بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلّي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دلائل الأرض المسطحة من كلام خير البرية في الخطبة التطنجية
رسالة وصلتني من أحد الإخوة الكرام يستعلم بها عن فهمي لمعنى الفتق والرتق وهذا هو جوابي له:
سأحاول أخي الكريم أن ابين لك المعنى الذي أعتقد به من خلال
مضامين الخطبة التطنجية لأمير المؤمنين عليه السلام.
بسم الله الرحمن الرحيم
في البداية كان الماء
وكان عرش أمير المؤمنين على الماء (عرش الإسم المكنون على الماء))
تخيّل ألآن أنه لا يوجد غير الماء
وتخيل ألآن برنامج كمبيوتري للرسم الثلاثي الأبعاد
والسطح الثلاثي الأبعاد المخصص للرسم هو الماء
والعرش على الماء الذي يحيطه من كل مكان
داخل الماء بطريقة علمية او بكن فيكون أوجد فقاعة هوائية كبيرة جدا نتجت
من غليان الماء او لأي سبب آخر
الأن أصبح عندنا فضاء مكوّر ودائري كبير
حدوده هي نفسها حدود الفقاعة الهوائية المحاطة بالماء من كل مكان
وسقف الفقاعة مرفوع من غير عمد
أسفلها الماء وأعلاها الماء
(((خلق السماوات بلا دعائم، وأقامها بغير قوائم، )))
----------
هذه الفقرة التالية من الخطبة نتركها الآن ونأتي لها بعد قليل
((وزينها بالكواكب المضيئات، وحبس في الجو سحائب مكفهرات،))
-------------
سطح الماء السفلي هو الأرض
وكل ما فوقه حتى تصل لحدود الفقاعة العلوي هو السماء
على سطح الماء السفلي أو الأرض ومن مكونات الماء التي انفصلت او التي نتجت من تبخر الماء
وهو الزبد الذي بقي على السطح السفلي
فـ جمعها وضغطها وكوّن أول بقعة صلبة داخل الفقاعة على سطح الماء السفلي
((أو الأرض كما قلنا))
وهذه البقعة الأولى هي البقعة الصلبة الأولى التي كونها من الزبد
هي التي بنيت عليها الكعبة لاحقا،
ثم من بعد ذلك استمر بمدّ الأرض من حولها من كل الجهات
حتى بلغت الأرض الى حدود الفقاعة من جميع جوانبها شرقا وغربا وشمالا وجنوبا
يعني أصبح هناك أرض مسطحة في أسفل الفقاعة الهوائية المحاطة بالماء من كل الجهات
فأصبحت حدود الفقاعة قبة لهذه الأرض المسطوحة أسفلها
حتى هذه المرحلة كانت تلك الأرض الممتدة الى أطراف الفقاعة والتي كونها من زبد الماء ، كانت أرضا يابسة
ثم بدء بتقسيم هذه الأرض الدائرية المسطوحة حسب علمه وارادته
فقسّمها أخماسا ،
بعضها برا
وبعضها بحرا
وبعضها جبالا
وبعضها عمارا
وبعضها خرابا
((((أنا مدين الميادين وواضع الأرض، أنا قاسمها أخماسا، فجعلت خمسا برا،
وخمسا بحرا، وخمسا جبالا، وخمسا عمارا، وخمسا خرابا.)))
