السبت، 17 فبراير 2018

ما المنفذ بين العقل الجزئي والعقل الكلي؟


ما المنفذ بين العقل الجزئي والعقل الكلي؟


بسم الله الرحمن الرحيم 
اللهم صلي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سؤال حول الحديث السابق المعنون المعنى ومعانيه أحببت أن أشارك الجميع إجابتي عليه

السؤال هو:

مالمنفذ بين العقل الجزئي والعقل الكلي؟

وجوابي هو:

نقطة الوعي هي المنفذ بين العقل الكلي وبين العقل الجزئي ،، ونقطة الوعي هي نفسها العقل الكلي من جهة وهي نفسها العقل الجزئي من جهة أخرى 

العقل الكلي هو كل شيء في الحقيقة 
لكنه خلق لنفسه نظام يستطيع به أن يخدع نفسه ان صح التعبير 
فيرى نفسه به على صور مختلفة 

خلق من ذاته لذاته نظام النور والمرايا 

والمرايا هي من تساعده لكي يرى نفسه على كل صورة 

كما قلنا في الحديث تخيّل العقل الكلي انه كرة كبيرة 
وعلى هذه الكرة توجد مليون او ملايين الأثقاب 
وأمام كل ثقب توجد مرآة تعكس للعقل صورة النور الذي يصل لها من الثقب الموجود أمامها 

العقل الكلي هو كل هذا النظام ، لكنه ينقسم لخمسة أجزاء لا يتخلّف أو يختلف اولها عن آخرها

1- روح هذا النظام ((المصباح))

2- الذات الجامعة لهذا النظام

3- نور هذا النظام 

4- مرايا هذا النظام 

5- نقطة الوعي الجزئية في هذا النظام

بما ان روح هذا النظام (1) يريد أن يعرف او أن يرى نفسه على كل صورة وخلق كل هذا النظام من أجل ذلك فهو يمثل فيه طرف العلم التام

والمرايا (4) التي تعكس له جميع تفاصيل نوره تمثل الادراك الكامل 

والنقطة التي ينعكس النور المنعكس من المرآة عليها تمثل نقطة الوعي أو العقل الجزئي ((وهي أنت))

فأنت النقطة المعلقة بين العلم التام والادراك التام 

تخيل وجودك وكانك عين 

داخلها يوجد مصباح منير وأمامها يوجد مرآة 

المصباح اذا أراد أن يرى نفسه على صورة معينة سيخرج او سيصدر نوره من نقطة وسط سواد العين يحمل جميع تفاصيل الصورة التي يريد أن يرى نفسه عليها كعلم اجمالي واحد

فيسقط هذا النور على المرآة والتي هي الإدراك التام 

فتستلم المرآة هذا النور كنور واحد اجمالي وتعكسه لك أنت كنقطة الوعي مرة أخرى لكن كعلم تفصيلي 

والمرآة الموضوعة أمامك مقعرة بحيث أن كل تفاصيل النور الاجمالي الساقط عليها ستعود لتدخل للعقل الجزئي من جديد عبر نفس النقطة التي خرج النور الاجمالي منها 

فنقطة الوعي الجزئية التي ستدرك التفاصيل كعقل جزئي هي تلك النقطة التي سيخرج النور منها أولا ويعود لها مرة أخرى فترى نفسها على الصورة المنعكسة لها من المرآة 

والعقل الكلي مصدر النور يقف او متموضع خلف العقل الجزئي او خلف نقطة الوعي ويرى نفسه من خلال عيني مثاله نقطة الوعي الجزئية

يعني نقطة الوعي الجزئية هي النقطة المعلقة 

بين العلم التام المتمثل بالنور او المشيئة الأولى 

وبين الادراك الكامل المتمثل بالمرآة

وهذا النظام كله خلقه العقل الكلي من ذاته لذاته ليرى به حضوريا جميع تفاصيل نوره 

فهو العالم به وهو المعلوم 
وهو الخالق به وهو المخلوق
وهو النور وهو الظلمة 
وهو الأول وهو الآخر 
وهو روح كل شيء
وهو كل شيء

خلق المشيئة بنفسها وخلق الأشياء بالمشيئة ،، فالمشيئة إذن مكنون في كل شيء وهو الأول وهو الآخر وهو على كل شيء قدير

وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين
.
..
...
....
.....

هل النفس متلبسه بجسد الانسان ام هي قوة تتحكم به من الخارج؟


هل النفس متلبسه بجسد الانسان ام هي قوة تتحكم به من الخارج؟



بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مجموعة أسئلة وجهها لي بعض الإخوة الكرام على الخاص والعام حول النفس والدماغ والجسد وحول المنظومة التي تجمع كل هذه المفاهيم بالصيغِ التالية:

هل النفس متلبسه بجسد الانسان ام هي قوة تتحكم به من الخارج؟

مامعنى قبوركم في القبور الواردة في الزيارة الجامعه الكبيرة؟

ما موقع الدماغ او ماذا يقابل من (في) هذه المنظومة؟

وجوابي لهم كان بالشكل التالي مع بعض التعديل والاضافات البسيطة:

الدماغ والذي هو الجسم الرخو المحاط بالقشرة هو جزء من النفس النامية النباتية

وهو مخصص لادارة شؤونها ولإستلام الاشارات من الروح التي لا تزال معلقة في المحل الاعلى وتحرك من هناك الجسد الذي ترتبط به في عالم الماتركس او الارض او جهنم تحت القبب

الدماغ غير العقل

فالعقل خارج البدن

ويرتبط عن بعد بالدماغ الرخو في البدن ويرسل له اشاراته واوامره

والدماغ يستقبل تلك الاشارات وبدوره يوجه الاوامر لتحريك البدن بما يطابق تلك الاشارات التي وصلته من العقل

هذا بالاضافة طبعا لانشغاله بادارة شؤون البدن ورعايته

والنفوس او الارواح ليست موجودة في هذه الأرض

وهي لا تزال معلقة بالملأ الأعلى او في المحل الأعلى وذلك كما قال امير المؤمنين عليه السلام فى الحديث المشهور الّذي نقلته الثقات من رواية كميل بن زياد النخعى من قوله:

صحبوا الدنيا بابدان

ارواحها معلقة بالملاء الاعلى،

اولئك خلفاء اللّه فى ارضه و الدعاة الى دينه‏........إنتهى

فالارواح تتحكم بالاجساد من محلها التي هي لا تزال فيه في المحل الأعلى

والرابط الذي يربط بينهما هو

قوة فلكية وحرارة غريزية أصلها الأفلاك كما ورد في رواية معرفة النفس لأمير المؤمنين

أما عن سؤالك عن معنى قبوركم في القبور الذي ورد في اخر هذه الفقرة من الزيارة الجامعة الكبيرة:

« بِاَبى اَنْتُمْ وَاُمّى وَنَفسى وَاَهْلى وَمالى ،
ذِكْرُكُمْ فِى الذّاكِرينَ ،

وَاَسْماؤُكُمْ فِى الاَْسْماءِ ،

وَاَجْسادُكُمْ فِى الاَْجْسادِ ،

وَاَرْواحُكُمْ فِى اْلاََرْواحِ ،

وَاَنْفُسُكُمْ فِى النُّفُوسِ ،

وَآثارُكُمْ فِى الاْثارِ ،

وَقُبُورُكُمْ فِى الْقُبُورِ ،

فَما اَحْلى اَسْمائَكُمْ وَاَكْرَمَ اَنْفُسَكُمْ ، وَاَعْظَمَ شَأنَكُمْ ، وَاَجَلَّ خَطَرَكُمْ ، وَاَوْفى عَهْدَكُمْ ، وَاَصْدَقَ وَعْدَكُمْ » .

فاذا فهمت الجواب السابق عن الارواح التي لا تزال معلقة في الملأ الأعلى

نسال حينها اين هي موجودة الآن واين هو هذ المحل الاعلى؟

في رواية الصور يقول انه يوجد فيه أثقاب بعدد أرواح الخلائق

رَوَى الثِّقَةُ عَنْ زَيْنِ الْعَابِدِينَ ع

أَنَّ الصُّورَ قَرْنٌ عَظِيمٌ

لَهُ رَأْسٌ وَاحِدٌ وَ طَرَفَانِ

وَ بَيْنَ الطَّرَفِ الْأَسْفَلِ الَّذِي يَلِي الْأَرْضَ إِلَى الطَّرَفِ الْأَعْلَى الَّذِي يَلِي السَّمَاءَ مِثْلُ مَا بَيْنَ تُخُومِ الْأَرَضِينَ السَّابِعَةِ إِلَى فَوْقِ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ

فِيهِ أَثْقَابٌ بِعَدَدِ أَرْوَاحِ الْخَلَائِقِ

وَسِــعَ فَــمـهُ مَــا بَـــيْـــنَ الـــسَّـــمَـاءِ وَ الْأَرْضِ .......إنتهى النقل

فهذا الصور هو المحل الأعلى

وهذه الأثقاب الموجودة في الصور هي نفسها قبور الأرواح التي لا تزال فيها وستبقى كذلك

فهم ارواحهم في الأرواح الموجودة في الأثقاب

يعني نفس الأرواح هي تُعتبر قبور لأرواحهم صلوات الله عليهم أجمعين

وهذه الأرواح او القبور موجودة في الأثقاب ، فالاثقاب تُعتبر قبور للارواح

فقبوركم في القبور ،، تعني ان الأرواح التي أنتم مكنونون فيها موجودة الان في القبور أو في الأثقاب المعلقة في المحل الأعلى

وتعني أيضا أن نفس الأرواح الموجودة في الأثقاب هي قبوركم لانكم مكنونين بها

هذا وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين

اللهم صلي على محمد وآل محمد
.
..
...
....
.....

الخميس، 15 فبراير 2018

قانون الجذب




قانون الجذب 




بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

قانون الجذب

رسالة وصلتني عن قانون الجذب احببت ان اشارككم ردي عليها
(((مساء الخير أردت سؤالك عن قانون الجذب
أريد رأيك أخي في هذا الموضوع
فهو ملهم جداً بالنسبة لي
و لكن للأسف ﻻ اعرف التعامل معه
هل هو حقيقة؟
فلماذا أفشل به أن كان صحيحاً؟
ارجو الإفادة و لك الشكر)))

جوابي:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم لا اعتقد بصحة قانون الجذب ،، لأن خلاصته معناها أن الله خلق الكون بقوانينه ثم استراح
يعني يد الله مغلولة بعد أن خلق ووضع القوانين
فالكون حسب هذا القانون مثل الآلة يسير بمخلوقاته ومخلوقاته تسيّر الكون برغباتها

وخلاصة هذا القانون كذلك انه لا يوجد مدبّر ولا يوجد مربي ولا يوجد مراقب للعالمين غير تلك القوانين

مع هذا القانون لا يوجد مكان للعفو ولا للرحمة ولا لمبدل الأحوال الا نفس تلك القوانين والمقادير التي قدرها الله عندما خلق الكون
فلا حاجة للملائكة ولا للنفوس العليا ولا للشياطين ولا للاسماء الحسنى والعظمى ولا لخليفة الله في الأرض
هذا القانون هو التجسيد الأكمل لقول اليهود يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ
ورفض هذا القانون هو لعن لهذا القانون ولمن قاله غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ
ورفضه هو الإيمان بأن الله بيده أن يغير أحوال العباد بدعائهم أو بدون دعائهم
يعني برغبتهم او حتى بدون رغبتهم
بالتفاتهم للتغيير او بدون التفاتهم له

مع هذا القانون لا يوجد شيء اسمه ليلة القدر وجميع ما يتبعها من اعتقادات
وهذا القانون يداعب مشاعر الفقراء فقط فيقول لهم : يمكنكم ان تصبحوا اغنياء بالتمني
ولا يقول للكثير من الاغنياء لماذا أصبحتم فقراء بعد غناكم فخسرتم كل شيء وخُسف بكم الأرض بعد علوّكم بها وذلك رغم انه لا يوجد منكم من تمنى في يوم من الأيام الفقر والخسارة او تخيل انه سيراهما
بل بالعكس فجميعكم كنتم تتمنون وتمنون انفسكم الزيادة بالمال والقوة والجاه

بدل هذا القانون أعتقد بسيادة قانون آخر
وهو أن الدنيا دار ثواب وعقاب حسب قانون عام لكن يوجد قانون اكبر منه وهو:
يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ
فيَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ من الثواب
ويَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ من العقاب
ويَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ من الأحداث والفتن
وهو يفعل ذلك على الدوام ،،
فلا يوجد يوم يمر بدون محو واثبات
بل لا توجد ساعة من ساعات ليل او نهار قد مرّت على مدى كل ما مر من الزمان بدون محو واثبات
والطريقة في محوه واثباته جل جلاله لما يشاء من الاحداث والفتن والثواب والعقاب
هو انه قد خلق عالمين:
عالم الأمر
وعالم الخلق
عالم أمره
وعالم خلقه
فهو يدبّر أمور وأحداث موجودات عالم خلقه
بحكمة وقدرة
وعلو وسيطرة
موجودات عالم أمره
على عالم خلقه
وهو جل جلاله صاحب الامر في العَالَمَيـن
ومستوى عليهما يدبرهما كلاهما
أعطى لموجودات عالم أمره صلاحيات معينة ومحددة ومعلومة لكل فرد منهم
فكل فرد منهم له مقام معلوم وخاص به في عالم الأمر
وَمَا مِنَّا إِلاَّ لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ
فبعضها يأمر بعض
يعني بعض تلك المراتب تستلم التعليمات وتأمر بتنفيذها وبعضها الآخر تنفذ تلك الأوامر
وبعضها يعيشها في عالم الخلق
يعني مراتب عالم الأمر منها مراتب آمرة ومنها مراتب فاعلة
موجودات عالم الأمر
ملائكة
وروح ((مخلوقات تشبه الملائكة ،، بل هي اشبه المخلوقات بالملائكة بدليل انها غالبا ما كانت قرآنيا تقرن بها))
ونفوس عليا
ونفوس مطمئنة
وهؤلاء هم جنود السماوات
فموجودات عالم أمره بعضهم في السماء حول الارض
وبعضهم في الأرض بين الناس
وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا
توجد قيادة لجنود السماء في السماء
وتوجد قيادة لجنود الأرض في الأرض
وهذه تستلم أوامرها من السماء
أو لنقل انها السبب الذي يربط الأرض بالسماء
وتوجد قيادة عامة لكل قيادات جنود السماوات والأرض
أنت كنفس مطمئنة تعيش تجربة مادية على الأرض ترتبط ارتباط وثيق بنفسك العليا القريبة منك والتي تدبر جميع أمورك
فأنت من ضمن مجموعة من النفوس المطمئنة التي ترعاها وتربيها وتخطط لها جميع مجريات حياتها حسب قانون واحد ينطبق على الجميع

هذه النفس العليا تستطيع ضمن حدود معينة وشروط معينة ان تفاصل عنك في عالم الأمر فتختار لك أن تعيش أحداث معينة لم تكن موجودة في نص قصة حياتك الحالي
ولم يكن مقدر لك ان تعيشها
فتبدل ما كان مكتوب لك أن تعايشه من الاحداث والمواقف باحداث ومواقف أخرى تبدّل بها حالك للأسوء أو للأفضل

فرصة حصولك على ما تطلبه من الطلبات الصغيرة والمتوسطة مباشرة من أمّك أو أبيك هي دائما أكبر من فرصة حصولك على ما تطلبه من الرئيس او الملك ،، رغم أن الملك سلطته أوسع وأكبر من والديك وقدرته أكبر منهما

يعني عندما تريد برّاية او قلم رصاص او دفتر او دراجة هوائية او حتى سيارة فان فرصة حصولك عليها لو طلبتها من والديك هي أسرع مما لو ذهبت او اتصلت مباشرة بالملك وطلبتها منه
وذلك رغم أن كل رزق والديك يحصلان عليه من الملك
فالملك من ضمن مقاديره التي قدرها أنه يجري الرزق على الوالدين
والولدان يجريان بعد ذلك جزء من ذلك الرزق على اطفالهما
فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته
والكل على الله
توجه لنفسك العليا في عالم الأمر واطلب منها ان ترفع طلباتك لمجيب الدعوات ليضعها ضمن خطة التنزيل في ليلة القدر من هذا العام او العام المقبل
أو أن يمحو سريعا ما لا تريده
وأن يثبت ما تريد أن تحصل عليه وتعيشه حسب الطلب والامكانية
ولا تكن عجولا ،،
وكن في كل الأحوال شكورا
فأنت مجرد نقطة ماء في بحر ملك عالم خلق رب العالمين
والذي هو يدبّر ويقرر حصول جميع اموره
وأمور جميع من يدبرون اموره من عالم أمره

وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وأل بيته الطيبين الطاهرين
.
..
...
....
.....


الأربعاء، 14 فبراير 2018

المَـــعْـــنَـــى ومَـــعَـــانِيه


المَـــعْـــنَـــى ومَـــعَـــانِيه


بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين
محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين

اللهم صلي على محمد وآل محمد

ربي اشرح لي صدري
وضع عني وزري
الذي انقض ظهري
وارفع لي ذكري

واجعلي لي من بعد العسر يسرا
واجعل لي من بعد العسر يسرا

السلام عليكم إخوتي وأخواتي المتنافسين الكرام ورحمة الله وبركاته

المَـــعْـــنَـــى ومَـــعَـــانِيه

اليوم سنكمل إن شاء الله حديثنا السابق عن المعرفة وأركانها التسعة من حديث الامام الصادق عليه السلام مع جابر الجعفي رضوان الله عليه والذي قال فيه:

(((قَالَ جَابِرٌ
قُلْتُ يَا سَيِّدِي الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي مَنَّ عَلَيَّ بِمَعْرِفَتِكُمْ
وَ أَلْهَمَنِي فَضْلَكُمْ
وَوَفَّقَنِي لِشِيعَتِكُمْ

وَ مُوَالاةِ مَوَالِيكُمْ

وَ مُعَادَاةِ أَعْدَائِكُمْ

فَقَالَ يَا جَابِرُ: أَ تَدْرِي مَا الْمَعْرِفَةُ

قُلْتُ: لَا أَدْرِي

قَالَ:

إِثْبَاتُ التَّوْحِيدِ، أَوَّلًا،

ثُمَّ مَعْرِفَةُ الْمَعَانِي، ثَانِياً،

ثُمَّ مَعْرِفَةُ الْأَبْوَابِ ثَالِثاً،

ثُمَّ مَعْرِفَةُ الْأَيْـــتَـــامِ رَابِعاً،

ثُمَّ مَعْرِفَةُ النُّقَبَاءِ خَامِساً،

ثُمَّ مَعْرِفَةُ النُّجَبَاءِ سَادِساً،

ثُمَّ مَعْرِفَةُ الْمُخْتَصِّينَ سَابِعاً،

ثُمَّ مَعْرِفَةُ الْمُخْلَصِينَ ثَامِناً،

ثُمَّ مَعْرِفَةُ الْمُمْتَحَنِينَ تَاسِعاً،

وَ هُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى:

قُلْ لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِماتُ رَبِّي وَ لَوْ جِئْنا بِمِثْلِهِ مَدَداً

وَ تَلَا قَوْلَهُ تَعَالَى: لَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَ الْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللَّهِ ،،،،، الْآيَةَ.

يَا جَابِرُ

مَوْلَاكَ أَمَرَكَ بِثَبَاتِ التَّوْحِيدِ

مَـــعْـــرِفَـــةِ مَـــعْـــنَـــى الْـــمَـــعَـــانِ،

قَالَ جَابِرٌ: فَقُلْتُ سَيِّدِي وَ مَوْلَايَ وَفَّقَنِي عَلَى إِثْبَاتِ التَّوْحِيدِ

(((قال: أمّا مَعْرِفَة مَعْنَى الْمَعَانِ)))

فَهِيَ مَعْرِفَةُ اللَّهِ الْأَزَلِ الْقَدِيمِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ

الَّذِي لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَ هُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ وَ هُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ

وَ هُوَ غَيْبُ بَاطِنٍ لَيْسَ يُتَدَارَكُ

كَمَا وَصَفَ نَفْسَهُ عَزَّ وَ جَلَّ

وَ أَمَّا الْمَعَانِي فَـــنَـــحْـــنُ مَـــعَـــانِـــيـــهِ

وَ ظَـــاهِـــرُهُ فِـــيـــنَـــا

اخْـــتَـــارَنَـــا مِـــنْ نُـــورِ ذَاتِـــهِ

وَ فَـــوَّضَ إِلَـــيْـــنَـــا أَمْـــرَ عِـــبَـــادِهِ

فَنَحْنُ نَفْعَلُ بِإِذْنِهِ مَا نَشَاءُ

وَ نَحْنُ لَا نَشَاءُ إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ

وَ إِذَا أَرَدْنَا أَرَادَ اللَّهُ................. إنتهى النقل


في حديثنا السابق أختصرنا الكلام عن المعنى ومعانيه بشكل كبير جدا على أمل أن نفرد له حديث خاص به

واليوم سنتكلم عن المعنى والمعاني بما سييسره المعنى ومعانيه لنا إن شاء الله


وبتعبير آخر فإننا سنتكلم اليوم عن التوحيد تبعا لما قال الامام الصادق في هذه الرواية حين قال:

يَا جَابِرُ

مَوْلَاكَ أَمَرَكَ بِثَبَاتِ التَّوْحِيدِ

مَـــعْـــرِفَـــةِ مَـــعْـــنَـــى الْـــمَـــعَـــانِ،

و (((قال: أمّا مَعْرِفَة مَعْنَى الْمَعَانِ)))

فَهِيَ مَعْرِفَةُ اللَّهِ الْأَزَلِ الْقَدِيمِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ
فإنّه قد انتهى بنا
الى أن معرفة مَـــعْـــنَـــى الْـــمَـــعَـــانِ هو امر ممكن
رغم أن المعنى
لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَ هُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ وَ هُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ
وَ أيضا رغم أنه
غَيْبُ بَاطِنٍ لَيْسَ يُتَدَارَكُ كَمَا وَصَفَ نَفْسَهُ عَزَّ وَ جَلَّ
فالمعرفة ممكنة
وإلّا لم يكن ليعنونها صلوات الله وسلامه عليه بــ:
((أنّ مَعْرِفَة مَعْنَى الْمَعَانِ هِيَ مَعْرِفَةُ اللَّهِ الْأَزَلِ الْقَدِيمِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ))

