الجمعة، 21 ديسمبر 2018

لماذا المنافسة وإلى اين تريد أن ستصل بالمتنافسين؟


لماذا المنافسة وإلى اين تريد أن ستصل بالمتنافسين؟



بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وأل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

رب اشرح لي صدري 
وضع عني وزري الذي انقض ظهري 
وارفع لي ذكري 
واجعل لي من بعد اليسر يسرا 
واجعل لي من بعد العسر عسرا 
السلام عليكم إخوتي وأخواتي المتنافسين والمتنافسات الكرام ورحمة الله وبركاته 

 سيكون عنوان حديثنا لهذا اليوم ان شاء الله هو 
لماذا المنافسة وإلى اين تريد أن ستصل بالمتنافسين؟

تكلمنا كثيرا خلال السنتين الماضيتين عن المنافسة وعن المتنافسين وعن الفائزين وعن الخاسرين 
وعن الـ 12 الف الف عالم وكيف أنها كلها تعتبر عوالم للمنافسة والتنافس والفوز والخسارة 

وتكلمنا عن النجائب وعن الحور العين وعن عالم الأمر وعالم الخلق وعن الروح وعن الكونداليني وعن تنزلات الملائكة والروح بإذن ربهم من كل أمر 
وعن الإسم المكنون والاسماء العظمى والحسنى والفاعلة
وعن المعنى والمعاني 

وعن النور الظلي والأظلة والمشكاة والمصباح والزجاجة 
وعن الدائرة والنقطة والمكعب 
وعن الميركابا وبيت الله والاسم المكنون
وعن الهندسة المقدسة لزهرة الحياة 

وعن القران العظيم والكتاب المكنون وام الكتاب 
وعن السبع المثاني والقران العظيم 

تكلمنا عن كل ذلك واكثر منه ضمن أساس واحد يجمعها وهو فهمنا لسورة القدر المباركة 

من لم يكن منتبه لذلك فليرجع مرة أخرى لتلك المقالات وينتبه جيدا إلى الأساس الذي انطلقنا منه في كل تلك المقالات 

وسيجد انها جميعها تدور حول معاني وأسرار سورة القدر المباركة التي قال لنا أهل البيت عليهم السلام أنها َحُجَّةُ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى عَلَى الْخَلْقِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ إِنَّهَا لَسَيِّدَةُ دِينِكُمْ وَ إِنَّهَا لَغَايَةُ عِلْمِنَا

وسَيِّدَةُ دِينِكُمْ تعني أنها هي السورة الوحيدة المفسرة التفسير الصحيح لديننا من ألفه إلى يائه 

ونفس سورة القدر المباركة هي نفسها التي قال لنا أهل البيت عليهم السلام أن من عرف فاطمة قد أدرك ليلة القدر وأن على معرفة فاطمة قد دارت القرون الاولى 
تفسير فرات الكوفي، ص: 581--582

فُرَاتٌ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ عُبَيْدٍ مُعَنْعَناً عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ قَالَ : 
إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ 
اللَّيْلَةُ فَاطِمَةُ وَ الْقَدْرُ اللَّهُ 

فَمَنْ عَرَفَ فَاطِمَةَ حَقَّ مَعْرِفَتِهَا فَقَدْ أَدْرَكَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ 
وَ إِنَّمَا سُمِّيَتْ فَاطِمَةُ لِأَنَّ الْخَلْقَ فُطِمُوا عَنْ مَعْرِفَتِهَا 

وَ قَوْلُهُ وَ ما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ 
يَعْنِي خَيْرٌ مِنْ أَلْفَ مُؤْمِنٍ وَ هِيَ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ 

تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَ الرُّوحُ فِيها 

وَ الْمَلَائِكَةُ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ يَمْلِكُونَ عِلْمَ آلِ مُحَمَّدٍ ص‏

وَ الرُّوحُ الْقُدُسُ هِيَ فَاطِمَةُ ع 

بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ 
يَعْنِي حَتَّى يَخْرُجَ الْقَائِمُ ع‏............إنتهى

إنتبهوا هنا لما قاله الإمام الصادق عليه السلام في هذا المقطع من هذه الرواية :
تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَ الرُّوحُ فِيها 

