الأحد، 4 ديسمبر 2016

من هو العالم الرباني؟




بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

من هو العالم الرباني؟

من هو العالم الرباني؟

--- هو الذي اكتمل عقله

+++ ومن هو المتعلم على سبيل نجاة؟

--- هو الذي يتفكّر دائما وأبدا بالله وبخلق الله فيزداد عقله كل يوم بعمليّة التفكّر تلك قوة وكمالا

+++ ومن هم الهمج الرعَاع أَتْبَاع كلّ نَاعِقٍ؟

--- إنهم قليلي العقل وضعافه

إنهم المقلدون

إنهم المستكينون

إنهم من أوكلوا أمور دينهم ودنياهم لغيرهم

إنهم من قنعوا بعقولهم كما هي

+++ لكن ما هو العقل الذي نتكلم عنه هنا؟

+++ هل هو ذلك الجسم الرخو المستبطن في اعلى تجويف الرأس أم انه شيء آخر؟

--- بالتأكيد انه ليس ذلك الجسم الرخو في تجويف الرأس ،، فهذا هو المخ وليس العقل

+++ إذن ما هو العقل؟

+++ وأين هو العقل؟

يجيبنا الإمام الصادق عليه السلام عن هذا السؤال

"حين سأله أحد أصحابه: ما العقل؟

قال: "ما عُبد به الرحمن واكتُسب به الجنان،

قال: قلت: فالذي كان في معاوية؟

فقال: تلك النكراء! تلك الشيطنة، وهي شبيهة بالعقل، وليست بالعقل"...... إنتهى

ولنعرف ما هو العقل وما هي النكراء الشيطنة سنرجع لنَفسَي الإنسان المركبتين عليه

أي للنفس الحسية الحيوانية التي فعلها الحياة والحركة والظلم والغشم والغلبة واكتساب الاموال والشهوات الدنيوية

وللنفس الناطقة القدسية التي مقرها العلوم الحقيقية الدينية وموادها التأييدات العقلية وفعلها المعارف الربانية والتي إذا فارقت عادت إلى ما منه بدأت عود مجاورة لا عود ممازجة ،، وهي نفسها النفس المطمئنة

في ما سبق من المقالات وصلنا إلى انّ كل نفس منهما لها ارادة ولها دعوة خاصة بها وأنّ كل نفس منهما تدعو الانسان لأن يتخلّق بأخلاقها

ومن صفات النفس الحسية الحيوانية في رواية أمير المؤمنين عليه السلام سيتبين لنا أنها هي النكراء وهي الشيطنة ،، فتفكيرها ودعوتها ومنطلقها دائما هو المادة والظلم والغشم والغلبة واكتساب الاموال والشهوات الدنيوية ،،

وهذه هي نفسها منطلقات دعوات الشيطان وأهدافه ،،

وعليه فإن الذين فكرهم وعملهم نابع من خلال عقل نفسهم الحسيّة الحيوانية أو من شبه العقل النكراء الشيطنة ،، فإن هؤلاء سيكونون بالضرورة هم مجموعة الهمج الرعاع أتباع كلّ ناعق ينعق لهم من أمور الدنيا وحطامها فيتبعونه حينها طمعا بما ينعق به لهم

فهو ينعق لهم بالدنيا وهم عبيد الدنيا

أمّا العقل الحقيقي الذي يُـعبد به الرحمن وتُـكتسب به الجنان فلا بدّ ان يكون هو عقل النفس الناطقة القدسيّة التي مقرها العلوم الحقيقيّة الدينيّة وموادها التأييدات العقليّة وفعلها المعارف الربانيّة

فهذه النفس دعوتها دائما دعوة إلهية غيبيّة

فالانسان مركب إذن من عقل وشبه عقل

من عقل وجهل

من جنة ونار

من نفس ناطقة قدسيّة وأخرى حسيّة حيوانيّة
.

---- لكننا نرى الملايين من العبّاد المتدينين في العالم والذين يعبدون الله بشتى الصور الممكنة ،، فكيف من الممكن أن يكونوا من مجموعة الهمج الرعاع التي هي مجموعة الأغلبية؟

+++ يجيبنا الإمام الحسين عليه السلام عن ذلك :

قال الإمام الحسين بن علي عليه السَّلام :

" النَّاسُ عَبِيدُ الدُّنْيَا ،

وَ الدِّينُ لَعِقٌ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ ،

يَحُوطُونَهُ مَا دَرَّتْ مَعَايِشُهُمْ ،

فَإِذَا مُحِّصُوا بِالْبَلَاءِ قَلَّ الدَّيَّانُون "...... إنتهى

فليس كلّ المتدينين او حتّى من يطلبون العلوم الدينيّة هم من مجموعة المتعلمين على سبيل نجاة

فأكثرهم من عبيد الدنيا ،، أي أنّ أكثرهم هم من مجموعة الهمج الرعاع وإن تجلببوا بجلابيب طلاب العلم أو بجلابيب المتدينين،،

أمّا المتعلمون على سبيل نجاة فهم فقط من سيستطيعون ان يستعملون عقولهم

وليس اشباه عقولهم النكراء الشيطنة

ومن يريد أن يرتقي بعبادته وبوجوده يجب عليه ان ينشّط عقله

وأن يُخمد شِبه عقله

من يريد أن يرتقي بعبادته وبوجوده يجب عليه ان ينشّط الناطقة القدسيّة

وأن يُخمد الحسيّة الحيوانيّة

ولكي ينجح الانسان بذلك سيحتاج فقط الى نيّة صادقة بذلك ،،

والى اصرار وثبات على تلك النيّة ،،

وإلى تصديق ثباته واصراره على تلك النيّة بالعمل الدائم والمتصل على اساسها

إنّ مجموعة الهمج الرعاع عندهم العقل أو النفس الناطقة القدسيّة خامدة ومنطوية على نفسها ،،

ومتقوقعة في قعر وجودهم وكيانهم الروحي والمادي

وتؤدي بعض الوضائف التكوينية الموكلة لها بصمت وسكون ،،

فاصحابها غير ملتفتين إليهم بالمرة

لكنهم يستطيعون بأي وقت يريدوه ويشاؤه أن يوقظوها ويخرجوها من انطوائها الذي فرضوه عليها ،،،

وهي بدورها حين تستيقظ أو حين توقظها أنت فأنها ستنتفض بقوة وستحرق ظلمات الجهل

طلمات شبه العقل النكراء الشيطنة

حين توقظ العقل فيك فأنه سيبدّل كيانك ووجودك تدريجيا بصورة لا يمكنك أن تتخيلها،،

ستتبدل حينها بصورة أقل ما يمكن وصفها بإنها صورة يحلم بالوصول إليها جميع الحكماء والمتعلمين على سبيل نجاة،،

وجميع من عرفوا وآمنوا بامكانية ان يصلوا لإيقاظه في يوم من الأيام

إستيقاظ العقل

إستيقاظ الروح

إستيقاظ الكونداليني

كلها تعابير تشير لنفس الحقيقة

وهي استيقاظ النفس الناطقة القدسيّة التي مقرها العلوم الحقيقية الدينيّة وموادها التأييدات العقلية وفعلها المعارف الربانيّة

لكن العقل أو النّفس الناطقة القدسيّة او النّفس المطمئنّة لم تنم ولم تكن نائمة ولن تنام أبدا في يوم من الأيام

فلقد خلقها الله كاملة وفي أحسن تقويم ،، لكن حين تم قرنها مع النفس الحسيّة الحيوانيّة فينا رددناها ودفعناها نحن بإرادتنا لأسفل سافلين ،،

لقد تجاهلناها ،،

وجعلنا اصابعنا في آذاننا كلما نطقت لتخاطبنا واستغشينا ثيابنا واصررنا واستكبرنا استكبارا
،،

فانطوت من حينها على نفسها وقبعت في أسفل سافلين تنتظرنا أن نؤمن حقيقة

وأن نعمل الصالحات منطلقين من ايماننا ،، لكي تصعد وتستيقظ وترتفع من جديد لأعلى عليين وجودنا

إنّ عملية إيقاظ العقل عملية بطيئة

إنّ عملية ايقاظ الروح عملية بطيئة

إنّ عملية ايقاظ الكونداليني عملية بطيئة

إنّ عملية ايقاظ الكونداليني عملية بطيئة

عُشر فعُشر فعُشر، حتى تصل الى الجزء الواحد من 49 من أجزاء العقل

ثمّ مرة أخرى عُشر فعُشر فعُشر حتى تصل الى الجزئين من 49 من أجزاء العقل

ثم مرة أخر عُشر فعُشر فعُشر حتى تصل الى ثلاث أجزاء من 49 من أجزاء العقل

إنها رحلة طويلة لكنّها ممتعة هي رحلة إيقاظ الكونداليني

إنها فعلا رحلة الحياة الحقيقيّة

فمع كل عُشر جديد من عقلك ستوقظه ستتبدل معه الألوان والمعاني التي كنت تراها من أمامك

