الثلاثاء، 12 سبتمبر 2017

متى تكون من الأحياء ومتى تكون من الاموات الذين لا يشعرون بأنهم أموات؟




بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

متى تكون من الأحياء ومتى تكون من الاموات الذين لا يشعرون بأنهم أموات؟

وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ

أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاء وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ


كل من هم موجودون على هذه الأرض حاليا تنطبق عليهم الاوصاف الواردة في هذه الأيات الكريمة

لماذا؟

لأننا جميعا لا نزال فيها جثيّا ولم نخرج منها بعد ، وذلك لأننا جميعا لا نزال من فئة الظالمين ولم ننجح بعد لان نكون من فئة المتقين

فكل من يصل لهذه الدرجة يخرجونه من بين بقية أهل جهنم وينجّونه منها ومن مخالطت أهلها من جديد

وَإِن مِّــــنــــكُــــمْ إِلاَّ وَارِدُهَــــا
كَــــانَ عَــــلَــــى رَبِّــــكَ حَــــتْــــمًـــا مَّــــقْــــضِــــيًّــــا ()

ثُــــمَّ نُــــنَــــجِّــــي الَّــــذِيــــنَ اتَّــــقَــــوا

وَّنَــــذَرُ الــــظَّــــالِــــمِــــيــــنَ فِــــيــــهَــــا جِــــثِــــيًّــــا

فبمجرد أن يخرج أي إنسان من هذه الصفة (ظالم) او من هذه المجموعة (الظالمين) بوصوله لان يكون من مجموعة (الذين اتقوا) فإن أهل السماء سينجونه فورا من مخالطة الظالمين ومن العودة لهم ومعهم في جهنم مرة أخرى

73 فرقة فقط مجموع افرادها حولي خمسة ملايين وربع المليون ((أو خمسة عشر مليون)) فرد هم فقط من سيستطيعون أن يخرجوا من مجموعة الذين لا يشعرون انهم أموات غير أحياء وينتقلون لجهة الاحياء

وبتعبير آخر بمجرد ان ينتقل احدنا من جهة الاموات لجهة الاحياء فإنهم سينجونه ويخرجوه من هذا القبر الكبير ، يعني سيخرجونه من هذه الأرض، فهي أرض الاموات غير الأحياء

فالارض والقبة التي تحيط بها وتغلقها هي مثل قبر وغطائه ،، وكلنا لا نزال نتشارك هذا القبر، بل ونتصارع ونتقاتل عليه أيضا وبسبب صراعنا عليه وعلى ما فيه فإننا سنخلد فيه مقبورين

لكن كيف تعرف وتتأكد معي من أنني وأنك من الاموات؟

وما الذي يجعل منّا اموات لا نشعر أننا اموات؟

وما الذي يجب أن أفعله لكي انتقل من فئة الاموات الذين لا يشعرون لفئة الأحياء؟

إن كنت تعتقد أنك يجب أن تكون أحد أفراد الفرق الـ 73 الذين يستطيعون أن يحيوا أنفسهم فعليك أن تعرف كيف يمكنك ان تنتقل من جهة الاموات لجهة الاحياء
واول شيء يجب عليك أن تفعله هو:

1- أن تعرف نفسك وحقيقتك
2- وأن تُبجّل حقيقتك وتحترمها كامل الاحترام والتبجيل، لأن من عرف نفسه عرف ربه
3- وأن تعرف لماذا تم خلقك
4- وأن تفعل تمام ما تم خلقك من أجله وبأكمل صورة

وهذه الاهداف بعد ان تصل لمعرفتها يجب عليك ان تعيشها كعلم حضوري أنت من تخلقها وتعيشه وتختبرها على أرض الواقع

فـلا يكفي أن تعرف نفسك على حقيقتها بدون أن تبجّلها وتحترمها

وكذلك لا يكفي أن تعرف الهدف من خلقك ثم لا تفعله بعد ذلك

يعني يجب أن تعيش وتمارس هذه الاهداف الاربعة فعليا على ارض الواقع بشكل متزامن ومتناسق

