الخميس، 16 نوفمبر 2017

هل المنافسة على الفوز بالنجائب عملية صعبة؟




بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هل المنافسة على الفوز بالنجائب عملية صعبة؟
.

المقال منشور على الفيسبوك تحت هذا الرابط وهنا فقط الروايات لمن يحب ان يطلع عليها


بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلي على محمد وآل محمد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

هل المنافسة على الفوز بالنجائب عملية صعبة؟

 

تبين لنا من حديث الفرقة الناجية لأمير المؤمنين عليه السلام أن عدد الفرق المتنافسة سينتهي أخيرا لـ 73 فرقة وأن فرقة واحدة منهم هي التي ستفوز في نهاية الحياة الدنيا وقبل بداية الآخرة وستُحشر على النجائب برفقة اليمين في يوم الحشر إلى الرحمن

((يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً ))

 

وأن عدد أفراد هذه الفرقة أو هذه الثلة الفائزة هو 70 ألف فائز وعنوان هذه الفرقة الفائزة هو ((فرقة أو ثلة السابقون السابقون من أصحاب اليمين))

 

تتبعهم للفوز أفراد ثلة أخرى عنوانها ((فرقة أو ثلّة أصحاب اليمين))

 

وأنّ كلا الفرقتين هما من ((أصحاب اليمين)) ، لكن تم تمييز اوّل ثلّة منهما بإسم

((ثلّة السابقون السابقون))

 

وبعد انتهاء فترة الحياة الدنيا والتي منها سيفوز ثلتين من الأولين

 

ستبدء فترة الآخرة

 

وخلال فترة الآخرة وقبل نهايتها سيفوز القليل منهم بصفة واسم ((السابقون السابقون))

 

وفي نهايتها سيتم اعلان أسماء الثلّة الثالثة والأخيرة والأخيرة من الفائزين وهي ثلة اصحاب اليمين من الأخرين

 

لتنتهي معها أحداث هذه المنافسة الحالية في قصة آدمنا الحالي

 

وتبدء الاستعدادات لبداية منافسة جديدة في قصة جديدة سيفوز بها من كل الفرق المتنافسة ايضا ثلاث ثلل وقليل منهم

 

في مقالات وردود سابقة ربطنا عدد الفرق الـ73 بعدد حروف الإسم الأعظم الـ73

 

وقلنا أن حروف الاسم الاعظم تمثل درجات متصاعدة في المعرفة والتوحيد وقوة العقل

 

وأن قمة التوحيد هي عند الوصول لفهم معنى الاسم المكنون

 

والذي هو نفسه الحرف الـ73 المكنون في كل الحروف الـ72 الأخرى من حروف الإسم الأعظم

 

فهذه الأسماء أو الحروف تعتبر حجب رئيسية تحجب الإسم المكنون فيها عن كل سالك وطالب للمعرفة

 

وعلى السالك ان يخضع لاختبارات نظرية وعملية امام كل اسم منها قبل أن ينتقل للاسم أو الحرف التالي ،، وهكذا صعودا

 

وعلى هذا الاساس سيتم تقسيم الدرجات والفرق والأفراد خلال المنافسة

 

فكلما ارتفع أحدهم  في درجة توحيده ومعرفته واقترب من الاسم المكنون أكثر

 

كلما ارتفعت درجته أكثر

 

لكنه لن يعتبر من الفائزين السابقون السابقون الا ان وصل للدرجة الـ73

 

وأوّل من سيصلون لهذه الدرجة خلال فترة المنافسة سيكونون هم ثلة

 

((السابقون السابقون))

 

ومن سيصلها بعدهم سيكونون من ثلّة ((أصحاب اليمين))

 

وكلاهما من أصحاب اليمين

 

لكن الثلة الاولى منهم لها فضل السبق على الثلة الثانية

 

وكذلك القليل والثلة الأخيرة من الأخرين كلاهما أيضا من أصحاب اليمين

 

لكن لمجموعة القليل من الآخرين فضل السبق للوصول لها على ثلة اصحاب اليمين من الآخرين

 

فأفضل مجموعة من المجموعات الأربعة:

 

1- هي ثلّة السابقون السابقون من الأولين

2- تليها في الفضل ثلة أصحاب اليمين من الأولين

3- تليهما فضلا  مجموعة القليل من الآخرين

4- وفي المرتبة الأخيرة تأتي ثلة اصحاب اليمين من الآخرين

 

وكلهم أصحاب اليمين

 

لكن درجاتهم متفاوتة

 

كما وأن درجات افرادها ايضا متفاوتة

 

وكل درجة سيكون لصاحبها فضل على من هم دونه في الدرجات

 

فكل واحد منهم له مقام معلوم

 

مجموع عدد أفراد الثلتين الأوليتين من الأولين هو 144 الف كما هو وارد في التوراة والانجيل

 

وأعتقد أن هذا العدد صحيح بالمقارنة مع ما ورد في بعض الروايات عن أهل البيت عليهم السلام

 

وهذا سيدلنا على أن عدد أفراد ثلّة اصحاب اليمين أكثر بقليل من عدد أفراد ثلّة السابقون السابقون

 

وتحديدا هم اكثر منهم بأربعة آلآف

 

فإذا كان عدد أفراد ثلّة السابقون السابقون هو 70 الفا

 

فيجب ان يكون عدد أفراد ثلّة أصحاب اليمين هو 74 الف

 

ليكون المجموع الإجمالي للثلتين هو 144 الف متنافس فائز

 

فمتوسط عدد الثلّة هو 72 الف فائز

 

ويوجد عندنا ثلاث ثلل فائزة من بداية المنافسة لنهايتها بانتهاء فترة الآخرة

 

فيكون العدد الإجمالي للفائزين هو:

 

72,000* 3 =

 

216,000 الف فائز بالإضافة لعدد الفائزين من مجموعة القليل من الآخرين

 

ولنعرف عدد أفراد الأمة الواحدة المتنافسة سنفترض ان عدد أفراد جميع المجموعات الـ73 هو عدد متساوي ، فيكون العدد الإجمالي للمتنافسين هو

72,000*73= 5,256,000 متنافس

216,000 فائز هم عدد افراد الثلل الثلاثة الفائزين

أمّا عدد أفراد مجموعة القليل من الاخرين فهو 36,000  فائز

 

وذلك بناءا على ان مقدار القليل في القرأن الكريم هو النصف

 

وذلك فهمناه من قوله تعالى :

 

قُمِ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلا (()) نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلا

 

فــ نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلا جائت هنا جوابا على سؤال كم هو هذا القليل

 

يعني قم نصف الليل او ربعه

 

 

فعدد  افراد الأمة المتنافسة هو

 

5,256,000  متنافس

 

وعدد الفائزين منهم هو 252 الف

216,000 + 36,000 = 252,000

 

 

والملايين الخمسة المتبقين اغلبهم سيدخلون بالشفاعة لجنة الجهنميين

 

ووسيلتهم للصعود لجنة الفائزين هي عبر شراء الصور من سوق الصور والدخول فيها

 

وثلتين او ثلاث ثلل منهم وهم مجموعة الظلمة واتباع الظلمة ومن برى لهم قلما او لاق لهم دواة سيتم نقلهم بتابوت من حديد لعالم جديد ويبدؤون بهم احداث المنافسة الجديدة

 

من الأرقام السابقة لو حسبنا عدد الفائزين بالنسبة لعدد المتنافسين فسنجد أنها نسبة جميلة جدا جدا جدا وتدعوا للتفائل الكبير ايضا

 

فعدد المتنافسين دائما في كل منافسة هو 5,256,000 متنافس

 

وعدد الفائزين عند نهاية كل منافسة هو 252,000 فائز

 

يعني بعملية حسابية بسيطة سنعرف أن النسبة هي تقريبا

 

فائز واحد

 

مقابل 20 خاسر

 

يعني كل فائز واحد سيوجد مقابله حوالي عشرين متنافس لم يفوزوا

 

يعني أنت لا تتنافس مع سبعة او ثمانية مليارات متنافس ، ولا مع خمسة ملايين ، ولا مع خمسمائة ألف، ولا مع خمسمائة، ولا مع مائة، ولا مع خمسين متنافس

 

بل انك تتنافس مع عشرين متنافس مثلك فقط

 

ونسبة فوزك معهم هي 1 الى 20

 

وهذه نسبة سهلة ويسيرة ويمكن للجميع المنافسة والفوز بها

 

كل ما في الأمر هو أننا نشعر او نعتبر من مستوى وعينا الحالي

 

أن مدة المنافسة طويلة وانها صعبة رغم انها ليست كذلك

 

لكن ما يجعلها تبدو صعبة وصعبة جدا

 

هو أن مجموعة المغطّين أو مجموعة الكافرين يجيدون عملية التغطية

 

لأن يدهم مطلقة كامل الإطلاق وبدون حدود لتأدية هذه العملية

 

والسبب  الآخر لصعوبتها هو جهلنا بوجودهم مندسّين بيننا في كل مكان

 

وجهلنا أن هذه هي وظيفتهم الموكلة لهم من رب العالمين

 

فهم يقومون بذلك عن وعي ودراية

 

ربما ليسوا جميعهم يعلمون بذلك

 

لكن رؤوسهم الكبيرة تعرف ذلك وتتحرك بوعي تام على الارض لتحقيق ذلك الهدف

 

فلو دخلت بمنافسة ما وكنت تعرف من بدايتها أنّك في منافسة

 

وأنّ كل من حولك هم اعداء محتملون لك لمنعك من الفوز

 

فستأخذ حينها جميع احتياطاتك

 

وربما ستعتزل الجميع وتنشغل بتطوير نفسك فقط والسعي لهدفك

 

وبالتأكيد ستكون للفوز حينها اقرب وأسرع

 

لكن بما أنهم يعرفون أن إخفاء أمر المنافسة وإخفاء وجودهم ودورهم عنّا هو أمر مهم جدا جدا جدا لنجاح عملهم

 

فإن أهم شيء وأوّل شيء سيقومون به هو اخفاء أمر المنافسة

 

وكذلك اخفاء امر وجودهم بيننا وتعمية كل ذلك علينا

 

أي أنهم سيكفرون أمرهم عنّا

 

أي سيغطون أو يخفون كل ذلك عنّا

 

فلا نعرف حينها

من أين أتينا

ولا ماذا نفعل هنا

 

ولا المطلوب منا

ولا من هم أعداءنا

ولا من هم أصدقاؤنا

 

فنتيه في هذه الحياة

 

ويتحكمون هم بنا ويفعلون بنا ما يشاؤون

 

لتطول هذه القصة وتطول وتطول وتطول قدر الإمكان

 

وتتشعب احداثها ايضا قدر الامكان

 

وبالتالي يُخرجون أو يبرأون بها ومنّا جميع ما هو مكتوب في الكتاب

 

وجميع ما يمكنهم برأه من العلم المكنون من حالة مكونه

 

لحالة ظهوره منّا و لنا كعلم حضوري

 

قلنا أنهم يعرفون أن إخفاء أمر المنافسة وإخفاء وجودهم ودورهم هو أمر مهم جدا جدا جدا لنجاح عملهم

 

ولذلك فإنّ أهم شيء وأوّل شيء سيقومون به هو اخفاء أمرهم وأمر المنافسة عنّا،،، أي سيكفرون أمرهما عنّا بكل الطرق والأساليب ،،

 

ولسوء الحظ فإن كل الأساليب متاحة لهم بدون استثناء ، حتى الضرب تحت الحزام

 

والطريقة الوحيدة لكي يكتشف أحدنا هذه المؤامرة هو بأن يتصل بنور عقله فيعلمه ويفهّمه

 

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام:

«دِعَامَةُ  الْإِنْسَانِ الْعَقْلُ،

وَ الْعَقْلُ مِنْهُ الْفِطْنَةُ  وَ الْفَهْمُ وَ الْحِفْظُ وَ الْعِلْمُ،

وَ بِالْعَقْلِ يَكْمُلُ‏ ،

وَ هُوَ دَلِيلُهُ وَ مُبْصِرُهُ‏  وَ مِفْتَاحُ أَمْرِهِ،

فَإِذَا كَانَ تَأْيِيدُ عَقْلِهِ‏ مِنَ النُّورِ،

كَانَ عَالِماً، حَافِظاً، ذَاكِراً، فَطِناً، فَهِماً ،

فَعَلِمَ بِذلِكَ كَيْفَ،

وَ لِمَ،

وَ حَيْثُ‏ ،

وَ عَرَفَ مَنْ نَصَحَهُ وَ مَنْ غَشَّهُ،

فَإِذَا عَرَفَ ذلِكَ،

عَرَفَ مَجْرَاهُ‏  وَ مَوْصُولَهُ وَ مَفْصُولَهُ،

وَ أَخْلَصَ الْوَحْدَانِيَّةَ لِلَّهِ وَ الْإِقْرَارَ بِالطَّاعَةِ،

فَإِذَا فَعَلَ ذلِكَ‏ ،

كَانَ مُسْتَدْرِكاً لِمَا فَاتَ،

وَ وَارِداً عَلى‏ مَا هُوَ آتٍ،

يَعْرِفُ‏  مَا هُوَ فِيهِ،

وَ لِأَيِّ شَيْ‏ءٍ هُوَ ها هُنَا،

وَ مِنْ أَيْنَ يَأْتِيهِ،

وَ إِلى‏ مَا هُوَ صَائِرٌ؛

وَ ذلِكَ‏  كُلُّهُ مِنْ تَأْيِيدِ الْعَقْلِ» .......إنتهى

 

فبينك وبين الفوز هو أن تهتدي لنورك وتسعى للاتصال به

 

ومن سيتصل به اسرع سيحجز مكانه ونجيبته اسرع

 

واهتدائك لنورك واتصالك به ليس المقصود منه ان تتصل به فيزيائيا او بالاحلام او بأي طريقة محسوسة او ملموسة او مرئية او مسموعة

 

فنورك معك في قلبك على الدوام ولم يفارقك لحظة واحدة

 

وطريقة اتصالك به

 

هي ان تُثبت له عمليا انك لا تريد الا صيانة دينك وتعظيم وليّك

 

ليبدء هو بعد ذلك بترتيب الطريق لك

 

فكما قال الصدق عليه السلام:

 

(((((وَ هَؤُلَاءِ عُلَمَاءُ السَّوْءِ النَّاصِبُونَ- الْمُشَبِّهُونَ بِأَنَّهُمْ لَنَا مُوَالُونَ، وَ لِأَعْدَائِنَا مُعَادُونَ

يُدْخِلُونَ الشَّكَّ وَ الشُّبْهَةَ عَلَى ضُعَفَاءِ شِيعَتِنَا،

فَيُضِلُّونَهُمْ وَ يَمْنَعُونَهُمْ عَنْ قَصْدِ الْحَقِّ الْمُصِيبِ.

لَا جَرَمَ‏ أَنَّ مَنْ عَلِمَ اللَّهُ مِنْ قَلْبِهِ- مِنْ هَؤُلَاءِ الْعَوَامِّ-

أَنَّهُ لَا يُرِيدُ إِلَّا صِيَانَةَ دِينِهِ وَ تَعْظِيمَ وَلِيِّهِ،

لَمْ يَتْرُكْهُ فِي يَدِ هَذَا الْمُلَبِّسِ الْكَافِرِ.

وَ لَكِنَّهُ يُقَيِّضُ لَهُ مُؤْمِناً يَقِفُ بِهِ عَلَى الصَّوَابِ،

ثُمَّ يُوَفِّقُهُ اللَّهُ تَعَالَى لِلْقَبُولِ مِنْهُ،

فَيَجْمَعُ لَهُ بِذَلِكَ خَيْرَ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ،

وَ يَجْمَعُ عَلَى مَنْ أَضَلَّهُ لَعْنَ الدُّنْيَا وَ عَذَابَ الْآخِرَةِ.......إنتهى النقل)))))

 

فاذا وفـقّـك من في قلبك لمن يقف بك على الصواب ووفقّك بعد ذلك للقبول منه ستكون قد اتصلت به فعلا

 

فأنت لا تستطيع ان تقبل أي شيء من اي انسان الا بتوفيق من في قلبك لك

 

فلو كنت غير مستحق للاهتداء للحق فإن ساكن يستطيع بإيحائة بسيطة ان يصرفك عن الحق حتى ولو كنت تراه امامك طوال الوقت

 

ويمكنه كذلك ان يعطف قلبك له بسبب اشارة بسيطة تمر من امام انفك أو حتى بدونها

 

قال أمير المؤمنين عليه السلام:

 

عَرَفْتُ اللهَ سُبْحَانَهُ بِفَسْخِ الْعَزَائِمِ وَحَلِّ الْعُقُودَ، ونَقْضِ الْهِمَم

 

وقال رسول الله صلى الله عليه وآله:

 

قَلْبُ الْمُؤْمِنِ بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَن‏ يُقَـلِّبه كَيْفَ يَشَاء

 

فضع في اعتبارك أن عدد المتنافسين الفعليين معك ليس كبير جدا

 

وأن فرصتك للفوز من بينهم كبيرة جدا

 

فلا تغررك الجموع البشرية المُمَليَرة من حولك

 

فهم من حولك فقط لتصعيب وتلبيس الامور عليك وليس لمنافستك

 

والفترة التي ستستغرقها هذه المنافسة من أولها لحين ُينفخُ في الصور لاعلان انتهائها هي 50 الف سنة

 

وستشعر بها أنت كنفس ناطقة قدسية عندما تنتبه في يوم الحساب كأنها يوم او بعض يوم فقط ،،

 

ولن تكون متأكد من هذا الرقم أيضا على قلّته

 

وذلك حين يسألك السائل :

 

كم لبثت في الأرض عدد سنين ،، فستقول له يوما او بعض يوم فاسأل العادّين

 

قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ () قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلْ الْعَادِّينَ () قَالَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلا لَّوْ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ

 

وكما قلنا قبل قليل أن الخبر السعيد والمشجع هنا هو اننا في نهاية المرحلة الاولى منها

 

يعني أن هذه الكرّة أو التي ستليها ستكون الكرة الاخيرة لجميع من سيفوزون بها ،

ولذلك فان هذه الكرة هي كرة العمل المتواصل

 

ولتسهّل الامور على نفسك خذ هذه الكلمة (( إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلا)) وضعها نصب عينيك وتذكرها دائما لتلغي عامل الزمن من المعادلة وتحاول من خلالها أن تعيش اللحظة التي انت فيها فقط

 

وكل ما تحتاجه لكي تعيش في هذه اللحظة الواحدة فقط

 

وتستغلها اعظم استغلال

 

هو ذاكرة زمنية ضعيفة جدا جدا جدا

 

ذاكرة لا تتذكر فيها اكثر من لحظة واحدة سابقة لهذه اللحظة التي أنت فيها

 

مع تذكرك الدائم فيها لهدفك الذي تسعى للوصول له  داخل هذه اللحظة الواحدة

 

يعني لا تلتفت لاحداث الماضي السعيدة او المؤلمة

 

ولا تشغل نفسك كثيرا بما سياتي في المستقبل

 

فأنت كلّما عشت أحداث الماضي

 

أو في اماني وتصورات المستقبل

 

فإنك ستتوه عن هذه اللحظة التي انت فيها الأن

 

والتي يجب أن تعيشها بكل أحاسيسك ومشاعرك

 

ابليس ورجله وهم مجموعة الكافرين أو المغطّين الذين كانوا حاضرين في اجتماع الملأ الأعلى

 

يعملون على منعك من ان تعيش هذه اللحظة التي انت بها كما يجب أن تعيشها لتفوز

 

ويعملون على حبسك بعيدا عنها

 

وذلك بجعلك تعيش في أحزان الماضي وأمنيات المستقبل فقط والخوف من الحاضر

 

وطريقتهم الرئيسية لذلك بالاضافة للحروب والسياسة والتجارة والتعليم الموجّه

 

هي إيقاع العداوة بينك وبين من حولك من المتنافسين

 

إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن

 

يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ

 

وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ

 

فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ

 

--------

 

فهذا هو دين الشيطان

 

ايقاع العداوة بيننا في الخمر والميسر

 

و((الخمر)) و ((الميسر)) في روايات أهل البيت هما رجلان

 

مهمتهما ان يصدان عن رجلين

 

وهما ((ذكر الله)) و ((الصلاة))

 

فذكر الله رجل

والخمر رجل

 

والصلاة رجل

والميسر رجل

 

فالعداوة في الرجلان ((الخمر)) و ((الميسر))

 

نتيجتها

 

الصدود عن الرجلان ((ذكر الله)) و ((الصلاة))

 

لا اقول هنا لا تعادي الرجلان الخمر والميسر

 

بل اقول عاديهما وتبرأ منهما

 

لكن لا تعادي فيهما

 

يعني لا يكون محور دينك وحياتك هو الموالات والمعادات في هذين الرجلين

 

يعني لا تشغل وقتك كله او حتى جزئه في القيل والقال فـــــيــــــــهـــــمـــــا،

 

فتقع العداوة والبغضاء بينك وبين المتنافسين فتفشلوا كلكم سوية وتذهب ريحكم جميعا

 

فهذا هو دين الشيطان

 

((يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ))

 

وكما ورد في حديث الفرقة الناجية لأمير المؤمنين أن 72 فرقة من 73 فرقة تتعبد الله على دين الشيطان

 

يعني همها ومهمومها جميعها هو

 

إمّا أن تنتصر للخمر والميسر على ذكر الله والصلاة

 

او أن يكون همها هو ان تنتصر لذكر الله والصلاة على الخمر والميسر

 

بداية اقتباس من حديث الفرقة الناجية لأمير المؤمنين عليه السلام:

 

(((((وَ تِلْكَ الْفِرْقَةُ الْوَاحِدَةُ مِنَ الثَّلَاثِ وَ السَّبْعِينَ فِرْقَةً هِيَ النَّاجِيَةُ مِنَ النَّارِ

وَ مِنْ جَمِيعِ الْفِتَنِ وَ الضَّلَالاتِ وَ الشُّبُهَاتِ

هُمْ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَقّاً وَ هُمْ سَبْعُونَ أَلْفاً يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ ... بِغَيْرِ حِسابٍ‏

وَ جَمِيعُ تِلْكَ الْفِرَقِ الِاثْنَتَيْنِ وَ السَّبْعِينَ هُمُ الْمُتَدَيِّنُونَ بِغَيْرِ الْحَقِّ

النَّاصِرُونَ لِدِينِ الشَّيْطَانِ

الْآخِذُونَ عَنْ إِبْلِيسَ وَ أَوْلِيَائِهِ

هُمْ أَعْدَاءُ اللَّهِ تَعَالَى وَ أَعْدَاءُ رَسُولِهِ وَ أَعْدَاءُ الْمُؤْمِنِينَ

يَدْخُلُونَ النَّارَ بِغَيْرِ حِسَابٍ

بُرَآءُ مِنَ اللَّهِ وَ مِنْ رَسُولِهِ نَسُوا اللَّهَ وَ رَسُولَهُ‏

وَ أَشْرَكُوا بِاللَّهِ‏

 وَ كَفَرُوا بِهِ

وَ عَبَدُوا غَيْرَ اللَّهِ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ- وَ هُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً

يَقُولُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَ اللَّهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ‏ ... فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَما يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلى‏ شَيْ‏ءٍ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْكاذِبُونَ‏

قَالَ فَقُلْتُ‏  يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ

أَ رَأَيْتَ مَنْ قَدْ وَقَفَ فَلَمْ يَأْتَمَّ بِكُمْ

وَ لَمْ يُعَادِكُمْ‏

وَ لَمْ يَنْصِبْ لَكُمْ

وَ لَمْ يَتَعَصَّبْ‏

وَ لَمْ يَتَوَلَّكُمْ‏ 

وَ لَمْ يَتَبَرَّأْ مِنْ عَدُوِّكُمْ

وَ قَالَ لَا أَدْرِي وَ هُوَ صَادِقٌ

قَالَ:

 لَيْسَ أُولَئِكَ مِنَ الثَّلَاثِ وَ السَّبْعِينَ فِرْقَةً

إِنَّمَا عَنَى رَسُولُ اللَّهِ ص بِالثَّلَاثِ وَ السَّبْعِينَ فِرْقَةً

الْبَاغِينَ النَّاصِبِينَ‏

 الَّذِينَ قَدْ شَهَرُوا أَنْفُسَهُمْ

وَ دَعَوْا إِلَى دِينِهِمْ

فَفِرْقَةٌ وَاحِدَةٌ مِنْهَا

تَدِينُ بِدِينِ الرَّحْمَنِ

وَ اثْنَتَانِ وَ سَبْعُونَ تَدِينُ بِدِينِ الشَّيْطَانِ

وَ تَتَوَلَّى عَلَى قَبُولِهَا

وَ تَتَبَرَّأُ مِمَّنْ خَالَفَهَا )))))).....إنتهى النقل

 

وهذا هو نفس ما ورد في هذه الآية الشريفة

إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء

فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ

وَيَصُدَّكُمْ عَن

ذِكْرِ اللَّهِ

وَعَنِ الصَّلاةِ

فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ

.

.

يعني الشيطان سيشغلكم ويصدكم بالنزاع والعداوة في الخمر والميسر عن الالتفات لمعرفة ذكرالله والصلاة وهذا هو دين الرحمن

وحاليا هذا هو حال الامة الاسلامية كلها اليوم

 

فهم تائهون في النزاع فيما بينهم على من منهما هو الافضل

 

هل هما الخمر والميسر؟

 

أم ذكرالله والصلاة؟

 

طبعا هم يختلفون على اسماء اخرى يعرفونها بينهم

 

 لكن الصافي انّ كل فرقة منهم تتولى اثنين منهما

 

وتتولى كل من تولاهما مثلهم وتعادي كل من خالفهم

 

بل وتطور الامر في هذه الايام

 

فالخمر والميسر تشعبا واصبحا ماركات وانواع كثيرة

 

وكل مجموعة تعادي كل من لم يتولى ماركتهم ((داعيتهم))

 

وذكر الله والصلاة تحولا

 

لسادة ومراجع وعرفاء سرقوا اسمائهم وألقابهم صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين

 

فاصبحت الناس تعادي وتوالي فيهم

 

ولكي لا يطول هذا المقال أكثر من ذلك نقول أن فرصة الفوز

 

كانت دائما كبيرة

 

ولا تزال كبيرة

 

وستبقى كبيرة حتى آخر لحظة من لحظات هذه المنافسة

 

فحتى لو كان هناك مقعد واحد شاغر فقط من مقاعد الفائزين،

 

فان فرصتك للفوز معهم سيكون مقدارها هو

 

واحد مستيقظ الى خمسة ملايين غافل

 

وهذه نسبة عالية جدا جدا جدا

 

واحتمال فوزك عليهم كبير جدا جدا جدا

 

كل ما تحتاجه هو  فقط ان تستيقظ

 

وأن تترك تعبّد الله بدين الشيطان

 

وتبدء تبحث عن دين الرحمن

 

وهو دين تستعمل به عقلك وتسلم به امرك لاهل البيت عليهم السلام

 

فأساس الهدف من بعثة الانبياء وتوالي الرسالات على الناس هو لكي يُثِيرُوا لَهُمْ دَفَائِنَ الْعُقُول‏

 

وأي دين لا تستعمل به عقلك وخيالك وطول تفكّرك فهو ليس دين الرحمن

 

ولا بد ان يكون أحد فروع دين الشيطان الكثيرة

 

فقط استيقظ وركز على الهدف

 

واترك التعبّد على طريقة الشيطان

 

وستكون فرصتك كبيرة جدا جدا جدا

 

واكبر من واحد الى عشرين

 

ستكون فرصتك حينها هي 100%

 

فالذين سيفوزون هم نفسهم هم الذين سيستيقظون

 

أما البقية النيام فإنهم سيبقون نيام حتى ياتي موعد استيقاظهم

 

ونحن في هذه الصفحة نحاول ان نستيقظ لنقتحم العقبة

 

والعقبة هي

 

احتمال امرهم الصعب المستصعب الذي لا يحتمله لا ملك مقرب ولا رسول مرسل ولا عبد امتحن الله قلبه للايمان

 

والذي لن يحتمله الا من يشاؤون هم له ان يحتمله

 

 ونسعى كذلك لان نحضى برضاهم فيجعلونا نحتمل امرهم الصعب المستصعب

 

فكل ما يتعلق بهم في كل تجلياتهم ومراتبهم أمره صعب مستصعب

 

فطريقة ادارتهم للكون وللصراع بين الخير والشر طريقة فهمها أمر صعب ومستصعب

 

وفهم طريقة إدارتهم لعمليات تنزل الملائكة والروح باذن ربهم من كل أمر هو ايضا صعب ومستصعب

 

ومن الأساس فإن فهم نوع وجودهم هو أمر صعب ومستصعب

 

كما أن طريقة ظهورهم بعد أن كانوا غيبا منيعا هي كذلك أمر صعب ومستصعب

 

وفهم كيفية وجودهم مغمورين بين الناس هو أمر صعب ومستصعب

 

وفهم كيفية وجودهم ضمن اجساد واجسام واسماء ونفوس وارواح وقبور الناس

 

بحيث انهم اقرب لهم من حبل الوريد هو ايضا أمر صعب فهمه ومستصعب قبوله

 

وحقيقة وجودهم بنفس الوقت في

 

 ١٢ الف الف عالم

 

وتحت 12 الف الف قبة

 

هو امر صعب فهمه ومستصعب قبوله

 

فحديثهم كله صعب الفهم

 

والإذعان له مستصعب

 

فإننا في منافسة وسباق لمعرفة أمرهم الصعب الفهم

 

والإذعان له أمر مستصعب

 

فحالنا في هذا السباق كحال من هم في سباق قفز الحواجز

 

ويجب علينا لكي نفوز به أن نقطعه كاملا من بدايته لنهايته

 

وان نقفز بنجاح كل الحواجز الموضوعة في طريقنا الى خط النهاية

 

ومع كل حديث صعب من حديثهم سنفهمه ونقبله

 

فإننا سنقفز بفهمه فوق أحد تلك الحواجز

 

ولن نكمل قفزتنا فوقه بنجاح الا إن قبلناه كاملا ولم نرده

 

يعني الا إن أذعنا له كاملا

 

وكل حديث من امرهم الصعب المستصعب نسمعه عنهم ويرفع من شأنهم

 

ولا نقبله ونردّه كاملا او نردّ بعضه

 

فكاننا قد تعثرنا بالحاجز ووقعنا على وجوهنا

 

فقط مع التسليم الكامل والإذعان الكامل سنكمل سباقنا حتى نهايته بنجاح وسنقفز فوق كل الحواجز بسلاسة وسلامة

 

كنا ولا نزال نتكلم في هذه الصفحة ومن خلال روايات أهل البيت عليهم السلام عن آلآء ربنا

 

والنتيجة النهائية بعد كل مقال نشرناه كانت هي أننا قلنا وبقناعة تامة لا بشيء من آلآئك ربي أكذب

 

في هذه الصفحة لم نوعد أحد بشيء ، سوى أننا سنبقى ضمن الكتاب والعترة

 

وذلك ليس لأننا نستطيع ان نخرج منهما وبإرادتنا لا نخرج منهما

 

 بل لأننا لم نستطع ذلك طوال 25 سنة

 

ولا أعتقد انهم سيفتحون لنا المجال الان لنخرج منهما

 

فهم لا يزالون يسيرون بنا بنهرهم بكل هدوء

 

ومن يدري أي مفاجأة يعدّونها لنا في المنحنى التالي

 

وبقي أن نقول أننا مع كل ما قلناه ووصلنا له حتى الان

 

فاننا لا نزال نسبح فقط على ساحل بحر جود وعلم وفضل وكرامة امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام

 

فاجعلنا اللهم ممن يطلبون معرفته ولا يشبعون منها مهما ملأت عقولنا ببعض ما عرّفتنا عنه

 

فاوسع اللهم لنا أوديتنا

 

واجعلها عميقة عريضة

 

سيالة ومتصلة بغيرها

 

فتملأها بعضها من بعض من فيضك النازل من السماء و بلا انقطاع

.

.


 

وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين

.

..

...

....

.....

 

 


168 عَنْهُ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَرِيكٍ الْعَامِرِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ ص فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فِيهِمْ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ع فَقَالَ يَخْرُجُ قَوْمٌ مِنْ قُبُورِهِمْ وُجُوهُهُمْ أَشَدُّ بَيَاضاً مِنَ الْقَمَرِ عَلَيْهِمْ ثِيَابٌ أَشَدُّ بَيَاضاً مِنَ اللَّبَنِ عَلَيْهِمْ نِعَالٌ مِنْ نُورٍ شُرُكُهَا مِنْ ذَهَبٍ فَيُؤْتَوْنَ
بِنَجَائِبَ مِنْ نُورٍ
عَلَيْهَا رَحَائِلُ مِنْ نُورٍ أَزِمَّتُهَا سَلَاسِلُ مِنْ ذَهَبٍ وَ رُكُبُهَا مِنْ زَبَرْجَدٍ فَيَرْكَبُونَ عَلَيْهَا حَتَّى يَصِيرُوا أَمَامَ الْعَرْشِ وَ النَّاسُ يَهْتَمُّونَ وَ يَغْتَمُّونَ وَ يَحْزَنُونَ وَ هُمْ يَأْكُلُونَ وَ يَشْرَبُونَ فَقَالَ عَلِيٌّ ع مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ أُولَئِكَ شِيعَتُكَ وَ أَنْتَ إِمَامُهُمْ‏............إنتهى



170 عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ وَ غَيْرِهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع‏ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ‏:
يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً
قَالَ يُحْشَرُونَ عَلَى النَّجَائِبِ‏............إنتهى


إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَ يَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ شِيعَتِكَ وَ مُحِبِّيكَ يَا عَلِيُّ
قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا لِشِيعَتِي؟
قَالَ إِي وَ رَبِّي إِنَّهُ لِشِيعَتِكَ
وَ إِنَّهُمْ لَيَخْرُجُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ قُبُورِهِمْ وَ هُمْ يَقُولُونَ-
لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ- مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ- عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ حُجَّةُ اللَّهِ
فَيُؤْتَوْنَ بِحُلَلٍ خُضْرٍ مِنَ الْجَنَّةِ
وَ أَكَالِيلَ مِنَ الْجَنَّةِ
وَ تِيجَانٍ مِنَ الْجَنَّةِ
وَ نَجَائِبَ مِنَ الْجَنَّةِ
فَيَلْبَسُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ حُلَّةً خَضْرَاءَ
وَ يُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْمُلْكِ وَ إِكْلِيلُ الْكَرَامَةِ
ثُمَّ يَرْكَبُونَ النَّجَائِبَ فَتَطِيرُ بِهِمْ إِلَى الْجَنَّةِ-
لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَ تَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هذا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُون‏...........إنتهى


172 عَنْهُ عَنْ أَبِيهِ وَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ جَمِيعاً عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَحْوَلِ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ وَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص لِعَلِيٍّ

وَ الْمُؤْمِنُونَ عَلَى كَرَاسِيَّ مِنْ نُورٍ
وَ هُمُ الْغُرُّ الْمُحَجَّلُونَ أَنْتَ إِمَامُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
عَلَى الرَّجُلِ مِنْهُمْ نَعْلَانِ شِرَاكُهُمَا مِنْ نُورٍ يُضِي‏ءُ أَمَامَهُمْ حَيْثُ شَاءُوا مِنَ الْجَنَّةِ

368 عَنْهُ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْجَوْهَرِيِّ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ حَيَّانَ عَنْ أَبِي الصَّبَّاحِ الْكِنَانِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع‏ مِثْلَهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ
يَا أَبَا الصَّبَّاحِ إِنَّ الْمُسَلِّمِينَ هُمُ الْمُنْتَجَبُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
هُمْ أَصْحَابُ النَّجَائِبِ‏............إنتهى


175 عَنْهُ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ الثَّقَفِيِّ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص‏ إِنَّ عَنْ يَمِينِ الْعَرْشِ قَوْماً وُجُوهُهُمْ مِنْ نُورٍ
عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ
يَغْبِطُهُمُ النَّبِيُّونَ لَيْسُوا بِأَنْبِيَاءَ وَ لَا شُهَدَاءَ
فَقَالُوا يَا نَبِيَّ اللَّهِ وَ مَا ازْدَادُوا هَؤُلَاءِ مِنَ اللَّهِ إِذَا لَمْ يَكُونُوا أَنْبِيَاءَ وَ لَا شُهَدَاءَ إِلَّا قُرْباً مِنَ اللَّهِ؟
قَالَ أُولَئِكَ شِيعَةُ عَلِيٍّ وَ عَلِيٌّ إِمَامُهُمْ‏............إنتهى

(1)- فُرَاتُ (بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْكُوفِيُ‏) قَالَ حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ خَلَفٍ الشَّيْبَانِيُّ (قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُتَوَكِّلِ الْفِلَسْطِينِيُّ عَنْ بِشْرِ بْنِ غِيَاثٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرٍو الْعَامِرِيِّ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ سَعِيدٍ) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:
بَيْنَمَا النَّبِيُّ ص وَ عَلِيُّ (بْنُ أَبِي طَالِبٍ ع‏) بِمَكَّةَ أَيَّامَ الْمَوْسِمِ
إِذِ الْتَفَتَ النَّبِيُّ (ص‏) إِلَى عَلِيٍّ (ع‏) وَ قَالَ (فَقَالَ‏)
هَنِيئاً لَكَ وَ طُوبَى لَكَ يَا أَبَا الْحَسَنِ
إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَنْزَلَ عَلَيَّ آيَةً مُحْكَمَةً غَيْرَ مُتَشَابِهَةٍ
ذِكْرِي وَ إِيَّاكَ فِيهَا سَوَاءٌ
فَقَالَ‏ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً بِيَوْمِ عَرَفَاتٍ (عَرَفَةَ) وَ يَوْمِ جُمُعَةٍ
هَذَا جَبْرَئِيلُ (ع‏) يُخْبِرُنِي عَنِ اللَّهِ أَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُكَ (أَنْتَ‏) وَ شِيعَتَكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
رُكْبَاناً غَيْرَ رَجَّالَةٍ (رِجَالٍ‏) عَلَى نَجَائِبَ (النَّجَائِبِ‏)
فَرَحْلُهَا مِنَ النُّورِ (نُورٌ)
فَتُنَاخُ عِنْدَ قُبُورِهِمْ فَيُقَالُ لَهُمْ ارْكَبُوا يَا أَوْلِيَاءَ اللَّهِ
فَيَرْكَبُونَ صَفّاً مُعْتَدِلًا أَنْتَ إِمَامُهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ
حَتَّى إِذْ صَارُوا إِلَى الْفَحْصِ ثَارَتْ فِي وُجُوهِهِمْ رِيحٌ يُقَالُ لَهَا الْمُثِيرَةُ فَتَذْرِي فِي وُجُوهِهِمُ الْمِسْكَ الْأَذْفَرَ
فَيُنَادُونَ بِصَوْتٍ لَهُمْ نَحْنُ الْعَلَوِيُّونَ
فَيُقَالُ لَهُمْ إِنْ كُنْتُمُ الْعَلَوِيُّونَ فَأَنْتُمُ الْآمِنُونَ وَ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَ لا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ‏ (الَّذِينَ‏ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ‏)............إنتهى


(1)- فُرَاتٌ قَالَ حَدَّثَنِي عُبَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ مُعَنْعَناً عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ مَعَ النَّبِيِّ ص يَعْنِي بِعَرَفَاتٍ إِذْ قَالَ أَ فِيكُمْ عَلِيُّ (بْنُ أَبِي طَالِبٍ‏) قُلْنَا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَرَّبَهُ مِنْهُ وَ ضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى مَنْكِبِهِ ثُمَّ قَالَ طُوبَى لَكَ (طُوبَاكَ‏) يَا عَلِيُّ
نَزَلَتْ عَلَيَّ آيَةٌ ذِكْرِي وَ إِيَّاكَ فِيهَا سَوَاءٌ
فَقَالَ‏ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً
هَذَا جَبْرَئِيلُ يُخْبِرُنِي عَنِ اللَّهِ
إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ جِئْتَ أَنْتَ وَ شِيعَتُكَ رُكْبَاناً عَلَى نُوقٍ مِنْ نُورِ الْبَرْقِ تُطِيرُهُمْ (تَطِيرُ بِهِمْ‏) فِي أَرْجَاءِ الْهَوَاءِ
يُنَادُونَ فِي عَرْصَةِ الْقِيَامَةِ نَحْنُ الْعَلَوِيُّونَ
فَيَأْتِيهِمُ النِّدَاءُ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ
أَنْتُمُ الْمُقَرَّبُونَ الَّذِينَ‏ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَ لا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ‏...........إنتهى النقل

عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ آبَائِهِ ع‏) عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ‏
لَمَّا نَزَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ (ص‏) طُوبى‏ لَهُمْ وَ حُسْنُ مَآبٍ‏ قَامَ الْمِقْدَادُ (مقداد) بْنُ الْأَسْوَدِ الْكِنْدِيُّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ (النَّبِيِ‏) ص فَقَالَ
يَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَا طُوبَى؟
قَالَ يَا مِقْدَادُ شَجَرَةٌ فِي الْجَنَّةِ
لَوْ يَسِيرُ الرَّاكِبُ الْجَوَادُ لَسَارَ فِي ظِلِّهَا مِائَةَ عَامٍ قَبْلَ أَنْ يَقْطَعَهَا
وَرَقُهَا وَ بُسْرُهَا بُرُودٌ خُضْرٌ
وَ زَهْرُهَا رِيَاضٌ صُفْرٌ
وَ أَفْنَاؤُهَا سُنْدُسٌ وَ إِسْتَبْرَقٌ
وَ ثَمَرُهَا حُلَلٌ خُضْرٌ
وَ طَعْمُهَا (وَ صَمْغُهَا) زَنْجَبِيلٌ وَ عَسَلٌ
وَ بَطْحَاؤُهَا يَاقُوتٌ أَحْمَرُ وَ زُمُرُّدٌ أَخْضَرُ
وَ تُرَابُهَا مِسْكٌ وَ عَنْبَرٌ (وَ كَافُورٌ أَصْفَرُ)
وَ حَشِيشُهَا (زَعْفَرَانٌ‏)
وَ الْخَوْجُ‏ يَتَأَجَّجُ مِنْ غَيْرِ وَقُودٍ
يَتَفَجَّرُ مِنْ أَصْلِهَا السَّلْسَبِيلُ وَ الرَّحِيقُ وَ الْمَعِينُ
وَ ظِلُّهَا مَجْلِسٌ مِنْ مَجَالِسِ شِيعَةِ (أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ‏) عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع
يَأْلَفُونَهُ وَ يُتَحَدَّثُ بِمَجْمَعِهِمْ (بِجَمْعِهِمْ‏)

وَ بَيْنَا هُمْ فِي ظِلِّهَا يَتَحَدَّثُونَ إِذْ جَاءَتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَقُودُونَ نُجُباً جُبِلَتْ مِنَ الْيَاقُوتِ


ثُمَّ نُفِخَ الرُّوحُ فِيهَا
مَزْمُومَةً بِسَلَاسِلَ مِنْ ذَهَبٍ
كَأَنَّ وُجُوهَهَا الْمَصَابِيحُ نَضَارَةً وَ حُسْناً
وَبَرُهَا خَزٌّ أَحْمَرُ وَ مِرْعِزَّى أَبْيَضُ مُخْتَلِطَانِ
لَمْ يَنْظُرِ النَّاظِرُونَ إِلَى مِثْلِهَا (مِثْلِهِ‏) حُسْناً وَ بَهَاءً
وَ ذَلِكَ (ذُلُلٌ و لا أذلل‏) مِنْ غَيْرِ مَهْيَعَةٍ (مَهَانَةٍ)
نُجَبَاءُ (تَجِبُ‏) مِنْ غَيْرِ رِيَاضَةٍ عَلَيْهَا
رِحَالٌ أَلْوَاحُهَا (أَلْوَانُهَا) مِنَ الدُّرِّ وَ الْيَاقُوتِ الْمُفَضَّضَةِ (مُفَضَّضَةً) بِاللُّؤْلُؤِ وَ الْمَرْجَانِ
صَفَائِحُهَا مِنَ الذَّهَبِ الْأَحْمَرِ
مُلَبَّسَةً بِالْعَبْقَرِيِّ وَ الْأُرْجُوَانِ
فَأَنَاخُوا تِلْكَ النجابي‏ (النَّجَائِبَ‏) إِلَيْهِمْ


ثُمَّ قَالُوا لَهُمْ‏
رَبُّكُمْ يُقْرِئُكُمُ السَّلَامَ (وَ يَرَاكُمْ فَتَرَوْنَهُ فَتَزُورُونَهُ‏)
وَ يَنْظُرُ إِلَيْكُمْ وَ يُحِبُّكُمْ وَ تُحِبَّونَهُ
(وَ تُكَلِّمُونَهُ وَ يُكَلِّمُكُمْ‏) وَ يَزِيدُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَ سَعَتِهِ
فَإِنَّهُ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ وَ فَضْلٍ عَظِيمٍ


قَالَ فَيَتَحَوَّلُ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ عَلَى رَاحِلَتِهِ
فَيَنْطَلِقُونَ صَفّاً وَاحِداً مُعْتَدِلًا لَا يُفَوِّتُ مِنْهُمْ شَيْ‏ءٌ شَيْئاً
وَ لَا يُفَوِّتُ أُذُنُ نَاقَةٍ نَاقَتَهَا
وَ لَا بِرْكَةُ نَاقَةٍ بَرْكَهَا
وَ لَا يَمُرُّونَ بِشَجَرَةٍ مِنْ أَشْجَارِ الْجَنَّةِ إِلَّا أَتْحَفَتْهُمْ بِأَثْمَارِهَا
وَ رَحَلَتْ لَهُمْ عَنْ طَرِيقِهِمْ كَرَاهِيَةَ أَنْ يُثْلَمَ (تَنْثَلِمَ‏) طَرِيقُهُمْ وَ أَنْ يُفَرَّقَ بَيْنَ الرَّجُلِ وَ رَفِيقِهِ
فَلَمَّا دَفَعُوا (رُفِعُوا) إِلَى الْجَبَّارِ جَلَّ جَلَالُهُ


عَنْ زُرَارَةَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع‏ يَا زُرَارَةُ

إِنَّ السَّمَاءَ بَكَتْ عَلَى الْحُسَيْنِ أَرْبَعِينَ صَبَاحاً بِالدَّمِ
وَ إِنَّ الْأَرْضَ بَكَتْ أَرْبَعِينَ صَبَاحاً بِالسَّوَادِ
وَ إِنَّ الشَّمْسَ بَكَتْ أَرْبَعِينَ صَبَاحاً بِالْكُسُوفِ وَ الْحُمْرَةِ
.
.
.
فَيَرْجِعُونَ إِلَى أَزْوَاجِهِمْ بِمَقَالاتِهِمْ فَيَزْدَادُونَ إِلَيْهِمْ شَوْقاً إِذَا هُمْ خَبَّرُوهُمْ بِمَا هُمْ فِيهِ مِنَ الْكَرَامَةِ وَ قُرْبِهِمْ مِنَ الْحُسَيْنِ ع
فَيَقُولُونَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَفَانَا الْفَزَعَ الْأَكْبَرَ وَ أَهْوَالَ الْقِيَامَةِ وَ نَجَّانَا مِمَّا كُنَّا نَخَافُ
وَ يُؤْتَوْنَ بِالْمَرَاكِبِ وَ الرِّحَالِ عَلَى النَّجَائِبِ‏
فَيَسْتَوُونَ عَلَيْهَا وَ هُمْ فِي الثَّنَاءِ عَلَى اللَّهِ وَ الْحَمْدِ لِلَّهِ وَ الصَّلَاةِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ حَتَّى يَنْتَهُوا إِلَى مَنَازِلِهِمْ.............إنتهى النقل




عن النّبيّ- صلّى اللّه عليه و آله- أنّه قال: جميع الثّلّتين من أمّتي.


و ممّا يؤيّد القول الأوّل و يعضده من طريق الرّواية:
ما رواه نقلة الأخبار، بالإسناد، عن ابن مسعود قال:
تحدّثنا عن رسول اللّه ليلة حتّى أكثرنا الحديث، ثمّ رجعنا إلى أهلنا.
فلمّا أصبحنا غدونا إلى رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله-
فقال: عرضت عليّ الأنبياء اللّيلة بأتباعها من أممها، فكان النّبيّ يجيئ معه الثّلّة من أمّته، و النّبيّ معه العصابة من أمّته، و النّبيّ معه النّفر من أمّته، و النّبيّ معه الرّجل من أمّته و النبي ما معه من أمّته أحد
حتّى أتى أخي، موسى في كبكبة من بني إسرائيل، فلمّا رأيتهم أعجبوني.


فقلت: أي ربّ، من هؤلاء؟
فقال: هذا أخوك، موسى بن عمران، و من معه من بني إسرائيل.
فقلت: ربّ، فأين أمّتي؟
فقال: انظر عن يمينك. فإذا ظراب مكة قد سدّت بوجوه الرّجال.
فقلت: من هؤلاء؟
فقيل: هؤلاء من أمّتك، أرضيت؟
قلت: يا ربّ، رضيت. و قال : انظر عن يسارك.
فإذا الأفق قد سدّ بوجوه الرّجال.
فقلت: ربّ، من هؤلاء؟
قيل «3»: هؤلاء أمّتك، أرضيت؟
قلت: ربّ رضيت.
فقيل: إنّ مع هؤلاء سبعين ألفا من أمّتك يدخلون الجنّة لا حساب عليهم‏.
قال: فأنشأ عكاشة بن محصن من بني أسد بن خزيمة فقال: يا نبيّ اللّه، ادع ربّك أن يجعلني منهم.
فقال: اللّهمّ، اجعله منهم.
ثمّ أنشأ رجل آخر، فقال: يا نبيّ اللّه، ادع ربّك أن يجعلني منهم.
فقال: سبقك بها عكاشة
قال النّبيّ- صلّى اللّه عليه و آله-: فداكم أبي و أمّي، إن استطعتم أن تكونوا من السّبعين [ألفا] فكونوا،
و إن عجزتم و قصرتم فكونوا من أهل الظّراب،
و إن عجزتم و قصرتم فكونوا من أهل الأفق،
و إنّي قد رأيت ثمّ أناسا كثيرا يتهاوشون كثيرا،
فقلت: هؤلاء السّبعون ألفا.
فاتّفق رأينا على أنّهم أناس ولدوا في الإسلام، فلم يزالوا يعملون به حتّى ماتوا عليه،
فانتهى حديثهم إلى رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله-: فقال ليس كذلك،
و لكنّهم الّذين لا يسرفون و لا يتكبّرون و لا يتطيّرون و على ربهم يتوكلون.
ثمّ قال: إنّي لأرجو أن يكون من تبعني ربع أهل‏ الجنة.
قال: فكبّرنا،
ثمّ قال: إنّي لأرجو أن يكونوا ثلث أهل الجنّة.
فكبّرنا،
ثمّ قال: إنّي لأرجو أن يكونوا شطر أهل الجنّة.
ثمّ تلا رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله-:
ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَ ثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ‏............إنتهى


الحديث السابع
قَالَ أَبَانٌ قَالَ سُلَيْمٌ

وَ سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ ع يَقُولُ‏ إِنَّ الْأُمَّةَ سَتَفْتَرِقُ عَلَى ثَلَاثٍ وَ سَبْعِينَ فِرْقَةً

اثْنَتَانِ وَ سَبْعُونَ فِرْقَةً فِي النَّارِ

وَ فِرْقَةٌ فِي الْجَنَّةِ

وَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ فِرْقَةً مِنَ الثَّلَاثِ وَ السَّبْعِينَ تَنْتَحِلُ مَحَبَّتَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ

وَاحِدَةٌ مِنْهَا فِي الْجَنَّةِ

وَ اثْنَتَا عَشْرَةَ فِي النَّارِ

وَ أَمَّا الْفِرْقَةُ النَّاجِيَةُ الْمَهْدِيَّةُ المؤملة الْمُؤْمِنَةُ الْمُسْلِمَةُ الْمُوَافِقَةُ الْمُرْشَدَةُ

فَهِيَ

الْمُؤْتَمِنَةُ بِي

الْمُسَلِّمَةُ لِأَمْرِي

الْمُطِيعَةُ لِي

الْمُتَبَرِّئَةُ مِنْ عَدُوِّي

الْمُحِبَّةُ لِي

وَ الْمُبْغِضَةُ لِعَدُوِّي

الَّتِي قَدْ عَرَفَتْ حَقِّي وَ إِمَامَتِي وَ فَرْضَ طَاعَتِي مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَ سُنَّةِ نَبِيِّهِ

فَلَمْ تَرْتَدَّ وَ لَمْ تَشُكَّ لِمَا قَدْ نَوَّرَ اللَّهُ فِي قَلْبِهَا مِنْ مَعْرِفَةِ حَقِّنَا

وَ عَرَّفَهَا مِنْ فَضْلِهَا وَ أَلْهَمَهَا

وَ أَخَذَهَا بِنَوَاصِيهَا فَأَدْخَلَهَا فِي شِيعَتِنَا حَتَّى اطْمَأَنَّتْ قُلُوبُهَا

وَ اسْتَيْقَنَتْ يَقِيناً لَا يُخَالِطُهُ شَكٌّ أَنِّي أَنَا وَ أَوْصِيَائِي‏ بَعْدِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ هُدَاةٌ مُهْتَدُونَ

الَّذِينَ قَرَنَهُمُ اللَّهُ بِنَفْسِهِ وَ نَبِيِّهِ فِي آيٍ مِنَ الْكِتَابِ كَثِيرَةٍ

وَ طَهَّرَنَا وَ عَصَمَنَا

وَ جَعَلَنَا شُهَدَاءَ عَلَى خَلْقِهِ وَ حُجَّتَهُ فِي أَرْضِهِ

وَ خُزَّانَهُ عَلَى عِلْمِهِ وَ مَعَادِنَ حُكْمِهِ وَ تَرَاجِمَةَ وَحْيِهِ‏

وَ جَعَلَنَا مَعَ الْقُرْآنِ

وَ الْقُرْآنَ مَعَنَا لَا نُفَارِقُهُ وَ لَا يُفَارِقُنَا حَتَّى نَرِدَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ص حَوْضَهُ كَمَا قَالَ

وَ تِلْكَ الْفِرْقَةُ الْوَاحِدَةُ مِنَ الثَّلَاثِ وَ السَّبْعِينَ فِرْقَةً هِيَ النَّاجِيَةُ مِنَ النَّارِ

وَ مِنْ جَمِيعِ الْفِتَنِ وَ الضَّلَالاتِ وَ الشُّبُهَاتِ

هُمْ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَقّاً وَ هُمْ سَبْعُونَ أَلْفاً يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ ... بِغَيْرِ حِسابٍ‏

وَ جَمِيعُ تِلْكَ الْفِرَقِ الِاثْنَتَيْنِ وَ السَّبْعِينَ هُمُ الْمُتَدَيِّنُونَ بِغَيْرِ الْحَقِّ

النَّاصِرُونَ لِدِينِ الشَّيْطَانِ

الْآخِذُونَ عَنْ إِبْلِيسَ وَ أَوْلِيَائِهِ

هُمْ أَعْدَاءُ اللَّهِ تَعَالَى وَ أَعْدَاءُ رَسُولِهِ وَ أَعْدَاءُ الْمُؤْمِنِينَ

يَدْخُلُونَ النَّارَ بِغَيْرِ حِسَابٍ

بُرَآءُ مِنَ اللَّهِ وَ مِنْ رَسُولِهِ نَسُوا اللَّهَ وَ رَسُولَهُ‏

وَ أَشْرَكُوا بِاللَّهِ‏

وَ كَفَرُوا بِهِ

وَ عَبَدُوا غَيْرَ اللَّهِ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ- وَ هُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً

يَقُولُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَ اللَّهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ‏ ... فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَما يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلى‏ شَيْ‏ءٍ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْكاذِبُونَ‏

قَالَ فَقُلْتُ‏ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ

أَ رَأَيْتَ مَنْ قَدْ وَقَفَ فَلَمْ يَأْتَمَّ بِكُمْ

وَ لَمْ يُعَادِكُمْ‏

وَ لَمْ يَنْصِبْ لَكُمْ

وَ لَمْ يَتَعَصَّبْ‏

وَ لَمْ يَتَوَلَّكُمْ‏

وَ لَمْ يَتَبَرَّأْ مِنْ عَدُوِّكُمْ

وَ قَالَ لَا أَدْرِي وَ هُوَ صَادِقٌ

قَالَ:

لَيْسَ أُولَئِكَ مِنَ الثَّلَاثِ وَ السَّبْعِينَ فِرْقَةً

إِنَّمَا عَنَى رَسُولُ اللَّهِ ص بِالثَّلَاثِ وَ السَّبْعِينَ فِرْقَةً

الْبَاغِينَ النَّاصِبِينَ‏

الَّذِينَ قَدْ شَهَرُوا أَنْفُسَهُمْ

وَ دَعَوْا إِلَى دِينِهِمْ

فَفِرْقَةٌ وَاحِدَةٌ مِنْهَا

تَدِينُ بِدِينِ الرَّحْمَنِ

وَ اثْنَتَانِ وَ سَبْعُونَ تَدِينُ بِدِينِ الشَّيْطَانِ

وَ تَتَوَلَّى عَلَى قَبُولِهَا

وَ تَتَبَرَّأُ مِمَّنْ خَالَفَهَا

فَأَمَّا مَنْ وَحَّدَ اللَّهَ

وَ آمَنَ بِرَسُولِ اللَّهِ ص

وَ لَمْ يَعْرِفْ وَلَايَتَنَا

وَ لَا ضَلَالَةَ عَدُوِّنَا

وَ لَمْ يَنْصِبْ شَيْئاً

وَ لَمْ يُحِلَّ وَ لَمْ يُحَرِّمْ

وَ أَخَذَ بِجَمِيعِ مَا لَيْسَ بَيْنَ الْمُخْتَلِفِينَ مِنَ الْأُمَّةِ فِيهِ خِلَافٌ

فِي أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَمَرَ بِهِ

وَ كَفَّ عَمَّا بَيْنَ الْمُخْتَلِفِينَ مِنَ الْأُمَّةِ فِيهِ‏ خِلَافٌ فِي أَنَّ اللَّهَ أَمَرَ بِهِ أَوْ نَهَى عَنْهُ

فَلَمْ يَنْصِبْ شَيْئاً

وَ لَمْ يُحَلِّلْ وَ لَمْ يُحَرِّمْ

وَ لَا يَعْلَمُ

وَ رَدَّ عِلْمَ مَا أُشْكِلَ عَلَيْهِ إِلَى اللَّهِ‏

فَهَذَا نَاجٍ‏

وَ هَذِهِ الطَّبَقَةُ بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَ بَيْنَ الْمُشْرِكِينَ

هُمْ أَعْظَمُ النَّاسِ وَ أَجَلُّهُمْ

وَ هُمْ أَصْحَابُ الْحِسَابِ وَ الْمَوَازِينِ وَ الْأَعْرَافِ وَ الْجَهَنَّمِيُّونَ‏

الَّذِينَ يَشْفَعُ لَهُمُ الْأَنْبِيَاءُ وَ الْمَلَائِكَةُ وَ الْمُؤْمِنُونَ

وَ يَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ فَيُسَمَّوْنَ الْجَهَنَّمِيِّينَ‏

فَأَمَّا الْمُؤْمِنُونَ فَيَنْجُونَ وَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ ... بِغَيْرِ حِسابٍ‏

أَمَّا الْمُشْرِكُونَ فَيَدْخُلُونَ النَّارَ بِغَيْرِ حِسَابٍ‏

وَ إِنَّمَا الْحِسَابُ عَلَى أَهْلِ هَذِهِ الصِّفَاتِ بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُشْرِكِينَ

وَ الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَ الْمُقْتَرِفَةِ

وَ الَّذِينَ‏ خَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً وَ آخَرَ سَيِّئاً

وَ الْمُسْتَضْعَفِينَ الَّذِينَ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةَ الْكُفْرِ وَ الشِّرْكِ

وَ لَا يُحْسِنُونَ أَنْ يَنْصِبُوا- وَ لا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا إِلَى أَنْ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ عَارِفِينَ

فَهُمْ‏ أَصْحابُ الْأَعْرافِ‏ وَ هَؤُلَاءِ لِلَّهِ‏ فِيهِمُ الْمَشِيئَةُ

إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ إِنْ يُدْخِلْ أَحَداً مِنْهُمُ النَّارَ فَبِذَنْبِهِ


وَ إِنْ تَجَاوَزَ عَنْهُ فَبِرَحْمَتِهِ

فَقُلْتُ‏ أَصْلَحَكَ اللَّهُ أَ يَدْخُلُ النَّارَ الْمُؤْمِنُ الْعَارِفُ الدَّاعِي‏

قَالَ ع: لَا

قُلْتُ: أَ فَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ لَا يَعْرِفُ إِمَامَهُ

قَالَ ع: لَا ........ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ

قُلْتُ: أَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ كَافِرٌ أَوْ مُشْرِكٌ

قَالَ: لَا يَدْخُلُ النَّارَ إِلَّا كَافِرٌ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ‏

قُلْتُ: أَصْلَحَكَ اللَّهُ فَمَنْ لَقِيَ اللَّهَ مُؤْمِناً عَارِفاً بِإِمَامِهِ مُطِيعاً لَهُ أَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ هُوَ؟

قَالَ: نَعَمْ إِذَا لَقِيَ اللَّهَ‏ وَ هُوَ مُؤْمِنٌ‏ مِنَ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ- الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ‏ - ... الَّذِينَ آمَنُوا وَ كانُوا يَتَّقُونَ‏ ... الَّذِينَ آمَنُوا وَ لَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ‏

قُلْتُ فَمَنْ لَقِيَ اللَّهَ مِنْهُمْ عَلَى الْكَبَائِرِ؟

قَالَ: هُوَ فِي مَشِيَّتِهِ إِنْ عَذَّبَهُ فَبِذَنْبِهِ

وَ إِنْ تَجَاوَزَ عَنْهُ فَبِرَحْمَتِهِ

قُلْتُ فَيُدْخِلُهُ النَّارَ وَ هُوَ مُؤْمِنٌ؟

قَالَ نَعَمْ بِذَنْبِهِ، لِأَنَّهُ لَيْسَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ عَنَى اللَّهُ أَنَّهُ‏ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ‏

لِأَنَّ الَّذِينَ عَنَى اللَّهُ أَنَّهُ لَهُمْ وَلِيُّ وَ أَنَّهُ‏ لا خَوْفٌ‏ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ‏ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ‏ الَّذِينَ يَتَّقُونَ اللَّهَ

وَ الَّذِينَ‏ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ‏ وَ الَّذِينَ‏ لَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ‏

قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ‏ مَا الْإِيمَانُ؟ وَ مَا الْإِسْلَامُ؟

قَالَ: أَمَّا الْإِيمَانُ فَالْإِقْرَارُ بِالْمَعْرِفَةِ

وَ الْإِسْلَامُ فَمَا أَقْرَرْتَ بِهِ‏ ، وَ التَّسْلِيمُ‏ ، وَ الطَّاعَةُ لَهُمْ

قُلْتُ: الْإِيمَانُ الْإِقْرَارُ بَعْدَ الْمَعْرِفَةِ بِهِ؟

قَالَ: مَنْ عَــرَّفَهُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَ نَبِيَّهُ وَ إِمَامَهُ، ثُمَّ أَقَرَّ بِطَاعَتِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ

قُلْتُ: الْمَعْرِفَةُ مِنَ اللَّهِ وَ الْإِقْرَارُ مِنَ الْعَبْدِ؟

قَالَ:

الْمَعْرِفَةُ مِنَ اللَّهِ دُعَاءٌ وَ حُجَّةٌ وَ مِنَّةٌ وَ نِعْمَةٌ

وَ الْإِقْرَارُ مِنَ اللَّهِ‏ قَبُولُ الْعَبْدِ- يَمُنُّ عَلى‏ مَنْ يَشاءُ

وَ الْمَعْرِفَةُ صُنْعُ اللَّهِ تَعَالَى فِي الْقَلْبِ

وَ الْإِقْرَارُ فَعَالُ الْقَلْبِ‏ مِنَ اللَّهِ وَ عِصْمَتُهُ وَ رَحْمَتُهُ

فَمَنْ لَمْ يَجْعَلْهُ اللَّهُ‏ عَارِفاً فَلَا حُجَّةَ عَلَيْهِ

وَ عَلَيْهِ أَنْ يَقِفَ وَ يَكُفَّ عَمَّا لَا يَعْلَمُ

فَلَا يُعَذِّبُهُ اللَّهُ عَلَى جَهْلِهِ

فَإِنَّمَا يَحْمَدُهُ عَلَى عَمَلِهِ بِالطَّاعَةِ

وَ يُعَذِّبُهُ عَلَى عَمَلِهِ بِالْمَعْصِيَةِ

وَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُطِيعَ

وَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَعْصِيَ

وَ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَعْرِفَ

وَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَجْهَلَ

هَذَا مُحَالٌ‏ لَا يَكُونَ شَيْ‏ءٌ مِنْ ذَلِكَ إِلَّا بِقَضَاءٍ مِنَ اللَّهِ وَ قَدَرِهِ وَ عِلْمِهِ وَ كِتَابِهِ‏ بِغَيْرِ جَبْرٍ

لِأَنَّهُمْ لَوْ كَانُوا مَجْبُورِينَ كَانُوا مَعْذُورِينَ وَ غَيْرَ مَحْمُودِينَ

وَ مَنْ جَهِلَ ، وَسِعَهُ أَنْ يَرُدَّ إِلَيْنَا مَا أُشْكِلَ عَلَيْهِ

وَ مَنْ‏ حَمِدَ اللَّهَ عَلَى النِّعْمَةِ وَ اسْتَغْفَرَهُ مِنَ الْمَعْصِيَةِ وَ أَحَبَّ الْمُطِيعِينَ وَ حَمِدَهُمْ عَلَى الطَّاعَةِ وَ أَبْغَضَ الْعَاصِينَ وَ ذَمَّهُمْ‏

فَإِنَّهُ يَكْتَفِي بِذَلِكَ إِذَا رَدَّ عِلْمَهُ إِلَيْنَا ... يُحَاسَبُونَ مِنْهُمْ مَنْ يُغْفَرُ لَهُ وَ يُدْخِلُهُ الْجَنَّةَ بِالْإِقْرَارِ وَ التَّوْحِيدِ

وَ مِنْهُمْ مَنْ يُعَذَّبُ فِي النَّارِ ، ثُمَّ يَشْفَعُ لَهُ الْمَلَائِكَةُ وَ الْأَنْبِيَاءُ وَ الْمُؤْمِنُونَ

فَيَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ وَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ

فَيُسَمَّوْنَ فِيهَا الجهنميون [الْجَهَنَّمِيِّينَ‏]

مِنْهُمْ أَصْحَابُ الْإِقْرَارِ

وَ لَيْسَتِ الْمَوَازِينُ وَ الْحِسَابُ إِلَّا عَلَيْهِمْ

لِأَنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ الْعَارِفِينَ لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ وَ الْحُجَّةِ فِي أَرْضِهِ وَ شُهَدَاءَهُ عَلَى خَلْقِهِ الْمُقِرِّينَ لَهُمُ الْمُطِيعِينَ لَهُمْ‏ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ ... بِغَيْرِ حِسابٍ‏

وَ الْمُعَانِدِينَ لَهُمُ
الْمُنْذِرِينَ‏
الْمُكَابِرِينَ
الْمُنَاصِبِينَ
أَعْدَاءَ اللَّهِ
يَدْخُلُونَ النَّارَ بِغَيْرِ حِسَابٍ

وَ أَمَّا مَا بَيْنَ هَذَيْنِ فَهُمْ جُــــــــلُّ النَّاسِ

وَ هُمْ أَصْحَابُ الْمَوَازِينِ وَ الْحِسَابِ وَ الشَّفَاعَةِ

قَالَ‏: قُلْتُ فَرَّجْتَ عَنِّي وَ أَوْضَحْتَ لِي وَ شَفَيْتَ صَدْرِي

فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي لَكَ وَلِيّاً فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ

قَالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُمْ

قَالَ: ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيَّ

فَقَالَ: أَ لَا أُعَلِّمُكَ شَيْئاً سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ص عَلَّمَهُ سَلْمَانَ وَ أَبَا ذَرٍّ وَ الْمِقْدَادَ

قُلْتُ: بَلَى يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ

قَالَ: قُلْ كُلَّمَا أَصْبَحْتَ وَ أَمْسَيْتَ

اللَّهُمَّ ابْعَثْنِي عَلَى الْإِيمَانِ بِكَ

وَ التَّصْدِيقِ بِمُحَمَّدٍ رَسُولِكَ

وَ الْوَلَايَةِ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ

وَ الِايتِمَامِ بِالْأَئِمَّةِ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ

فَإِنِّي قَدْ رَضِيتُ بِذَلِكَ يَا رَبِّ ،،، عَشْرَ مَرَّاتٍ

قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ حَدَّثَنِي بِذَاكَ سَلْمَانُ وَ أَبُو ذَرٍّ وَ الْمِقْدَادُ فَلَمْ أَدَعْ ذَلِكَ مُنْذُ سَمِعْتُهُ مِنْهُمْ

قَالَ: لَا تَدَعْهُ مَا بَقِيت‏.................إنتهى


نَصْرٌ عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ حَدَّثَنِي سَعْدُ بْنُ طَرِيفٍ عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ:
قَالَ عَلِيٌّ: «مَا يَقُولُ النَّاسُ فِي هَذَا الْقَبْرِ؟
وَ فِي النُّخَيْلَةِ قَبْرٌ عَظِيمٌ يَدْفِنُ الْيَهُودُ مَوْتَاهُمْ حَوْلَهُ»
فَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ: «يَقُولُونَ هَذَا قَبْرُ هُودٍ النَّبِيِّ ص لَمَّا أَنْ عَصَاهُ قَوْمُهُ جَاءَ فَمَاتَ هَاهُنَا»
قَالَ: «كَذَبُوا لَأَنَا أَعْلَمُ بِهِ مِنْهُمْ هَذَا قَبْرُ يَهُودَا بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بِكْرِ يَعْقُوبَ
ثُمَّ قَالَ:
«هَاهُنَا أَحَدٌ مِنْ مَهَرَةَ»
قَالَ: فَأُتِيَ بِشَيْخٍ كَبِيرٍ
فَقَالَ: «أَيْنَ مَنْزِلُكَ؟
قَالَ: عَلَى شَاطِئِ الْبَحْرِ
قَالَ: «أَيْنَ مِنَ الْجَبَلِ الْأَحْمَرِ؟
قَالَ: أَنَا قَرِيبٌ مِنْهُ
قَالَ: فَمَا يَقُولُ قَوْمُكَ فِيهِ؟
قَالَ: يَقُولُونَ قَبْرُ سَاحِرٍ
قَالَ: «كَذَبُوا ذَاكَ قَبْرُ هُودٍ وَ هَذَا قَبْرُ يَهُودَا بْنِ يَعْقُوبَ بِكْرِه
ثُمَّ قَالَ ع: «يُحْشَرُ مِنْ ظَهْرِ الْكُوفَةِ سَبْعُونَ أَلْفاً عَلَى غُرَّةِ الشَّمْسِ - يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ ... بِغَيْرِ حِسابٍ»............إنتهى

787- و عنه عليه السّلام قال: إذا ظهر القائم و دخل الكوفة بعث اللّه إليه من ظهر الكوفة سبعين ألف صدّيق، فيكونون في أصحابه و أنصاره ............إنتهى

341- وَ عَنْهُ، عَنِ ابْنِ عُلْوَانَ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ:

«يَخْرُجُ أَهْلُ وَلَايَتِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ قُبُورِهِمْ مُشْرِقَةً وُجُوهُهُمْ، مَسْتُورَةً عَوْرَاتُهُمْ، آمِنَةً رَوْعَاتُهُمْ،
قَدْ فَرَّجْتُ عَنْهُمُ الشَّدَائِدَ، وَ سَهَّلْتُ لَهُمُ الْمَوَارِدَ.
يَخَافُ النَّاسُ وَ لَا يَخَافُونَ، وَ يَحْزَنُ النَّاسُ وَ لَا يَحْزَنُونَ،
وَ قَدْ أَعْطَوُا الْأَمْنَ وَ الْأَمَانَ، وَ انْقَطَعَتْ عَنْهُمُ الْأَحْزَانُ،
حَتَّى يَحْمِلُوا عَلَى نُوقٍ بَيْضٍ لَهَا أَجْنِحَةٌ،
عَلَيْهِمْ نِعَالٌ مِنْ ذَهَبٍ شُرُكُهَا النُّورُ،
حَتَّى يَقْعُدُونَ فِي ظِلِّ عَرْشِ الرَّحْمَنِ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ،
بَيْنَ أَيْدِيهِمْ مَائِدَةٌ يَأْكُلُونَ عَلَيْهَا حَتَّى يَفْرُغَ النَّاسُ مِنَ الْحِسَابِ».............إنتهى

342- وَ عَنْهُ، عَنِ ابْنِ عُلْوَانَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ:
يَبْعَثُ اللَّهُ عِبَاداً يَوْمَ الْقِيَامَةِ تَهَلَّلُ وُجُوهُهُمْ نُوراً، عَلَيْهِمْ ثِيَابٌ مِنْ نُورٍ،
فَوْقَ مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ،
بِأَيْدِيهِمْ قُضْبَانٌ مِنْ نُورٍ،
عَنْ يَمِينِ الْعَرْشِ وَ عَنْ يَسَارِهِ،
بِمَنْزِلَةِ الْأَنْبِيَاءِ وَ لَيْسُوا بِأَنْبِيَاءَ، وَ بِمَنْزِلَةِ الشُّهَدَاءِ وَ لَيْسُوا بِشُهَدَاءَ.
فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَا مِنْهُمْ؟
فَقَالَ: لَا.
فَقَامَ آخَرُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَا مِنْهُمْ؟
فَقَالَ: لَا.
فَقَالَ: مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟
قَالَ: فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى مَنْكِبِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامَ فَقَالَ: هَذَا، وَ شِيعَتُهُ».............إنتهى

- قَالَ [فُرَاتٌ‏] حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرَوَيْهِ الْقَطَّانُ مُعَنْعَناً عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ عَنْ صَعْصَعَةَ بْنِ صُوحَانَ وَ الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ قَالا جَمِيعاً سَمِعْنَا [عَنِ‏] ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

قَالَ كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ص إِذْ دَخَلَ عَلَيْنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ الْفِهْرِيُّ
قَالَ يَا أَحْمَدُ أَمَرْتَنَا بِالصَّلَاةِ وَ الزَّكَاةِ أَ فَمِنْكَ [كَانَ‏] هَذَا أَمْ مِنْ رَبِّكَ يَا مُحَمَّدُ
قَالَ الْفَرِيضَةُ مِنْ رَبِّي وَ أَدَاءُ الرِّسَالَةِ مِنِّي حَتَّى أَقُولَ مَا أَدَّيْتُ إِلَيْكُمْ إِلَّا مَا أَمَرَنِي رَبِّي
[قَالَ‏] فَأَمَرْتَنَا بِحُبِّ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ
زَعَمْتَ أَنَّهُ مِنْكَ كَهَارُونَ مِنْ مُوسَى وَ شِيعَتُهُ عَلَى نُوقٍ غُرٍّ مُحَجَّلَةٍ يَرْفُلُونَ فِي عَرْصَةِ الْقِيَامَةِ حَتَّى يَأْتِيَ الْكَوْثَرَ فَيَشْرَبَ وَ يَسْقِيَ [صح‏] هَذِهِ الْأُمَّةَ
وَ يَكُونَ زُمْرَةً فِي عَرْصَةِ الْقِيَامَةِ............إنتهى النقل

69- عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْمَدَنِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ:
إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص سُئِلَ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً
فَقَالَ يَا عَلِيُّ إِنَّ الْوَفْدَ لَا يَكُونُونَ إِلَّا رُكْبَاناً
أُولَئِكَ رِجَالٌ اتَّقَوُا اللَّهَ فَأَحَبَّهُمُ اللَّهُ وَ اخْتَصَّهُمْ
وَ رَضِيَ أَعْمَالَهُمْ فَسَمَّاهُمُ الْمُتَّقِينَ
ثُمَّ قَالَ لَهُ يَا عَلِيُّ أَمَا وَ الَّذِي فَلَقَ‏ الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ إِنَّهُمْ لَيَخْرُجُونَ مِنْ قُبُورِهِمْ

وَ إِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَسْتَقْبِلُهُمْ بِنُوقٍ مِنْ نُوقِ الْعِزِّ عَلَيْهَا رَحَائِلُ الذَّهَبِ مُكَلَّلَةً بِالدُّرِّ وَ الْيَاقُوتِ

وَ جَلَائِلُهَا الْإِسْتَبْرَقُ وَ السُّنْدُسُ وَ خُطُمُهَا جُدُلُ الْأُرْجُوَانِ

تَطِيرُ بِهِمْ إِلَى الْمَحْشَرِ............إنتهى النقل


لعدم التطويل نكتفي بإيراد أجزاء هذه الروايات فقط من التي جاء ذكر النجائب بها بشكل صريح حيث يوجد غيرها الكثير

كما ويوجد مثلها الكثير لكن بألفاظ اخرى مثل منابر النور والبراذين والسحب