الاثنين، 13 فبراير 2017

متاهة العقل هي متاهة الحياة



بسم الله الرحمن الرحيم


اللهم صلي على محمد وآل محمد


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


متاهة العقل هي متاهة الحياة

مستويات الوعي الإنساني هي تسعة مستويات


سبعة سماوات ،، والكرسي الذي وسعهن ،، والعرش العظيم


7 + 1 + 1 = 9


يقولون لنا أننا يجب أن نصعد بمستوى وعينا للمستوى التاسع على أطراف زهرة الحياة

والتي هي الصورة الهندسية المقدسة للعرش

والعرش هو العقل الكلّي


يقولون لنا اننا يجب أن يصبح وعينا حيث المربع الثالث المتقاطع مع الدائرة التاسعة






وأقول كما يقول أمير المؤمنين إن أكثر الناس همج رعاع ينعقون مع كل ناعق


فالخير وكل الخير إذن في مخالفة الناعقين مع كل ناعث ومخالف الذين ينعقون لهم أيضا


واقول أننا يجب أن نخالفهم وندنوا ونقترب بوعينا من الإسم المكنون في الوسط


زهرة الحياة هي التسعة عشر حروف بسم الله الرحمن الرحيم


لكن بنفس الوقت


((وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ() لا تُبْقِي وَلا تَذَرُ () لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ () عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ))


وعي الحياة الدنيا الذي نحن به الأن هو وعي التسعة عشر

وهو أصلا هو المستوى التاسع الأبعد عن الإسم المكنون


انهم يريدوننا بذاك أن نتوجه بوعينا للخارج آو للأطراف بعيدا عن الإسم المكنون لكي نبقى مكاننا حيث نحن

أو لكي نبتعد أكثر عن الهدف


من يريد الخلاص يجب أن يتوجه للاسم المكنون العلي الأعلى ويدنوا ويقترب منه اقترابا


ولو استطاع ان يدنوا منه ويتدلّى ويكون منه قاب قوسين او ادنى فليفعل


ولكي تنجح بذلك عليك أن تتوجه بنيتك وعقلك وبحثك نحو الداخل وليس نحو الخارج


وتذكّر ان المطلوب من كل هذا الجمع هو فقط ثلاث ثلل وقليل


فلا يخدعنك الناعقون ويقولون لك أن الصعود صعود جماعي للمستوى الخامس أو السادس وما عليك سوى الانتظار بسلام

فلا تنتظر، وتعمّق بفكرك والافكار قدر استطاعتك


فالهدف من هذه الحياة هو أن تصل بوعيك للاسم المكنون في اصل وجودك


ولذلك الهدف عليك أولا أن تتمسك بولاية الاسم المكنون


وأن تتوجه بوعيك ومسيرك نحو الاسم المكنون


فتفكّر بالاسم المكنون


وناجي الاسم المكنون


وحاول أن تتصل بالاسم المكنون


إصغ السمع للاسم المكنون قدر استطاعتك


والإسم المكنون هو الحرف الثالث والسبعون من الاسم الأعظم الذي استأثر الله به لنفسه فلم يخرج منه الّا إليه


وأفراد الفرقة الثالثة والسبعون الناجية

أو أفراد الثلل الثلاثة الناجية والقليل

هم فقط الذين سيتعلقون بالإسم المكنون الحرف الثالث والسبعون

ويصلون بوعيهم إليه ويقبلهم في مملكته جنة المأوى


ومن سيقبله في مملكته وجنته سيصبح هو لسانه ويده ومشيئته وارادته


فإذا قبله بها وأدخله فيها

فإنه سينطق على لسانه من حينها

وسيحيه كحياته حياة ابدية


فهو الحي الذي لا يموت الذي يقول للشيء كن فيكون


وحين يقبله في مملكته وينطق على لسانه سيصبح هو ايضا حيّ لا يموت يقول فيها للشيء كن فيكون


فلا تذهب للخارج بحثا عن الخلاص


عليك أن تتوجه لداخل وجودك

للقلب عرش الرحمن حيث ينتظرك العلي الأعلى


فاترك عنك نعق الناعقين واترك عنك الهمج الرعاع الناعقين مع كل ناعق

وتمسك بالعلي الاعلى


وتمسك بجنته جنة المأوى السبع المثاني الأربعة عشر


وتمسك بالقرآن الكريم الاسم المكنون بهم


ناجيه وناغيه ولاغيه


فوالله انه سيكفيك حينها وسيزيدك من عنده وسيؤيدك بروح منه


الفرق الناجية هي الفرق التي سيقبلها الاسم المكنون العلي الأعلى


وهي نفسها الفرق التي لن يكون لها همّ الا الدنو والاقتراب منه والتعلق بأستاره


وكلما ابتعدت عنه ستسقط في الغرابيل الكثيرة المتكثرة المتعاقبة والمتلاحقة

ولن تنجو من السقوط فيها


لكنك كلما اقتربت منه قرّبك منه وحماك من السقوط في تلك الغرابيل


لكن هيهات ان تقترب منه بسهولة


فالتنانين بانتظارك والاسود على ابوابه والسحرة يحومون من حوله يحمونه من المتطفلين أمثالنا


فهم يحومون دائما من حولنا يخوفوننا منه ويضلوننا عنه ويغروننا بالدنيا ولذائذها


فيا دنيا غرّي غيري


هذا ما يجب أن يكون عليه لسان حالنا ومقالنا طوال الطريق إليه


يقول رسول الله وامير المؤمنين ان الناس نيام اذا ما ماتوا انتبهوا


اذا اخذنا منهما هذه الكلمات على ما هي عليه وبدون ان نؤولها فسنكتشف أن كل عالمنا بكل صوره وشخصياته وصورهم واخلاقهم وافعالهم هي من ابداع عقولنا وتصويرها


وسنفهم أننا في كل كرة جديدة من كرات حياتنا ستخلق لنا عقولنا بها متاهة جديدة كاملة ومعقدة

تحشوها لنا بصور وشخصيات واحداث كثيرة

ثم تضعنا في بداية هذه المتاهة الجديدة


ومهمتنا الوحيدة المتجددة والتي يجب أن نسعى إليها في كل كرّة جديدة هي ان نصل لمركز هذه المتاهة


فنحن ندخل متاهة الحياة من خارجها، وننزل إليها من مسقط روؤسنا وموطننا الأصلي مع الملأ الأعلى المحيط بهذه الحياة والهدف المنشود هو ان نصل بها أخيرا للاسم المكنون


ولكل متاهة من تلك المتاهات التي سيخلقها العقل الكلي لنا


ليصعّب علينا الوصول للهدف المنشود


ثلاث مستويات


أو ظلمات ثلاث


وكل ظُلمة أو مستوى منها به شخصيات كثيرة لهم صفات واسماء كثيرة ومتعددة،

وهم سيتواجدون من حولنا دائما،



وسنجدهم ينتظروننا عند كل منعطف من منعطفات هذا المستوى من هذه المتاهة



فان وقف أحدنا عند أحد تلك المنعطفات وانشغل بمن يقف عليها نقدا او مدحا أو اتباعا

أو بقى يأخذ عنه دينه وعلمه وفهمه



فستتوقف معها مسيرته نحو الهدف الحقيقي طوال توقفه عنده

وسيزداد وقت تيهه في المتاهة

وستقلّ معها فرصته بالوصول الى نهايتها قبل انقضاء الأجل


((وكل متاهة تخوضها لك فيها وقت محدد لا يزيد ولا ينقص))


فهو موجود هناك عند هذا المنعطف او ذاك فقط ليدلنا على الطريق

وليس لأن نتوقف عنده ونعتبره هو الهدف المنشود


ونحن فقط من سنحدد ماذا نريد منه بالضبط،


فهو مجرد محطة في طريقنا


ولن يمانع أبدا ما لو اننا فرشنا متاعنا عند محطته


وبتنا ليلنا ونهارنا الى جواره


ولن يمانع أبدا إن نحن توقفنا عنده واعتبرناه هو الهدف،


فهو مجرد محطة ودليل لمن يسأله،


والأمر الطبيعي اننا بعد ان ننال من الدليل الجواب ان لا نبقى واقفين عنده طوال عمرنا

بل أن نعطيه ظهرنا وننطلق متوجهين نحو هدفنا ونتركه واقف مكانه ينتظر أن يأتيه تائه أخر ليهديه للطريق

فهذه هي مهمته


لكن ان اخترت ان تعسكر بقربه فإنه لن يمانع أيضا،


لكنه سيضلّك حينها ويهديك لنفسه،


فعقلك لم يكتمل بعد لتستدل وحدك على الطريق


فان أنت ابتعدت عنه فبالتأكيد أنك ستضل طريقك أكثر وأكثر لقصور عقلك،


فلا مانع حينها من أن يبقيك بجانبه


فعلامات الطريق الموضوعة على جانبي طريق متاهة الحياة لا يجب عليك أن تقف عندها طويلا،


بل أن تقرئها وتحللها وتفهمها وتستفاد منها ثم تتجاوزها بعد ذلك سريعا،


لكنك لو وقفت عندها وبنيت بيتك بجانبها معتقدا انك وصلت للهدف


فإنها لن تمانع قرارك بالعسكرة إلى جانبها،


وستستأنس بوجودك بجانبها أيضا


وكلما انتقلت للمستوى التالي من المتاهة أو للظلمة الثانية منها


كلما زادت صعوبتها وظلمتها اكثر وأكثر


واصبحت شخصياتها اكثر دهاءا وخفاءا


فانت عقل جزئي تعيش بمتاهتك الخاصة التي هندسها لك العقل الكلي جزاءا لك على ما عملته في كرتك السابقة


وللخروج من ظلمات هذه المتاهة بوصولك أخيرا لمركزها


فإنك ستحتاج الى معونة من يعرف الطريق جيدا،


والمعين هو ما يُعرف بالمعلم الداخلي


او بروح منه او بنور القلب أو داعي الله أو أو أو


هذا النور أو هذا المعين سيوحي لك دائما بكلام وأفكار هي بالنسبة لك أفكار خارج تلك الأفكارالمألوفة لك


فهو يوحي لك بها لكي يخرجك من مألوف الصور والافكار


التي مهمتها أن تحبسك داخل المتاهة مع بقية القطيع الذي يؤمن بها


قلنا في ما سبق من المقالات أنه يوجد 12 مدرسة


وكل مدرسة يوجد بها 12 الف طالب


وكل مدرسة يوجد لها مدير وهو امام من الـ12 امام،


ويوجد بها مدرسين يعملون تحت يديه لهداية طلبة تلك المدرسة


وهذا مقطع أقتطعه من حديث طويل يدل على هذا المعنى

((
ثُمَّ تُنْزِلُهُمْ‏ عَلَى مَنَازِلِهِمُ الْمُعَدَّةِ


فِي جِوَارِ أُسْــــتَـــادِيـــهِمْ وَ مُــــعَــــلِّـــمِــــيـــهــــِمْ،


وَ بِـــــحَـــضْــــرَةِ أَئِــــمَّــــتِــــهِـــمُ


الَّـــذِيـــنَ كَــــانُـــوا يَــــدْعُـــونَ إِلَــــيْـــهِــــمْ)))


مدراء تلك المدارس وجميع المدرسين فيها وجميع الطلبة فيها هؤلاء هم عباد الرحمن،


والرحمن هو المدير العام لجميع المدارس في جميع العوالم تحت القبب


وكل عبد من مجموعة عباد الرحمن التي عددها 12 مجموعة


ومجموعهم 144 ألف


عنده هذا النور


وهو يتكلم معه


ويوحي له دائما ببعض الافكار الغير مألوفة،


لكنه أبدا لا يلحّ بها عليه،


فهذا النور يصله عقليا بمدرّسيه وبإمامه أينما كان وأينما كانوا


ويمكن وصف هذا النور بعمود من نور يصل بينه وبينهم


ويحصل بواسطته على العلم منهم بقدر درجة استحقاقه وفهمه وارتفاع درجة وعيه،

وهو ما يطلق عليه بالمعلم الداخلي

وهو بالنسبة له كنفسه العليا التي تهديه للطريق أو كشجرته التي هو منها


فأفراد الثلل ينتمون لأشجار خلق مختلفة،

فبعضهم من موالي أهل البيت مباشرة،

وبعضهم من موالي الأنبياء،

وبعضهم لغيرهم من الصالحين الذين صعدوا بالفعل للسماء


وأخذوا دورهم بالتعلم والتعليم فيهتدون ويهدون،

وذلك نفهمه من هذه الرواية التي تذكر لنا أصحاب الامام وانتمائاتهم


(((وثلاثة رجال من موالي أهل البيت: عبد اللّه ومخنف وبراك


وأربعة رجال من موالي الأنبياء: صباح وصياح وميمون وهود


ورجلان مملوكان عبد اللّه و ناصح


ورجلان من الحلّة محمد وعلي


وثلاثة رجال من كربلاء: حسين وحسين وحسن


ورجلان من النجف: جعفر ومحمد


وستّة رجال من الأبدال كلّهم أسماءهم عبد اللّه......بقية الرواية)))


فكل عبد له استاد ومعلم،


والعبد ان فضّل ان يبقى بالمألوف من الافكار


فإن النور أو المعلم الداخلي المتصل به سيتركه وشأنه يلهو ويلعب


لحين يبدء برفع وعيه وذكائه بمجهوده الذاتي فيصبح جاهزا لتلقي حديثهم معه


فكما ورد عن أهل البيت أن المؤمن محدّث ومفهّم،

فهو يتلقى حديثهم معه بواسطة هذا الرابط العقلي الذي يربطه بهم


او بواسطة هذا النور الذي يربطه عقليا بهم


فان اصغى العبد السمع لمعلمه ونفسه العليا وتوجه بمجهوده نحو المنعطف التالي الذي اشار له اليه


فإن معلمه سيسبقه وينتظره عند ذلك المنعطف،


ومنه سيستمر بالكلام معه وإرشاده ليأخذ بيده للمنعطف الثاني الصحيح


وسينتظره هناك عند المنعطف الذي اشار له إليه ليصل له بمجهوده وفكره


وحين يصل له سيدله على المنعطف الثالث الصحيح


ثم ينتظره عند المنعطف الثالث ليدله على المنعطف الرابع والخامس والسادس والسابع وووو


وسيبقي يرافقه في كل مستويات المتاهة


وسينتظره عند كل المنعطفات ليدلّه على الطريق الصحيح


خطوة بعد خطوة


ومنعطف بعد منعطف


حتى يصل به أخيرا للاسم المكنون في وسط المتاهة حيث جنّة المأوى


طبعا الطريق لجنّة المأوى ليس سهلا كما اصفه هنا


فيوجد هناك حرّاس


واختبارات


وابتلائات كثيرة ضمن المتاهة وقواعدها والمقادير المقدرة فيها،


لكن المعلم سيبقى يرافق ذلك العبد طوال الطريق


يسدده ويعلمه كيف يتجاوز تلك الصعوبات والابتلاءات


وكلما تقدم العبد للامام اكثر، اصبحت الاختبارات اكثر صعوبة وخفاءا،


ويجب عليه ان ينجح بها كلها لكي يستطيع بعد كل اختبار منها


ان يتقدم خطوة جديدة نحو المركز والهدف الذي يسعى له


وعدم نجاحه في تجاوز أيّ اختبار


يعني انه انشغل بالشخصيات والاحداث الموجودة عند منعطفات متاهته


ولم يستعملها لصالحه للتقدم للامام كما أنه لم يعقل من النور ارشاداته

وربما صمّ السمع عنه وقرر ان يتبع اختياراته الذاتية


والمشكلة في هذه المتاهات العقلية أنه لا يوجد بها طرق مغلقة أبدا


فالإنسان مستمر بالمسير فيها شاء ذلك أم أبى ولن يجد أمامه أي طريق مغلق


فالطرق المغلقة تعتبر علامات للطريق غير مسموح بها في هذه المتاهات العقلية


فإن هو سلك طريق مغلوط فلن يجده مغلق ليعود من حيث أتى ليبدء سلوك طريق جديد،

بل سيجده مفتوح من أمامه وميسّر له،

لكنّه سيرجعه بالنهاية للخلف ليبدء منه طريق جديد لم يسلكه من قبل،


ولو أخطأ الطريق مرة أخرى فسيأخذه ذلك الطريق للخلف مرة أخرى وأخرى وأخرى

ليجد نفسه في آخر أيّام حياته انّه لم يخرج من الظلمة الاولى أو من المستوى الأول من مستويات هذه المتاهة


وأغلب الناس تبقى تدور وتدور وتدور تائهة في ظلمات المستوى الأول


ولا تستطيع منه خروجا،


لأنها لا تعلم أساسا أنها في متاهة عقلية


هذه المتاهة العقلية هي نفسها الجحيم التي لها سبعة أبواب


وبعودة الانسان بعد الحساب مرة أخرى للجحيم حين يعود للحافرة بزجرة واحدة فإذا هو بالساهرة

سيكون قد ولج من أوّل أبوابها وسيرجع لنومه ودخوله في متاهة جديدة بكرّة جديدة

والذي لن يستيقظ منه الا بالموت ليرى من جديد أعماله في تلك الكرّة


والمستويات السبعة لهذه المتاهة العقلية أو لجهنم لها سبعة أبواب


وعندما يكون مسير الإنسان بالاتجاه الصحيح نحو الاسم المكنون وجنة المأوى


فستكون تلك الابواب بالنسبة له هي ابواب الجنة


لكنه عندما يتيه في وسط الطريق ويضل طريقه ويعود للخلف


فسيخرج حينها من نفس تلك الابواب التي دخل منها سابقا في طريقه لجنة المأوى


وستكون أبواب جهنم،


فسابقا كان يقترب من الجنة في حركته وبدخوله من تلك الابواب


لكنّه حين يتوه ويعود القهقري فإنه سيغوص في جهنم أكثر وأكثر


عبر الدخول من نفس تلك الابواب من الجهة المقابلة


واذا ما نجح باجتياز المستويات السبعة والعبور من أمام حراس ابواب جهنم السبعة

فسيصل للباب الثامن


وهو باب جنة المأوى


بيت الاسم المكنون

والذي ان ولج منه فسيؤتى الحكمة الخير الكثير


وستقوده مباشرة لبيت الاسم المكنون


والذي لن يخرجه بعد ذلك من بيته أبدا


وسيصبح هذا البيت مأواه ومنتهاه


فمن دخل بيته كان آمنا


فانت أخي العبد تعيش في حلمك انت ووسط متاهتك انت


وانت بالنسبة لي محطة واحدة من محطات متاهتي وتقف على أحد منعطفاتها


وانا بالنسبة لك ايضا محطة من محطات متاهتك واقف على أحد منعطفاتها


وكل إنسان يعيش بمتاهته الخاصة والتي تتقاطع في نقاط كثيرة منها


مع متاهات ومنعطفات الآخرين


فكل العالم الذي أنت تعيش جميع تفاصيله هو من خلق عقلك أنت

بشرط ان تعتقد انك عقل جزئي في عقل كلي لا يوجد خارجه من خارج


فزمانك ومكانك يخلقهما عقلك لك


والذي يراقبك خلال مسيرتك بمتاهتك


هو نفسه الاسم المكنون الذي تبحث عنه وتريد أن تصل إليه

وهو إمام زمانك وهو إمام مكانك


وكل كرّة جديدة ستكرها بعد خسرانك في الكرّة السابقة هي متاهة جديدة بالكامل


ويجب عليك ان تفعّل النور الذي بداخلك لتتصل


بمعلمك وروحك ونفسك العليا


لكي تنجح معه بفكّ شفرة متاهتك وحلّها


فبدونه لا امل لك بالنجاح



ومعه لا فرصة لك بالخسارة


الا طبعا ان قررت أنت ان تتركه وسط الطريق


او أن تتركه ولو حتى قبل نهايته بخطوتين


تماما كما حصل مع بلعام بن باعوراء الذي اتبع هواه في أخر مرحلة من مراحل مسيره


وذلك حين مُلِّك الاسم الاعظم فأصبح به مستجاب الدعاء


لكنه نكّس في اللحظات الاخيرة نفسه بنفسه


واخلد إلى الأرض بعد أن كان قاب قوسين أو أدنى من أن تشمله رحمة أرحم الراحمين


ويكتب اسمه في المسلمين ويُلحقه بِالصَّالِحِينَ


وَيُجعل له لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ


ويُجمع بينه وبين السادة الميامين في أعلى عليين


مع الذين أنعم الله عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ


وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين

.

..

...

....


.....


..
...
....

.....

الأربعاء، 1 فبراير 2017

معنى المعرفة النورانيّة









بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلّي على محمد وآل محمد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


معنى المعرفة النورانيّة


المعرفة النورانية!!!


توجد قلوب مجبولة على البحث عن المعرفة النورانية بسبب النور الذي تم تأييد أصحاب تلك القلوب به

وعدد أصحاب تلك القلوب المؤيدة بذلك النور كما تقول الروايات هو عدد محدود وثابت

وهم معروفون لأهل السماء منذ بداية قصة آدمنا الذي نحن جميعا ذريّته

عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ:

لَا تُخَاصِمُوا النَّاسَ

فَإِنَّ النَّاسَ لَوِ اسْتَطَاعُوا أَنْ يُحِبُّونَا لَأَحَبُّونَا

إِنَّ اللَّهَ أَخَذَ مِيثَاقَ شِيعَتِنَا يَوْمَ أَخَذَ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ

فَلَا يَزِيدُ فِيهِمْ أَحَداً أَبَداً وَ لَا يَنْقُصُ مِنْهُمْ أَحَداً أَبَداً........إنتهى

وعَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ:

إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى أَحَدٌ صَمَدٌ لَيْسَ لَهُ جَوْفٌ

وَ إِنَّمَا الرُّوحُ خَلْقٌ مِنْ خَلْقِهِ

نَصْرٌ وَ تَأْيِيدٌ وَ قُوَّةٌ يَجْعَلُهُ اللَّهُ فِي قُلُوبِ الرُّسُلِ وَ الْمُؤْمِنِين‏……….إنتهى

قلنا سابقا أن الحياة تحت هذه القبة تعتبر مدرسة بها صفوف ومراحل متعددة

ولن يتخرج منها الا من وصلوا في رحلة وجودهم وارتفاع وعيهم وتطور عقولهم للصفوف النهائية في هذه المدرسة

وأنّ الذين وصلوا للصفوف النهائية من المرحلة النهائية لهذه المدرسة تحت هذه القبة

هم فقط من سيتم تأييدهم بهذا النور

وهؤلاء أسمائهم معروفة ومسجلة ومكتوبة في سجلات خزنة هذه القبة

وعدد الصفوف في المرحلة النهائية هو 12 صف

وكل صف به 12000 طالب

ولهم معلم وهادي خاص بهم ومدرسين خاصين بهم يعملون تحت يديه لهدايتهم وتعليمهم

مقطع من حديث طويل

((ثُمَّ تُنْزِلُهُمْ‏ عَلَى مَنَازِلِهِمُ الْمُعَدَّةِ فِي جِوَارِ أُسْــــتَـــادِيـــهِمْ وَ مُــــعَــــلِّـــمِــــيـــهــــِمْ، وَ بِـــــحَـــضْــــرَةِ أَئِــــمَّــــتِــــهِـــمُ الَّـــذِيـــنَ كَــــانُـــوا يَــــدْعُـــونَ إِلَــــيْـــهِــــمْ)))

مجموع الطلبة هو 144 ألف طالب في مرحلة التخرج

وهؤلاء يجب أن يتخرجوا منها لكي تنتهي قصة آدمنا

وتبدء قصة جديدة لآدم جديد

يقوم الملائكة والروح أيضا بالتنزل بها بإذن ربهم من كل أمر

وقلنا في أحد المقالات السابقة

أن هذا هو مضمون ما قاله رئيس حزب الله القرآني حين قال:

كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ

فالكاتب هو الله

والناطق بهذه الكلمات هو المسؤول عن عملية تعليم وتخرج هؤلاء الـ 144 ألف وإيصالهم لقمة المعرفة المطلوبة للتخرج ،

وهي المعرفة النورانية،

والرسل هم رسله الذين أيده الله بهم

وكتب على نفسه أن ينصره وينصرهم

وقلنا أن هذه المدرسة بها فترتين، أو مقطعين من الزمان

فترة الحياة الدنيا

وفترة الآخرة

يعني دور أوّل

ودور ثاني

وقلنا أن ثلّة من الـ 144 ألف سيصلون للمعرفة النورانية سريعا خلال مختلف أيام وسنين وفترات الفترة الاولى ،

وهؤلاء سيتم رفعهم أول بأول خلال أيامها وبمجرد أن يصل أيّ واحد منهم لها (((للمعرفة النورانية))) ،

وهؤلاء السابقون السابقون للمعرفة سيكونون من المقربين من رب العالمين مباشرة وبمجرد رفعهم

وقلنا أن الثلّة الثانية منهم هم الذين سيصلون لها من بعد اكتمال عدد الثلة الأولى ،

يعني بمجرد اكتمال عدد الثلة الأولى السابقون السابقون المقربون ،

سيبدء احتساب الجديد منهم في عِداد ثلة أصحاب اليمين

وقلنا نقلا من مضمون الروايات الكثيرة عند الفريقين

أن أفراد هذه الثلّة سيتم رفعهم كمجموعة واحدة في نهاية يوم الحساب

وأن هؤلاء ستقام لهم مراسيم التخرج حين تنتهي الفترة الأولى

وسيتم الباسهم في هذا اليوم حجول من نور وحلل سندس وإستبرق خضر ستُجلب لهم خصيصا من عالم الجنة ما فوق القبب

وسيوضع على رأس كل واحد منهم تاج الكرامة

ونوره يشع من غرته حيث العين الثالثة

وسيسعى نوره بين يديه

وأنهم سيُركبونهم النجائب التي أحضروها معهم من الجنة فوق القبة خصيصا لهم ،

والتي صنعوا كل نجيبة منها في الجنة ولكل واحد منهم ومهروها باسمه

وهي نفسها منابر النور والبُسط المفروشة التي سيُركبونهم إيّاها خلال المراسم وبعد انتهائها

وفي نهاية ذلك اليوم ستطير بهم الى الجنة فوق القبة بمعية وجوار قائدهم قائد الغرّ المحجّلين

وهناك ستنتظرهم مراسيم استقبال وتكريم أخرى أجمل وأهيب وأروع من مراسيم التخرج الأولى

فالأولى هي مراسيم التخرج وعتق رقابهم من النار

والتي سيحضرها خزنتها الشداد الغلاظ ويشرّفها رب الملائكة والروح بحضوره مع ملائكته المقربين وحملة عرشه

والثانية هي مراسيم التكريم والدخول إلى الجنة الدرة المعلقة في السماء

والتي يُرى باطنها من ظاهرها

والتي سيقيمها لهم أهل الجنة الذين تُعرف في وجوههم نضرة النعيم

فهذه سيكون المستقبلين لهم بها هم أهل النعيم والحب المقيم

المستخلصون من كل القبب بحضور قائدهم قائد الغرّ المحجلين مع رب العالمين

وتلك سيكون المودعين لهم بها وجوه كالحة حاسدة لهم

مجموعة كالغنم ولم يبدء حسابها بعد

مصفوفين في صفوف على أرض مبسوطة

يُرى من في آخرها من حيث يقف أولها

وهم الذين سيحسدونهم حسدا لا مثيل له

وهم يرونهم من فوقهم يصعدون للسماء فوق قبتهم التي فتّحت أبوابها تفتيحا

ونزلت الملائكة وربهم منها

وأن الندم سيأكل هؤلاء الحاسدين يومها أكلا على ما فرّطوا في جنب الله

وأنهم سيحسدونهم ذلك الحسد الكبير لأنهم يعلمون ما سيلاقيه الصاعدون فوق القبة من نعيم مقيم

وأيضا لأنهم لا يعرفون مصيرهم بعد،

وهل سيكونون من الذين سينتقلون للدور الثاني أو الآخرة

والذين سينجح منهم في أخرها فقط ثلة وقليل منهم

أم سيكونون من الذين سيتم نقلهم بعد انتهاء يوم الحساب لقبة أخرى

في توابيت من حديد مقرنين فيها بالأصفاد

ليلقونهم منها وهم يضربون وجوههم وادبارهم في جهنمهم الجديدة

والتي سيتعلمون بها بأصعب الطرق وأقساها ربما لخمسين الف سنة جديدة أشياء ومفاهيم جديدة

وهم في عذاب مقيم مقيم مقيم مقيم مقيم مقيم مقيم

فما هي تلك المعرفة النورانية التي سيُكرّم من يصل لها أجمل التكريم؟

اختصار الكلام هو في أن نبدأه من أخره فنقول:

أن المعرفة النورانية هي أن تعرف المكان والزمان

وتعرف نوع علاقتك بهما

وتعيش حياتك على أساس إيمانك بهذه المعرفة

عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ:

إِنَّ اللَّهَ كَانَ إِذْ لَا كَانَ

فَخَلَقَ الْكَانَ وَ الْمَكَانَ

وَ خَلَقَ نُورَ الْأَنْوَارِ الَّذِي نُوِّرَتْ مِنْهُ الْأَنْوَارُ

وَ أَجْرَى فِيهِ مِنْ نُورِهِ الَّذِي نُوِّرَتْ مِنْهُ الْأَنْوَارُ

وَ هُوَ النُّورُ الَّذِي خَلَقَ مِنْهُ مُحَمَّداً وَ عَلِيّاً

فَلَمْ يَزَالا نُورَيْنِ أَوَّلَيْنِ إِذْ لَا شَيْ‏ءَ كُوِّنَ قَبْلَهُمَا

فَـــــلَــــمْ يَـــــزَالا يَــــــجْـــــرِيَــــانِ طَاهِرَيْنِ مُطَهَّرَيْنِ فِي الْأَصْلَابِ الطَّاهِرَةِ

حَتَّى افْتَرَقَا فِي أَطْهَرِ طَاهِرِينَ فِي عَبْدِ اللَّهِ وَ أَبِي طَالِبٍ ع......إنتهى

فالْكَانَ وَ الْمَكَانَ هما مكانك وزمانك الذي يجري في صلبك

فهما المحيطان بك والمنطويان بك أيضا

فيخلقان لك بهذا الانطواء والاحاطة الشعور بالزمكان بكل ما فيه

وكل ما جري منك وعليك في ماضيك وحاضرك ومستقبلك

فالمكان الذي خلقه الله تبارك وتعالى أوّل ما خلق

إنما خلقه ليستودع به الكان المخلوق معه والمكنون فيه

والمكان سيبقى مكان واحد مهما انقسم الزمان به بعد ذلك وتشعب،

أو حسب تعبير الرواية مهما انقسم وتسلسل به الكان لعدة أقسام وسلاسل

فالكان هو الزمان المخلوق مع المكان،

فهو منبع حركة الأحداث وتسلسلها في المكان،

فهو ينبع فيه كنهر جاري لا يتوقف جريانه

والكان والمكان

أو الزمان والمكان

هما نفسهما المصباح والمشكاة في أية النور

وهما نفسهما ليلة القدر والقدر المنزّل بها،

والذي هو سر الله البحر العميق

والطريق المُعْوَج

ورحمة الله التي نسأله أن يفتحها لنا ،

وهو نفسه الاسم المكنون المخزون

عَنِ الْعَالِمِ ع قَالَ :

سُئِلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع فَقِيلَ لَهُ :

أَنْبِئْنَا عَنِ الْقَدَرِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ

فَقَالَ :

سِرُّ اللَّهِ فَلَا تُفْشُوهُ

فَقِيلَ لَهُ الثَّانِيَ :

أَنْبِئْنَا عَنِ الْقَدَرِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ

فَقَالَ :

بَحْرٌ عَمِيقٌ لَا تَلْحَقُوهُ

فَقِيلَ لَهُ الثَّالِثَ :

أَنْبِئْنَا عَنِ الْقَدَرِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ

فَقَالَ :

طَرِيقٌ مُعْوَجٌ فَلَا تَسْلُكُوهُ

ثُمَّ قِيلَ لَهُ الرَّابِعَةَ :

أَنْبِئْنَا عَنِ الْقَدَرِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ

فَقَالَ :

ما يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها وَ ما يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِه‏........بقية الرواية

فأنت يا من تم تأييدك بالنور

إذا ما عرفت الكان والمكان وعشت حياتك على أساس هذه المعرفة

فإنهما سينورانك بنفسهما ويوصلانك للمعرفة التي تبحث عنها وبها خلاصك

فهما مكانك وزمانك بكل ما فيه من ما جري منك وعليك في ماضيك وحاضرك ومستقبلك

وبإمكانهما تبديل صوره وأحداثه كيفما يشاؤون

وقلنا في الكثير مما سبق وكتبناه من المقالات

أنك أنت هو مثال الاسم المكنون المخزون الذي أراد أن يرى نفسه على كل صورة وهيئة فألقاك أو ألقى مثاله في كل الخلق

فأنت مثاله الذي ألقاه في النفس الناطقة القدسية

والتي بعد أن قرنها بنفس حسيّة حيوانية ركّبها مع صورة نفس نامية نباتية أو بدن مادي بصورة معينة تحت القبب

وقلنا أنك أنت هو مثال الاسم المكنون

وأنّ الاسم المكنون المخزون نقطة الباء

هو إمام زمانك الذي يجب أن تعرفه وتتصل به ويظهر لك من باطنك أولا لكي تستحق حينها أن تكون من المقربين أو من أصحاب اليمين

وأنّ أيّ مرتبة نلت منهما فختامك ختام مسك وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ

لا أحد يعرف في زماننا هذا وعلى وجه التأكيد إن كان اسمه مكتوب مع المكتوبين

أو أنّه من المؤيدين بهذا النور ،

فهذا الامر سيخرج منه من كانت الناس تعتقد أنه حتما فيه

وسيدخل فيه من كانت الناس تعتقد انه أبعد الناس عنه

فالنور إن كان في داخلك فسيصلح أمرك في ليلة

وان لم تكن من المؤيدين به فلن تتخرج من مدرسة الحياة تحت هذه القبة في هذه الدورة ولو كنت أعبد العابدين

فلا صعود بلا معرفة نورانية

ولا معرفة نورانية بدون علم رباني

ولا علم رباني بدون هذا النور

ولا نور بدون تأييد رباني

أنت تعيش داخل المكان والزمان

والزمان والمكان منطويان بك

وهما يخلقان لك صور العالم الذي تريد أنت أن تعيشه

تماما كما تريد أن تعيشه وبدون تغيير أو تلاعب

لا تقل لي كيف لنور السماوات أن يضلني ويخلق الظلم من حولي

فهو لا يخلق لك ما لا تريده وتعتقد به أنت ،

بل يخلقه لك تماما حسب مشيئتك

فأنت مثال المشيئة الاولى التي خلقها بنفسها وخلق الأشياء بها

فأنت كمثال للمشيئة الأولى أنت من تخلق عالمك بمشيئتك

فالمشيئة الكبرى خلقتك بنفسك من نفسها

وخلقت عالمك بك

المشيئة الكبرى هي العقل الكلّي

وأنت كمثال للمشيئة الكبرى أنت هو العقل الجزئي

فأنت رأس من رؤوس العقل الكلّي الملك الذي له رؤوس بعدد الخلائق من خُلِقَ وَمَنْ يُخْلَقُ إلی يَوْمِ الْقِيَامَةِ

والعقل الكلّي بكل قواه واسمائه العظمى والحسنى والفاعلة محيط بك ومنطوي بك كعقل جزئيّ

تماما كما أنّه منطوي بكل العقول الجزئيّة الأخرى أيضا

ليخدم مشيئتك التي هي مثال مشيئته

فيخلق لك صور مشيئتك كيفما تشائها

وأمرك كنفس أو كعقل جزئي أو كمثال للمشيئة في عقل واحد كلّي أو مشيئة واحدة كبرى ترعاه وتقوم على كل أمره

هو أشبه ما يكون بأن تكون برنامج صغير ذاتي المشيئة في كمبيوتر عملاق

يجعلك بقدرته وعلمه تشعر أنك حيّ ترزق وتقوم وتقعد

بجسد هو من سيحدد لك صورته الجديدة في كلّ كرة حياة جديدة ستكرها

وحسب الموازين الثابتة التي قدرها من البداية تقديرا

وهو من سيركبك فيها في عالم خاص بك يخلقه لك وحدك

ويجعلك تشعر به أنّك تشارك به الكثير من العقول الجزئية الأخرى

وعملية إشغالك في تلك العوالم هي من أجل تعليمك

ورفع مستوى وعيك الذي يجب ان ترفعه بنفسك وارادتك ومشيئتك خلال رحلة وجودك الطويلة

ويمكنك أن تتصور انك تعيش بعالم كامل مخصص لاشغالك إن انت توقفت وانشغلت به

أو لتعليمك وتفهيمك به إن أنت بحثت عن العلم والفهم والمعرفة وأنت تعيش أحداثه

فنفس الزمكان مخصص للأمرين معا

وأنت فقط كمثال للإسم المكنون من تختار الهدف أو الأمر الذي تريده وتسعى له

وهو سيخدمك ويريك بكل أمانة صِور مشيئتك يا مثال الاسم المكنون

ويا مثال المشيئة الكبرى

ويا أيها العقل الجزئي

لو وصلت لفهم الزمكان وعلاقته بك وعلاقتك به

فستعيش حالة المراقبة لكل ما يجري من حولك في زمكانك من جميع ما ومن هم حولك ،

ومع التفكر الدائم بكل ذلك ستجد أن الزمكان سيجيبك على كل ما تبحث عنه

فهو ليس عدوّك بل تستطيع أن تقول أنه خادمك

فهو سيدك وولي نعمتك

لكنه بنفس الوقت هو خادمك

فمقولة سيد القوم خادمهم تنطبق عليه في وصف العلاقة بينكما تمام الانطباق

بل هو مصداقها الأكمل والأتم

في هذه الحالة ما لو وصلت لها وأمنت بها

فعليك أن تتعامل مع الجميع على أنهم موجودات عالمك أنت فقط ،

وانهم كلّهم موجودون من حولك إمّا لاشغالك وامّا لتعليمك

وأنت من ستحدد لزمكانك ماذا تريد منه أن يفعل لك وعليك،

تريد منه أن يشغلك لتتعلم أكثر؟

بوووووووم ،،

سيفجّر لك حياتك تفجيرا بالاحداث والمشاغل والملاهي

تريد منه أن يعلمك ويُفهمك؟

فعليك حينها أن تنعزل وتنفرد به وحده

وسيؤيدك حينها بنوره ليأخذ بيدك

فأنت محاط بالنور

والنور منطوي بك

وأنت منطوي بالنور

وهذا النور الأنور الأنور

هو مكانك وايامك وشهورك وسنينك

وهو صلاتك وصيامك وحجك وزكاتك

وهو جميع ما ومن حولك

وستجد حينها إن أنت عشت بهذه الطريقة

أن عالمك أو زمكانك سيبدء يجيبك عن كل ما تبحث عنه من الاجوبة

وكل سؤال ستتفكر به وتبحث له عن اجابة

فإن زمكانك سيجيبك عنه

وستجد أن أيّ سؤال ستسأله وتصل لك اجابته عن طريق معلومة جديدة ستصل لك بأي طريقة يختارها الزمكان

فإنها ستترتب تماما بجانب المعلومة التي حصلت عليها سابقا

وحينها فان الصورة ستكتمل عندك بقدر تلك الصور الجزئية التي جمعتها حتى الان

من اجابات مجموع الاسئلة التي بحثت لها عن اجابات

تصور انك تقوم بتجميع اجزاء الصورة الواحدة المقطعة لأف جزء وجزء وتم بعثرتها في الزمكان

ورحلة حياتك ووعيك في الزمكان هي لتجميع أجزاء تلك الصورة الكبيرة

وببذل مجهود فكري وعقلي في تركيبها بجانب بعضها البعض

مهمّة حزب الشيطان جنود الجهل ووزيرهم الموكلة لهم من رب العالمين

هي أن يتلاعبوا بعقائدك بكل صورة ممكنة ومدروسة ومخطط لها بعناية كبيرة تحت هذه القبة الزمكانية ،

وذلك لكي يشتتوا صور مشيئتك في كل الاتجاهات

فأنت تشاء ما تعتقد به ،

وحين يتلاعبون بعقائدك بشكل مرسوم

فإنهم بذلك إنما يوجّهون مشيئتك باتجاهات مرسومة بدون أن تعلم او أن تشعر بذلك

ولكي تخرج من دائرة تلاعباتهم وسيطرتهم

فإنك ستحتاج لمن يصحح لك اعتقاداتك الزائفة التي زرعها بك حزب الشيطان عبر الزمكان باعتقادات صحيحة

ولن تتوفّق لتلك الاعتقادات الصحيحة الا بتأييد رباني

وهذا التأييد هو بهذا النور الذي يؤيد به رب العالمين من يشاء من عباده

والناس جميعا سيبقون يدورون في فلك ما يرسمه حزب الشيطان لهم

ومن ضمنهم المؤيّدون بالنور أيضا،

فهم سيبقون محبوسين مع غير المؤيدين به في دائرة ما يرسمه الشيطان وحزبه لهم من الافكار والعقائد

وسيبقون محبوسين معهم حتى ينتبهوا أخيرا للنور المكنون في دواخلهم وقعر وجودهم

فيتصلون به ويبدؤون بأخذ علمهم منه وعنه

ويبدؤون ينظرون من خلال هذا النور فتصبح لهم بهذا النور فراسة ينظرون بها فتنير لهم الطريق

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ‏

قَالَ :

هُمُ الْأَئِمَّةُ ع

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص :

اتَّقُوا فِرَاسَةَ الْمُؤْمِنِ

فَإِنَّهُ يَنْظُرُ بِنُورِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ‏........إنتهى

فلا تيأس لأنك ظاهرا لا تشبه من ظاهرهم يوحي لك أنهم حتما من المؤيدين بهذا النور

وهم يشنعون على من عقيدتهم تشبه عقيدتك ويسمونها بابشع الأوصاف فـ:

عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ قَالَ

أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع يَقُولُ:

إِذَا خَرَجَ الْقَائِمُ ع خَرَجَ مِنْ هَذَا الْأَمْرِ مَنْ كَانَ يَرَى أَنَّهُ مِنْ أَهْلِهِ

وَدَخَلَ فِيهِ شِبْهُ عَبَدَةِ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ......إنتهى

فالذين سيدخلون بهذا الأمر ليسوا في حقيقتهم عبدة للشمس ولا للقمر

لكن الملبسون الكافرون يُلبِسون الناس عقائد ما أنزل الله بها من سلطان

فيُـلبِسون تلك العقائد أجمل أوصافهم وحللهم العقلية

وبنفس الوقت فإنهم يَـكْـفِـرُون عنهم الصحيح منها بأتربتهم وقاذوراتهم وتشنيعاتهم،

فينفّرون الناس بالتكفير من الصحيحة ليهربوا بإرادتهم منها

ويحبّبون لهم المنحرفة بالتلبيس

فيتلبّسونها أيضا بإرادتهم وهم فرحون

ولن ينجيكم من حبائلهم إلا نوركم المودع بكم

والذي ان اتصلتم به وعلّمكم

فإنكم سترون أن ما بيدكم هو جوهرة ودرّة نفيسة لا مثيل لها

ولن يضركم أو يزعزعكم عن إيمانكم حينها بهذه الجوهرة لو قال لكم أهل الأرض جميعهم أنها حجرة وليست جوهرة

ما تحتاجونه هو فقط أن تنتبهوا لنوركم المودع بكم وأن تناجوه وتنصتوا له ،،

فهو موجود هناك في أصل وجودكم منذ زمن بعيد

وقد أوصل من قبلكم السابقون السابقون لمبتغاهم

وأوصل كذلك الكثير من أصحاب اليمين من ثلّة الأولين لمبتغاهم

ولم يبقى منهم الكثير

فإن كنت تريد أن تكون من ثلّة الاولين من أصحاب اليمين فلا تتأخر بالبحث عنه والاتصال به بكل ما اوتيت من قوة وعزيمة

فإن تقاعسك وتكاسلك عن البحث عنه والاتصال به

وانشغالك بمغريات ومشاغل هذه الحياة الدنيا الدنيّة

سيؤخّرك ربما لـ 25 ألف سنة قادمة قبل أن تكون من ثلّة الآخرين ،

وربما ستكون آخر ثلّة الآخرين وصولا

إبدء بالبحث عنه ولن يُخفي عنك نفسه أبدا

فهو مُودع بك لكي يصعد بك للأعالي

لا لكي يخادعك ويخاتلك ويبقيك في الأرض

تحتاج فقط لأن تصفّي النيّة وتطلبه من أجل العلم والمعرفة الصحيحة فقط

وليس لكي يعينك على تحقيق أيّ هدف زائف آخر هو من ضمن ملهيات ومغريات عالم اللهو واللعب

فهو موجود معك لينقذك أنت

وليس لينقذ الأميرة النائمة أو المحبوسة في الغرفة الصغيرة أعلى البرج والتي تحلم بانقاذها

وليس لكي ينقذ الملك الذي سحرته الساحرة فاصبح بجعة سوداء

ولا لكي يحقق لك دولة العدل التي تحلم بها تحت القبة

فهذه الدولة لكي تتحق وترى النور يجب أن يكتمل عدد رجالها

ولن ترى النور أبدا الا باكتمالهم

ثلة الأخرين عددهم سبعون ألفا سيركبون نجائبهم بجانب قائدهم قائد الغرّ المحجلين،

والذين وصل فعلا للغاية منهم ربما ستون او خمسة وستون أو سبعون ألفا الّا 313

فـ عدد الذين لم يصلوا بعد مجهول لنا حتى الأن

لأنه لا يعلم عدد من وصل منهم للغاية الّا الخزنة والملائكة ورب العالمين

فماذا تنتظر؟

فصفّي نيتك

واعقد العزم

وأكثر معه المناجاة الخفية

وتوسل برب البرية وخيرها

وأسأله أن يفتح لك عيني قلبك لتشاهد بهما ما كان غائبا عنك

قَالَ رسول الله صلى الله عليه وآله:

إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْراً فَتَحَ عَيْنَيْ قَلْبِهِ

فَيُشَاهِدُ بِهَا مَا كَانَ غَائِباً عَنْه‏......إنتهى

عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:

سمعته يقول:

«أنتم والله الذين قال الله:

وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى‏ سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ

إنما شيعتنا أصحاب الأربعة أعين:

عينين في الرأس، وعينين في القلب،

ألا والخلائق كلهم كذلك،

إلا أن الله فتح أبصاركم وأعمى أبصارهم»......إنتهى

يجب أن تعرف حقيقة علاقتك بالزمكان لكي تكون مؤهلا لأن تبدء رحلتك الجديدة معه في مرحلة جديدة

فغاية الزمكان أن يوصلك لأن تفهم الزمكان فهماً حضورياً حين يوصلك لأن تكون أنت أيضا زمكان

ففي يوم ما من رحلة وجودك الطويلة ستتعلم كيف تبني قبّة

وكيف تتصل روحيا وعقليا مع جميع من سينزلون تحتها

لتصبح حينها شجرة واحدة من ضمن أشجار الخلق الكثيرة

ولكن فروع وأغصان وأوراق وشجرة النور الأنور الاول مكنونة فيك وفيها كلها.

عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ:

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص:

يَا عَلِيُّ خُلِقَ النَّاسُ مِنْ شَجَرٍ شَتَّى

وَخُلِقْتُ أَنَا وَأَنْتَ مِنْ شَجَرَةٍ وَاحِدَةٍ

أَنَا أَصْلُهَا وَأَنْتَ فَرْعُهَا

وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ أَغْصَانُهَا

وَشِيعَتُنَا أَوْرَاقُهَا فَمَنْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِهَا أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ.......إنتهى

وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين

.

..

.…

..…