في المقالات السابقة وصلنا الى ان حقيقتنا هي أننا مثال الرقم تسعة ، بمعنى أننا مثال الإسم المكنون، وبتعبير أوضح فإننا مثال المشيئة الأولى التي خلقها الله المعنى وبها خلق كل شيء

اذا عرفت نفسك بهذا الشكل وبهذه الصفة معرفة حقيقية وقلبية وليست لسانيّة سطحيّة فقط ، فستحترم حينها حقيقتك لا محالة وستحترمها وكانك تراها وتراك وتسمع كلامك وخطرات ظنونك

وحينها لن تحتاج لمراقب خارجي يراقبك لكي تصبح انسان واعي وإلهي تحب الناس ويحبونك

ولا لواعظ يعظك ويهددك بالحرق والتعذيب والتنكيل أن لم تكن كما يقول لك

أو لواعظ يُطْمِعُك بالمتع المختلفة الدائمة حتى تصبح كما يقول لك

لن تحتاج حينها لا للمراقب ولا للواعظ لتكون الاهيا ،، وذلك لانك تحترم ذاتك الحقيقية المكنونة فيك وتبجلها حق التبجيل وتعيش حياتك حسب هذا الاعتقاد

ولن يستطيع أحد بعد ذلك أن يسلبك ما تكتسب به صفة الحياة

ولقد اشرنا وبيّنا في عدة مقالات سابقة الى أن الهدف من خلقنا هو لكي نختار، أو لكي نشاء

فمن خلقونا وصورونا لا يريدون منا أكثر من ذلك

فهم خلقونا وصورونا وجعلونا معهم ووسطهم في ساعة السجود لكي نقوم معهم كملائكة وروح على اختلاف منازلهم ومراتبهم بعملية واحدة فقط

وهي أن نتعرف أو نكتشف هذا الوجود من خلال التعرّف على العلم الالهي المكنون في الاسم المكنون، وذلك حين نخرجه بمشيئتنا واختياراتنا من حالة مكونه كعلم مكنون بنا ومخفي عنا لحالة ظهوره لنا كعلم حضوري لكل من يشائه منّا فيراه حينها من زاويته ويعيشه و يراقبه كعلم حضوري

فأنت مخلوق لهذا الهدف الواحد فقط لا غير ،، وهو أن تشاء

فأنت عين من عيون المشيئة أو من عيون الاسم المكنون أو من عيون العقل الكلي الذي يرى نفسه من كل زاوية وبكل صورة ممكنة من خلال تفعيلك لمشيئتك وأيضا من خلال تفعيل بقية عيونه لمشيئتها

وبعملية المشيئة هذه والتي هي روحك وحقيقتك فإنك تبرء بها مع الملائكة والروح ما يمكنكم برأه من العلم الالهي المخزون في الكتاب المكنون والاسم المكنون فيه

فكل شيء فعلناه وسنفعله أو جرى وسيجري لنا او علينا او على جميع من وما حولنا فإن علمه مكنون بالاسم المكنون

وعملية اخراج هذا العلم من مكونه لظهوره يقوم الملائكة وربهم بالجزء الاكبر منها

ونحن كنفوس ناطقة قدسية نقوم بالجزء الباقي

وطبعا فإن الروح القدس او الروح الكليّة تلعب دور البطولة الكاملة في هذه العملية لكن من خلالنا نحن المخلوقات

فالروح مكنونة في كل شيء وتحرك الجميع، وهذا يعني أن الروح واحدة كما تقول الرواية ونحن جميعا مجرد صور مختلفة لها

فالروح والملائكة وربهم كلهم صور مختلفة من أصل واحد وهو الروح ،، وجميعهم يقومون بعملية واحدة وهي برء ذلك العلم المكنون في الاسم المكنون فيهم جميعهم وبالتالي هو مكنون في الروح

فـــــ

مَـــــا أَصَـــــابَ مِـــــن مُّـــــصِـــــيـــــبَـــــةٍ فِـــــي الأَرْضِ وَلا فِـــــي أَنـــــفُـــــسِـــــكُـــــمْ

إِلاَّ فِـــــي كِـــــتَـــــابٍ مِّـــــن قَـــــبْـــــلِ أَن نَّـــــبْـــــرَأَهَـــــا

إِنَّ ذَلِـــــكَ عَـــــلَـــــى اللَّهِ يَـــــسِـــــيـــــرٌ

فكل الاحداث مكتوبة ومكنونة فِـــــي كِـــــتَـــــابٍ ونحن دورنا وفعلنا هو فقط أن نَّـــــبْـــــرَأَهَـــــا منه ، يعني نخرجه من حالة الكتابة والمكون لحالة الفعل والظهور وذلك حين أن نفعّل مشيئتنا، وبالتالي أن نـــــفـــــعّـــــل روحنا

وقلنا أن الطريقة هي أن نون والقلم لمساسهما بالاسم المكنون بل هما صورته الظاهرة بين الخلق ومقام رب العالمين يسطران قصص مختلفة ينزّلان جميع تفاصيلها من بداياتها الاولى لنهايتها من العلم المكنون بالاسم المكنون الذي هم ممسوسون به، يعني لهم اتحاد تكويني كامل وشفاف معه ، فهم ينزّلون تفاصيل القصة منه من بدايتها لنهايتها ، ومدتها في حالتنا 50 الف سنة، ومكتوب بها بها من بدايتها لنهايتها قصص آلاف المليارات من الشخصيات المتزامنة والمتعاقبة ، وكل شخصية منها لها قصة خاصة بها ضمن هذه القصة الواحدة الكبيرة والطويلة

إِنَّـــــهُ لَـــــقُـــــرْآنٌ كَـــــرِيـــــمٌ () فِـــــي كِـــــتَـــــابٍ مَّـــــكْـــــنُـــــونٍ () لّا يَـــــمَـــــسُّـــــهُ إِلاَّ الْـــــمُـــــطَـــــهَّـــــرُونَ () تَـــــنـــــزِيـــــلٌ مِّـــــن رَّبِّ الْـــــعَـــــالَـــــمِـــــيـــــنَ

ثم تبدء الملائكة والروح تتنزل بعد ذلك بإذن ربهم بأحداث وتفاصيل هذه القصص والشخصيات المكتوبة بها

فهم لا يخترعون الاحداث والشخصيات من عندياتهم ، بل فقط يتنزلون بها كما هي مكتوبة

ونحن كنفوس ناطقة قدسيّة وأشبه المخلوقات بالملائكة نقوم بتادية تلك الشخصيات وادوارها شخصية بعد شخصية ودور بعد دور

طبعا نحن يمكننا الارتجال حين ننزل تحت القبب لبرء احداث تلك القصص حين نلبس صور تلك الشخصيات ، وارتجالنا سيستلزم محو بعض المكتوب منها واستبداله بغيره من الاحداث

فنحن مشاركون فاعلون ويمكننا بتفعيل ارادتنا ومشيئتنا ان نعيد كتابة السيناريوا الاصلي مرات ومرات ومرات

ولذلك فإن نون والقلم يعيدان أحيانا كتابة وصياغة الكثير من التفاصيل الفرعية لبعض تلك القصص فيزيدان عليها أو ينقصان منها ، أو قد يُبقيان عليها كما هي بدون أيّ تغيير،، فهما من ينزّلان كامل تفاصيلها وأيضا كامل تحديثاتها من علم الاسم المكنون المخزون ، وبالتالي فهو وحده من يقرر ما الذي سيبدله منها أو يتركه على حاله كما كتبه اول مرة

فـــ ((يَــــمْــــحُــــو اللَّهُ مَــــا يَــــشَــــاء وَيُــــثْــــبِــــتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ))

لعل أحدكم سيقول لي الان أنك بهذا الوصف قد اثبت لنا أننا جميعا أو على الاقل أن أكثرنا احياء غير اموات لأننا نشاء في أغلب الاوقات وبكامل حريتنا من دون أن يؤثر علينا احد من الخارج

و حينها سأقول له لو استطعت ان تثبت لي هذا الامر فعلا فإنني سأقرّ لك بأنني غلطان واعتذر عن كلماتي السابقة

