الجمعة، 29 سبتمبر 2017

الطينات أو الدوائر او الأرواح العشرة هي القدر وعَـيْـنَي القلب من القدر





بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلّي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الطينات أو الدوائر او الأرواح العشرة هي القدر وعَـيْـنَي القلب من القدر

نستهل هذا المقال بهذه الرواية العظيمة التي بمساعدتها سنبدء إن شاء الله بفهم أننا بمحاولة فكّ رموز هذا الرمز الروحاني المعقد إنما نحاول أن نفكّ سرّ القدر الخفي الذي تكلم عنه أهل البيت عليهم السلام في الكثير من رواياتهم الشريفة على نحو الإشارات الباطنية الصافية مرات كثيرة واحيانا مع التصريح البسيط لذوي الألباب الذين هم فقط من يستطيعون ان يتعقّلونها ويفهمونها


التوحيد (للصدوق)، ص: 366
أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَصْبَهَانِيِّ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ الْمِنْقَرِيِّ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ:

قَالَ رَجُلٌ لِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عجَعَلَنِيَ اللَّهُ فِدَاكَ، أَ بِقَدَرٍ يُصِيبُ النَّاسَ مَا أَصَابَهُمْ أَمْ بِعَمَلٍ؟

فَقَالَ عإِنَّ الْقَدَرَ وَ الْعَمَلَ بِمَنْزِلَةِ الرُّوحِ وَ الْجَسَدِ
((((فالقدر هو روح الجسد لأن الجسد هو أداة العمل))))

فَالرُّوحُ بِغَيْرِ جَسَدٍ لَا تُحَسُّ ((((فالقدر بدون أداة العمل لا تظهر آثاره))))

وَ الْجَسَدُ بِغَيْرِ رُوحٍ صُورَةٌ لَا حَرَاكَ بِهَا

((((فأداة العمل بغير الــــمُــــقَــــدِّر لأعمالها وبغير الــــمُــــقْــــدِر لها على العمل ستكون مجرّد صورة لا حراك لها))))

فَإِذَا اجْتَمَعَا قَوِيَا وَ صَلُحَا ((((فإذا الجتمع الــمُــقَــدِّر الــمُــقْــدِر مع أداة العمل وهي صورة الجسد قَوِيَا وَ صَلُحَا كلاهما ، بمعنى ستظهر منهما سوية الأفعال المقدّرة تقديرا دقيقا))))

كَذَلِكَ الْعَمَلُ وَ الْقَدَرُ

فَلَوْ لَمْ يَكُنِ الْقَدَرُ وَاقِعاً عَلَى الْعَمَلِ لَمْ يُعْرَفِ الْخَالِقُ مِنَ الْمَخْلُوقِ

وَ كَانَ الْقَدَرُ شَيْئاً لَا يُحَسُّ

وَ لَوْ لَمْ يَكُنِ الْعَمَلُ بِمُوَافَقَةٍ مِنَ الْقَدَرِ لَمْ يَمْضِ وَ لَمْ يَتِمَّ

وَ لَكِنَّهُمَا بِاجْتِمَاعِهِمَا قَوِيَا

وَ لِلَّهِ فِــــيــــهِ الْــــعَــــوْنُ لِــــعِــــبَــــادِهِ الــــصَّــــالِــــحِــــيــــنَ

((((يوجد عون خاص لمجموعة وصلت بمجهودها لدرجة الاتصاف بصفة خاصة ، وهي صفة الصالحين))))

ثُمَّ قَالَ عأَلَا إِنَّ مِنْ أَجْوَرِ النَّاسِ مَنْ رَأَى جَوْرَهُ عَدْلًا وَ عَدْلَ الْمُهْتَدِي جَوْراً

أَلَا إِنَّ لِلْعَبْدِ أَرْبَعَةَ أَعْيُنٍ

عَيْنَانِ يُبْصِرُ بِهِمَا أَمْرَ آخِرَتِهِ

وَ عَيْنَانِ يُبْصِرُ بِهِمَا أَمْرَ دُنْيَاهُ

فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِعَبْدٍ خَيْراً فَــــتَــــحَ لَــــهُ الْــــعَــــيْــــنَــــيْــــنِ الــــلَّــــتَــــيْــــنِ فِي قَلْبِهِ

فَأَبْصَرَ بِهِمَا الْــــغَــــيْــــبَ

وَ إِذَا أَرَادَ غَيْرَ ذَلِكَ تَرَكَ الْقَلْبَ بِمَا فِيهِ

ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى السَّائِلِ عَنِ الْـــقَــــدَرِ فَقَالَ هَذَا مِنْهُ هَذَا مِنْهُ......إنتهى

إنتبهوا هنا لآخر جملة في هذا الحديث الشريف

((((ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى السَّائِلِ عَنِ الْـــقَــــدَرِ فَقَالَ هَذَا مِنْهُ هَذَا مِنْهُ))))

فالعينان اللتان سيبصر بِهِمَا أَمْرَ آخِرَتِهِ من ((الْقَدَر))