فدرجات ظلمات الجهل التي كانت تعلوك قبل أن يبدء عقلك بالاستيقاظ هي كظلمات بعضها فوق بعض ،،

وكلما ايقظت عُشر من أعشار درجة من درجات العقل عندك فإنك ستعتقد انك قد خرجت نهائيا من الظلمة إلى النور

لكنك مع استيقاظ العُشر التالي ستجد أنّك كنت قبلها في ظلمة ثانية سابقة قد خرجت منها لتوك

وهكذا ستعتقد كلما أيقظت عُشر جديد من أعشار كلّ جزء من أجزاء عقلك التسعة والأربعين ،،

لكن هذا في البداية فقط ،،،

لأنك بعد أن تخرج من عدة طبقات من طبقات الظلام المتعاقبة ستعرف أن رحلتك للنور رحلة طويلة

ستدمن حينها على التفكير العميق

وستدمن على البحث ما بين السطور

وستدمن البحث عن المخفي خلف الكلمات

لإنك تعلم أنّ هذا هو ما يحفّز العقل ليطفر من عُشر لعُشر ومن درجة لدرجة،،

عقلك حينها سيكون كإلكترون يطفر من درجة لدرجة

ومع كل طفرة سيطفرها عقلك سيتحول معدن وجودك لنوع جديد من المعادن ،،

من معدن رخيص لمعدن أثمن وأندر

وستدمن حينها الوحدة وتستطيبها

وسترى أنّ أجمل يوم من أيام حياتك كان هو ذلك اليوم الذي قررت به أن تأخذ الحبّة الحمراء

وستسأل نفسك مطولا ما الذي فعلته واستحققت من أجله أن أختار الحبّة الحمراء على الزرقاء؟

ولن تصل للجواب أبدا

لأنك لو وصلت للجواب ستكون قد عدتّ من قبلها واخذت الحبة الزرقاء

لكن على كل حال لو انك كنت من مجموعة الهمج الرعاع الذين يستعملون شبه العقل وليس العقل فلا يجب عليك أن تقلق حينها

فالحساب على قدر العقل الابتدائي الذي يوضع بكيانك اول نزولك في كل كرة من كرات حياتك الأبدية

والثواب على قدر ارتفاعك بعقلك حين نزولك بها.

فلقد ورد في الكافي عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن موسى، عن أحمد بن عمر، عن يحيى بن أبان، عن شهاب قال:

سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول:

لو علم الناس كيف خلق الله تبارك وتعالى هذا الخلق لم يلم أحد أحدا،

فقلت : أصلحك الله، وكيف ذلك؟

قال:

إن الله تبارك وتعالى خلق أجزاء بلغ بها تسعة وأربعين جزءا

ثم جعل الاجزاء أعشارا

فجعل الجزء عشرة أعشار،

ثم قسمه بين الخلق،

فجعل في رجل عُشر جزء

وفي آخر عُشري جزء

حتى بلغ به جزءا تاما

وفي آخر جزءا وعُشر جزء،

وفي آخر جزءا وعشري جزء،

وفي آخر جزءا وثلاثة أعشار جزء،

حتى بلغ به جزئين تامين،

ثم بحساب ذلك حتى بلغ بأرفعهم تسعة وأربعين جزءا

فمن لم يجعل فيه إلا عشر جزء لم يقدر على أن يكون مثل صاحب العشرين،

وكذلك صاحب العشرين لا يكون مثل صاحب الثلاثة الأعشار،

وكذلك من تم له جزء لا يقدر على أن يكون مثل صاحب الجزءين،

ولو علم الناس أن الله عز وجل خلق هذا الخلق على هذا لم يلم أحد أحدا ......... إنتهى
.

فأيقظ روحك وكن من الفائزين

وأيقظ عقلك حين تكون من المتفكّرين

وأيقظ الكونداليني لتصبح من المتنورين 


وصلى الله على المصطفى المختار محمد وآله الأبرار
.
..
...
....

.....

ماهي النفس الكليه وماهي النفس الجزيئه؟






بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ماهي النفس الكليه وماهي النفس الجزيئه؟

وردني اليوم على الخاص سؤال حول النفس الكلية والجزئية فأحببت أن اشارككم السؤال والجواب

السؤال:

((( صباح الخير .. أخي الكريم:

ماهي النفس الكليه وماهي النفس الجزيئه ؟

لو سمحت الاسهاب في الاجابه واكون جدا ممتنة لك .)))

الجواب:

النفس الجزئية أو الوعي الجزئي هو درجة من الوعي الدّانية الذي يحتاج الى ان يعيش تجربة مكانيّة كبيرة لكي يستطيع أن يشعر من خلالها بتجربة زمانيّة واحدة

بمعنى ان الوعي الجزئي يحتاج الى ان يعيش تجربة الحركة الواسعة او الكبيرة في المكان لكي يستطيع أن يعيش من خلاللها تجربة الزمان كتجربة واحدة متصلة وليس اكثر منها

وهذه هي درجة الوعي التي نمر بها الآن او التي نعيشها الآن ومنها اكتب هذه الكلمات ،،

فهي تجربة مكانيّة أكثر منها زمانيّة ،،

فنحن نستطيع بها أن نعيش في اكثر من مكان لكن في زمان واحد وهو الآن ،،

فنحن دائما في زمن الآن

أما الوعي الكلّي او النفس الكليّة فهي تعمل بالعكس ،،

يعني هي لا تحتاج لأن تعيش الحركة الكبيرة في المكان لكي تستطيع أن تعيش تجربة متعددة الأزمان ،، أو لأكثر من تجربة زمانية بنفس الوقت

نستطيع ان نقرّب فكرة الوعي الكلّي او النفس الكلّية بانسان نائم ويدخل في تجربة زمانية ندعوها الحلم ،،

فجسد الإنسان النائم حينها هو ساكن بلا حركة في المكان ،، لكنّ وعيه يخوض تجربة زمانيّة لها بداية ووسط ونهاية ومتحركة في المكان أيضا (داخل الحلم)

لكن هذا الانسان الكلّي

او النفس الكلّيّة

او الوعي الكلّي

يستطيع أن يحلم بأكثر من حلم في نفس الآن،، بحيث أنه يعيشها كلّها بنفس الوقت كتجارب زمانيّة ،،

والترتيب الزمني لا يلعب دور مهم لهذا الوعي الكلّي ،، فهو يستطيع أن يحلم أو أن يعيش عدة تجارب زمانيّة متزامنة لنفس الشخصية الانسانية ،،

وهو يستوحي جميع صور أحداثها المحتملة بكل تفرعاتها من الكتاب التكويني ،،،

فهو لو أراد سيستطيع من خلال اتصاله المباشر بسجلات أكاشا أن يعيش أو أن يختبر عدة مئات او عدّة آلآف من التجارب الزمانية وبنفس الآن لشخصيّة واحدة او لعدّة شخصيات مختلفة ((حسب درجة كلّية تلك النفس الكلّية))

بمعنى أن هذه النفس الكلّية تستطيع لو شائت ذلك أن تعيش كل احتمالات اختيارات شخصية أيثري في كل المواقف وفي نفس الوقت وبدون أن تتحرك من مكانها

فهي يمكنها أن تعيش وتختبر كل احتمالات وكل صور حياة أيثري بكل تفرعاتها ،،

فصورة حياة أيثري الذي اختار ان يكمل الدراسة ،،
وصورة حياة أيثري الذي اختار ان يترك المدرسة ،،
وصورة حياة أيثري الذي اختار ان يعيش عازبا ،
وصورة حياة أيثري الذي تزوج وانجب عدة أطفال ،، وووووووو

إجمالا صورة حياة أيثري بكل الاحتمالات الممكنة سيمكن لهذه النفس الكلية لو شائت ذلك ان تعيشها كلها وبنفس الآن

يمكننا أن نقول أنها تعيشها جميعها كتجارب عقلية متزامنة تجري جميعها بعقلها بشكل متزامن

او لتقريب الصورة نقول أنها تحلم بها جميعها بنفس الوقت،،

وكل احتمال يتفرع منها يمكنها أن تعيش سلسلة صور احتمالاته ونتائجه بحلم منفصل عن البقية

فنفس أيثري الانسان المادي او البدن الذي يكتب هذه الكلمات لا يستطيع ان يعيش تجربتين زمنيتين في لحظة واحدة،،

فهو لا يستطيع ان يعيش الماضي والحاضر والمستقبل بنفس الوقت،، ولا الصور الممكنة لحياته نتيجة لجميع اختياراته

لكنّ نفسه العليا تستطيع ان تعيش ذلك لو شائت ،، وبدون ان تتحرك من مكانها

ويمكننا كذلك ان نشبّه علاقة النفس العليا بالنفوس الجزئية كعلاقة الأصابع باليد ،،

فاليد هي يد واحدة ،، لكن كلّ يد بها عدة أصابع،،

وكلّ الأصابع تعتمد بحركتها اعتماد كلي على اليد

ويمكننا ايضا ان نشبهها بغصن شجرة عليه العشرات او المئات من اوراق الشجر،،

فالاوراق التي على الغصن تعيش كل ورقة منها حياتها الخاصة ،،

فكل ورقة منها تأخذ بشكل منفصل من نور الشمس ما تحتاجه لتحوله أيضا بشكل منفصل لمواد وسكر وعطور وغير ذلك ،،

ثم انها ترفد بها الغصن بعد ذلك

الغصن هنا وعيه أكبر من وعي الأوراق ،،

فالغصن واحد بالعدد ،، لكنه يعيش ربما تجربة مائة ورقة ،،

والفرع الذي عليه عدة أغصان وعيه أكبر من وعي الأغصان والأوراق مجتمعة،،

فهو يعيش تجاربها جميعها كتجربة واحدة متصلة،،

فالأوراق التي تمر بتجربة مرض وموت فهو يعيش تجربة تلك الأوراق التي تمر بتجربة مرض وموت بنفس الوقت الذي يعيش به تجربة تلك الأوراق التي تزداد كل يوم لمعانا واشراقا وحيوية

وهو ايضا وبنفس الوقت يعيش تجربة كل الأوراق التي سيأكلها الدود و الجراد بكل تفاصيلها

وكل الأوراق العطشانة سيعيش الفرع تجربتها وشعورها بنفس ذلك الوقت الذي سيعيش به تجربة وشعور الورقة الريّانة

والشجرة تعيش شعور وتجربة كل الفروع والاغصان والاوراق والجذور أيضا كتجربة واحدة ،، رغم أن كل جزء منها يعيش تجربته بشكل منفصل ومحدود

هذا هو الفرق بين الوعي الجزئي والوعي الكلي ،،

فالوعي الجزئي يحتاج للحركة في المكان بصورة كبيرة جدا ليشعر بالزمان بصورة محدودة جدا

بينما الوعي الكلّي وحسب درجة وعيه التي وصل لها سيمكنه حينها وبمكان محدود جدا من أن يعي ويعيش عدّة مئات او عدّة آلآف من التجارب الزمانية ، بعضها للماضي وبعضها للحاضر وبعضها للمستقبل،، وجميعها يشعر بها بنفس اللحظة وكلحظة متصلة واحدة فقط

وهكذا هو العقل الكوني ،، فإنه يعيش صور كل الاحتمالات بكل وجوهها وبجميع الازمنة كلحظة واحدة مستمرة،،

وهو لا يحتاج لذلك للحركة من مكانه نهائيا

أهل الجنة من الملائكة والروح عندهم هذه القدرة على التجلي من خلال النفوس الناطقة القدسية بأكثر من تجربة مادية ،، او بأكثر من حلم بنفس الوقت

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


وصلى الله على المصطفى المختار محمد وآله الأبرار
.
..
...
....
.....


لهم فيها زفير وشهيق





بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لهم فيها زفير وشهيق


اليوم سنتدبّر معاني رواية شريفة كريمة

عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال:
قلت: {يا رسول الله بأبي أنت وأمي أخبرني عن أول شيء خلقه الله قبل الأشياء؟
قال: يا جابر إن الله خلق قبل الأشياء نور نبيك من نوره،
فجعل ذلك النور يدور بالقدرة حيث شاء الله تعالى،
ولم يكن في ذلك الوقت لوح ولا قلم ولا جنة ولا نار، ولا ملك ولا سماء ولا أرض ولا شمس ولا قمر ولا جن ولا إنس،

فلما أراد الله أن يخلق الخلق قَسّم ذلك النور أربعة أجزاء:
1. فخلق من الجزء الأول القلم،
2. ومن الثاني اللوح،
3. ومن الثالث العرش،

4أ- ثم قسم الجزء الرابع أربعة أجزاء:

1. فخلق من الجزء الأول حملة العرش،
2. ومن الثاني الكرسي،
3. ومن الثالث باقي الملائكة،

4ب- ثم قسم الجزء الرابع أربعة أجزاء:
1. فخلق من الجزء الأول السموات،
2. ومن الجزء الثاني الأراضين،
3. ومن الثالث الجنة والنار،

4ت- ثم قسم الجزء الرابع إلى أربعة أجزاء:

1. فخلق من الجزء الأول نور أبصار المؤمنين،
2. ومن الثاني نور قلوبهم، وهي المعرفة بالله،
3. ومن الثالث نور أنسهم، وهو التوحيد لا إله إلا الله محمد رسول الله.

ثم نظر إليه فترشح النور عرقاً،

فتقطرت منه مائة ألف قطرة وعشرين ألفاً وأربعة آلاف قطرة،
فخلق الله من كل قطرة روح نبي رسول،
ثم تنفست أرواح الأنبياء
فخلق الله من أنفاسهم أرواح الأولياء والسعداء والشهداء والمطيعين من المؤمنين إلى يوم القيامة، ..... إنتهى النقل

لو دققنا في هذه الرواية فسنجد أنها تصف عملية خلق موجودات عالم الأمر

فموجودات عالم الأمر من هذه الرواية هي على ثلاثة أنواع من الموجودات ،،

1- النوع الأول : موجودات نورانيّة ،، وهي نفس النور والملائكة وما قبلها من الموجودات

2- النوع الثاني: موجودات قطراتية نتجت من الموجودات النورانية ،، وهذه لها وجود ثابت في الهيكل العالم لعالم الأمر ،، وهي أقرب ما تكون للنور من الموجودات

3- موجودات أنفاسيّة نتجت من أنفاس أو من تنفس تلك الموجودات القطراتية لها ،، فالقطرات عندما تنفست نتج منها ارواح الأولياء والسعداء والشهداء والمطيعين من المؤمنين إلى يوم القيامة

وأخيرا تلك الانفاس التي تنفستها القطرات والتي هي تلك الأرواح السعيدة ،،، والتي هي نفسها تلك النفوس المطمئنة التي ورد ذكرها في هذه الآية الكريمة:

وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ
ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ

ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ
فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ

الآن لو سألنا من خلال هذه الرواية من هو الذي خلق أرواح الأولياء والسعداء والشهداء والمطيعين من المؤمنين إلى يوم القيامة ؟

سيكون الجواب حينها هو أن القطرات هي من أخرجت تلك الأرواح للوجود من خلال تنفسها لها،، فهي أنفاسها ،، فهي خلقتها وأوجدتها من خلال عملية تنفسها لها ،، فهي بتلك العملية اشتقتها من روحها ووجودها ونفختها أو زفرتها فظهرت من حينها فقط بالوجود ،،

ولو أردنا أن نصف علاقة عالم الأمر مع عالم الخلق يمكننا أن نقول أن عالم الأمر متى ما تنفس ظهرت حينها موجودات عالم الخلق

وتحديدا كلما زفر عالم الأمر زفرة ظهرت أنفاسه في عالم الخلق كموجودات خلقيّة ،،

ومتى ما شهق عالم الأمر انفاسه التي زفرها أبتداءا ستعود تلك المخلوقات لعالم الأمر من جديد

فسرعة ووتيرة تجدد موجودات عالم الخلق يعتمد على سرعة ووتيرة زفير وشهيق عالم الأمر لها،،

فمتى ما زفرت مخلوقات عالم الأمر أنفاسها ظهرت تلك الأنفاس كموجودات في عالم الخلق ،،

ومتى ما شهقت موجودات عالم الأمر أنفاسها عادت تلك المخلوقات لما منه بدأت

وبين كل زفير وشهيق لكل نفس توجد فترة برزخية سيمر بها ذلك النَـفَـس،،

تماما كما أن الهواء يدخل في الصدر أولا ،، ليمر بفترة انتقالية يقوم الصدر بها بتنقيته وتهيئته تكوينيا ليستطيع أن يختلط بالدم بسلاسة ،،

ثم أن نفس ذلك النفس الخارج سيُحمّله الدم مرة أخرى بنفس الكدورات التي جاء بها حين دخل ويرسله مرة أخرى للصدر الذي سيزفره للخارج

وهكذا الإنسان ، فكلما عاد لروحه حين تشهقه من عالم الخلق بكدورات كثيرة أعادت الروح زفره من جديد لعالم الخلق بنفس تلك الكدورات التي جاء بها من عالم الخلق ،،

فالدورة لكل نفس من انفاس عالم الأمر هي دورة مغلقة ويجب أن تصفي نفسها بنفسها وبإرادتها

فيجب أن تتخلص من كُدُورات عالم الخلق في عالم الخلق ،، ولا تأخذ معها لعالم الأمر إلا ما هو من طبيعة عالم الأمر

وعالم الخلق بدوره سيحارب ما ستأتيه به تلك الأنفاس من طبيعة عالم الأمر،، وسيعتبره كــ كُدُورات تخالف طبيعته ويجب عليه أن يحاربها وأن يتخلص منها،،

لكنّه في نفس الوقت سيرحّب بما سيُرجعه عالم الأمر من كدورات عالم الخلق

من يريد أن لا يعود لعالم الخلق من جديد في كرة جديدة عليه أن يتخلص في عالم الخلق وفي كرته الأخيرة التي هو بها من كُدُورات عالم الخلق كلها

فإذا تخلص منها نهائيا في كرّته الأخيرة فلا داعي بعد ذلك لعودته لعالم الخلق مرة أخرى

لكن من لم يتخلصوا من كدوراتهم الكثيرة وأصروا عليها فلهم في عالم الخلق زفير وشهيق وزَفِيرٌ وَشَهِيقٌ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ،، أو ما دام عالم الأمر وعالم الخلق موجودين

فمفتاح الخروج من عالم الخلق إذن هو بيد كل واحد منّا لنستعمله بارادتنا متى ما شئنا ،،،، ولو أننا أخلصنا النيّة سنستطيع ربما خلال سنوات معدودة أو ربما خلال كرّات معدودة أن نتخلص بشكل كامل من تلك الكدورات المظلمة والمعيقة لنا

ومن عرفوا وتيقّنوا من هدفهم بالخروج من جهنم أو من عالم الخلق ،، وتيقنوا من أن طريقهم لذلك هو بالتخلص من تلك الكدورات المظلمة ،،

فأنهم سيستلينون مَا اسْتَوْعَرَ مِنْهُ المُتْرَفُون
وسيأَنِسون بِمَا اسْتَوْحَشَ مِنْهُ الجَاهِلُونَ
وسيصَحِبُون الدُّنْيَا بِأَبْدَانٍ أَرْوَاحُهَا مُعَلَّقَةٌ بِالمَلَأ الأَعْلَى
تنتظرهم بشوق كبير أن يعودوا لها وقد تخلّصوا بإرادتهم من كدورات الدنيا وعلائقها

فالأنسان إذن مكون من جزئين


روحه التي هي في السماء معلقة بالملأ الأعلى ،، والتي هي من تتنفسه فتزفره للدنيا ،، وتشهقه منها ،، لتعود فتزفره بها مرة أخرى ،، لتشهقه منها من جديد مرة أخرى واخرى وأخرى الى ما شاء الله

والجزء الآخر هو النفس المطمئنة التي ستتركب مع النفس الحسية الحيوانية التي ستحمّلها الروح بنفس تلك الكدورات التي حملتها معها وهي راجعة من الكرّة الأخيرة ،، ليشكلان سوية مركبة أو الـ Merkaba والتي ستنزل بها لعالم الخلق لتعيش به تجربة مادية جديدة في بدن أرضي جديد بقصة جديدة بعد أن تحمّل بها الروح النفس الحسية الحيوانية بنفس جنود الجهل الـ 72 وبنفس المقادير والنسب التي عادت بها أخيرا ،،

كما وأيضا ستحمّل الروح النفس المطمئنة بنسب جديدة من جنود العقل الـ 72 تتناسب مع نسب ومقادير جنود الجهل التي جعلتها في النفس الحسية الحيوانية المصاحبة لها والتي كسبتها بنفسها على نفسها من خلال اعمالها واعتقاداتها في الكرّات السابقة

وبهما سوية ستخوض النفس المطمئنة تجربة جديدة في حياة جديدة ستتعلم من خلالها اشياء جديدة لترتقي بها لدرجة جديدة من المعرفة والنقاء

وصلى الله على المصطفى المختار محمد وآله الأبرار
.
..
...
....

.....