وَ الْمَلَائِكَةُ: الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ يَمْلِكُونَ عِلْمَ آلِ مُحَمَّدٍ ص‏

مرة أخرى سأعيد المقصود من هذا المقطع من الرواية مع التوضيح 

عند قوله وَ الْمَلَائِكَةُ، فهو يريد أن يجهزنا لبيان من هم هؤلاء الملائكة
وبعد قوله وَ الْمَلَائِكَةُ جاء الجواب مباشرة 

إنهم الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ يَمْلِكُونَ عِلْمَ آلِ مُحَمَّدٍ ص‏

هل عرفتم من هم الملائكة ؟

إنهم المؤمنون الذين يملكون علم محمد وآل محمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين 
ماذا يعني أنهم يملكون علم محمد وآل محمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين؟

هذا يعني أن كل واحد منهم يملك أَلْفَ بَابٍ من العلم يُفْتَحُ لَهُ مِنْ كُلِّ بَابٍ أَلْفُ بَاب‏ جديد منه 

طبعا هذا المقدار من العلم ما لو قارناه بعلم محمد وآل محمد الحقيقي فإننا سنجده مقدار بسيط جدا جدا من علم محمد وآل محمد الأعظم بل وربما من الأساس لن نعده من العلم 
وربما في افضل الاحوال سنعده فقط من بعض فضول علمهم وحواشيه 

فعلمهم أكبر وأجلّ وأخطر من ذلك بكثير جدا جدا جدا

لكن إجمالا هذا هو المقدار الذي لو حازه المؤمن فإنه سيستطيع به أن يتنزل مع الملائكة والروح بإذن ربهم من كل أمر 

طبعا أصحاب النار أو أصحاب القائم عليه السلام الذين تقول الرواية أيضا عنهم انهم ملائكة رجال وموجودون بين الناس ويملكون علم محمد وآل محمد ، هؤلاء هم أيضا جزء من نفس الملائكة المؤمنون الذين تقول عنهم سورة القدر المباركة انهم يتنزلون باذن ربهم من كل أمر 

كما ان روايات القائم وأصحاب القائم تؤكد نفس هذا الأمر أيضا 

فمهمة أصحاب القائم عليه السلام هي ان يعينوه في عمليات اجراء مقادير ليلة القدر التي تتنزل على القائم بالامر في الأرض عليه السلام من رب العالمين جل جلاله في علاه 

وصحيح أن عمليات اجراء وتنفيذ المقادير المقدرة في السماء والمنزلة للقائم بالامر في لأرض هي جوهر عمليات التنزل لكنها أيضا ليست هي كل العملية من أولها لآخرها 
بل هي فقط مرحلة جوهرية واحدة من مراحل تنزل الملائكة والروح باذن ربهم من كل أمر 

فالذين سيفوزون ويصعدون مع ربهم للسماء سيتم تعليمهم جميع تلك العلوم قبل أن ينزلوهم مرة أخرى للأرض في رجعة البطشة الكبرى

فقبل إنزالهم مرة أخرى سيتم تعليمهم أجزاء العلم السبعة والعشرون كلها أو أبواب العلم الألف التي ينفتح لهم من كل باب منها الف باب جديد 

أحب أن أقول هنا 

أننا في البداية حين عرفنا بنظام الكرات شعرنا بسببه باليأس الكبير فالخلاص منهم عملية شبه مستحيلة 

لكننا فرحنا بعد ذلك عندما علمنا بوجود طريقة سهلة للخلاص من هذا النظام التكراري والدخول في نظام الخلود الأبدي 

ثم فرحنا أكثر حين علمنا بأمر النجائب والحور العين وانها جوائز الفائزين 

لكن كما هو معلوم أن الانسان لو اعطيته جبل من ذهب لطمح لأن يحصل على جبل ثاني منه 

ولو أعطيته أربع لطمح لخامس وسادس وسابع 

ولذلك لم تكن النجائب مقنعة للبعض وظل يبحث عن ما هو اكثر منها

المهم أننا بعد أن عرفنا بأمر النجائب عرفنا بعدها بأنه يوجد 12 الف الف عالم بعضها لو وضعنا عالمنا فيه لم يكن عالمنا ليبان فيه ،، يعني عالمنا بكل ما فيه سيبدو مقارنة بذلك العالم وكانه ذبابة تطير في ملعب كرة قدم 

فقلت قيمة النجائب معها واصبحت لا تزيد قيمتها او قيمة الفوز بها عن قيمة الفوز في هذا العالم بسيارة حديثة كاملة المواصفات تنتقل بها من هنا لهناك 

وهنا جاء السؤال : 

وبعدين؟ 

ماذا سيحصل بعد ذلك؟

فما المميز في انك تملك مركبة بمواصفات النجائب 

فمهما كبرت تلك النجائب فإنها ستبقى كانها نملة تطير بسرعة الفكرة بين عوالم لا نهائية 

يعني بافضل حالها انها مجرد غرفة طائرة 

فالأشياء تفقد قيمتها وجمالها بصورة طبيعية كلما اكتشف الإنسان المزيد والمزيد من الجمال ومن قدراته اللامحدودة في عالم الخلق

سورة القدر المباركة بتفسيرها الجديد القديم 
تريد أن تأخذنا اليوم لبعد جمالي وخيالي جديد 
ولجائزة أكبر 
ولتكريم أكرم

فبالإضافة للخلاص من النار ولجوار محمد وآل محمد وللنجيبة ولدخول الجنة وكل متعها فإنهم سيبدؤون بتعليم الفائزين الـ144000 علوم محمد وآل محمد 

فهذا هو أول شيء سيفعلونه لهم عند رفعهم بالاضافة طبعا لتجميلهم وتقويتهم واكسابهم قدرات خارقة 

فسيتم تعليمهم أبواب العلم الالف التي سينفتح لهم من كل باب منها الف باب جديد
فالقدرات الخارقة لن يحتاجوها على الدوام 

يعني سيمارسونها لكم يوم بعد أن يرجعوا في رجعة البطشة الكبرى 

فيهدموا قواعد الكفر والنفاق ووراها كم يوم سيبقون يستعرضونها امام كل العالم 

وأخيرا ستخضع كل الارض طائعة او مكرهة لحكم القائم عليه السلام 

فتهدء الامور ويبدء البناء 

ومع الايام ستقل الحاجة لاستعمال القوة المفرطة في حل وترتيب الامور حتى تنتفي الحاجة لها نهائيا

وهذا سيعني أن فترة الاثارة والمغامرات البطولية قد انتهت وبدون شك

وهنا سيبدؤون عمليا بالاستمتاع بالجائزة الرئيسية لكل من سيفوز بهذه المنافسة 

ما هي الجائزة الرئيسية؟

لخص أهل البيت لنا هذا الأمر وبينوه لنا بقولهم المشهور صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين في فاطمة الزهرة 

هِيَ الصِّدِّيقَةُ الْكُبْرَى، وَ عَلَى مَعْرِفَتِهَا دَارَتِ الْقُرُونُ الْأُوَل‏ 
فالجائزة الكبرى هي معرفة الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء 

طبعا هم بالتأكيد لا يقصدون معرفة اسم فاطمة الزهرة 
ولا معرفة قصتها انها بنت محمد صلى الله عليه وآله 
ولا معرفة أنها سيدة نساء العالمين 
ولا معرفة انها استشهدت صغيرة السن 

بالتاكيد انهم لا يقصدون من كلامهم هذا أن القرون الاولى كلها دارت على معرفة هذه المعلومات عنها 

لأن هذه المعلومات والاحداث لم تكن بالاساس قد حدثت أو انوجدت بعد 
لان سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء لم تُولد في زمانهم بعد 
وحتى حين انولدت فهو ولِدت في مدينة واحدة 

وسواء كانت هذه المدينة صغيرة  او كبيرة فإن باقي العالم بالنتيجة لا يعرف شيئا عن فاطمة الزهراء

لكن اهل البيت يصرون أن على معرفة فاطمة دارت القرون الأولى

وعليه فبالتأكيد انهم لا يقصدون معرفة الاسم أو معرفة معلومات البطاقة الشخصية 
من اسم 
ومحل وتاريخ ميلاد 
واسم الاب والام 
والحالة الاجتماعية 
واسم الزوج
والديانة 
وتاريخ الوفاة 

وانت اذا لم تكن تعرف عن سيدة نساء العالمين الا هذه المعلومات فانت لم تقترب ولو على قدر انملة واحدة من معرفتها

ولذلك نقول دائما ان من يتعلق بالاسم يتوه عن المعنى،، والمعنى هو المطلوب الحقيقي والاسم مجرد اشارة له

ففاطمة في كلمات وروايات أهل البيت عليهم السلام هي رمز لمعنى كبير جدا جدا جدا 
وعلى معرفة هذا المعنى دارت القرون الاولى كلها 

وطلبا للاختصار سأدخل مباشرة في الموضوع 

فاطمة الزهرة في روايات اهل البيت هي رمز لزهرة الحياة 

وهي رمز لشجرة طوبى وسدرة المنتهى 
وهي رمز لرحم الحياة 
وهي رمز لأم الكتاب 

وهي رمز للوح التجلي الذي ظهر الوجود عليه 
وهي رمز لنور السماوات والأرض 
فمن نورها ازهرت السماوات والأرض 

وهي رمز للمشكاة التي تحوي بداخلها الزجاجة والمصباح والشجرة المباركة 

وهي رمز للصمد 

وهي رمز لبحر من البحرين الذين من مرج التقائهما يخرج اللؤلؤ والمرجان 

وهي وهي وهي 

ولو بقينا نتكلم في صفات واسماء فاطمة فسنبقى نتكلم للصباح ولم نتحرك من مكاننا بعد

فلا عِدل لعلي الا فاطمة ولا عدل لفاطمة الا علي 

وعليّ في وصفه لَوْ أَنَّمَا فِي الأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ

وبما ان فاطمة عِدل علي 

ففي وصفها هي ايضا لَوْ أَنَّمَا فِي الأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ 

هذه هي فاطمة المعنى التي على معرفتها دارت القرون الأولى 

وهذه الكلمات يمكننا ايضا أن نفهمها على عدة مستويات 

فبما أنها هي الدائرة او المشكاة التي تحوي الكل 

أو الصمد الذي لا يشذ أو يخرج أو ينفصل منه أو عنه شيء

والملائكة والروح تتنزل بإذن ربها من كل أمر

فإذن الهدف الذي تتنزل الملائكة والروح بإذن ربها في 12 الف الف عالم من كل أمر يمكنها ان تتخيله 

هو من أجل معرفة من كل أمر هو موجود بداخل هذه الدائرة أو الصمد 
وحتى هذه 12 الف الف عالم لن تكفيها للمعرفة 

فلذلك فإنها تفنيها جميعها ما بين فترة وفترة لتعيد ترتيبها من جديد وجديد وجديد لتتعرف على المزيد والمزيد من العلم المكنون فيها

وفي كل مرة جديدة منها ستتنزل فيها من جديد باذن ربهم من كل أمر جديد

انهم بهذه العملية  يكتشفون عمليا العلم المكنون في الصمد 
أو انهم يبرأون بهذه العملية العلم المكنون في الصمد 
والذي هو بالاصل مكنون بالاسم المكنون

فكل العلم المكنون في الأحد او الاسم المكنون النور العلوي
هو أيضا مكتوب بنوره المحمدي

أو مكتوب في الواحد المحمدي المتكثّر الذي لم يلد ولم يولد 
او مكتوب في الكتاب المحمدي المكنون 

وهذا النور او الكتاب المكنون النور المحمدي 
تحيط به الصمد 
أي تحيط به ام الكتاب النور الفاطمي

فالنور المحمدي مكنون بالنور الفاطمي 
والنور العلوي مكنون بالنور المحمدي 
فالنور الفاطمي هو مجمع النورين 

هو مجمع العلم المكنون كله ظاهره وباطنه

وعليه فكلما عرفت الملائكة والروح بعمليات التنزل والبرء من هذا العلم المكنون اكثر 
كلما عرفوا فاطمة الصمد اكثر 

وأيضا كلما برأوا المزيد من الأحداث والعلوم المكتوبة في الكتاب المكنون 
كلما تعرفوا على ليلة القدر اكثر

ولذلك يمكن القول ان على معرفة فاطمة ليلة القدر دارت جميع القرون الاولى 
وأنه مهما توغلنا في القدم فسنجد ان قرونه داروا على معرفة فاطمة المعنى
كما ان كل من يدرسون العلوم حاليا 

فانهم يحاولون ان يعرفوا بعض شؤون فاطمة المعنى ، او بعض شؤون ومقادير ليلة القدر 

فكل مخلوقات هذا الوجود الفاطمي 

انما خُلِقوا ليكتشفوا اسرار هذا الوجود الفاطمي الصمدي 

فاطمة هي الكنز المخفي 

وعليّ ومحمد ما خَلقا كل هذا الخلق إلا ليعرفوا فاطمة ومعنى فاطمة وسر فاطمة

ومن عرف فاطمة ومعنى فاطمة وسر فاطمة 

فسيهتدي بالنتيجة لزوجها والذي هو سرها ومعناها 

وسيهتدي لأسرارها ومعانيها

وهي ام المعاني 
ولا يمكن معرفة فاطمة المعنى 
إلّا بمعرفة المعاني 
وإلّا عن طريق المعاني 

ففاطمة هي السلام وهم سُبَل السلام

كما قلنا لن نسهب كثيرا في الحديث عن فاطمة لاننا لن نتوقف مهما اسهبنا 
لكن القلم كلما ذكرها يبدء حبره بالبكاء شوقا لذكرها 

ولذلك سنحصر حديثنا عن الجائزة الكبرى التي يسعى جميع المتنافسين ضمن هذه المنافسة وفي هذا المستوى منها للفوز بها 

وقلنا قبل قليل أن الجائزة الكبرى هي معرفة فاطمة ،، فكيف يمكن ان تكون معرفتها هي الجائزة الكبرى؟

يقول الإمام الصادق عليه السلام 

أن َ الْعِلْمُ سَبْعَةٌ وَ عِشْرُونَ جُزْءاً 
فَجَمِيعُ مَا جَاءَتْ بِهِ الرُّسُلُ جُزْءَانِ 
فَلَمْ يَعْرِفِ النَّاسُ حَتَّى الْيَوْمِ غَيْرَ الْجُزْءَيْنِ 

فَإِذَا قَامَ الْقَائِمُ 
أَخْرَجَ الْخَمْسَةَ وَ الْعِشْرِينَ جُزْءاً 
فَبَثَّهَا فِي النَّاسِ 
وَ ضَمَّ إِلَيْهَا الْجُزْءَيْنِ
 حَتَّى يَبُثَّهَا سَبْعَةً وَ عِشْرِينَ جُزْءا

يعني في عصر الظهور المبارك سيصل التقدم العلمي الحقيقي المبني على اصول العلم الحقيقية وليست المزورة كما هو الحال اليوم 

سيصل المجتمع الى اقصى تقدم ممكن 
وأكبر تطور ممكن 

بحيث سيصل الانسان لان يسيطر في تلك الأيام على المادة بعقله 
فيعيد تشكيلها وتصويرها بقوة عقله كيفما شاء ذلك 

وهذا من ما انبأنا به الإمام الصادق عَلَيْهِ السَّلَامُ حين قال: 

إِنَّ قَائِمَنَا إِذَا قَامَ 
أَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا، 
وَ اسْتَغْنَى الْعِبَادُ عَنْ ضَوْءِ الشَّمْسِ، 
وَ صَارَ اللَّيْلُ وَ النَّهَارُ وَاحِداً، 
وَ ذَهَبَتِ الظُّلْمَةُ، 

وَ عَاشَ الرَّجُلُ فِي زَمَانِهِ أَلْفَ سَنَةٍ، 
يُولَدُ لَهُ فِي كُلِّ سَنَةٍ غُلَامٌ، 
لَا يُولَدُ لَهُ جَارِيَةٌ، 

يَكْسُوهُ الثَّوْبُ فَيَطُولُ عَلَيْهِ كُلَّمَا طَالَ، 
وَ يَتَلَوَّنُ عَلَيْهِ أَيَّ لَوْنٍ شَاءَ........إنتهى 

يعني في ذلك الزمان لن يحتاجوا لقطع الأشجار للصناعات

ولا لزرع الثمار للأكل
ولا لبناء المصانع التي تلوث الجو 

كما أن الأرض ستشرق بنور ربها 
يعني طاقة مجانية نظيفة 100%

ومع كل ذلك فسيكون الغذاء بالنتيجة نظيف وطاهر وحلال 100%

ولذلك فإنه مع الأيام لن يحتاج الناس للعمل بالطريقة الاستعبادية التي نراها اليوم 
كما وأيضا لن يحتاجوا للعمل لنفس الأسباب التي تدفعهم اليوم للعمل 

كل ذلك سيحصل وسيتحقق بفضل العلم والسلام 

لكنه سيتحقق بالتدريج 

وهذه النتيجة سنصل لها تدريجيا مع تطور العلوم وعموم السلام في كل الأرض حتى تصل دولة العدل الإلهي أخيرا لذروتها وتحقق جميع أهدافها 

لكن السؤال هنا هو : 

كيف سينشر الامام هذا العلم الكثير ويبثه بين الناس؟
هل سيقوم بذلك لوحده؟

من سيساعده؟

أعتقد أن إجابات هذه الأسئلة أصبحت الآن واضحة 

فأفراد الثلتين الذين تعلّموا هذه العلوم في السماء سيكون لهم دور كبير جدا في تعليم ونشر هذه العلوم لمن في الأرض 

طبعا أفراد الثلتين لن يتعلم كل واحد منهم جميع الأبواب الألف من العلم والتي ينفتح من كل باب منها ألف باب

بل سيوجد بين افراد الثلتين اختصاصات بالعلوم 

يعني كل واحد منهم سيعلّمونه مجموعة معينة ومترابطة من تلك العلوم فيصبح هو البارع والمتخصص الأبرع بها من بين البقية 

فهم سيتعلمون هذه العلوم ابتداءا في السماء عندما يرفعهم اليمين

لكنهم عندما سيعودون وبعد أن تستقر الامور في الأرض ويعم السلام سيبدؤون بممارسة وتطبيق تلك العلوم عمليا على أرض الواقع 

وأيضا سيقومون بتعليم تلك العلوم لكل من هم في الأرض  

والنتيجة انهم وبالتدريج سيرتفعون بالمستوى العقلي للانسان في ذلك الوقت 
فيسيطر بعقله ومشيئته أخيرا على المادة 

بحيث يقول لها بمشيئته كن فتكون كما شاء لها أن تكون
طبعا افراد الثلتين وصلوا لهذه المرتبة أي لمرتبة كن فيكون

أو على الأقل وصلوا لبداياتها قبل أن يرجعوا للأرض في رجعة البطشة الكبرى
وعملية ممارستهم عمليا لهذا الأمر بعد ذلك 

وبنفس الوقت تعليمهم الناس لهذه العلوم الموصلة لهم لأن يقولوا بدورهم للشيء كن فيكون

ستجعلهم يفهمونها اكثر وأكثر 
وسيسيطرون عليها كذلك اكثر وأكثر

وهذا سيجعلهم مؤهلين لأن يدخلوا للمرحلة المقبلة من وجودهم 

وهي أنهم سيبدؤون في المرحلة الجديدة بالمساهمة في عمليات التنزل بإذن ربهم من كل أمر 

وهنا سيتبين لنا أن جائزة المنافسة الرئيسية لكل من سيفوز بها لم تكن الدخول للجنة للتمتع بها 

ولم تكن ركوب النجائب للانتقال بها اينما نريد 

ولم تكن للحصول على قوة أربعين رجلا فيصبح الواحد منّا سوبرمان 
ولا  هي تزوج الحور العين 
ولا خدمة الغلمان المخلدون 

فهذه الاشياء إمّا سيملّها الفائز سريعا
او انها بعد فترة قصيرة لن يعود لها أي احتياج 
مثل القوى الخارقة 