كل ذلك خلقه وأوجده على الأرض أو على السطح السفلي من الماء الذي فتقه بفقاعة الهواء
((((وخلق البحار والجبال على تلاطم تيار رفيق رئيق، فتق رتجاها فتغطمطت أمواجها،))))
داخل هذه الفقاعة خلق شمسا تدور داخلها بشكل دائرى فوق سطح الأرض
قسم الفقاعة الى سبعة أقسام يعني إلى سبعة سماوات
وزيّن السماء الدنيا بزينة الكواكب
وجعل فيها نجوم مضيئة كأنها مصابيح معلقة في جو السماء
الآن أريد منك أن تصعد إلى أعلى نقطة من الفقاعة
وتقوّي نظرك بشكل كبير وتنظر لما تحتها ، وقل لي ماذا سترى؟
سترى الجهات الأربعة
وسترى القارات السبعة
وسترى افردوس ،، أفردوس وهو المحيط الأبيض المتجمد الدائري الذي يحيط بالأرض كلها ببحارها ويابستها من كل جهاتها
وهو المحيط الذي يــحـيـط بـهـا كـمـا يـحــيـط الـخـاتـم بـالإصـبـع
إنتبه لهذه الجملة من الخطبة
((ومـا أفــردوس؟
ومـا هـم فـيـه إلا كـالــخـاتـــم فـي الإصـبـع))
((((أنا الناظر إلى المغربين والمشرقين،
رأيت رحمة الله والفردوس رأي العين،
وهو في البحر السابع يجري في الفلك
في زخاخيره النجوم والحبك،
ورأيت الأرض ملتفة كالتفاف الثوب القصور،
وهي في خزف من التطنج الأيمن مما يلي المشرق
والتطنجان خليجان من ماء
كأنهما أيسار تطنجين،
وما المتولي دائرتها،
ومـــا أفـــردوس؟
ومـــا هـــم فـــيـــه إلا كـــالـــخـــاتـــم فـــي الإصـــبـــع
ولقد رأيت الـــــشـــمــس عند غروبها
وهي كالـطــايــــر الـــمــــنـــصـــرف إلى وكره،)))))
////انتبه هنا أيضا إلى أن الشمس هي التي تتحرك وحركتها شبّهها أمير المؤمنين بحركة الطائر////
((((((ولولا اصطكاك رأس الفردوس،
واختلاط التطنجين،
وصرير الفلك،
يسمع من في السماوات والأرض رميم حميم دخولها في الماء الأسود،
وهي العين الحمئة
ولقد علمت من عجائب خلق الله ما لا يعلمه إلا الله،)))))))))
سترى حينها من عليائك بنظرك القوي كل ذلك
سترى افردوس المحيطة بالارض
وسترى أقاليم الأرض الدائرية المسطحة من تحتك وكيف تم تقسيمها وترتيبها
الماء الذي يحيط بالقبة من كل جهاتها هو الماء الأسود لأن لا شمس به تضيئه أو نور ينيره
وبسببه تظهر السماء مظلمة سوداء في الليل بينما في النهار تكسبها الشمس لونها الأزرق
((((((((((أنا صانع الأقاليم بأمر العليم الحكيم،
أنا الكلمة التي بها تمت الأمور ودهرت الدهور،
أنا جعلت الأقاليم أرباعا،
والجزائر سبعا،
فإقليم الجنوب معدن البركات،
وإقليم الشمال معدن السطوات،
وإقليم الصبا معدن الزلازل
وإقليم الدبور معدن الهلكات.))))))))))
هذا بعض ما فهمته أخي الكريم من هذه الخطبة العظيمة التي خطبها أمير المؤمنين
والمعروفة بالخطبة التطنجية،
والتي ظاهرها أنيق، وباطنها عميق، وعلى من يقرأها الحذر من سوء ظنه،
فإن فيها من تنزيه الخالق ما لا يطيقه أحد من الخلائق،
خطبها أمير المؤمنين عليه السلام بين الكوفة والمدينة،
فقال: الحمد لله الذي فتق الأجواء وخرق الهواء،
وعلق الأرجاء وأضاء الضياء،
وأحيى الموتى وأمات الأحياء،
أحمده حمدا سطع فأرفع، وشعشع فلمع،
حمدا يتصاعد في السماء إرساله، ويذهب في الجو اعتداله،
خلق السماوات بلا دعائم، وأقامها بغير قوائم، وزينها بالكواكب المضيئات،
وحبس في الجو سحائب مكفهرات،
وخلق البحار والجبال على تلاطم تيار رفيق رئيق،
فتق رتجاها (1)(رتاجها) فتغطمطت أمواجها،
أحمده وله الحمد،
وأشهد أن لا إله إلا هو،
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله،
انتجبه من البحبوحة العليا،
وأرسله في العرب، وابتعثه هاديا مهديا حلا حلا طلسميا،
فأقام الدلائل، وختم الرسائل،
بصر به المسلمين، وأظهر به الدين،
صلى الله عليه وآله الطاهرين.
أيها الناس، أنيبوا إلى شيعتي،
والتزموا بيعتي،
وواظبوا على الدين بحسن اليقين،
وتمسكوا بوصي نبيكم الذي به نجاتكم، وبحبه يوم الحشر منجاتكم،
فأنا الأمل والمأمول،
أنا الواقف على التطنجين،
أنا الناظر إلى المغربين والمشرقين،
رأيت رحمة الله والفردوس (2)(أفردوس) رأي العين،
وهو في البحر السابع يجري في الفلك في زخاخيره النجوم والحبك،
ورأيت الأرض ملتفة كالتفاف الثوب القصور، وهي في خزف من التطنج الأيمن مما يلي المشرق
والتطنجان خليجان من ماء كأنهما أيسار تطنجين،
وما المتولي دائرتها، وما أفردوس؟
وما هم فيه إلا كالخاتم في الإصبع،
ولقد رأيت الشمس عند غروبها وهي كالطاير المنصرف إلى وكره،
ولولا اصطكاك رأس الفردوس، واختلاط التطنجين، وصرير الفلك،
يَسمعُ من في السماوات والأرض رميم حميم دخولها في الماء الأسود،
وهي العين الحمئة
ولقد علمت من عجائب خلق الله ما لا يعلمه إلا الله،
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
( 1) كذا والظاهر رتاجها.
( 2) في الأصل أفردوس.
وعرفت ما كان وما يكون وما كان في الذر الأول مع من تقدم من آدم الأول،
ولقد كشف لي فعرفت، وعلمني ربي فتعلمت،
ألا فعوا ولا تضجوا ولا ترتجوا
فلولا خوفي عليكم أن تقولوا جن أو ارتد لأخبرتكم بما كانوا وما أنتم فيه وما تلقونه إلى يوم القيامة،
علم أوعِز إلي فعلمت،
ولقد ستر علمه عن جميع النبيين إلا صاحب شريعتكم هذه صلوات الله عليه وآله،
فعلمني علمه، وعلمته علمي.
ألا وإنا نحن النذر الأولى،
ونحن نذر الآخرة والأولى،
ونذر كل زمان وأوان،
وبنا هلك من هلك،
وبنا نجا من نجا،
فلا تستطيعوا ذلك فينا،
فوالذي فلق الحبة،
وبرأ النسمة،
وتفرد بالجبروت والعظمة،
لقد سُخّرت لي الرياح والهواء والطير،
وعُرضت علي الدنيا، فأعرضت عنها،
أنا كآب الدنيا لوجهها فحنى،
متى يلحق بي اللواحق؟
لقد علمت ما فوق الفردوس الأعلى، وما تحت السابعة السفلى، وما في السماوات العلى،
وما بينهما وما تحت الثرى.
كل ذلك علم إحاطة لا علم أخبار،
أقسم برب العرش العظيم،
لو شئت أخبرتكم بآبائكم وأسلافكم أين كانوا وممن كانوا وأين هم الآن وما صاروا إليه،
فكم من آكل منكم لحم أخيه، وشارب برأس أبيه، وهو يشتاقه ويرتجيه.
((في الكرّات المتتابعة التي سيتكلم عنها حتى نهاية الفقرة التالية))
هيهات هيهات،
إذا كشف المستور، وحصل ما في الصدور، وعلم أين الضمير،
وأيم الله لقد كوزتم كوزات،
وكررتم كرات،
وكم بين كرة وكرة من آية وآيات،
ما بين مقتول وميت،
فبعض في حواصل الطيور،
وبعض في بطون الوحش،
والناس ما بين ماض وزاج،
ورايح وغاد،
ولو كشف لكم ما كان مني في القديم الأول، وما يكون مني في الآخرة،
لرأيتم عجائب مستعظمات، وأمورا مستعجبات، وصنايع وإحاطات.
أنا صاحب الخلق الأول قبل نوح الأول، (((بدء يتكلم هنا بلسان الظاهر الأول من الخلق قبل الخلق)))
ولو علمتم ما كان بين آدم ونوح من عجائب اصطنعتها، وأمم أهلكتها: فحق عليهم القول،
فبئس ما كانوا يفعلون.
أنا صاحب الطوفان الأول،
أنا صاحب الطوفان الثاني،
أنا صاحب سيل العرم،
أنا صاحب الأسرار المكنونات،
أنا صاحب عاد والجنات،
أنا صاحب ثمود والآيات،
أنا مدمرها،
أنا مزلزلها،
أنا مرجعها،
أنا مهلكها،
أنا مدبرها،
أنا بأنيها،
أنا داحيها،
أنا مميتها،
أنا محييها،
(((من هنا بدء يتلكم بلسان الإسم المكنون المكنون في الظاهرات)))
أنا الأول، أنا الآخر،
أنا الظاهر، أنا الباطن،
أنا مع الكور قبل الكور،
أنا مع الدور قبل الدور،
أنا مع القلم قبل القلم،
أنا مع اللوح قبل اللوح،
أنا صاحب الأزلية الأولية،
أنا صاحب جابلقا وجابرسا،
أنا صاحب الرفوف وبهرم،
أنا مدبر العالم الأول حين لا سماؤكم هذه ولا غبراؤكم.
