اللهم
صلي على محمد وآل محمد
السلام
عليكم ورحمة الله وبركاته
عقدنا
النية إن شاء الله على أن نطيل الوقوف عند
حديث المفضل مع الإمام الصادق في بعض
أسرار الخلقة المروي في المجلد
الثاني من كتاب صحيفة الأبرار
للميرزا محمد
التقي الشريف
واليوم
نبدء إن شاء الله بالتمعّن في معاني وحروف
وكلمات هذا الحديث الشريف
ونقوم
بذلك من باب اننا نعتقد جازمين أننا نعيش
حاليا في أواخر أيام المنافسة التي يقيمها
الملائكة والروح برعاية ربهم في هذه الأرض
وأن
موعد أغلاق سجلات درجات المتنافسين قد
اقترب
والذي
معه سيتم تحديد أسماء الفائزين بهذه
المنافسة ودرجاتهم ومقاماتهم
وسيتحدد من سيكون منهم من ثلّة السابقون السابقون المقربون من اليمين
وسيتحدد من سيكون منهم من ثلّة السابقون السابقون المقربون من اليمين
ومن
الذي سيكون منهم من ثلّة أصحاب اليمين
واخيرا
من منهم الذين سيكونون من أصحاب الشمال
وهم
المجموعة الأكبر من المتنافسين وهم الذين
وعدهم أنه سيستخلفهم في الارض كما استخلف
الذين من قبلهم
وبسبب
اعتقادنا أن المنافسة ستكون أصعب ما ستكون
في أيامها الأخيرة حيث ستكون الغرابيل
كثيرة جدا
والناعقين
بالضلالات والملهيات سيكونون حينها في
أوج نشاطهم العملي
ويتبعهم
الملايين وعشرات الملايين من الهمج الرعاع
الناعقين مع كل ناعق
فلذلك
قررنا أن يكون منهجنا في هذا الوقت من
اختيارنا ومخالف لكل المناهج المطروحة
في الساحة
فحين
رأينا الناس يتكلمون عن المؤامرات
ويُـنـظُرون لها بكل الصور قررنا اعتزالهم
وكل ما يقولون
وحين
رأيناهم يتكلمون عن الأمراض والأوبئة و
عن مخاوفهم منها
وعن
الجهاد والحروب والسياسة
وعن
المال والاقتصاد
وعن
الغزل والجنس والفن والمؤامرات
وعن
وجوب تقليد الرجال من المراجع والفقهاء
في كل ما يقولونه
وعن
وجوب محاربتهم وكشفهم
وما
الى ذلك من صور ملهيات وفتن هذه الحياة
المختلفة قررنا اعتزال أصحاب تلك النعقات
وكل ما يقولون
وحددنا
هدفنا في هذه المرحلة من هذه المنافسة في
ان نحصر اهتمامنا فقط في تحصيل ما خلقونا
من أجل تحصيله وهو معرفة الله ربنا والإيفاء
بعهدنا له
وعلى
ذلك عقدنا النية وبحوله وقوته نبدء في
التفكر بهذا الحديث الشريف العميق لما
نشعر أن لمعانيه وأسراره من الفضل الكبير
وسوف
أبدء إن شاء الله من بداية الرواية
في
هذه اللحظة سمعت صوت الأوّل وهو يقول لي
:
ماذا
تفعل؟
طالب:
كما
أوضحت قبل قليل، انني اريد أن أتدبر معاني
واسرار هذا الحديث
الأول:
وهل
تريد أن تفعل ذلك لوحدك؟
طالب:
أنت
أدرى بحالي وكيف أنني منذ أن تعرفت عليك
لم أشعر بعدها أبدا أنني كنت في أيّ لحظة
وحدي
الأول:
لكنك
قلت ((سوف
أبدء))
طالب:
عفوا
عفوا ، إنها زلّة لسان
الأول:
انت
أدرى أنه لا يوجد شيء اسمه زلة لسان وأنّ
ما في ضمائر القلوب وبواطنها يظهر في
زوايا المنطق، وما في الباطن يترشّح من
فلتات اللسان
طالب:
!!!!!