كيف يصل الإنسان إذن للفوز بالآخرة؟

الجواب هو: بأن يؤتى نعمة الفهم ونعمة الحكمة

فالحكمة هي الباب المؤدي للفوز

فمن يؤت الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا

يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ

هذه الآية الكريمة تتوافق مع ما ورد في هذه الرواية الشريفة

فالأية قالتيُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء

والرواية قالت:

فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِعَبْدٍ خَيْراً فَتَحَ لَهُ الْعَيْنَيْنِ اللَّتَيْنِ فِي قَلْبِهِ فَأَبْصَرَ بِهِمَا الْغَيْبَ ،، وَ إِذَا أَرَادَ غَيْرَ ذَلِكَ تَرَكَ الْقَلْبَ بِمَا فِيهِ

لكن .. هل الجميع عندهم تلك الْعَيْنَان فِي القلب؟
الجواب: نعم كل الخلائق عندهم تلك العينان في قلوبهم

وهل تلك العينان مفتوحتان عند الجميع؟
الجواب من كلام الامام الصدق عليه السلام هو: كلا

البرهان في تفسير القرآن، ج‏3، ص: 374
5893/[2]- عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قالسمعته يقول:
«أنتمو اللهالذين قال الله: وَ نَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى‏ سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ‏
إنما شيعتنا أصحاب الأربعة أعينعينين في الرأس، و عينين في القلب، ألا و الخلائق كلهم كذلك، إلّا أن الله فتح أبصاركم و أعمى أبصارهم».......إنتهى

هل الله غاضب على خلقه فأعمى أبصارهم لكي لا يفوزوا بالاخرة؟

الجواب: بالتأكيد كلا

لكن إن كان غير غاضب عليهم ولا يحمل حقدا عليهم فلماذا أعمى أبصارهم التي بها فقط سيمكنهم الفوز؟

الجواب: لا بدّ أنهم غير محتاجين لها بالاساس

نرجع للرمز الذي امامنا ونبحث به عن مكان تلك العينان وأسمائهما

سنجد أنهما أعلى دائرتين

دائرة الفهم علي يمين الرمز من الأعلى

ودائرة الحكمة على شماله من الأعلى

ويوجد طريقان أو مساران ينطلقان من الدائرة المركزية التي في الوسط وهي الدائرة رقم 6

ويطلقون عليها دائرة الجمال

وهذه تعني وصول السالك لمركز العين التي يرى منها كل شيء في الوجود جميل ،، فعينه لا ترى أي شيء قبيح في ما حولها

فمن سيصل في وعيه لهذه الدرجة ويعتقد مخلصا في اعتقاده أن الله جميل يحب الجمال ولا يخلق الا الجميل فإنه سيبدء يتفكر بهذا الجمال وسيبدء بالبحث عن الجمال فيما كان يعتقده في السابق أن به قبح وشر

إذا وصل السالك إلى أن الله يكتب فقط من كل أمر حكيم،، وأن الملائكة والروح تتنزل بأمره فقط من كل أمر حكيم ، سيكون قد وصل بوعيه للدائرة السادسة دائرة الجمال، وسيبدء بالتفكر العميق بكل ما يجري من حوله من صور الخلق وأفعالهم واقتتالهم واحترابهم وتصارعهم وتحاببهم وتباغضهم وتجاذبهم وتنافرهم والموت والحياة والامراض والفقر والغنى ووووو

وسيرى أخيرا انّ الخالق انما يعزف بكل ذلك لحن في غاية الجمال والروعة، هو لحن الوجود

اذا وصل السالك الى هنا فسيدفعه هذا المستوى من الوعي والإعتقاد إلى أن يسعى لاكتشاف هذا الجمال المكنون في صور كل الاحداث التي تجري عليه وعلى جميع من حوله

سيبدء بالتفكّر العميق بحثا عن سرّ هذا الجمال المكنون في تلك الصور
لماذا هي جميلة؟
لماذا هي من حوله؟
كيف ستجعله إنسان أجمل؟
وكيف يستفيد من دروسها بأجمل صورة ممكنة؟

فالحياة مدرسة الجمال لأنها مدرسة الله
والله جميل يحب الجمال
ولا يخلق الا الجمال
وكل أمره حكيم

اذا وصل بوعيه لهذه الدرجة من الايمان بالفاعل الواحد الحكيم الجميل القادر المقدِّر المقتدر الفاعل لكل شيء فإنه سيبدء يبحث عن الأسباب والدروس الكامنة في كل الصور الجميلة التي خلقها مصدر الكمال والجمال كله

لكن من هو السالك الذي يتحرك على هذه المسارات؟

الجواب هو: إنّه مثاله الذي ألقاه في خلقه

من هو مثاله ومن هم خلقه؟

الجواب: إن مثاله هو العقل الجزئي او المشيئة الجزئية، وهو أنت أو الانا التي تقول واقول ونقول بها جميعا أنا

عيون الحكم و المواعظ (لليثي)، ص: 304
سُئِلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَنِ الْعَالَمِ الْعِلْوِيِّ فَقَالَ:
صُوَرٌ عَارِيَةٌ عَنِ‏ الْمَوَادِّ، خَالِيَةٌ [عَالِيَة] عَنِ الْقُوَّةِ وَ الِاسْتِعْدَادِ، تَجَلَّى لَهَا فَأَشْرَقَتْ، وَ طَالَعَهَا بِنُورِهِ فَتَلَأْلَأَتْ،
وَ أَلْقَى فِي هُوِيَّتِهَا مِثَالَهُ فَأَظْهَرَ عَنْهَا أَفْعَالَهُ
وَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ ذَا نَفْسٍ نَاطِقَةٍ،
إِنْ زَكَّاهَا بِالْعِلْمِ وَ الْعَمَلِ فَقَدْ شَابَهَتْ جَوَاهِرَ أَوَائِلِ عِلَلِهَا
وَ إِذَا اعْتَدَلَ مِزَاجُهَا وَ فَارَقَتِ الْأَضْدَادَ فَقَدْ شَارَكَ بِهَا السَّبْعَ الشِّدَادَ.......إنتهى

بعد أن عرفنا أن السالك هو مثاله نسأل الآن من هم خلقه؟

وجوابه هو: إن خلقه هم الطينات العشرة أو القدر أو الأسرار الالهية المودعة في الهياكل البشرية أو الصُوَرٌ العَارِيَةٌ عَنِ‏ الْمَوَادِّ والخَالِيَةٌ [عَالِيَة] عَنِ الْقُوَّةِ وَ الِاسْتِعْدَادِ، التي تَجَلَّى لَهَا فَأَشْرَقَتْ، وَ طَالَعَهَا بِنُورِهِ فَتَلَأْلَأَتْ، وَ أَلْقَى فِي هُوِيَّتِهَا مِثَالَهُ فَأَظْهَرَ عَنْهَا أَفْعَالَهُ

فهي هو وهم هو ، فهو المكنون بهم 

ولولا انه مكنون بهم ويحركهم من داخلهم لبقيت صورهم مجرد صُوَرٌ عَارِيَةٌ عَنِ‏ الْمَوَادِّ، خَالِيَةٌ [عَالِيَة] عَنِ الْقُوَّةِ وَ الِاسْتِعْدَادِ

فالطينات العشرة أو القدر أو الأسرار الالهية المودعة في الهياكل البشرية هي هو وهم هو ،، لكنه باطنهم وهم ظاهره

فأنت كمثال العقل الكلي خلقك مثاله وأودعك في خلقه ،

وخلقه هم الأسرار الالهية الذين يحيطون بك ظاهرا وباطنا ويُظهرون بك قدره وأفعاله

فهو مكنون في خلقه وهم يحيطون به

وأنت مكنون في خلقه وهم يحيطون بك

فهو يظهر قدره من خلالهم

وأنت تظهر بفعلك قدره كذلك من خلالهم

فهو خلق الكلمة التامة بمشيئته واستكنّ بها ليظهر عنها قدره بمشيئته

والكلمة التامة الأولى إنشطرت لكلمات تامات بعدد الخلائق وكل كلمة تامة تحيط بجزء انشطر من المشيئة الأولى، وهي مثاله الذي القاه في خلقه

أنت كمثال للمشيئة الأولى تبدء رحلة وجودك فيهم ابتداءا من الدائرة الاولى السفلية 

وتحاول ان تشق طريقك في رحلة عودتك لأصلك نحو الاعلى لتصل لهذه الدائرة السادسة ، دائرة الجمال والاعتقاد المُجمل بجمال وحكمة الفاعل الاوحد في هذا الوجود

لكن الوصول لهذا المستوى من الوعي ليس أمر سهل ويسير،، فلا يمكنك أن تصل له الا من خلال ثلاث مسارات، وعلى كل مسار منها يوجد قاطع طريق خفي

الشيطان يقعد لك على أحدها

ولسانك يقعد لك على الثاني

والموت ينتظرك على الثالث

وفقط

ان كشفت ألآعيب الشيطان وحبائله ولم تتبع خطواته ((خطواته هم رجال)) وهزمته وهزمتهم

وهزمت لسانك فصنته عن الخوض في سفاسف الامور فلم تخض به مع الخائضين

ولم تتَدِينُ بأديان الشَّيْطَانِ ومذاهبه وَ تَتَوَلَّى عَلَى قَبُولِهَا وَ تَتَبَرَّأُ مِمَّنْ خَالَفَهَا

ولم تحلل ولم تحرم

وَ أَخَذَت بِجَمِيعِ مَا لَيْسَ بَيْنَ الْمُخْتَلِفِينَ مِنَ الْأُمَّةِ فِيهِ خِلَافٌ فِي أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَمَرَ بِهِ

وَ كَففت عن ما بَيْنَ الْمُخْتَلِفِينَ مِنَ الْأُمَّةِ فِيهِ‏ خِلَافٌ فِي أَنَّ اللَّهَ أَمَرَ بِهِ أَوْ نَهَى عَنْه

وهزمت الموت 

ووصلت لمركز الدائرة السادسة قبل أن يحيط بك الموت

حينها فقط ستكون قد وضعت اول قدم لك على طريق الفوز

ولو أدركك الموت وقد هزمت الشيطان وصنت لسانك واقتربت بشكل كبير من درجة الوعي السادسة ، وعي الجمال المطلق والحكمة المطلقة والفاعل المطلق، فسيقع أجرك حينها على الله

يعني في كرتك التالية سييسر لك ما سيوصلك سريعا لهذا الوعي لتبدء منه طريقك وسيرك من جديد

لكن لو هزمك الشيطان في مساره وخذلك لسانك في مساره وادركك الموت في مساره قبل أن تبلغ ذلك الوعي فستبدء كرتك التالية من جديد من أسفل سافلين حيث الدائرة السفلية

نعود للانسان عندما يصل لمركز الدائرة السادسة ويبدء ينظر بعين الجمال

عندما يصل الانسان لهذه المرحلة المجملة من الوعي والتوحيد والاعتقاد بالجميل المطلق الذي فعله كله جميل فإنه سيبد يبحث عن التفاصيل الدقيقة لهذا الاعتقاد المُجمل بالجميل المطلق الذي لا يخلق الا الجميل والذي وصل له

وحينها لن يستطيع سبيلا الى الفهم والادراك للأسباب المسببة والحكمة من خلق كل جميل الّا إن حصل على مساعدة ، وسيحصل عليها

وتتمثل هذه المساعدة بفتح مسار عيني القلب المؤديتان

إلى طينة أو دائرة أو روح الفهم

وكذلك إلى طينة أو دائرة أو روح الحكمة

طينة أو دائرة الفهم هي التي على يمين الرمز من الأعلى

ودائرة الحكمة هي التي على شمالك

واليمين في الرمز هو يسارك أنت

فأنت عندما تنظر لنفسك في المرأة ستكون يمينك في المرآة هي يسارك ويسارك هي يمينك

إعتبر هذا الرمز صورة شخص يقف قبالك وحينها سيكون كتفه الذي يقابل كتفك اليسار هو كتفه اليمين وقس على ذلك جميع المتقابلات بين جسدك وجسده

فدائرة الفهم هي الدائرة التي على يمين الرمز من الأعلى

ودائرة الحكمة هي الدائرة التي على شمال الرمز من الأعلى

أنت الأن بدائرة الجمال المرقمة بالرقم (6) تحت القلب مباشرة وقد أصبحت ترى بعين الجمال وتوظف خيالك وفكرك وتفكّرك العميق من أجل فهم تفاصيل الاعتقاد المجمل الذي وصلت له

حينها سيفتحون لك العينين أو المسارين ، فالعينان هما المساران الموصلان للفهم والحكمة

في البداية أنت ستستطيع أن تنظر للحكمة من خلال إحدى العينين لفعل من افعال الجميل الحكيم لكنك لن تدركها وتعيها

فلكي تدرك الحكمة لأي فعل من أفعال الحكيم يجب عليك أن تفهمه قبل ذلك

وهذا ما ستحصل عليه من خلال النظر عبر المسار او العين التي تؤدي للفهم

والفهم لأفعال الله ليس شيئا تستطيع أن تصل له بنفسك وبمجهودك الخاص فقط

فكما كان لسانك والشيطان والموت يقعدون لك على المسارات السابقة ليمنعوك من العبور من مسارتهم

فسيوجد على هذين المسارين من مهمته أن يُفْهِمَك ويعينك على الصعود ، وستشعر حينها بوجد من يكلمك في ضميرك ويفهمك ما به نفعك وصلاحك الذي تبحث عنه وتسير إليه

فكما ورد ان الفقيه لا يكون فقيها حتى يكون محدّثا مفهّما

وسائل الشيعة، ج‏27، ص: 149
33453- 38-[1] وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الْكَشِّيِ‏ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ الْمَرْوَزِيِّ الْمَحْمُودِيِّ يَرْفَعُهُ قَالَقَالَ الصَّادِقُ ع‏:
اعْرِفُوا مَنَازِلَ شِيعَتِنَا بِقَدْرِ مَا يُحْسِنُونَ مِنْ رِوَايَاتِهِمْ عَنَّا
فَإِنَّا لَا نَعُدُّ الْفَقِيهَ مِنْهُمْ فَقِيهاً حَتَّى يَكُونَ مُحَدَّثاً
فَقِيلَ لَهُأَ وَ يَكُونُ الْمُؤْمِنُ مُحَدَّثاً؟
قَالَ يَكُونُ مُفْهَماً وَ الْمُفْهَمُ مُحَدَّث‏..............إنتهى

هذا المعين هو مصباح الهدى وسفينة النجاة ، وهو المعين الذي سيتم تأييدك به ليبحر بك نحو الاعلى، ولن يتركك تنزل من سفينته حتى يلج جُمّل سفينته في سمّ الخياط وأنت معه

فالذي سيسحب جمّل السفينة ويلج به في سمّ الخياط هو بالاساس من خارج سمّ الخياط

إِنَّ مِنْ أَحَبِّ عِبَادِ اللَّهِ إِلَيْهِ عَبْداً أَعَانَهُ اللَّهُ عَلَى نَفْسِهِ فَاسْتَشْعَرَ الْحُزْنَ وَ تَجَلْبَبَ الْخَوْفَ
فَزَهَرَ مِصْبَاحُ الْهُدَى فِي قَلْبِه‏

فالرافع الخافض والمعز المذل ومكور الاكوار ومعيد الأدوار طبقا عن طبق هو واحد ، وهو الجمال والجميل المطلق، وهو خالق الجمال كله، وهو خالق مدرسة الجمال مدرسة الحياة دنيا وأخرة ، وله الأمر والخلق وحده، وأمره جميل وخلقه جميل

لكي تتخرج من مدرسة الجمال يجب ان تؤمن بالجمال أولا ، وأن تراه في كل شيء من حولك ثانيا، وحينها سيُفهّمك الأسباب ويعرّفك الحِكمة منها، وبعدها سيستخلصك لنفسه ويجعلك من الشهداء على خلقه تعلّمهم من ما علمك الله وتتعلم معهم المزيد من الجمال والحكمة

وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين
.
..
...
....
.....



الاثنين، 25 سبتمبر 2017

حَتَّى يَلِجَ الـGIMEL فِي سَمِّ الْخِيَاطِ






بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلّي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حَتَّى يَلِجَ الـGIMEL فِي سَمِّ الْخِيَاطِ

الأية الكريمة تقول:

إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاء وَلاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ

حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ (أو(الجُمَّل)) فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ

وهذا الشرط جاري على الخلق كلهم في كل زمان ومكان وليس على فئة معينة منهم فقط

فشرط دخول الجنّة للأولين والآخرين لا بد أن يكون شرط واحد ، ومشروط على الجميع على مرور الايام والسنين تحقيقه للدخول فيها

والشرط هو أن يَـــلِـــجَ الْـــجَـــمَـــلُ (أو(الـــجُــــمَّـــل)) فِـــي سَـــمِّ الْـــخِـــيَـــاطِ

وهذا الشرط وهو ولُـــوج الْـــجَـــمَـــلُ (أو(الـــجُــــمَّـــل)) فِـــي سَـــمِّ الْـــخِـــيَـــاطِ كما يقول الناطق بهذه الآياة الكريمة لا يتحقق الّا بالايمان بآياتهم

بمعنى وجوب عرضهم الناطق بهذه الأية بلسان الجمع لآياتهم على الأولين والآخرين وتعريفهم بها

وفقط من سيقبلهم منهم ستفتّح له أبواب السماء حسب درجة قبوله لحقيقة آياتهم

وحسب درجة تسليمه وايمانه بكل ما يصله منهم عن صعب مستصعب حقيقة آياتهم

وبعد أن يؤمن بآياتهم عليه أن يعمل الصالحات انطلاقا من هذا الإيمان الذي يؤمنه بآياتهم

فــ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ

يقابلهم

الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا

فــالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كانت دائما هي شرط دخول الجنة أو دخول الْـــجَـــمَـــلُ (أو(الـــجُــــمَّـــل)) فِـــي سَـــمِّ الْـــخِـــيَـــاطِ

وأماالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا فإنهم لن يدخلوا الجنة حتى يؤمنون بآياتهم فتفتّح لهم ابواب السماء حينها فيدخل الْـــجَـــمَـــلُ (أو(الـــجُــــمَّـــل)) فِـــي سَـــمِّ الْـــخِـــيَـــاطِ

بالتأكيد سمع أكثركم بأن كلمة الْـــجَـــمَـــلُ المقصود منها الناقة
والجميع حسب علمي يقرئها في الكتاب أيضا بـ الْـــجَـــمَـــلُ

وربما البعض قد سمع بعض الخطباء يقولون أن الْـــجَـــمَـــلُ هو الحبل الغليظ أو حبل السفينة والواقع أن حبل السفينة لا يقولون عنه جَـــمَـــل بل جُــــمَّـــل

وما يؤيد هذا المعنى ما ورد من أن بعض الصحابة كانوا يقرؤون هذه الآية وهذه الكلمة فيها ليس الجَـــمَـــلُ بل الجُــــمَّـــل
فكما ورد عن ابن عباس أنه كان يقرأها ((الـــجُــــمَّـــل)) بضم الجيم وفتح الميم وتشديدها

والـ الـــجُــــمَّـــل هو حبل السفينة الذي يقال له القلس ، وهو حبال مجموعة جمع جملة.

المهم ان المفسرين قد يختلفون او يتفقون على قرائة ومعنى لفظ الجمل لكنهم يتفقون على أن سمّ الخياط هي فتحة ابرة الخياطة

من أين أقحموا الإبرة هنا؟ ومن أين جاؤوا بها؟ لا أعرف!!!!

لكنهم اقحموها في كل تفسيراتهم رغم ان هذه الإبرة المزعومة لا ذكر لها لا في الآية ولا في الروايات

الموجود هو فقط ((الْـــخِـــيَـــاطِ)) وهذا الْـــخِـــيَـــاطِ له سَـــمِّ يمكن لـ الْـــجَـــمَـــلُ أو الـــجُــــمَّـــل أن يلج منه او فيه

في اللغة العربية حسب معرفتي القليلة بها أعرف ان دخول الألف والـ لَاَم على كلمة يجعلها معرّفة ومحددة

يعني عندما تقول حَــتَّـــى يَلِجَ الْـــجَـــمَـــلُ (أو (الـــجُــــمَّـــل)) فِـــي سَـــمِّ الْـــخِـــيَـــاطِ

فإن معناها يختلف تماما عن المعنى حين تقول حَــتَّـــى يَلِجَ جَـــمَـــلُ (أو (جُــــمَّـــل)) فِـــي سَـــمِّ خِـــيَـــاطِ

فقولك الْـــجَـــمَـــلُ (أو (الـــجُــــمَّـــل)) يستلزم أن يكون هذا الْـــجَـــمَـــلُ (أو (الـــجُــــمَّـــل)) معرّف ومحدّد بعينه ورسمه وليس أي جـــمـــل كان

تماما كما أن الخياط يجب كذلك أن يكون معرف ومحدد بعينه ورسمه وليس أيّ خياط كان

أمّا إذا قلت حَــتَّـــى يَلِجَ جَـــمَـــلُ (أو (جُــــمَّـــل)) فِـــي سَـــمِّ خِـــيَـــاطِ

فمعناه أنك تقصد أنّ دخول أيّ جمل في أي خياط لا على التعيين يفي بالشرط

وما نجده في الآية الكريمة هو التحديد والتعيين والتعريف بإدخال الالف واللام على الجمل وعلى الخياط كذلك

وعليه فكل من سيدخل الجنة يجب أن يلج نفس الجمل في نفس الخياط

يعني نفس الجمل موجود في الجميع وكذلك نفس الخياط موجود في الجميع أيضا

فهو جمل واحد فقط وموجود في الجميع

ونفس الخياط موجود كذلك في الجميع

وهذه الجملة

حَــتَّـــى يَلِجَ الْـــجَـــمَـــلُ (أو (الـــجُــــمَّـــل)) فِـــي سَـــمِّ الْـــخِـــيَـــاطِ

تقول لنا أن المتحرك منهم هو الْـــجَـــمَـــلُ (أو (الـــجُــــمَّـــل))

والثابت منهم هو سَـــمِّ الْـــخِـــيَـــاطِ

وذلك يعني لنا كذلك أن نفس الْـــخِـــيَـــاطِ ثابتة أيضا

فـ الـــجُــــمَّـــل هو المتحرك وهو الذي يلج فِـــي سَـــمِّ الْـــخِـــيَـــاطِ

واستعملت أخيرا لفظ الـــجُــــمَّـــل فقط لأنني أعتقد أنه يوافق روايات أهل البيت عليهم السلام

لكن ليس في لفظ الـــجُــــمَّـــل نفسه بل في معناه

فمعناه يرتبط بالسفينة ،، فوجود حبل السفينة يعني وجود السفينة أيضا معه

وتبديل قرائة الـــجُــــمَّـــل بـ الْـــجَـــمَـــلُ هو لإخفاء أمر السفينة

والسفينة كما ورد في روايات أهل البيت عليهم السلام هو أحد أعظم آياتهم وهو الحسين بن علي عليهما وآلهما السلام

فالحسين هو مصباح الهدى وسفينة السلام وأحد أعظم آياتهم

وهم كلهم سفينة النجاة

وهم كلهم هم الآيات التي يجب الإيمان بها

ومن آمن بهم سيكون قد ركب سفينتهم

ومن ركبها نجى ومن تخلف عنها هلك وهوى

لكن الحسين هو قائدها والسائر بها في ظلمات الظلمات

من هو الحسين في هذه المنظومة الالهية؟

هل هو أحد الدوائر العشرة، أو الطينات العشرة، أو الأرواح العشرة؟

كلا، ليس هو أحدها ، بل هو الدائرة الحادية عشر التي يضعونها بدون رقم وتماما فوق تشاكرة الحنجرة

وهو نفسه مصباح القلب الذي إن أزهر في القلب صار سفينة نجاة وهدىً لصاحب القلب

نهج البلاغة (للصبحي صالح)، ص١١٨-١١٩

من خطبة لأمير المؤمنين ع و هي في بيان صفات المتقين و صفات الفساق و التنبيه إلى مكان العترة الطيبة و الظن الخاطئ لبعض الناس‏

عِبَادَ اللَّهِ إِنَّ مِنْ أَحَبِّ عِبَادِ اللَّهِ إِلَيْهِ عَبْداً أَعَانَهُ اللَّهُ عَلَى نَفْسِهِ فَاسْتَشْعَرَ الْحُزْنَ وَ تَجَلْبَبَ الْخَوْفَ

فَزَهَرَ مِصْبَاحُ الْهُدَى فِي قَلْبِهِ

وَ أَعَدَّ الْقِرَى لِيَوْمِهِ النَّازِلِ بِهِ فَقَرَّبَ عَلَى نَفْسِهِ الْبَعِيدَ وَ هَوَّنَ الشَّدِيدَ

نَظَرَ فَأَبْصَرَ وَ ذَكَرَ فَاسْتَكْثَرَ وَ ارْتَوَى مِنْ عَذْبٍ فُرَاتٍ سُهِّلَتْ لَهُ مَوَارِدُهُ

فَشَرِبَ نَهَلًا وَ سَلَكَ سَبِيلًا جَدَداً

قَدْ خَلَعَ سَرَابِيلَ الشَّهَوَاتِ وَ تَخَلَّى مِنَ الْهُمُومِ إِلَّا هَمّاً وَاحِداً انْفَرَدَ بِهِ

فَخَرَجَ مِنْ صِفَةِ الْعَمَى وَ مُشَارَكَةِ أَهْلِ الْهَوَى

وَ صَارَ مِنْ مَفَاتِيحِ أَبْوَابِ الْهُدَى وَ مَغَالِيقِ أَبْوَابِ الرَّدَى

قَدْ أَبْصَرَ طَرِيقَهُ وَ سَلَكَ سَبِيلَهُ وَ عَرَفَ مَنَارَهُ وَ قَطَعَ غِمَارَهُ

وَ اسْتَمْسَكَ مِنَ الْعُرَى بِأَوْثَقِهَا وَ مِنَ الْحِبَالِ بِأَمْتَنِهَا

فَهُوَ مِنَ الْيَقِينِ عَلَى مِثْلِ ضَوْءِ الشَّمْسِ

قَدْ نَصَبَ نَفْسَهُ لِلَّهِ سُبْحَانَهُ فِي أَرْفَعِ الْأُمُورِ مِنْ إِصْدَارِ كُلِّ وَارِدٍ عَلَيْهِ وَ تَصْيِيرِ كُلِّ فَرْعٍ إِلَى أَصْلِهِ

مِصْبَاحُ ظُلُمَاتٍ
كَشَّافُ‏ عَشَوَاتٍ
مِفْتَاحُ مُبْهَمَاتٍ
دَفَّاعُ مُعْضِلَاتٍ
دَلِيلُ فَلَوَاتٍ

يَقُولُ فَيُفْهِمُ

وَ يَسْكُتُ فَيَسْلَمُ

قَدْ أَخْلَصَ لِلَّهِ فَاسْتَخْلَصَهُ

فَهُوَ مِنْ مَعَادِنِ دِينِهِ وَ أَوْتَادِ أَرْضِهِ

قَدْ أَلْزَمَ نَفْسَهُ الْعَدْلَ فَكَانَ أَوَّلَ عَدْلِهِ نَفْيُ الْهَوَى عَنْ نَفْسِهِ

يَصِفُ الْحَقَّ وَ يَعْمَلُ بِهِ

لَا يَدَعُ لِلْخَيْرِ غَايَةً إِلَّا أَمَّهَا وَ لَا مَظِنَّةً إِلَّا قَصَدَهَا

قَدْ أَمْكَنَ الْكِتَابَ مِنْ زِمَامِهِ فَهُوَ قَائِدُهُ وَ إِمَامُهُ

يَحُلُّ حَيْثُ حَلَّ ثَقَلُهُ وَ يَنْزِلُ حَيْثُ كَانَ مَنْزِلُه‏..............إنتهى

والسفينة هي نفسها نفس السفينة موجودة ومنطوية في كلّ إنسان تنتظر منه فقط أن يؤمن بها ويركبها ، لكن ليس في ظاهره فقط ، بل في باطنه أيضا ،، ولن يستطيع أن يركبها في باطنه إلا إن كان اعتقاده بهذه السفينة في باطنه أثقل من ظاهر اعتقاده بها

ولا يستطيع ان يعتقد بها في باطنه ويركبها الا اذا اعتقد بها في ظاهرها أولا وركبها

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله

فِي الْقُلُوبِ نُورٌ لَا يُضِي‏ءُ

إِلَّا

مِنِ اتِّبَاعِ الْحَقِّ وَ قَصْدِ السَّبِيلِ

وَ هُوَ مِنْ نُورِ الْأَنْبِيَاءِ مُوَدَّعٌ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِين‏..........إنتهى

فهو مودع في قلوب المؤمنين لكنه لا يظهر معها ويصبح حادي عشر الدوائر أو الطينات أو الأرواح إلا حين يُـــزهـــر أو إلا حين يُــــزهره أصحاب القلوب بطول الفكرة

وبالايمان بأن آياتهم منطوية بهم

فيسامرونهم بطول الفكر والتفكر

فآيتهم مصباح القلب جليس كل من يجالسه وسمير كل من يسامره

هذا الرمز المعقد يصف الرحلة الباطنية التي يجب على كل إنسان أن يسلكها إن هو أراد أن يصل للجنة المتمثلة بالدائرة الأولى العلوية أو تشاكرا التاج ، والطريق إليها يجب أن يمر بالعين الثالثة

إذا أردت أن تفهم هذا الرمز فيجب أن لا تنظر لنفسك على أنك إنسان من دم ولحم ، بل على أساس أنّك كتاب مرقوم يشهده الآن أحد المقربون

وهذه هي صورة كتابك المرقوم الذي يشهده ذلك المقرّب الموكل بك

كتابك المرقوم يتكون من 33 درجة و 32 مسار تربط ما بين تلك الدرجات ويؤدي أحدها للأخر

وعلى هذه المسارات توجد عشرة دوائر أو أرواح أو طينات سمّها ما شئت فكل يشير الى ذلك الجمال

وأنت كمثال للإسم المكنون تظهر كنقطة حمراء صغيرة على صورة كتابك المرقوم الظاهرة أمام ذلك المقرّب الموكل له أمر شهودك لتبيّن موقعك من هذا الكتاب المرقوم ، وفي أي مسار من تلك المسارات أنت الآن

فإن كنت لا تزال تلعب وتلهو فستظهر نقطتك في المسارات السفلية السجينية ،، وحينها فإنه سيتركك وشأنك تلهو وتلعب وتلعب وتلهو ، فأنت لا تزال تتعلم ولم تهتدي لطريقك بعد

أو لم تطوّر عقلك ذاتيا للدرجة التي تستطيع بها أن تصعد للمسارات العلّينـيّة في كتابك المرقوم

لكن بمجرد أن تصل بمجهودك وارادتك الذاتية للمسارات العلّينـيّة من كتابك المرقوم فإنه سيبدء يراقبك ويبدء يهتم بك اهتمام خاص ،، ولو استلزم منه الأمر فإنه سيزورك في بيتك في عالم الظهور والتجلي تحت القبة ويجري على بعض أجزاء بدنك بعض التصليحات الخاصة والتي ربما سنتطرق اليها لاحقا إن شاء الله،، وذلك لكي تكون بعض أجزاء بدنك تماما على قدر قوة عقلك أو درجتك في كتابك المرقوم

فأنت حين تكون تلهو وتلعب فقط فإنك لم تكن تحتاج لتشغيل بعض المسارات العقلية في بدنك المادي، لكن بمجرد وصولك لدرجة عقلية متطورة تستلزم ان تنفتح بك مسارات وقدرات جديدة لكي تستطيع ان تكمل بها طريقك للاعلى ، فإنهم سيفتحون لك تلك المسارات في البدن الذي تعيش به رحلتك التطورية تحت القبب

إذا اردت أن تفهم رحلتك جيدا فيجب عليك أن تبدء بفهم رحلتك حسب هذا الكتاب المرقوم من بدايتها وكيف بدأت

ولن تفهم كيف بدأت إلا حين تفهم ماذا جرى لك وعليك في نهاية كرتك السابقة

فأنت ككتاب مرقوم أنتهت كرتك السابقة ، ستعقد لك الأرواح العشرة والثلاثة محاكمة توزن فيها اعمالك ، ويتقرر بها مصيرك

وبما اننا كلنا موجودون الآن هنا تحت القبة فهذا يعني أن نهاية كرتنا السابقة جميعا كانت نهاية واحدة

وهي أننا جميعنا قلنا في نهايتها

أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ

هذه المحكمة إنعـقدت لحسابك ومن أجلك انت فقط وفي الدائرة العلوية رقم واحد من كتابك المرقوم ، وتبين في نهايتها أن موازينك خفيفة ، وتم اعلامك بالنتيجة، وعرفت بدورك النتيجة وهي أن كرتك هذه كرة خاسرة وحتمية عودتك للحافرة من جديد

ما هي الحافرة؟

في الكتاب المرقوم الذي يشهده المقربون فوق القبب هي الدائرة الأولى التحتيّة في الدرجة الثالثة والثلاثون السفلية وعليك سلوك 32 مسار لكي تصل منها لتشاكرا التاج

أمّا في عالم الظهور والتجلي تحت القبب فهي عظمة عجب الذنب الاخيرة في العمود الفقري وهي العظمة الثالثة والثلاثون والتي سيُركّب عليها الإنسان في الخلق الجديد كما تقول الروايات

لتبدء رحلتك التصاعدية نحو تشاكرا التاج وحينها إمّا إنك تتيه في المسالك السجينية التحتية من جديد أو تتوفق لأن تصل للقلب وتبدء تُزهر مصباح قلبك بتفعيل ارادتك ومشيئتك فتخرج من فئة الهمج الرعاع الذين ينعقون مع كل ناعق

يعني تخرج من فئة المقلدين لغيرهم في كل شيء وتبدء تختار ان تكون مُشيء بنفسك ولنفسك في كل خطوة تخطوها في رحلتك

فالناعقين سيجعلونك تتيه في المسالك السجينية الف الف كرة وكرة ولن يتركوك تخرج منها أبدا

فهذه هي وظيفتهم

إن فهمت معنى هذه الكلمات فذلك سيعني انك قد اقتربت من قلبك أو حتى انك دخلت به في رحلة وعيك التصاعدية فاحرص على ان لا تبتعد عنه او تخرج منه مرة أخرى

وإن لم تفهمها فراجع نفسك وإمّا أن تبحث لك عن طريق لقلبك واما أن تبقى تلعب وتلهو كما انت الآن فالامر ليس بيدك

إبحث عن الـGIMEL في هذا الرمز وستجد أنه هو الخطوط البيضاء والزرقاء السبعة الخارجة من دائرة القلب وابحث جيدا عليه وسترى سفينة صغيرة تقترب من تشاكرا التاج فوق مكان العين الثالثة على الخط الازرق الغامق منهم

أمّا الخياط فستجدها الخطوط التي تربط الطينات العشرة ببعضها البعض ابتداءا من نقطة انقسام النور الاول لطرفين هما طرفا الكونداليني او الحيّتان وينتهيان فوق رأسيهما حيث سيلج الـGIMEL من نقطة التقائهما

لا زلنا في بداية رحلة تفكيكنا لمعاني هذا الرمز الكابالي ، والذي سنجد به التوضيح للكثير جدا من روايات أهل البيت التي يفر منها من نطلق عليهم علماء وخطباء وعرفاء

وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين
.
..
...
....
.....