لكن انتظر معي لترى كيف اننا جميعا في الوقت الحالي كما يقول أمير المؤمنين عنّا أننا ننتمي لفئة واحدة لا غير

وهي فئة الهَمَجٌ الرَعَاعٌ أَتْبَاعُ كُلِّ نَاعِقٍ ، من الذين يمِيلُونَ مَعَ كُلِّ رِيحٍ

عَنْ كُمَيْلِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ:-
" أَخَذَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ بِيَدِي فَأَخْرَجَنِي إِلَى نَاحِيَةِ الْجَبَّانِ، فَلَمَّا أَصْحَرْنَا جَلَسَ ثُمَّ تَنَفَّسَ ثُمَّ قَالَ:-

" يَا كُمَيْلُ بْنَ زِيَادٍ الْقُلُوبُ أَوْعِيَةٌ فَخَيْرُهَا أَوْعَاهَا، وَاحْفَظْ مَا أَقُولُ لَكَ:

النَّاسُ ثَلَاثَةٌ: فَعَالِمٌ رَبَّانِيٌّ، وَمُتَعَلِّمٌ عَلَى سَبِيلِ نَجَاةٍ، وَهَمَجٌ رَعَاعٌ أَتْبَاعُ كُلِّ نَاعِقٍ، يَمِيلُونَ مَعَ كُلِّ رِيحٍ،

لَمْ يَسْتَضِيئُوا بِنُورِ الْعِلْمِ، وَلَمْ يَلْجَئُوا إِلَى رُكْنٍ وَثِيقٍ.

الْعِلْمُ خَيْرٌ مِنَ الْمَالِ،

الْعِلْمُ يَحْرُسُكَ، وَأَنْتَ تَحْرُسُ الْمَالَ،

الْعِلْمُ يَزْكُو عَلَى الْعَمَلِ، وَالْمَالُ تُنْقِصُهُ النَّفَقَةُ،

وَمَحَبَّةُ الْعَالِمِ ديْنٌ يُدَانُ بِهَا،

الْعِلْمُ يُكْسِبُ الْعَالِمَ الطَّاعَةَ فِي حَيَاتِهِ،

وَجَمِيلَ الْأُحْدُوثَةِ بَعْدَ مَوْتِهِ، وَصَنِيعَةُ الْمَالِ تَزُولُ بِزَوَالِهِ.

مَاتَ خُزَّانُ الْأَمْوَالِ وَهُمْ أَحْيَاءٌ، وَالْعُلَمَاءُ بَاقُونَ مَا بَقِيَ الدَّهْرُ،

أَعْيَانُهُمْ مَفْقُودَةٌ، وَأَمْثَالُهُمْ فِي الْقُلُوبِ مَوْجُودَةٌ،..........بقية الحديث

فكل من على هذه الارض الآن من الناس هم بصورة أو بأخرى ينتمون لهذه الفئة لا غيرها

فما دمنا نسعى لجمع المال لأي سبب كان أو نتصارع للاستحواذ على بعض ما في هذا القبر الكبير فإننا كلنا سنبقى أسرى الناعقين ، وكلنا سننعق خلفهم

لكن يوجد بيننا مجموعة صغيرة بالنسبة للمجموع الكلي لاهل الارض وهم مجموعة افراد الفرق الثلاثة والسبعون كلهم

وهؤلاء كلهم هم المتعلمون على سبيل نجاة

72 فرقة

ومن هذه الفرق سيتم استخلاص افراد الفرقة الثالثة والسبعون، وهؤلاء هم فقط الذين سينجون من كامل القصة

فجميع افراد الـــ 73 فرقة هم المتعلمون على سبيل نجاة

وفرقة واحدة منهم فقط هي التي ستنجو في نهاية فترة الحياة الدنيا من هذه القصة، اي من نصفها الاول

سبقتهم للصعود فرقة تم تنجية افرادها واحد بعد الاخر خلال فترة الحياة الدنيا

أما الفرقة الثانية فـيتم تجميع الفائزين منهم في جنة ارضية في عالم موازي مكانها الموازي لعالمنا هذا تقع بموازاة وادي السلام بظهر الكوفة ، يتم تجميع الفائزين فيه حتى ينتهي الفصل الاول منها وهو فصل دولة الظلم ، أو فصل دولة حبتر

وسيتبعهم القليل خلال فترة الاخرة وهي فترة دولة العدل وبناء جنة الارض، وثلة اخيرة عند نهايتها

وقد يكون المراد من الفرقة الناجية هم كل الثلل الثلاثة والقليل على مدى طول القصة من بدايتها لنهايتها ،، فالثلل الثلاثة والقليل هم كلهم الفرقة الناجية

وربما تفاؤلي فقط هو الذي يدفعني للاعتقاد بانهم ثلاث فرق وقليل من الثلاثة والسبعين فرقة، فهكذا ستكون الفترة اللازمة لخروج جميع افراد الـ 73 فرقة أقصر ثلاث مرات تقريبا من ما لو كانت الثلل الثلاثة والقليل هم فرقة واحدة

حزب الشيطان يعرف بهذا النظام وهذا القانون جيدا ،، فقيادته ليست قيادة غبية او اعتباطية ، وهي تعرف جيدا الاهداف الربانية من عملية الخلق ، كما وتعرف الاسرار الخفيّة في طبيعة النفس الانسانيّة

وعمرها الطويل من بداية القصة حتى الان أتاح ويتيح لها امتلاك جميع علوم السابقين كلهم

فهي عاصرت جميع السابقين الذين ماتوا ولا تزال حتى اليوم موجودة بيننا ، فهم من المنظرين الى يوم الوقت المعلوم ، ولذلك لا بد أنها تملك جميع العلوم السابقة ، وتحتفظ بها لنفسها، وتسيطر بها على الجدد من أمثالنا ذوي الاعمار القصيرة من الذين يأتون للحياة وهم لا يعلمون شيئا ويبدؤون بالتعلم من جديد ثم يموتون ويعودون للتعلم بولادة جديدة وأيضا من جديد

من الذي سيعلمهم؟

سيعلمهم حزب الشيطان الذي يسيطر على جميع المدارس والمنظمات الدينية والتجارية والسياسية والعلمية والإعلامية في العالم

ماذا سيعلمهم؟

سيعلمهم علوم محرّفة وناقصة يحبسهم بها في أدنى درجات الوعي والمعرفة الحقيقية ، وفقط ما سيضمن بها إحكام سيطرته عليهم عقليا ونفسيا وروحيا فيوجه بعدا ذلك مشيئاتهم واختياراتهم بكل طريقة ممكنة نحو مشيئته واختياراته هو ، مع توهمنا خلال كل ذلك من اننا أحرار نشاء ونفعل ونفكر باستقلالية تامة

لا أقول ذلك لأصور لكم صورة سلبية أو انني أعتقد أنه أمر سلبي، فعملهم الدؤوب هذا هو أيضا من الذي كتبه وسطره نون والقلم

فالمشيئة الاهية نافذة على الجميع، على الأخيار وعلى الأشرار

فكل ما يجري في هذه الارض أو في هذا القبر الكبير إن صح التعبير تحكمه وتوجهه الارادة الالهية الربانية المتمثلة باجتماع الملأء الأعلى ومن كانوا فيه مجتمعين من قبل بداية عملية برأهم للمكتوب في الكتاب لتحقيق هذا الهدف الوحيد الذي من أجله تم خلقنا في أحسن تكوين وأنزلونا بعد ذلك في هذا القبر الكبير وأنزلوا معنا فيه جنودهم لتحقيق هذا الهدف بأكمل صورة ممكنة

فأنت عندما تضع نفسك تحت تصرف أي سياسي وتفعل كل ما يفرضه عليك من الاوامر بدون نقاش او تفكير فأنت ستكون قد بعت عقلك وروحك ومشيئتك له

فأنت عندما تختار ان تُعين الحاكم الظالم على السيطرة على اخوتك في الدين والانسانية والوطن والقبر فهذا ليس اختيارك أنت بالحقيقة ، بل هو اختيار الظالم الذي نصّبه حبتر عليك ، فهو كما قلنا أنه من يسيطر على جميع المؤسسات السياسية التي تحكم جميع دول العالم

وأنت عندما تحمل باختيارك السلاح لتقتل أخوك في الانسانية فهذا ايضا ليس اختيارك أنت بل هو من ما فرضه عليك حبتر واقنعك به عبر مؤسساته الدينية والسياسية التي تحكمك وتصوغ عقلك الفردي والجمعي

فهو من يخلق الحروب برجله وخيله ويضعك وسطها رغما عنك فيأمرك السياسي الحبتري حينها بقوانينه التي سنّها ليسيطر ويتسلط عليك بها بالقتال، ويقنعك الديني الحبتري بالذهاب للقتل

وأنت في كل ذلك تحسب أنه اختيارك وبإرادتك ،، لكنه بالحقيقة ليس اختيارك أنت، بل هو من مكر الليل والنهار

عندما تتبع رجل دين يقنعك أنك أنت الوحيد على حق فتخرج من عنده وتكفّر وتحارب وربما تقتل بدم بارد جميع من هم ليسوا من فرقتك ،، فهذا ايضا ليس اختيارك أنت ،، بل اختيار رجل الدين الحبتري الذي تتبعه وتصدقه في كل ما يقوله لك هو وعائلته أو مجموعته المقربة منه

وقس على ذلك ما تفعله جميع المؤسسات التعليمية والعلمية والاعلامية وجميع من يقلدونهم ويصدقونهم في كل ما يقولونه لهم، والواقع أنها كلها مؤسسات حبترية تعمل كيدٍ واحدة للسيطرة عليك وغسل دماغك بمناهج وعلوم وكتب وأديان محرفة لتبيع أنت بإرادتك الذاتية نفس إرادتك ومشيئتك لهم وتجعلها تبعا لهم من غير أن تعلم أو أن تشعر بذلك

فأنت مخلوق لكي تختار ، لكن واقع الحال الذي تعيشه معي هو انك لا تختار بنفسك ما يمليه عليك قلبك ومشيئتك الذاتية بعد بحث وفهم تقوم به بنفسك، بل ما يتم إملائه عليك إملاءا بطريقة ذكية وماكرة تعتقد معها انك اخترت بنفسك

فحين ياتي الأمر من الجهات العليا السياسية والدينية والاعلامية والتعليمية والتي انت من اعطيتها حق إملاء الاوامر عليك، وذلك بقرارك الذاتي أن تقلّدها وتتبعها بشكل أعمى ، فإنك ستنفذ ذلك الامر دائما من غير أن تزن بفكرك وقلبك فحوى تلك الاوامر

فالرئيس هنا هو الناعق
ورجل الدين هنا هو الناعق
والاعلامي هو الناعق
والتاجر هو الناعق
والمدرس هو الناعق
وقائد الجيش هو الناعق
وووووو

وأنت في جميع تلك الحالات ما دمت لا تفكر بنفسك لنفسك وتختار من ذاتك لذاتك لتفعل فقط بعد كل ذلك
فإنك ستبقى تنعق معهم بنعقهم
وتميل مع كل ناعق أخر صوته اجمل ولسانه أبلغ وحجته أكمل من الناعق الذي قبله

خمسة ملايين تائهين اليوم بين سبعة مليارات ،، لو أردت أن تبحث بينهم عن من لا ينعق خلف رجل سياسي او عسكري او ديني او مالي او اعلامي فإنك ربما بل غالبا لن تجد ولا حتى نفر واحد بينهم

فالدين الوحيد الموجود على ظهر الارض اليوم هو دين عبادة الرجال، يعني دين طاعة الرجال

فكل واحد منا يبحث في هذا القبر الكبير عن العزّة بطاعة احد هؤلاء الناعقين

أَبِــــــي بَــــــصِــــــيــــــرٍ عَــــــنْ أَبِــــــي عَــــــبْــــــدِ اللَّهِ ع فِــــــي قَــــــوْلِــــــهِ عَــــــزَّ وَ جَــــــلَّ:

وَ اتَّــــــخَــــــذُوا مِــــــنْ دُونِ اللَّهِ آلِــــــهَــــــةً لِــــــيَــــــكُــــــونُــــــوا لَــــــهُــــــمْ عِــــــزًّا () كَــــــلَّا سَــــــيَــــــكْــــــفُــــــرُونَ بِــــــعِــــــبــــــادَتِــــــهِــــــمْ وَ يَــــــكُــــــونُــــــونَ عَــــــلَــــــيْــــــهِــــــمْ ضِــــــدًّا

قَــــــالَ

لَــــــيْــــــسَ الْــــــعِــــــبَــــــادَةُ هِــــــيَ الــــــسُّــــــجُــــــودَ وَ الــــــرُّكُــــــوعَ

إِنَّــــــمَــــــا هِــــــيَ طَــــــاعَــــــةُ الــــــرِّجَــــــالِ

مَــــــنْ أَطَــــــاعَ الْــــــمَــــــخْــــــلُــــــوقَ فِــــــي مَــــــعْــــــصِــــــيَــــــةِ الْــــــخَــــــالِــــــقِ فَــــــقَــــــدْ عَــــــبَــــــدَهُ.....................إنتهى

فإذا أردت أن تخرج من فئة الأموت وتكون من الأحياء فانظر لمن بعت روحك،، فروحك هي مشيئتك وارادتك ،، ومن بعته مشيئتك لتكسب عزا فإنك في الحقيقة قد بعته روحك وكل وجودك وحقيقتك ،، واخترت الموت على الحياة

ومن سخرية القدر انك قد اخترت حينها الاختيار الحرّ الوحيد في بداية حياتك واصبحت بعده من الاموات، لأنك ربطت مشيئتك بمشيئة الناعق وجعلتها تبعا له يوجهها كيف يشاء

في هذه الدنيا وفي هذا الوقت لو اردت ان لا تبيع روحك لاحد أبدا فلن تجد سبيلا لذلك الا ان تكون حبيس بيتك

وإلّا ان تكون غريبا بين الناس وطوبى للغرباء

وإلّا أن تعرف الناس والناس لا يعرفونك

وإلا أن تلوذ بالصمت

والصمت في هذه الايام به تسعة اعشار العافية والعشر الباقي اجتناب معاشرة الناعقين مع كل ناعق وهم جميع من حولك

فالنعاقين اليوم كثيرون جدا ويملؤون بأشكال نعقهم كل الارض والسماء وكيفما نطقت لتتفاعل مع المحيط الذي ينعق معهم ويحيطون بك ستجد نفسك قد اصبحت احد الناعقين مع الناعقين ومثلهم

وان كان لا بد من ان تنطق فتسعة أعشار العافية هذه الايام بالتقية

لا تقل انني ناطق مفوّه لا يشق لي غبار ولن اقع في النعق مع الناعقين، فسنستدرجكم من حيث لا تعلمون ، سواء في هذا الزمان وفي كل زمان

فحبتر وحزبه حرّفوا منذ زمن بعيد كلّ شيء، والذين يعرفون الحقيقة اليوم اندر من الكبريت الاحمر

فلو أكثرت الكلام ودعوت الناس ليتبعوك وأنت لا تعرف الحقيقة ، وأنت لا تعرفها، فإنك بغير الحقيقة ستتكلم حينها وتنطق لهم، وحينها ستكون بأفضل أحوالك قد جعلت من نفسك مطيّة لحبتر ومن غير ثمن، وذلك حين جعلت من نفسك وبدون تكليف ناعق جديد ينعق خلفك الناعقين ، وسيقع عليك حينها وزر من سينعقون خلفك ومعك ، وستسلبهم صفة الحياة بعد أن سلبتها من نفسك قبل ذلك

فحبتر وحزبه ركبوا فوق ظهر الجميع واستدْوَبُوهُمْ ، ولن ينجوا من فتنهم الكثيرة الا الـــنَّـــوَمَـــة الذين لا ضرع لهم فيُحلب او ظهر فيركب.

وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين
.
..
...
....

.....

هناك تعليق واحد: