الأربعاء، 20 يناير 2016

الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا










بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


 الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا


من كلمات أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه وآله قوله:

 الناس نيام فإذا ما ماتوا انتبهوا

وقوله:

مُوتُوا قَبْلَ أَنْ تَمُوتُوا

لنفترض أننا جميعا كنّا نيام في مكان واحد ، ولنتفرض انه سجن من سجون الطواغيت وانت نائم معنا،،

ولكثرة المساجين في زنازينهم فانهم عندما ينامون يطء أحدهم لا عن قصد بقدمه وجه البعض الآخر ويضع أحدهم يده في منخار الآخر او في فمه أو عينه أو اذنه ،،

وغيره يطلق ريح بصوت وبدون صوت

وآخر يضع يده بين قدميه

وأخر عورته مكشوفة 
و
و
و

ولك ان تتخيل بقية المشاهد المحيطة بنا حينها.

ولسبب ما استيقظت أنت قبلنا في احد الليالي

وعندما رأيت جميع تلك المناظر حاولت أن تيقظنا لتنبهنا عليها

لكننا لم نستيقظ رغم مجهودك الكبير لايقاظنا

فكيف ستكون نظرتك الينا حينها؟

هل ستقول عنا اننا منحرفون؟

أو اننا غير مؤدبون؟

أو قذرون؟

أو كفرة؟

او مشركون؟

ببساطة وبثقة كبيرة يمكننا القول انك لن تقول عنّا أي من ذلك أبدا 

كذلك ولن تحكم علينا بأيّ أحكام سلبية

لأنك تعرف ومتأكد من اننا لا زلنا في سباتنا ونومنا العميق

وغالبا ما انك ستنظر لنا حينها مبتسما

ولن تفارقك تلك الابتسامة طوال مراقبتك لنا في نومنا

كيف ينقلب بعضنا على بعض

وكيف يعتدي بعضنا على بعض

وكيف يخرج بعضنا الريح في وجه بعض

وغير ذلك من الصور التي بيّنّاها في البداية وبغيرها من الصور مما سيمكنك ان تتخيلها

حينها لن تقول أن هؤلاء النائمون قوم كفار

ولا مشركين
ولا معاندين
ولا مجرمين

لأنك تعرف انهم نائمون وأكثرهم يلعبون ويلهون الآن في نومهم وهم نائمون

ستبتسم حينها من أفعالهم وتضحك على احوالهم

فأوّل شيء ستفعله عند استيقاظك هو توقفك عن الحكم على النيام الغافلين باحكام كنت تطلقها عليهم وانت نائم مثلهم،

هذه المقولة قرأتها في مكان ما لكنها مستبطنة في كلمات أمير المؤمنين ويجب ان نفهمها ونستفيد منها أيضا

الناس نيام اذا ما ماتوا انتبهوا

وأنت مطلوب منك أن تموت قبل أن تموت ،، يعني أن تستيقظ بإرادتك

ان لم تكن تعرف كيف تستيقظ من نومك فلا أقل من أن تمثل في نومك أنك استيقظت فعلا من نومك

فتتوقف عن الحكم على الناس النيام من حولك والذين لا يريدون الاستيقاظ

او الذين لا يعرفون أصلا انهم نائمون

او يعرفون انهم نائمون لكنهم لا يعرفون كيف يستيقظون

توقف عن نعتهم والحكم عليهم بانهم كفار وفسقة ومشركين وكلاب وخنازير 

لأن حقيقتهم ليست كذلك

انهم مثلك مساكين لا زالوا محشورين ومحبوسين معك في سجن رب العالمين (جهنم)

والفرق الوحيد بينك وبينهم انك استيقظت وهم لا زالوا في سباتهم واحلامهم يلهون ويلعبون

لكن الفاجعة الكبيرة حينها لو انك استيقظت

ورأيت أن السجّان قد فتح باب السجن عامدا ليهرب منه من سيستطيع ان يستيقض قبل الصباح فيغادره مطمئنا بلا عودة 

لكنك وبدل أن تستغل هذه الفرصة التي انعم السجّان عليك بها للهرب والخروج بلا عودة ، بقيت مع النائمين ووسطهم حتى الصباح تسبهم وتلعنهم وتكفرهم على حركاتهم ورياحهم ولمسهم بعضهم البعض وعلى عدم استيقاظهم

وبقيت منشغلا بالحكم عليهم حتى الصباح وجاء السجّان وأغلق الباب عليك وعليهم من جديد
.
.

ليس عليك هداهم
ليس عليك ايقاظهم

لا تعتبرهم أو تدخلهم قسرا ضمن حدود رعيتك

فهم أصلا ليسوا من رعيتك

ولو سألتهم هل تقبلون ان تكونوا من رعيتي فأيقظكم كما استيقظت؟

لقالوا لك اذهب انت ويقظتك اننا ها هنا نائمون

فلا تدخلهم قسرا ضمن رعيتك لتقول لي ولنفسك بعد ذلك كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته وهم من مسؤوليتي

فكل نفس ستأتي لتجادل عن نفسها فقط

وحتى الذين ادخلتهم قسرا في رعيتك وقبلوا منك ذلك فإنهم سيأتون حينها ليجادلوا عن نفسهم فقط

وسيضعونك ضمن حججهم وأعذارهم للخلاص من النقائص الموجودة بهم

استيقظ داخل نومك بان تتصرف وكانك استيقظت ومن حولك لا زالوا نيام

نعم حاول ان تيقظهم بلطف
لكن لا تعنفهم
ولا ترعبهم
ولا تحكم عليهم باحكام جائرة
واصبر عليهم

ابعد بلطف تلك اليد النائمة والملقية بثقلها على وجه أخيه واخيك النائم

وبرقة أبعد تلك القدم النائمة والجاثمة بثقلها على صدر ذلك المسكين الذي برزت ضلوعه من خلف قميصه إثر الجوع والعطش والتعذيب

إفتح الشباك لتخرج الروائح

قف على قدميك لتفسح للذي بجوارك في المكان فيرتاح بنومه اكثر لعله يصحو حينها 

والذي بدوره إن صحى سيقف مثلك على قدميه ليفسح أيضا في المكان للذي بجواره 

وبنفس الوقت سيعينك على خدمة بقية النيام

مت قبل أن تموت

أصح من نومك في نومك

إن لم تعرف كيف تصحو فعليك بتمثيل ذلك

وسيأخذك تمثيل الصحوة الى تلك المنطقة البرزخية التي سترى منها أفق الصحوة العريض

فتتجه نحوه
.


وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين
.
..
...
....
.....



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق