الم ذلك الكتاب//هدى للمتقين
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين
رب اشرح لي صدري
وضع عني وزري الذي انقض ظهري
وارفع لي ذكري
واجعل لي من بعد العسر يسرا
واجعل لي من البعد العسر يسرا
بسم الله الرحمن الرحيم
خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ
فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ
حديثنا في هذه الصفحة كان من البداية موجه ولا زال حتى هذا اليوم موجه
وسيبقى ما شاء الله له ذلك موجه
للمتنافسين على ختام المسك
يقول أمير المؤمنين عليه السلام في ختام الرواية التالية
والتي كانت إجابة لسائل سأله سلام الله عليه عن الروح
أن المنافسة بين المتنافسين هي على إكمال الدين
وأن الدين سبعة مستويات
وأن من فاز بالمستويات السبعة فقد كمّل الدين كله
الرواية طويلة سأضعها كاملة في المقال المكتوب
وسأقرء المطلوب منها في حديثي هذا
ومن يحب قرائتها كاملة فليرجع للمقال المكتوب
عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ: أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ عَلِيّاً ع عَنِ الرُّوحِ قَالَ:
«لَيْسَ هُوَ جَبْرَئِيلَ»؟
قَالَ عَلِيٌّ ع:
جَبْرَئِيلُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَ الرُّوحُ غَيْرُ جَبْرَئِيلَ»
وَ كَانَ الرَّجُلُ شَاكّاً فَكَبُرَ ذَلِكَ عَلَيْهِ فَقَالَ:
لَقَدْ قُلْتُ شَيْئاً عَظِيماً وَ مَا أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ يَزْعُمُ أَنَّ الرُّوحَ غَيْرُ جَبْرَئِيلَ
قَالَ عَلِيٌّ ع:
«أَنْتَ ضَالٌّ تَرْوِي عَنْ أَهْلِ الضَّلَالِ يَقُولُ اللَّهُ لِنَبِيِّهِ:
أَتى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحانَهُ وَ تَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ
يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ
فَالرُّوحُ غَيْرُ الْمَلَائِكَةِ
وَ قَالَ: لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَ الرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ
وَ قَالَ: يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَ الْمَلائِكَةُ صَفًّا
وَ قَالَ لآِدَمَ وَ جَبْرَئِيلَ يَوْمَئِذٍ مَعَ الْمَلَائِكَةِ إِنِّي خالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ
فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَ نَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ
فَسَجَدَ جَبْرَئِيلُ مَعَ الْمَلَائِكَةِ لِلرُّوحِ
وَ قَالَ لِمَرْيَمَ: فَأَرْسَلْنا إِلَيْها رُوحَنا فَتَمَثَّلَ لَها بَشَراً سَوِيًّا
وَ قَالَ لِمُحَمَّدٍ ص: نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلى قَلْبِكَ
ثُمَّ قَالَ: لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ وَ إِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ
وَ الزُّبُرُ الذِّكْرُ وَ الْأَوَّلِينَ رَسُولُ اللَّهِ ص مِنْهُمْ
فَالرُّوحُ وَاحِدَةٌ وَ الصُّوَرُ شَتَّى
قَالَ سَعْدٌ: فَلَمْ يَفْهَمِ الشَّاكُّ مَا قَالَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ:
الرُّوحُ غَيْرُ جَبْرَئِيلَ فَسَأَلَهُ عَنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ فَقَالَ:
إِنِّي أَرَاكَ تَذْكُرُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ وَ تَنَزُّلَ الْمَلَائِكَةِ وَ الرُّوحِ فِيهَا
قَالَ لَهُ عَلِيٌّ ع :
قَدْ رَفْرَشَتْ نُزُولُ الْمَلَائِكَةِ بِمِشْفَرَةٍ [عَلَى قَدَرٍ فَرَشْتُ]
فَإِنْ عَمِيَ عَلَيْكَ شَرْحُهُ فَسَأُعْطِيكَ ظَاهِراً مِنْهُ
تَكُونُ أَعْلَمَ أَهْلِ بِلَادِكَ بِمَعْنَى لَيْلَةِ الْقَدْرِ
قَالَ: قَدْ أَنْعَمْتَ عَلَيَّ إِذاً بِنِعْمَةٍ
قَالَ لَهُ عَلِيٌّ ع:
«إِنَّ اللَّهَ فَرْدٌ يُحِبُّ الْوَتْرَ وَ فَرْدٌ اصْطَفَى الْوَتْرَ فَأَجْرَى جَمِيعَ الْأَشْيَاءِ عَلَى سَبْعَةٍ
فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَّ: خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ وَ مِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَ
وَ قَالَ: خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً
وَ قَالَ جَهَنَّمُ لَها سَبْعَةُ أَبْوابٍ
وَ قَالَ: سَبْعَ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَ أُخَرَ يابِساتٍ
وَ قَالَ: سَبْعَ بَقَراتٍ سِمانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجافٌ
وَ قَالَ: حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ
وَ قَالَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَ الْقُرْآنَ الْعَظِيمَ
فَأَبْلِغْ حَدِيثِي أَصْحَابَكَ
لَعَلَّ اللَّهَ يَكُونُ قَدْ جَعَلَ فِيهِمْ نَجِيباً
إِذَا هُوَ سَمِعَ حَدِيثَنَا نَفَرَ قَلْبُهُ إِلَى مَوَدَّتِنَا
وَ يَعْلَمُ فَضْلَ عِلْمِنَا وَ مَا نَضْرِبُ مِنَ الْأَمْثَالِ
الَّتِي لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ بِفَضْلِنَا
قَالَ السَّائِلُ: بَيِّنْهَا فِي أَيِّ لَيْلَةٍ أَقْصِدُهَا؟
قَالَ: «اطْلُبْهَا فِي السَّبْعِ الْأَوَاخِرِ
وَ اللَّهِ لَئِنْ عَرَفْتَ آخِرَ السَّبْعَةِ لَقَدْ عَرَفْتَ أَوَّلَهُنَّ
وَ لَئِنْ عَرَفْتَ أَوَّلَهُنَّ لَقَدْ أَصَبْتَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ»
قَالَ: مَا أَفْقَهَ مَا تَقُولُ
قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ طَبَعَ عَلَى قُلُوبِ قَوْمٍ فَقَالَ:
إِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً
فَأَمَّا إِذَا أَبَيْتَ وَ أَبَى عَلَيْكَ أَنْ تَفْهَمَ
فَانْظُرْ فَإِذَا مَضَتْ لَيْلَةُ ثَلَاثٍ وَ عِشْرِينَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ
فَاطْلُبْهَا فِي أَرْبَعٍ وَ عِشْرِينَ
وَ هِيَ لَيْلَةُ السَّابِعِ وَ مَعْرِفَةُ السَّبْعَةِ
فَإِنَّ مَنْ فَازَ بِالسَّبْعَةِ كَمَّلَ الدِّينَ كُلَّهُ
وَ هُنَّ الرَّحْمَةُ لِلْعِبَادِ وَ الْعَذَابُ عَلَيْهِمْ
وَ هُمُ الْأَبْوَابُ الَّتِي قَالَ تَعَالَى-:
لِكُلِّ بابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ
يَهْلِكُ عِنْدَ كُلِّ بَابٍ جُزْءٌ
وَ عِـــنْـــدَ الْـــوَلَايَـــةِ كُـــلُّ بَـــابٍ»........إنتهى
فالمنافسة بين المتنافسين هي منافسة على إكمال الدين
((وسنعرّف الدين بعد قليل))
وهي منافسة تتكون من سبعة مستويات
وهذه المستويات السبعة تتكون من ثلاث وثلاثون درجة
تبدء من الحافرة وهي الدرجة الأولى التي سيتم رد المتنافس لها
((وهو نفسه مستوى أسفل سافلين))
ليبدء المنافسة منها من جديد مع بداية كل كرة جديدة تتبع كل كرّة خاسرة
وتنتهي عند العقبة
وهي الدرجة الثالث والثلاثين والأخيرة من هذه المنافسة ،
والتي من سيصل لها سيكون قد فاز بالمستويات السبعة كلها
وكمّل الدين كله
وحينها فقط ستفكّ رقبته من النار ويصبح من أصحاب الميمنة
فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ
وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ
فَكُّ رَقَبَةٍ
أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ
يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ
ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ
أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ
وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ
عَلَيْهِمْ نَارٌ مُّؤْصَدَةٌ
فكل من لم يصل للمستوى الثالث والثلاثون
وتفك رقبته من عبودية النار
سيبقى من أصحاب المشئمة
.
الإنسان كون صغير ،
يشبه في تكوينه وبنائه
تكوين وبناء الكون الكبير
فهو أيضا يتكون من سبع سماوات طباقا،
تماما كما أن السماء تتكون من سبع سماوات طباقا
وقد يتسائل بعضكم الآن قائلا:
إن كنت تقول أن الإنسان يشبه في تكوينه وبنائه تكوين وبناء السماوات والأرض،
فأين هو موقع الصور في تكوين الأنسان؟
فالصور كما تقول الروايات يبدء من العين التي ترى كل شيء وينتهي بالارض
رَوَى الثِّقَةُ عَنْ زَيْنِ الْعَابِدِينَ ع
أَنَّ الصُّورَ قَرْنٌ عَظِيمٌ
لَهُ رَأْسٌ وَاحِدٌ وَ طَرَفَانِ
وَ بَيْنَ الطَّرَفِ الْأَسْفَلِ الَّذِي يَلِي الْأَرْضَ إِلَى الطَّرَفِ الْأَعْلَى الَّذِي يَلِي السَّمَاءَ
مِثْلُ مَا بَيْنَ تُخُومِ الْأَرَضِينَ السَّابِعَةِ إِلَى فَوْقِ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ
فِيهِ أَثْقَابٌ بِعَدَدِ أَرْوَاحِ الْخَلَائِقِ
وَسِـــــــــــــــــعَ فَــــــــــــمُـــــــــهُ مَــــــا
بَــــــيْــــــنَ الــــــسَّــــــمَــــــاءِ وَ الْأَرْضِ .......إنتهى النقل
فأين هو هذا الصور في الإنسان وأين نجده؟
وجواب هذا التسائل المشروع هو أنّ الصور في الإنسان هو العامود الفقري
والذي أسفل فقرة به هي فقرة الحافرة
التي سيرجع الخسران في كرته لها
ليبدء منها المنافسة من جديد
وأعلى فقرة به هي الفقرة الثالثة والثلاثون
وهي العقبة والتي من سيصلها سيفكّون رقبته من النار ونظام الكرات
فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ
وسيصطفونه من بين أهل جهنم وينجونه منها ومن مخالطة أهلها
وَإِن مِّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا
ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا
وسيورثونه الكتاب
ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا
بمعنى سيفتحون له الاتصال بالعين الثالثة تمام الفتح
ومن خلال العين الثالثة سيتمكن متى ما شاء ذلك
من أن يرى ويعرف أي شيء مكتوب ومحصي
في الكتاب الذي به علم كل شيء
يعني من سيقتحم العقبة ويصل منها للعين الثالثة
او العين التي ترى وتعرف كل شيء
فإنهم سيورّثونه علم الكتاب الذي به علم كل شيء
يعني سيجعلونه متمكنا من الولوج له
والاطلاع على ما فيه من العلم متى ما شاء ذلك
ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا
فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ
وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ
وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ
ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ
فالفوز بالمنافسة يتم بإكمال المستويات السبعة
والجائزة الكبرى هي وراثة الكتاب
ومعها سينال جوائز أخرى مثل النجائب والجنة ومتعها وغير ذلك
وطبعا رضوان الله أكبر من كل تلك الجوائز جميعها فرادا وجمعا
والمتنافسون الفائزون ليسوا على مستوى ودرجة واحدة
بل هم على مستويات ودرجات متصاعدة
فبعضهم سيكون أفضل درجة من البعض
وبالتالي بعضهم سيكون أقرب لليمين من البعض
وأعلاهم درجة سيكون هو أقلهم شكّا وأكثرهم تسليما
ثم سيتلوه في الدرجة الأقل منه تسليما وشكّا ثم الأقل فالأقل
البداية بالنسبة لنا بدأت في العالم العلوي وليس هنا في جهنم أرض المنافسات لنيل الجوائز والهدايا
وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ
فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ
فالغرض الأساسي من خلقنا وتصويرنا هو
لكي يدخلوا بنا هذه المنافسات في العوالم الأرضية
ومن سيفوز منا هو من سينال الجائزة الكبرى
لا أعرف على وجه اليقين هنا
إن كان الذي خلقنا وصورنا من اهل الجنة سينال أيضا جائزة
إن فاز أحد الذين سيخلقهم ويصورهم ويزجهم في المنافسة مع المتنافسين أم لا
لكن لا بد له من غاية عظيمة هو يسعى لتحقيقها والوصول لها
من خلال المساهمة في هذه العملية
لتصور العملية فلنتذكر فقط ان الروايات تقول لنا
أن درجة علم موجودات العالم العلوي
تبلغ أكثر من 27 ألف ألف ألف ألف ضعف
من درجة العلم التي سنبلغها في يوم الظهور
ولا بد أن هذه المنافسات لها علاقة
بعملية تعلم الملائكة لهذه العلوم وزيادة علمهم بها
فهم يخلقوننا وينزلوننا للتنافس والفوز هنا
وربما بنفس الوقت هم يتنافسون أيضا فيما بينهم
في من يفوز منهم بمقاعد ونجائب أكثر من الآخرين
الخلاصة أنه في هذا العالم تحت هذه القبة التي تجمعنا
وكلنا محبوسون تحتها يوجد متنافسون يتنافسون فيما بينهم
للوصول للدرجات العُلى
ولوراثة الكتاب
وركوب النجائب المنيرة في جو السماء كأنها بيض أو لؤلؤ مكنون
والجائزة كما هو واضح كبيرة جدا ،
ولذلك ستدفع النفوس الناطقة القدسية لان تُقبِل بإرادتها
على العودة مرارا وتكرارا وتكرارا وتكرارا بلا توقف
على أمل أن تكون في كرة منها من الفائزين
وطريق الفوز يبدء ويصبح مؤكدا حال بلوغها مرحلة متقدمة من تلك المراحل السبعة
او درجة متقدمة من الدرجات الثلاثة والثلاثون
فالنفوس الناطقة القدسية كلها
كانت تعرف شروط الفوز كاملة ساعة وقوفها للحساب
ويتبين لنا ذلك عندما ينتهي حسابها في نهاية الكرّة
وتتبين انها قد خسرت فيها فتقول:
أَن تَقُولَ نَفْسٌ
يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ
أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ
أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ
فالانسان حين يتبين له خسران كرته
فأول ما سيقوله حينها هو:
لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ
ثم حين يوقن بالردّ إلى الحافرة والعذاب :
سيقول:
أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ
وفي موضع ثالث وهو الموضع الذي سيفلس فيه حتى من الشفاعة
فلا يجد من يشفع له رغم كثرتهم وتعدد درجاتهم
سيتمنى لو أن له كرة فيكون من المؤمنين لكي تشمله شفاعة الشافعين فيقول
فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ
لكن السؤال هنا هو :
لماذا قدم الخاسرة موازينه تمنيه لدرجة المتقين على جميع تلك الدرجات؟
الجواب هو لأنه لو وصل لدرجة المتقين فسيكون فوزه حينها تحصيل حاصل
ولماذا سيكون فوزه تحصيل حاصل؟
لأنه سيتم تأييده بروح منه
بروح من من؟
الجواب هو بروح من اليقين
فاليقين سيبعث له روح منه يؤيده بها في رحلته المعرفية ومنافسته مع المتنافسين
واليقين هنا هو نفسه الإيمان ،، وهو نفسه الدين وأصل الدين الذي تقوم على اكماله المنافسة كلها كما ورد في الحديث المعصوم
فالمسابقة في إكمال الدين هي المسابقة في معرفة الدين كامل المعرفة
واذا عرفنا من كلام أهل البيت عليهم السلام أن الدين هو رجل
فسيكون لب المسابقة وروحها يدور حول معرفة هذا الرجل كامل المعرفة
فكما ورد عن الإمام الصادق عليه السلام قوله:
ثُمَّ إِنِّي أُخْبِرُكَ أَنَّ الدِّينِ وَ أَصْلَ الدِّينِ هُوَ رَجُلٌ
وَ ذَلِكَ الرَّجُلُ
هُوَ الْيَقِينُ
وَ هُوَ الْإِيمَانُ
وَ هُوَ إِمَامُ أُمَّتِهِ وَ أَهْلِ زَمَانِهِ
فَمَنْ عَرَفَهُ عَرَفَ اللَّهَ وَ مَنْ أَنْكَرَهُ أَنْكَرَ اللَّهَ وَ دِينَهُ
وَ مَنْ جَهِلَهُ جَهِلَ اللَّهَ وَ دِينَهُ وَ حُدُودَهُ وَ شَرَائِعَه
إذا عرفنا أن الدين هو رجل
وأن هذا الرجل له نصفين
نصف ظاهر
ونصف باطن
فكما ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: من كان ظاهره في ولاية هذا الرجل أكثر من باطنه خفّت موازينه
فعن أمير المؤمنين عليه السلام في حديث المعرفة بالنورانية أنه قال:
مَنْ كان ظاهره في ولايتي أكثر من باطنه خفّت موازينه؛
يا سلمان لا يكمل المؤمن إيمانه حتى يعرفني بالنورانية،
وإذا عرفني بذلك فهو مؤمن، امتحن اللَّه قلبه للإيمان، وشرح صدره للإسلام،
وصار عارفاً بدينه مستبصراً،
ومن قصر عن ذاك فهو شاك مرتاب.......بقية الخطبة
فإذا عرفنا أن الدين رجل سنعرف أن معنى ما ورد في الحديث أن:
التوحيد هو نصف الدين
هو أن:
نصف الدين هو معرفة الرجل الظاهر بيننا وطاعة هذا الرجل الظاهر
ونصف الدين الآخر هو معرفة باطن وغيب هذا الرجل
وأن الدين لا يكتمل الا
بمعرفة ظاهر هذا الرجل وطاعته
مع معرفة باطن وغيب هذا الرجل
وأن الطاعة لنصف الدين الظاهر مهما كانت كثيرة فإنها لا تكتمل ولا تكون صحيحة الا بمعرفة نصف الدين الباطن ، أو الناحية الغيبية لهذا الرجل
ولهذا كانت الولاية في كلمات أهل البيت عليهم السلام هي أصل الدين بل هي الدين كله
فظاهر الولاية هو العبادة والعبادة هي طاعة الرجال
وباطن الولاية هو التوحيد وهو المعرفة الغيبية لهذا الرجل تحديدا
يعني من كانت عبادته أو طاعته لهذا الرجل أكثر من معرفته بالجانب الغيبي له خفّـت موازينه
وبتعبير أمير المؤمنين عليه السلام أن من يعبد على غير فقه صحيح إنما هو كَحِمَارِ الطَّاحُونَةِ:
قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع
الْمُتَعَبِّدُ عَلَى غَيْرِ فِقْهٍ
كَحِمَارِ الطَّاحُونَةِ
يَدُورُ وَ لَا يَبْرَحُ
وَ رَكْعَتَانِ مِنْ عَالِمٍ خَيْرٌ مِنْ سَبْعِينَ رَكْعَةً مِنْ جَاهِلٍ
لِأَنَّ الْعَالِمَ تَأْتِيهِ الْفِتْنَةُ فَيَخْرُجُ مِنْهَا بِعِلْمِهِ
وَ تَأْتِي الْجَاهِلَ فَيَنْسِفُهُ نَسْفاً
وَ قَلِيلُ الْعَمَلِ مَعَ كَثِيرِ الْعِلْمِ خَيْرٌ مِنْ كَثِيرِ الْعَمَلِ مَعَ قَلِيلِ الْعِلْمِ وَ الشَّكِّ وَ الشُّبْهَة.......إنتهى
يعني مَنْ كان ظاهره في الولاية أكثر من باطنه هو كَحِمَارِ الطَّاحُونَةِ
يَدُورُ في الكرات صاعد من الحافرة نازل للحافرة وَ لَا يَبْرَحُ هذه الدنيا
يعني لن يبرح يعود ويعود ويعود لجهنم مرات ومرات ومرات
كلما أبلت له جهنم جلد أبدلوه جلد غيره حتى يذوق العذاب
يعني حتى تخلص طينته وتصفو بالمعرفة من الملح الاجاج أو من الجهل
فيثقل باطنه في الولاية
وحينها فقط ستثقل موازينه ويكون من المتنافسين الفائزين
فاليقين رجل ،، وروحه هي روح اليقين
واليقين الرجل هو نفسه الإيمان ،، وروحه أيضا هي روح الإيمان
ولذلك لو تتذكرون حديث الحجة مع شيعته ونصحه لهم ان لا يميلوا عن اليمين ويعدلوا للشمال والذي ذكرناه في أول حديث مسجّل ،، فلقد إبتدء كلامه به بالدعوة لشيعته بإن يهـبهم الله روح اليقين فقال:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
عَافَانَا اللَّهُ وَ إِيَّاكُمْ مِنَ الضَّلَالَةِ وَ الْفِتَنِ
وَ وَهَبَ لَنَا وَ لَكُمْ رُوحَ الْيَقِينِ
وَ أَجَارَنَا وَ إِيَّاكُمْ مِنْ سُوءِ الْمُنْقَلَبِ .............إنتهى النقل
((انتبهوا أن الإمام هنا يدعوا لشيعته ان يهب الله لهم روح اليقين))
لكن أين هو ذكر روح اليقين في القرآن؟
فأمر مهم لهذه الدرجة لا يمكن لرب العالمين أن يهمل ذكره في قرآنه
