الثلاثاء، 9 مايو 2017

سؤال وجواب




بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سؤال وجواب

إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ

سألني أحد الإخوة الكرام السؤال التالي وأجبته عنه بما أعتقد ،، أشارككم هنا السؤال والجواب
////السلام علیکم . اخی . هل صحیح ان اصحاب الامام المهدی الـ313 لیس هم الان موجدین لانه المؤهلات والمقدمات والوضع الدینی لا تؤهل ولاتنشئ هكذا اشخاص .؟ . ارجو الرد من فضلکم////
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لا أعرف أخي الكريم إن كان أصحاب الإمام قد اقترب عددهم من الاكتمال أم لا، لكن الذي أعتقده أن الجو الديني في جميع الأديان وعلى مر التاريخ كان ولا يزال مصمم لكي يعطّل اكتمال العدد المطلوب، فالعقيدة الصحيحة والتي يصفها الناطقون بالقرآن الكريم في سورة الواقعة بأنها حق اليقين تم تغطيتها من قبل المؤسسات الدينية في العالم كله ولا يعرف بها الا القلة القليلة جدا،،
ما هي عقيدة حقّ اليقين؟
إنها عقيدة السابقون السابقون المقربون وأصحاب اليمين وأصحاب الشمال
يعني عقيدة ثُلّتي الأولين وثلّة الأخرين والقليل منهم

وَكُنتُمْ أَزْوَاجًا ثَلاثَةً () فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ () وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ () وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ () أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ () فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ () ثُلَّةٌ مِّنَ الأَوَّلِينَ () وَقَلِيلٌ مِّنَ الآخِرِينَ --------
وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ
فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ () ----- ثُلَّةٌ مِّنَ الأَوَّلِينَ () وَثُلَّةٌ مِّنَ الآخِرِينَ
وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ () فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ ---------------
فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ () فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ
وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ أَصْحَابِ الْيَمِينِ () فَسَلامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ
وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ () فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ () وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ
إِنَّ هَـــــــــــــــذَا لَـــــــــــهُــــــــوَ حَــــــــــــقُّ الْــــــــــــــيَــــــقِــــــــــــيـــــــــــنِ
فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ
هذه العقيدة ، والتي هي عقيدة حق اليقين لو انك بحثت عنها في جميع المؤسسات الدينية في العالم فإنك لن تجدها مذكورة عندهم ولن تجد أحد منهم يتكلم عنها أو يصفها للناس
وهذا الأمر ليس صدفة على الإطلاق، ويبدو لي أن المؤسسات الدينية في العالم مهمتها الرئيسية هي إخفاء هذه العقيدة رغم وضوحها بالروايات والآيات وبالمقابل تنشر أي عقيدة غيرها مهما كانت صورتها
ومؤسساتنا الدينية الاسلامية عموما والشيعية منها كذلك لم تخرج من هذا الاطار والمنهج التلبيسي في العقائد
عشرات آلآف المحاضرات الدينية والمؤلفات لمختلف الخطباء والعلماء والمراجع لن تجد منهم من ذكر او تحدث فيها عن هذه العقيدة وتفاصيلها ومن هم الثلل الثلاثة والقليل وما هي مواصفات اعتقاداتهم
حتى الشيخ عبد الحليم الغزي الذي أحترمه وأجلّه كثيرا والذي استمعت لأغلب محاضراته من عدة سنوات ولليوم وجدت أنه لم يأتي على ذكر تفاصيل هذه العقيدة والتي هي حق اليقين كما قال بنفسه
فعندما أراد الحديث عنها أبتداءا من الدقيقة 150 من برنامجه الأخير محفل الميلاد ... مرارة الحق بمناسبة ذكرى ولادة سيد الاوصياء عليه السلام ألقى الكرة في ساحة العلماء والمراجع والمفكرين الشيعة وألقى بالـــ لائمة عليهم ولم يذكر من تفاصيل هذه العقيدة الحق أي شيء

فهو كما يقول عن نفسه أنه إبن هذه المؤسسة الدينية التي قرر أخيرا أن ينفصل عنها ويحاول أن يصلحها بمنهج الكتاب والعترة


في ظل هذا الجو الديني الملبّس والمسيطر على الساحة والذي يخفي العقيدة الصحيحة عن قصد حسب ما أعتقد من المستحيل أن تكتمل العدة المطلوبة بسببهم او بمعونتهم
فالجميع بسببهم كما يقول المثل العراقي (يخوط بصف الاستكانة) ،، ولذلك ورد في الروايات عن أهل البيت عليهم السلام أنه لا وُجود للمؤمنين المُكتملي الإيمان إلّا في أطراف الأرض، وأنهم يعرفون الناس والناس لا تعرفهم وأنهم النومة وأنهم الأندر الأندر وووووو،، فهؤلاء يعتمدون على أنفسهم أولا وأخيرا بالبحث عن العقيدة الحق ولا يقلدون في عقائدهم أحد من الناس
وهذه العقيدة لا تكتمل وتتوضح بشكل كامل الّا مع الايمان بعقيدة الخلق الجديد او نظام الكرات في الخلق
وحتى الذين يؤمنون بها من فرق الشيعة لم أجد منهم من يتحدث عن عقيدة الثلل الثلاثة والقليل بشكل واضح وتفصيلي
والذين يتمنون أن يكونوا من أصحاب الامام اليوم هؤلاء غاية أملهم أن يقيموا معه دولة الحق في فترة الآخرة ويتنعمون بخيراتها، يعني هم ضمنا يريدون أن يبقوا في هذه الأرض مع الامام، ومن يبقى عليها سيبقى نظام الخلق الجديد او الكرّات يطبّق عليه
نعم فترة بعض كراته فيها قد يطول أمدها فتصل لألف سنة لكل كرة وليست كما هي الآن كل كرة منها خمسين سنة فقط
وهذه العقيدة حرصت المؤسسات الدينية على أن تجعل الناس في لبس منها
بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِّنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ // بسبب رهبانهم وأحبارهم ومعمميهم الذين يقلدونهم في عقائدهم
ولذلك أعتقد أخي الكريم أن اكتمال العدد في زمن واحد هو عملية صعبة جدا جدا ما لم يعاد صياغة هذه المؤسسات الدينية بشكل جذري وهذا الأمر صعب جدا جدا جدا
فكما ورد عن أهل البيت عليهم السلام ما معناه أن ازالة جبل بابرة من مكانه اهون من ازالة حاكم ظالم لن يان اوان زواله
لكن يوجد سنة إلهية تحكم هذا القانون وهو لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
لو اجتمع في زمان واحد العدد المطلوب وبحثوا بنفسهم عن العقيدة الصحيحة في ليلهم ونهارهم بعيدا عن احبارهم ورهبانهم فإن نفس السنن ستساعدهم على الوصول لهذه العقيدة والى حق اليقين
الثلل الثلاثة والقليل هم شعب الله المختار ، أسمائهم مكتوبة ومعروفة لأهل السماء لا يزيدون واحد ولا ينقصون واحد،، والمطلوب لاكتمال العدد أن يقرر مجموعة منهم أن يتذكروا عهدهم ويبحثوا عن الحق ويصلوا لحق اليقين في فترة زمنية واحدة يجتمعون فيها

وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين
.
..
...
....
.....


الاثنين، 8 مايو 2017

فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا كُـونْـدَاليـنا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا//ليس آية



بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلّي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا كُـونْـدَاليـنا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا//ليس آية

فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا((سورة مريم//آية 17))


في مقالات سابقة تحدثنا تقريبا وبشكل إجمالي عن كل مفردة جائت في هذه الآية الكريمة


فكلمة أرسلنا وهي المنطوقة بلسان الجمع لـ المجموعة الآمرة والفاعلة في القرآن الكريم تكلمنا إجمالا عنها في بعض المقالات ، مثل المقال التالي الذي تكلمنا به عن عائدية ضمائر الجمع في القرآن الكريم ولمن تعود



وقلنا فيها أنها تعود لمجموعة آمِــــــــرة وفاعلة هي من الملأ الأعلى وأنها هي من تتحكم بجميع ما يجري على هذه الأرض بعملية إسمها تنزّل الملائكة والروح فيها بإذن ربها من كل أمر


وتكلمنا بشكل إجمالي أيضا في مقالات أخرى عن معنى كلمة "ربها" كما في المقال التالي والذي عنوانه:

وقلنا فيه أن الإسم الأعظم هو الذي يمثّل صاحب الإسم أكمل وأتمّ وأعظم تمثيل وبالصورة الأكمل،، فالإسم هنا غير المسمى ، لكن الإسم ينطق بلسان المسمى به وهو من يظهر أفعاله كلها

وقلنا في هذا المقال أنّه في هذا الكون الكبير بجميع سماواته وأراضيه وبجميع أبعاده كلها  خلق الله له فيها اسم ظاهر بين مخلوقاته لكي يمثّله بينهم أكمل وأعظم وأتم تمثيل 

فهذا الإسم هو إسم مخلوق له صورة ظاهرة بين الخلق

وصفات صورته منتزعة من حقيقة صاحب الإسم الذي وضعها بنفسه فيه لكي يمثله أعظم تمثيل

فهو رغم أنّه اسم مخلوق لكنه بمشيئة خالقه هو بهذه القدرة الــ لا متناهية ،،

فحدود قدرته هي من حدود قدرة المبدع الأول الذي لا يمكن تخيّل أيّة حدود لقدرته

وقلنا أن هذا الإسم الأعظم الظاهر بين الخلق يعلم ويدبر ويدير جميع ما يجري في هذا الكون من أدق دقائق شؤونه الى كبيرها وعظيمها ، وأنّه يباشر بنفسه بتنفيذ جميع ذلك في جميع تلك السماوات والأرضين بجميع ابعادها

لكنه وبنفس الوقت لا يفعل ذلك بشكل فردي ، بل انّه من كل أرض من تلك الأراضي التي سيوجد بها حياة وحضارة جديدة سيأخذ من مادتها قبل قيام تلك الحضارة عليها ليصور منها صورة رجل تناسب صورة من سيخلقهم في تلك الأرض ثمّ  ينفخ فيها من روحه وقدرته

فتصبح رجل حيّ يرزق، وبعد ذلك يخلع عليه من علمه وقوته وقدرته التي خلعها عليه خالقه حين خلقه وعلّمه وجعله إسم أعظم له

يعني أنّه سيُمكّن ذلك الاسم الذي نفخ فيه من روحه من جميع ما مكّنه خالقه منه، أي انّه سيودع به علم جميع الاسماء التي أودعها به خالقه ،، ليجعل منه حينها وبذلك النفخخ  والتعليم اسم أعظم له

فهو الإسم الأعظم للمبدع الأول، وهذا الإسم الذي خلقه وصوره ونفخ فيه من روحه وعلمه الاسماء جميع الاسماء كلها فعلا ونطقا وفهما هو اسمه هو الأعظم

فهذا الاسم الأعظم الرجل هو يحكم ويدير ويدبّر شؤون الكون كله وهو بهذه الطريقة يحقق مشيئة الله في الكون كله

وقلنا أن هذا الاسم الأعظم الرجل الظاهر بين الخلق يُوجَد هناك إسم تكويني أعظم منه وهو أيضا مثله إسم مخلوق ومرزوق

وأن هذا الإسم الأعظم الآخر هو الذي خلق الله منه السماوات والارض وكل ما فيهن وبينهن جميعا

وقلنا أن نفس الإسم الأعظم الرجل الظاهر بين الخلق هو من ضمن تلك المخلوقات المخلوقة من هذا الاسم الأعظم التكويني الموجود في كل مكان ومع كل المخلوقات 

وأنه هو ثاني الاثنين وثالث الثلاثة ورابع الاربعة وهو مع ما هو ادنى من ذلك وما هو اكثر وذلك لأنّ معيّته لهم هي معيّة تكوينية فكل شيء مخلوق من هذا الاسم

وقلنا في ذلك المقال أن هذا الإسم الأعظم الذي خلق الله منه جميع ما خلق يُعرف اليوم باسم زهرة الحياة حيث كان حديثنا وقته يدور عن زهرة الحياة ،

وزهرة الحياة كما يقول جميع من يتحدثون عنها أنها هي الإسم الذي خلق الله منه جميع ما خلق ،، يعني السماوات والأرض ومن فيهم وما بينهم

وبتعبير قرآني يمكننا أن نقول أن زهرة الحياة هي الماء الذي جعل منه كل شيء حي

وقلنا كما في المقال التالي أن معنى الكونداليني عند أصحابه هو نفسه معنى مصطلح الماء القرآني، فالكونداليني هو قوة الحياة المخلوقة السارية في الموجودات






فالماء هو المجعول منه كل شيء حي

و الإسم الأعظم الرجل الظاهر بين الخلق هو مخلوق من هذا الماء وينسب له، فالماء يُنسب له وهو يُنسب للماء

وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَرًا
فَجَعَلَهُ نَــــــــسَـــــــبًـــــــا وَصِهْرًا
وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا

يعني يمكننا أن نقول أن كلاهما وجود واحد رغم أنهما اسمين مختلفين ورغم أن أحدهما علّة لوجود الآخر وذلك لأنهما يوجد بينهما رابط تكويني يجعلهما يتصرفان كما لو انهما وجود واحد

بحيث ان ما سيشائه الاسم الأعظم الرجل الظاهر بين الخلق تنفيذا لمشيئة الإسم المكنون سر زهرة الحياة لاظهار العلم المكنون في المشيئة الأولى أو النقطة أو القرأن العظيم،، ستعمل حينها زهرة الحياة الجوهرة الحيّة بالذات والتي هي موجودة تكوينيا مع هذا الإسم الظاهر للإسم المكنون أو للصورة الأنزعية ،، لأنّه مخلوق منها فإنها ستعمل على إظهاره وجوديا لباقي المخلوقات، 

وما ستشاء زهرة الحياة أو النفس الكلية الالهية الجوهرة الحيّة بالذات ذات الأربعة عشر وجه أن تظهره تنفيذا لمشيئة الاسم الاعظم الرجل سيعمل العقل أو الإسم المكنون الذي هو روح زهرة الحياة الجوهرة الحيّة بالذات على تمكينها من تكوينه وايجاده

فزهرة الحياة الجوهرة الحيّة بالذات ذات الأربعة عشر وجه أو الكونداليني هي روح الإسم الأعظم الظاهر بين الخلق ، والاسم الأعظم هو جسدها

والإسم المكنون أو العقل هو روح زهرة الحياة الجوهرة الحيّة بالذات ذات الأربعة عشر وجه ، وزهرة الحياة او الكونداليني هو جسده

وكما أن للإسم المكنون العقل أو إسم الله الباطن أربعة عشر وجه هم بمجموعهم هم زهرة الحياة وهم وجهه الذي لا يفنى، فإن للإسم الأعظم الظاهر بين الخلق ثلاثة عشر وجه ظاهر بين الخلق وهو رابع عشرهم وأعظمهم

الإسم المكنون أو العقل أو المشيئة الأولى هو الإسم الأعظم الأعظم الأعظم 
وهو المصباح وهو أيضا روح زهرة الحياة

وزهرة الحياة أو الكونداليني هي المشكاة أو الإسم الأعظم الأعظم وهي الوعاء أو النفس الكلية الالهية للإسم الأعظم الظاهر بين الخلق

والأسماء العظمى الأربعة عشر الظاهرة بين الخلق هم الجسد

نفس كلية إلهيّة هي المشكاة
لها جسد إلهي ظاهر بين الخلق بأربعة عشر وجه هو الزجاجة
ولهم روح كلية إلهية هو الاسم المكنون أو المصباح أو العقل أو المشيئة الأولى

الأن نعود لضمير الجمع الذي قال فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا
ونقول أنه يعود للأسماء الأربعة عشر الظاهرة بين الخلق والمنطوية روحها في كل الخلق وفي كل الوجود بسماواته وأرضه وما بينهما

فأيّ إسم أعظم ظاهر بين الخلق من هذه الأسماء الأربعة عشر يمكنه وعلى نحو الأصالة أن يقول عن الماء او عن الكونداليني أو عن زهرة الحياة أنها رُوحَنَا ، وذلك لأنهم متصلون روحيا وتكوينيا وعقليا معها وناطقون وفاعلون باسمها،

فهم إذا قالوا وقولهم فعل ، قالت بقولهم وقولها هو خلق وإيجاد وإظهار للمشيئة

فالمشيئة أو العقل اذا شاء أرادت زهرة الحية او النفس الكلية الالهية إظهار صورة تلك المشيئة فتقدّرها أولا وتقضي ما قدرته ثانيا وتُمضي ما قدرته ثالثا ، وأمضائها لما قدرته وقضته هو نفسه إظهارها عيانا لباقي المخلوقات لما قدرته وقضته 

فالتقدير والقضاء والامضاء هو من شؤون هذه النفس الكلية الإلهية وفعلها

ولأنها موجودة على الإطلاق في كل مكان في هذا الوجود، بل هي نفسها هي هذا الوجود بأكمله ، فإنها تعمل فيه كعمل شبكة الانترنت التي تربط الجميع من غير حاجة للحركة، فالروح هي الشبكة الكونية للخلق وهي لا تحتاج للحركة من مكان الى مكان من أجل إظهار أفعالها في أيّ مكان منها

فالروح هي ليلة القدر الالهيّة، ويمكنها أن تتجلّى بنفسها لنفسها بأيّ صورة وبأيّ مكان وزمان بدون الحاجة للحركة،، فليلة القدر هي نفسها هي الكان والمكان

الكونداليني أو روح المجموعة الآمرة والفاعلة والناطقة بلسان الجمع في القرآن الكريم هو نفسه هو أمرهم الذي قالوا:

وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًـــــــــــا مِّنْ أَمْرِنَا
مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإِيمَانُ
وَلَكِن جَـــــعَـــــلْـــــنَـــــاهُ نُـــــورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا
وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ

والروح هو نفسه أمره الذي قالوا عنه بضمير المفرد:

إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ،، فأمره هو الذي يقول للشيء كن فيكون 

لكن أمره ينطق من على لسان أسمائه العظمى الظاهرة بين الخلق فهم يقولون بلسان الجمع:

إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ

فهم بمجرد قولهم يقول أمرهم أو روحهم معهم، فيكون قولهم مباشرة كما أرادوا له أن يكون،

فقول المجموعة الآمرة الفاعلة بذلك هو نفسه فعلهم ، وفعلهم هو نفسه خلق وإيجاد وإظهار

ولذلك فإن فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا لا تعني أن روحهم تحرك من مكانه أو انه يحتاج للحركة، فلأنه موجود في كل مكان فلقد تَمَثَّلَ لَهَا مباشرة بَشَرًا سَوِيًّا

وكذلك ولآنه موجود في الأرحام فإنه أودع بشكل مباشر غُلامًا زَكِيًّا في رحمها فجعلها من حينها هي وابنها آية للعالمين

فهو لم يجعله في رحمها نطفة ثم جعله علقة ثم مضغة ثم ثم ثم

بل نفخ فيها من روحه نفخة واحدة فكان مباشرة غلاما زكيا بدون أن يمر بجميع تلك المراحل، فلا وجود هنا لنطفة أصبحت علقة ثم مضغة ثم ثم ثم

وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ

المجموعة الآمرة بهذه الطريقة يمكنها أن تتجلّى بما تشاء من الصور والمخلوقات في ليلة القدر وتحت القبب بدون الحاجة لأن يتحرك أو ينتقل فيها شيء من سماء الى أرض او من مكان الى مكان

يمكننا القول أن ليلة القدر الإلهية هي ليلة التّجلّي الإلهي التي يتجلى فيها الملائكة والروح بإذن ربهم من كل أمر

أخيرا ومن باب الشيء بالشيء يُذكر نقول أن معنى كلمة ((Matrix))
هو ((التّجلّي))، فمعنى إسم فلم ((The Matrix)) بالعربي هو:

 ((التّجلّي)) أو ((عالم التّجلّي)) 

ومعنى التّجلّي هو انتقال الشيء من مكان إلى مكان من غير حركة ومن دون أن ينعدم وجوده من مكانه الاول ليظهر في الثاني، كما تنتقل الافكار من العقل الى الورقة مع بقاء أصل نفس الافكار في العقل ثابتة ولم تخرج منه

في مقال لاحق سنتكلم إن شاء الله عن فيزياء الكوانتم وكيف وصل علماء الفيزياء من خلال فهمهم لمفردات هذا العلم إلى أن صور موجودات وأحداث عالمنا تحت هذه القبة يجب ولا بد أن تكون وجودات فكريّة معلوماتية بالأصل ، وأن أصلها ليس وجود مادي أو طاقوي ، وأنه يتم التنزل بهذه المعلومات من مكان آخر حيث به وجودنا الأصلي
وأن صور الموجودات وأفعالنا هنا إنّما هي تجلّي لصور مشيئتنا النابعة من وجودنا الأصلي هناك.

رُوِيَ‏ أَنَّ حَوْلَ الْعَرْشِ ثَلَاثِينَ‏ أَلْفَ‏ بُرْجٍ‏ كُلُّ بُرْجٍ فِيهِ ثَلَاثُونَ أَلْفَ صِنْفٍ بِعَدَدِ الْخَلَائِقِ كُلِّهِمْ وَ بِعَدَدِ أَنْفَاسِهِمْ وَ شُعُورِهِم‏

وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين
.
..
...
....

.....



السبت، 6 مايو 2017

وَيَسْأَلُونَكَ عَـــنِ الكُـونْـدَاليـنِي




بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلّي على محمد وآل محمد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وَيَسْأَلُونَكَ عَـــنِ الكُونْـدَاليـنِي قُلِ الكُونْـدَاليـنِي مِنْ أَمْرِ رَبِّي

وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً//ليست آية

أشارككم مداخلة كريمة من أحد الإخوة الكرام وجوابي له مع بعض التعديل

//// لابد للمكاشفات والافكار من ميزان عدل توزن به

ولابد ان يكون الميزان معصوم متفق عليه

والناس غير معصومين

فليس كل ما يتقبلونه صواب

وليس كل ما يرفضونه باطل

اما الكتاب واهل البيت عليهم السلام فهما العاصمين من الضلالة

(الحق ما رضيتموه والباطل ما انكرتموه)

وانا ارى اخي الكريم انك تبذل جهد كبير في بحوثك

وانك تحاول ان تزاوج بين العلوم الموروثة من الوثنيين والعلوم الموروثة من اهل البيت

فانتجت من ذلك التزاوج مولود هجين اقرب للوثنيين لانه يحمل جنسيتهم (مصطلحاتهم)

فعلمك اخذته من الوثنيين (اهل الطاقة والشاكيرات واليوكا)

وتحاول ان تثبته بالنصوص الاسلامية لاهل البيت والقرأن

ولو انك اخذته عنهم وسميته بما سموه لكان خير لك فهم اصل النور

والطاقة وهم اصل العلم ومنتهاه .

هذا رايي واعتذر منك وفقك الله لكل خير/////

جوابي

أخي الكريم أرى أنّك قد استعملت في كلامك هذا المصطلح (((الوثنيين)))

وأعتقد أن المشكلة التي باتت تمنعنا من الوصول للمعارف الحقُة هي هذه المصطلحات المنفّرة

والتي اسسها اصحاب العمائم الطابقية من مختلف الأديان

وعمّومها بيننا حتى أصبحت حُجُبا غليظة تمنعنا من توسيع مداركنا

عبر الاستعانة بما وصل له من سبقنا من الامم السابقة من المعارف

وهذا المنهج المنفّر القاطع للطريق لا علاقة له بمنهج الكتاب والعترة ،

فالكتاب يقول لنا

((قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ))

وأهل البيت يقولون لنا أن القرون السابقة دارت على معرفة نفس من تسعون أنتم لمعرفتها

فكما ورد بسنده عن أبي عبد الله الصادق(ع) أنه قال:

إن الله تبارك وتعالى أمهر فاطمة(ع) ربع الدنيا، فربعها لها،

وأمهرها الجنة والنار، تدخل أعداءها النار، وتدخل أولياءها الجنة،

وهي الصديقة الكبرى،

وعلى معرفتها دارت القرون الأولى....إنتهى

فالكتاب والعترة يقولون لنا أن معارف جميع من كانوا في الأرض سابقا

ومن هم عليها الأن دارت ولا تزال تدور حول شيء واحد فقط

وهو معرفة الإله الواحد

الأن من هم هؤلاء الذين كانوا في الأرض سابقا؟

أنهم من تدعوهم ((الوثنيين)) كما علّمك وعلّمنا رجال الدين أصحاب العمائم الطابقية

فقطعوك وقطعونا بذلك عن الاستعانة بمعارف القرون السابقة التي نبحث عنها نحن أيضا

وشخصيا أعتقد أن رجال الدين أو الأحبار والرهبان

الذين يروّجون بأفواههم بين الناس مثل هذه المصطلحات

ويحثون الناس بشدّة على الاعتقاد بها

أنهم هم نفسهم الذين يحاولون أن يطفؤوا نور الله بأفواههم

وهم الذين قَصَدَهُم الناطق بالكتاب الكريم في الأية التالية:

اتَّخَذُواْ أَحْــــــبَــــــارَهُـــــمْ وَرُهْــــبَـــــانَــــهُــمْ أَرْبَـــــابًـــــا

مِّن دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ

وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ

يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللَّهِ بِأَفْـــــــوَاهِــــــهِــــــمْ

وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ

فجميع معارف القرون السابقة كانت تدور حول معرفة الإله الوحد

وهو نفسه نور الله الذي خلق منه السماوات والأرض

وهي نفسها من مِن نورها ازهرت السماوات والأرض

وأعتقد أن مشكلتك مع ما أكتبه هنا من مصطلحات الوثنيين كما تدعوهم

هي بالتأكيد مع مصطلح الكونداليني الذي أستعمله بكثرة

لو بحثت جيد أخي الكريم

فستجد أن الكونداليني عند قومه هو نفسه نور السماوات والأرض عندنا

فهو قوة الحياة التي بثّت وتبث الحياة في كل الوجود وتنطوي بكل شيء مخلوق

ومصطلح الكونداليني الذي أستعمله

هو المصطلح الجامع لخلاصة معارف أحد أقدم القرون ((الأمم، الحضارات)) السابقة

وهم يعتقدون أنه أو انها هي روح الأرواح ،

ولا يرون شيئا إلا وكان معه وفيه وفوقه وتحته وقبله وبعده

و على هذا الأساس المعرفي الروحي عاشوا سابقا

ولا زالوا يعيشون حياتهم مع بعضهم ومع موجودات الكون

أمّا بالنسبة لي

فأنني وانطلاقا من تجربتي الخاصة قد آمنت بهذه المعاني

وأقررت بها لأهل البيت قبل حتى أن أعرف أهل البيت من خلال رواياتهم

وبعد ذلك عندما أطلعت على رواياتهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين

عرفت من هم الذين أمنت بهم قبل أن أعرف أسمائهم وأشخاصهم في عالم الظهور والتجلي

لكنني مع ذلك لم يكن بمقدوري أن أصف هذه المعاني بشكل واضح

ولم أستطع أن اتكلم عنها بوضوح الا حين اطلعت على خلاصة معارف الأمم السابقة والقديمة جدا

ونحن كأمّة إسلامية ناشئة

لا تزال متعلقة بدين التنزيل

ولم تقترب من التأويل بعد

ولا تزال متعلقة حتى هذه اللحظة بما قاله لها علماؤها ومفسروها الملبّسة

لا نزال نؤمن حسب فهمنا القاصر الذي حشى عقولنا به

هؤلاء الملبّسون الكفرة من أهل العمائم الطابقية

أن معرفة الروح ممتنعة حسب فهمهم القاصر الذي حشوا به عقولنا لقوله تعالى:

وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً

فأقنعونا بمظهرهم وتلبيسهم أن معرفة الروح ممتنعة إطلاقا

بينما الأمم او القرون السابقة او الوثنيين كما تسميهم

قد تجاوزوا هذه المعضلة منذ زمن بعيد يقدر بآلاف السنين

وأصبح عندهم من العلم الكثير عن الروح وأسرارها

بينما نحن وبسببهم لا نزال حتى اليوم ما عندنا من هذا العلم الشريف إلا القليل

أصحاب هذه المصطلحات ((كفّار، وثنيين، أديان أرضية)) ومروّجوها

فصلونا بها عن علوم ومعارف القرون السابقة

فلم نستفد من علومهم المتراكمة عن الروح

ولذلك تجدنا لا نزال نتخبط في مكاننا مراوحين

والحكمة أخي الكريم ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها

ن كنت تريد أن تستفاد من حكمة السابقين فلن أمنعك من ذلك

وبدورك لا تمنعني

لا تريد ذلك؟

أيضا لن أدفعك أو لن أدعوك للخروج من مربعك

لكن لا تدعوني للدخول في مربعك أنت

فكل إنسان ميسّر لما هو من أجله مخلوق

إذا عرفت وفهمت معنى كلمات أهل البيت عليهم السلام العميقة

عن حقيقة الروح أو النفس الكلية الالهية الجوهرة الحية بالذات

فإنك ستجدها مبثوثة في مفردات وأصول جميع الأديان والحضارات السابقة كلها

وهذا ما حصل معي

فإنني فهمت أولا وعلى مدى 17 سنة كلام أهل البيت عليهم السلام بطريقة معينة

وعندما اطلعت بعد ذلك على بعض معارف القرون السابقة

وجدت أنّها هي هي

وجميعها تصف حقيقة واحدة على معرفتها دارت القرون السابقة

وستبقى تدور القرون اللاحقة حولها

وستجد أنهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين

قد ظهروا عبر العصور والقرون والأكوار والأدوار بين الناس تحت هذه القبة

بأسماء وصور مختلفة

لكي يعلّموهم بشتى الوسائل والطرق ما لا يعلمون

فلا تلومني لأنني وجدت أن وصفهم وكلماتهم التي وجدتها في كتبنا تشبه وصفهم وكلماتهم

التي أحتفظت بها القرون السابقة في كتبهم

فالقائل والواصف هو قائل وواصف واحد

لكنه ظهر بين الناس بأسماء وصور مختلفة ،

فــ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ إِلاَّ عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ

وعباد الله المخلصون قد بعثهم رب العالمين لجميع الامم والقرى

وكلماتهم مبثوثة في جميع كتبهم

ولا باس بالبحث عنها والانتفاع منها ان وجدنا انها تشبه ما عندنا

ونحن آخر الأديان وأحدثها

وبنفس الوقت نحن أيضا أبعدها عن دين التأويل

ولا زالنا اقرب لدين التنزيل

نحن نعرف من الاسلام ما تكلم عنه نفس هؤلاء المخلصون

الذين نزلوا بين اتباع الاديان السابقة بأسماء محمد وآل محمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين

بـ بسم الله والرحمن والرحيم

بينما هم عرفوهم بأسماء أخرى مختلفة

مثل الأب والإبن والروح القدس

وحورس ورع وايزيس وكرشنا وبرهما و و و و و و ،،

وتعددت الاسماء والحسن واحد

وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين

.

..

.…

..…