اللهم صلي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من هم أهل البيت؟ ومن أنت؟
نبدء الكلام عن حقيقة أهل البيت الجامعة
كما أعتقد بها
انهم منظومة إلاهية واحدة لها أربعة عشر وجه
ظاهر، وباطن واحد منطوي فيهم كلهم ووسطهم كلهم ، وهو الإسم المكنون
رسول الله صلى الله عليه وآله حسب الروايات هو العرش وهو الظاهر
وهو الظاهر تعني أنه هو الظاهر من هذه المنظومة الالهية النورانية
فكل وجوه هذه المنظومة الالهية الظاهرة هي
وجوهه ،
فهو العرش
والعرش شكله مكعّب
والمكعب له اثني عشر ساق ومن خلال ترابط سوق
العرش مع بعضها البعض يكون للعرش ثمانية أركان ويصبح له ستة وجوه
وهؤلاء كلهم هم الأئمة عليهم السلام ، فهم سوق العرش وهم أركانه وهم وجوهه
لكن كل سوقه متساوية في كل شيء
وكل اركانه متساوية في كل شيء أيضا
وكل وجوهه متساوية في كل شيء كذلك
فهم بمجموعهم هم العرش المكعب
والمكعب لو انك نظرت له من نفس الزوايا المتشابهة من كل وجه فسترى نفس الصورة
والاسم المكنون مكنون وسط المكعب وفي السوق والاركان والوجوه كلها
فالاسم المكنون مكنون بكل الائمة وبالتالي فهو حقيقة كل الائمة وبالتالي هو حقيقة العرش كله
واذا التفتنا للاسم المكنون بهم ووسطهم فإننا سنضيفه عددا
للسوق والاركان والوجوه فيصبح هو ثالث عشر السوق وتاسع الاركان وسابع الوجوه
فالعرش هو ظاهر الاسم المكنون
والاسم المكنون هو باطن العرش
وبلفظ أوضح فإن العرش بسوقه واركانه ووجوهه هو ظهور للإسم المكنون
وبالتبع سيكون الاسم المكنون هو باطن العرش بسوقه واركانه ووجوهه
والباطن هو نفسه العلّة
فالاسم المكنون هو علّة العرش وعلّة ظهور
العرش
لكن العرش يقول أنا المكنون والمكنون أنا ((أنا عليّ وعليّ أنا))
أول ما خلق الله نور نبيكم ، او نوري فقسمه نصفين
يعني أو ما خلق الله خلق الحقيقة الفاطمية فقسمها نصفين محمد وعلى فأصبحوا ثلاثة ، هي وهما
لكن الهدف من خلقه الحقيقة الفاطمية هو لأنّه يريد أن يخلق وينزل الاسم المكنون بها
وسبب خلقه للإسم المكنون هو لكي يظهره لا لكي يبقيه
مكنونا
فنيته من الاساس كانت هي الظهور
لكن الظاهر لا يظهر الا بالباطن
فخلق الباطن لكي يظهر به الظاهر
والباطن والظاهر لا يمكن لهما أن يظهرا الّا في مكان
أو إلّا في أين مؤيّن
فأيّن الأين المؤّين
وانزل به النقطة التي اظهر بها الظاهر
الأين المؤّين هي الحقيقة الفاطميّة
النقطة او الاسم المكنون أو الباطن هي الحقيقة العلويّة
المكعب او العرش أو الائمة الاثني عشر أو اسم الله الظاهر هم محمد
فالعرش هو محمد
والأئمة الأثني عشر هم كلهم محمد ،، أولهم واوسطهم وآخرهم
فهذه المنظومة النورانية الالهية هي نفسها هي الجوهرة الحيّة بالذات التي اخبرنا عنها أمير المؤمنين سلام الله عليه في حديث معرفة النفس مع الاعرابي ومع كميل بن زياد رضي الله عنهما
