الخميس، 8 يونيو 2017

أنا النقطة ، أنا الإسم المكنون، أنا عين الله الناظرة








بسم الله الرحمن الرحيم


اللهم صلي على محمد وآل محمد


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أنا النقطة ، أنا الإسم المكنون، أنا عين الله الناظرة


الثاني: هلا أخبرتني ووضّحت لي


كيف يمكن أن يكون هو النقطة


وهو الإسم المكنون


وهو عين الله الناظرة؟


فلقد أختلطت عليّ المعاني والكلمات!!!!!!!!!!


الأول: لعلك تعتقد أن هذه المعاني متعددة؟


الثاني: مع كل هذه الكثرات المتكثّرة من الموجودات التي اراها وأشعر بها من حولي فلا بد أن يكون الامر كذلك


الأول: إسمح لي إذن أن اقول لك أنك جاهل من الجاهلين


الثاني: بالتأكيد انني كذلك ولذلك كلما عظُمت عليّ الأمور والتبست عليّ المعاني لجأت إليك


الأول: ألم تسمع قول المولى جلّ شأنه أن العلم نقطة كثّرها الجاهلون؟


الثاني: نعم سمعتها بالتأكيد ،


وكثيرا ما تغنّيت بها أمام أقراني من الجاهلين وكأنني أفهمها،


ولكنني فعلا وحقيقة لم أفهم معناها حتى الأن


الأول: أجمل ما فيك أنك معي وأمامي دائم الإقرار بالجهل والنقص،


لكن ما يعيبك في الباطن هو أنك أمام الناس دائما ما تدعي العلم والفهم،


وهذا دليل على أن باطنك لا يشبه ظاهرك وهذا نقص لا يغتفر


الثاني: لا أملك الا أن أقول بمحضرك وأنت تعلم ما في نفسي :


عسى بحث الأيام وسهر الليالي برفقتك ومجالستك


أن يجعل باطني مثل ظاهري سواء بسواء


الأول: دعك بمحضري من هذا النفاق واكتفي بالصمت والسؤال منّي عند الحاجة


الثاني: ------


الأول: لولا أنني آمل بك خيرا لهجرتك منذ زمن بعيد ولم أسامرك


الأول مستمرا بحديثه:


النقطة هي فعلا هي الاسم المكنون


وهي عين الله الناظرة أيضا ،


بالإضافة الى أنها هي العقل الذي هو وسط الأشياء كلها،


ولتفهم ذلك يجب عليك أن تدخل في النقطة وتبصر الحقيقة من داخلها


الثاني: وكيف لي أن أدخل في الإسم المكنون وهو مكنون بي؟


أينفع أن أدخل في المكنون بي فأصبح أنا المكنون به بعد أن كان هو المكنون بي


الاول: أنت بالفعل مكنون به منذ البدء ولا تزال مكنون به وستبقى مكنون به الى الأبد


الثاني: إذا كيف أصبح هو مكنون بي؟


أفلا يعني ذلك أنني قد خرجت منه وعاد هو ليستكنّ بي


بعد أن أنزلني تحت القبب


وسيبقى مكنون بي حتى بعد أن يرفعني فوق القبب؟


الأول:


بل القبب


وكل ما على وما في الأرض تحت القبب


وكل ما ومن فوق القبب كانت ولا تزال كلها مكنونة به،،


فهو مكنون في كرسيّه


وكرسيّه وسع السماوات والارض ،،


فكلها كانت منذ البدء مكنونة بالنقطة


وهي لا تزال مكنونة بها


وستبقى مكنونة بها الى أبد الأبدين


الثاني: فكيف هو الظهور إذن؟


ومن ماذا الظهور؟


الأول: ستفهم ذلك حين آخذك معي في رحلة عقليّة الى باطن النقطة


الأول مسترسلا بحديثه:


سأعطيك الآن القدرة التي تعتقد أنك تحتاجها وتطلبها


لكي تبين لي فهمك للإسم المكنون،


فأي قدرة تطلبها لذلك؟


الثاني: مممممممم ،


حسنا، أريد بصر حديدي أستطيع أن أغوص به في المكان


حتى أصل لقعره ودركه الأسفل


الذي لا أسفل منه وهناك سأجد النقطة


الأول: حسنا، لك ما تريد من القدرة وهي طوع بنانك من هذه اللحظة،


فاختر أي بقعة من المكان وأبدء بتكبيرها أو تصغيرها بعدد المرات التي تشائها


تماما بنفس الطريقة التي تكبّر بها الصورة على شاشة الأيباد أو الموبايل


الثاني نظر أمامه وحدد بقعة مكانية وبدء يحرّك أصابعه عليها من مركزها لمحيطها


ثم عاد لتحريكها عليها من مركزها لمحيطها مرة أخرى وأخرى وأخرى


وكانت الصورة تكبر من أمامه في كل مرة منها درجات ودرجات ودرجات كما في هذا الفلم التوضيحي



https://www.youtube.com/watch?v=IXHWV-xzsOU&index=2&list=PLHxlG7W9fWiDHsq5rf2wBVBqVoSIUMImZ


The Scale of the Universe


بعد فترة من الزمن بدا بوضوح فيها أن الثاني قد تعب من التكبير


ولم يصل بعد الى حيث يريد


فقاطعه الأول قائلا:


أخبرني الآن هل وصلت للإسم المكنون؟


الثاني: يبدو أنني لم ولن أصل له ،


ويبدو لي أن السبب في ذلك هو قصور العلم حتى الآن عن إدراك


ما هو أصغر أو أكبر الأشياء


الأول: بهذه الطريقة من البحث لن يصلوا أبدا لما هو أصغر وأدق الأشياء أو أكبرها


ويبدو أن معلوماتك أنت أيضا قاصرة،


فالعلماء المعاصرين أدركوا فعلا من خلال علم الرياضيات والهندسة الكسيريّة


أنهم لن يصلوا أبدا لما هو أصغر وأدق الأشياء


كما سترى ذلك في هذا الفلم التوضيحي



https://www.youtube.com/watch?v=0jGaio87u3A

Deepest Mandelbrot Set Zoom Animation ever


فهم قد أدركوا أن العالم لا متناهي في الصغر


ولا يمكن أن ينوجد له قعر أو نهاية


لأن أساسه ليس أساس مادي بل أساس معلوماتي ،


فأعلنوا عجزهم عن بلوغ قعره


الثاني:


وهل توقفوا عن البحث عن مصدر الوجود ومنبعه بعد إعلانهم عن العجز ؟


الأول: بالتأكيد كلا،


فالعقل البشري لا يقبل بالإستسلام أبدا


الثاني: ماذا فعلوا إذن؟ وكيف أكملوا طريق بحثهم؟


الأول: نفس المعادلات الرياضية قادتهم لوجود شيء أطلقوا عليه إسم الثقب الأسود،


وقالوا أن هذا الثقب الأسود هو مصدر كل شيء في هذا الوجود ،


بل أن هذا الثقب الأسود هو الوجود وهو محيط بكل الموجودات


وأنه موجود ومستتر مع كل موجود


وفي روايات أهل البيت ستجد ما يشبه كلام العلماء هذا عن الثقب الأسود


فلقد ورد بأكثر من لفظ أن الله أول ما خلق خلق مرآة مظلمة أو نور ظلّي


الرواية الأولى:


بداية النقل:


يَا مُفَضَّلُ إِنَّ اللَّهَ (سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى)


أَوَّلُ مَــــــــا خَــــــــلَــــــــقَ الــــــــنُّــــــــورُ الــــــــظِّــــــــلِّــــــــيُّ،


قُلْتُ: وَ مِمَّا خَلَقَهُ؟


قَالَ: خَلَقَهُ مِنْ‏ مَـــــــشِـــــــيـــــــئَـــــــتِـــــــهِ ثُمَّ قَسَمَهُ أَظِلَّةً


أَ لَمْ تَسْمَعْ قَوْلَ اللَّهِ (تَعَالَى):


أَ لَمْ تَرَ إِلى‏ رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَ لَوْ شاءَ لَجَعَلَهُ ساكِناً


ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا


ثُمَّ قَبَضْناهُ إِلَيْنا قَبْضاً يَسِيراً


خَلَقَهُ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ سَمَاءً وَ أَرْضاً وَ عَرْشاً وَ مَاءً


ثُمَّ قَسَّمَهُ أَظِلَّةً


فَنَظَرَتِ الْأَظِلَّةُ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ


فَرَأَتْ نَفْسَهَا


فَعَرَفَتْ أَنَّهُمْ كُـــــــوِّنُـــــــوا بَـــــــعْـــــــدَ أَنْ لَـــــــمْ يَـــــــكُـــــــونُـــــــوا


وَ أُلْهِمُوا مِنَ الْمَعْرِفَةِ هَذَا الْمِقْدَارَ


وَ لَمْ يُلْهَمُوا مَعْرِفَةَ شَيْ‏ءٍ سِوَاهُ مِنَ الْخَيْرِ وَ الشَّرِّ.....إنــــــــتــــــــهــــــــى النقل


كما وأطلقوا سلام الله عليهم في بعض الروايات


على هذا المخلوق الأول النور الظلّي


إسم "ليلة" بسبب ظلمته، وهي ليلة القدر ،،


((((خَلَقَهُ ((الــــــــنُّــــــــورُ الــــــــظِّــــــــلِّــــــــيُّ)) مِنْ‏ مَشِيئَتِهِ ثُمَّ قَسَمَهُ أَظِلَّةً))))


ولذلك فإن النور الظلّي


والتي هي نفسها ليلة القدر أصبحت حجة على الأظلة


يعني أصبحت حجة على الأئمة،،


لأن النور الظلّي الجامع أو ليلة القدر هي الكيان الجامع للأظلة كلهم


وهم أجزائها ((((خَلَقَهُ مِنْ‏ مَشِيئَتِهِ ثُمَّ قَسَمَهُ أَظِلَّةً))))


فالمشيئة المخلوقة بنفسها هي مصدر النور الظلّي أو ليلة القدر ،،


ونفس المشيئة أو الإسم المكنون قسّم هذا النور الظلّي الواحد


الى ((12 قسم))


أو ((12 محور جميعها تنبع من نقطة واحدة وهذه النقطة هي التي أشير لها دائما بالرقم 9))


و في بعض رواياتهم الأخرى أطلقوا على هذا النور الظلّي إسم "ظل النور"


20- الْكَافِي، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ:


قَالَ لِي أَبُو جَعْفَرٍ ع يَا جَابِرُ


إِنَّ اللَّهَ أَوَّلَ مَا خَلَقَ خَلَقَ مُحَمَّداً وَ عِتْرَتَهُ الْهُدَاةَ الْمُهْتَدِينَ


فَكَانُوا أَشْبَاحَ نُورٍ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ


قُلْتُ وَ مَا الْأَشْبَاحُ؟


قَالَ ظِـــــــــــــلُّ الـــــــــنُّـــــــــــورِ


أَبْدَانٌ نُورِيَّةٌ بِلَا أَرْوَاحٍ


وَ كَانَ مُؤَيَّداً بِرُوحٍ وَاحِدٍ


وَ هِيَ رُوحُ الْقُدُسِ


فَبِهِ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ وَ عِتْرَتُهُ


وَ لِذَلِكَ خَلَقَهُمْ حُلَمَاءَ عُلَمَاءَ بَرَرَةً أَصْفِيَاءَ


يَعْبُدُونَ اللَّهَ بِالصَّلَاةِ وَ الصَّوْمِ وَ السُّجُودِ وَ التَّسْبِيحِ وَ التَّهْلِيلِ


وَ يُصَلُّونَ الصَّلَاةَ وَ يَحُجُّونَ وَ يَصُومُونَ .....إنــــــــتــــــــهــــــــى الـــــــنـــــــقـــــــل


وأطلقوا عليه في رواية أخرى صفة أخرى وهي أنه " الظُّلْمَة"


78- تَنْبِيهُ الْخَاطِرِ، لِلْوَرَّامِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع قَالَ:


إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَوَّلَ مَا خَلَقَ الْخَلْقَ


خَلَقَ نُوراً ابْتَدَعَهُ مِنْ غَيْرِ شَيْ‏ءٍ


(((يعني خلق المشيئة الأولى التي خلقها بنفسها وخلق الأشياء بها او الإبداع الأول الذي بدء الخلق منه)))


ثُمَّ خَلَقَ مِنْهُ ظُلْمَةً


(((يعني خلق الظلمة من الإبداع الأول او من المشيئة الاولى)))


وَ كَانَ قَدِيراً أَنْ يَخْلُقَ الظُّلْمَةَ لَا مِنْ شَيْ‏ءٍ


كَمَا خَلَقَ النُّورَ مِنْ غَيْرِ شَيْ‏ءٍ


ثُمَّ خَلَقَ مِنَ الظُّلْمَةِ نُوراً


((الظلمة هنا هي الدائرة أو العقل الكلّي،


والنور الذي خلق منه الدائرة هنا هو النقطة أو الاسم المكنون أو الرقم 9))


وَ خَلَقَ مِنَ النُّورِ يَاقُوتَةً غِلَظُهَا كَغِلَظِ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ وَ سَبْعِ أَرَضِينَ


(((والياقوتة هي نفسها النفس الكلية الالهية أو الجوهرة الحية بالذات ،،


ومعنى أن غِلَظُهَا كَغِلَظِ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ وَ سَبْعِ أَرَضِينَ


هو أنها وسعت السماوات والأرض ،


وذلك يعني أنّ هذه الياقوتة هي نفسها كرسيّه الذي وسع السماوات والأرض))


ثُمَّ زَجَرَ الْيَاقُوتَةَ فَمَاعَتْ لِهَيْبَتِهِ فَصَارَتْ مَاءً مُرْتَعِداً


(((وهذا يعني أن نفس الياقوتة المائعة أو الجوهرة الحية بالذات


هي نفسها أصبحت بزجرِه لها هي الماء بكل جزيئاته،


وزجره لها وخضوعها له هو نفسه استوائه عليها ))


وَ لَا يَزَالُ مُرْتَعِداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ


((لأنه لا زال مستويا عليها من البدء والى يوم القيامة))


ثُمَّ خَلَقَ عَرْشَهُ مِنْ نُورِهِ وَ جَعَلَهُ عَلَى الْمَاءِ


((عرشه هو نفسه الذي وصفناه سابقا أنه مكعبات متراصفة بجانب بعضها البعض وفوق بعضها البعض،،


وبتعبير عصري فإن عرشه هو النسيج الكوني


أو كما جاء بالتعبير القرآني البحر المسجور


والذي فسره أمير المؤمنين بأنّه البحر المحيط بالعالمين))


وَ لِلْعَرْشِ عَشَرَةُ آلَافِ لِسَانٍ يُسَبِّحُ اللَّهَ


كُلُّ لِسَانٍ مِنْهَا بِعَشَرَةِ آلَافِ لُغَةٍ ((يعني 100 مليون لغة))


لَيْسَ فِيهَا لُغَةٌ تُشْبِهُ الْأُخْرَى وَ كَانَ الْعَرْشُ عَلَى الْمَاءِ مِنْ دُونِ حُجُبِ الضَّبَابِ......إنــــــــتــــــــهــــــــى النقل


ويعني بهذا أن الماء أو الكونداليني والذي هو قوة الحياة أنّه هو روح العرش ،


وذلك يدلنا على أنّ منزلة الماء من العرش هي كمنزلة الروح من الجسد


وكلاهما قد اتحدا بجسد واحد جوهري،،


وتعبيري هنا ((جسد واحد جوهري)) هو نفس تعبير أمير المؤمنين عليه السلام الذي جاء في حديث المعرفة بالنورانية


أنّ نوره الأول الذي قسمه نصفين وجمعهما سوية


هما الجسد الواحد الجوهري


((فقسم الله ذلك النور نصفين


نبي المصطفى ووصي المرتضى


فقال الله عز وجل لذلك النصف


كن محمداً


وللاخر كن علياً ،


هما شيء واحد ومعنى واحد ونور واحد


اتحدا بالمعنى والصفة


وافترقا بالجسد والتسمية


فهما شيء واحد في عالم الارواح


وكذا في عالم الاجساد


فجمعها في جــــــســــــد واحــــــد جــــــوهــــــري


وفرق بينهما بالتسمية والصفات في الامر.....إنتهى)))


الأن وقبل أن نستمر بالكلام سنسأل أولا السؤالين التاليين


ثم سنبحث عن أجابتهما في الروايات التي بين أيدينا


السؤال الأول:


ماذا يوجد في هذا النسيج الكوني أو البحر المسجور الذي يحيط بالعالمين؟


وجواب السؤال الأول من الروايات هو:


يوجد فيه 12 ألف ألف قبة،


لو وضعنا قبتنا هذه في إحداها لم تكد تبان من صِغر حجم قبتنا هذه التي تحوينا بالنسبة لحجم بعض تلك القبب،


وتحت كلّ قبة منها جرت أحداث ولادة ألف ألف آدم وذرياتهم


السؤال الثاني: وماذا يوجد أيضا في هذا النسيج الكوني أو البحر المسجور الذي يحيط بالعالمين؟


وجواب السؤال الثاني من الروايات هو:


يوجد حَوْلَ الْعَرْشِ ثَلَاثِينَ أَلْفَ بُرْجٍ


كُلُّ بُرْجٍ فِيهِ ثَلَاثُونَ أَلْفَ صِنْفٍ بِعَدَدِ الْخَلَائِقِ كُلِّهِمْ


وَ بِعَدَدِ أَنْفَاسِهِمْ وَ شُعُورِهِم‏......إنتهى


الأول مسترسلا بحديثه:


قلنا قبل قليل أن نفس المعادلات الرياضية قادتهم لوجود شيء أطلقوا عليه إسم الثقب الأسود،


وقالوا أن هذا الثقب الأسود هو مصدر كل شيء في هذا الوجود ،


بل أن هذا الثقب الأسود هو الوجود وهو محيط بكل الموجودات وأنه مستتر في كل الموجودات


الثاني: إلى أين تريد أن تصل من كل ذلك؟


الأول: ما أريد أن أقوله هو


أنك لكي تصل للإسم المكنون لا تحتاج لأن تذهب عميقا في الموجودات لتصل الى أصغرها أو أكبرها،


فهو ليس ألطفها أو أكبرها


بل هو أخفاها لأنه اختفى بها عنها،


ولأنه اختفى بها عنها فأنّك مهما تعمقت بالبحث عنه في الموجودات الظاهرة


فإنك لن تصل له أبدا،،


فهو مكنون في نفس الوجود المكنون في نفس الموجودات والمستتر بها،


فهو بذلك موجود في كل مكان لأنه مستتر في نفس الـ موجودات في المكان ،،


فهو هنا وهناك


فوق وتحت ومع وقبل وبعد كل شيء،


وبهذا الفهم


كان يمكنك أن تصل له مباشرة بالقدرة التي كنت سأعطيها لك


ما لو أنك سألت القدرة على النفاذ إلى نفس لوح التجلي المظلم ،


أو النفاذ مباشرة الى الثقب الأسود،


فأنت يهذه القدرة كنت تستطيع حينها وبحركة بسيطة أن تفتح ثقب أسود لتدخل فيه


الثاني: نحن بها، فإنني أسألك الآن هذه القدرة


الأول: هي طوع بنانك إذن منذ هذه اللحظة،


لكننا لن نستعملها الآن،


بل فقط بعد أن يكون عندك تصور إجمالي عن ما ستشاهده حين تدخل هناك


الثاني: فكلّي آذان صاغية إذن


الأول:


بعد كل ما خضناه سوية حتى الآن من الحوار أصبحت تدرك أن الوجود كله هو وجود عقلي كلّي واحد ،


أو حسب التعبير الروائي هو عقل كلّي واحد له رؤوس بعدد الخلائق


ما كان وما يكون منها،


وهذا العقل الكلّي الواحد هو نفسه الكان والمكان


وهو نفسه ((الظلمة أو الــــــــنُّــــــــورُ الــــــــظِّــــــــلِّــــــــيُّ))


فهو المحيط بكل العقول الجزئية والمسبب لكل النور الذي ستعتقد تلك العقول الجزئية أنها تراه وتشعر به


الثاني: نعم أصبحت أدرك ذلك بالفعل وإنني أحاول دائما أن أصوغ أفكاري ومعتقداتي بما يتوافق مع هذا الإدراك


الأول: في رحلتنا هذه سنحاول أن نستكشف العقل من داخله ، وكيف تتم نفس عملية الرؤية وليس من خلال ما تراه العين


الثاني: لم أفهم مرادك جيدا، أرجو التوضيح


الأول: حسنا سنعود لمثلنا الذي كنا نتحدث عنه دائما ومفاده أنك مجرد عقل جزئي أو برنامج صغير في كمبيوتر عملاق أو في العقل الكلي


وأنك كبرنامج او كعقل جزئي تعيش في عالم يصممه لك نفس الكمبيوتر العملاق ،،


وأنك كبرنامج أو كنفس جزئية ترتبط بجسد موجود تحت القبب


ولك به عينان ،


وتعتقد أنك ترى من خلالهما جميع ما تراه من الصور والاحداث الملونة بجميع الالوان ،


بينما الواقع من هذا المثل هو أنك محاط فعلا بالظلام من كل مكان ،


وما حقيقة رؤيتك لأطياف النور وألوانه وصوره الّا شعور يوحيه لك نفس الكمبيوتر أو العقل الكلي ،


ولا حقيقة خارجية فعلية له خارج عقلك الجزئي


وحينها فإنك لو أردت أن تدخل للعقل من خلال عينيك


فإنك لن ترى نفس مكونات العقل


بل ستبقى تجري في المجاري التي تجري داخل العقل


ولن تستطيع أن تراها من خارجها


الثاني:


وكيف السبيل إذن لرؤية تلك المجاري من خارجها؟


الأول:


السبيل الى ذلك هو أن تفتح ثقب من سطح العقل


لتدخل منه للعقل


وتتجول به بوعي آخر غير الوعي الذي ترى به الامور من خلالها،


وحينها فقط سترى أجزاء العقل ومجاريه وأسبابه التي تجرى عملية الرؤية العقلية بها


الأمر هنا أشبه بأن تفتح ثقب بقشرة الدماغ وتدخل منه


لاستكشاف أجزاء ومجاري الدماغ المسببة للرؤية العقلية بكل صورها ومشاعرها


الثاني:


فهمت قصدك الآن ، فالثقب الأسود هو الثقب الذي سندخل منه الى داخل العقل لنرى أجزائه


الأول:


نعم هو كذلك،


وأنت تعرف سلفا أن جميع أجهزة الاحساس في البدن


من رؤية وسمع وإحساس وشمّ وغيرها تنقل معلوماتها عبر المجاري العصبية


حتى تصل بها للعين الثالثة أو الغدة الصنوبرية المتمركزة في وسطه كتيار معلوماتي كهربائي مستمر بشكل متوازي ومتزامن


لتقوم العين الثالثه وما يحيط بها من الغدد القريبة بعد ذلك


بدمج جميع تيارات تلك المعلومات الواصلة لها


لتكوّن منها صورة واحدة متكاملة ومتزامنة يعيشها ويراها مثال الإسم المكنون الذي يسكن فيها كعالم واحد


متحركة به صوره على الدوام


ومشاعره مستمرة بلا توقف


الثاني: بدأت الصورة تتضح لي الآن أكثر وأكثر


الأول: عندما ستفتح الثقب الأسود وندخل منه سوية


فإننا سندخل في الظلمة،


وستختفي صورة العالم المضيئة والملونة التي اعتدت أن تراها من حولك دائما،


وتلك المجاري والغدد ستبدو لك وكأنها نقاط ضوء


وكأنها قبب من نور مختلفة الأحجام منتشرة في الظلمة


وتتصل فيما بينها بشبكة إشعاعات نورية خيطية وكأنها خيوط من نور


من بعيد سترى في وسط الظلمة نور جميل شعشعاني باهر ألوانه وسيبدو لنا من بعيد حين ننظر له وكأنه قبة شعشعانية


لكن حين سنقترب منها ستبدو لنا وكأنها عين جميلة ملونة بكل الألوان الجميلة التي لم تراها سابقا حتى في أحلامك وخيالك


هذه العين النورانية الشعشعانية بالنسبة للعقل الكوني الكلي كنسبة العين الثالثة لنا


وعن يمينها سترى قبة منيرة نورها نور دافئ أصفر ساطع


وستبدو هذه القبة لنا من بعيد وكأنها شمس متوهجة منيرة


وعن يسارها سترى قبة منيرة نورها نور بارد أبيض شديد البياض


ومن شدة بياضه سيبدو وكأنه يميل قليلا للأزرق الفاتح


وستبدوا القبة من بعيد وكأنها البدر في وسط السماء المظلمة


أمام قبة الشمس و قبة القمر سترى قبتين وكأنهما فرقدين


ومن وسط العين الجميلة الشعشعانية سترى أنه يشع من وسطها


إثني عشر عامود من نور الى مختلف أقطار السماء


وينتهي كل عامود منها بقبة منيرة ستبدو لنا من بعيد وكأنها نجم منير في السماء


ثمانية قبب منها أبعد من أربعة


وستبدو القبب الثمانية متساوية في البعد عن العين وكأنها مستقرة على ثمانية أركان


والقبب الأربعة الباقية أيضا ستبدو متساوية في البعد عن العين وكأنهم يربطون بين الأركان الثمانية


داخل حدود هذه القبب الاثني عشر سنرى نقاط ضوء كثيرة ، بعضها سيبدو لنا صغير وبعضها كبير


وليس شيء من الأنوار الصغيرة والكبيرة هذه هو أبعد من هذه القبب الإثني عشر أو يقع خلفها،،


وكأن هذه القبب الإثني عشر ترسم فيما بينها حدود الظلمة الحاوية لكل شيء،


فهم اقطار وحدود الظلمة وأركانها ،


والظلمة تحيط بهم من كل جانب


((ثُمَّ قَسَّمَهُ أَظِلَّةً فَنَظَرَتِ الْأَظِلَّةُ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ))


ومهما حثثت بالمسير نحو قبة منها ومهما طال بك الزمن


لم يمكنك أن تصل لها ،


وكأنها تجري من أمامك بنفس سرعة جريك نحوها،


ومعها ستبدو لك باقي القبب الإثني عشر وكأنها تجري نحوك بنفس سرعة جريك منها


فهي محيطة بالكل دائما وأبدا ،، فالكل في البعد والقرب من تلك النجوم الإثني عشر دائما على سواء


وبذلك تكون تلك النجوم الإثني عشر محيطة دائما وأبدا


بكل برج من تلك الابراج الثَلَاثِينَ أَلْفَ


والتي كل بُرْجٍ منها فِيهِ ثَلَاثُونَ أَلْفَ صِنْفٍ


من مجموع أصناف الْخَلَائِقِ كُلِّهِمْ وَ بِعَدَدِ أَنْفَاسِهِمْ وَشُعُورِهِم


وذلك يعني أن تلك النجوم الاثني عشر محيطة


بــ 900 مليون صنف من الخلائق بأَنْفَاسِهِمْ وَشُعُورِهِم


لا يشبه أيّ صنف منها بصفاته صفات أيّ صنف أخر


والذين يتكلمون بــ 100 مليون لغة مختلفة تحت 12 مليون قبة


وكل منها كان فيهم ألف ألف آدم سابق


وسيكون فيهم ألف ألف أدم لاحق


ويتبعهم ألف ألف أدم جديد و


سيستمرون بالتوالي على هذه الصورة ما دامت السماوات والأرض


أدم وذريته بعد أدم وذريته بقصص وأحداث متصلة بعضها ببعض ومختلفة أحداثها وصورها عن بعضها البعض


كل أحداث تلك القصص يقوم نون والقلم بسطرها من كل أمر حكيم


قصة بعد قصة بعد قصة


ولكل قبة وصنف من أصناف الخلائق ،


لتقوم الملائكة والروح بعد ذلك بالتنزل بإذن ربها من كل أمر حكيم سطره نون والقلم ،،


وعلم كل ذلك مخزون ومودع في الإسم المكنون الإمام المبين والكتاب المبين والقرآن العظيم


ونون والقلم يستقون علم كل ذلك منه


ويسطرونه قبل أن تقوم الملائكة والروح والنجوم الإثني عشر بعد ذلك ببرء ذلك العلم المكنون


فتخرجه ببرئها له لنفسها من عالم المكون والخفاء في الاسم المكنون لعالم الظهور والشعور لها،


الثاني: لقد جَمُدت والله أطرافي من هذا الوصف


الأول: فماذا تقول إن قلت لك أنني لم أصف لك حتى الآن من حقيقة الأمر ولو حتى على قدر ألف غير معقوفة


الثاني: وماذا يمكنني أن أقول غير جل جلالك أيها الإسم المكنون وجل شأنك أيها الإسم المكنون


لقد كَلَّتِ الاَلْسُنُ عَنْ غايَةِ صِفَتِك أيها الإسم المكنون


وَانْحَسَرَتِ الْعُقُولُ عَنْ كُنْهِ مَعْرِفَتِك أيها الإسم المكنون


وَتَوَاضَعَتِ الْجَبابِرَةُ لِهَيْبَتِك أيها الإسم المكنون


وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِخَشْيَتِك أيها الإسم المكنون


وَانْقَادَ كُلُّ عَظِيم لِعَظَمَتِك أيها الإسم المكنون


فَلَكَ الْحَمْدُ أيها الإسم المكنون مُتَوَاتِراً مُتَّسِقاً، وَمُتَوَالِياً مُسْتَوْسِقَاً


وَصَلَواتُك أيها الإسم المكنون عَلَى رَسُولِك النجوم الأثني عشر أَبَدَاً


وَسَلامُك أيها الإسم المكنون دَآئِماً سَرْمَدَاً


الأول: هــــــا، هل تعتقد أنك جاهز الآن للدخول في الظلمة لتستكشفها؟


الثاني قال بعد أن بدء يحكّ قمة رأسه ويضغط على فكيّه ويصدر من غير شعور أصواتا مبهمة مممممممممم، إيييييي، آآآآآآآآآآآآآآآآه


أرجوا أن تعفيني من ذلك الآن،


فانني أشعر انني إن دخلت معك هنا سأفنى وأنتهي


وأصعق وأموت بمجرد أن أطلع على الحقيقة كما هي هي


وأظنني لن يصبح صباح يومي المقبل عليّ إلا وقد شاب شعر رأسي ولحيتي وانكسر ظهري،


فاعفني الآن من ما تطلبه منّي


وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين


.

..

...

....

.....




الأحد، 4 يونيو 2017

حتى ذلك الوقت توجّه بنيتك وصور عبادتك كلها للمعنى المعبود




بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


سلام عليكم أخي الكريم طالب التوحيد

أنت ثالث شخص أسأله واريد منه جواب شافي لقلبي عن الأسئلة التالية التي تولّدت في عقلي وقلبي عندما قرأت منشوراتك ومنشورات بعض الاخوة الكرام في الفيسبوك واماكن اخرى
هل صحيح انه يوجد فرق بين اهل البيت الارضيين والسماويين؟

والايمان بمعاني إلاهية متعددة أخرى مع الله مثل الهيكل وإله الالهة والاله  هل هو صحيح ام هو شرك وكفر؟

أعتقد انك تعرف عن ماذا اتكلم ومن الكاتب فاتمنى منك ان كنت تعرف ذلك فعلا ان تفهمني قليلا لسبب مهم جدا وهو انني قد حرت الآن والتبس علي الأمر ، فهل يجب أن اعبد الله الحقيقي ام اهل البيت السماويين او اله الالهة...ام الهيكل هو الله؟

طالب التوحيد

وعليكم السلام أخي الكريم ورحمة الله وبركاته

كل إنسان أخي الكريم يعبد ما يعتقد هو لا ما يعتقده غيره

وأي إنسان مهتم ويكتب عن مثل هذه الامور كثيرا ومنشغل بها كلاما ونقاشا وأخذا وعطاءا بشكل دائم ومستمر وداعيك منهم إنّما هو يكتب عن عقيدته هو ويحاول أن يشرحها بكتاباته لنفسه ولغيره

كما ويحاول دائما أن يجد من يناقشه بها،، لأن النقاش حول هذه المواضيع والمفاهيم يجعلها أوضح لصاحبها ويجعله يستطيع أن يجهز نفسه لليوم الذي سيقف فيه لتحديد موازينه هل هي ثقيلة ام خفيفة

والذي سيحدد ثقلها من خفتها هو قدرته على تبيان عقيدته يوم تبلى السرائر

وعادة ما أن نقاشه واجابته على الاسئلة والمداخلات التي تُطرح على ما مكتبه بعد أن كتبه ستجعل عقيدته بالنسبة له أكثر وضوحا من ما الذي يسأله عنها،، لماذا؟

دعني أتكلم عن نفسي أولا وأخيرا ولا علاقة لي بالاسباب التي تدفع الآخرين للكتابة

في صفحتي لو تلاحظ أخي الكريم انني أحاول أن أجيب تقريبا على جميع الاسئلة ذات الصلة بما اكتبه ،، وذلك لأنني بالأساس أنما أكتب واشارك الاخوة بما أكتبه لأنني أبحث عن هذه الاسئلة لأزيد بها وضوح الرؤية بالنسبة لي،،

فتجدني بعض الاحيان اجيب عن عشرة او عشرين او عن ثلاثين سؤال على بعض المقالات التي اكتبها

نفس المقال اكتبه ربما بثماني ساعات متواصلة أو على مدى عدة أيام اقضيها كلها بتركيز تام على ما اكتبه وعلى الفكرة التي أريد أن أنقلها

بعد ذلك تأتي الاسئلة والمداخلات فتاخذ مني يومين او ثلاثة افكر واجيب عليها ،

وقبل كتابة نفس المقال أقضي كم يوم افكر واقرء روايات اهل البيت عليهم السلام وأحيانا اشاهد معها عشرات الافلام العلمية والوثائقية التي أعتقد أنها تريد أن توضح نفس ما يريد القرآن وأهل البيت توضيحه

فالدين هو علم أنزل بطريقة بسيطة وسهلة لقوم لا يزالون يجهلون الكثير الكثير ولم ترتقي عقولهم وأفهامهم بعد لفهم كيف أن الله خلق أن الله قد خلق الكون على اصول علمية
يعني كيف أن الله خلق كل شيء وقدره تقديرا

والقدر كما يقول أهل البيت عليهم السلام هو هندسة الشيء طوله وعرضه ووزنه ووو

وأهل العلم يبحثون عن هذا القدر وهندسته ويحاولون أن يعرفوه ويفهموه

فهم يؤمنون بنفس ما يؤمن به متبعوا الاديان بالتسليم من أن كل شيء مخلوق بقدر مقدر وبدقة كاملة وبشكل قصدي

فهم ببحثهم العلمي لم يخرجوا من اطار الدين لكنهم يبحثون في جزء معين من الدين وبعيدا عن النصوص الدينية أنهم يبحثون عن هندسة الاشياء ومقاديرها فقط

هذا ما اعتقد به شخصيا ولذلك فإنني اشاهد عشرات الافلام العلمية والوثائقية التي أعتقد أنها تريد أن توضح نفس ما يريد القرآن وأهل البيت توضيحه،، فأهل البيت هم العلماء وهم من بنوا قبب السماء ، ولو انتبهت لقوله سلام الله عليه لقد علمني رسول الله الف باب من العلم يفتح لي من كل باب الف باب ،، فستفهم من ذلك يعني ان الامام عنده العلم الكامل بمليون علم بجميع ما تحويه تلك العلوم المليون ،، والرقم ألف ألف هو لبيان الكثرة فقط ، والا فالحقيقة اكبر من ذلك بكثير

كل ذلك البحث والتفكير اقوم به لكي اخلق لنفسي صورة عن الحقيقة
وعن اهل البيت
وعن الوجود
وعن نفسي
وعن كل ما هو حولي

لكي أجمع ذلك بصورة كونية واحدة تستطيع أن تفسر لي الايات والروايات بكل سهولة
ولو رجعت لبداية الصفحة وحتى لو كنت تعرفني قبل ذلك ستجد انني كنت ولا ازال غائص في البحث عن هذه المعاني ،

يعني تقريبا حياتي كلها منذ 23 سنة ولا زالت تدور حول هذا الامر

كل سؤال كنت ولا ازال اجيب عنه كان ولا يزال أيضا يضيف جزء جديد للصورة الكونية  التي كنت ولا ازال ابحث عنها

كل سطر اكتبه يضيف لها جزء جديد

كل ساعة قضيتها واقضيها اتفكر بها بصمت أضافت وتضيف جزء من الصورة الكلية للصورة الكونية التي كنت ولا أزال ابحث عنها

نعود الآن للذين يسألوني الأسئلة وأقول: 

أنني احاول يوميا ان اتصفح بعض ما يكتبه الاخوة والاخوات الكرام الذين يسألوني في صفحتي لأرى عن ماذا يتكلمون وبماذا يفكرون ، وأحيانا كثيرة لا أجد أي أثر يدل على انهم يبحثون مثلي عن ما ابحث عنه

وأجد أن الكثير منهم منشغلون بامور الحياة من السياسة والحرب والمصاعب المالية والاخلاقية والاجتماعية ، والقلة منهم هي من تحاول أن تشق طريقها نحو المعارف الربانية بعيدا عن لعب ولهو الحياة الدنيا ((السياسة والمال وملحقاتهما)) وهؤلاء لست متأكد تماما أنهم سيستفادون من أسئلتهم كما استفدت شخصيا من الاجابة عليها ،، 

لأن الصورة عندي اصبحت أكبر وأوضح بعد الاجابة ، بينما هو لم يشغل نفسه بإكمال الصورة التي حصل عليها من الاجابة

يعني حينما اجيبه بافضل ما استطيع الاجابة به على سؤاله ، فإنه ما لو لم يبني حينها على هذه الاجابة اسئلة اخرى واخرى واخرى ويبحث عن اجاباتها جميعها ليكمل بها الصورة فانه لن يستفاد من هذه الصورة الجزئية التي وصفتها له باجابتي

والنتيجة هي أنني قد استفدت من سؤاله بينما لم يستفد هو منه، لانني اكملت به بعض الصورة الكونية التي ابحث عن تفاصيلها، بينما هو لم يهتم بالجزء الذي حصل عليه ولم يبني أو لم يجمع حوله اجزاء جديدة من الصورة

الآن أنت تسألني هل انا اعبد الله الحقيقي ام اهل البيت السماويين او اله الالهة...ام أن الهيكل هو الله وتقول التبس علي الأمر من كلامكم

وأقول لك لا بد أن يلتبس عليك الأمر ،، فكما يقول أمير المؤمنين عليه السلام فأنت وأنا وكل إنسان إنما يعبد ما يعتقد هو به ،، يعني لو جمعت الآن عشرين انسان من مذهب واحد لا على التعيين وفي غرفة واحدة ،، وسألت كل واحد منهم ثلاثين سؤال عن المعارف الالهية وعن صفات معبودهم ستجد انهم يعتقدون بثلاثين اله مختلفين وكلهم يسمونه اسم واحد وهو "الله"

جرب ان تفعل ذلك مع اخوك او اختك او صديقك ،، اكتب عشرين سؤال واجب من عندك ومن عقلك واعتقادك عليها بعشرين جواب ،، ثم اطلب من كل واحد منهم ان يجيب على نفس تلك الاسئلة من عنده واعتقاده الذاتي وليس بأن ينسخ ويلصق لك الروايات والايات ويقول هذا هو اعتقادي ، وستجد حينها ان الله الذي تعبده لا علاقة له بالله الذي يعبده كل واحد منهم الا بالاسم فقط

ونفس الامر يجري عليك وعليّ وعلى جميع من تسأل عن كلامهم ،،

وأنت كلما بحثت بعقلك وبنفسك عن المعارف والمعاني الإلهية أكثر فستتبدل صورة وصفات الله الذي تعرفه وتعبده بصورة وصفات جديدة ،،

فمن تسأل عن كتاباتهم وأنا منهم إنما نصف لك وكل واحد منّا يصف ما يعبده هو وما يعتقد به هو ، لانه ربما قضى من سنين حياته أكثر أو أقل من البقية وهو يتفكر بهذه الامور

شخصيا اتفق معهم بالكثير من ما يقولونه ويعتقدون به

وتوجد عندهم اشياء كثيرة لا افهمها لكنني لا اعترض عليها بانها غلط او انها وهم ، فهم يكتبون عن ما يعتقدون به ،، واعتقد انهم كذلك لا يفهمون بعض ما اكتبه وهذا شيء طبيعي وبدورهم لم يعترضوا على ما اقوله ،،

ولو بحثت عن منهجي او تابعتني فستجد انني كذلك لم اعترض على احد ولم اسقط فكره وعقيدته ولم أجادل أحد منهم،، لأنني أعتقد أننا جميعا حاطبي ليل ونحاول ان نلتمس طريقنا في الظلمات التي بعضها فوق بعض ،، وستجد أن كل ما افعله هو محاولة الدفاع عن ما اعتقده واحاول ان استفاد من اسئلة الاخوة والاخوات من خلال التفكر بها والبحث في داخلي عن اجوبتها

فكل الاجوبة موجودة في داخلك وفي قلبك وما عليك الا ان تتعلم ان تقبلها وتسمعها

ما يمكنني أن افعله أو أي أخ من الاخوان الذين يكتبون عن المعارف الالهية لأي إنسان يقرء ما نكتبه هو فقط ان نثير في المقابل حب التساؤل والمعرفة عبر تبيان تلك المعارف الالهية بطريقة جميلة تثير به الشوق لأن يبحث عنها ويتفكر بها

وبعد ذلك يجب أن يتحمل هو أو تتحمل انت مسؤلية بناء عقيدتك الذاتية لنفسك والتي لن تتشابه صورتها في يوم من الايام مع صورة عقيدة أي إنسان على هذه الارض

بالنسبة للعبادة فإنني افهمها ربما على غير ما تفهمها انت أو الكثير من الاخوة والاخوات

فأهل البيت يقولون أن معنى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون هو وما خلقت الجن والانسان الا ليعرفوه فإذا عرفوه عبدوه

يعني انشغالك بالبحث عن المعارف الالهية وفهمها ومعرفتها هي العبادة الحقيقية التي من أجلها خلقنا الله

كلما زاد علمك واطلاعك كلما زاد فهمك ووضوح الرؤية عندك ،، وانت من تحدد لنفسك مدى اتساع او ضيق علمك ومعلوماتك،،

المؤسسات الدينية والمعممين ليس مهمتهم ان يهدوك للعقيدة الصحيحة

لأن نفس المؤسسات الدينية غير مصممة لهذا الهدف أطلاقا ،، وغالبا ما ستجد أنهم يقومون بالعكس من ذلك،، والسبب في ذلك هو أن مهمتهم الوحيدة هي ان يحافظوا عليك في هذه الاجواء الدينية وأن يحببوها لك بمختلف الطرق والوسائل والطقوس وليس ابعد من ذلك،

الأبعد من ذلك هو واجبك انت

فعليك أنت أن تسعى بنفسك ومجهودك وسهرك لان تصوغ عقيدتك ،، فلا تقليد في العقيدة ،، إسأل أي معمم أو أي مرجع أو أي عارف ستجد أنه سيتبرء من فرض أي عقيدة عليك وسيبقى يتكلم معك في الأساسيات

العلم والعلماء اليوم تقريبا متفقين على اننا نعيش في كمبيوتر كبير ،، ربما لا تقتنع بكلامي هذا لأنك ربما لا اطلاع عندك عن العلم الحديث وعن ما يقوله العلماء في السنوات العشرة الأخيرة ،، فعالمنا كما فهموه من خلال البحوث والتقنيات الحديثة هو ليس عالم مادي ،، بل عالم عقلي معلوماتي

هذا ما وصل له العلم الحديث وهذا ما كانوا يبحثون عنه منذ بدؤوا رحلاتهما الاستكشافية لأطراف الأرض أواسط القرن الماضي وإكتشفوا حينها أمر القبة السماوية التي تحيط بالارض
وعندما عادوا بدأت أمريكا وروسيا يتسابقان بجنون بإطلاق الصواريخ النووية نحو قبة السماء يريدان تفجيرها أو عمل ثقب بها ،، وأطلقوا حينها على هذه العملية اسم

((fishbowl operation))

عشرات الصواريخ النووية تم توجيهها من قِبَلِ البلدين نحو السماء وقاموا بتفجيرها على عدة ارتفاعات أظهرت لهم أن القبة لا يمكن تفجيرها أو حتى عمل أي ثقب بها

واستمروا بالبحث وبعدها بسنوات بدأوا ببناء مصادم الهدرونات الكبير [CERN] بتكلفة وصلت لتسعة مليارات دولار بمساهمة 100 دولة في العالم والغرض الحقيقي منه كان هو اكتشاف حقيقة هذا العالم الذي نعيش به من خلال اكتشاف حقيقة وجود جزيء الرب أو ((Hegsboson)) الذي تكلمنا في المقال السابق عنه وعن((Hegs feld)) أو البحر المسجور

هذا ما كنت أعتقد به منذ أن بدأت أفكر وأتفكّر وأبني أفكاري وعقيدتي وأفهم روايات أهل البيت على أساسها

أمنت بالوجود العقلي من أول يوم لي ، وعندما بدأت بعد ذلك أقرء روايات أهل البيت كانت كلها واضحة ومقبولة بالنسبة لي ويفسر بعضها البعض ، لكن الصورة الاجمالية كانت مشوشة بفعل التفسيرات المتضاربة للمفسرين

حقيقة الذين بنوا القبة وأنزلونا بها ليست هي نفسها تلك الصور والاسماء المختلفة التي نزلوا بها بيننا لتعليمنا ورفع مستوى تفكيرنا بطرق معقدة لا يمكننا ان نتصورها

حقيقتهم فوق القبب غير ما نعرفه منهم وعنهم تحت القبب

لا أعرف أخي الكريم ان كان غيري من الذين تسأل عنهم يعتقدون بما اعتقد به ويحاولون أن يصفوا هذه الصورة بكلامهم وكتاباتهم ووصفهم لكن أعتقد أنني أقترب مع بعض الاخوة منهم في وصفنا وكلامنا في اماكن وابتعد عنهم في اماكن أخرى 

ولذلك ربما ستكون صورة الله والانبياء والناس والمأكل والمشرب والنكاح والتجارات وووووو ستكون كلها مختلفة عندي عن التي عندهم والتي عندك أو عند أي إنسان أخر لا يعتقد بأصل ما أعتقد به

ولذلك فإن نصيحتي لك هي أن لا تشغل نفسك بما اعتقده واقوله أناْ أو بما يعتقده ويقوله غيري وغيرك،،  وابدء بتكوين صورتك الكونية الخاصة بك ،،

ان استطعت ان تستفاد من مجهودي وكلامي أو من مجهود وكلام غيري في صياغة فهم جديد تفهمه وتعتقد به فنعمّا هي ،،

وان لم تعينك افكارنا وكلماتنا حاليا فاركنها جانبا حتى يحين وقتها إن حان وقتها،،
وحتى ذلك الوقت توجّه بنيتك وصور عبادتك كلها للمعنى المعبود الذي خلق النور الاول ولا تشرك بعبادته أحدا

وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين
.
..
...
....
.....