الأول:
لا
بأس عليك ،، لن أدقق بكلماتك كثيرا ، فإنني
أعرف منك أنك تنتظر مني فعلا أن أكون معك
لكنك تستحي من الطلب
طالب:
!!!!!!
الأول:
لو
كنت مكانك لما بدأت في النظر لهذه الرواية
أو أي رواية غيرها من بدايتها
طالب:
وكيف
يجب عليّ أن أفعل إذن؟
الأول:
تتفحص
الرواية قبل أن تبدء في تدبر معانيها
وتبحث عن قلبها وسرها الذي ان فهمته أولا
فإنه سيفتح لك الطريق لفهم بقية معانيها
طالب:
إن
شاء الله سانتبه من الآن لذلك
الأول:
إذن
، اعد قرائة هذه الرواية وقل لي أين تجد
فيها قلبها؟
طالب
بدء يقرأها بشكل سريع لكنه عندما وصل لهذا
المقطع منها وجد انه لا يستطيع ان يحيد
بنظره عنه وينتقل لغيره:
يا
مفضل :
إن
ظهور الأزل بين خلقه عجيب ،، لا يعلم ذلك
إلا عالم خبير ، وإن الذات لا يقال لها
نور ،، لأنها منيرة كل نور ،، فلما شاء من
غير فكر ولا وهم إظهار المشية وخلق المشية
للشيء وهما الميم والشين ، فأشرق من ذاته
نور شعشعاني لا تثبت له الأنوار ،، غير
بائن عنه ،، فأظهر النور الضياء لمن تبين
منه ،، وأظهر الضياء ظلا ،، فأقام صورة
الموجود بنفي الضياء والظل،، وجعل النور
باطنه ،، والذات منه مبدؤها ،، وكذلك
الاسم غير متحد بنوره ،، ما رأى خلقه بخلقه
،، فإذا بطن ففي ذاته وغيبه ،، والذي ليس
شيء كهو إلا هو فتعالى الله العظيم .
طالب:
أعتقد
أن هذا هو قلب هذه الرواية والذي من فهمه
سيفهم بقية معاني الكلام
الأول:
وكيف
تنوي ان تفهمه وتشرحه لأصحابك؟
طالب:
لم
أفكر بذلك من قبل
الأول:
ألم
تقل لهم سابقا أن من يريد أن يفهم هذه
المعاني أن يجعل نفسه او يتصور نفسه انه
طرف فيها وأن الكلام يدور حوله؟
طالب:
بالفعل
قلت لهم ذلك في السابق من الأيام
الأول:
إذن
كيف تنوي أن تفعل ذلك
طالب:
إذا
حضر الماء بطل التيمم ، فانت هنا ولن اتقدم
عليك بالكلام
الأول:
اننا
نتكلم هنا عن حدث لم يجري على وجه الحقيقة
سوى مرة واحدة فقط
لكن
من المحتمل جدا ان يتم ربلكته او اعادة
صناعته بطريقة صناعية على المستوى المحدود
جدا وبحيث يبدو من داخله وكأنه هو نفسه
الذي حدث في البداية
طالب:
لولا
أنني أصدقك دائما وفي كل ما تقول لما صدقت
أذني التي سمعت هذه الكلمات للتو
فكيف
يمكننا صناعيا أن نعيد صناعة هذا الحدث
الذي جرى ربما منذ آلآف مليارات القرون
الأول:
بالعلم
، نعم بالعلم يمكن تحقيق كل شيء مهما كان
تصور تحقيقه مستحيلا
فعندما
يكون عندكم من العلم ملايين ملايين أضعاف
ما عندكم الأن فسيمكنكم حينها وبكل سهولة
تحقيق ما تعتبرونه الآن من المعجزات
لن
أطيل عليك في الشرح وسادخلك معي مباشرة
في ما أحضرته لك معي
وهنا
أخرج الأول من جيبه مكعب زجاجي شفاف وقربه
من نظر طالب وطلب منه أن يدقق فيه النظر
طالب
دقق النظر به جيدا ثم قال :
لا
يوجد بداخله سوى نقطة غبار سوداء صغيرة
جدا جدا وتتمركز في وسطه وعلى جهتين
متقابلتين منه يوجد رمزي السالب والموجب
الأول:
نعم
هو كذلك بالتأكيد ، وهذا المكعب وهذه
النقطة السوداء هما من سيوفران لنا الدخول
في هذه التجربة فنكون نحن بها النور
والضياء
طالب:
هل
يمكنك ان تقرب لي طبيعة عمل هذا المكعب
الصغير قبل ان نستعمله؟
لكي
أساعدك على فهم البدايات ومعنى النور
والضياء وظل الضياء وما سيستتبع ذلك من
المعاني جلبت لك معي من سوق الصور ما
سيعينك على أن تعيش هذه المعاني عمليا
بدل أن تتخيل نفسك في مكانها كما قلت
لأصحابك
فهذا
الصندوق هو عبارة عن آلة سيمكنك أن تدخل
فيها بصورة النور أو بصورة الضياء أو حتى
بصورة ظل الضياء
وبتعبير
آخر سيمكنك بها ان تدخل بصورة المكان
والزمان
فهي
آلة صغيرة جدا كما ترى لكن سيمكنك ان تدخل
فيها بصورة الايام والشهور والسنين
والسّاعات والدقائق
انها
مجرد آلة علمية متطورة جدا بالنسبة لكم
لكنها
بسيطة جدا بالنسبة لنا ويمكننا أن نجدها
بسهولة في سوق الصور
وهذه
مخصصة لكي يستعملها بنفس الوقت شخصان
فقط، وتوجد اجهزة مثلها يستطيع أن يدخل
بها مجموعة أكبر لكنها اكثر تعقيدا
واتيت
بهذه فقط لتقديري اننا لن نحتاج حاليا
لأكثر منها ، ففقط أنا وأنت من سنستعملها
سوية
طالب:
لا
يمكنني ان اتصور معنى ذلك ، لكنني سأتبعك
باطمئنان حتى النهاية
فحتى
الآن لم تُخرجني من هدى لتدخلني في ضلال
، بل بالعكس
الأول:
حسنا
، كل ما يجب علينا الآن فعله لندخل في هذه
التجربة هو أن نضع ابهامينا بنفس الوقت
على جهتين من هذا المكعب
وسيفتح
المكعب حينها نفق صغير جدا بيننا وبين
هذه النقطة السوداء والتي هي نافذة صغيرة
لثقب أسود صغير وبمجرد ان ينفتح هذا النفق
فسيمتصنا الثقب الأسود ويدخلنا في العدم
طالب:
وهل
سنستطيع الخروج منه مرة أخرى؟
الأول:
بالتأكيد
سنستطيع الخروج منه وبأي وقت نشائه
طالب:
فانني
جاهز إذن ومنذ هذه اللحظة
الأول:
قبل
ذلك يجب ان نحدد من منا سيضع ابهامه على
حيث رمز الموجب ومن منا سيضعه على السالب
طالب:
وما
الفرق؟
الأول:
ان
اخترت ان تكون الضياء فضع ابهامك الشمال
على رمز السالب وأن اردت ان تكون النور
فضع ابهامك اليمين على الموجب
طالب:
وبماذا
تنصحني؟ فإنني لا أعرف الفرق بينهما؟
الأول:
يمكن
تشبيه الموجب والسالب هنا بعجلتين مسننتين
متعاشقتين وكلاهما بهما بروز وتجاويف ،
فاذا تحركت احداهما فستحرك الأخرى معها
بالتبع
وهذا
هو نفسه مبدء الذكر والأنثى في التكوين
