الثلاثاء، 12 سبتمبر 2017

متى تكون من الأحياء ومتى تكون من الاموات الذين لا يشعرون بأنهم أموات؟




بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

متى تكون من الأحياء ومتى تكون من الاموات الذين لا يشعرون بأنهم أموات؟

وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ

أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاء وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ


كل من هم موجودون على هذه الأرض حاليا تنطبق عليهم الاوصاف الواردة في هذه الأيات الكريمة

لماذا؟

لأننا جميعا لا نزال فيها جثيّا ولم نخرج منها بعد ، وذلك لأننا جميعا لا نزال من فئة الظالمين ولم ننجح بعد لان نكون من فئة المتقين

فكل من يصل لهذه الدرجة يخرجونه من بين بقية أهل جهنم وينجّونه منها ومن مخالطت أهلها من جديد

وَإِن مِّــــنــــكُــــمْ إِلاَّ وَارِدُهَــــا
كَــــانَ عَــــلَــــى رَبِّــــكَ حَــــتْــــمًـــا مَّــــقْــــضِــــيًّــــا ()

ثُــــمَّ نُــــنَــــجِّــــي الَّــــذِيــــنَ اتَّــــقَــــوا

وَّنَــــذَرُ الــــظَّــــالِــــمِــــيــــنَ فِــــيــــهَــــا جِــــثِــــيًّــــا

فبمجرد أن يخرج أي إنسان من هذه الصفة (ظالم) او من هذه المجموعة (الظالمين) بوصوله لان يكون من مجموعة (الذين اتقوا) فإن أهل السماء سينجونه فورا من مخالطة الظالمين ومن العودة لهم ومعهم في جهنم مرة أخرى

73 فرقة فقط مجموع افرادها حولي خمسة ملايين وربع المليون ((أو خمسة عشر مليون)) فرد هم فقط من سيستطيعون أن يخرجوا من مجموعة الذين لا يشعرون انهم أموات غير أحياء وينتقلون لجهة الاحياء

وبتعبير آخر بمجرد ان ينتقل احدنا من جهة الاموات لجهة الاحياء فإنهم سينجونه ويخرجوه من هذا القبر الكبير ، يعني سيخرجونه من هذه الأرض، فهي أرض الاموات غير الأحياء

فالارض والقبة التي تحيط بها وتغلقها هي مثل قبر وغطائه ،، وكلنا لا نزال نتشارك هذا القبر، بل ونتصارع ونتقاتل عليه أيضا وبسبب صراعنا عليه وعلى ما فيه فإننا سنخلد فيه مقبورين

لكن كيف تعرف وتتأكد معي من أنني وأنك من الاموات؟

وما الذي يجعل منّا اموات لا نشعر أننا اموات؟

وما الذي يجب أن أفعله لكي انتقل من فئة الاموات الذين لا يشعرون لفئة الأحياء؟

إن كنت تعتقد أنك يجب أن تكون أحد أفراد الفرق الـ 73 الذين يستطيعون أن يحيوا أنفسهم فعليك أن تعرف كيف يمكنك ان تنتقل من جهة الاموات لجهة الاحياء
واول شيء يجب عليك أن تفعله هو:

1- أن تعرف نفسك وحقيقتك
2- وأن تُبجّل حقيقتك وتحترمها كامل الاحترام والتبجيل، لأن من عرف نفسه عرف ربه
3- وأن تعرف لماذا تم خلقك
4- وأن تفعل تمام ما تم خلقك من أجله وبأكمل صورة

وهذه الاهداف بعد ان تصل لمعرفتها يجب عليك ان تعيشها كعلم حضوري أنت من تخلقها وتعيشه وتختبرها على أرض الواقع

فـلا يكفي أن تعرف نفسك على حقيقتها بدون أن تبجّلها وتحترمها

وكذلك لا يكفي أن تعرف الهدف من خلقك ثم لا تفعله بعد ذلك

يعني يجب أن تعيش وتمارس هذه الاهداف الاربعة فعليا على ارض الواقع بشكل متزامن ومتناسق

في المقالات السابقة وصلنا الى ان حقيقتنا هي أننا مثال الرقم تسعة ، بمعنى أننا مثال الإسم المكنون، وبتعبير أوضح فإننا مثال المشيئة الأولى التي خلقها الله المعنى وبها خلق كل شيء

اذا عرفت نفسك بهذا الشكل وبهذه الصفة معرفة حقيقية وقلبية وليست لسانيّة سطحيّة فقط ، فستحترم حينها حقيقتك لا محالة وستحترمها وكانك تراها وتراك وتسمع كلامك وخطرات ظنونك

وحينها لن تحتاج لمراقب خارجي يراقبك لكي تصبح انسان واعي وإلهي تحب الناس ويحبونك

ولا لواعظ يعظك ويهددك بالحرق والتعذيب والتنكيل أن لم تكن كما يقول لك

أو لواعظ يُطْمِعُك بالمتع المختلفة الدائمة حتى تصبح كما يقول لك

لن تحتاج حينها لا للمراقب ولا للواعظ لتكون الاهيا ،، وذلك لانك تحترم ذاتك الحقيقية المكنونة فيك وتبجلها حق التبجيل وتعيش حياتك حسب هذا الاعتقاد

ولن يستطيع أحد بعد ذلك أن يسلبك ما تكتسب به صفة الحياة

ولقد اشرنا وبيّنا في عدة مقالات سابقة الى أن الهدف من خلقنا هو لكي نختار، أو لكي نشاء

فمن خلقونا وصورونا لا يريدون منا أكثر من ذلك

فهم خلقونا وصورونا وجعلونا معهم ووسطهم في ساعة السجود لكي نقوم معهم كملائكة وروح على اختلاف منازلهم ومراتبهم بعملية واحدة فقط

وهي أن نتعرف أو نكتشف هذا الوجود من خلال التعرّف على العلم الالهي المكنون في الاسم المكنون، وذلك حين نخرجه بمشيئتنا واختياراتنا من حالة مكونه كعلم مكنون بنا ومخفي عنا لحالة ظهوره لنا كعلم حضوري لكل من يشائه منّا فيراه حينها من زاويته ويعيشه و يراقبه كعلم حضوري

فأنت مخلوق لهذا الهدف الواحد فقط لا غير ،، وهو أن تشاء

فأنت عين من عيون المشيئة أو من عيون الاسم المكنون أو من عيون العقل الكلي الذي يرى نفسه من كل زاوية وبكل صورة ممكنة من خلال تفعيلك لمشيئتك وأيضا من خلال تفعيل بقية عيونه لمشيئتها

وبعملية المشيئة هذه والتي هي روحك وحقيقتك فإنك تبرء بها مع الملائكة والروح ما يمكنكم برأه من العلم الالهي المخزون في الكتاب المكنون والاسم المكنون فيه

فكل شيء فعلناه وسنفعله أو جرى وسيجري لنا او علينا او على جميع من وما حولنا فإن علمه مكنون بالاسم المكنون

وعملية اخراج هذا العلم من مكونه لظهوره يقوم الملائكة وربهم بالجزء الاكبر منها

ونحن كنفوس ناطقة قدسية نقوم بالجزء الباقي

وطبعا فإن الروح القدس او الروح الكليّة تلعب دور البطولة الكاملة في هذه العملية لكن من خلالنا نحن المخلوقات

فالروح مكنونة في كل شيء وتحرك الجميع، وهذا يعني أن الروح واحدة كما تقول الرواية ونحن جميعا مجرد صور مختلفة لها

فالروح والملائكة وربهم كلهم صور مختلفة من أصل واحد وهو الروح ،، وجميعهم يقومون بعملية واحدة وهي برء ذلك العلم المكنون في الاسم المكنون فيهم جميعهم وبالتالي هو مكنون في الروح

فـــــ

مَـــــا أَصَـــــابَ مِـــــن مُّـــــصِـــــيـــــبَـــــةٍ فِـــــي الأَرْضِ وَلا فِـــــي أَنـــــفُـــــسِـــــكُـــــمْ

إِلاَّ فِـــــي كِـــــتَـــــابٍ مِّـــــن قَـــــبْـــــلِ أَن نَّـــــبْـــــرَأَهَـــــا

إِنَّ ذَلِـــــكَ عَـــــلَـــــى اللَّهِ يَـــــسِـــــيـــــرٌ

فكل الاحداث مكتوبة ومكنونة فِـــــي كِـــــتَـــــابٍ ونحن دورنا وفعلنا هو فقط أن نَّـــــبْـــــرَأَهَـــــا منه ، يعني نخرجه من حالة الكتابة والمكون لحالة الفعل والظهور وذلك حين أن نفعّل مشيئتنا، وبالتالي أن نـــــفـــــعّـــــل روحنا

وقلنا أن الطريقة هي أن نون والقلم لمساسهما بالاسم المكنون بل هما صورته الظاهرة بين الخلق ومقام رب العالمين يسطران قصص مختلفة ينزّلان جميع تفاصيلها من بداياتها الاولى لنهايتها من العلم المكنون بالاسم المكنون الذي هم ممسوسون به، يعني لهم اتحاد تكويني كامل وشفاف معه ، فهم ينزّلون تفاصيل القصة منه من بدايتها لنهايتها ، ومدتها في حالتنا 50 الف سنة، ومكتوب بها بها من بدايتها لنهايتها قصص آلاف المليارات من الشخصيات المتزامنة والمتعاقبة ، وكل شخصية منها لها قصة خاصة بها ضمن هذه القصة الواحدة الكبيرة والطويلة

إِنَّـــــهُ لَـــــقُـــــرْآنٌ كَـــــرِيـــــمٌ () فِـــــي كِـــــتَـــــابٍ مَّـــــكْـــــنُـــــونٍ () لّا يَـــــمَـــــسُّـــــهُ إِلاَّ الْـــــمُـــــطَـــــهَّـــــرُونَ () تَـــــنـــــزِيـــــلٌ مِّـــــن رَّبِّ الْـــــعَـــــالَـــــمِـــــيـــــنَ

ثم تبدء الملائكة والروح تتنزل بعد ذلك بإذن ربهم بأحداث وتفاصيل هذه القصص والشخصيات المكتوبة بها

فهم لا يخترعون الاحداث والشخصيات من عندياتهم ، بل فقط يتنزلون بها كما هي مكتوبة

ونحن كنفوس ناطقة قدسيّة وأشبه المخلوقات بالملائكة نقوم بتادية تلك الشخصيات وادوارها شخصية بعد شخصية ودور بعد دور

طبعا نحن يمكننا الارتجال حين ننزل تحت القبب لبرء احداث تلك القصص حين نلبس صور تلك الشخصيات ، وارتجالنا سيستلزم محو بعض المكتوب منها واستبداله بغيره من الاحداث

فنحن مشاركون فاعلون ويمكننا بتفعيل ارادتنا ومشيئتنا ان نعيد كتابة السيناريوا الاصلي مرات ومرات ومرات

ولذلك فإن نون والقلم يعيدان أحيانا كتابة وصياغة الكثير من التفاصيل الفرعية لبعض تلك القصص فيزيدان عليها أو ينقصان منها ، أو قد يُبقيان عليها كما هي بدون أيّ تغيير،، فهما من ينزّلان كامل تفاصيلها وأيضا كامل تحديثاتها من علم الاسم المكنون المخزون ، وبالتالي فهو وحده من يقرر ما الذي سيبدله منها أو يتركه على حاله كما كتبه اول مرة

فـــ ((يَــــمْــــحُــــو اللَّهُ مَــــا يَــــشَــــاء وَيُــــثْــــبِــــتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ))

لعل أحدكم سيقول لي الان أنك بهذا الوصف قد اثبت لنا أننا جميعا أو على الاقل أن أكثرنا احياء غير اموات لأننا نشاء في أغلب الاوقات وبكامل حريتنا من دون أن يؤثر علينا احد من الخارج

و حينها سأقول له لو استطعت ان تثبت لي هذا الامر فعلا فإنني سأقرّ لك بأنني غلطان واعتذر عن كلماتي السابقة

لكن انتظر معي لترى كيف اننا جميعا في الوقت الحالي كما يقول أمير المؤمنين عنّا أننا ننتمي لفئة واحدة لا غير

وهي فئة الهَمَجٌ الرَعَاعٌ أَتْبَاعُ كُلِّ نَاعِقٍ ، من الذين يمِيلُونَ مَعَ كُلِّ رِيحٍ

عَنْ كُمَيْلِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ:-
" أَخَذَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ بِيَدِي فَأَخْرَجَنِي إِلَى نَاحِيَةِ الْجَبَّانِ، فَلَمَّا أَصْحَرْنَا جَلَسَ ثُمَّ تَنَفَّسَ ثُمَّ قَالَ:-

" يَا كُمَيْلُ بْنَ زِيَادٍ الْقُلُوبُ أَوْعِيَةٌ فَخَيْرُهَا أَوْعَاهَا، وَاحْفَظْ مَا أَقُولُ لَكَ:

النَّاسُ ثَلَاثَةٌ: فَعَالِمٌ رَبَّانِيٌّ، وَمُتَعَلِّمٌ عَلَى سَبِيلِ نَجَاةٍ، وَهَمَجٌ رَعَاعٌ أَتْبَاعُ كُلِّ نَاعِقٍ، يَمِيلُونَ مَعَ كُلِّ رِيحٍ،

لَمْ يَسْتَضِيئُوا بِنُورِ الْعِلْمِ، وَلَمْ يَلْجَئُوا إِلَى رُكْنٍ وَثِيقٍ.

الْعِلْمُ خَيْرٌ مِنَ الْمَالِ،

الْعِلْمُ يَحْرُسُكَ، وَأَنْتَ تَحْرُسُ الْمَالَ،

الْعِلْمُ يَزْكُو عَلَى الْعَمَلِ، وَالْمَالُ تُنْقِصُهُ النَّفَقَةُ،

وَمَحَبَّةُ الْعَالِمِ ديْنٌ يُدَانُ بِهَا،

الْعِلْمُ يُكْسِبُ الْعَالِمَ الطَّاعَةَ فِي حَيَاتِهِ،

وَجَمِيلَ الْأُحْدُوثَةِ بَعْدَ مَوْتِهِ، وَصَنِيعَةُ الْمَالِ تَزُولُ بِزَوَالِهِ.

مَاتَ خُزَّانُ الْأَمْوَالِ وَهُمْ أَحْيَاءٌ، وَالْعُلَمَاءُ بَاقُونَ مَا بَقِيَ الدَّهْرُ،

أَعْيَانُهُمْ مَفْقُودَةٌ، وَأَمْثَالُهُمْ فِي الْقُلُوبِ مَوْجُودَةٌ،..........بقية الحديث

فكل من على هذه الارض الآن من الناس هم بصورة أو بأخرى ينتمون لهذه الفئة لا غيرها

فما دمنا نسعى لجمع المال لأي سبب كان أو نتصارع للاستحواذ على بعض ما في هذا القبر الكبير فإننا كلنا سنبقى أسرى الناعقين ، وكلنا سننعق خلفهم

لكن يوجد بيننا مجموعة صغيرة بالنسبة للمجموع الكلي لاهل الارض وهم مجموعة افراد الفرق الثلاثة والسبعون كلهم

وهؤلاء كلهم هم المتعلمون على سبيل نجاة

72 فرقة

ومن هذه الفرق سيتم استخلاص افراد الفرقة الثالثة والسبعون، وهؤلاء هم فقط الذين سينجون من كامل القصة

فجميع افراد الـــ 73 فرقة هم المتعلمون على سبيل نجاة

وفرقة واحدة منهم فقط هي التي ستنجو في نهاية فترة الحياة الدنيا من هذه القصة، اي من نصفها الاول

سبقتهم للصعود فرقة تم تنجية افرادها واحد بعد الاخر خلال فترة الحياة الدنيا

أما الفرقة الثانية فـيتم تجميع الفائزين منهم في جنة ارضية في عالم موازي مكانها الموازي لعالمنا هذا تقع بموازاة وادي السلام بظهر الكوفة ، يتم تجميع الفائزين فيه حتى ينتهي الفصل الاول منها وهو فصل دولة الظلم ، أو فصل دولة حبتر

وسيتبعهم القليل خلال فترة الاخرة وهي فترة دولة العدل وبناء جنة الارض، وثلة اخيرة عند نهايتها

وقد يكون المراد من الفرقة الناجية هم كل الثلل الثلاثة والقليل على مدى طول القصة من بدايتها لنهايتها ،، فالثلل الثلاثة والقليل هم كلهم الفرقة الناجية

وربما تفاؤلي فقط هو الذي يدفعني للاعتقاد بانهم ثلاث فرق وقليل من الثلاثة والسبعين فرقة، فهكذا ستكون الفترة اللازمة لخروج جميع افراد الـ 73 فرقة أقصر ثلاث مرات تقريبا من ما لو كانت الثلل الثلاثة والقليل هم فرقة واحدة

حزب الشيطان يعرف بهذا النظام وهذا القانون جيدا ،، فقيادته ليست قيادة غبية او اعتباطية ، وهي تعرف جيدا الاهداف الربانية من عملية الخلق ، كما وتعرف الاسرار الخفيّة في طبيعة النفس الانسانيّة

وعمرها الطويل من بداية القصة حتى الان أتاح ويتيح لها امتلاك جميع علوم السابقين كلهم

فهي عاصرت جميع السابقين الذين ماتوا ولا تزال حتى اليوم موجودة بيننا ، فهم من المنظرين الى يوم الوقت المعلوم ، ولذلك لا بد أنها تملك جميع العلوم السابقة ، وتحتفظ بها لنفسها، وتسيطر بها على الجدد من أمثالنا ذوي الاعمار القصيرة من الذين يأتون للحياة وهم لا يعلمون شيئا ويبدؤون بالتعلم من جديد ثم يموتون ويعودون للتعلم بولادة جديدة وأيضا من جديد

من الذي سيعلمهم؟

سيعلمهم حزب الشيطان الذي يسيطر على جميع المدارس والمنظمات الدينية والتجارية والسياسية والعلمية والإعلامية في العالم

ماذا سيعلمهم؟

سيعلمهم علوم محرّفة وناقصة يحبسهم بها في أدنى درجات الوعي والمعرفة الحقيقية ، وفقط ما سيضمن بها إحكام سيطرته عليهم عقليا ونفسيا وروحيا فيوجه بعدا ذلك مشيئاتهم واختياراتهم بكل طريقة ممكنة نحو مشيئته واختياراته هو ، مع توهمنا خلال كل ذلك من اننا أحرار نشاء ونفعل ونفكر باستقلالية تامة

لا أقول ذلك لأصور لكم صورة سلبية أو انني أعتقد أنه أمر سلبي، فعملهم الدؤوب هذا هو أيضا من الذي كتبه وسطره نون والقلم

فالمشيئة الاهية نافذة على الجميع، على الأخيار وعلى الأشرار

فكل ما يجري في هذه الارض أو في هذا القبر الكبير إن صح التعبير تحكمه وتوجهه الارادة الالهية الربانية المتمثلة باجتماع الملأء الأعلى ومن كانوا فيه مجتمعين من قبل بداية عملية برأهم للمكتوب في الكتاب لتحقيق هذا الهدف الوحيد الذي من أجله تم خلقنا في أحسن تكوين وأنزلونا بعد ذلك في هذا القبر الكبير وأنزلوا معنا فيه جنودهم لتحقيق هذا الهدف بأكمل صورة ممكنة

فأنت عندما تضع نفسك تحت تصرف أي سياسي وتفعل كل ما يفرضه عليك من الاوامر بدون نقاش او تفكير فأنت ستكون قد بعت عقلك وروحك ومشيئتك له

فأنت عندما تختار ان تُعين الحاكم الظالم على السيطرة على اخوتك في الدين والانسانية والوطن والقبر فهذا ليس اختيارك أنت بالحقيقة ، بل هو اختيار الظالم الذي نصّبه حبتر عليك ، فهو كما قلنا أنه من يسيطر على جميع المؤسسات السياسية التي تحكم جميع دول العالم

وأنت عندما تحمل باختيارك السلاح لتقتل أخوك في الانسانية فهذا ايضا ليس اختيارك أنت بل هو من ما فرضه عليك حبتر واقنعك به عبر مؤسساته الدينية والسياسية التي تحكمك وتصوغ عقلك الفردي والجمعي

فهو من يخلق الحروب برجله وخيله ويضعك وسطها رغما عنك فيأمرك السياسي الحبتري حينها بقوانينه التي سنّها ليسيطر ويتسلط عليك بها بالقتال، ويقنعك الديني الحبتري بالذهاب للقتل

وأنت في كل ذلك تحسب أنه اختيارك وبإرادتك ،، لكنه بالحقيقة ليس اختيارك أنت، بل هو من مكر الليل والنهار

عندما تتبع رجل دين يقنعك أنك أنت الوحيد على حق فتخرج من عنده وتكفّر وتحارب وربما تقتل بدم بارد جميع من هم ليسوا من فرقتك ،، فهذا ايضا ليس اختيارك أنت ،، بل اختيار رجل الدين الحبتري الذي تتبعه وتصدقه في كل ما يقوله لك هو وعائلته أو مجموعته المقربة منه

وقس على ذلك ما تفعله جميع المؤسسات التعليمية والعلمية والاعلامية وجميع من يقلدونهم ويصدقونهم في كل ما يقولونه لهم، والواقع أنها كلها مؤسسات حبترية تعمل كيدٍ واحدة للسيطرة عليك وغسل دماغك بمناهج وعلوم وكتب وأديان محرفة لتبيع أنت بإرادتك الذاتية نفس إرادتك ومشيئتك لهم وتجعلها تبعا لهم من غير أن تعلم أو أن تشعر بذلك

فأنت مخلوق لكي تختار ، لكن واقع الحال الذي تعيشه معي هو انك لا تختار بنفسك ما يمليه عليك قلبك ومشيئتك الذاتية بعد بحث وفهم تقوم به بنفسك، بل ما يتم إملائه عليك إملاءا بطريقة ذكية وماكرة تعتقد معها انك اخترت بنفسك

فحين ياتي الأمر من الجهات العليا السياسية والدينية والاعلامية والتعليمية والتي انت من اعطيتها حق إملاء الاوامر عليك، وذلك بقرارك الذاتي أن تقلّدها وتتبعها بشكل أعمى ، فإنك ستنفذ ذلك الامر دائما من غير أن تزن بفكرك وقلبك فحوى تلك الاوامر

فالرئيس هنا هو الناعق
ورجل الدين هنا هو الناعق
والاعلامي هو الناعق
والتاجر هو الناعق
والمدرس هو الناعق
وقائد الجيش هو الناعق
وووووو

وأنت في جميع تلك الحالات ما دمت لا تفكر بنفسك لنفسك وتختار من ذاتك لذاتك لتفعل فقط بعد كل ذلك
فإنك ستبقى تنعق معهم بنعقهم
وتميل مع كل ناعق أخر صوته اجمل ولسانه أبلغ وحجته أكمل من الناعق الذي قبله

خمسة ملايين تائهين اليوم بين سبعة مليارات ،، لو أردت أن تبحث بينهم عن من لا ينعق خلف رجل سياسي او عسكري او ديني او مالي او اعلامي فإنك ربما بل غالبا لن تجد ولا حتى نفر واحد بينهم

فالدين الوحيد الموجود على ظهر الارض اليوم هو دين عبادة الرجال، يعني دين طاعة الرجال

فكل واحد منا يبحث في هذا القبر الكبير عن العزّة بطاعة احد هؤلاء الناعقين

أَبِــــــي بَــــــصِــــــيــــــرٍ عَــــــنْ أَبِــــــي عَــــــبْــــــدِ اللَّهِ ع فِــــــي قَــــــوْلِــــــهِ عَــــــزَّ وَ جَــــــلَّ:

وَ اتَّــــــخَــــــذُوا مِــــــنْ دُونِ اللَّهِ آلِــــــهَــــــةً لِــــــيَــــــكُــــــونُــــــوا لَــــــهُــــــمْ عِــــــزًّا () كَــــــلَّا سَــــــيَــــــكْــــــفُــــــرُونَ بِــــــعِــــــبــــــادَتِــــــهِــــــمْ وَ يَــــــكُــــــونُــــــونَ عَــــــلَــــــيْــــــهِــــــمْ ضِــــــدًّا

قَــــــالَ

لَــــــيْــــــسَ الْــــــعِــــــبَــــــادَةُ هِــــــيَ الــــــسُّــــــجُــــــودَ وَ الــــــرُّكُــــــوعَ

إِنَّــــــمَــــــا هِــــــيَ طَــــــاعَــــــةُ الــــــرِّجَــــــالِ

مَــــــنْ أَطَــــــاعَ الْــــــمَــــــخْــــــلُــــــوقَ فِــــــي مَــــــعْــــــصِــــــيَــــــةِ الْــــــخَــــــالِــــــقِ فَــــــقَــــــدْ عَــــــبَــــــدَهُ.....................إنتهى

فإذا أردت أن تخرج من فئة الأموت وتكون من الأحياء فانظر لمن بعت روحك،، فروحك هي مشيئتك وارادتك ،، ومن بعته مشيئتك لتكسب عزا فإنك في الحقيقة قد بعته روحك وكل وجودك وحقيقتك ،، واخترت الموت على الحياة

ومن سخرية القدر انك قد اخترت حينها الاختيار الحرّ الوحيد في بداية حياتك واصبحت بعده من الاموات، لأنك ربطت مشيئتك بمشيئة الناعق وجعلتها تبعا له يوجهها كيف يشاء

في هذه الدنيا وفي هذا الوقت لو اردت ان لا تبيع روحك لاحد أبدا فلن تجد سبيلا لذلك الا ان تكون حبيس بيتك

وإلّا ان تكون غريبا بين الناس وطوبى للغرباء

وإلّا أن تعرف الناس والناس لا يعرفونك

وإلا أن تلوذ بالصمت

والصمت في هذه الايام به تسعة اعشار العافية والعشر الباقي اجتناب معاشرة الناعقين مع كل ناعق وهم جميع من حولك

فالنعاقين اليوم كثيرون جدا ويملؤون بأشكال نعقهم كل الارض والسماء وكيفما نطقت لتتفاعل مع المحيط الذي ينعق معهم ويحيطون بك ستجد نفسك قد اصبحت احد الناعقين مع الناعقين ومثلهم

وان كان لا بد من ان تنطق فتسعة أعشار العافية هذه الايام بالتقية

لا تقل انني ناطق مفوّه لا يشق لي غبار ولن اقع في النعق مع الناعقين، فسنستدرجكم من حيث لا تعلمون ، سواء في هذا الزمان وفي كل زمان

فحبتر وحزبه حرّفوا منذ زمن بعيد كلّ شيء، والذين يعرفون الحقيقة اليوم اندر من الكبريت الاحمر

فلو أكثرت الكلام ودعوت الناس ليتبعوك وأنت لا تعرف الحقيقة ، وأنت لا تعرفها، فإنك بغير الحقيقة ستتكلم حينها وتنطق لهم، وحينها ستكون بأفضل أحوالك قد جعلت من نفسك مطيّة لحبتر ومن غير ثمن، وذلك حين جعلت من نفسك وبدون تكليف ناعق جديد ينعق خلفك الناعقين ، وسيقع عليك حينها وزر من سينعقون خلفك ومعك ، وستسلبهم صفة الحياة بعد أن سلبتها من نفسك قبل ذلك

فحبتر وحزبه ركبوا فوق ظهر الجميع واستدْوَبُوهُمْ ، ولن ينجوا من فتنهم الكثيرة الا الـــنَّـــوَمَـــة الذين لا ضرع لهم فيُحلب او ظهر فيركب.

وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين
.
..
...
....

.....

الجمعة، 8 سبتمبر 2017

كيف يمكنك أن تفتح العين الثالثة









بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيف يمكنك أن تفتح العين الثالثة


عندك عينان تنظر بهما لهذه الحياة
وعندك عين مغلقة وسطهما
وعندك عقلان تعيش بهما هذه الحياة
وعندك عقل وسطهما تريد أن تفتحه
نعم عندك عقلان تعيش بهما هذه الحياة ، لكنهما مرتبطان سوية بجسم رخو واحد ندعوه المخ أو الدماغ وعندك عقل ثالث يتوسطهما ومكانه وسط هذا الجسم الرخو الذي ندعوه المخ او الدماغ
العقل الثالث هو الغدة الصنوبرية في وسط الدماغ
والعين الثالثة هي العين الموجودة في وسط جبهتك وسط الحاجبين لكن أعلى منهما بعرض إصبع ونصف تقريبا وفي قمة رأسك حيث تمسح رأسك حين تتوضئ وحيث تتصل عظام نصف الجمجمة اليمين مع نصفها الشمال توجد فتحتة تبقى مفتوحة عند الولادة وتبقى مفتوحة لمدة معينة حتى تلتحم وتنغلق نهائيا بعد فترة من الولادة
هذا المكان هو الذي تمسحه حين الوضوء وهو مكان مقدس ومهم جدا جدا جدا لأن به حجر أو حجاب يمنع نهر الكوثر الذي يجري فيك من الانسياب من خلاله فيوصلك بنفسك العليا
فما دام هذا الحجاب موجود لن يجري نهر الكوثر منك أبدا ولن يدخل لعقلك نور السماء فينوره أبدا
أنت تعيش الأن بظلمة العقل ،، لأن هذا الحجاب يمنع نور السماء من أن يدخل به ويمنعك أيضا من أن تتصل بنور السماء من خلال نهر الكوثر الذي يجري بك
نهرك الكوثري الأن واقف ساكن لا يتحرك بسبب هذا الحجاب الذي يغلق منفذه الوحيد خارج وجودك نهرك الكوثري حبيس داخلك وساكن لا يتحرك ويريدك أن تزيل هذا الحجاب
وطريقك الوحيد لكي تزيل هذا الحجاب هو أن ترى من خلال عينك الثالثة عينك الثالثة هي عين الوحدة ، هي العين الالهية التي ترى كل شيء وتستطيع أن تريك كل شيء
عينك الثالثة اسمها سلــ سبيلا والسبيل هو عليّ ، فعينك الثالثة اسمها سلـ عليّا
لكن كيف يمكنك أن تسأل عليا وأنت لا تنظر بعينه؟
نعم أنت لا تنظر بعين علي لأنك تنظر للحياة وما يجري فيها بعينيك الاثنين فقط إذا أردت أن تنظر بعين عليّ فيجب عليك أن تلغي ما تراه بعينيك الإثنين
وتنظر فقط بعين عليّ العينان ليستا سيئتان فهم عينا محمد صلى الله عليه وآله
فَهُوَ مَا رَوَاهُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الدَّيْلَمِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ حَدِيثاً مُسْنَداً يَرْفَعُ إِلَى أَبِي يَعْقُوبَ الْأَسَدِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَ لَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ وَ لِساناً وَ شَفَتَيْنِ‏
قَالَ: قَالَ الْعَيْنَانِ رَسُولُ اللَّهِ ص وَ اللِّسَانِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ
وَ الشَّفَتَانِ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ ع
وَ هَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ إِلَى وَلَايَتِهِمْ جَمِيعاً وَ إِلَى الْبَرَاءَةِ مِنْ أَعْدَائِهِمْ جَمِيعاً.......إنتهى
فعيني محمد التي ترى بهما الحياة وتتعلم بهما كل ما فيها ليستا سيئتين أبدا فطريقك للصعود يمر من هاتين العينين ،، فبهما تعلمت حتى الأن كل شيء قد تعلمته
فعيناه صلى الله عليه وآله هما من يعلمانك ويفهمانك كل ما حولك لكن لو تعلقت بهما كثيرا وتوقفت عندهما في التعلّم فإنك لن تصل أبدا للعين الثالثة ، لعين عليّا
يجب أن تتخذهما وسيلة لتتعلم بهما كيف تتصل بعين عليّا يجب أن تبحث بعيني محمد صلى الله عليه وآله عن المعاني والسبل التي توصلك لعين عليّا
فمحمد يهدي لعليّ ومحمد يوصي بعليّ ومحمد يأمر بولاية علي
لكنه يعلمك كما تريد أنت أن تتعلم ويعلمك كل شيء تريد أن تتعلمه ويعلمك كل شيء تتوجه بوعيك نحوه لتتعلمه
لو اخترت أن تبقى طول عمرك ولأبد الآبدين تتعلم فسيبقى يعلمك ولن يقصّر بتعليمك لا تنظر لنفسك على أنك انسان بشري طيني حين تسمع كلامي هذا
بل على أساس أنك كتاب مرقوم أو قطعة الكترونية مبرمجة برمجة معقدة جدا لا تزال حتى اليوم موضوعة في أحد اثقاب الصور ، وترى نفسك من خلال عيني محمد أنك متصل ببدن في عالم أرضي متموضع في فم الصور تتعلم به كل ما تراه
رَوَى الثِّقَةُ عَنْ زَيْنِ الْعَابِدِينَ ع أَنَّ الصُّورَ قَرْنٌ عَظِيمٌ لَهُ رَأْسٌ وَاحِدٌ وَ طَرَفَانِ
وَ بَيْنَ الطَّرَفِ الْأَسْفَلِ الَّذِي يَلِي الْأَرْضَ إِلَى الطَّرَفِ الْأَعْلَى الَّذِي يَلِي السَّمَاءَ مِثْلُ مَا بَيْنَ تُخُومِ الْأَرَضِينَ السَّابِعَةِ إِلَى فَوْقِ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ
فِـــــــيـــــــهِ أَثْـــــــقَـــــــابٌ بِـــــــعَـــــــدَدِ أَرْوَاحِ الْـــــــخَـــــــلَائِـــــــقِ وَسِـــــــــــــــــعَ فَــــــــــــمُـــــــــهُ مَــــــا بَــــــيْــــــنَ الــــــسَّــــــمَــــــاءِ وَالْأَرْضِ......إنتهى النقل
عيني محمد في هذا المقام هما مجرد جزء من هذا البرنامج المعقد جدا والمكتوب بشيفرة خاصة جدا جدا جدا مهمته أن يصور لك كل ما تراه وتريد أن تستمر بمراقبته وتتعلم من خلال مراقبته
هذه الشيفرة قلنا في المقال الذي عنوانه:
حَوْلَ الْعَرْشِ ثَلَاثِينَ أَلْفَ بُرْجٍ
أنه بسم الله الرحمن الرحيم
فس، تفسير القمي جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ قَالَ:
إِنِّــــي لَأَعْــــرِفُ مَــــــــا فِــــي
كِــــتَــــابِ أَصْــــحَــــابِ الْــــيَــــمِــــيــــنِ
وَ كِتَابِ أَصْحَابِ الشِّمَالِ
وَ أَمَّا كِتَابُ أَصْحَابِ الْيَمِينِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏.............إنـــــــتـــــــــــــهــــــــــى

فشفرة بسم الله الرحمن الرحيم هي شفرة الروح المرقومة أو الرقمية
هي شيفرة رقمية لكنها تماثل في عملها وتركيبتها عمل وتركيبة الروح خارج وداخل العالم المرقوم
طريقك لكي تتصل بعين عليّ الثالثة هي أن ترى العالم بعين الوحدة وان تفهم المكتوب في القرآن والكتب المقدسة كلها بعين الوحدة
فالمناهج الدينية في المؤسسات الدينية كلها تركز على الثنائية كلها تريد أن تقنعك انه يوجد خير وشر وانك يجب أن تحارب الشر
كلهاتريد أن تقنعك بمبدء الثنائية بكل طريقة ممكنة وتطلب منك بصرامة أن تحدد جهة انتمائك بكل وضوح وأن تلعن وتحارب الجهة الاخرى
وتفسر لك جميع النصوص الدينية من منطلق الثنائية الثنائية موجودة ، هذا أمر واقع وواقع حال
لكنك لو بقيت تدور في فلك الثنائية ولم تخرج منها للوحدة وتقف بجانبها وتنظر منها للأمور والاحداث والصراع فإنك لن تستطيع أن ترى بعين الوحدة أبدا
طريقك لترى بعين الوحدة هي أن تقف بجانب عين الوحدة وتنظر للامور من خلالها
الذين فسروا القرآن وزرعوا بنا أُسس فهم معانيه وكلماته في المؤسسات الدينية حرصوا على أن يحبسوننا في فلك الثنائية وقيدونا بقيود كثيرة لا يمكننا ان نكسرها كلها مرة واحدة
وأهم قيد وأحكم قيد وأمكر قيد هو قيد تعمية الضمائر وجعلها كلها تشير لواحد فقط
المفرد والجمع والحاضر والغايب والفاعل والمفعول به ووووووو كلها جعلوها ضمير لواحد فقط ،، فأوهمونا أننا وصلنا للوحدة بهذه الطريقة الملتوية
أمّا القيد الثاني فهو اصرارهم على أن اسم الله رب العالمين يشير لمجهول ليس له صورة ظاهرة بين الخلق وادخلونا بدوامة التجسيم ، فهذا مجسم وذاك مجسم وهؤلاء مجسمون
واصبحت تهمة التجسيم والتشبيه مساوقة للكفر واحلال الدم والعرض والمال
عشرات بل ربما مئآت الأيات والروايات تدل على تجسمه وحركته وكلامه وصعوده ونزوله ورؤيته ،،
كلها أولوها بتأويلات لم ينزل الله بها من سلطان وزرعوها في عقولنا منذ نعومة اظفارنا لكي يحبسونا في فلك القطبية ولا نصل للوحدة
لا بأس عندي بذلك ،، فنحن كنا ولا نزال نتعلم بسبب هذا المكر
من يريد أن يفتح العين الثالثة يجب عليه أن ينظر للأمور من عين الوحدة
يجب أن يقف بجانبها يجب أن يسمع كلامها
فسروا النصوص القرأنية بطريقة ملتوية ابعدونا بها عن الوحدة الفاعلة والامرة الحقيقية
هذه هي الحيلة الاولى والحيلة الثانية هي
ضربوا اسوار التخويف والمنع والتحريف والاسرائيليات والمغالاة حول روايات أهل البيت عليهم السلام لأن روايات أهل البيت تقودنا لشيء واحد
وهو الآمر الناهي الواحد الذي تجتمع مقاليد جميع الأمور والأحداث الحادثة في جميع العوالم بيده وهذا الآمر الواحد الظاهر بين الخلق هو اسم الله (الرحمن)
وهو الإمام
الاسم الرحمن الظاهر بين الخلق فوق القبب هو منطوي في الخلق تحت القبب من خلال شيفرة الروح بسم الله الرحمن الرحيم والتي يزرعونها في من يخلقونهم ويصورونهم وينزلونهم تحت القبب
ويعلمونها تحتها حتي يخلص ويطهر من جنود الجهل وتكتمل عقولهم وحينها سيصعدونهم بينهم لكن باجساد نورانية مخلوقة من نور الرحمن
فالملائكة مخلوقة من نور عليّ كما تقول الروايات، ولا يمكنك أن تكون من الملائكة ومع الملائكة وبين الملائكة ما لم يكون بدنك مثلهم من نور عليّ
يجب أن تسمع كلام عليّ يجب أن تصدّق كلام عليّ
ولن تصدّق كلام علي ما لم تسلّم قبل ذلك فلا تصديق بدون تسليم ولا فهم بدون تسليم
فأنت إذا سلّمت بما سمعت فإنك ستفهم،، لأن المعاني التي يقولها الواحد صعب جدا جدا جدا على العقل أن يفهمها فرادى لا يمكنك أن تفهم العلل التي بدء الواحد يفعل بها ومنها ولذلك لن يمكنك ان تفهم كلام الفاعل الواحد قبل أن تسلّم
فكلما كثرت الصور التي سلّمت بها وجمعتها بجانب بعضها البعض كلما توضّحت لك الصورة منها أكثر وأكثر
فأنت لا يمكنك أن تفهم الصور الجزئية فرادى بمعزل عن بعضها البعض ، لكنك لو جمعت بالتسليم والتصديق الف صورة جزئية منها بجانب بعضها البعض فسيمكنك حينها أن تفهمها بصورة أفضل وأسرع وأوضح
ولذلك يقول أهل البيت عليهم السلام ويؤكدون على ان
الفائزين الصاعدين هم المسلّمون وأن الشّكّاكين لا خير فيهم ولا أمل منهم
والشّكّاكون في روايات أهل البيت عليهم السلام هم الفاسقون، وهذه الكلمة أيضا حرفوا معناها ضمن جميع ما حرفوه
عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ يُونُسَ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَكَمِ قَالَ:
كَتَبْتُ إِلَى الْعَبْدِ الصَّالِحِ ع أُخْبِرُهُ أَنِّي شَاكٌّ وَ قَدْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ ع- رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى‏ وَ أَنِّي أُحِبُّ أَنْ تُرِيَنِي شَيْئاً فَكَتَبَ ع إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ مُؤْمِناً وَ أَحَبَّ أَنْ يَزْدَادَ إِيمَاناً وَ أَنْتَ شَاكٌّ وَ الشَّاكُّ لَا خَيْرَ فِيهِ
وَ كَتَبَ إِنَّمَا الشَّكُّ مَا لَمْ يَأْتِ الْيَقِينُ فَإِذَا جَاءَ الْيَقِينُ لَمْ يَجُزِ الشَّكُّ
وَ كَتَبَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ- وَ ما وَجَدْنا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَ إِنْ وَجَدْنا أَكْثَرَهُمْ لَفاسِقِينَ قَالَ نَزَلَتْ فِي الشَّاكِّ................إنتهى
أصعب قرار تتخذه وبه وحده نجاتك هو أن تخالف المجتمع ، وتخالف المنطق السائد المألوف الذي يحكم عقول وقلوب افراد المجتمع من حولك ويسيطر عليهم
فهذا القرار يضعك بمواجهة مع الجميع يجعلك بمواجهة مع أصدقائك وأعدائك أيضا
هذا القرار سيجعل من اصدقائك أصدقاء لاعدائك ، فأنت أخطر عليهم من أعدائهم فأنت حرامي البيت، هكذا سينظر لك المجتمع وسيتصرف معك على هذا الاساس
وسيشجع بعضهم البعض على محاربتك ونبذك وقطع لسانك ولذلك كان المؤمنين هم الغرباء ،، وطوبى للغرباء
فهم غرباء في أوطانهم ومجتمعاتهم وبين اهلهم المقربين أيضا ولذلك كان الصمت طريق الغرباء وسبيلهم
عندما تسير عكس التيار وتصمت بعد ان تبدء تنظر للعالم من عين الوحدة وتتعلم من خلال عينيك معاني الوحدة الحقيقية وليس المحرفة ، فسيبدء لسان علي المكنون في الشفرة الروحية المرقومة في برمجتك يتكلم معك
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَ لَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ وَ لِساناً وَ شَفَتَيْنِ‏
قَالَ قَالَ الْــــعَــــيْــــنَــــانِ رَسُــــولُ اللَّهِ ص
وَ الــــلِّــــسَــــانِ أَمِــــيــــرُ الْــــمُــــؤْمِــــنِــــيــــنَ
وَ الــــشَّــــفَــــتَــــانِ الْــــحَــــسَــــنُ وَ الْــــحُــــسَــــيْــــنُ ع
وَ هَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ إِلَى وَلَايَتِهِمْ جَمِيعاً وَ إِلَى الْبَرَاءَةِ مِنْ أَعْدَائِهِمْ جَمِيعاً.......إنتهى
ويتكلم معك يعني أن تشاكرة الحنجرة تشاكرا التكلم ستتفعل معك والتشاكرات هي أيضا مراحل مختلفة منك ككتاب مرقوم ،،
فهي تعمل بصورة وبقوة معينة ما دمت غافلا تنظر بعين الثنائية او القطبية، لكن بمجرد أن تبدء تنظر بعين الوحدة فستبدء الشيفرة الروحية بالتفعّل والنشاط المتعاظم،
لتبدء مستويات عمل ونشاط هذه التشاكرات بالتصاعد والتصاعد أكثر وأكثر مع كل يوم جديد
يعني لو كانت هذه التشاكرات قبل أن تبدء التسليم والتصديق والفهم تعمل بدرجة 10% فانها بعد ذلك ستبدء تعمل معك كل يوم بدرجات أعلى وأعلى حتى تصل فاعليتها ونشاطها ربما لـ 70 او 80%
فتبدء معها تكتب وتتحدث بصورة مختلفة وتبدء تفهم وتتخيل بصورة جديدة
وتبدء ترتب الصور والكلمات بصورة لم تخطر لك على بال
عندما يتحدث عليّ من على لسانك ، سيصف لك أشياء لم تتخيلها في يوم من الايام ، لإن العين الثالثة أو عين عليّ ستبدء تساند عمل لسان علي
فأنت ستكتب بالقلم أشياء ومفاهيم وصور عقلية لم تسمع بها من قبل، لكن صورتها وانت تكتبها سترتسم بعقلك جزء بعد جزء وتبصرها فيه أخيرا وكأنها موجودة أمامك وتراها بعينيك الاثنين

مع الايام ستحتاج لصور أكثر ومفاهيم أكثر تعقيدا، وستصلك تباعا من خلال لسان علي وستنطق بها بطلاقة بمساعدة شفتيك الحسن والحسين
مع القليل من التسليم والتصديق فإنك لو ارخيت عضلات لسانك وشفتيك وطلبت من نورك أن ينطق من على لسانك فسترى ان لسانك وشفتيك يتحركان وكانهما ينطقان بالشهادات الثلاثة ، واحيانا بالشهادة الثالثة فقط ،، الكثير من الناس حصل معهم هذا الامر بدون ان يعرفوا كيف حصل
لكن ماذا يجب عليك أن تقرء من الروايات وماذا يجب عليك أن تصدق منها وماذا لا تصدق منها؟
فالروايات كثيرة ، والكثير منها يعارض الكثير الآخر ،،
فالروايات يوجد منها محكم ومتشابه تماما كما أن القرأن فيه محكم ومتشابه ، وأنت إن صدقتها كلها فستغرق في جميع الاشكالات وستخرج من دائرة ونطاق الثنائية أو القطبية وتوزع نفسك في عدة دوائر ونطاقات وجميعها تتنازعك
وجواب هذا السؤال او الاعتراض يرتبط بنظرة الوحدة قبل كل شيء يعني يجب أن تكون قد وصلت للوحدة بطريقة ما
وتحديدا يجب أن تصل لها بتوفيق امام قلبك خلال قرائتك قبل ان تبدء بتكوين نظرتك الموحدة وتوجد شروط وقواعد تتبعها للتصديق وعدم التصديق لتتوفق للوصول لهذه النظرة
وجميعها تعتمد على الوحدة في الفاعلية والآمرية وخلاصتها أن الرحمن يهدي من يشاء ويضل من يشاء
كيف سيهديه؟
بأن يوصل له الفكرة الأقرب لدرجة عقله ـ بحيث يستطيع ان يفهمها ويصعد بها درجة ويكون مبعدها جاهز لاستقبال المعلومة الجديدة التي ستتبعها والتي سترتفع به أيضا درجة أخرى
كيف سيضله؟
يوصل له المعلومة التي لا ترفع درجة عقله اي درجة ،، بل وربما تخسف به الدرجة التي هو بها
فالرحمن يهدي من يشاء ويضل من يشاء ، والأئمة وهم جنود الرحمن يهدون بأمره من يشاء ويضلون بأمره أيضا من يشاء وبنفس هذه الطريقة
ولهذا قالوا أن كلامنا مثل القرآن فيه محكم ومتشابه
طبعا كما قلنا سابقا أن عدد الفرق القابلة للهداية هم حاليا 73 فرقة وعددهم الاجمالي حوالي خمسة ملايين وربع المليون انسان ،، وهذا هو مجموع افراد جميع الفرق المتنافسة للحصول على نجائب الثلّة الصاعدة من الاولين وهي 70 الف نجيبة
وكما اوردنا في روايات سابقة ان اصحاب النجائب هم المسلّمون
عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْجَوْهَرِيِّ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ حَيَّانَ عَنْ أَبِي الصَّبَّاحِ الْكِنَانِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع مِثْلَهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ يَا أَبَا الصَّبَّاحِ إِنَّ الْـــمُـــسَـــلِّـــمِـــيــــنَ هُـــمُ الْـــمُـــنْـــتَـــجَـــبُـــونَ يَـــوْمَ الْـــقِـــيَـــامَـــةِ
هُــــمْ أَصْــــحَـــابُ الـــنَّـــجَـــائِــــبِ.......إنتهى
فأول شرط لكي لا يضلنا جنود الرحمن هي أن نكون من المسلّمين،، فحينها لا فائدة نرتجيها من الاساس لو انهم قالوا لنا المعلومة الصحيحة وشككنا بها
فالشّاك يطلب بشكّه الاضلال وليس الهداية ،،
وما دمنا نطلب الاضلال بالشّك فسيكون كلامهم معنا حينها من المتشابه وليس المحكم فيحق حينها علينا الضلال واللعن منهم بسبب شكّنا
الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُغِيرَةِ عَنْ عُبَيْسِ بْنِ هِشَامٍ عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ بَشِيرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ‏ سَأَلْتُهُ عَنِ الْإِمَامِ أَ فَوَّضَ اللَّهُ إِلَيْهِ كَمَا فَوَّضَ إِلَى سُلَيْمَانَ
فَقَالَ نَعَمْ وَ ذَلِكَ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَهُ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَأَجَابَهُ
وَ سَأَلَهُ آخَرُ عَنْ تِلْكَ الْمَسْأَلَةِ فَأَجَابَهُ بِغَيْرِ جَوَابِ الْأَوَّلِ ثُمَّ سَأَلَهُ آخَرُ عَنْهَا فَأَجَابَهُ بِغَيْرِ جَوَابِ الْأَوَّلَيْنِ
ثُمَّ قَالَ هَذَا عَطَاؤُنَا فَأَمْسِكْ أَوْ أَعْطِ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَ هَكَذَا هِيَ فِي قِرَاءَةِ عَلِيٍّ ع
قُلْتُ أَصْلَحَكَ اللَّهُ فَحِينَ أَجَابَهُمْ بِهَذَا الْجَوَابِ يَعْرِفُهُمُ الْإِمَامُ؟
فَقَالَ سُبْحَانَ اللَّه،ِ أَ مَا تَسْمَعُ اللَّهَ يَقُولُ فِي كِتَابِهِ‏ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ‏ وَ هُمُ الْأَئِمَّةُ
وَ إِنَّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ‏ لَا يَخْرُجُ مِنْهُمْ أَبَداً
ثُمَّ قَالَ لِي نَعَمْ إِنَّ الْإِمَامَ إِذَا نَظَرَ إِلَى الرَّجُلِ عَرَفَهُ وَ عَرَفَ مَا هُوَ عَلَيْهِ وَ عَرَفَ لَوْنَهُ وَ إِنْ سَمِعَ كَلَامَهُ مِنْ وَرَاءِ حَائِطٍ عَرَفَهُ وَ عَرَفَ مَا هُوَ
إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ‏ وَ مِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ اخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَ أَلْوانِكُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْعالِمِينَ‏ فَهُمُ الْعُلَمَاءُ وَ لَيْسَ يَسْمَعُ شَيْئاً مِنَ الْأَلْسُنِ تَنْطِقُ إِلَّا عَرَفَهُ نَاجٍ أَوْ هَالِكٌ فَــــلِــــذَلِــــكَ يُــــجِــــيــــبُــــهُــــمْ بِــــالَّــــذِي يُــــجِــــيــــبُــــهُــــمْ بِــــهِ‏ .....إنتهى فالمجتمع زرع بي معلومة نمى بها لحمي ودمي ولن اقبل معها ان يمس اي انسان هذه المعلومة فاذهب اسأل هنا وهناك من باب الترف الفكري او للمناكفة والمجادلة فقط، وحينها فإن جنود الرحمن المتوسمون سيجيبونني بالمتشابه من الكلام على ما أعتقد به جازما ومتمسك به، فيؤكدونه لي بالمتشابه فيزيدني ضلالا الى ضلالتي بينما تاتي انت لهم ويعرفون انك من المسلّمين المصدّقين وتسألهم نفس السؤال فيجيبونك باجابة صحيحة تناسب درجة عقلك فيرفعوك بها ويهدوك ويسددوك فيجب أن تحسب حسابك أن ليس كل ما يقوله الامام وورد لك عنهم بها هداية ،، فهو ربما يكون به اضلال لان السائل حين سأله لأنه كان من الشّاكين المعاندين وليس من المسلّمين إذا عرفنا أن الروايات بعضها يهدي وبعضها يضل وبعضها محكم وبعضها متشابه فكيف يمكننا أن نعرف التي تهدي من التي تضل؟ وجواب هذا السؤال من الروايات نجده في الرواية التالية عن الامام الصادق عن امير المؤمنين عليهما السلام: عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام، قَالَ: قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام: أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِالْفَقِيهِ حَقِّ الْفَقِيهِ ؟ مَنْ لَمْ يُــــقَــــنِّــــطِ الــــنَّــــاسَ مِــــنْ رَحْــــمَــــةِ اللَّهِ، وَلَــــمْ يُــــؤْمِــــنْــــهُــــمْ مِــــنْ عَــــذَابِ اللَّهِ، وَلَمْ يُرَخِّصْ لَهُمْ فِي مَعَاصِي اللَّهِ، وَلَمْ يَتْرُكِ الْقُرْآنَ رَغْبَةً عَنْهُ إِلى‏ غَيْرِهِ؛ أَلَا لَا خَيْرَ فِي عِلْمٍ لَيْسَ فِيهِ تَفَهُّمٌ، أَلَا لَا خَيْرَ فِي قِرَاءَةٍ لَيْسَ فِيهَا تَدَبُّرٌ، أَلَا لَا خَيْرَ فِي عِبَادَةٍ لَيْسَ فِيهَا تَفَكُّرٌ...............إنتهى وأهل البيت أحق بكلامهم من غيرهم ، فالروايات الواردة عنهم والتي كلها تخويف وتهويل وتقنيط هي من المتشابه الذي أجابوا به الذين في قلوبهم شكّ وأضلوهم بها والمتكلم الذي لا يتبع هذه القواعد هو ليس بفقيه يستحق ان نستمع له ولا من لا يبين لك بفهمه وتدبره وتفكره معنى قولهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين: لَوْ عَلِمَ النَّاسُ كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى هَذَا الْخَلْقَ لَمْ يَلُمْ أَحَدٌ أَحَداً يستحق أن تستمع له وكذلك من لا يبين لك بفهمه وتدبره وتفكره معنى قولهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين: اعملوا كل ميسر لما خلق له، كلّ شي‏ء بقدر حتى العجز و الكيس‏ يستحق أن تستمع له إجمالا ولعدم التطويل أقول: إن كنت تريد أن تفتح عينك الثالثة عين الوحدة والحكمة فإن كل من لا ينظر بعين الوحدة ويبين لك الامور واسرار الخلق من خلالها لا يستحق أن تستمع له فهؤلاء جميعهم يحبسونك ضمن النظرة الثنائية القطبية التي تراها من خلال العينين الثنتين ويمنعونك من الاقتراب أو من النظر من عين الوحدة العين الثالثة فأنت بارادتك من تُقفل عينك الثالثة وهم بمناهجهم الثنائية يتحكمون بإرادتك ويوجهونك بعيدا عين الوحدة فالعين الثالثة مفتوحة على الدوام والمطلوب منك لكي تنظر من خلالها هو فقط أن تقرر النظر من خلالها وأن تبقى تنظر من خلالها فقط لترفع عنك العين الثالثة حُجُب العينين الثنتين حجابا بعد حجاب وحينها كلما سألت سبيلا سؤالا فإن داعي الله المقيم في حنجرتك سيجيبك بلسانه وشفتيه عنها


وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآل الطيبين الطاهرين

.

..
...
....
.....

الأحد، 3 سبتمبر 2017

أمير المؤمنين عليه السّلام هو السبيل المقيم






الإمامة العظمى هي الاسم المكنون
والإسم المكنون مكنون بأئمتكم
فهم الكتاب المكنون
والاسم المكنون هو قران كريم
وفاطمة هي أم الكتاب
وهي فاطمة الأفطام
والأفطام هم أبنائها الذين أودعت بهم نورها
غرر الأخبار، ص: 155
عن أسباط بن سالم، قال:
رحلت من هيت،
فسألت أبا عبد اللّه عليه السّلام عن قوله تعالى: (وَ إِنَّها لَبِسَبِيلٍ‏ مُقِيمٍ‏)
فقال: «نحن المتوسّمون، و أمير المؤمنين عليه السّلام السبيل المقيم» ........أنتهى
.
.
عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ قَالَ‏ أَخْبَرَنِي أَسْبَاطٌ بَيَّاعُ الزُّطِّ قَالَ
كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ‏:
إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ وَ إِنَّها لَبِسَبِيلٍ‏ مُقِيمٍ‏
قَالَ قَالَ نَحْنُ الْمُتَوَسِّمُونَ
وَ السَّبِيلُ فِينَا مُقِيم‏..........إنتهى
وَ رَوَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْكُوفِيِّ عَنْ عُبَيْسِ بْنِ هِشَامٍ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع‏ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ‏:
إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ وَ إِنَّها لَبِسَبِيلٍ‏ مُقِيمٍ‏
قَالَ:
الْمُتَوَسِّمُونَ هُمُ الْأَئِمَّةُ
وَ إِنَّها لَبِسَبِيلٍ‏ مُقِيمٍ‏؟

قَالَ الْإِمَامَةُ لَا تَخْرُجُ مِنَّا أَبَدا......إنتهى


الثلاثاء، 29 أغسطس 2017

طـــرفــــي الــكــونــدالــيــنــي




طـــرفــــي الــكــونــدالــيــنــي 
هـمــا الــسَّــبِــيــلَانِ‏ الــلَّــذانِ‏ هُــمَــا مِــنْــكَ‏ وَ فِــيــكَ‏ مِـــنَ الْــكَــوْنِ الــنَّــارِيِّ


من كتاب الهداية الكبرى، ص: 436

قَـالَ الْـمُـفَـضَّـلُ: يَـا سَـيِّـدِي فَـهَـلْ نَـجِـدُ الْـخَـلْـقَ الَّـذِي كَـانَ فِـيـهَـا وَ نَـعْرِفُـهُـمْ
قَـالَ نَـعَـمْ

مَـا مِـنْ كَـوْنٍ إِلَّا وَ فِـيـهِ نُـورِيٌّ وَ جَـوْهَـرِيٌّ وَ هَـوَائِـيٌّ وَ مَـائِـيٌّ وَ نَـارِيٌّ وَ تُـرَابِـيٌّ
يَـا مُـفَـضَّـلُ، تُـحِـبُّ أَنْ أُقَـرِّبَ عَـلَـيْـكَ وَ أُرِيَـكَ أَنَّ فِـيـكَ مِـنْ هَـذِهِ الـسِّـتَّـةِ أَكْـوَانٍ؟

اعْـلَمْ‏ أَنَّـهُ خَـلَـقَـكَ وَ خَـلَـقَ هَـذِهِ الْـبَـشَـرَ وَ كُـلَّ ذِي حَـرَكَـةٍ مِـنْ لَـحْـمٍ وَ دَمٍ،ـ

قَـالَ: يَـا سَـيِّـدِي أَيْـنَ ذَلِـكَ

قَـالَ: يَـا مُـفَـضَّـلُ الَّـذِي مِـنَ الْـكَـوْنِ الـنُّـورَانِـيِّ نُـورٌ فِـي نَـاظِـرَيْـكَ

وَ نَـاظِـرُكَ بِـمِـقْدَارِ حَـبَّـةِ عَـدَسٍ ثُـمَّ تَـرَى بِـهَا مَـا دَرَكَـاهُ مِـنَ الـسَّـمَـاءِ وَ الْـهَـوَامِّ وَ الْأَرْضِ وَ مَـنْ عَـلَـيْـهَـا

وَ فِـيـكَ مِـنَ الْـكَـوْنِ الْـجَـوْهَـرِيِّ يُـحْـسِـنُ وَ يَـعْـقِـلُ وَ يَـنْـظُـرُ
وَ هُـــــــوَ مَـــــلِـــــكُ الْـجَــسَـدِ (((الجوهرة الحية بالذات)))ـ

وَ فِـيـكَ مِـنَ الْـكَـوْنِ الْـهَـوَائِـيِّ الْـهَـوَاءُ الَّـذِي مِـنْـهُ نَـفْـسُـكَ وَ حَـرَكَـاتُـكَ وَ أَنْـفَـاسُـكَ الْـمُـتَـرَدِّدَةُ فِـي جَـسَـدِكَ

وَ فِـيـكَ مِـنَ الْـكَـوْنِ الْـمَـائِـيِّ رُطُـوبَـةُ رِيـقِـكَ وَ دُمُـوعُ عَـيْـنَـيْـكَ وَ مَـا يَـخْـرُجُ مِـنْ 
نَـفْـسِـكَ

وَ الــسَّــبِــيــلَــيْــنِ‏ الــلَّــذَيْــنِ‏ هُــمَــا مِــنْــكَ‏ وَ فِــيــكَ‏ مِـــنَ الْــكَــوْنِ الــنَّــارِيِّ
الــــــنَّـــارُ الَّـــتِـــي فِـــي تَــــــرَاكِــــيــــبِ جَــــــسَـــــدِكَ

وَ هُــوَ الْـمُـنْـضِـجُ الْـمُـنْـفِـذُ مَـأْكَـلَـكَ وَ مَـشَـارِبَـكَ وَ مَـا يَـرِدُ إِلَـى مَـعِـدَتِـكَ
وَ هُـوَ الَّـذِي إِذَا حُـكَّـتْ بَـعْـضٌ بِـبَـعْـضٍ كِـدْتَ أَنْ تَـقْـدَحَ نَـاراً

وَ بِـتِـلْـكَ الْـحَـرَارَةِ تَـمَّـتْ حَـرَكَـاتُـكَ
وَ لَـوْ لَا الْـحَـرَارَةُ لَـكُـنْـتَ جَـــــــمَــــــــاداً

وَ فِـيـكَ مِـنَ الْـكَـوْنِ الـتُّـرَابِـيِّ عَـظْـمُـكَ وَ لَـحْـمُـكَ وَ دَمُـكَ وَ جِـلْـدُكَ وَ عُـرُوقُـكَ وَ مَـفَـاصِـلُـكَ وَ عَـصَـبُـكَ وَ تَـمَـامُ كَـمِّـيَّـةِ جِـسْـمِـكَ.ـ

قَــــالَ الْــمُــفَــضَّــلُ:ـ

يَــــــا مَـــــوْلَايَ

إِنِّـــــــــي لَأَحْـــــسَــــبُ أَنَّ شِــــيــــعَــــتَــــكَ
لَــــوْ غَــــلَـــــتْ كُــــــــــلَّ الْـــــغُــــــلُـــوِّ فِـــــيــــــكُــــمْ

تَــــهْـــتَـــــدِي إِلَــى وَصْــــفٍ يَـــــــسِــــيــــــرٍ مِــــــــمَّـــــا
فَـــــضَّـــلَـــــكُـــــمُ اللَّهُ بِـــــــهِ مِـــنْ هَـــــذَا الْــــعِــــلْـــــمِ

الْــــجَــــــلِـــــــيــــــلِ...............إنــــتـــهـــى الـــنــقــل