الأحد، 13 نوفمبر 2016

دلائل الأرض المسطحة من كلام خير البرية في الخطبة التطنجية








بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلّي على محمد وآل محمد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


دلائل الأرض المسطحة من كلام خير البرية في الخطبة التطنجية


رسالة وصلتني من أحد الإخوة الكرام يستعلم بها عن فهمي لمعنى الفتق والرتق وهذا هو جوابي له:


سأحاول أخي الكريم أن ابين لك المعنى الذي أعتقد به من خلال 

مضامين الخطبة التطنجية لأمير المؤمنين عليه السلام.

بسم الله الرحمن الرحيم

في البداية كان الماء

وكان عرش أمير المؤمنين على الماء (عرش الإسم المكنون على الماء))

تخيّل ألآن أنه لا يوجد غير الماء

وتخيل ألآن برنامج كمبيوتري للرسم الثلاثي الأبعاد

والسطح الثلاثي الأبعاد المخصص للرسم هو الماء

والعرش على الماء الذي يحيطه من كل مكان

داخل الماء بطريقة علمية او بكن فيكون أوجد فقاعة هوائية كبيرة جدا نتجت 

من غليان الماء او لأي سبب آخر

الأن أصبح عندنا فضاء مكوّر ودائري كبير

حدوده هي نفسها حدود الفقاعة الهوائية المحاطة بالماء من كل مكان

وسقف الفقاعة مرفوع من غير عمد

أسفلها الماء وأعلاها الماء

(((خلق السماوات بلا دعائم، وأقامها بغير قوائم، )))

----------

هذه الفقرة التالية من الخطبة نتركها الآن ونأتي لها بعد قليل

((وزينها بالكواكب المضيئات، وحبس في الجو سحائب مكفهرات،))

-------------

سطح الماء السفلي هو الأرض

وكل ما فوقه حتى تصل لحدود الفقاعة العلوي هو السماء

على سطح الماء السفلي أو الأرض ومن مكونات الماء التي انفصلت او التي نتجت من تبخر الماء 

وهو الزبد الذي بقي على السطح السفلي 

فـ جمعها وضغطها وكوّن أول بقعة صلبة داخل الفقاعة على سطح الماء السفلي 

((أو الأرض كما قلنا))

وهذه البقعة الأولى هي البقعة الصلبة الأولى التي كونها من الزبد 

هي التي بنيت عليها الكعبة لاحقا،

ثم من بعد ذلك استمر بمدّ الأرض من حولها من كل الجهات 

حتى بلغت الأرض الى حدود الفقاعة من جميع جوانبها شرقا وغربا وشمالا وجنوبا

يعني أصبح هناك أرض مسطحة في أسفل الفقاعة الهوائية المحاطة بالماء من كل الجهات 

فأصبحت حدود الفقاعة قبة لهذه الأرض المسطوحة أسفلها

حتى هذه المرحلة كانت تلك الأرض الممتدة الى أطراف الفقاعة والتي كونها من زبد الماء ، كانت أرضا يابسة

ثم بدء بتقسيم هذه الأرض الدائرية المسطوحة حسب علمه وارادته

فقسّمها أخماسا ،

بعضها برا

وبعضها بحرا

وبعضها جبالا

وبعضها عمارا

وبعضها خرابا

((((أنا مدين الميادين وواضع الأرض، أنا قاسمها أخماسا، فجعلت خمسا برا، 

وخمسا بحرا، وخمسا جبالا، وخمسا عمارا، وخمسا خرابا.)))

كل ذلك خلقه وأوجده على الأرض أو على السطح السفلي من الماء الذي فتقه بفقاعة الهواء

((((وخلق البحار والجبال على تلاطم تيار رفيق رئيق، فتق رتجاها فتغطمطت أمواجها،))))

داخل هذه الفقاعة خلق شمسا تدور داخلها بشكل دائرى فوق سطح الأرض

قسم الفقاعة الى سبعة أقسام يعني إلى سبعة سماوات

وزيّن السماء الدنيا بزينة الكواكب

وجعل فيها نجوم مضيئة كأنها مصابيح معلقة في جو السماء

الآن أريد منك أن تصعد إلى أعلى نقطة من الفقاعة 

وتقوّي نظرك بشكل كبير وتنظر لما تحتها ، وقل لي ماذا سترى؟

سترى الجهات الأربعة

وسترى القارات السبعة

وسترى افردوس ،، أفردوس وهو المحيط الأبيض المتجمد الدائري الذي يحيط بالأرض كلها ببحارها ويابستها من كل جهاتها

وهو المحيط الذي يــحـيـط بـهـا كـمـا يـحــيـط الـخـاتـم بـالإصـبـع

إنتبه لهذه الجملة من الخطبة

((ومـا أفــردوس؟

ومـا هـم فـيـه إلا كـالــخـاتـــم فـي الإصـبـع))

((((أنا الناظر إلى المغربين والمشرقين،

رأيت رحمة الله والفردوس رأي العين،

وهو في البحر السابع يجري في الفلك

في زخاخيره النجوم والحبك،

ورأيت الأرض ملتفة كالتفاف الثوب القصور،

وهي في خزف من التطنج الأيمن مما يلي المشرق

والتطنجان خليجان من ماء

كأنهما أيسار تطنجين،

وما المتولي دائرتها،

ومـــا أفـــردوس؟

ومـــا هـــم فـــيـــه إلا كـــالـــخـــاتـــم فـــي الإصـــبـــع

ولقد رأيت الـــــشـــمــس عند غروبها

وهي كالـطــايــــر الـــمــــنـــصـــرف إلى وكره،)))))

////انتبه هنا أيضا إلى أن الشمس هي التي تتحرك وحركتها شبّهها أمير المؤمنين بحركة الطائر////

((((((ولولا اصطكاك رأس الفردوس،

واختلاط التطنجين،

وصرير الفلك،

يسمع من في السماوات والأرض رميم حميم دخولها في الماء الأسود،

وهي العين الحمئة

ولقد علمت من عجائب خلق الله ما لا يعلمه إلا الله،)))))))))

سترى حينها من عليائك بنظرك القوي كل ذلك

سترى افردوس المحيطة بالارض

وسترى أقاليم الأرض الدائرية المسطحة من تحتك وكيف تم تقسيمها وترتيبها

الماء الذي يحيط بالقبة من كل جهاتها هو الماء الأسود لأن لا شمس به تضيئه أو نور ينيره

وبسببه تظهر السماء مظلمة سوداء في الليل بينما في النهار تكسبها الشمس لونها الأزرق

((((((((((أنا صانع الأقاليم بأمر العليم الحكيم،

أنا الكلمة التي بها تمت الأمور ودهرت الدهور،

أنا جعلت الأقاليم أرباعا،

والجزائر سبعا،

فإقليم الجنوب معدن البركات،

وإقليم الشمال معدن السطوات،

وإقليم الصبا معدن الزلازل

وإقليم الدبور معدن الهلكات.))))))))))

هذا بعض ما فهمته أخي الكريم من هذه الخطبة العظيمة التي خطبها أمير المؤمنين 

والمعروفة بالخطبة التطنجية،

والتي ظاهرها أنيق، وباطنها عميق، وعلى من يقرأها الحذر من سوء ظنه،

فإن فيها من تنزيه الخالق ما لا يطيقه أحد من الخلائق،

خطبها أمير المؤمنين عليه السلام بين الكوفة والمدينة،

فقال: الحمد لله الذي فتق الأجواء وخرق الهواء،

وعلق الأرجاء وأضاء الضياء،

وأحيى الموتى وأمات الأحياء،

أحمده حمدا سطع فأرفع، وشعشع فلمع،

حمدا يتصاعد في السماء إرساله، ويذهب في الجو اعتداله،

خلق السماوات بلا دعائم، وأقامها بغير قوائم، وزينها بالكواكب المضيئات،

وحبس في الجو سحائب مكفهرات،

وخلق البحار والجبال على تلاطم تيار رفيق رئيق،

فتق رتجاها (1)(رتاجها) فتغطمطت أمواجها،

أحمده وله الحمد،

وأشهد أن لا إله إلا هو،

وأشهد أن محمدا عبده ورسوله،

انتجبه من البحبوحة العليا،

وأرسله في العرب، وابتعثه هاديا مهديا حلا حلا طلسميا،

فأقام الدلائل، وختم الرسائل،

بصر به المسلمين، وأظهر به الدين،

صلى الله عليه وآله الطاهرين.

أيها الناس، أنيبوا إلى شيعتي،

والتزموا بيعتي،

وواظبوا على الدين بحسن اليقين،

وتمسكوا بوصي نبيكم الذي به نجاتكم، وبحبه يوم الحشر منجاتكم،

فأنا الأمل والمأمول،

أنا الواقف على التطنجين،

أنا الناظر إلى المغربين والمشرقين،

رأيت رحمة الله والفردوس (2)(أفردوس) رأي العين،

وهو في البحر السابع يجري في الفلك في زخاخيره النجوم والحبك،

ورأيت الأرض ملتفة كالتفاف الثوب القصور، وهي في خزف من التطنج الأيمن مما يلي المشرق

والتطنجان خليجان من ماء كأنهما أيسار تطنجين،

وما المتولي دائرتها، وما أفردوس؟

وما هم فيه إلا كالخاتم في الإصبع،

ولقد رأيت الشمس عند غروبها وهي كالطاير المنصرف إلى وكره،

ولولا اصطكاك رأس الفردوس، واختلاط التطنجين، وصرير الفلك،

يَسمعُ من في السماوات والأرض رميم حميم دخولها في الماء الأسود،

وهي العين الحمئة

ولقد علمت من عجائب خلق الله ما لا يعلمه إلا الله،

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ

( 1) كذا والظاهر رتاجها.

( 2) في الأصل أفردوس.

وعرفت ما كان وما يكون وما كان في الذر الأول مع من تقدم من آدم الأول،

ولقد كشف لي فعرفت، وعلمني ربي فتعلمت،

ألا فعوا ولا تضجوا ولا ترتجوا

فلولا خوفي عليكم أن تقولوا جن أو ارتد لأخبرتكم بما كانوا وما أنتم فيه وما تلقونه إلى يوم القيامة،

علم أوعِز إلي فعلمت،

ولقد ستر علمه عن جميع النبيين إلا صاحب شريعتكم هذه صلوات الله عليه وآله،

فعلمني علمه، وعلمته علمي.

ألا وإنا نحن النذر الأولى،

ونحن نذر الآخرة والأولى،

ونذر كل زمان وأوان،

وبنا هلك من هلك،

وبنا نجا من نجا،

فلا تستطيعوا ذلك فينا،

فوالذي فلق الحبة،

وبرأ النسمة،

وتفرد بالجبروت والعظمة،

لقد سُخّرت لي الرياح والهواء والطير،

وعُرضت علي الدنيا، فأعرضت عنها،

أنا كآب الدنيا لوجهها فحنى،

متى يلحق بي اللواحق؟

لقد علمت ما فوق الفردوس الأعلى، وما تحت السابعة السفلى، وما في السماوات العلى، 

وما بينهما وما تحت الثرى.

كل ذلك علم إحاطة لا علم أخبار،

أقسم برب العرش العظيم،

لو شئت أخبرتكم بآبائكم وأسلافكم أين كانوا وممن كانوا وأين هم الآن وما صاروا إليه،

فكم من آكل منكم لحم أخيه، وشارب برأس أبيه، وهو يشتاقه ويرتجيه

((في الكرّات المتتابعة التي سيتكلم عنها حتى نهاية الفقرة التالية))

هيهات هيهات،

إذا كشف المستور، وحصل ما في الصدور، وعلم أين الضمير،

وأيم الله لقد كوزتم كوزات،

وكررتم كرات،

وكم بين كرة وكرة من آية وآيات،

ما بين مقتول وميت،

فبعض في حواصل الطيور،

وبعض في بطون الوحش،

والناس ما بين ماض وزاج،

ورايح وغاد،

ولو كشف لكم ما كان مني في القديم الأول، وما يكون مني في الآخرة،

لرأيتم عجائب مستعظمات، وأمورا مستعجبات، وصنايع وإحاطات.

أنا صاحب الخلق الأول قبل نوح الأول، (((بدء يتكلم هنا بلسان الظاهر الأول من الخلق قبل الخلق)))

ولو علمتم ما كان بين آدم ونوح من عجائب اصطنعتها، وأمم أهلكتها: فحق عليهم القول، 

فبئس ما كانوا يفعلون.

أنا صاحب الطوفان الأول،

أنا صاحب الطوفان الثاني،

أنا صاحب سيل العرم،

أنا صاحب الأسرار المكنونات،

أنا صاحب عاد والجنات،

أنا صاحب ثمود والآيات،

أنا مدمرها،

أنا مزلزلها،

أنا مرجعها،

أنا مهلكها،

أنا مدبرها،

أنا بأنيها،

أنا داحيها،

أنا مميتها،

أنا محييها،

(((من هنا بدء يتلكم بلسان الإسم المكنون المكنون في الظاهرات)))

أنا الأول، أنا الآخر،

أنا الظاهر، أنا الباطن،

أنا مع الكور قبل الكور،

أنا مع الدور قبل الدور،

أنا مع القلم قبل القلم،

أنا مع اللوح قبل اللوح،

أنا صاحب الأزلية الأولية،

أنا صاحب جابلقا وجابرسا،

أنا صاحب الرفوف وبهرم،

أنا مدبر العالم الأول حين لا سماؤكم هذه ولا غبراؤكم.

قال: فقام إليه ابن صويرمة فقال: أنت أنت يا أميرالمؤمنين؟

فقال: أنا أنا لا إله إلا الله ربي ورب الخلائق أجمعين،

له الخلق والأمر،

الذي دبر الأمور بحكمته،

وقامت السماوات والأرض بقدرته،

كأني بضعيفكم يقول ألا تسمعون إلى ما يدعيه ابن أبي طالب في نفسه، 

وبالأمس تكفهر عليه عساكر أهل الشام فلا يخرج إليها؟

وباعث محمد وإبراهيم !

لأقتلن أهل الشام بكم قتلات وأي قتلات،

وحقي وعظمتي لأقتلن أهل الشام بكم قتلات وأي قتلات،

ولأقتلن أهل صفين بكل قتلة سبعين قتلة،

ولأردّن إلى كل مسلم حياة جديدة،

ولأسلمن إليه صاحبه وقاتله، إلى أن يشفي غليل صدري منه،

ولأقتلن بعمار بن ياسر وبأويس القرني ألف قتيل أو لا يقال لا وكيف وأين ومتى وأنى وحتى،

فكيف إذا رأيتم صاحب الشام ينشر بالمناشير، ويقطع بالمساطير،

ثم لأذيقنه أليم العقاب،

ألا فــــــــأبـــــشــــروا،

فإليّ يرد أمر الخلق غدا بأمر ربي،

فلا يستعظم ما قلت،

فإنا أعطينا علم المنايا والبلايا، والتأويل والتنزيل، وفصل الخطاب وعلم النوازل، 

والوقايع والبلايا، فلا يغزب عنا شئ.

كأني بهذا ........ وأشار إلى الحسين عليه السلام ... قد ثار نوره بين عينيه،

فأحضره لوقته بحين طويل يزلزلها ويخسفها،

وثار معه المؤمنون في كل مكان،

وأيم الله لو شئت سميتهم رجلا رجلا بأسمائهم وأسماء آبائهم فهم يتناسلون من أصلاب الرجال

 وأرحام النساء، إلى يوم الوقت المعلوم.(((نظام الكرات مستمر الى يوم الوقت المعلوم)))


ثم قال: يا جابر، أنتم مع الحق ومعه تكونون، وفيه تموتون،

يا جابر إذا صاح الناقوس، وكبس الكابوس، وتكلم الجاموس،

فعند ذلك عجائب وأي عجائب،

إذا أنارت النار ببصرى، وظهرت الراية العثمانية بوادي سوداء،

واضطربت البصرة وغلب بعضهم بعضا، وصبا كل قوم إلى قوم،

وتحركت عساكر خراسان، وتبع شعيب بن صالح التميمي من بطن الطالقان،

وبويع لسعيد السوسي بخوزستان،

وعقدت الراية لعماليق كردان،

وتغلبت العرب على بلاد الأرمن والسقلاب،

وأذعن هرقل بقسطنطينة لبطارقة سينان،

فتوقعوا ظـــــهــــور مــــكــــلّــــم مــــوســــى مــــن الــــشــــجــــرة عــــلى الــــطــــور، ((إمامنا المهدي)))

فيظهر هذا ظاهر مكشوف، ومعاين موصوف،

ألا وكم عجائب تركتها، ودلائل كتمتها، لا أجد لها حملة،

أنا صــــاحــــب إبــــلــــيــــس بــــالــــســــجــــود،

أنا معذبه وجنوده على الكبر والغرور بأمر الله،

أنا رافع إدريس مكانا عليا،

أنا منطق عيسى في المهد صبيا،

أنا مدين الميادين وواضع الأرض،

أنا قاسمها أخماسا،

فجعلت خمسا برا،

وخمسا بحرا،

وخمسا جبالا،

وخمسا عمارا،

وخمسا خرابا.

أنا خرقت القلزم من الترجيم، وخرقت العقيم من الحيم، وخرقت كلا من كل، 

وخرقت بعضا في بعض،

أنا طيرثا، أنا جانبوثا،

أنا البارحلون،

أنا عليوثوثا،

أنا المسترق على البحار في نواليم الزخار عند البيار، حتى يخرج لي ما أعد لي فيه من الخيل والرجل،

فآخذ ما أحببت، وأترك ما أردت،

ثم أسلّم إلى عمار بن ياسر اثني عشر ألف أدهم على أدهم، منها محب لله ولرسوله،

مع كل واحد اثني عشر كتيبة، لا يعلم عددها إلا الله،

ألا فــــأبــــشــــروا،

فأنتم نعم الإخوان،

ألا وإن لكم بعد حين طرفة تعلمون بها بعض البيان،

وتنكشف لكم صنايع البرهان،

عند طلوع بهرام وكيوان، على دقائق الاقتران،

فعندما تتواتر الهزات والزلازل، وتقبل رايات من شاطئ جيحون إلى بيداء بابل.