أنتبه
انني اقول الذكر والأنثى وليس الرجل
والمرآة
فالذكر
والانثى الكونيان هما نفسهما البحران في
قوله تعالى مرج
البحرين
يلتقيان بينهما برزخ
لا يبغيان يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان
وهكذا
هي المسننات عندما تتعاشق ويحركان بعضهما
البعض وينتج من حركتهما المتناسقة طاقة
وفعل
فالسالب
والموجب او الذكر والانثى الكونيان يجب
أن يستبطن كل منهما الآخر
فالذكر
يستبطن الأنثى والأنثى تستبطن السالب ،
يعني كلاهما ذكر وأنثى بنفس الوقت ، انتبه
ذكر وأنثى وليس رجل وامرأة
فلا
فرق بين الذكر والأنثى الكونيان في صناعة
المكان والزمان
تماما
كما انه لا فرق بين العجلات المسننة في
صناعة الوقت والحركة
الفرق
الوحيد بينهما هو من منهما يجب أن يتحرك
اولا
ومن
الواضح ان الذكر في أي عجلة مسننة من
الإثنين يجب ان يتحرك أولا ومعه ستتحرك
الأنثى في العجلة الثانية وبحركة الأنثى
من العجلة الثانية فإنها ستحرّك الذكر
في العجلة الأولى مرة أخرى
وهكذا
ستحرك العجلتان بعضهما البعض ومع بعضهما
البعض
وواحدة
منهما ستكون هي الذكر دائما والأخرى هي
الأنثى دائما
طالب:
ومن
منهما هو الذكر؟ هل هو النور أم الضياء؟
قصدي
من الذي يجب ان يتحرك أولا ؟ هل هو النور
أم الضياء؟
الأول:
تخيل
عندك مصباح وقوده الزيت ، فمن الذي يجب
ان يكون هو من يحرّك الآخر ابتداءا؟
طالب:
أعتقد
أن الزيت هو من يجب أن يتحرك الحركة الأولى
فيضيء الصباح
وبعد
ذلك فإن حرارة الضياء ستحرك الزيت وحركة
الزيت ستضيء المصباح مرة اخرى لتحرك حرارة
الضياء مرة أخرى الزيت فيضيء مرة أخرى
الأول:
وهكذا
سيتتابعان في الفعل وردة الفعل
فالفعل
الأول هو حركة الزيت والنتيجة هي صدور
الضياء منه
وفعل
الضياء بعد صدوره هو تحريك الزيت مرة أخرى
وهكذا
بمجرد أن يتحرك الزيت لأول مرة ويوقد
المصباح ويصدر منه الضياء فإن النور
والضياء سيستمران بتحريك وايقاد بعضهما
البعض بلا توقف
طالب:
سأترك
لك الإختيار بين النور والضياء، فأنت
أدرى بالأصلح
الأول: حسنا ، سأكون النور وانت ستكون الضياء
وهنا
وضع الأول ذلك المكعب الصغير على الطاولة
وسطهما ووضع ابهامه اليمين فوق رمز السالب
بينما وضع طالب ابهامه الشمال فوق رمز
الموجب
الجزء
الثاني
لحظات
قليلة مرت قبل ان يتوهج المكعب بنور قوي
ولم يشعر طالب بعدها إلا وكأنه انتقل في
لمح البصر من مكانه لمكان شديد الظُلمة
ظلامه أَسْوَدُ كَاللَّيْلِ الدَّامِسِ
اللحظات
الأولى مرت على طالب في تلك اللظُلمة وهو
في حيرة تامة ، فلم يكن يستطيع بها أن يشعر
بالحركة بأي صورة كان يعرفها سابقا مهما
كانت صغيرة وبسيطة
لقد
حاول أن يحرك يديه أو رجليه أو أي جزء من
جسمه فلم يستطع ذلك ، حتى أنه حاول أن يحرك
حفيه او رموشه أو عينيه لكنه شعر وكانه
لا عينان ولا جفنان ولا رمشان له فيستطيع
تحريكهما
لم
يشعر انه يستطيع أن يتحرك بأي نوع من أنواع
الحركة ، شعر حينها فقط بوجوده وأناه
ووعيه لكن بدون أي إضافات مادية أخرى من
تلك التي كان معتاد على وجوده وسطها
لا
جسم لا هواء ولا ظلمة في مكان ولا ضياء
إنني
مجرد وعي في لا مكان
في
لا مكان؟
ما
هذا الكلام ؟
كيف
أقول لا مكان وبنفس الوقت أقول في؟
فـ
((في))
تشير
لوجود ظرف مكاني
يعني
كيف أشعر أنني في ((في))
وبنفس
الوقت في لا ((في))
؟
لكنني
اشعر ان هذا الشعور الذي عبرت عنه بهذه
المقولة ((في
لا مكان))
هو
شعور صحيح ولا يمكنني أن أنفيه
فبما
انني أستطيع أن أفكر فإنني موجود ، وموجود
تعني أنني موجود في مكان
وهذا
الأمر لا أستطيع أن أشك به بأي صورة كانت
بسبب أنني أستطيع أن أفكر
فأمر
مكانيتي لأنني أستطيع أن أفكر هو أمر
مفروغ منه بالنسبة لي
وحيرتي
الحالية هي فقط لأنني لا أستطيع الحركة
، فماذا يعني ذلك ؟
الحركة!!!!!
الحركة!!!
ما
هي الحركة!!!
تذكرت
الآن ،، فتعريف مفهوم الحركة هو :
تغيّر
موضع الجسم من مكان إلى آخر، ووحدتها
(مسافة\الزمن)
فانعدام
الحركة مع بقاء الشعور بالوجود يدلني على
غياب احد طرفي المعادلة
وبما
انني اشعر بوجودي المكاني حتى ولو كانت
حركتي فيه معدومة فلا بد أن الطرف الناقص
من المعادلة هو الزمان
فأنا
حاليا مكان بلا زمان
آ
ها ، وكيف اصف نفسي كوعي في مكان لا زمان
فيه؟ يعني لا حركة فيه؟
ممممممممممم
، الحركة في ادنى اشكالها هي الانتقال من
نقطة إلى أخرى
يعني
لكي ننفي الحركة يجب ان نلغي او نحذف
النقطة الثانية
فتبقى
حينها النقطة الأولى عاجزة عن الحركة
فينعدم
شعورها بالزمان حينها مع بقاء شعورها
بالمكان
مممم
، كيف أطبق هذا الفهم على نفسي بوضعي
الحالي هذا إذن؟
لا
يمكنني أن أصف وضعي الحالي إلا بأنني نقطة
وعي
لكن
هل النقطة هي غير الوعي؟
يعني
هل انا وعي في نقطة؟
أم
أنني نقطة وفي نفس الوقت أنا وعي كذلك؟
يعني
هل المكان هو نفسه الوعي وليس شيء أخر
غيره
أين
هو الأول ليحلّ لي هذه المشكلة؟
فجأة
أحس طالب أنه لا يستطيع أن يفكر نهائيا
لا حروف ولا كلمات تخطر بباله ولا أفكار
تتوارد عليه كما كانت قبل لحظات
فقط
يشعر بوجوده بدون أي زيادة أخرى عليه ،
حتى الافكار والخواطر التي كان يستطيعها
قبل قليل لم يعد يستطيعها
فقط
يشعر انه موجود
بقى
على هذه الحالة الشعورية المحدودة بالوجود
ثم بدء بالتدريج يفقدها إلى أن فقدها
نهائيا
وكانه
كان مستيقظا ثم بدء بالتدريج ينعس وينعس
حتى غفى أخيرا ونام
حين
عاد له شعوره بنفسه وأناه لم يكن يعرف كم
كان قد سنى عن نفسه لكنه استيقظ على صوت
الأول يملأ كل وعيه وشعوره
صوت
جهوري خيّل إليه أنه يسمعه كل من في أقطار
السماوات و الأرضين:
صوت
جهوري ينادي «لِمَنِ
الْمُلْكُ الْيَوْمَ»
ولا
من مجيب
ثم
أعاد النداء مرة أخرى «لِمَنِ
الْمُلْكُ الْيَوْمَ»
وايضا
بلا مجيب
ثم
أعاده ثالثة «لِمَنِ
الْمُلْكُ الْيَوْمَ»
وأيضل
لم يجبه مجيب
وعند
ذلك يسمع صوت الأول مجيبا لنفسه:
«للأوّل
الواحد الْقَهَّارِ»
انى
انا الأوّل هنا ولا أوّل الا انا
وحدي
لا شريك لي و لا وزير
لقد
كان الوضع لطالب وضع مهيب ورهيب
ما
الذي يحدث؟
لحظات
صمت مرت بطيئة جدا على طالب قبل أن يسمع
صوت الأول وهو يقول :
يا
طالب .....
من
أنا ومن أنت؟
فكّر
جيدا يا طالب قبل أن تجيبني
طالب
أخذ وقته في التفكير فتذكر سبب وجوده هنا
مع الأول وتذكر ما كان قد قرأه وفهمه سابقا
فاعاده
ورتبه في عقله بافضل طريقة ممكنة
ثم
قال مجيبا:
أنت
الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
أنت
لَك مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ
أنت
تحْيِي وَتمِيتُ
وَأنت
عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
أنت
الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ
وَالْبَاطِنُ
وَأنت
بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
لا
ضِدٍّ لك وَلا نِدٍّ
وأَنَا
عَبْدُكَ الذَّلِيلُ الْمُعْتَرِفُ
بِذُنُوبِي
وَ
أَسْأَلُكَ يَا سَيِّدِي أن تحُطَّهَا
عَنِّي
وَ
أن تُخَلِّصني مِنَ الْأَدْنَاسِ وَ
الْأَرْجَاس
الأول:
عبدي
كُنْ
لي كما أريد فـ أَكُنْ لك كما أريد
طالب:
وكيف
لي يا سيدي أن أكون كما تريد ،، ومن نفسي
لا أعرف ماذا تريد؟
وكيف
لي يا سيدي أنا أعرف ما تريده منّي إن لم
تعرفني أنت بالذي تريد؟
وكيف
أستطيع أن أكون كما تريد إن لم تمكّني أنت
لأن أكون كما تريد؟
سيدي
ومولاي، لا حول ولا قوة لي الا بك
فعرّفني
غايتك مني ، ومكّـنّي لأكون لك كما تريد
منّي أن اكون لك
فمن
نفسي فإنّني لا حول ولا قوة لي إلّا بك
ومن
دون حولك وقوتك لن يمكنني
أن
اكون أو أن أكون
أو
لا أكون أو لا أكون
فبحولك
وقوتك كُنت بعد أن لم أكن
وبحولك
وقوتك فقط يمكن لي
ان
اكون لك كما لم أكن
ووبحولك
وقوتك فقط يمكن لي
أن
أكون كما تريد مني ان أكون
الأول:
أريدك
أن تكون خليفتي ورسولي والداعي لنوري
وأريد
أن اكون نَفْسَكَ الَّتِي بَيْنَ
جَنْبَيْكَ،
وَ
سَمْعَكَ الَّذِي بِهِ تَسْمَعُ،
وَ
بَصَرَكَ الَّذِي بِهِ تُبْصِرُ،
وَ
يَدَكَ الَّتِي بِهَا تَبْطِشُ،
