستفتيه
والوكيل بدوره يعرف مديره الذي أرسله
كما ويعرف أيضا الذي سيذهب إليه ليستفتيه

فنحن نعلم ظاهرا من الحياة الدنيا فقط وغافلون عن اكثر ما يجري فيها،، لكن ليس جميع من في الأرض غافلون مثلنا ولا يعلمون

عن كيف تجري الأمور بين أعلى عليين وبين سجين

وكذلك عن العلاقة والفرق بين أهل عليين وأهل سجين

هذه الأرض يجري فيها صراع بين هاذين الحزبين لكنه في مجمله ليس صراع تدميري استحواذي بل هو صراع بنّاء وتكاملي حتى وإن كانت له بعض المظاهر العنيفة

فالحروب التي جرت بين الدول والامم ظاهرها عنيف لكن نتائجها الايجابية كثيرة، مثل الاختراعات الجديدة والتكاتف بين المجتمع وظهور طاقات جديدة

فالحروب بين الامم يمكن تشبيهها بحرائق الغابات

فحرائق الغابات تتركها جرداء لكنها بنفس الوقت تجعلها الأرض أكثر قابلية على العطاء والاخضرار، فلا تمضي سنة الا وترى نفس هذه الغابة التي احترقت بالكامل قد تحولت من جديد لواحة خضراء اكثر نظارة واشراقا من السابق

فهذه الأرض يجري عليها صراع تكاملي بين حزبين

والحزبان لهما قيادتان

والقيادتان يوجد لهما قائد واحد يحرص على لا يطغي احدهما على الأخر

وبدون هذا القائد الواحد الذي بيده مقاليد الامور كلها ويحافظ على حالة التوازن بينهما فستسيخ الأرض بمن عليها خلال مدة بسيطة بسبب هذا الصراع

هذه الأرض يمكن وصفها بإنها مؤسسةأنشأها وأسسها رب العالمين وجعل فيها ادارتين ، والادارتان يوجد فوقهما إدارة واحدة عليا تديرهما

وهذه الإدارة الواحدة العليا لها مدير عام واحد يديرها

وهذا المدير العام هو خليفة رب العالمين في الأرض وهو المسؤول عن تنفيذ جميع بنود البرنامج الرباني الذي ينزل له كل سنة في ليلة القدر وبه أرزاق جميع العباد وجميع ما سيجري لهم وعليهم في هذه السنة وهو وجنوده من سيصعدون بأعمال العباد التي سيعملونها حين ستجري لهم وعليهم تفاصيل تلك التقديرات السنوية

اذا كنت تؤمن ان رب العالمين قد جعل له خليفة في الأرض علمه الأسماء كلها من أجل أن يقوم بمهمة الخلافة في الأرض فاهدأ قليلا ولا تنجرف مع كل ناعق ينعق

لا تتأثر كثيرا بالامور السياسية المخادعة الحالية

فهي من ضمن التقديرات الربانية التي انزالها في ليلة القدر السابقة على خليفته لكي ينفذها وهو ينفذها كما أنزلت عليه

فلا يخدعك الهمج الرعاع الذين أمّر عليهم خليفة الله في أرضه حاكم ظالم يسومهم سوء العذاب لأنه هو الأنسب لهم ولأخلاقهم ومعتقداتهم وامنياتهم الفاسدة

فلا يخدعوك فتبدء تنعق معهم بنعقهم
لا تخدع نفسك بالوثوق بهم،، فهم يثقون بسياسيهم يتبعونهم ، وسياسوهم تم تنصيبهم عليهم ليسومونهم سوء العذاب حتى يتعلموا ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم،، ولن يغيروا ما بأنفسهم أبدا،، فهم بالاساس مخلوقون غافلون لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم اعين لا يبصرون بها ولهم اذان لا يسمعون بها فقط لكي يخلقوا الفتن من حولك ويلهونك عن الالتفات لهدفك الذي تسعى له

يقول أمير المؤمنين كما تكونوا يولّى عليكم

ويقول رب العالمين في محكم كتابه الكريم حسب قرائة أهل البيت عليهم السلام بتشديد الميم في كلمة أمَّرنا في هذه الآية

وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً
أَمَّـــــــرْنَا مُتْرَفِيهَا
فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا

فالناطق بالقرآن الكريم يقول لك نحن من نؤمّر المترفين على المترفين ، والفاسدين على الفاسدين ، والسراق على السراق ، والمجرمين على المجرمين، والظالمين على الظالمين

وَكَــذَلِــكَ نُــوَلِّــي بَــعْــضَ الــظَّــالِــمِــيــنَ بَــعْــضًــا بِــمَــا كَــانُــواْ يَــكْــسِــبُــونَ

إن لم تصدق رواية أهل البيت في تأمير المترفين على الفاسدين فهذه الآية لم تتحرف بعد وتقول لك نحن من نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون

آيات القرآن الكريم وروايات أهل البيت تتكلم هنا عن شيء واحد وتصف شيئا واحدا

عن الإدارة العليا التي تدير كل شيء، وأخفت نفسها حتى الأن عن الجميع

هؤلاء المترفين الذين تم تأميرهم علينا هم في الواقع مجرد ممثلين يقومون بتأدية أدوارهم الموكلة لهم من خلال هذه المواقع التي تم زرعهم بها

لا يغرك ولا يخدعك حالة الصراع الخارجي بينهم، فواحدهم تافل بحلق الثاني وكلهم عملاء للإدارتين والإدارتان ينفذان برنامج المدير العام

والمدير العام ينفذ الخطة السنوية التي تنزل له بليلة القدر

تريد أن تنجوا مع القلة القليلة من الذين تم أنجوهم حتى الآن من جميع الأمم أو القرون السابقة فلا تنعق مع الناعقين والذين هم ربما يشكلون 99,9999% من جميع من هم حولك

فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُواْ بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ

إِلاَّ قَــلِــيـلاً مِّــمَّــنْ أَنــجَــيْــنَــا مِــنْــهُــمْ

وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مَا أُتْرِفُواْ فِيهِ وَكَانُواْ مُجْرِمِينَ

إنتبه أن كل القرون السابقة لم ينجوا منهم الا القليل

لكن هل تريد أن تعرف من هم هؤلاء القليل الذين أنجوهم ومن ماذا أنجوهم؟

هذه الآيات تجيبك عن هذه الأسئلة:

وَإِن مِّــنــكُــمْ إِلاَّ وَارِدُهَــا كَــانَ عَــلَــى رَبِّــكَ حَــتْــمًــا مَّــقْــضِــيًّــا

ثُــمَّ نُــنَــجِّــي الَّــذِيــنَ اتَّــقَــوا وَّنَــذَرُ الــظَّــالِــمِــيــنَ فِــيــهَــا جِــثِــيًّــا

وَإِن مِّــنــكُــمْ إِلاَّ وَارِدُهَــا

الكلام هنا مع أفراد جميع الفرق الـ72 وليس مع غيرهم

الكلام هنا فقط مع من كتبهم في عليين

إنهم يخاطبون فقط من هم مخلوقون من نورهم أعلى عليين ويحنون إليهم ولو ضربوهم بالسيف على رؤوسهم لم يبغضوهم

أمّا البقية فلا ولم ولن يوجهوا الخطاب لهم أبدا ،، فهم يعرفون أنهم من سجين مخلوقون وإلى سجين يحنون ولو صبّوا خيرات الدنيا على أحدهم صبا على أن يحبهم لما أحبهم

فنحن الآن جميعا نعيش في جهنم وفي الجحيم ولن يتم تنجية أحدنا منها إلا إن وصل لدرجة المتقين

فمع وصوله لهذه الدرجة سوف يؤيده اليقين بعلمه فيكتشف أنه في الجحيم

كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ ((يعني لو تعلمون علم الإمام ،، فاليقين هو الإمام))

لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ

ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ ((يعني لترونها عين الإمام)) وحينها لن تعترضوا على أي شيء يجري بها وحينها فقط سيسألونك عن الولاية ثمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ

((ثمَّ)) تفيد هنا الترتيب ،، يعني يجب أن تعلم علم اليقين وتراها عين اليقين قبل أن تنسأل عن النعيم والنعيم هو الولاية

لن تُسأل عن النعيم قبل أن تعلم علم الإمام فترى الجحيم وتعلم انها عين الإمام

وكل ذلك يبدء مع وصولك لدرجة المتقين فيبدء ((الم الكتاب، الإمام)) بهدايتك وتعليمك علمه

