الثلاثاء، 19 يناير 2016

---الماتركس الرباني---







بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


---الماتركس الرباني---



الراديونيكس ،،، الكينونات الفكرية ،،،، الانسان على الأرض

ما العلاقة بين تلك المفاهيم الثلاثة؟

وكيف سنتمكن حين نفهم معنى وطبيعة وعمل جهاز الراديونيكس من فهم طبيعة الإنسان على الأرض؟

وما هي العلاقة بين فهم طبيعة وتركيب الكينونات الفكرية وفهم طبيعة وتركيب الانسان على الأرض؟

سأشرح هنا فهمي البسيط لما اريد ان اقوله وابينه من الأفكار بدون أي تعقيدات او أي نقولات من مراجع علمية او غيرها ،، من يريد أن يتأكد من صحة الكلام عليه ان يبحث بنفسه ،، هنا أريد أن أوصل الفكرة فقط بأبسط طريقة ممكنة

الانسان يختزن بداخله طاقة كبيرة ويمكنه بواسطة التشاكرات التي عنده أن يسحب او أن يمتص من الوسط الإيثري الذي يسبح به جميع ما يحتاجه من الطاقة حاله في ذلك حال كل شيء في الوجود

فكل شيء يستمد طاقته أساسا من الأيثر الذي يسبح به ،،، فلذلك تبقى الاكترونات لمختلف المواد سواء الاحجار او الهواء او الماء تبقى تتحرك بسرعة الضوء الى مليارات السنين بدون ان يتوفر لها مصدر واضح للطاقة ،، كما انها لا تصغر او تتآكل بفعل الزمان الطويل ،، واقصد انها لا تستهلك نفسها لتبقى متحركة

المهم ان الانسان يختزن طاقة معينة ومتصل بالايثر ويمكنه ان يحصل منه على المزيد من الطاقة متى ما احتاجها

وبواسطة النيّة يستطيع الانسان لو اراد ونوى ذلك ان يرسل جزء من طاقته لأنسان أو لمخلوق آخر ،،، يستطيع ذلك بالنيّة فقط

يعني لو أراد أن يرسل رسالة طاقة حب إيجابية لشخص عزيز عليه فيكفيه أن ينوي أو أن يعقد النّيّة على أن يرسل تلك الطاقة الإيجابية له ويثبت على نيّته تلك

حين تكون الطاقة المَنْويّ بعثها للهدف طاقة إيجابية نافعة ،، ستقوم النفس الناطقة القدسية او النفس المطمئنة بتكوين وبلورة تلك الطاقة الايجابية بحيث تكون مطابقة للنية المنوية وتبعثها أو ترسلها بعد ذلك للشخص او للهدف المطلوب

وهذا هو ما يقوم به المعالجون عن طريق جهاز الراديونيك ،، أو حتى الذين يعالجون باسلوب الرايكي ،، فهؤلاء نفسهم المطمئنة او الناطقة القدسية نفس قوية وواعية جدا وغالبا كما قلنا في مقالات سابقة توجهاتهم الروحانية اقوى من توجهاتهم المادية

أمّا حين تكون الطاقة المَنْويّ بعثها للهدف هي طاقة سلبيّة ضارة فهذه ستقوم النفس الحسّية الحيوانية بتكوينها وتشكيلها وبلورتها بالصورة السلبية الضارة المطلوبة وتقوم بعد ذلك ببعثها أو ارسالها للانسان او للهدف المطلوب

وهذا ما يقوم به الحسود او السحرة ،،، وخصوصا ممارسي السحر الاسود

لكن كيف يرسلون تلك الطاقة؟
كيف يجعلونها سلبية او ايجابية؟

هل يرسلونها كطاقة عمياء سواء كانت سلبية او ايجابية؟

وأقصد هل يرسلونها نحو الهدف كما ترسل البندقية طلقة جامدة عمياء نحو هدفها فتنفعها او تؤذيها حين تصيبها؟

أم انه توجد آلية أخرى لعملية التكوين والبلورة والارسال؟

الواقع توجد عملية أخرى والكثيرون يعرفونها أيضا ،، لكنني سأوردها هنا كما افهمها اكمالا للفكرة

هنا يدخل مفهوم الكينونة الفكرية

فمن يريد ان يرسل طاقة ايجابية او سلبية لا يقوم بارسالها كمادة خام لا وعي لها ،،

بل يقوم بتكوين كينونة فكرية عاقلة لكن مستوى عقلها وفهمها هو مستوى محدود،،

ومستوى محدودية او مستوى فهم وادراك هذا الكيان الفكري

يعتمد أولا على قوة وعي الشخص الذي سيرسل تلك الطاقة

ويعتمد ثانيا على نوع الأفكار والاهداف أو الاعمال التي سيطلب المرسل من الكيان الفكري العمل على تحقيقها لصالح الهدف المرسل اليه او ضده

سابقا كان وعي الناس لهذه العملية اكبر من وعيهم لها في الوقت الحالي ،، بل وكان ايمانهم بهذه الممارسات وفوائدها كبير وله اشكال كثيرة ومتعددة ابتداءا من حماية الحيوانات والحقول والمحاصيل الزراعية من الآفات والتلف وصولا للتخاطر فيما بينهم عن بعد مرورا بعمليات الشفاء من الامراض

طبعا لا ننسى استعمالها ايضا للسحر ،، لكن ساحر القرية كان يعمل جميع تلك الافعال وغالبا كان الجميع سعداء بها،، فاستعمالاتها الايجابية بالنسبة لهم كانت اضعاف اضعاف استعمالاتها السلبية،، والسلبية كانت ربما تمارس فقط بحق اعداء أهل هذه القرية وذلك لإخافة مجرمي ورجال القرى الأخرى الذين يريدون الإغارة عليهم

طبعا سابقا كان ساحر القرية يكتب الأهداف او يرسمها على ورقة ثم يقوم بالتركيز عليها مع قرائته المستمرة لبعض الترانيم والتعاويذ ،، ويبقى على هذه الحال ما استطاع من جهده ،، ثم يقوم بعد ذلك بتعليق الورقة امامه ليتلاعب بها الهواء وهو يراقبها ويركز عليها باستمرار كلّما مر من امامها ،، فهو بذلك يريد ان يبقى وعيه مرتبط بما كتبه أو رسمه على الورقة من الأهداف

فهو يعرف انه هو بوعيه من يقوم بالعمل ،، ولو انه غفل ونسي الذي كتبه ورسمه على الورقة فإن تلك الطاقة الحية او ذلك الكيان الفكري الذي ارسله سيضمحل ويتلاشى شيئا فشيئا ليعود اليه قبل حتى ان يحقق هدفه المطلوب منه

هنا يدخل جهاز الراديونكس في المعادلة

فهو يقوم كحلقة الوصل بين وعيك وبين ذلك الكيان الفكري الذي كونته بنيتك وحمّلته برسالة معينة ثم ارسلته نحو الهدف

الراديونيكس توجد به كرستالتين ((والكرستال هي أحجار حية ذات وعي وادراك)) وهما من ستقومان من طرف أوّل بترجمة نيّتك لكيان فكري عاقل و ستقومان بتضخيم طاقة ذلك الكيان الفكري وتقويته وتوجيهه نحو الهدف المطلوب والبقاء بعد ذلك على اتصال دائم ومستمر به حتى يحقق هدفه أخيرا ويعود إليك ،، او حتى تتبدل نيتك أنت فيقطع حينها العملية ،، ومن الجهة الاخرى سيبقى على اتصال دائم بك

فهو حلقة الوصل بينك وبين الكيان الفكري الذي اوجدته بنيتك

بكلمات أخرى جهاز الراديونيك هو جهاز يساعد صاحبه على التجلّي بنيته بشكل أقوى لاظهارها في الواقع الخارجي على شكل أفعال ظاهرة ومتحققة في عالم المادة

أجهزة الراديونيكس الموجودة في السوق حاليا متعددة القوة والتعقيد أيضا،،

بعضها ورقي

وبعضها بمقبض واحد

وبعضها بثلاث او اربع او خمسة او ستة حتى تصل بالتعقيد لوجود عشرات المقابض والعدادات الحسابية والرقمية

بعضها بعشرات الدولارات وبعضها بمئات الآلآف من الدولارات ،،

الاجهزة الصغيرة والرخيصة عادة تستعمل لتكوين كيانات فكرية بسيطة ذات أهداف محدودة،، مثل الحماية من الحسد والعين او من بعض الاعمال السحرية او الاختلالات في الطاقة الروحية، او حتى لمعالجة الكوابيس والجيثوم وغير ذلك من الاعراض او الامراض النفسية او العقلية ((كل الامراض هي امراض عقلية))

لكن الاجهزة الضخمة والمعقدة والتي عادة ما تستعملها المستشفيات الكبيرة واجهزة المخابرات العالمية ،، قادرة على تكوين كيان فكري ذكي ومعقد جدا،، بحيث يمكننا ان نقول عنه أنه شبه إنسان ،، وهذا الشبه انسان قد يؤدّي دور الطبيب ،، او انه يؤدّي دور الجاسوس أو حتى أنه يؤدّي دور القاتل

فحسب الأفكار التي ستزرعها بذلك الكيان الفكري سيتصرف هذا الكيان حين ترسله نحو الهدف

فهو قد يعالجه
او يقتله
او يتجسس عليه
او يحميه
او يمرضه بانواع الامراض

أو أو أو أو ...........

وأخيرا بعد أن يحقق الهدف الذي أوجدته من أجله فإنه سيعود إليك ،، فهو من طاقتك صدر ولطاقتك سيرجع ،، فكيانه الطاقوي الفكري يحمل توقيعك أنت ،،، وبصمته الطاقوية الرنينيّة هي نفسها بصمتك ورنينيتك أنت

فعندما ينتهي الهدف من وجوده ككيان فكري حين يحقق الهدف المطلوب منه او حين الغاء المهمة فإنه سيعود للمصدر الطاقوي الفكري الذي صدر منه ابتداءا وسيندمج معه ،،، فكلاهما يحملان بصمة طاقوية وجودية رنينيّة واحدة تحتم ان يتطابقان ويتحدان فقط مع بعضهما البعض ،، فهما بسبب تلك الرنينية الواحدة إمّا

يكونان منفصلان لكن متصلان ،،
أو أن يكونان متطابقان ومتحدان،،

ويوجد احتمال ثالث ،، وهو أن لا يكونان متطابقان رنينيا بشكل تام،، لكنهما يكونان متشابهان رنينيا الى ابعد الحدود

مثلا لو كانت درجة رنينية المصدر
أو بصمة المصدر الوجودية هـي 123456789 000 000 000 000 ,

وكـانت درجـة رنينيـة الكيان
الفكري أو بصمته الوجودية هي 123456788 000 000 000 000 ,

فحينها فإنهما لن يتحدان ولن يندمجان حين يرجع الكيان الفكري اخيرا نحو مصدره،،، بل سينجذبان فقط الى بعضهما البعض بشكل كبير جدا ،، بحيث أنهما سيجاوران بعضهما البعض وسيبقى لكل كيان منهما وجوده المستقل بهذا التجاور

لكن من هو ذاك الذي سيستطيع معرفة درجة رنينيته او رقم بصمته الوجودية التي تميزه عن باقي الموجودات في الكون كله؟

وأيّ وعي هو ذاك الذي يستطيع معرفة موقعه الدقيق من الكون أو من العقل الكوني؟

لا بد أن يكون وعيه وعي عالي
لا بد أن يكون وعيه وعي راقي

لا بد أن يكون كيانا فكريا مأذونا له بالمعرفة والولوج لسجلات أكاشا الكونية متى ما أراد

وهذا الوعي العالي والراقي المأذون له بالاطلاع والولوج لا بد أن يكون دائم الاتصال بالعقل الكوني ،، وبشكل مباشر لكي يستطيع أن يحصل منه على مثل هذه المعلومة الدقيقة جدا جدا جدا وما يماثلها من المعلومات الدقيقة

هنا تدخل فكرة النفس العليا القريبة من النفس الناطقة القدسية او النفس المطمئنة ،،

وهذه النفس العليا هي التي قلنا عنها سابقا أنها هي النفس العليا القريبة المربية المباشرة للنفس المطمئنة،،،

فالانسان حين يموت ستنفصل نَفْسَيهِ الحسيّة الحيوانية والناطقة القدسيّة عن بدنه وليكملا وحدهما طريق العودة وطريق المعرفة المطلوبة من تلك الكرّة في الحياة

وقلنا في ما سبق أن النفس الحسيّة الحيوانية هي مجمع جنود الجهل ،، وبلفظ آخر هي داعي المعصية الموجود مع كل إنسان،، فهذه النفس تحوي بطيّـاتها جميع جنود ابليس أي تحوي جميع جنود الجهل ،،، وجنود الجهل هي الطاقة السلبية

هذه النفس عندما تنتهي الحاجة منها وينتهي دورها في تلك الكّرة فإنها ستعود لمصدر الطاقة السلبية الذي منه صدرت ،، أي انها ستعود لمصدر طاقة إبليس ،، فهي طاقة سلبية إبليسية

والنفس الناطقة القدسيّة مجمع جنود العقل او مجمع الطاقة الإيجابية ستكمل طريقها لتجاور نفسها العليا بحيث انها ستحافظ بتلك المجاورة على كيانها ووجودها وأناها فلا تفقدها معها

أنها نفس خالدة أبديّة لا تموت ،، فهذه النفس لم تُخلق للموت والفناء بل للخلود والبقاء ،، لكنها تُنقل من دار إلى دار وبالأبدان محبوسة ،،

ومتى ما تحررت من تلك الأبدان المادية أو من تلك الطاقات السلبية الابليسية التي رافقتها طوال قوس نزولها وصعودها ستطير من فورها الى عش سعادتها وراحتها بجوار ربها نفسها العليا لتبقى به سعيدة ما دامت راقدة فيه،،

لكنها بعد حين من السعادة ستختار وبإرادتها أن تُحبس من جديد في بدن جديد لتُنقل به من دار الى دار في كرّة مادية جديدة تتعلم فيها علم جديد وترتقي فيها درجة وجودية جديدة

هكذا هي مراحل نزول النفس في تجربة مادية جديدة في كرّة جديدة بحياة جديدة

بالاتفاق بينها وبين نفسها العليا ستختار دور جديد لكي تنزل به ،، طبعا لا بد من وجود قانون ثابت يحكم هذه العملية ويتم تطبيقه على جميع النفوس

لكن توجد ادوار مخصصة لمجموعات محددة لا يمكن لأحد أن يتجسد بها الا ان يكون من تلك المجموعات
فأدوار مجموعة الكافرين ((المغطّين)) هي أدوار مخصصة لمجموعة الكافرين ((المغطّين)) فلا يؤديها سواهم

وأدوار مجموعة المخلصين هي ادوار مخصصة لمجموعة المخلصين ولا يمكن لغيرهم ان يؤدي أيّ منها

نعود لمراحل نزول النفس

فعندما تقرر النفس عليا بالاتفاق مع نفسها المطمئنة النزول بتجربة مادية جديدة مكمّلة للتجربة السابقة فإن النفس العليا ستركّب بها نفس نسب جنود العقل الـ 72 السابقة وستزيد او ستبدل نسبها ودرجاتها فترفع بعضها وتخفض غيرها لتتعلم منها اشياء جديدة

أمّا إبليس مصدر الطاقة السلبية فسيعمد الى تركيب جنود جهل 72 جديدة بنسب جديدة تكمل نسب جنود العقل التي ركبتها النفس العليا في النفس الناطقة القدسية،، فيركّب تلك الجنود السلبية او جنود الجهل الـ72 في نفس حسيّة حيوانية جديدة لتكون كالصورة المرآتية للنفس الناطقة القدسية ،،

في تلك الأثناء تكون النطفة التي تحمل الجينات الوراثية المطابقة والمناسبة لجنود العقل والجهل النازلة من السماء قد استقرت بالرحم وبدأت النفس النامية النباتية معها وبالاتفاق مع النفس العليا أمّنا الأرض بتكوين أعضاء البدن عضو بعد عضو حسب ما هو مكتوب بتلك الجينات الوراثية

فيكون تركيب البدن وشكل أعضائه الداخلية والخارجية مناسبة لطبيعة جنود العقل وجنود الجهل التي ستنزل به بعد حين ومناسبة للدور الذي ستؤديه تلك النفس المركبة في هذه الكرّة الجديدة

وعملية تركيب النفس الناطقة مع نفس حيوانية مناسبة للدور الذي سيعيشه في كرته الجديدة هي نفسها عملية اللعن

فكل من تحت هذه القبة وأنا منهم كلنا من الملعونين 

والانبياء والرسل والاولياء ينزلون بيننا من أجل الأخذ بيدنا لكي تُرفع هذه اللعنة عنّا

بمعنى أن لا نُقرن مرة أخرى بنفس حسيّة حيوانية جديدة

كل من تحت هذه القبة ملعونون لأنهم مقرونون بنفس حسية حيوانية 

فعملية القرن هذه بنفس حسية حيوانية هي نفسها عملية اللعن الفعلية

وانت وأنا عندما نلعن أحد من الناس فلعننا لعن لفظي لا أثر تكويني له

لكن اللاعنون الفاعلون المقصودون بقول الناطق بالقرآن الكريم أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ هؤلاء هم المسؤولون عن عملية القرن هذه 

خذوه فغلوه ،، تعني أيها الملائكة اللاعنون خذوه فالعنوه 

يعني خذوه فاقرنوه بنفس حسية حيوانية

ثم الجحيم صلّوه تعني ثم بعد أن تلعنوه او تقرنوه بنفس حسية حيوانية ارسلوه في كرة أخرى في الجحيم يعني في هذه الأرض 

فالملعونون وهم نحن وجميع من تحت هذه القبة لا نزال جميعنا بالنسبة للملأ الأعلى من الكافرين ومن الظالمين

لأننا لم نؤمن بعد بشيء معين يريدوننا هم ان نصل له بأنفسنا ونؤمن به كامل الإيمان فتثقل موازيننا 

فنحن لم نصل بعد لدرجة الإيمان والتقوى التي ستثقل موازيننا معها فيتم تنجيتنا حينها من اللعن مرة أخرى ومن العودة لجهنم في كرة أخرى

حزب الله وحزب الشيطان هما حزب واحد 

والشياطين التي تؤز الكافرين أزّا (ونحن هم الكافرون) كما هي بيد حزب الشيطان فإنها أيضا بيد حزب الله 

وهي أيضا بيد رب العالمين يرسلها على الكافرين 

((أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا)) 

وحزب الله وحزب الشيطان كلاهما يد الله وكلتا يديه يمين
----

نعود من جديد لجهاز الراديونكس فنقول :

أنه لو كان يوجد عندنا جهاز راديونكس متطور جدا جدا جدا مثل الذي تمتلكه الملائكة والروح 

فإننا سنتمكن حينها من تكوين كينونة فكرية طاقوية ذكية جدا،،

بل سنتمكن من تكوين كائن طاقوي فكري حيّ ومعقد جدا جدا

بحيث أنه لا يحمل بطياته فكرة او فكرتين او ثلاثة افكار فقط،،

بل سيحوي بطياته نفسين متراكبتين متضادتين يحويان 144 فكرة مركبة مع بعضها البعض ،، نصفها ايجابي ونصفها سلبي ،،

وبنسب مختلفة سيمكننا ان نتحكم بها كيفما نشاء بفضل جهاز الراديونيكس المتطور جدا جدا جدا

وبدل أن نرسل ذلك الكيان الفكري المركّب لكي يحيط ويؤثر على شخص معين ،، فإننا سنرسله الى كوكب مثل كوكب الأرض ليعيش عليه حياة مادية يشعر بها بأنه كائن حي مستقل ذو ارادة مستقلة

الجزء الأول سنخلقه بجهاز نحن من نتحكم به ويمثّل جزء من وعينا وعلمنا وطاقتنا الإيجابية ،،

وجزئه الآخر يصدر من ذلك الجهاز الموجود على أحد الأفلاك ونضع به ما نشاء من الأفكار والعواطف والأحاسيس السلبية


ثم سنرسله بعد ذلك كقوة فلكيّة وحرارة غريزية هابطة من الأفلاك السماوية ((من القمر مثلا)) لتتصل او لتسكن في بدن مادي لطفل أرضي فتنشأ معه وتترعرع ككيان واحد ولتعيش من خلاله حياة أرضية

الفكرة خيالية ،، لكن الحقيقة أغرب من الخيال

ولو راجعنا وتمعّنا وتفكّرنا جيدا بمفردات رواية أمير المؤمنين عليه السلام التي يتكلم بها عن النفس واجزائها وقواها ومصدرها ومنتهاها سنجد أن جميع ما قلناه بالأعلى من الأفكار يمكننا أن نستخرجها منها بشكل أو بآخر

من سيعبد الله من خلال الإعتقاد بهذه الفكرة او بهذه النظرة سيعبده بجسد روحه معلق بالملاء الأعلى فوق السقف المرفوع

------
روي (ان أعرابيا سأل امير المؤمنين عليه السلام عن النفس فقال له عن اي نفس تسأل فقال: يا مولاي هل النفس أنفس عديدة؟

فقال عليه السلام: نعم نفس نامية نباتية، ونفس حسية حيوانية، ونفس ناطقة قدسية، ونفس إلهية ملكوتية كلية.

قال: يا مولاي ما النامية النباتية؟

قال: قوة أصلها الطبايع الاربع بدو إيجادها مسقط النطفة، مقرها الكبد، مادتها من لطايف الأغذية، فعلها النمو والزيادة، وسبب فراقها اختلاف المتولدات فاذا فارقت عادت إلى ما منه بدأت عود ممازجة لا عود مجاورة.

فقال: يا مولاي وما النفس الحسية الحيوانية؟

قال: قوة فلكية وحرارة غريزية 

أصلها الافلاك 

بدو ايجادها عند الولادة الجسمانية 

فعلها الحياة والحركة والظلم والغشم والغلبة واكتساب الاموال والشهوات الدنيوية 

مقرها القلب 

سبب فراقها اختلاف المتولدات، 

فاذا فارقت عادت إلى ما منه بدأت عود ممازجة لا عود مجاورة 

فتعدم صورتها ويبطل فعلها ووجودها ويضمحل تركيبها.

فقال: يا مولاي وما النفس الناطقة القدسية؟

قال: قوة لاهوتية بدو ايجادها عند الولادة الدنيوية، مقرها العلوم الحقيقية الدينية، موادها التأييدات العقلية، فعلها المعارف الربانية، سبب فراقها تحلل الآلات الجسمانية، 

فاذا فارقت عادت إلى ما منه بدأت عود مجاورة لا عود ممازجة.

فقال: يا مولاي وما النفس اللاهوتية الملكوتية الكلية؟

فقال: قوة لاهوتية جوهرة بسيطة حية بالذات أصلها العقل منه بدت وعنه دعت وإليه دلت وأشارت وعودتها إليه إذا كملت وشابهته، ومنها بدأت الموجودات وإليها تعود بالكمال فهو ذات الله العليا وشجرة طوبى وسدرة المنتهى وجنة المأوى، من عرفها لم يشق، ومن جهلها ضل سعيه وغوى .

فقال السائل: يا مولاي وما العقل؟

قال: العقل جوهر دراك محيط بالاشياء من جميع جهاتها، عارف بالشيء قبل كونه، فهو علة الموجودات ونهاية المطالب)......انتهى







بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كشف المؤامرة الربانية -7


تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كلّ أَمْرٍ


مِّن كلّ أَمْرٍ ...... قلنا في ما سبق أنّ مِّن كلّ أَمْرٍ لم تترك لشيء أن يخرج من اطارها

فالكتب السماوية والتعاليم الالهية وتفاصيل اسباب صعود الحضارات الجديدة وهبوط السابقة

والحروب والامراض والمجاعات والفتن على اختلاف انواعها والعقوبات الجماعية والفردية

والنّعم التي تعم الافراد والمجتمعات وجميع تفاصيل أحداث الصراع بين الخير والشر وتبليغ الرسالات السماوية وتكليف الرسل والانبياء والاولياء بأسمائهم وصفاتهم وصورهم

وتفاصيل التنزلات بخطط حزب الله القرآني وأيضا تفاصيل التنزلات بخطط حزب الشيطان

كل ذلك وأيضا جميع ما يمكننا وصفه بالحروف والكلمات مما يجري على هذه الأرض من أحداث سواء كانت أحداث أمم بني آدم المختلفة ، أو أحداث الأمم الأخرى التي تدب معنا على هذه الأرض او أحداث الامم التي تطير بجناحيها

كلّ تلك الأحداث هي من تنزلات الملائكة والروح باذن ربهم من كلّ أمر 


فجميعها وجميع تفاصيلها وتطوراتها من بدئها لانتهائها وبلا استثناء هي من تنزلات الملائكة والروح


وقلنا كذلك أن عالم الملائكة والروح وربهم أنه هو عالم الأمر

وقلنا أن عالم الأمر هو عالم المشيئة الإلهية

وأن موجودات هذا العالم من الأسماء العظمى والحسنى والملائكة والرواح على اختلاف مستوياتها الوجودية هي جميعها متصلة بالعقل الكوني الاسم المكنون الذي يحوي جميع الاحتمالات الممكنة لكل الاحتمالات الممكنة ولكل ما يمكن ان يتفرّع منه من الاحتمالات الممكنة

ولكون أنّها جميعها متصلة بهذا العقل الكوني الواحد او الاسم المكنون وتعلم منه بما تشاء ان تعلمه من الاحتمالات بمجرد ان تشاء ان تعلمها

فهي لذلك وبمجملها وكوحدة واحدة يمكننا ان نعتبرها ظهور تفصيلي للعقل الكلّي

فهو كلّي وهي تفصيلاته

وهذا الظهور التفصيلي ظهر على شكل مخلوقات أمريّة توزعت على شكل مخلوقات أمريّة فرديّة تدعى ملائكة

و مخلوقات أمريّة فردية أخرى تدعى الروح وهذه جميعها لها وضائف محددة تناسب مقاماتها ودرجاتها

ومخلوقات أمريّة فرديّة أخرى تُدعى اسماء حسنى وعظمى ،، ومهمتها هي أن تدير وتراقب حركة تنزلات الملائكة والروح

واسم أمريّ مخلوق أعظم ومهمته هي أن يتحكم بجميع ما يجري من التنزلات من جميع ما سبق من المخلوقات الأمريّة والتي يحيط بها إحاطة كاملة وبشكل دائم لا انقطاع له

وقلنا أنّ مخلوقات عالم الأمر تتعبّد الله بإظهار أ ببرء صور جميع الإحتمالات الممكنة والمخزونة بهذا الكتاب الكوني او بهذا العقل الكلّي

وأنها تُظهرها كصور مختلفة لعبادة الله المعنى المعبود

وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ

واليوم سنتكلم عن كيفية إظهار جميع صور الاحتمالات الممكنة عن طريق اظهار العبادة

من البداية قلنا أن في الملاء الأعلى يوجد
 قسمين أو مجموعتين

- مجموعة الكافرين وهؤلاء مهمتهم أن يكفروا الحقائق أي أن يغطوها

- ومجموعة المخلصين ،، وهؤلاء مهمتهم إظهار الحقائق

من هنا نبدء الكلام فنقول:ـ

أنّ الدين أو الأديان تتنزّل بها الملائكة والروح عن طريق مجموعة المخلصين 
لكي يتمّ حرفها وتزويرها بعد ذلك بواسطة مجموعة الكافرين

ـ(((من حديث طويل للامام الصادق مع عبد الله بن زرارة جاء فيه:ـ

عليكم بالتسليم والرد إلينا وانتظار أمرنا وأمركم وفرجنا وفرجكم ، ولو قد قام قائمنا وتكلم متكلمنا ، ثم استأنف بكم تعليم القرآن وشرايع الدين والاحكام والفرائض ، كما أنزله الله على محمد لأنكم أهل البصائر فتّكم ذلك اليوم‌ انكار شديدا.

ثم لم تستقيموا على دين الله وطريقه ، الا من تحت حد السيف فوق رقابكم
انّ النّاس بعد نبي الله ركّب الله بهم سنّة من كان قبلكم ، فغيّروا وبدّلوا  وحرّفوا وزادوا في دين الله ونقصوا منه

فما من شي‌ء عليه الناس اليوم الا وهو محرّف عمّا نزل به الوحي من عند الله


فاجب رحمك الله من حيث تدعى الى حيث تدعى))).... إنتهى النقل

فالملائكة والروح تدعم وتناصر مجموعة المخلصين في عملية تبليغها للدين وشرحه للناس حتى يكون ذا قوة وبأس وتتوفر له الدعاية الإعلامية الكافية لكي ينتشر كما قد أنزل من السماء

ثم بعد قتل الرسول او موته تقوم 
مجموعة الكافرين بتحريفه وتقسيمه وتحويل مساراته وتشعيبها بالقدر الممكن وحسب ارادة الناس وقدرتهم على العبادة

وكل قسم من الناس سيسلك إحدى تلك المسارات الكثيرة المتاحة له والموجودة من أمامه ويستطيع ان يسلكها

ومن خلال هذه العملية ستظهر حميع التنوعات والاحتمالات الممكنة على هذه الأرض

ولو لاحظنا ما يجري على هذه الأرض بين الناس من الأفعال سنجد أن جميع أفعالهم اليومية لها ارتباط وثيق بالدين سواء أكان قريب وواضح او بعيد وغير واضح

فالاخلاق في مختلف أصقاع الأرض أصلها الأديان

والعادات في مختلف أصقاع الأرض أصلها أيضا الأديان

والتقاليد في مختلف أصقاع الأرض أصلها كذلك الأديان

كما ان أنواع الحكومات في الأرض كلها تأخذ شرعيتها  أو صورها بشكل ما من الأديان سواء كانت ملكية او جمهورية أو اتحادية أو أو أو

كل الحروب على الأرض تنطلق من رؤية دينية تعبدية

وكل افعال العباد اليومية هي أيضا صور مختلفة من صور العبادة

فسواء ذهبت للعمل او لمساعدة صديق او لعيادة مريض او لزيارة صديق او قريب

والاخلاق التي يتخلّق بها الجميع خلال حياتهم اليومية بجميع صورها لها كذلك علاقة وثيقة بالدين

ولو ترك الأمر فقط لمجموعة المخلصين ولم يتم تزوير وتحريف الدين لما ظهر هذا التنوع الكبير على هذه الأرض

ولما كان هناك سوى دين واحد وعادات واحدة وتقاليد واحدة وملابس واحدة وحتى تصفيفات الشعر ربما ستكون واحدة أيضا

ستصبح الحياة حينها مملة على هذه الأرض ولن تتنوع الدروس التي من الممكن لنا أن تعلمها عليها

فـ ستنعدم الألوان من عليها ،، وربما الكلّ سيلبس الأبيض والاسود

ويموت حينها من يموت منا ولن يجد من يبكي عليه ، وبدورنا لن نبكي على أحد من الناس مهما كان عزيزا علينا

بل وحينها سنفرح له ايما فرح أيضا

ليس لأنه سيذهب للجنة والتي ستكون حينها تحصيل حاصل 

بل لأنّه ترك وفارق هذه الحياة الرتيبة المملة ذات اللون والطعم الواحد والذي اضطر ان يتجرعه من اول يوم لولادته حتى يوم مماته

هذه الحياة الجميلة والملونة بكل الألوان كما نراها اليوم هي من فضائل وبركات أفعال مجموعة الكافرين

فالاسلام على سبيل المثال انقسم كما يقولون الى 73 فرقة تعبد الله بـ73 طريقة واعتقاد

والواقع يشهد ان طرق وصور عبادتهم لله اكثر من ذلك بكثير

فصور عبادات الله ممن يعبدونه من أهل السنّة والجماعة وتشعباتهم في أرض الحجاز تختلف عن صورها في المغرب العربي وتختلف عن صورها في الصين أو تايلند أو أمريكا أو في العراق

وصور عبادات الله ممن يعبدونه من الشيعة بجميع فرقهم تختلف كذلك في كلّ دولة وكل قارة عن الأخرى

فأتباع كلّ دين في كلّ أرض وبلاد حين يدخلون في أيّ دين آخر سيمزجون عاداتهم وتقاليدهم في تلك الأرض والبلاد بنفس ذلك الدين أو المذهب الواحد الجديد 

فنجد أن صور عباداتهم تختلف في كلّ بلد من البلدان عن البقية

 نعم هم يتفقون ربما على نفس الأساسيات لكنهم في بقية تفاصيل حياتهم من التجارة والصناعة والزراعة هم يختلفون بشكل كبير عن بعضهم البعض

وحتى داخل الدين والمذهب الواحد في المكان الواحد نجد أيضا اختلافات كبيرة بين افرادها ناتجة من الخلفية التي دخل بها هؤلاء الافراد لهذا المذهب

فمثلا عادات من كان هندوسيا وأصبح مسلما تختلف عن عادات من كان نصرانيا واصبح مسلما ،، وهذان يختلفان عمن كان يهوديا واصبح مسلما

فكلّ دين أو مذهب في كلّ ارض من هذه الأرض له لون خاص به وحده ،، وعندما سيختلط بلون او بدين أو بمذهب آخر فإنه سيُنتج لون جديد كلّيّا لم يكن موجود بالسابق على الإطلاق

وجميع أفراد وجماعات تلك المذاهب والآديان هم يعبدون الله 

جميعهم يعبدون الله 

لكن كلّ واحد أو كلّ مجموعة منهم تعبد الله بطريقة مختلفة عن البقية

تتاجر انطلاقا من دينها بطريقة مختلفة

تزرع بطريقة مختلفة

تجاهد بطريقة مختلفة

تصلّي بطريقة مختلفة

تطبخ بطريقة مختلفة

تتزاوج وتتوالد بمراسيم مختلفة
و
و
و


فالدين لم تتنزل به الملائكة والروح بإذن ربهم لكي يبقى مثل ما هو بدون تحريف ،، بل هي تنزّلت به بإذن ربها وفي نيتها وخطتها ((والتي هي اصلا نيّة وخطّة ربهم)) أن تحرفه بعد ذلك بكل طريقة ممكنة

وذاك لكي تُظهر جميع التنوّع الممكن وجميع الألوان الممكنة من كلّ شيء في هذه الأرض

فإذا كانت هذه هي خطّة ونيّة ربّ الملائكة والروح، وكان هذا هو فعل الملائكة والروح وربهم، فهل من العدل أن يكون نظام العقاب والثواب حينها بتلك القسوة التي نتخيّلها بعقولنا للنار وتُـلقِّـننا إيّاه أفواه مشايخ الحلال والحرام مشايخ السلاطين لتُحكم سيطرتها علينا به ومن خلاله؟

الثواب والعقاب موجودان ،، والجنة والنار موجودتان ،، لا انكرهما ولا ينكرهما عاقل،، لكنهما ليستا على تلك الصورة المزروعة في عقولنا ،،

تلك الصورة التي نتصور النار بها وكانها ظرف مكاني يشبه برميل ملتهب بنيران حرارتها أشد من حرارة نيران الأرض بما لا يمكننا ان نتصوره ،، وفوق ذلك يسلط علينا ملائكة تحمل قضبان نارية تلهبنا بها سعيرا ونحن في تلك النار!!!!! لإي إله داعشي هو هذا الاله وأي ملائكة هم أولائك الملائكة، افغانيين؟ شيشانيين؟

فكيف لهم ان يتنزلون بنا كأنفس مطمئنة وبكل ما يدور من حولنا من تفاصيل ثم يعذبوننا بعد ذلك بصورة وحشيّة على أشياء هم من تنزّلوا بها تنزيلا بأمر ربهم ولا حول ولا قوة لنا على مقاومة تنزلهم بها بأي صورة؟

بل ان الأجدر والأعدل والأكمل لرب الملائكة والروح وللملائكة والروح أيضا أن يكافؤننا كأنفس مطمئنة على كل مساهمة من مساهمتنا في عملية إخراج أو برء صور تلك العلوم الحصولية من عالم المكون في الكتاب التكويني او في العقل الكلي لعالم الظهور في عالم الخلق

إننا كأنفس مطمئنّة مخلوقة نقوم مع مخلوقات عالم الأمر الأخرى بمهمّة إلهيّة جليلة وعظيمة لا نستحق منهم عليها إلاّ كلّ ثناء حسن وثواب جميل

فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟

فكيف أقنعونا أن جزاء الإحسان هو التنكيل والعذاب؟

فموجودات عالم الأمر عندما يتكلمون عن النار والعذابات ويصفوها لنا فهم صادقون تمام الصدق

لكنه يصفونها لنا من حيث هم لا من حيث نحن

فمخلوقات عالم الأمر تعيش بالجنة حيث كلّ جميل وحيث لا نزاعات نفسية ولا حاجات بدنية

ومن حيث أنها تخلق لنفسها ما تريده من الطعام والشراب وتأكل وتشرب بقدر ما تريد منه بدون أن يخرج منها لا فضلات صلبة ولا غازيّة

أنها تصف لنا الجنّة من حيث هي ومن حيث انها بالغرفات آمنة

ومن حيث أنها تعيش عالمها الهولوجرافي داخل تلك الغرفات (الحور العين) كيفما تريده وتتصوره

فهي تذهب لكل مكان وهي داخل تلك الغرفات (الحور العين) لا تغادرها

فداخل تلك الغرفات (الحور العين) هي تخلق بارادتها لنفسها ما تريد من المتع والملذات لتعيشها وتتذوقها بدون منغصات

داخلها هي تخلق أي مكان وأي زمان تريده وتعيش كل تفاصيله

ومنه فإن مخلوقات عالم الأمر ترانا نعيش فعلا في النار حين ترانا نعيش هذه الظروف والمشاعر المروّعة في عوالم الخلق سواء على هذه الأرض أو على غيرها

فالطعام يغلي في بطوننا كغلي الحميم

وتعرق وغازات وروائح كريهة

وتعب ونكد

ونوم وصحوة

وحروب ومجاعات

وحب ومعاناة

ولذات كثيرة كلها مجذوذة وكلها محفوفة بأضعاف أضعافها من المكاره والمصاعب والآلآم

كما أنها محكوم عليها أن تتجسد على هذه الأرض او غيرها مرارا وتكرارا وتكرارا وتكرارا بابدان ضعيفة جديدة وجديدة وجديدة ،، وكلما بلي لها بها جسد بدلوه بغيره

وقبل كلّ ذلك فهي ترانا نعيش حالة الفراق عن الله

وحالة النسيان ان الله أقرب الينا من حبل الوريد

وحالة الجهل باننا نعلم بكل شيء

وأننا قادرون على كلّ شيء

وأننا مخلوقات إلهية عظيمة وكريمة
.

فصور النار والعذاب وأوصافها هي مجرد وجهة نظر

سردوها لنا من وجهة نظرهم من عالم الأمر 

وفهمناها من وجهة نظرنا في عالم الخلق

لكننا كنفوس مطمئنة عندما نكتشف الحقيقة ونرى الجمال عندما نعود لربنا ونعاين جنة رب العالمين فإننا سنكتشف أنها كانت وجهة نظرهم للحياة الدنيا على هذه الأرض

وحينها ستصبح وجهة نظرنا نحن أيضا

لأننا سنكتشف ان تجربة الحياة الدنيا التي عشناها على هذه الارض بأي صورة كانت وضمن أي أمّة من أممها التي تدبّ عليها او تطير في أجوائها 

هي مقارنة بجنة رب العباد التي عاينّاها عيانا انما هي نار ونيران وعذاب وشقاء

عندما نستيقظ من نومتنا هناك ستنكشف لنا كلّ الحقائق التي كنا غافلين عنها خلال نومنا
  وصلّى الله على خير خلقه أجمعين محمّد وآله الطّيبين الطّاهرين
.
..
...
....

.....






هناك تعليق واحد:

  1. اريد اتواصل مع كاتب المقال كيف ؟

    ردحذف