والسؤال هنا هو:
كيف يمكن معرفة من هو غَيْبُ بَاطِنٍ لَيْسَ يُتَدَارَكُ ولا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ؟
والجواب هنا هو:
إمّا أن تعرفه بنفسه
أو أن تعرفه بمعانيه
فمعانيه هم ظهوراته
والباطن والظاهر هنا المقصود منهما هو:
العلة والمعلول.
ومعنى المعاني هنا
هو نفسه علة العلل .
فكل ظاهر هو معلول لمجرد ظهوره
ولا بد أن تكون له علّة باطنة أظهرته
فيكون المعنى هو باطن ظهوراته

لا نريد أن ندخل هنا في معمعة العلل والمعلولات
بقدر ما نريد الإشارة إلى سبب البحث والكلام في هذا الأمر
واختصارا لبيان السبب نقول ان من يتكلم عن هذا الأمر ويصفه
يريد أن يفهم كيف تتم عملية الخلق
أو كيف تتم عملية كن فيكون فيخرج المعلوم من حد المعلوم المكنون لحد العلم التفصيلي
وبمعنى أوضح يريد ان يفهم
كيف تتم عملية تحويل العلم الإجمالي المكنون في العقل الكلي
لعلم ظاهر محسوس وتفصيلي بواسطة العقول الجزئية
ويمكننا القول هنا أننا نتكلم كذلك عن العلم في:
1- حالته الاجمالية المكنونة في العقل الكلي كعلم واحد إجمالي
2- وعن العلم في حالته التفصيلية الظاهرة
أو المبروئة بالعقول الجزئية كعلم تفصيلي

فأمر العلم الكلي بالنسبة للعقل الكلي
يشبه
أمر العلم الجزئي بالنسبة للعقل الجزئي
فأنت كإنسان تحتوي في عقلك جميع العلوم التي جمعتها في حياتك على مراحل،
وأقول في عقلك وليس في دماغك
فالعقل غير الدماغ
وعندما ستشاء أن تتكلم أو أن تتخيل أو أن تفعل
فإنّك ستشاء أن تتكلم وتتخيل وتفعل
فقط من بين تلك الحروف والكلمات والصور والحركات والمفاهيم العقلية
التي تعرفها وتخزنها في عقلك
أما تلك التي لا تعرفها
أو التي تعرفها ولا تتذكرها
فلن تستطيع ان تخرجها من حالة المكون الإجمالي الواحد
لحالة الظهور التفصيلي.
وبتعبير قرأني لن يمكنك أن تبرأها.
فأنت ما لا تعلم به أو لا تتذكره
لا يمكنك أن تشائه من الأساس
.
فـكيف سيمكنك أن تبدّل نطقا و تصورا و فعلا حال
العلم الإجمالي الذي تريد أن تتجلى به لنفسك او لغيرك
من حالة كونه علم واحد اجمالي مخزون او مكنون في عقلك
فتجعله علم تفصيلي ظاهر لنفسك وغيرك؟

إذا أردت أن تفهم من خلال كلمات أهل البيت عليهم السلام كيف بدء الخلق وكيف تتم عملية الخلق فيجب عليك أولا وقبل كل شيء ان تُخرج من المعادلة صورة عالم المادة الذي تم تعليمنا اياه في المدرسة
وتدخل بفكرك وعقلك في العالم العقلي أو النوراني أو الكلماتي
والذي كان هو العنوان الأول والأخير الذي كانوا صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين يتحدثون عنه دائما بألفاظ وعناوين مختلفة
وكلها لا علاقة لها لا بالمادة ولا بعالم المادة كما نفهمها ونفهمه
فاصل العالم في كلامهم هو أنّه
عقل كلي له رؤوس بعدد الخلائق
وأصله هو أنّه
كلمة تامة على أربعة أسماء
ثلاثة منها ظاهرة وواحد مكنون بهم
وأصله أنّ
السماوات والأرض أزهرت من نور فاطمة وأبوها وبعلها وبنوها

واصله
نور ظلّي قسمه لأظلة
وأصله
نُورٌ يَشْرُقُ مِنْ صُبْحِ الاَزَلِ، فَتَلُوحُ عَلَی‌ هَيَاكِلِ التَّوْحِيدِ آثَارُهُ
وأصله الحروف
وأصله الروح
وووو
واجمالا توجد العشرات من الروايات تتكلم عن بدء عملية الخلق
وكلها تكلمت فقط عن معاني عقلية أو كلماتية أو نورانية أو أسمائية
ومنها الرواية التالية والتي تكلم بها الإمام الرضا عليه السلام وبشكل تفصيلي عن المعنى ومعانيه

وهنا سنقرء بعضها فقط و ستجدون بقيتها في المقال المكتوب:

قَالَ الرِّضَا ع
إِنَّ اللَّهَ الْمُبْدِئَ الْوَاحِدَ الْكَائِنَ الْأَوَّلَ لَمْ يَزَلْ وَاحِداً لَا شَيْ‏ءَ مَعَهُ
فَرْداً لَا ثَانِيَ مَعَهُ
لَا مَعْلُوماً وَ لَا مَجْهُولًا
وَ لَا مُحْكَماً وَ لَا مُتَشَابِهاً
وَ لَا مَذْكُوراً وَ لَا مَنْسِيّاً
وَ لَا شَيْئاً يَقَعُ عَلَيْهِ اسْمُ شَيْ‏ءٍ مِنَ الْأَشْيَاءِ غَيْرَهُ
وَ لَا مِنْ وَقْتٍ كَانَ وَ لَا إِلَى وَقْتٍ يَكُونُ
وَ لَا بِشَيْ‏ءٍ قَامَ وَ لَا إِلَى شَيْ‏ءٍ يَقُومُ
وَ لَا إِلَى شَيْ‏ءٍ اسْتَنَدَ وَ لَا فِي شَيْ‏ءٍ اسْتَكَنَّ
وَ ذَلِكَ كُلُّهُ قَبْلَ الْخَلْقِ
إِذْ لَا شَيْ‏ءَ غَيْرُهُ
وَ مَا أُوقِعَتْ عَلَيْهِ مِنَ الْكُلِّ
فَهِيَ صِفَاتٌ مُحْدَثَةٌ
وَ تَرْجَمَةٌ يَفْهَمُ بِهَا مَنْ فَهِمَ.
وَ اعْلَمْ أَنَّ الْإِبْدَاعَ وَ الْمَشِيَّةَ وَ الْإِرَادَةَ
مَعْنَاهَا وَاحِدٌ
وَ أَسْمَاءَهَا ثَلَاثَةٌ
(((والمعنى هنا هو نفسه اللَّهَ الْمُبْدِئَ الْوَاحِدَ الْكَائِنَ الْأَوَّلَ لَمْ يَزَلْ وَاحِداً لَا شَيْ‏ءَ مَعَهُ فَرْداً لَا ثَانِيَ مَعَهُ لَا مَعْلُوماً وَ لَا مَجْهُولًا)))
(((لا بد لنا هنا من أن نربط ما بين هذا المقطع من هذه الرواية عن الامام الرضا والمقطع التالي من رواية الإسم المخلوق والكلمة التامة والإسم المكنون للامام الصادق عليهما السلام
وهو هذا المقطع:
فَأَظْهَرَ مِنْهَا ثَلَاثَةَ أَسْمَآءٍ لِفَاقَةِ الْخَلْقِ إلَيْهَا، وَ حَجَبَ مِنْهَا وَاحِدًا، وَ هُوَ الاسْمُ الْمَكْنُونُ الْمَخْزُونُ بِهَذِهِ الاسْمَآءُ الَّتِي‌ ظَهَرَتْ، فَالظَّاهِرُ مِنْهَا هُوَ الله وتبارك وسبحان
فالْإِبْدَاعَ وَ الْمَشِيَّةَ وَ الْإِرَادَةَ في رواية الإمام الرضا
هي نفسها الأسماء الثلاثة في رواية الإمام الصادق
لكن هذه الأسماء الثلاثة أسماء من؟
بتعبير الامام الرضا هي أسماء ثلاثة ((معناها الواحد))
وَ اعْلَمْ أَنَّ الْإِبْدَاعَ وَ الْمَشِيَّةَ وَالْإِرَادَةَ مَعْنَاهَا وَاحِدٌ وَ أَسْمَاءَهَا ثَلَاثَةٌ
وبتعبير رواية الاسم المكنون للإمام الصادق فإن هذه الأسماء الثلاثة هي أسماء الإسم المكنون بها ثلاثتها)))

نعود مرة أخرة لرواية الامام الرضى

وَ اعْلَمْ أَنَّ الْإِبْدَاعَ وَ الْمَشِيَّةَ وَ الْإِرَادَةَ
مَعْنَاهَا وَاحِدٌ
وَ أَسْمَاءَهَا ثَلَاثَةٌ
وَ كَانَ أَوَّلُ إِبْدَاعِهِ وَ إِرَادَتِهِ وَ مَشِيَّتِهِ
الْحُرُوفَ الَّتِي جَعَلَهَا أَصْلًا لِكُلِّ شَيْ‏ءٍ
وَ دَلِيلًا عَلَى كُلِ‏ مُدْرَكٍ
وَ فَاصِلًا لِكُلِّ مُشْكِلٍ

وَ تِلْكَ الْحُرُوفُ تَفْرِيقُ كُلِّ شَيْ‏ءٍ
مِنِ اسْمِ حَقٍّ وَ بَاطِلٍ
أَوْ فِعْلٍ أَوْ مَفْعُولٍ
أَوْ مَعْنًى أَوْ غَيْرِ مَعْنًى
وَ عَلَيْهَا اجْتَمَعَتِ الْأُمُورُ كُلُّهَا
وَ لَمْ يَجْعَلْ لِلْحُرُوفِ فِي إِبْدَاعِهِ لَهَا مَعْنًى غَيْرَ أَنْفُسِهَا يَتَنَاهَى
وَ لَا وُجُودَ لَهَا
لِأَنَّهَا مُبْدَعَةٌ بِالْإِبْدَاعِ
وَ النُّورُ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ
أَوَّلُ فِعْلِ اللَّهِ الَّذِي هُوَ
نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ (((إنتبهوا هنا أنه يوجد نورين الأول هو النور الفاعل والثاني هو أوّل فعله
فهو نور وفعله أو مفعوله نور
ففعله نور من نوره
وَ الْحُرُوفُ
هِيَ الْمَفْعُولُ
بِذَلِكَ الْفِعْلِ
وَ هِيَ الْحُرُوفُ الَّتِي عَلَيْهَا الْكَلَامُ وَ الْعِبَارَاتُ
كُلُّهَا مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ
عَلَّمَهَا خَلْقَهُ
وَ هِيَ ثَلَاثَةٌ وَ ثَلَاثُونَ حَرْفاً
فَمِنْهَا ثَمَانِيَةٌ وَ عِشْرُونَ حَرْفاً
تَدُلُّ عَلَى اللُّغَاتِ الْعَرَبِيَّةِ
وَ مِنَ الثَّمَانِيَةِ وَ الْعِشْرِينَ
اثْنَانِ وَ عِشْرُونَ حَرْفاً تَدُلُّ عَلَى اللُّغَاتِ السُّرْيَانِيَّةِ وَ الْعِبْرَانِيَّةِ
وَ مِنْهَا خَمْسَةُ أَحْرُفٍ
مُتَحَرِّفَةٍ فِي سَائِرِ اللُّغَاتِ مِنَ الْعَجَمِ لِأَقَالِيمِ اللُّغَاتِ كُلِّهَا
وَ هِيَ خَمْسَةُ أَحْرُفٍ تَحَرَّفَتْ مِنَ الثَّمَانِيَةِ وَ الْعِشْرِينَ الْحَرْفَ مِنَ اللُّغَاتِ
فَصَارَتِ الْحُرُوفُ ثَلَاثَةً وَ ثَلَاثِينَ حَرْفاً
فَأَمَّا الْخَمْسَةُ الْمُخْتَلِفَةُ فَبِحُجَجٍ
لَا يَجُوزُ ذِكْرُهَا أَكْثَرَ مِمَّا ذَكَرْنَاهُ
ثُمَّ جَعَلَ الْحُرُوفَ بَعْدَ إِحْصَائِهَا وَ إِحْكَامِ عِدَّتِهَا فِعْلًا مِنْهُ
كَقَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ- كُنْ فَيَكُونُ
وَ كُنْ مِنْهُ صُنْعٌ
وَ مَا يَكُونُ بِهِ الْمَصْنُوعُ

فَالْخَلْقُ الْأَوَّلُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ الْإِبْدَاعُ
لَا وَزْنَ لَهُ
وَ لَا حَرَكَةَ
وَ لَا سَمْعَ
وَ لَا لَوْنَ
وَ لَا حِسَّ
وَ الْخَلْقُ الثَّانِي
الْحُرُوفُ
لَا وَزْنَ لَهَا
وَ لَا لَوْنَ
وَ هِيَ مَسْمُوعَةٌ
مَوْصُوفَةٌ غَيْرُ مَنْظُورٍ إِلَيْهَا
وَ الْخَلْقُ الثَّالِثُ
مَا كَانَ مِنَ الْأَنْوَاعِ كُلِّهَا مَحْسُوساً مَلْمُوساً ذَا ذَوْقِ مَنْظُوراً إِلَيْهِ
وَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى سَابِقٌ لِلْإِبْدَاعِ
لِأَنَّهُ لَيْسَ قَبْلَهُ عَزَّ وَ جَلَّ شَيْ‏ءٌ
وَ لَا كَانَ مَعَهُ شَيْ‏ءٌ
وَ الْإِبْدَاعُ سَابِقٌ لِلْحُرُوفِ
وَ الْحُرُوفُ لَا تَدُلُّ عَلَى غَيْرِ أَنْفُسِهَا
قَالَ الْمَأْمُونُ وَ كَيْفَ لَا تَدُلُّ عَلَى غَيْرِ أَنْفُسِهَا؟
قَالَ الرِّضَا ع: لِأَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى لَا يَجْمَعُ مِنْهَا شَيْئاً لِغَيْرِ مَعْنًى أَبَداً
فَإِذَا أَلَّفَ مِنْهَا أَحْرُفاً أَرْبَعَةً أَوْ خَمْسَةً أَوْ سِتَّةً أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ أَوْ أَقَلَّ
لَمْ يُؤَلِّفْهَا لِغَيْرِ مَعْنًى
وَ لَمْ يَكُ إِلَّا لِمَعْنًى مُحْدَثٍ لَمْ يَكُنْ قَبْلَ ذَلِكَ شَيْئاً
قَالَ عِمْرَانُ:
فَكَيْفَ لَنَا بِمَعْرِفَةِ ذَلِكَ؟
قَالَ الرِّضَا ع:
أَمَّا الْمَعْرِفَةُ فَوَجْهُ ذَلِكَ وَ بَابُهُ أَنَّكَ تَذْكُرُ الْحُرُوفَ

إِذَا لَمْ تُرِدْ بِهَا غَيْرَ أَنْفُسِهَا ذَكَرْتَهَا فَرْداً فَقُلْتَ أ ب ت ث ج ح خ حَتَّى تَأْتِيَ عَلَى آخِرِهَا فَلَمْ تَجِدْ لَهَا مَعْنًى غَيْرَ أَنْفُسِهَا

فَإِذَا أَلَّفْتَهَا وَ جَمَعْتَ مِنْهَا أَحْرُفاً وَ جَعَلْتَهَا اسْماً
وَ صِفَةً
لِمَعْنَى مَا طَلَبْتَ
وَ وَجْهِ مَا عَنَيْتَ
كَانَتْ دَلِيلَةً عَلَى مَعَانِيهَا
دَاعِيَةً إِلَى الْمَوْصُوفِ بِهَا

أَ فَهِمْتَ؟..............إنتهى

هذا الحديث من الأمام الرضا عليه السلام كما في بثية حديثهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين يريد أن يقول لنا اذا أردتم أن تفهموا حقيقتكم وحقيقة عالمكم فيجب عليكم أن تهجروا بفكركم وتفكركم العالم المادي الذي تعيشونه بجوارحكم

وتدخلوا أيضا بفكركم وتفكركم في العالم العقلي
لأن أساس هذا العالم كله
وخلقه الاول الذي خلقه وخلق منه بعد ذلك كل شيء
هو الحروف التي لَا وَزْنَ لَها وَ لَا حَرَكَةَ وَ لَا سَمْعَ وَ لَا لَوْنَ وَ لَا حِسَّ
والتي منها خلق الْخَلْقُ الثَّانِي وهو
الْحُرُوفُ التي لَا وَزْنَ لَهَا وَ لَا لَوْنَ وَ هِيَ مَسْمُوعَةٌ مَوْصُوفَةٌ غَيْرُ مَنْظُورٍ إِلَيْهَا
ومن هذا الخلق الثاني خلق الْخَلْقُ الثَّالِثُ
وهو مَا كَانَ مِنَ الْأَنْوَاعِ كُلِّهَا مَحْسُوساً مَلْمُوساً ذَا ذَوْقِ مَنْظُوراً إِلَيْهِ

فهذا العالم الذي نعيش به الآن أو حتى الذي سنعيش به ونعايش أحداثه في أي مرحلة لاحقة من مراحل وجودنا هو عالم عقلي كلماتي حرفي

فكيف يقوم العقل الكلي
او كيف يقوم نور السماوات والأرض
أو كيف يقوم الإسم المكنون
بتحويل نوره الأول
او فعله الأول
والذي هو نفسه
الحروف التي لَا وَزْنَ لَها وَ لَا حَرَكَةَ وَ لَا سَمْعَ وَ لَا لَوْنَ وَ لَا حِسَّ
ويصل بها لأن يكوّن منها أخيرا كل مَا كَانَ مِنَ الْأَنْوَاعِ كُلِّهَا مَحْسُوساً مَلْمُوساً ذَا ذَوْقِ مَنْظُوراً إِلَيْهِ

لنتصور ذلك سنتصور أن العلم الاجمالي او العقل الكلي هو عبارة نقطة سوداء كبيرة جدا جدا جدا تحوي علم كل ما كان ويكون وسيكون في هذا الوجود بكل تفاصيله

ولكي نميز في حديثنا هذه النقطة السوداء الكبيرة جدا جدا جدا والتي بها علم كل ما كان ويكون وسيكون
فإننا سنطلق عليها إسم الثقب الأسود
فالثقب الأسود في كلامنا هو نفسه العقل الكلي الذي يحوي العِـلْمَ كله
وله رؤوس بعدد الخلائق ،،
فالعقول الجزئية هي أيضا جزء من علمه وليست شيء آخر غيره

نأتي الآن لك أنت كعقل جزئي
لنتخيل علاقتك التكوينية بهذا الثقب الأسود الكبير
وكونك عقل جزئي واحد من عقوله الجزئية كلها
وما سينطبق عليك من الوصف
سينطبق على جميع العقول الجزئية الأخرى

هنا يأتي دور الإسم المكنون
فهو دائما وأبدا هو نفسه نقطة الوصل ما بين جميع العقول الجزئية والعقل الكلي
يعني لو تخيلنا الثقب الأسود أو النقطة السوداء الكبيرة جدا جدا جدا
كأنه بالون مظلم كبير
فإن كل نقطة من النقاط الموجودة في حّيز هذا البالون المظلم الكبير تُعتبر عقل جزئي متصل بالعقل الكلي او الحقل المعلوماتي الكوني

فهذه النقطة
هي النافذة التي من خلالها سيتم تبادل المعلومات أخذا وعطاءا بين العقل الجزئي و العقل الكلي
وبنفس الوقت ستكون العين التي سترى تلك المعلومات حضوريا
لكن كيف تتم عملية التبادل وما هي الأدوات؟

تخيل وجود غشاء غير مرأي يفصل ما بين
الثقب الأسود الكبير والذي هو عالم الوحدة
وبين عالم الظهور والذي هو عالم الكثرة

فإن كل ما هو موجود وظاهر بعالم الكثرة من حولنا كعقول جزئية من العلم
هو كان
ولا يزال
وسيبقى
موجود في عالم الوحدة بحالته الإجمالية
حتى وإن عبرت بعض تفاصيله عبر النقطة الموجودة على هذا الغشاء الغير مرئي

مثل ما يحدث اليوم في الانترنت والسيرفرات الاساسية الموصولة بشبكة الانترنت
فالجميع في كل انحاء العالم متصل بشبكة الانترنت اليوم
والجميع يستطيع يأخذ من شبكة الانترنت نفس العلم
ومع ذلك فإن العلم المخزون في السيرفرات الاصلية لشبكة الانترنت لا ينقص منه شيئا مهما أخذ منه المتصلون ومهما كان عددهم
وبنفس الطريقة فإن كل العقول الجزئية متصلة بهذا العقل الكلي أيضا
وطريقها للإتصال به دائما
هو نفسه نفس النقطة

لماذا هو نفسه نفس النقطة وليس غيره؟

لأن النقطة هو ليس غير العقل الكلي
بل هو نفسه
لكن يمكن وصفه بأنه نافذة جزئية للعقل الكلي يرى بها الصور والاحتمالات المختلفة
فلو كان عندك كرة مجوفة
ووسطها مصباح
وبها مليون ثقب
وأمام كل ثقب توجد مرآة
فإن النور الصادر من المصباح وسط الكرة
سيخرج من الأثقاب المليون وينعكس من على كل مرآة من المرايا المليون
بصورة تختلف عن المرايا الأخرى ولو جزئيا
لأن كل مرآة منها ستعكس الصورة من زاوية مختلفة عن بقية المرايا

فمثل الإسم المكنون بالنسبة للعقل الكلي
هو نفسه
مثل الاثقاب بالنسبة لهذه الكرة ذات المليون ثقب ،،
أو نفس الأثقاب المذكورة في رواية الصور
رَوَى الثِّقَةُ عَنْ زَيْنِ الْعَابِدِينَ ع أَنَّ الصُّورَ قَرْنٌ عَظِيمٌ لَهُ رَأْسٌ وَاحِدٌ وَ طَرَفَانِ وَ بَيْنَ الطَّرَفِ الْأَسْفَلِ الَّذِي يَلِي الْأَرْضَ إِلَى الطَّرَفِ الْأَعْلَى الَّذِي يَلِي السَّمَاءَ مِثْلُ مَا بَيْنَ تُخُومِ الْأَرَضِينَ السَّابِعَةِ إِلَى فَوْقِ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ فِيهِ أَثْقَابٌ بِعَدَدِ أَرْوَاحِ الْخَلَائِقِ وَسِـــــــــــــــــعَ فَــــــــــــمُـــــــــهُ مَــــــا بَــــــيْــــــنَ الــــــسَّــــــمَــــــاءِ وَ الْأَرْضِ .......إنتهى النقل

فالإسم المكنون هو نفسه نفس العقل الكلي وليس غيره
مع فرق تقني بسيط وهو
أن العقل الكلي أو المشيئة الأولى
هو العين التي يرى بها صاحب المشيئة كل الإحتمالات كصورة واحدة إجمالية بها تفاصيل كل الاحتمالات

أمّا الإسم المكنون فهو العين التي يرى من خلالها صور جميع الاحتمالات المنعكسة له من على المرايا المختلفة
لكن كل صورة منها يراها على حدة بمعزل عن الأخريات
يمكننا التعبير عن علاقة العقل الكلي بالاسم المكنون بأنّ
العقل الكلّي هو
عين الله الناظرة لكل شيء بنظرة واحدة
يرى بها كل ما كان ويكون وسيكون
وهذا العين الكلية الناظرة
له عيون ناظرة بعدد الخلائق
أو أسماء مكنونة بعدد الخلائق

اذا لم تستطع أن تتخيل الصورة التي وصفتها حتى الآن فالافضل ان ترجع وتعيد الاستماع او قرائة ما كتبته حتى الآن مرة أخرى لكن مع التركيز قبل أن تكمل باقي هذا الحديث

نأتي لبيان علاقة الإسم المكنون بالعقل الجزئي والذي كل عقل جزئي منها يتكون من ثلاثة أسماء
والاسم المكنون مكنون بهم ثلاثتهم

سنحاول في البداية بيان أو وصف صورة عقل جزئي واحد منها
وبعد ذلك سنحاول أن نصف صورتها جميعها مع بعضها البعض

صورة العقل الجزئي أو الأسماء الثلاثة هي نفسها صورة الميركابا التي تتكون من نجمتين وداخل النجمتان ووسطهما يوجد الشكل الذي له اربعة عشر وجه

هذا الشكل ذو الاربعة عشر وجه الموجود وسط الميركابا يدعونه
بيت الله
أو بيت الواحد المخفي
أو بيت الاسم المكنون

وبالتعبير القرأني إسمه
كِتَابٍ مَّكْنُونٍ
أمّا الإسم المكنون أو الواحد المخفي فإسمه بالتعبير القرآني هو:
قُرْآنٌ كَرِيمٌ
و حسب التعبير القرآني فستكون العلاقة التي تجمع ما بين الإسم المكنون وبيته هي:
إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ
لّا يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ
تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ

فكل عقل جزئي يتكون من نجمتان وكتاب مكنون وسطهما وقرآن كريم أو اسم مكنون مكنون وسطهم جميعهم
فكل عقل جزئي هو يتكون من اسماء ثلاثة
والاسم المكنون مكنون بهم ثلاثتهم
وهو رابعهم

كل عقل جزئي شكله مثل الميركابا وله ثمانية اركان وتحيطه الروح من كل جهة من باطنه وخارجه

عندما تجمع جميع العقول الجزئية بجانب بعضها البعض بحيث تكوّن جميعها كتلة واحدة سيكون شكل العقل الكلي ايضا مثل الميركابا التي وسطها ايضا بيت الاسم المكنون وفي هذا المقام فإن بيت الاسم المكنون سيكون هو العين التي ترى كل شيء

قبل قليل ضربنا مثل سنحاول أن نستفيد منه مرة أخرى لفهم دمر الميركابا في هذه العملية وما هي الميركابا في هذه العملية

قبل قليل شبّهنا الثقب الأسود او العقل الكلي
بإنه يشبه الكرة الكبيرة التي يوجد وسطها مصباح منير
ويوجد في هذه الكرة مليون ثقب أو عين
وأمام كل ثقب أو عين منها توجد مرآة تعكس لها صورة النور الذي وصل لها

دور الميركابا بالنسبة للعقل الكلي
هو نفسه دور هذه المرايا بالنسبة للكرة والأثقاب او العيون الجزئية في هذا المثل

فالميركابا او المرآة التي تحيط بي لا تختلف عن الميركابا أو المرآة التي تحيط بك او بأي مخلوق آخر

فالمرآة دائما هي نفسها المرآة مهما اختلفت أنواع المخلوقات وصورها

ولكي نربط الصورة التي وصفناها هنا بحديث أهل البيت عليهم السلام فسنربطها بحديث الحقيقة لأمير المؤمنين عليه السلام مع كميل رضوان الله عليه والذي يقول:


سأل كميل بن زياد أمير المؤمنين علي بن ابي طالب صلوات الله وسلامه عليه فقال:
مَا الحَقِيقَةُ؟
قَالَ: مَا لَكَ وَالحَقِيقَةَ؟
قَالَ: أَوَ لَسْتُ صَاحِبَ سِرِّكَ؟
قَالَ: بَلَي‌، وَلَكِنْ يَرْشَحُ عَلَیكَ مَا يَطْفَحُ مِنِّي‌
قَالَ: أَوَ مِثْلُكَ يُخَيِّبُ سَائِلاً؟
قَالَ: الحَقِيقَةُ كَشْفُ سُبُحَاتِ الجَلاَلِ مِنْ غَيْرِ إشَارَةٍ
قَالَ: زِدْنِي‌ فِيهِ بَيَاناً
قَالَ: مَحْوُ المَوْهُومِ مَعَ صَحْوِ المَعْلُومِ
قَالَ: زِدْنِي‌ فِيهِ بَيَاناً
قَالَ: هَتْكُ السِّتْرِ لِغَلَبَةِ السِّرِّ
قَالَ: زِدْنِي‌ فِيهِ بَيَاناً
قَالَ: جَذْبُ الاَحَدِيَّةِ بِصِفَةِ التَّوْحِيدِ
قَالَ: زِدْنِي‌ فِيهِ بَيَاناً
قَالَ: نُورٌ يَشْرُقُ مِنْ صُبْحِ الاَزَلِ ، فَتَلُوحُ عَلَی‌ هَيَاكِلِ التَّوحِيدِ آثَارُهُ
قَالَ: زِدْنِي‌ فِيهِ بَيَاناً
قَالَ: أَطْفِ السِّرَاجَ فَقَدْ طَلَعَ الصُّبْحُ ...........إنتهى
فالحقيقة حسب المثل الذي ضربناه
هي أنه لا يوجد سوى العقل الكلّي
ونوره
والمرايا
التي تعكس له صور نوره

والحقيقة حسب كلام أمير المؤمنين في الرواية السابقة
هي أنه لا يوجد سوى صبح الأزل
ونوره
وهياكل التوحيد
والآثار التي تلوح عليها

فهياكل التوحيد
هي نفسها الميركابا
وهي نفسها المرايا
وهي نفسها نفس المرآة دائما وأبدا
وهي نفسها الأسماء الثلاثة الظاهرة لفاقة الخلق لها
وهم نفسهم المعاني التي قال الحجة عليه وعلى آبائه السلام أن ربهم صنعها وبهم صنع كل الخلق

وهذا المعنى من أنهم صنائع ربهم والخلق من بعد صنائعهم ورد في نفس حديثه صلوات الله وسلامه عليه الذي قال به
لَا تَمِيلُوا عَنِ الْيَمِينِ وَ تَعْدِلُوا إِلَى الشِّمَال‏
والذي تحدثنا عنه سابقا،
وستجدون الرواية كاملة في المقال المكتوب
لكن هنا سأقرء فقط المعنى المطلوب منها هنا:

عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَيَادِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ يَرْفَعُهُ إِلَى عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّازِيِّ قَالَ:
تَشَاجَرَ ابْنُ أَبِي غَانِمٍ الْقَزْوِينِيُّ وَ جَمَاعَةٌ مِنَ الشِّيعَةِ فِي الْخَلَفِ فَذَكَرَ ابْنُ أَبِي غَانِمٍ أَنَّ أَبَا مُحَمَّدٍ ع مَضَى وَ لَا خَلَفَ لَهُ
ثُمَّ إِنَّهُمْ كَتَبُوا فِي ذَلِكَ كِتَاباً إِلَى النَّاحِيَةِ وَ أَعْلَمُوهُ مَا تَشَاجَرُوا فِيهِ فَوَرَدَ جَوَابُ كِتَابِهِمْ بِخَطِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ عَلَى آبَائِهِ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ عَافَانَا اللَّهُ وَ إِيَّاكُمْ مِنَ الضَّلَالِ وَ الْفِتَنِ
وَ وَهَبَ لَنَا وَ لَكُمْ رُوحَ الْيَقِينِ
وَ أَجَارَنَا وَ إِيَّاكُمْ مِنْ سُوءِ الْمُنْقَلَبِ
إِنَّهُ أُنْهِيَ إِلَيْنَا ارْتِيَابُ جَمَاعَةٍ مِنْكُمْ فِي الدِّينِ‏
وَ مَا دَخَلَهُمْ مِنَ الشَّكِّ وَ الْحَيْرَةِ فِي وُلَاةِ أُمُورِكُمْ
فَغَمَّنَا ذَلِكَ لَكُمْ لَا لَنَا
وَ سَاءَنَا فِيكُمْ لَا فِينَا
لِأَنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَلَا حَاجَةَ بِنَا إِلَى غَيْرِهِ
وَ الْحَقُّ مَعَنَا فَلَمْ يُوحِشْنَا مَنْ قَعَدَ عَنَّا
وَ نَحْنُ صَنَائِعُ رَبِّنَا وَ الْخَلْقُ بَعْدُ صَنَائِعُنَا
يَا هَؤُلَاءِ مَا لَكُمْ فِي الرَّيْبِ تَتَرَدَّدُونَ فِي الْحَيْرَةِ تَنْعَكِثُونَ
أَ وَ لَمْ يَكْفِكُمْ مَا ذَكَرَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ حَيْثُ أَمَرَ بِطَاعَةِ وُلَاةِ أَمْرِهِ
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ
أَ وَ مَا عَلِمْتُمْ مَا جَاءَتْ بِهِ الْآثَارُ مِمَّا يَكُونُ وَ يَحْدُثُ فِي أَئِمَّتِكُمْ عَلَى الْمَاضِي وَ الْبَاقِي مِنْهُمُ السَّلَامُ
أَ وَ مَا رَأَيْتُمْ كَيْفَ جَعَلَ اللَّهُ فِيكُمْ مَعَاقِلَ تَأْوُونَ إِلَيْهَا وَ أَعْلَاماً تَهْتَدُونَ بِهَا مِنْ لَدُنْ آدَمَ إِلَى أَنْ ظَهَرَ الْمَاضِي ع
كُلَّمَا غَابَ عِلْمٌ بَدَا عِلْمٌ
وَ كُلَّمَا أَفَلَ نَجْمٌ طَلَعَ نَجْمٌ
فَلَمَّا قَبَضَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى أَبْطَلَ دِينَهُ وَ قَطَعَ السَّبَبَ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ خَلْقِهِ
كَلَّا
مَا كَانَ ذَلِكَ وَ لَا يَكُونُ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ وَ يَظْهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَ هُمْ كَارِهُونَ
وَ إِنَّ الْمَاضِيَ ع مَضَى سَعِيداً فَقِيداً عَلَى مِنْهَاجِ آبَائِهِ حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ
وَ فِينَا وَصِيَّتُهُ وَ عِلْمُهُ
وَ مِنْهُ خَلَفُهُ وَ مَنْ يَسُدُّ مَسَدَّهُ
لَا يُنَازِعُنَا مَوْضِعَهُ إِلَّا ظَالِمٌ آثِمٌ
وَ لَا يَدَّعِيهِ دُونَنَا إِلَّا جَاحِدٌ كَافِرٌ
وَ لَوْ لَا أَنَّ أَمْرَ اللَّهِ لَا يُغْلَبُ
وَ سِرَّهُ لَا يُظْهَرُ وَ لَا يُعْكَسُ
لَظَهَرَ لَكُمْ مِنْ حَقِّنَا مَا تَبْتَز ((تَبْهَر)) مِنْهُ عُقُولُكُمْ
وَ يُزِيلُ شُكُوكَكُمْ
لَكِنَّهُ‏ مَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ وَ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ
فَاتَّقُوا اللَّهَ وَ سَلِّمُوا لَنَا وَ رُدُّوا الْأَمْرَ إِلَيْنَا
فَعَلَيْنَا الْإِصْدَارُ كَمَا كَانَ مِنَّا الْإِيرَادُ
وَ لَا تُحَاوِلُوا كَشْفَ مَا غُطِّيَ عَنْكُمْ
وَ لَا تَمِيلُوا عَنِ الْيَمِينِ وَ تَعْدِلُوا إِلَى‏ الشِّمَالِ
وَ اجْعَلُوا وُصُولَكُمْ إِلَيْنَا بِالْمَوَدَّةِ وَ عَلَى السُّنَّةِ الْوَاضِحَةِ
فَقَدْ نَصَحْتُ لَكُمْ وَ اللَّهُ شَاهِدٌ عَلَيَّ وَ عَلَيْكُمْ
وَ لَكِنَّا عَنْ مُخَاطَبَتِكُمْ فِي شُغُلٍ فِيمَا امْتُحِنَّا بِهِ مِنْ مُنَازَعَةِ الظَّالِمِ الْعُتُلِّ الضَّالِّ
الْمُتَتَابِعِ فِي غَيِّهِ
الْمُضَادِّ لِرَبِّهِ
الدَّاعِي مَا لَيْسَ لَهُ
الْجَاحِدِ حَقَّ مَنِ افْتَرَضَ اللَّهُ طَاعَتَهُ
الظَّالِمِ الْغَاصِبِ
وَ فِي ابْنَةِ رَسُولِ اللَّهِ ص لِي أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ
وَ سَيَرُدُّ الْجَاهِلَ رَدَاءَةُ عَمَلِهِ
وَ سَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ
عَافَانَا اللَّهُ وَ إِيَّاكُمْ مِنَ الْمَهَالِكِ وَ الْأَسْوَاءِ وَ الْآفَاتِ وَ الْعَاهَاتِ كُلِّهَا بِرَحْمَتِهِ
فَإِنَّهُ وَلِيُّ ذَلِكَ وَ الْقَادِرُ عَلَى مَا يَشَاءُ
وَ كَانَ لَنَا وَ لَكُمْ وَلِيّاً وَ حَافِظاً
وَ السَّلَامُ عَلَى جَمِيعِ الْأَوْصِيَاءِ وَ الْأَوْلِيَاءِ وَ الْمُؤْمِنِينَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ
وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْلِيماً..............إنتهى

فحديثهم صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين هو حديث واحد يشد بعضه بعضا ويشهد بعضه على صحة بعضه الآخر
والقرآن شاهد على صحته، فهو أيضا حديثهم

فالميركابا هي الزجاجة أو المرآة
والاسم المكنون هو المصباح
والمشكاة هي الروح
والشجرة المباركة هي النور وهي الفجر وليالي عشر والشفع والوتر

وكلهم نور واحد
المعنى باطن في معانيه
والمعنى ظاهر في معانيه
والمعنى هو صبح الأزل العلي
والمعاني هم هياكل التوحيد
والنور الذي اشرق من صبح الأزل العلي هو النور المحمدي الإثني عشري
والنور الفاطمي هو النور الذي هو منه صدر وبه احاط ولأنواره كان الرحم

هذا وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين

اللهم صلي على محمد وآل محمد
.
..
...
....
.....