أنا مبرج الأبراج وعاقد الرياح، ومفتح الأفراج وباسط العجاج،

أنا صاحب الطور،

أنا ذلك النور الظاهر،

أنا ذلك البرهان الباهر،

وإنما كشف لموسى شقص من شقص الذر من المثقال،

وكل ذلك بعلم من الله ذي الجلال.

أنا صاحب جنات الخلود،

أنا مجري الأنهار أنهارا من ماء تيار،

وأنهارا من لبن،

وأنهارا من عسل مصفى،

وأنهارا من خمر لذة للشاربين،

أنا حجبت جهنم وجعلتها طبقات السعير، وسقير الجير،

والأخرى عمقيوس أعددتها للظالمين،

وأودعت ذلك كله وادي برهوت،

وهو والفلق ورب ما خلق، يخلد فيه الجبت والطاغوت وعبيدهما، 

ومن كفر بذي الملك والملكوت.

أنا صانع الأقاليم بأمر العليم الحكيم،

أنا الكلمة التي بها تمت الأمور ودهرت الدهور،

أنا جعلت الأقاليم أرباعا،

والجزائر سبعا،

فإقليم الجنوب معدن البركات،

وإقليم الشمال معدن السطوات،

وإقليم الصبا معدن الزلازل

وإقليم الدبور معدن الهلكات.

ألا ويل لمداينكم وأمصاركم من طغاة يظهرون فيغيرون ويبدلون إذا تمالت الشدائد 

من دولة الخصيان، وملكة الصبيان، والنسوان،

فعند ذلك ترتج الأقطار بالدعاة إلى كل باطل،

هيهات هيهات،

توقعوا حلول الفرج الأعظم، وإقباله فوجا فوجا، إذا جعل الله حصباء النجف جوهرا، 

وجعله تحت أقدام المؤمنين،

وتبايع به للخلاف والمنافقين، ويبطل معه الياقوت الأحمر، وخالص الدر والجوهر،

ألا وإن ذلك من أبين العلامات،

حتى إذا انتهى ذلك صدق ضياؤه، وسطع بهاؤه، وظهر ما تريدون، وبلغتم ما تحبون،

ألا وكم إلى ذلك من عجائب جمة، وأمور ملمة،

يــــــــــــا أشــــبــــاه الأعــــثام، وبــــهــــام الأنــــعــــام،

كيف تكونون إذا دهمتكم رايات لبني كنام مع عثمان بن عنبسة من عراص الشام يريد بها أبويه،

 ويزوج بها أمية،

هيهات أن يرى الحق أموي أم عدوي.

ثم بكى صلوات الله عليه، وقال: واها للأمم،

أما شاهدت رايات بني عتبة مع بني كنام السائرين أثلاثا،

المرتكبين جبلا جبلا مع خوف شديد، وبؤس عتيد،

ألا وهو الوقت الذي وعدتم به،

لأحــــمــــلــــنــــهــــم عــــلــــى نــــجــــائــــب، تــــحــــفــــهــــم مــــراكــــب الأفــــلاك،

كأني بالمنافقين يقولون نص علي على نفسه بالربانية،

ألا فــــاشــــهــــدوا شــــهــــادة سآئلكم بها عند الحاجة إليها،

إن عــــلــــيــــا نــــور مــــخــــلــــوق، وعــــبد مــــرزوق،

ومــــن قــــال غــــيــــر هــــذا فــــعــــلــــيــــه لــــعــــنــــة الله ولــــعــــنــــة الــــلاعــــنــــيــــن.

ثم نزل وهو يقول: تحصنت بذي الملك والملكوت، واعتصمت بذي العزة والجبروت، وامتنعت بذي القدرة والملكوت، من كل ما أخاف وأحذر،

أيــــــــــــــــهــــا الــــنــــاس

ما ذكر أحدكم هذه الكلمات عند نازلة أو شدة إلا وأزاحها الله عنه.

فقال له جابر: وحدها يا أمير المؤمنين، فقال: نعم وأضيف إليها الثلاثة عشر اسما، وضمني، ثم ركب ومضى....إنتهى


وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين

.

..

...

....

.....