فهذه القوى ماذا سيفعل بها في الجنة؟ 
يكسر فيها اشجار؟ 
أم يجمع جواري؟

وكذلك في الأرض، فماذا سيفعل بها بعد ان تستقر الأوضاع في الأرض ويبسط خليفة الله سلطته عليها كلها؟ 

ياخذ اتاوات من الناس الفقراء؟

بالتاكيد لن يستعملها لأيّ من ذلك 

والخلاصة انها بعد فترة لن يكون لها أي فائدة لانعدام الحاجة لها 

يعني سيستمتع بالبداية بها لفترة معينة ثم مع الايام ستنعدم حاجته لها بالتدريج حتى يصل للوقت الذي لن يحتاجها فيه ابدا 

قلنا قبل قليل أن الثلتين عندما يتعلمون ويعلمون ويمارسون هذه العلوم عمليا فسيتمكنون منها جيدا ويكونون جاهزين للمساهمة في عمليات التنزل باذن ربهم من كل أمر 

وهنا سيأتي هذا السؤال: 

تحت أي عنوان سيساهمون في عمليات التنزل؟ 

وجوابه انهم سيصبحون جزء من شجرة خلق جديدة فـ

عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: 

يَا عَلِيُّ خُلِقَ النَّاسُ مِنْ شَجَرٍ شَتَّى
 وَ خُلِقْتُ أَنَا وَ أَنْتَ مِنْ شَجَرَةٍ وَاحِدَةٍ 

أَنَا أَصْلُهَا وَ أَنْتَ فَرْعُهَا وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ أَغْصَانُهَا 
وَ شِيعَتُنَا أَوْرَاقُهَا 

فَمَنْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِهَا أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ......إنتهى

فهذه الأمة الواحدة كلها هدفها هو هدف واحد من دخولهم جميع هذه المنافسات 
وهي انهم يكوّنون في نهاية المطاف شجرة خلق خاصة بهم 

وهم من يكونون جذعها وفروعها واغصانها 
ومنهم تخرج اوراقها 

يعني الأمة الواحدة يريدون بناء شجرة حياة جديدة تساهم في عمليات التنزل باذن ربهم من كل أمر 

لو تذكرون اننا تكلمنا سابقا عن شجرة الحياة 
وكيف أنها جزء من منظومة زهرة الحياة 
وعن العرش المكعب المكنون بها

وان هذه الشجرة هي مركابا كلية مكعبة الشكل وهي نفسها العرش
وكيف أنها تتكون من تراكب ثمانية مركابات جزئية 
وأن كل ميركابا جزئية تتكون من ثمانية نجمات رباعية 

وداخلهم نجمة ثمانية الوجوه 
ليصبح المجموع تسعة نجمات لكل ميركابا جزئية 
وتكون الميركابا الكلية تتكون من 

64 نجمة تيتراهيدرون رباعية الوجوه 
وثمانية نجمات ثمانية الوجوه 
فيكون المجموع حينها هو 72 نجمة 

وتتوسطهم النجمة التي لها اربعة عشر وجه 

وبمجموعها ستكون هي الإسم الأعظم الذي له ثلاث و سبعون حرفا و حرف واحد عند الله تعالى أستأثر به في علم الغيب‏

لن يمكننا الاسهاب في شرح ذلك داخل هذا المقال 

لكن ضمن التعليقات والاسئلة والاجوبة سيمكننا ان شاء الله التكلم عن التفاصيل ووضع روابط لمقالات سابقة وروابط لافلام توضيحية 

نعود لحديثنا

فالامة الواحدة التي ستنقسم لـ 73 فرقة هي تريد أن تكوّن من أفرادها شجرة حياة وشجرة خلق جديدة 

لكي يساهموا كشجرة خلق جديدة في عمليات التنزل باذن ربهم من كل أمر 

قبل أن يصلوا لذلك كانوا يذهبون لشجرة خلق ليدخلوا هم بها كأمة واحدة في منافسة 
وكل منافسة سابقة أو لاحقة دخلوا او سيدخلون بها 