وَ
رِجْلَكَ الَّتِي عَلَيْهَا تَعْتَمِدُ
ونعم
بحولي وقوتي سأجعلك كما أريد
وبحولي
وقوتي ساضع بك حولي وقوتي
وإني
على ذلك قدير وإن ذلك عليّ سهل يسير
فهل
أنت جاهز لذلك يا طالب؟
طالب:
أنت
سيدي وموالي ومالك رقي وأناْ عبدك الضعيف
الدليل
بحولك
وقوتك فقط سأكون جاهزا وبدونهما لا جهوزية
لي على الإطلاق
الأوّل:
حسنا
يا طالب
سأجمعك
ونوري بجسد واحد كما تنجمع النفس والروح
في جسد واحد
وسأدخلكما
معا في بحور صفاتي واسمائي
وحين
تخرجا منها ستكون يا طالب يتبع إن شاء
الله
كما
أردتك أن تكون لي
وساكون
لك حينها كما أردت أن أكون لك
610- أبو
مخنف:
بإسناده
عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري، قال:
سألت
رسول اللّه-
صلّى
اللّه عليه و آله-
عن
مولد عليّ-
عليه
السلام-،
قال:
يا
جابر،
سألت
عجيبا عن خير مولود،
اعلم
أنّ اللّه تعالى لمّا أراد أن يخلقني و
يخلق عليّا-
عليه
السلام-،
قبل
كلّ شيء خلق درّة عظيمة أكبر من الدنيا
عشر مرّات،
ثمّ
إنّ اللّه تعالى استودعنا في تلك الدرّة،
فمكثنا فيها مائة ألف عام نسبّح اللّه
تعالى و نقدّسه،
فلمّا
أراد إيجاد الموجودات نظر إلى الدرّة
بعين التكوين، فذابت و انفجرت نصفين،
فجعلني
ربّي في النصف الذي احتوى على النبوّة،
و
جعل عليّا-
عليه
السلام-
في
النصف الذي احتوى على الإمامة.
ثمّ
خلق اللّه تعالى من تلك الدرّة مائة بحر،
فمن
بعضه بحر العلم، و بحر الكرم، و بحر السخاء،
و بحر الرضا،
و
بحر الرأفة، و بحر الرحمة، و بحر العفّة،
و بحر الفضل، و بحر الجود،
و
بحر الشجاعة، و بحر الهيبة، و بحر القدرة،
و بحر العظمة،
و
بحر الجبروت، و بحر الكبرياء، و بحر
الملكوت، و بحر الجلال،
و
بحر النور، و بحر العلوّ، و بحر العزّة،
و بحر الكرامة، و بحر اللطف،
و
بحر الحكم، و بحر المغفرة، و بحر النبوّة،
و بحر الولاية،
فمكثنا
في كلّ بحر من البحور سبعة آلاف عام.
ثمّ
إنّ اللّه تعالى خلق القلم و قال له:
اكتب.
قال:
و
ما أكتب، يا ربّ؟
قال:
اكتب
توحيدي،
فمكث
القلم سكران من قول اللّه عزّ و جلّ عشرة
آلاف عام.
ثمّ
أفاق بعد ذلك، قال:
و
ما أكتب؟
قال:
اكتب:
لا
إله إلّا اللّه، محمّد رسول اللّه، عليّ
وليّ اللّه.
فلمّا
فرغ القلم من كتابة هذه الأسماء، قال:
يا
ربّ، و من هؤلاء الّذين قرنت اسمهما باسمك؟
قال
اللّه تعالى:
يا
قلم،
محمّد
نبيّي و خاتم أوليائي و أنبيائي،
و
عليّ وليّي و خليفتي على عبادي و حجّتي
عليهم،
و
عزّتي و جلالي لولاهما ما خلقتك و لا خلقت
اللوح المحفوظ........إنتهى
النقل
يتبع
إن شاء الله
والسلام
عليكم ورحمة الله وبركاته
.
..
...
....
.....