السبت، 12 نوفمبر 2016

الحقيقة نقطة في بحر الكذب//8





 بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلّي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحقيقة نقطة في بحر الكذب//8


فالاسم المكنون بهذه الطريقة هو الشاهد على نفسه والمشاهد لنفسه

وأنا التي أريه نفسه كما يريد أن يرى نفسه

ولا يمكن لذلك أن يكون الا أن أحيطه ببحر من الكذب والاوهام التي ستخفي حقيقته عن نفسه 

مرت لحظات صمت على كاحون سرح فكره فيها في عالم آخر

الزوجة: لا تحزن ولا تسيء الظن بي يا كاحون

كاحون: لا أستطيع أن أتصور أن جميع الظلمات التي أعيش بها هي من صنعك أنت

الزوجة: لم تكتمل جميع صور المشهد عندك بعد، فلا تستعجل الحكم، فدوري هو ليس خلق الظلمات من حولك ، فعندما نكون أنا وأنت فقط فأنك ستعيش معي أجمل ما يمكنك أن تتصوره من المشاعر والأحاسيس

كاحون: أنا وأنت فقط؟

ومتى يكون ذلك؟

الزوجة: عندما تنفصل عن بدنك ونفسك الحسية الحيوانية 

فعند نهاية جميع مراحل كلّ كرّة تكرها فإنك ستعود لي لنبقى أنا وأنت فقط في سعادة غامرة وجنة عامرة إلى أن تنزل مرة أخرى بكرّتك التالية

يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي

كما أنني لا أباشر كل شيء بنفسي وأكتفي بعملية المراقبة والاحاطة الشاملة لكل ما يجري عليك

كاحون: المراقبة والاحاطة الشاملة لكل ما يجري عليّ؟

فمن هم الذين ستراقبينهم ولماذا؟

الزوجة: أراقب الذين سأكلفهم بأن يعطوك جميع ما تريده وبلا استثناء

كاحون: جميع ما اريده وبلا استثناء؟
ماذا تقصدين بذلك؟

الزوجة: حفظ حرية الاختيار والمشيئة الشخصية لك خلال كل لحظة من لحظات وجودك من أوّل لحظة لشعورك بنفسك وإلى الأبد هو هدفي من هذه المراقبة

كاحون: وكيف ذلك؟

الزوجة: قلت لك أنني وجودك كله وأحيط بك كما تحيط المرآة بالنقطة التي في وسطها

كاحون: نعم قلتِ ذلك لي ولذلك وهذا سبب تصوري أن جميع الظلمات التي أعيش بها هي من صنعك أنت، فأنت مرأتي وهويتي ووجودي وكل عالمي

الزوجة: نعم ذلك صحيح، لكن هذا المشهد ليس هو المشهد الكامل لوصف العلاقة بيني وبينك فتوجد هناك جزئيات ومشاهد وقوى كثيرة جدا تتشارك في صنع هذا المشهد الذي تعيش به

كاحون: وضّحي لي ذلك لو سمحت

الزوجة: فيك انطوى العالم الأكبر، أظنك تعشق هذه الكلمات، أليس كذلك؟

كاحون: نعم بالفعل، وكثيرا ما كنت أسرح مطولا لأتفكّر بهذه الكلمات

الزوجة: عندما أقول لك أنني مرآة وجودك كله فلا تتصور هذه المرآة أنها مرآة مسطّحة سقيلة

بل هي مرآة أشبه ما تكون بالجوهرة وأنت تسكن في وسطها

وهذه المرآة الجوهرة تتكون من جواهر ثمانية أو ثمانية قوى أو ثمانية أسماء

في باطن ومركز كل جوهرة من تلك الجواهر الثمانية تتمركز جوهرة أصغر منها جميعها لكنها هي اسمها الأعظم الذي يديرها ويسيطر عليها ثمانيتها

وكل جوهرة من تلك الجواهر الثمانية لها ثمانية أركان أو ثمانية قوى أو من ثمانية أسماء والجوهرة التي تسكن وسطهم هي اسمهم الأعظم

كاحون: يبدو أنك تتكلمين عن الميركابا، أليس كذلك؟

الزوجة: نعم هو كذلك ، فصورة الميركابا هي الصورة التي اتكلم عنها الآن والتي صورتها هي جزء أساسي وكبير من صورة الجوهرة كاملة

ودعني اكمل لك صورتها الآن

كاحون: تفضلي

الزوجة: قلنا حتى الأن أن صورة جسد الميركابا تتكون من ثمانية جواهر وكل جوهرة تتكون من ثمانية أركان ووسط كل جوهرة من الجواهر الثمانية تتمركز جوهرة تاسعة مصمدة

مع ملاحظة أن كل ركن من أركان الجواهر الثماني يمثل إسم من أسمائي أو قوة من قواي 

فكم سيصبح عدد الأركان أو الأسماء أو القوى لمجموع الجواهر الثمانية بالاضافة للجواهر الثمانية المصمدة المكنونة بهم ثمانيتهم؟

كاحون: أعتقد أن العدد سيكون 72 قوة أو إسم من أسمائك

الزوجة: هل يذكرك هذا العدد بشيء؟

كاحون: نعم بالتأكيد، فهذا العدد يرتبط دائما وعند جميع الأديان والأمم بالإسم الأعظم الذي يتكون من 72 حرف 

والإسم أو الحرف المخزون المكنون الذي لم يخرج منه الا إليه هو ثالث وسبعينهم

الزوجة: من تتوقع في حالتك على اعتبار انني الجوهرة وانك المكنون بي أن يكون هو الإسم المكنون المخزون الذي استأثرت به فلم يخرج مني إلا إليّ؟

كاحون: لا بد أن أكون أنا هو الإسم المكنون المخزون في الجوهرة، فحسب توضيحك السابق فأنت مثال المرآة وأنا مثال الإسم المكنون المكنون في وسطك

الزوجة: لا بد أن هذا الموضوع يثير اهتمامك فعلا، فلقد عدت للتركيز معي من جديد

كاحون: فعلا ، هو يهمني كثيرا، فأنا لا أنام الا وأركان الميركابا تتراقص لامعة من امامي

الزوجة: فالأسماء او القوى الـ72 هم أسمائي وقواي أنا وكلهم ينسبون لي أنا ،، فهم حجّتي عليك وأنا حجة عليهم كلهم

لكن تذكّر كما أنني وأنك كيان واحد لا انفصام بيننا ، فإنني وأسمائي الـ72 أيضا كيان واحد لا انفصام بيننا ولا اختلاف فنحن كلنا جوهرة واحدة حيّة بالذات، وأنت من ضمننا

كاحون: انا مثال الإسم المكنون، فأين هو الإسم المكنون من هذه المنظومة أو الجوهرة المتكاملة الحيّة بالذات؟

الزوجة: سؤالك هذا جاء في الوقت المناسب وفي محله لتعرف من هما ابويك

كاحون: كيف ذلك؟

الزوجة: الأسماء الـ72 يمكنك أن تعتبرهم كيان واحد وهو أبوك الذي يتولى تربيتك ظاهرا

أمّا أبوك الإسم المكنون فهو المكنون بجميع تلك الأسماء الـ72 ،، فهو الباطن لتلك الأسماء الـ72 كلها، بمعنى أنّه هو المحرّك والقائد والموجه لها جميعها من باطنها

لكن أعود وأقول لك مرة أخرى أنك يجب أن تتذكّر دائما وأبدا أنّه كما أنني وأنك كيان واحد لا انفصام بيننا ، فإنني وأسمائي الـ72 و أيضا الإسم المكنون بهم كلهم، كلنا كيان واحد لا انفصام بيننا ولا اختلاف،

 فنحن كلنا جوهرة واحدة حيّة بالذات وأنت من ضمننا

فكلنا الثلاث والسبعون لكنك حاليا كمثال للاسم المكنون الذي لم يصل لكماله الأكمل بعد لا زلت الطرف الأضعف بنا

لكنك مهما طال الزمن بك ستصل أخيرا وبمساعدتنا لكمالك الأكمل لمقام كن فيكون فتكون معنا جسدا واحد وروحا واحدة

كاحون: بُشراك جميلة لكن آه من قلة الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق فدعينا نكمل ما كنا فيه

الزوجة: نعم سمعتك تسأل فأين هي النفس الحسيّة الحيوانيّة إن كانت الميركابا بمجموعها هي الإسم الأعظم، ولقد كنت سابقا تعتقد أن نصفها النفس الناطقة القدسية ونصفها النفس الحسية الحيوانية

كاحون: نعم هذا بالضبط ما برق في عقلي وومض فيه حين كنت تتكلمين، أين هي النفس الحسيّة الحيوانيّة من كل هذا؟

يعني بالنسبة لي أين هو طالب التوحيد من كل هذا الوصف؟

الزوجة: سنصل له قريبا فلا تستعجل، فقبل ذلك أريدك أن تتعرف على بيتك الذي وُلِدت فيه وستبقى فيه طوال حياتك ولن تخرج منه ابدا، ليس لأنك محبوس به بل لأن العالم الأكبر كله منطوي لك في بيتك ولا شغل له سوى أن يخدمك تماما كما تريد ، ومهمته الوحيدة هي أن يعكس لك أو أن يُظهر لك صور مشيئتك صورة بعد صورة لمشيئة بعد مشيئة كنهر جار لا ينقطع سيله وهديره وتماما كما تشائها وتريد أن تراها

كاحون: الأمر لك وأعتذر عن استعجالي

الزوجة: لا بأس عليك فإني أنتظر أن أسمع سؤالك لكي اجيب عنه، فحين تسأل عن شيء فمعناه انك تريد أن تكمل الصورة التي وصلت لها بالصورة التي بجانبها لتتسع حدود تلك الصورة التي وصلت لها سلفا

قلنا أن الميركابا تتكون من اجتماع وتراكب ثمانية جواهر ثمانية الأركان

هذه الجواهر الثمانية عندما تجتمع مع بعضها البعض مكونة الجوهرة او الميركابا فإنه سيتكون في وسطها جوهرة أو غرفة او بيت صغير يتمركز في وسطها

هذا البيت أو الجوهرة التي تتوسطهم له أربعة عشر وجه وأنت كمثال للإسم المكنون تسكن في وسطه

هذه الجوهرة المركزية هي بيتك أنت ، هي مقرك الأبدي المجعول لك وحدك ومن داخله سترى العالم كما تشاء أن تراه وكما ستعكس لك أسمائي الـ72 صورته المتحركة تبعا لمشيئتك المتواصلة

أنت تجلس في وسطه، أنت الرقم تسعة المتمركز في وسط هذا البيت الجوهرة وكل القوى أو الأسماء التي تحيط بك هي لخدمتك سواء أكنت في عالم الأمر العلوي فوق القبب أو في عوالم الخلق السفلية تحت القبب

كاحون: أحب أن أعرف منك ماذا تقصدين بأن الأسماء الـ72 هي أسمائك؟

الزوجة: المعنى سيختلف باختلاف اللسان الذي ساتكلم به

كاحون: يختلف باختلاف اللسان الذي ستتكلمين به؟

ماذا تقصدين بذلك؟

الزوجة: عندما أتكلم بلسان دائرة الوجود ورحمه فإن تلك الأسماء جميعها هي أسماء أبنائي وأولادي وذلك لأنني الرحم الذي أوجدهم ولا يزال يجمعهم جميعهم ، فأنا لم ولن أنفصل عنهم وهم لم ولن ينفصلوا عني

وبلحاظ نفس الأسماء فأن بعضهم أسمائي هم ابنائي الكبار وبعضهم الآخر هم اسماء ابناء ابنائي الكبار

الأم: فالميركابا كما قلنا تتكون من نجمتين كبيرتين، النجمتان هنا هما ابني الأكبرين ، فأنا دائرة الوجود وهما الموجودان في داخل حدودي ولا حدود لي لأنني من أوجد الحدود

بهما زينت أركان عرشي، وكل نجمة كاملة منهما هي ابن من أبنائي

وأنت إبني الثالث الذي لا زال ينموا عقليا وفكريا ومعرفيا ولم يكتمل نموه بعد للدرجة التي يكون بها إسما

الأسماء الـ72 هم أبناء أبنيّ الأكبرين ، وبهذا المعنى هم مظاهر فعلهما
وبنفس الوقت فإن مجموع النجمتين المتحدتين بجسد جوهري واحد مع الاسم المكنون بالاسماء الـ72 هما أبي وزوجي

فأنا أم أحدهما والذي هو أبي

وزوج الثاني والذي هو بعلي

وهما واحد

فأنا أم أبيها الظاهر ،، لأنه المُظهِر لي ولأسمائي

وزوجة الباطن الاسم المكنون لأنه أب جميع أبنائي أو أسمائي

فأبي هو إسمي الأعظم

وزوجي هو الاسم الأعظم

وأبنائي وأركانهم هم اسمائي العظمى والحسنى

وأنا إسمهم الأعظم

وتذكر مرة أخرى اننا كلنا كيان واحد لا فرق بيننا 

فنحن إسم المعنى المعبود الذي ابدعنا لا من شيء فجعلنا وجهه ومظهر إرادته ومستودع علمه ووكر مشيئته

نحن المعنى المخلوق الذي خلق منه كل شيء

وهو المعنى المبدِع الأول الذي أبدعنا إبداعا لا من شيء

فأنا شجرة طوبى وسدرة المنتهى وجنة المأوى وهم جذري وجذعي وسوقي وأغصاني وأوراقي

وعندما أتكلم بإسم أوراقي فبلسان هو غير لسان غصوني

ولسان غصوني الذي أتكلم به لا يشبه كلامي من على لسان فروعي

ولسان جذعي الذي اتكلم به اتكلم به بلسان غير لسان جذري

لكنهم كلهم ينطقون بكلامي وكلماتي

فكلامهم كلامي وكلامي كلامهم

يتبع إن شاء الله

وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين
.
..
...
....
.....