سيفوز منهم فيها حتى نهايتها ثلاث ثلل ونصف 

وهكذا من منافسة لأخرى حتى يكملون ثلاث وسبعون فرقة أو ثلة 

وكل ثلة منهم ستكون مجتمعة بمثابة حرف واحد من حروف اسم الله الأعظم ذو الثلاثة والسبعون حرفا وهو نفسه زهرة الحياة او شجرة الحياة أو الميركابا 

في نهاية الأمر عندما يتم لهم ما يريدون فإن أفراد الأمة الواحدة الذين هم ابناء إثني عشر إمام سيعيدون ترتيب أو تقسيم أنفسهم على ثمانية مجموعات 

كل مجموعة تشكل مركابة متراكبة من ثمانية مركابات ويتوسطهم شكل أربعة عشري 
الشكل الاربع عشري وسطهم يكون هو بمثابة الإسم الأعظم لهذه المجموعة 
كلهم يمثل العرش 

والاسماء العظمى الثمانية المتمركزة وسط المجموعات الثمانية يمثلون حملة العرش 

وكلهم يكونون شجرة حياة جديدة متفرعة من شجرة سابقة لها والسابقة لها متفرعة ايضا من شجرة سابقة لها 

كنا تكلمنا عن هذا الأمر سابقا في مقال: 
النفوس العليا والهندسة الكسيرية (fractal)ـ  
أنصح هنا بقرائته لكي تكتمل الصورة ولو قليلا 

وهذا يعني ان الأمة الواحدة التي ستنقسم لثلاث وسبعين فرقة ستعيد توزيع نفسها على ثمانية مجموعات ومجموعة أخيرة ستكون هي بمثابة اسمهم المكنون وتتمركز وسطهم 
يعني 72 فرقة + فرقة مركزية = 73 فرقة 

فالثمانية مجموعات تتكون من 72 فرقة 

يعني 72 * 72000 = 5.184.000 يعني خمسة ملايين ومائة واربعة وثمانون الف انسان

نقسمهم على ثمانية لنعرف كم عدد المجموعة 
5.184.000 / 8 = 648.000 

وهذا العدد قد يكون عدد كل شعب من الشعوب 

فالأمم 12 امة 
ستصبح ثمانية شعوب 

والشعوب الثمانية تتكون من 72 قبيلة 

وجميعهم تترأسهم القبيلة الثالثة والسبعون الأقدم في هذه الشجرة

يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ 
شُعُوبًا 
وَقَبَائِلَ 
لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ 
إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

نظيف لهم 72000 عدد افراد الفرقة او القبيلة الاخيرة والتي على الاغلب هي الاقدم بينها كما قلنا قبل قليل

ولأنها المجموعة الأقدم فهي التي كانت من البداية للنهاية مواكبة لتطور بقية افراد الشجرة وتتابعهم اول باول 

فستكون هذه المجموعة أشقى المجموعات وأكثرها تعبا من الأولين والأخرين في هذه الشجرة وعلى الإطلاق

المهم نظيف لهم 72000 عدد افراد الفرقة الاخيرة فيكون المجموع الكلي هو نفسه مجموع افراد الامة الواحدة وهو 5.256.000

فأول من سيفوز من هذه الأمة الواحدة سيكون مركزه ومكانته في المقدمة من هذه الشجرة الجديدة 

وهكذا كل من سيفوز من هذه الأمة الواحدة فإنه سيأخذ مكانه المعلوم في هذه الشجرة 
وهكذا ما منهم الا وسيكون له مقام معلوم في هذه الشجرة الجديدة 

المقال اصبح طويلا ولذلك سنتوقف هنا ومن يريد المزيد من التوضيحات عن ما جاء في هذا المقال فليتابع الاسئلة والأجوبة تحته في صفحة الفيسبوك أو ليطرح هناك تسائله او اعتراضه وان شاء الله سنبذل ما في وسعنا للتوضيح وللاجابة قدر الامكان على جميع ما وصل فهمنا له وتسألون عنه 

اما ما لم يصل فهمنا له حتى الان وتسألون عنه فارجو ان تعذرونا حين لا نجيب عنه 
وصلى الله على خير خلقه اجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين 
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.
..
...
....
.....