فكما جاء في : تَفْسِيرِ أَبِي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ الْعَسْكَرِيِّ ع أنّه

لَمَّا نَاظَرَتِ الْيَهُودُ عَلِيّاً ع فِي النُّبُوَّةِ

نَادَى جِمَالَ الْيَهُودِ:

أَيَّتُهَا الْجِمَالُ اشْهَدِي لِمُحَمَّدٍ وَ وَصِيِّهِ

فَنَطَقَتْ جِمَالُهُمْ وَ ثِيَابُهُمْ كُلُّهَا

صَدَقْتَ‏ يَا عَلِيُّ

إِنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ

وَ إِنَّكَ يَا عَلِيُّ حَقّاً وَصِيُّهُ

فَآمَنَ بَعْضُهُمْ وَ خَزِيَ آخَرُونَ

فَنَزَلَ الم ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ‏

الْكِتَابُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُتَّقِينَ شِيعَتُه‏.......إنتهى

نحن نعيش في كمبيوتر كبير ،، وروح هذا الكمبيوتر الكبير هو الإمام ،، فكل شيء به يطيعه ويجري بأمره ،، فالجمال والملابس تتكلم بأمره

عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي شَيْبَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ‏ سَمِعْتُهُ يَقُولُ ابْتِدَاءً مِنْهُ- إِنَّ اللَّهَ إِذَا بَدَا لَهُ أَنْ يُبَيِّنَ خَلْقَهُ- وَ يَجْمَعَهُمْ لِمَا لَا بُدَّ مِنْهُ

أَمَرَ مُنَادِياً يُنَادِي- فَاجْتَمَعَ الْإِنْسُ وَ الْجِنُّ فِي أَسْرَعَ مِنْ طَرْفَةِ الْعَيْنِ-

ثُمَّ أُذِنَ لِسَمَاءِ الدُّنْيَا فَتَنْزِلُ فَكَانَ مِنْ وَرَاءِ النَّاسِ-

وَ أُذِنَ لِلسَّمَاءِ الثَّانِيَةِ فَتَنْزِلُ وَ هِيَ ضِعْفُ الَّتِي تَلِيهَا

فَإِذَا رَآهَا أَهْلُ السَّمَاءِ الدُّنْيَا- قَالُوا جَاءَ رَبُّنَا

قَالُوا لَا وَ هُوَ آتٍ-

يَعْنِي أَمْرَهُ-

حَتَّى تَنْزِلُ كُلُّ سَمَاءٍ تَكُونُ كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهَا مِنْ وَرَاءِ الْأُخْرَى وَ هِيَ ضِعْفُ الَّتِي تَلِيهَا

ثُمَّ يَنْزِلُ أَمْرُ اللَّهِ‏ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ وَ الْمَلائِكَةُ

وَ قُضِيَ الْأَمْرُ وَ إِلَى رَبِّكَ‏ تُرْجَعُ الْأُمُورُ

ثُمَّ يَأْمُرُ اللَّهُ مُنَادِياً يُنَادِي

«يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ- إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطارِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ- فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطانٍ‏»

قَالَ وَ بَكَى ع حَتَّى إِذَا سَكَتَ- قَالَ قُلْتُ

جَعَلَنِيَ اللَّهُ فِدَاكَ يَا أَبَا جَعْفَرٍ وَ أَيْنَ رَسُولُ اللَّهِ ص وَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع وَ شِيعَتُهُ

فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع رَسُولُ اللَّهِ ص وَ عَلِيٌّ ع وَ شِيعَتُهُ عَلَى كُثْبَانٍ مِنَ الْمِسْكِ الْأَذْفَرِ- عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ

يَحْزَنُ النَّاسُ وَ لَا يَحْزَنُونَ-

وَ يَفْزَعُ النَّاسُ وَ لَا يَفْزَعُونَ-

ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ «مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها- وَ هُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ‏»

فَالْحَسَنَةُ وَ اللَّهِ وَلَايَةُ عَلِيٍّ ع


ثُمَّ قَالَ: «لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَ تَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هذا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُون‏......إنتهى


وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين
.
..
...
....
.....





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق