الثلاثاء، 16 فبراير 2016

بَصُرْتُ بِـــــمَا لَمْ تُـــــــ (يُـ)بْصُرُوا بِـــــهِ ...... وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي (العليا)ـ




بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كشف المؤامرة الربّانيّة ـ14ـ

بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ .... وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي


سؤال كريم تقدم به أحد الإخوة الكرام وكان بالصيغة التالية:ـ

(((أخي الكريم كيف نفهم قول السامري وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي)))

في الموضوع السابق والذي كان تحت عنوان


قلنا أن السامري هو أحد رجال إبليس على الأرض وأن موسى على نبينا وآله وعليه السلام ينتمي للحزب المقابل لحزب الشيطان لكنهما رغم أنهما من حزبين مختلفين وكل حزب له قيادة خاصة به فإنهما يعملان تحت قيادة وإدارة عليا واحدة تنسب جميع افعال أفراد الحزبين لنفسها

قَالَ
فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِن بَعْدِكَ

وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ

وذلك لأن قائدي الحزبين كلاهما تم تنصيبهما وتخويلهما كما وتم تأيدهما كلاهما بالعزّة الإلهية من نفس القيادة العليا الواحدة

فالذي كلف موسى بتبليغ الرسالة لفرعون هو الله العزيز الحكيم

يَا مُوسَى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيم () وَأَلْقِ عَصَاكَ

وهو نفسه الذي طلب إبليس منه أن يؤيده بعزته لكي يستطيع أن يقوم بما كلّفه به

قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ () إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ

وبيّنا حينها اجابة على اسئلة بعض الاخوة ان موضع التّكليف يتمثّل بأفعال الأمر الصادرة إليه من ربّ العالمين في الآيتين التاليتين

قَالَ
اذْهَبْ
فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاء مَّوْفُورًا
وَاسْتَفْزِزْ
مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ
وَأَجْلِبْ
عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ
وَشَارِكْهُمْ
فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ
وَعِدْهُمْ
وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا

فكون الأفعال المستخدمة في الخطاب مع ابليس هنا هي من افعال الأمر فهي إذن أوامر وتكليف ربّاني له بالقيام بذلك الأمر وتماما حسب تلك التّوجيهات والأوامر

ومن موضوع سابق بعنوان ((المؤامرة الربانية ـ6ـ))ـ

تبيّن لنا من هو قائد حزب الله وبأنّه هو الذي قال:ـ

كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ

فالعزيز الحكيم هو ليس قائد أحد الحزبين، لكنّه القائد العام لهما والمعطي العام لكلّ فريق منهما ما سيحتاجه من الأدوات لكي يؤدّي واجبه وتكليفه الذي تم تكليفه به وعلى أكمل وجه

وقلنا في مواضيع أخرى أن هذان المنصبان القياديان قد تمّ تقريرهما في اجتماع الملأ الأعلى ،، وأننا على مستوى الأنفس المطمئنة قد كنّا على الأغلب من الحاضرين فيه ومن الشاهدين أيضا على جميع ما تم الإتفاق عليه حينها

وأننا فيه قد أعطينا العهد حالنا في ذلك حال جميع من كان حاضرا من الملائكة والروح من الجن والشياطين ومعنا كان ساعة الأمر بالسجود للخليفة جميع من سيقومون بعمليات التنزل ،

يعني جميع الحاضرين سجدوا للخليفة وأعلنوا خضوعهم له ((طبعا إلّا إبليس أبى واستكبر في البداية حتى أغواه رب العالمين فقبل وخضع،وسيأتي بيان هذا القول بعد قليل من خلال بيان معنى قوله تعالى فبما أغويتني))

وذلك للتلازم في سبب ذكر بدء خلقنا مع ذكر عملية الأمر بالسجود للخليفة المنفوخ فيه من روح رب العالمين الذي علّمه جميع الاسماء التي يعلمها هو فاصبح الخليفة المستقبلي للأرض بذلك النفخ والتعليم صورة مرآتية طبق الأصل منه وله

وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ

وكذلك قلنا في مواضيع سابقة أن إبليس كان من الملأء الأعلى وهو لا يزال حتى الآن من الملأ الأعلى ، وسيبقى من الملأ الأعلى الذي قال الإمام الصادق عنهم أنهم لا يخرج أحد منهم من طاعة لمعصية أبدا

فعن أبي جعفر الثاني عليه السلام قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: بينا أبي عليه السلام يطوف بالكعبة إذا رجل معتجر قد قيض له فقطع عليه اسبوعه حتى ادخله إلى دار جنب الصفا، فأرسل الي فكنا ثلاثة فقال: مرحبا يا ابن رسول الله .............. .......((كلام طويل إختصرته يمكنكم البحث عنه)) .............. فإن قالوا لك فإن علم رسول الله صلى الله عليه وآله كان من القرآن فقل:ـ:

"
حم والكتاب المبين، إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ () فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ () أَمْرًا مِّنْ عِندِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ "

ـ(((الإمام يربط الكلام هنا بليلة القدر وتنزلات الملائكة والروح فيها باذن ربهم من كل أمر)))

فإن قالوا لك لا يرسل الله عزّوجلّ إلاّ إلى نبيّ

فقل: هذا الأمر الحكيم الذي يفرق فيه هو من الملائكة والروح التي تنزّل من سماء إلى سماء؟
أو من سماء إلى أرض؟

ـ(((((((يوجد تنزلات من سماء إلى سماء غير تلك التنزلات من سماء إلى أرض،، يعني توجد مستويات متعددة من التنزلات في عالم الأمر وكل عالم أمر يتم التنزل منه يعتبر عالم أمر والمتنزل به يعتبر عالم خلق والذي سيعتبر عالم أمر لما هو ادون منها ،،، وهكذا))))))))ـ

فإن قالوا: من سماء إلى سماء فـــلـــيـــس فـــي الـــســـمـــاء أحـــد
يـــرجـــع مـــن طــــــاعـــة إلـــى مــــــعــــــصــــــيــــــة

ـ((((((فجميع سكان وعمّار عالم السماء على اختلاف مقاماتهم ودرجاتهم هم مطيعون لا يرجعون أبدا من طاعة إلى معصية)))))))ـ ....إنتهى النقل وما بين الاقواس الكثيرة هو تعليقي وفهمي لما قاله الامام

فإبليس نزل بتكليف إلهي لتأدية هذه المهمة ودليل ذلك هو قوله
((بـــمــــا وأيضا قوله فـــبــــمـــا ـ أغويتني ))ـ

فنحن حين نقرء قوله فبما اغويتني نسوق لفهم هذا الكلام فهمنا الدّارج للنيّات السيّئة للناس عندما تغوي بعضها البعض ،، فنعتقد معها انّ نيّة الله من غواية ابليس هي كنيّة البشر الأشرار حين يغوون غيرهم من البشر

لكنهم لو فهموا أنّ غواية الله لابليس هي ليست سيئة كما يتصورونها وانّها تماما كما يغوي الاب ابنه ليعمل أمر ضروري لسعادته لبرز لهم حينها معنى آخر

فأنت مثلا عندما تكون رجلا مقتدر ماديا ومعنويا وتريد أن تغوي ابنك لكي يتزوج من بنت صالحة فانك ستقول له:

سادفع لك مهرها من عندي وساشتري لك فيلا كبيرة ، وسيارة حديثة لك وسيارة مثلها لها وسأرسلكما شهرين عسل على حسابي وفي المكان الذي ترغبانه وعندما تعودان سأعينك مدير عاما لشركتي الكبيرة ، كما وسأفتتح لكما شركة خاصة بكما أيضا

فنيتك حينها هي نية صالحة وحسنة هنا مع ابنك

وحينها فان ابنك اذا وافق على ما طلبته منه فسيقول لك:ـ

يا ابي فبما اغويتني لاسعدها سعادة كبيرة ولأكونن معها كما تمنيتني وأفضل مما كنت تتصور

هكذا افهم معنى الغواية التي أغواها رب العالمين لإبليس

فبعد أن أوكل رب العالمين وضيفة اللعن له ((وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ))

وبعد أن جعل له القيادة على فريق خاص به وكلّهم مثله من المنظرين الى يوم الوقت المعلوم

وبعد أن أيّده بعزّته ووعده بما وعده به وجاء ذكره بالروايات

قال له ابليس بعدها ((فبما اغويتني)) ،، يعني لقد أغويتني بهذه المزايا الكثيرة فرضيت بهذه الوضيفة وسأقوم بها على أكمل وجه

فأفعال رب العالمين مع عباده لا يوجد بها على الاطلاق لا سوء نية ولا خداع لنحمل معنى الغواية على الفهم الساذج الدارج بيننا لمعنى كلمة اغوى

فالملأ الاعلى كانوا مجتمعين لتقسيم الوظائف والمهام التي سيتنزلون بها في هذه الحضارة الجديدة ويعملون على وضع اللمسات الأخيرة لعمليات التنزل بل انهم خلقونا وصورونا قبل ذلك الاجتماع لنكون من الشاهدين على ما سينتهي عليه ،، وكذلك لان نعطي العهد بعد ذلك بتولي (الخليفة وحزبه) والتبري من (إبليس ورجله)ـ

وإبليس تلبّس فعلا منذ ذلك الحين بدور المزيّن المطلق للشر فأصبح بذلك هو مصدر الشرور كلها

لكن ولكونه من حينها يفعل ذلك بتخويل وتأييد وعزة ربانية فهو كذلك من حينها لم يخرج من طاعة إلى معصية

وهو لا يزال حين يزيّن لنا كلّ الشرور وينعق لنا بصورها المختلفة ،، وكذلك حين ينهانا عن كل صور الخير وينعق لنا بما يبعدنا عنها ،، هو لا يزال يتحرك ضمن دائرة القدرة الإلهية والتكليف الربّاني

فإذن حزب الله برجاله

كما أنّ حزب الشيطان أيضا بخيله ورجله والشياطين

هم كلّهم وسائل وأدوات يقوم رب العالمين من خلالها بتربية عباده كلهم

ويقوم عالم الأمر كذلك ومن خلال مناهج وخطط الحزبين وعلى مراحل وقصص متتابعة ومتوالية لألف ألف آدم وأضعافهم سيقومون ببرء جميع ما يمكنهم برأه من الأحداث المكتوبة في الكتاب المكنون الذي أودع الله فيه من قبل أن يخلق السماوات والأرض علم جميع ما كان وسيكون فيهما من الاحتمالات الحصولية ،، وأودع علم جميع ذلك في اسمه المكنون

مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ

فعالم الأمر أو عالم السماء كما تقول الرواية لا يوجد فيه أضداد وأعداء لمحمد وآل محمد

وكيف يكون ذلك وهم أمناء الله وحفظته وخزّانه على ما في السموات وما في الارض؟

وكيف يكون ذلك وعالم السماء لا يرجع أحد فيه من طاعتهم لمعصيتهم؟

وكيف يكون ذلك والحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنة؟

يعني سيدا شباب أهل السماء

لكن في عوالم الخلق الأرضية ولفاقة عملية الخلق للأضداد فهم من أوجدوا لنفسهم فيها أعداء يعادونهم فيها بأمرهم وتكليفهم

روى الشيخ أبو جعفر الطوسي بإسناده إلى الفضل بن شاذان, عن داود بن كثير قال: قلت لأبي عبد الله:ـ

أنتم الصلاة في كتاب الله عز وجل وأنتم الزكاة, وأنتم الصيام, وأنتم الحج؟ـ

فقال: يا داود نحن الصلاة في كتاب الله عز وجل, ونحن الزكاة, ونحن الصيام, ونحن الحج, ونحن الشهر الحرام, ونحن البلد الحرام, ونحن كعبة الله ونحن قبلة الله, ونحن وجه الله, قال الله تعالى: {فأينما تولّوا فثمّ وجه الله} ونحن الآيات, ونحن البينات

وعدونا في كتاب الله عز وجل: الفحشاء والمنكر والبغي والخمر والميسر والأنصاب والأزلام والأصنام والأوثان والجبت والطاغوت والميتة والدم ولحم الخنزير.ـ

يا داود إن الله خلقنا فأكرم خلقنا وفضّلنا وجعلنا أمناءه وحفظته وخزّانه على ما في السموات وما في الارض

وجــــعــــل لـــنـــا أضــــــداداً وأعــــــــداء

فسمّانا في كتابه, وكنّى عن أسمائنا بأحسن الاسماء وأحبّها إليه تكنيّة عن العدو

وسمّى أضدادنا وأعداءنا في كتابه, وكنّى عن أسمائهم, وضرب لهم الأمثال في كتابه في أبغض الأسماء إليه وإلى عباده المتقين.ـ....إنتهى

فأعداء أمناء الله وحفظته وخزّانه على ما في السموات وما في الارض هم فقط أعدائهم في الأرض او في عوالم اللهو واللعب

لكنهم هم نفسهم هم عبيدهم وجنودهم وعيالهم في السماء ولا يخرجون فيه من طاعتهم لمعصيتهم أبدا

ولذلك تجد أن رؤوس الكفر في عالم اللهو واللعب رغم أنّهم يضطهدون محمّد وآل محمّد تجدهم يعترفون بفضلهم أمام أصحابهم وابنائهم ويقولون انّهم افضل الناس جميعا

لكن قواعد التّنزل بتفاصيل المؤامرات والخطط والخطط المقابلة لها والتي يتم تفصيلها بالسماء من قبل قيادات كِلا الحزبين قبل أن يتم ارسال تفاصيلها وأوامرهم لهم أوّل بأول تستوجب منهم ان ينازعوهم الملك والأمر وأن يكونوا هم التجسيد الأتم والأكمل للـــ

ـ1 للفحشاء
ـ2 والمنكر
ـ3 والبغي
ـ4 والخمر
ـ5 والميسر

ـ6 والأنصاب
ـ7 والأزلام
ـ8 والأصنام
ـ9 والأوثان

ـ10 والجبت

ـ11 والطاغوت
ـ12 والميتة
ـ13 والدم
ـ14 ولحم الخنزير

المعادين لهم

وهذا يفسّر لنا كذلك أن الأئمة عليهم السلام كانوا يأخذون الأمر بروية وسهولة ويتفاعلون مع الأحداث المؤلمة التي كانت ولا تزال تجري عليهم بكل رحابة صدر رغم أن لهم قدرات خارقة وفوق ما يمكن للخيال أن يتصورها

بحيث أن أمير المؤمنين يمد رجله وهو جالس بين أصحابه بالكوفة فيرفس معاوية ويسقطه من على كرسيّ عرشه في الشام ويمد يده من الكوفة للشام فينتف من لحيته شعرات وهو مستلق على عرشه

بعد هذه المقدمة التي لا اعرف كيف ستقرؤونها نعود للكيفيّة التي ستصل الرسائل بها من قيادات الحزبين في عالم الأمر لكل فرد من أفراد حزبيهما العاملين في عالم الخلق

بداية نقول هنا أن مخّ الانسان هو عبارة جهاز استقبال وارسال خارق القدرة والقوة أيضا

لكن أغلب خواصه وفعالياته المهمة تم تعطيلها عند الغالبية العظمى العظمى العظمى من الناس

خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ () أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا

وحتى الذين تتفعّل عندهم بعض تلك القابليات او القدرات نتيجة لتمرينات معيّنة او لعبادات معيّنة او لترديدهم أذكار معيّنة فإن تلك القابليات او القدرات لا تتفعّل بهم بشكل كامل بل بشكل جزئيّ وصغير جدا كذلك

كما أنّ دوام فاعليّة تلك القابليات او القدرات مرتبط بدوام ممارستهم لتلك التمرينات والعبادات والاذكار

يعني الانسان مثلا قد تصبح عنده قابليّة او قدرة معيّنة نتيجة لإكثاره قرآئة القرآن او لإكثاره ومداومته على التّفكّر العميق المستمر،، وكذلك على الاقلال من الطعام بشرط مرافقة النيّة الصالحة لكلّ كذلك

لكنّه بمجرد ما ان ينقطع عن القرآئة او التمرينات والاذكار لمدة طويلة نسبيا فإنه سيبدء معها بفقدان تلك القابليّات والقدرات

وبعدها سيصبح من الصعب عليه ان يستعيدها ،، لأن نيّته غالبا ستتوجه لاستعادة تلك القدرات لا من أجل نفس العبادات

ومن تلك القدرات التي يدور الحديث عنها هي قدرة الاستبصار

وقدرة الاستبصار هي القدرة علي رؤية اشياء غير موجودة فعليّا في العالم الخارجي لحظة رؤيتها ،، وما سيبصره المستبصر غالبا ما يكون رسائل قادمة من المستقبل او من عوالم اخري ،، وغالبا ما تتحقق تلك الرؤى الاستبصارية على أرض الواقع فيما بعد

بمعنى آخر وحسب تعبيري وفهمي فتلك الاستبصارات للانسان هي رسائل تبعثها نفسه العليا خلال تواجده على هذه الأرض ،، فتوجّهه من خلالها لأحداث ستقع او وقعت بالفعل فتحذره من خلال تلك الاستبصارات ليتجنبها او ليتوقع حدوثها ويكون جاهز لأحداثها،،

أو ربما لتجذبه بها ومن خلالها للتعلق بالعوالم الغيبيّة ولتشجعه على الاستمرار بما كان قد بدأ فعله ولا زال يفعله من انواع العبادات ،، ليتحقّق حينها بصفة أنّه يعبد الله بجسد روحه معلقة بالملأ الأعلى

والمسؤول عن هذه القدرة الاستبصاريّة وعن الكثير من تلك القدرات المختلفة الأخرى التي نقول عنها انّها قدرات ما ورائيّة،، المسؤول عن جميع تلك القدرات هي الغدّة الصنوبريّة ، او كما يطلقون عليها العين الثالثة أو عين حورس

عين حورس هي الرابط الذي يربط الانسان في عالم المادة او الهولوجرام بعالم السماء والامر وهي المسؤولة كذلك عن كلّ القدرات الخارقة المعروفة والغير معروفة

فعين حورس هي نفسها العين التي يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا

نحن هنا نتحدث عن عباد الله وما أدرانا نحن عن شؤون عباد الله وعن ماذا يستطيعون أن يفعلوا بتلك العين الالهية

فما نحن الا حاطبين ليل حين نتكلّم عنها وعنهم

وعن هذا الأمر كنّا قد كتبنا في صباحية عيد الفطر الماضي الموضوع التالي:ـ


ومن تلك القدرات:ـ

قدرة الانتقال اللحظويّ من مكان لمكان ،، او ما نعرفه بطوي الأرض

وقدرة المراقبة او المشاهدة عن بعد

وقدرة تحريك الاشياء وتبديل صورها

وقدرة قرائة الافكار

وقدرة رؤية الناس على صور أخلاقهم وأفعالهم ونياتهم

ومن ستكون عينهم الثالثة مفعّلة لدرجة معينة فسيستطيعون من خلال هذه العين أن يتصلوا ببعضهم البعض وأن يتبادلوا المعلومات والآوامر والرسائل

وأن يخلقوا من خلالها جميع الأدوات والوسائل المادية التي سيحتاجونها لتحقيق خططهم ونجاحها بها

سواء اكانت احتياجاتهم اموال او أسلحة او وسائل انتقال او أي شيء آخر قد يحتاجونه خلال حركتهم الدائمة الدؤوبة وهم يؤدون مختلف المهام المطلوبة منهم

ويستطيعون بها كذلك أن يروا صورة الانسان المثالية المرافقة له في كلّ حين والتي تتبدل مع كل فعل يفعله

وهي ما تعرف بالصورة الاثيرية او الهالات المحيطة بكلّ انسان

إجمالا فإن قدرة هذه العين كبيرة جدا جدا جدا

بحيث لو انها تفعّلت بالكامل فستتصاغر حينها أمامها القدرة على احياء الاموات

فمن ستتفعل عندهم العين الثالثة أو عين حورس 100% سيكونون قد ملكوا جميع حروف الاسم الأعظم بفضل الحرف الأخير وهو المكنون بها كلها

بمعنى أنهم سينطق الاسم المكنون بهم على لسانهم فيحقق لهم ظاهرا مشيئتهم كيفما أرادوها

لكن اعضاء الحزبين عينهم الثالثة ليست مفعلة بنسبة 100% ولا حتى 50% ولا حتى 10% ـ،، وهي مفعلة عند كل واحد منهم فقط بالقدر الذي سيعينه على تأدية دوره على أكمل وجه

فأصف على نبينا وآله وعليه السلام كان عنده حرف واحد من الاسم الأعظم أحضر به عرش بلقيس قبل أن يرتد طرف الحاضرين إليهم

فمن تتفعل عنده العين الثالثة على قدر حرف واحد مثل أصف على نبينا وآله وعليه السلام فإنه حين ينطق بالامر فستخرج من جبينه حيث العين الثالثة نبضة تبدء بنقطة صغيرة تخرج من وسط الجبهة وتبدء تتسع شيئا فشيئا وحين تصل لمداها سيتمثل ذلك الشيء الذي اراده حاضرا أمامه ،، وفي حالة آصف في مجلس سليمان كان العرش هو الحاضر

فالأنبياء والرسل والأولياء الربّانيين هم من الجنود الظاهرين في الأرض لحزب الله،، والجنود مراتب ودرجات ،، وستتفعّل العين الثالثة لكل جندي منهم تماما على قدر وعيه ودرجته

طبعا من سيبحث عن حورس وعن صفات حورس عند الفراعنة سيجد ان امير المؤمنين قد وصف نفسه بها كلّها ، ونسبها كلّها لنفسه كذلك

فأمير المؤمنين كان اسمه حورس في كرّته بينهم

وجناحي حورس هو من يحرّكهما كيفما يشاء

ولو نلاحظ الرسوم سنجد أن الجناحين ليسا متقابلين يمين ويسار ،، بل سنجد أنهما كلاهما جناح يمين

وذلك يشير إلى أن كلتا يدي حورس يمين

وذلك سيذكّرنا بالقول المعروف أن كلتا يدي الله يمين

وإسم هذه العين لو اردنا أن نطلق عليها اسم إسلامي وليس فرعوني او هندوسي
فيجب أن يكون إسمها هو: عين عليّ

روى العلامة الطريحي رحمه الله في «منتخبه»عن الامام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) حيث قال :ـ

أيُّها النّاس اِعلموُا وتَيقّنوُا أنّ لنا مع كلّ وليّ لنا أعيناً ناظرة لا تَشبهَ أعيُن النّاس وفيها نورٌ من نور الله

وحكمة من حكم الله تعالى ،، ليسَ للشيطان فيها نصيب ،

وكلّ بعيد منها قريب ، وانّ لنا مع كلّ وليّ لنا أعيناً ناظرة

وألسناً ناطقة وقلوباً وافية ،

وليسَ يخفى علينا شيء من أعمالكم وأقوالكم وأفعالكم بدليل قوله تعالى : (وقل اعمَلوُا فسيَرى الله عملكم ورسُوله والمؤمنون)ـ

ولو لم يكن كذلك ما كان لنا على الناس فضل .ـ.....إنتهى

ولأن كلّ أفراد حزب الله كما وكذلك جميع أفراد حزب الشيطان أعينهم الثالثة مفعّلة عند كلّ واحد منهم حسب حاجته ووظيفته ومهمته فعندما يريد أحد قادة الحزبين من عالم الأمر أن يرسل رسالة لأحد رجاله او جنوده بتنفيذ أمر ما فإنّه سيفتح او ستنفتح أمام بصر ذلك الجندي ما يشبه نافذة ضوئية ، او لنقل ما يشبه شاشة التلفزيون، هو فقط من سيبصرها ولو كان بين ألف انسان

ومن خلال تلك النافذة او تلك الشاشة الضوئيّة ستصله رسالة مرئيّة ومسموعة بكامل تفاصيل تلك المهمّة الجديدة والمطلوب منه تنفيذها من قيادة حزبه في الأعالي

وبدوره هو لن يناقش ما ورد بالرسالة لما وكيف وأين،، بل سيقوم بتنفيذ تمام ما أبصره بقوة الباصرة من تفاصيل تلك الأوامر والمهام

سواء اكانت المهمة

خرق سفينة لم يرها بحياته من قبل

او قتل طفل صغير ظاهره أنّه طفل بريئ

او اقامة جدار على وشك الانهيار

او أن يُضلّ قوما طلبوا الغواية والفتنة بنفسهم لنفسهم ،، فيقنعهم أن يُلقوا حلّيهم ويلقي معهم قبضة من أثر الرسول أبصرها ببصيرته ولم يروها بأعينهم

فجنود الأرض

من حزب الله
وحزب الشيطان

لا يحكمون على تلك الأوامر الواجب عليهم تنفيذها

او على ما سيفعلونه من الافعال أو ما سيقولونه من الأقوال من انها جيدة او سيئة

انهم ينفذون وحسب

ويفعلون ما يؤمرون

ولا يبالون بالنتائج بعد ذلك

فخلاصهم ونجاتهم من التبعات مضمونة بكلّ طريقة

كما ان الحكمة ممّا سيفعلونه مضمونة وأكيدة حتّى وإن كانوا لا يعرفونها وقت فعلهم لتلك الافعال

وعندي شعور هنا أن بعض الاخوة ربما يكونون قد قالوا في أنفسهم عندما قرؤوا هذا المقال حتى الآن:ـ

يبدو أن طالب التوحيد متأثر بأفلام المغامرات والخيال العلمي

وعنده الحق في ذلك ،، لأنني حتى الآن لم أبيّن الأساس الذي اعتمدت عليه في هذا التفسير وسأفعل ذلك الآن إن شاء الله

ولذلك الهدف سنرجع للآية الكريمة التي دار حولها الحديث

قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِّنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي

دعونا نحول هذه الجملة التي سمعناها نحن من السامري قبل أن يسمعها موسى عليه السلام من السامري،،

دعونا نحولها لسؤال

أقصد بذلك أن موسى على نبينا وآله وعليه السلام عندما سأله و:ــــ قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ لم يكن حتى الآن قد سمع جوابه ((بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِّنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي))

فهو سأله لماذا فعلت ما فعلت؟

لكن دعونا نحن الأن وبعد أن عرفنا إجابة السامري دعونا نسأله سؤال بصيغة صحيحة ليجيبنا عليه بنفس هذه الإجابة التي اجاب بها عن سؤال موسى عليه السلام

فماذا يجب أن نسأله؟

هل سنسأله:ـ

ـ1ـ ما الذي بصرت إليه ولم يبصروا إليه؟

أم سنسأله

ـ2ـ بماذا بصرت ولم يبصروا به؟

الفهم العام الدارج بين الناس حسب التفسيرات المتداولة أنه أبصر لجبرائيل عليه السلام أو لفرسه وهو يحط على الأرض ثم أخذ قبضة من التراب بعد ذلك من تحت قدميه

فالتفاسير المتداولة بين ايدينا ناظرة لــ أي شيء بصره السامري ولم يبصروا هم إليه

بينما السامري لم يكن هذا مضمون أو أساس جوابه

فجوابه قائم على بـماذا بصر وليس لــ ((ماذا أبصر))ـ

يعني فحوى جوابه يدور حول ((الوسيلة التي أستطاع أن يبصر بها الرسول ))ـ

فأنت اذا اردت أن تقول لنا عن الوسيلة التي نظرت بـــــــــها للجبل البعيد الذي لم نره نحن فستقول :ـ

نظرت بــــــالناظور للجبل البعيد

أمّا اذا سألناك لأي شيء تنظر بالناظور فستقول:ـ

إنني أنظر بالناظور للــــجبل

وهنا مع السامري حدث نفس هذا الامر

فهو في جوابه قد بين الوسيلة التي استخدمها فبصر بها ولم يستخدمها قوم موسى ليبصروا بها

فهو بصر بــــــــــــما لم يبصروا بــــــــــــــــــــــــه

ولـــــــــــــــــــــيس لــــما لم يـــبـــصروا لــــه

ولتوضيح الفكرة سأستخدم كلمة نظر بدل بصر رغم انهما مختلفتان لكن فقط لتوضيح الفكرة

فهو نظر بــــــــــما لم ينظروا بـــــــــــــــــــــــــه

ولـــــــيـــــس

نظر لــــــــــما لم ينظروا إليـــــــــــــــــــــــــه

فالفرق في المعنى بينهما شاسع

فهو يريد ان يقول انني استعملت وسيلة للرؤية وهي قوة البصيرة والتي لم يستعملها بنو اسرائيل بل ولم يكونوا مؤهلين وقادرين على استعمالها

فهو قال انني قد وصلتني رسالة بهذا المضمون من نفسي العليا أو من روحي المعلقة بالسماء مع الملأ الأعلى عن طريق قوة الباصرة فبصرت بها تلك الرسالة ،،

موسى على نبينا وآله وعليه فهم مراد السامري،، فهو قد رجع من توّه من اجتماعه مع ربه الذي قال له فإنّــــــــــــــــا قد فتنا قومك وأضلهم السامري

فالأوامر تصلهم من أنفسهم العليا من خلال قدرة الباصرة التي عندهم

ودورهم بعد ذلك هو التنفيذ فقط

ولسان حالهم ان سألناهم بعد ذلك لما فعلتم ذلك؟... سيجيبنا قائلا:ـ

بَصُرْتُ بِـــــــمَا لَمْ تُـــــــ (يُـــ) بْصُرُوا بِــــــــــهِ ...... وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي (العليا)

وصلى الله على المصطفى المختار محمد وآله الابرار
.
..
...
....
.....




هناك تعليقان (2):

  1. الله ايوفقك ويرعاك أسئلك الدعاء

    ردحذف
  2. وفقك الله
    طيب أخي
    ماهي هذه القبضة
    فَقَبَضْتُ (قَبْضَةً) مِّنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَٰلِكَ
    من بعد أذنك ممكن توضحهة

    ردحذف