فأين هو ذِكْر رُوح الْيَقِينِ الذي ســـيـــهـــدي الـــمـــتـــقـــيـــن؟
انتبه هنا لمفردات السؤال السابق
أين هو ذِكْر رُوح الْيَقِينِ الذي ســـيـــهـــدي الـــمـــتـــقـــيـــن؟
إنتبه هنا أن روح اليقين هو هدى للمتقين،، ولذلك كانت أول أمنيات الكارين أن يهديهم الله فيكونوا من المتقين
هل عرفتم الى أي شيء ألمّح هنا؟
سأقولها الآن صراحة بعد التلميح
رُوحَ الْيَقِينِ إنه ألم
بسم الله الرحمن الرحيم
الم
ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ
الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ
وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ
أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
فـ((ألم)) هو روح اليقين
و((ألم)) هو هبة الله للمتقين
و((ألم)) هو هادي المتقين الذين يؤمنون بالغيب ((غيب الرجل الدين))
فـ((ألم)) هو روح اليقين الذي به فقط سيفلح المتنافسون الذين وصلوا لدرجة المتقين
من سيصل لهذه الدرجة من جميع المتنافسين درجة المتقين سيهب له اليقين روح منه يهديه،
فــ((ألم)) هو روحٌ منه يهبه اليقين للمتقين
لن يتم تأييدك بــ((ألم)) ما لم تصل بتسليمك لدرجة المتقين
وروح اليقين ورد وصفه وذكره أيضا في خُطْبَة المخزون
لِمَوْلَانَا أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام على أنه
أحد أغصان شجرة الحياة التي تورق لأهل التقوى
وأنقل لكم هنا بعض الخطبة وما به الفائدة منها حيث قال فيها:
أَمَّا بَعْدُ
فَإِنَّ رُوحَ الْبَصَرِ رُوحُ الْحَيَاةِ
الَّذِي لَا يَنْفَعُ إِيمَانٌ إِلَّا بِهِ
مَعَ كَلِمَةِ اللَّهِ وَ التَّصْدِيقِ بِهَا
فَالْكَلِمَةُ مِنَ الرُّوحِ
وَ الرُّوحُ مِنَ النُّورِ
وَ النُّورُ نُورُ السَّمَاوَاتِ ،،
فَبِأَيْدِيكُمْ سَبَبٌ وَصَلَ إِلَيْكُمْ مِنْهُ إِيْثَارٌ وَ اخْتِيَارٌ
نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تَبْلُغُوا شُكْرَهَا
خَصَّصَكُمْ بِهَا وَ اخْتَصَّكُمْ لَهَا
وَ تِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ وَ ما يَعْقِلُها إِلَّا الْعالِمُونَ
فَأَبْشِرُوا بِنَصْرٍ مِنَ اللَّهِ عَاجِلٍ وَ فَتْحٍ يَسِيرٍ
يُقِرُّ اللَّهُ بِهِ أَعْيُنَكُمْ وَ يَذْهَبُ بِحُزْنِكُمْ
كُفُّوا مَا تَنَاهَى النَّاسُ عَنْكُمْ
فَإِنَّ ذَلِكَ لَا يَخْفَى عَلَيْكُمْ
إِنَّ لَكُمْ عِنْدَ كُلِّ طَاعَةٍ عَوْناً مِنَ اللَّهِ
يَقُولُ عَلَى الْأَلْسُنِ وَ يَثْبُتُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ
وَ ذَلِكَ عَوْنُ اللَّهِ لِأَوْلِيَائِهِ
يَظْهَرُ فِي خَفِيِّ نِعْمَتِهِ لَطِيفاً
وَ قَدْ أَثْمَرَتْ لِأَهْلِ التَّقْوَى أَغْصَانَ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ ((هل تتذكرون كم هي عدد أغصان شجرة الحياة؟ أنها عشرة أغصان ،، وهي نفسها الطينات العشرة التي تكلمنا عنها في مقال سابق تحت عنوان:
وَ إِنَّه فُرْقَاناً مِنَ اللَّهِ بَيْنَ أَوْلِيَائِهِ وَ أَعْدَائِهِ
فِيهِ شِفَاءٌ لِلصُّدُورِ
وَ ظُهُورٌ لِلنُّورِ
يُعِزُّ اللَّهُ بِهِ أَهْلَ طَاعَتِهِ
وَ يُذِلُّ بِهِ أَهْلَ مَعْصِيَتِهِ ((إنتبهوا هنا أن هذا النور كما يُعِزُّ اللَّهُ بِهِ أَهْلَ طَاعَتِهِ فإنه كذلك يُذِلُّ بِهِ أَهْلَ مَعْصِيَتِهِ)) فأهل معصيته قد يبدو لهم انهم على شيء لكنهم ليسوا كذلك،، والكلام مني هنا عن أهل معصيته من الفرق الـ72 فقط وليس من غيرهم،، فغيرهم سيتكفل حبتر بإضلالهم
فَلْيُعِدَّ امْرُؤٌ لِذَلِكَ عُدَّتَهُ وَ لَا عُدَّةَ لَهُ
إِلَّا
بِسَبَبِ بَصِيرَةٍ
وَ صِدْقِ نِيَّة
وَ تَسْلِيمٍ
سَلَامَةُ أَهْلِ الْخِفَّةِ فِي الطَّاعَةِ ثِقْلُ الْمِيزَانِ
وَ الْمِيزَانُ بِالْحِكْمَةِ
وَ الْحِكْمَةُ فَضَاءٌ لِلْبَصَرِ
وَ الشَّكُّ وَ الْمَعْصِيَةُ فِي النَّارِ
وَ لَيْسَا مِنَّا وَ لَا لَنَا وَ لَا إِلَيْنَا
قُلُوبُ الْمُؤْمِنِينَ مَطْوِيَّةٌ عَلَى الْإِيمَانِ
إِذَا أَرَادَ اللَّهُ إِظْهَارَ مَا فِيهَا فَتَحَهَا بِالْوَحْيِ وَ زَرَعَ فِيهَا الْحِكْمَة.......إنتهى النقل
الخطبة جميلة جدا جدا
وبها معاني روحية عميقة جدا جدا لا يسعنا الحديث عنها كلها في هذا المقال
ولذلك سننتقل مباشرة لجزء آخر منها حيث يتكلم به عن الاسمين الأعظمين ((اليمين والشمال))
أو عن طرفي الكونداليني في كل إنسان
والذين قلنا في مقال سابق انهما مقام رب العالمين
النور الأول الذي قسمه نصفين وخالف بينهما في الصفات وجمعهما بجسد جوهري واحد
وأشار لذلك حين وصل في حديثه في الخطبة للقرآن الكريم وفضله فقال:
فَظَاهِرُهُ أَنِيقٌ وَ بَاطِنُهُ عَمِيقٌ
لَا تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ وَ لَا تَفْنَى غَرَائِبُهُ
فِيهِ يَنَابِيعُ النِّعَمِ وَ مَصَابِيحُ الظُّلَمِ
لَا تُفْتَحُ الْخَيْرَاتُ إِلَّا بِمَفَاتِيحِهِ
وَ لَا تَنْكَشِفُ الظُّلَمُ إِلَّا بِمَصَابِيحِهِ
فِيهِ تَفْصِيلٌ وَ تَوْصِيلٌ
وَ بَــيَـانُ الِاسْـمَـيْـنِ الْأَعْـلَـيْـنِ
الـلَّـذَيْـنِ جُـمِـعَـا فَـاجْـتَـمَـعَـا
لَا يَـصْـلُـحَـانِ إِلَّا مَـعـاً
يُـسَـمَّـيَـانِ فَـيُـعْـرَفَـانِ
وَ يُـوصَـفَـانِ فَـيَـجْـتَـمِـعَـانِ
قِــيَـامُـهُـمَـا فِـي تَـمَـامِ أَحَـدِهِـمَـا فِـي مَـنَـازِلِـهِـمَـا
جَرَى بِهِمَا
وَ لَهُمَا نُجُومٌ
وَ عَلَى نُجُومِهِمَا نُجُومٌ سِوَاهُمَا تُحْمَى حِمَاهُ وَ تُرْعَى مَرَاعِيهِ
وَ فِي الْقُرْآنِ بَيَانُهُ وَ حُدُودُهُ وَ أَرْكَانُهُ
وَ مَوَاضِعُ تَقَادِيرِ مَا خُزِنَ بِخَزَائِنِهِ وَ وُزِنَ بِمِيزَانِهِ
مِيزَانُ الْعَدْلِ وَ حُكْمُ الْفَصْل......بقية الخطبة
في هذه الخطبة قال :
وَ لَهُمَا نُجُومٌ // وَ عَلَى نُجُومِهِمَا نُجُومٌ سِوَاهُمَا تُحْمَى حِمَاهُ وَ تُرْعَى مَرَاعِيهِ
وفي الرواية التي بدأنا بها هذا المقال قال:
فَإِنَّ مَنْ فَازَ بِالسَّبْعَةِ كَمَّلَ الدِّينَ كُلَّهُ
وَ هُنَّ الرَّحْمَةُ لِلْعِبَادِ وَ الْعَذَابُ عَلَيْهِمْ ((مرة أخرى نفس النجوم هي رحمة للعباد وعذاب عليهم))
وَ هُمُ الْأَبْوَابُ الَّتِي قَالَ تَعَالَى-:
لِكُلِّ بابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ
يَهْلِكُ عِنْدَ كُلِّ بَابٍ جُزْءٌ
وَ عِنْدَ الْوَلَايَةِ كُلُّ بَابٍ»........إنتهى
فالكلام هنا كما هو عن النور الاول الذي انقسم لنصفين
فانه ايضا عن النفس الناطقة القدسية والحسية الحيوانية
وطريقهما للفوز
والصعاب التي ستواجههما خلال رحلة الصعود
وأفضل صورة يمكن وصف العلاقة بها بين النفس القدسية والنفس الحيوانية
ومن خلال مضامين هذه الروايات
هي أنهما سجينان مقيدان بقيد واحد وهو البدن او النفس النباتية
أحدهما شيطان وهو القرين او النفس الحسية
والآخر شبه ملاك وهو النفس القدسية
فالطرف الأول هو طرف تام
وهو النفس القدسية
والطرف الثاني وهو النفس الحسية هو طرف غير تام
والذي سيفوز بالمستويات ويصعد لها هو الطرف الثاني ،، وهي الأنا ،
أو النفس الحسية الحيوانية ،،
أما الطرف الاول فهو كما قلنا طرف تام وكامل
لكنه مقيد بتمام الطرف الثاني وصعوده معه
والطرفان سيبقيان مقيدان ومحبوسان مع بعضهما البعض
وينتقلان من دار إلى دار
ومن زنزانة إلى زنزانة
حتى يقرر الطرف الشيطاني منهما أن يتحرك مع شبه الملاك ويتبعه أينما ذهب
فيستطيعان حينها من الخروج او الهروب سوية من الحبس
المشكلة هنا أن الشيطان أو القرين أو النفس الحسية الحيوانية
مصممة لكي تستمتع داخل السجن
ولكي تحب كل ما في داخل هذا السجن
ولا يمكن لها ان تتصور نفسها خارج هذا السجن ابدا
فالسجينان تحت القبة
جُــــمِــــعَــــا بهذا القيد الواحد ((يعني البدن)) فَــــاجْــــتَــــمَــــعَــــا
وهما لَا يَــــصْــــلُــــحَــــانِ إِلَّا مَــــعــــاً
يُــــسَــــمَّــــيَــــانِ فَــــيُــــعْــــرَفَــــانِ
وَ يُــــوصَــــفَــــانِ فَــــيَــــجْــــتَــــمِــــعَــــانِ
قِــيَـامُـهُـمَـا وصعودهما وهروبهما من السجن سوية
لا يكون الا فِـي تَـمَـامِ أَحَـدِهِـمَـا فِـي مَـنَـازِلِـهِـمَـا
يعني يجب ان يتحرك الطرف الغير تام مع الطرف الثاني التام في جميع المنازل
فالنفس القدسية تعرف طريق الهروب من جهنم تمام المعرفة
لكنها لا تستطيع الحركة والهروب وحدها لأنها مقيدة مع الحسية
فالحسية يجب عليها أن تتحرك معها خطوة بخطوة طوال رحلة الهروب والصعود
وهذه هي المهمة المستحيلة
فيف تقتنع النفس الحسية الحيوانية
ان تتخلى عن ما في هذه الدنيا من مغريات
وهي مصممة من الاساس لكي تحبها وتنجذب لها
كانجذاب الحديد للمغناطيس
فكيف يمكن للحديد ان لا ينجذب للمغناطيس؟
الحل الوحيد هو ان يبدل الحديد بمشيئته من نوعه
يعني بمشيئته يحوّل نوعه من حديد ينجذب للمغناطيس لذهب
فلا ينجذب حينها هو للمغناطيس
ولا المغناطيس ينجذب له
الخلاصة من هذه الرواية ومن التي قبلها أنه
لا يمكن لأحد من المتنافسين ان يفوز
الا ان كان مؤيدا بروح اليقين ،، أو بـ ألم
ولا يمكن أن ينطق روح اليقين من على لسانه بالحكمة
الا إن وصل لدرجة المتقين مع شرط التسليم
فحتى إن وصل لدرجة المتقين وبقي من الشّاكين غير المسلّمين فلن ينفعه نور اليقين
فكلما قال له وأوحى له روح اليقين ، شكّ هو وارتاب ورفض وعند
ولو إنك وصلت لدرجة المتقين فلن يخفي روح البصر روح الحياة روح اليقين أمره عنك،
فأمير المؤمنين وعدك بأنه لن يخفي أمره عنك وذلك حين قال:
فَإِنَّ ذَلِكَ لَا يَخْفَى عَلَيْكُمْ
إِنَّ لَكُمْ عِنْدَ كُلِّ طَاعَةٍ عَوْناً مِنَ اللَّهِ /// كيف وما هي صيغة هذا العون؟
يَقُولُ عَلَى الْأَلْسُنِ وَ يَثْبُتُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ
وَ ذَلِكَ عَوْنُ اللَّهِ لِأَوْلِيَائِهِ
لكنه لن يفرض نفسه وأفكاره عليك
نعم سيوحي لك بها فإن سلّمت بها وقبلتها أكمل معك الطريق
وإن ارتبت وشككت سيتركك تخوض مع الخائضين
حتى تأتيه الفرصة التالية ليوحي لك
فان سلّمت له اكمل معك
وان شككت وارتبت وعندت مرة أخرى
تركك مرة أخرى لتخوض مع الخائضين
لكن هذه الفرص القليلة تمر في هذه الحياة القصيرة مر السحاب
وعليك باقتناصها واستغلالها بالتسليم والقبول
فأهم شرط للفوز كما تؤكد الكثير من الروايات المعصومة هو التّسليم
فإذا شعرت أنَّ لَكُ عِنْدَ كُلِّ طَاعَةٍ عَوْناً مِنَ اللَّهِ
يَقُولُ عَلَى لسانك وَ يثبتُ فؤادك
فتوكل على الله واركن إلى التّسليم لـ ألم
روح اليقين ، روح الحياة ، روح البصر
وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وأله الطيبين الطاهرين
.
..
...
....
.....