فهم كلهم هم تلك الجوهرة الواحدة الحيّة بالذات
وهذه الجوهرة إنما هي حيّة بالذات لأن الاسم المكنون مكنون بها كجزء لا يتجزء منها ولا يفارقها أبدا
فهو جزء مركزي من هذه الجوهرة
ولهذا السبب اصبحت هذه الجوهرة الالهية جوهرة حيّة
بالذات
وكل ما عدى ذلك فهو حيّ بهم
لأن الجوهرة الحيّة بالذات مكنونة بكل شيء
فالاسم المكنون نفسه هو روح القدس الذي هو معهم كجوهرة حيّة بالذات ومكنون بهم كلهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين
الجوهرة الحية بالذات هي الزجاجة وهي الحقيقة المحمدية
والمصباح هو الاسم المكنون وسط الزجاجة او وسط
الجوهرة وهو الحقيقة العلوية
أمّا الحقيقة الفاطميّة فهي المشكاة او هي
الأين المؤيّن الذي يحوي هذه المنظومة الالهيّة الكاملة والمتعددة الوجوه والاركان
والسوق فتحوي بذلك ظاهرها وباطنها احتواءا كاملا
فالمشكاة هي الظاهر وهي الباطن ،
والاسم المكنون بها أو المصباح المكنون بها هو أيضا هو الظاهر وهو الباطن
والعرش هو أيضا هو الظاهر بنفس الوقت الذي هو الباطن
لا تفرقوا بيننا فتهلكوا ، هكذا علمونا صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين أن نقول ونعتقد
فهم نور الله
وهم ذات الله
وهم أركان
العرش
وهم الظاهر
وهم الباطن
وهم بمجموعهم هم وجه الله
فالله الاسم المخلوق هو الاسم المخلوق الذي هو بالحروف غير متصوت، وباللفظ غير منطق وبالشخص غير مجسد والتشبيه غير موصوف وباللون غير مصبوغ، منفي عنه الاقطار، مبعد عنه الحدود، محجوب عنه حس كل متوهم، مستتر غير مستور .........
وهذا الاسم المخلوق الجامع هو الذي نعبّر عنه بــ "الحقيقة الفاطميّة"
فمفهوم "الحقيقة الفاطميّة" هو المفهوم الذي يعبر عن هذه المنظومة الالهية كاملة غير
منقوصة، وله مرتبة القيوميّة على كامل باقي أجزاء هذه المنظومة الإلهيّة النورانية
والله هو الباطن ،، والباطن في هذه المنظومة الاسمائيّة النورانيّة هو الاسم المكنون المخلوق ،
وهذا الاسم المكنون المخلوق هو جزء لا يتجزء
من هذه المنظومة الالهيّة المخلوقة
فنور الاسم المكنون يملاء فضاء المشكاة أو
فضاء هذه المنظومة الالهية الجامعة بكلها وكليلها
وهذه هي الحقيقة العلويّة أو حقيقة مرتبة
الإمامة الالهيّة
والله هو الظاهر ، والظاهر كما قلنا هو العرش المخلوق ، والعرش هو مجموع الأئمة الاثني عشر المخلوقين ويحوي الإسم المكنون أيضا
وهذه هي الحقيقة المحمديّة
وفي زيارة نور السماوات والأرض نقول:
يا فاطمة (( إِنّا نَسْأَلُكِ إِنْ كُنّا صَدَّقْناكِ إلاّ أَلْحَقْتِنا بِتَصْديقِنا لَهُما لِنُبَشِّرَ أَنْفُسَنا بِأَنّا قَدْ طَهُرنا بِوِلايَتِكِ .
وبنفس المعنى مع تغيير الألفاظ والاسماء نقول بزيارتها الأخرى
وَنَحْنُ نَسأَلُكَ اللّهُمَّ إِذْ كُنّا مُصَدِّقِينَ لَهُمْ ، أَنْ تُلْحِقَنا بِتَصْدِيقِنا بِالدَّرَجَةِ العالِيَةِ ، لِنُبَشِّرَ أَنْفُسَنا بِأَنّا قَدْ طَهُرْنا بِوَلايَتِهِمْ عليهم السلام
ففاطمة هي الاسم المخلوق الجامع
وهي حجة المعنى المعبود على الظاهر او العرش الاثني
عشري
وهي الحجة أيضا على الباطن او الاسم المكنون
وهي حجة عليهما لأنها محيطة بهما وقائمة
عليهم كلهم
لكنها وهم نور واحد لا يسبق أوله أوسطه أو آخره
نأتي الآن لنعرف العلاقة بين كل واحد منا بل وبين
كل مخلوق من المخلوقات وبين هذه المنظومة الإلهية النورانية
وفهم ما سبق من الافكار وما سيأتي منها بعد
قليل هو أمر صعب مستصعب بدون أن يكون للإنسان قدرة تصورية خيالية ثلاثية الابعاد
لن نتكلم عن الجميع هنا ،، بل فقط عنك أنت يا
من تقرء هذه الكلمات
وما سينطبق عليك أنت سينطبق عليَّ وعلى كل الموجودات في هذا العالم الكبير بكل أبعاده
جسدك هو الظاهر ،، وعندما أقول جسدك فكل العالم الذي تراه هو
جسدك أنت
حتى بدنك الذي تراه بالمرءاة هو جزء من جسدك ((سيأتي تفصيل وتوضيح ذلك بعد قليل))
حتى بدنك الذي تراه بالمرءاة هو جزء من جسدك ((سيأتي تفصيل وتوضيح ذلك بعد قليل))
والجوهرة الحية بالذات هي باطنك
والاسم المكنون مكنون في هذه الجوهرة الحية بالذات
فهو
روح هذه الجوهرة
فهي حيّة بالذات لانه روحها المكنون بها
وهي جوهرة حية بالذات بمعنى أنها لا تكتسب
الحياة من شيء خارجي عنها
فهي حية بذاتها لان الاسم المكنون لا ينفصل عنها
ابدا
فهو باطنها
وهي ظاهره
وهذه الجوهرة هي باطنك أنت وانت هو ظاهرها
وقولي أنك ظاهرها لا أعني به انك تحيط بها ،، بل
أعني انك أنت باطنها وأنك أنت روحها
فانت هو المصباح المكنون في هذه الجوهرة
والجوهرة هي نفسها هي الزجاجة التي انت مكنون فيها
الزجاجة التي انت مكنون بها لها مشيئة ذاتية
لكن مشيئتها الذاتية مرتبطة تكوينيا مع مشيئتك
الذاتية بصورة تامة وكاملة
وذلك الربط التكويني بينك وبين هذه الزجاجة الالهية هو لكي تعكس لك صًور مشيئتك كيفما شئتها
وذلك الربط التكويني بينك وبين هذه الزجاجة الالهية هو لكي تعكس لك صًور مشيئتك كيفما شئتها
مهمة الزجاجة تماما كما طلبت أنت منها من البداية هي أن تحاول
ان تضللك وتخفي عنك حقيقتك
فانت من طلبت منها أن تقوم بذلك لكي تستطيع بمساعدتها
ان ترى نفسك في كل الصور وكل الهياكل الممكنة
فالجوهرة الحيّة بالذات المنطوية بك تخدمك أنت لوحدك بكل صدق وامانة
حين تقوم بذلك حسب الموازين والمقادير التي أنت كإسم مكنون من قدّرتها لها بكل تقاديرها وقضيت
عليها اتباع تلك المقادير وأخيرا قامت هذه الزجاجة بإمضاء ما قضيته أنت على طريقة
عملها معك وعليك
فهي حسب تلك المقادير والاقضية تُريك على
الدوام كل ما تريد أنت ان تراه وتعيشه من صور العالم
أعيد
توضيح الفكرة مرة أخرى
كل
انسان هو بحد ذاته مشكاة ومصباح وزجاجة
وجسم
الإنسان هو الزجاجة
وكل
صور العالم الذي تراه من حولك وبدنك من ضمنه هو ما سينعكس لك كمصباح من داخل سطح زجاجتك
بمعنى
أن كل ما تراه بعينيك هو جسمك ،، لكن بشرط أن تتذكر أنك ليس البدن ،، بل انك أنت هو
المصباح
فألة
العرض السينمائي لو سألتها أين هو جسمك فستقول لك أن جسمي هو الشاشة التي أعرض عليها
جميع صوري،، وهكذا هي الزجاجة بالنسبة للمصباح ،، فهي جسم للمصباح
والمصباح
المكنون بها يرى من داخلها جميع ما يريد أن يراقبه ويعيشه
تستطيع
أن تقول أنها تشبه غرفة مرآتية تعيش أنت داخلها في عالم هولوجرامي
هذا
العالم أنت من تصنع جميع تفاصيله بعقلك وتعيشها بجميع جوارحك بحيث تعتقد معها أنك
تعيش في عالم مادي حقيقي
نحن نتكلم هنا عن معرفة النفس ، ومعرفة النفس هي معرفة الرب
فمن عرف نفسه عرف ربه
فكيف نربط ما سبق وتحدثنا عنه بهذا المقال مع بعضه البعض؟
سنحتاج هنا لبعض الصور لتوضيح الفكرة بشكل أكبر، حيث اننا سنتكلم عن الميركابا والكونداليني واشياء أخرى ان سنح المجال
هذه هي صورة المعرف الخاص بي في الصفحة وكلكم تعرفونها بالتأكيد ولذلك سأستعملها هي للتوضيح
وفهم هذه الصوره هي أهم مرحلة من مراحل معرفتك لنفسك
فهذه هي صورتك الملكوتية
وهي نفسها هي صورة النور الأول بعد أن قسمه الله لنصفين وخالف بينهما بالصفات ثم جمعهما بجسد واحد جوهري
فملكوتك هو أنك تتكون من نور واحد انقسم لنصفين فرق بينهما بالتسمية والصفات وجُمِعَا بجسد واحد جوهري
وبنفس المعنى أنت تتكون من نفسين
وكل نجمة منهما هي أحد نفسيك
النجمة التي تتجه للأعلى هي نصف نورك الذي يمثل نصف نور علي أمير المؤمنين
والنجمة التي تتجه للأسفل هي نصف نورك الآخر والذي هو نور محمد صلى الله عليه وآله
نفس هاتين النجمتين اللتان مجموع أركانهما هو ثمانية أركان هما نفسهما العرش او هما المكعب، فالمكعب له ثمانية أركان
الميركابا تنتظم داخل المكعب بحيث تكون اركانها هي نفسها أركان المكعب كما في الصورة
الميركابا كما قلنا عن النور الذي انقسم لنصفين هي نفسها نفسيك القدسية مجمع جنود العقل
ونفسك الحيوانية مجمع جنود الجهل كما قلنا في البداية وكما هو واضح بهذه الصورة
والصفتان العقل والجهل أرجوا أن لا تتمسكا بالمعنى الظاهر لهذه التسمية لهما في هذه الرواية
فهما نفسهما حسب بقية الاديان والملل الينغ واليانغ والسالب والموجب والذكر والانثى والضدان اللازمان في عملية الخلق واللذان خلقهما الله اوّل ما خلق
وأركان العقل والجهل هم نفسهما أركان العرش الثمانية كما قلنا قبل قليل
والاركان الثمانية هم ثمانية أئمة أو ثمانية نترو أو ثمانية قوى كونية إلهية
هؤلاء الائمة او القوى الكونية الثمانية أو العقول الالهية الثمانية يحيطون بك كمثال للإسم المكنون دائما وأبدا
وهم من يخلقون لك صور كل وجودك وعالمك بكل أحداثه
فكل العالم الذي تراه من حولك هم من يخلقونه لك حسب مشيئتك
وصورة الجسد الموجودة في وسطهما هي فعلا غير موجودة في عالم الملكوت
فالائمة الثمانية أو العقول الثمانية او القوى الالهية الثمانية هم من يخلقون لك كل عالمك
لكن أنت ، أنت من؟
أنت هو مثال التاسع الذي يتوسطهم
فهم يخلقون لك العالم كما تريد أنت ان تراه
هذا هو نظام بناء النفس الانسانية
فلو اراد الأئمة الثمانية او العقول الإلهية الثمانية أن يوقفوا صورة الحركة في عالمك ويثبّتونها من حولك وأن يجعلوك أنت المتحرك الوحيد فيه فإنهم سيستطيعون ذلك بكل سهولة
فهم من يصورون لك عالمك بكل حركته
فهم المكان الذي أنت موجود به
وهم من يخلقون لك الشعور بالزمان
فالله خلقك في المكان أو خلقك في الأيّن المؤيّن،، يعني الله خلقك وسطهم
وهم من سيخلقون لك الشعور بالزمان
فهو الذي أين الأين وهم الأين المؤيّن
وهم الذين سيخلقون لك الشعور بالزمان في هذا الاين
يعني في أنفسهم
فهم بهذا الوصف هم الايام والشهور والاعوام
وقد قالها أمير المؤمنين صراحة في إحدى خطبه
بل نحن الصلوة والصيام والليالي والأيام والشهور والأعوام
قلنا سابقا أن الجوهرة الحية بالذات والتي هي ذات الله العليا وشجرة طوبى وسدرة المنتهى وجنة المأوى، والتي من عرفها لم يشق، ومن جهلها ضل سعيه وغوى تتموضع وسط وفي مركز الميركابا
هم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ،، وأنها هي نفسها المعروفة عالميا بإسم الكونداليني قوة الحياة السارية بالاشياء وتهبها الحياة
والكونداليني هي المعبر عنها قرأنيا بــ الماء
وهي نهر الكوثر
لقد وصلنا لنهر الكوثر أو للكونداليني
نهر الكوثر أو الكونداليني عند أغلب الناس متوقف عن الجريان بشكل كامل
ويعبرون عن ذلك بأن الكونداليني نائم
ويقولون انه متقوقع على نفسه في حجرته اسفل العامود الفقري وتحديدا في عظمة عجب الذنب

فنهر الكوثر متوقف عن الجريان بشكل كامل في أغلب الناس
لكنه عندما سيبدء بالجريان فإنه سيصعد للأعلى
نحو قمة الرأس
فهو نبعه من هناك حيث عظمة العجب
لكنه حينما سيفيض فإنه سيفيض من قمة الرأس
والموضع الذي سيفيض منه نهر الكوثر يطلقون عليه تشاكرا التاج
عندما يفيض نهر الكوثر من تشاكرا التاج فيك فسيمكنك أن تعتبره عمود من نور يخرج من قمة رأسك متوجها نحو السماء ليربطك مع نفسك العليا حيث هي
انا اعطيناك الكوثر
رسول الله والائمة كلهم نهر الكوثر عندهم جاري بأقصى قوته وطوال الوقت
وهذا هو نفسه عمود النور الذي يُنصب للامام ويربطه بالعرش

في عالم الظهور يبدو هذا النهر كانه يتجه خارج الانسان نحو السماء
لكن في عالم البطون فإن هذا النهر يتجه نحو الاسم المكنون في وسط العرش فيسري من تحته
اذا اتصل نهر الكوثر بالاسم المكنون سيكون العرش على الماء وستجري الحكمة من حينها من قلبك على لسانك
وستكون محدّث ومفهّم
لنبقى في الصورة التي تصف نهر الكوثر من تشاكرا التاج
عند صعود هذا النهر لتشاكرا التاج ويبدء يفيض من قمته متوجها نحو السماء ستشعر ببرودة في جسمك ورأسك
لأن هذا النهر هو نهر من الطاقة الحيّة التي خروجها من قمة الرأس سيعني أن النظام الحيوي الطاقوي فيك قد اكتملت دائرته بشكل تام
فأصبح نظامك الحيوي يسحب طاقة الارض وطاقة السماء ويخلطهما سوية في عملية تكامليّة
ويرمزون لهذه العملية التكاملية بصورة الحيّة التي تلتقم ذيلها كما في الصورة

هذه مجرد رموز فقط
فلا داعي أبدا للخوف منها بسبب استعمالهم لرمز الحيّة في وصفه
والنجمتان اللتان تحيطان بك كما قلنا هما محمد وعلي وهما نفسهما كما تقول الروايات هما مقام رب العالمين كما تقول الرواية التي سأنقلها كاملة لأهميتها:
عن
الشيخ أبي محمد الفضل بن شاذان ، بإسناده عن جابر بن يزيد الجعفي ، عن الإمام
العالم موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) ، قال:
إن الله
تبارك وتعالى خلق نور محمد (صلى الله عليه وآله) من نور اخترعه من نور عظمته
وجلاله ،
وهو نور
لاهوتيته الذي بدأ منه ، وتجلى لموسى بن عمران (عليه السلام) في طور سيناء ، فما
استقر له ، ولا أطاق موسى لرؤيته ولا ثبت له ، حتى خر صعقا مغشيا عليه ،
وكان
ذلك النور نور محمد (صلى الله عليه وآله) ،
فلما
أراد أن يخلق محمدا (صلى الله عليه وآله) منه ، قسم ذلك النور شطرين:
فخلق من
الشطر الأول محمدا (صلى الله عليه وآله) ،
ومن
الشطر الآخر علي بن أبي طالب (عليه السلام) ،
ولم
يخلق من ذلك النور غيرهما ،
خلقهما
بيده ،
ونفخ
فيهما بنفسه لنفسه ،
وصورهما
على صورتهما ،
وجعلهما
أمناء له ،
وشهداء
على خلقه ،
وخلفاء
على خليقته ،
وعينا
له عليهم ،
ولسانا
له إليهم
قد
استودع فيهما علمه ،
وعلمهما
البيان ،
واستطلعهما
على غيبه ،
وجعل
أحدهما نفسه ، والآخر روحه ،
لا يقوم
واحد بغير صاحبه ،
ظاهرهما
بشرية ،
وباطنهما
لاهوتية ،
ظهرا
للخلق على هياكل الناسوتية ، حتى يطيقوا رؤيتهما ،
وهو
قوله تعالى: )وَلَلَبَسْنا عَلَيْهِمْ ما يَلْبِسُونَ(
فهما
مقاما رب العالمين ،
وحجابا
خالق الخلائق أجمعين ،
بهما
فتح الله بدء الخلق ،
وبهما
يختم الملك والمقادير
ثم
اقتبس من نور محمد (صلى الله عليه وآله) فاطمة ابنته ، كما اقتبس نور علي من نوره
، واقتبس من نور فاطمة وعلي الحسن والحسين (عليهم السلام) ، كاقتباس المصابيح ، هم
خلقوا من الأنوار ، وانتقلوا من ظهر إلى ظهر ، ومن صلب إلى صلب ، ومن رحم إلى رحم
، في الطبقة العليا ، من غير نجاسة ، بل نقلا بعد نقل لا من ماء مهين ، ولا نطفة
جشرة كسائر خلقه ،
بل
أنوار ، انتقلوا من أصلاب الطاهرين إلى أرحام المطهرات ، لأنهم صفوة الصفوة ،
اصطفاهم لنفسه ، وجعلهم خزان علمه ، وبلغاء عنه إلى خلقه ،
أقامهم
مقام نفسه ، لأنه لا يُرى ، ولا يُدرك ، ولا تُعرف كيفيته ، ولا إنيته ، فهؤلاء
الناطقون المبلغون عنه ، المتصرفون في أمره ونهيه ،
فبهم
يظهر قدرته ، ومنهم تُرى آياته ومعجزاته ، وبهم ومنهم عَرّف عباده نفسه ، وبهم يُطاع
أمره ، ولولاهم ما عُرف الله ، ولا يُدرى كيف يعبد الرحمن ، فالله يجري أمره كيف
يشاء ، فيما يشاء (لا يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْئَلُونَ).....إنــــــــتـــــهـــــى
فالنجمتان هما محمد وعلي في مقام رب العالمين
فمن عرف أمر الميركابا او تلك النجمتان سيكون قد عرف ربه
فالميركابا والجوهرة الحية بالذات التي تتموضع في مركزها هي نفسك التي إن عرفتها تكون قد عرفت ربك
من عرف الميركابا عرف ربه
من عرف نفسه عرف ربه
من عرف نفسه عرف كيف أن ربه أقرب له من حبل الوريد
فالوريد الذي يسري به الدم هو من بعض شأن البدن او النفس النامية النباتية التي هي شأن من شؤون الميركابا
فالميركابا او النجمتان اللتان جُمعتا في جسد واحد جوهري
هما مقام رب العالمين
وهما محمد وعلي صلوات الله وسلامه عليهما أجمعين
لكن هما محمد وعلي قبل أن يكون أسماؤهما محمد وعلي
فهما القوى الالهية الاولى التي خلقها الله ومنهما خلق كل مخلوقاته
فهما النور الاول الذي خلقه الله ومنه خلق كل جميل
فهما يحيطان بك وبي وبنا وبهم وبكل شيء في هذا الوجود
فهما وآلهما هم النور المخلوق الذي يربي بهم الله كل خلقه ويحيط بهم كلهم علما
وهما وآلهما هم النور المخلوق الذي هو أقرب لنا من حبل الوريد
من عرف نفسه عرف ربه
نفس هذا النور المقسوم نصفين ومجموع في جسد واحد جوهري ويقوم مقام رب العالمين الذي لا يُرى ولا يُدرك لهما ظهورُ ظاهر وتجليٍّ جليٌ بين العالمين وستنظر لهما في يوم ما وجوه ناضرة إلى ربها ناظرة
نفس هذا النور الذي قسمه نصفين لهما ظهور ظاهر بين الخلائق أحدهما هو رب السماوات
والأخر هو رب الأرضين
الانسان متكون من سماء وأرض ومن جنة ونار بنفس الترتيب
نفس النجمة العلوية في الميركابا
هي السماء
والنجمة التحتيّة
هي الأرض
نفس من هو النجمة العلوية سيظهر بين الخلق كرب السماء أو سيد السماء
ومن هو النجمة التحتية سيظهر بين الخلائق كرب الأرض أو سيد الأرض
ويمكننا أن نجد هذا المعنى بشكل اضح جدا في الآيات القرآنية التالية ما لو راعينا بها عائدية الضمائر في القرآن الكريم بشكل صحيح والتي حاول المفسرون جهدهم الجهيد لكي يلبسوه علينا ويخفوه عنا
فَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ
فَــــأُعَـــذِّبُــــهُــــمْ عَــــذَابًــــا شَــــدِيــــدًا
فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ
وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ
وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ
فَــــيُــــوَفِّــــيــــهِــــمْ أُجُــــورَهُــــمْ
وَاللَّهُ ((المشيئة الأولى الرقم 9 المنطوي في قلوب الأشياء)) لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ
فمن هذه الآيات سيتبين لنا أن سيد عالم السماء وسيد عالم الأرض هما بالحقيقة الوجهان الظاهران لمقام رب العالمين بين جميع خلقه
فكلاهما هما وجه الله، أحدهما هو وجهه في السماء وبين مخلوقات عالم السماء
والآخر هو وجه الله في الأرض وبين مخلوقات عالم الأرض
لكن لو صعد سيد الأرض للسماء فمخلوقات عالم السماء ستتعامل معه على أنه سيد عالمي الأرض والسماء
ولو نزل سيد عالم السماء للأرض فسيظهر بين مخلوقاته بهيبة سيد عالمي السماء والأرض أيضا
هكذا كانت المشيئة الالهية الأولى في توزيع الادوار بين عالم السماء وعالم الأرض
فالمشيئة الالهية الأولى خلقت لها وجهين تحكم من خلالهما جميع السماوات والأرضين في كل الأبعاد
وتربي بهما جميع مخلوقات عالم السماء والأرض
وبهما ستحيط علما بجميع مخلوقات عالم السماء والأرض
من هذه الآيات سيتبين لنا أنه يوجد تعاون وثيق بين سيد السماوات وبين سيد الأرضين وهما رب السماوات ورب الأرضين
فالآيات تقول أن سيد السماوات هو من سيوفّي المتقين أجورهم
وأن سيد الأرضين هو من سينقّي طينة أهل الأرضين من الطينة الخبيثة التي لا تزال عالقة بهم ، أي سينقيهم من جنود الجهل
وأنّ من سينقيهم سيد الأرضين من أهل الأرضين من جنود جهلهم فإنه سيبعثهم بنفسه لسيد السماء ليوفيهم أجورهم
هكذا هي الخطة الالهية ، أهل السماء يخلقون مخلوقات روحانية خالدة لا تموت ، ثم ينزلونها في العوالم الأرضية لتتعلم ثم عندما يكتمل علامها يتم رفعها للسماوات مرة أخرى لتصبح بعد ذلك جزء لا يتجزء منهم
فاليمين والشمال هما وجهي او هما يدي المشيئة الأولى التي يدير بهما ربهما عالمي الخلق والأمر
وكلتا يديه يمين وجميع الخلق في سمائه وأرضه هم عيالهم وعبيدهم وحسابهم عليهم وايابهم إليهم
وهذا هو نفس ما تشير له هذه الآيات الكريمة
فَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَــأُعَــذِّبُــهُــمْ عَــذَابًــا شَــدِيــدًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ
وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ فَــيُــوَفِّــيــهِــمْ أُجُــورَهُــمْ
وَاللَّهُ ((المشيئة الأولى الرقم 9 المنطوي في قلوب الأشياء)) لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ
لاحـــــــــــــــظ معي هنا اختلاف الضمائر بين ضــــمـــــيـــر
الــمــتــكــلــم الــنـاطـــق بهذه الأيات
وهو نفسه المعذّب العذاب الشديد
وبين ضمير الـــــمـــوفّـــي للاجــــــــــور
فالمتكلم حين قال:
((فَــــأُعَـــذِّبُــــهُــــمْ عَــــذَابًــــا شَــــدِيــــدًا)) فهو إشـــــــــــــارة منه لــــنــــفــــســــه
ثــــــــم قــــــــال
((فَــــيُــــوَفِّــــيــــهِــــمْ أُجُــــورَهُــــمْ)) اشــــارة منه لــــغــــيــــره
فهما اثنان وهما واحد أيضا كما اوضحت قبل قليل ، فالثاني هو الاول والاول هو الثاني لا فرق بينهما
لكن المعذب العذاب الشديد الناطق بهذه الآية هو قسيم الجنة والنار
فمن يعذبه قسيم الجنة والنار عذابا شديدا ((أي ينقيه تنقية شديدة)) حتى تصفى طينته من الملح الاجاج
فإنه سيرسله بنفسه لوجهه الآخر موفّي الأجور فيوفيه أجره
ومهمة المعذّب العذاب الشديد ((المنقّي التنقية الشديدة)) في الأرضين تستوجب منه أن يكون موجودا على الدوام بين الذين سينقيهم ويعذّبهم من طينتهم المالحة حتى يُرجعها طينة عذبة لا يوجد بها ملح اجاج ((قلنا سابقا أن التعذيب هو عكس التّمليح))
فمهمته أن يحيل الماء المالح الأجاج لماء عذب
ولذلك فانه يجب أن يكون موجود على الدوام بيننا
ومهمته الأبدية والصعبة والشاقة هذه هي لخدمتنا أولا وأخيرا ومن كل الوجوه
فهدفه من كل وجوده وفي كل لحظة من لحظات وجوده هو تنقيتنا وخدمتنا لرفعنا للسماء فيما بعد
فشقائهما من أجلنا لا حدود له
فمنذ بدء خلقهما كانت هذه هي مهمتهما الوحيدة
وستبقى هذه هي مهمتهما الوحيدة إلى أبد الآبدين
ورغم صعوبة هذه المهمة ودوام شقائها وتعبها عليهما وآلهما فإنهما وآلهما محسودون عليها من قِبل مخلوقات أرضية جهنمية لا يزال كل وجودها ملوث بالملح الأجاج من رأسها لأخمص قدميها
وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين
.
..
...
....
.....