قال: فقام إليه ابن صويرمة فقال: أنت أنت يا أميرالمؤمنين؟
فقال: أنا أنا لا إله إلا الله ربي ورب الخلائق أجمعين،
له الخلق والأمر،
الذي دبر الأمور بحكمته،
وقامت السماوات والأرض بقدرته،
كأني بضعيفكم يقول ألا تسمعون إلى ما يدعيه ابن أبي طالب في نفسه،
وبالأمس تكفهر عليه عساكر أهل الشام فلا يخرج إليها؟
وباعث محمد وإبراهيم !
لأقتلن أهل الشام بكم قتلات وأي قتلات،
وحقي وعظمتي لأقتلن أهل الشام بكم قتلات وأي قتلات،
ولأقتلن أهل صفين بكل قتلة سبعين قتلة،
ولأردّن إلى كل مسلم حياة جديدة،
ولأسلمن إليه صاحبه وقاتله، إلى أن يشفي غليل صدري منه،
ولأقتلن بعمار بن ياسر وبأويس القرني ألف قتيل أو لا يقال لا وكيف وأين ومتى وأنى وحتى،
فكيف إذا رأيتم صاحب الشام ينشر بالمناشير، ويقطع بالمساطير،
ثم لأذيقنه أليم العقاب،
ألا فــــــــأبـــــشــــروا،
فإليّ يرد أمر الخلق غدا بأمر ربي،
فلا يستعظم ما قلت،
فإنا أعطينا علم المنايا والبلايا، والتأويل والتنزيل، وفصل الخطاب وعلم النوازل،
والوقايع والبلايا، فلا يغزب عنا شئ.
كأني بهذا ........ وأشار إلى الحسين عليه السلام ... قد ثار نوره بين عينيه،
فأحضره لوقته بحين طويل يزلزلها ويخسفها،
وثار معه المؤمنون في كل مكان،
وأيم الله لو شئت سميتهم رجلا رجلا بأسمائهم وأسماء آبائهم فهم يتناسلون من أصلاب الرجال
وأرحام النساء، إلى يوم الوقت المعلوم.(((نظام الكرات مستمر الى يوم الوقت المعلوم)))
ثم قال: يا جابر، أنتم مع الحق ومعه تكونون، وفيه تموتون،
يا جابر إذا صاح الناقوس، وكبس الكابوس، وتكلم الجاموس،
فعند ذلك عجائب وأي عجائب،
إذا أنارت النار ببصرى، وظهرت الراية العثمانية بوادي سوداء،
واضطربت البصرة وغلب بعضهم بعضا، وصبا كل قوم إلى قوم،
وتحركت عساكر خراسان، وتبع شعيب بن صالح التميمي من بطن الطالقان،
وبويع لسعيد السوسي بخوزستان،
وعقدت الراية لعماليق كردان،
وتغلبت العرب على بلاد الأرمن والسقلاب،
وأذعن هرقل بقسطنطينة لبطارقة سينان،
فتوقعوا ظـــــهــــور مــــكــــلّــــم مــــوســــى مــــن الــــشــــجــــرة عــــلى الــــطــــور، ((إمامنا المهدي)))
فيظهر هذا ظاهر مكشوف، ومعاين موصوف،
ألا وكم عجائب تركتها، ودلائل كتمتها، لا أجد لها حملة،
أنا صــــاحــــب إبــــلــــيــــس بــــالــــســــجــــود،
أنا معذبه وجنوده على الكبر والغرور بأمر الله،
أنا رافع إدريس مكانا عليا،
أنا منطق عيسى في المهد صبيا،
أنا مدين الميادين وواضع الأرض،
أنا قاسمها أخماسا،
فجعلت خمسا برا،
وخمسا بحرا،
وخمسا جبالا،
وخمسا عمارا،
وخمسا خرابا.
أنا خرقت القلزم من الترجيم، وخرقت العقيم من الحيم، وخرقت كلا من كل،
وخرقت بعضا في بعض،
أنا طيرثا، أنا جانبوثا،
أنا البارحلون،
أنا عليوثوثا،
أنا المسترق على البحار في نواليم الزخار عند البيار، حتى يخرج لي ما أعد لي فيه من الخيل والرجل،
فآخذ ما أحببت، وأترك ما أردت،
ثم أسلّم إلى عمار بن ياسر اثني عشر ألف أدهم على أدهم، منها محب لله ولرسوله،
مع كل واحد اثني عشر كتيبة، لا يعلم عددها إلا الله،
ألا فــــأبــــشــــروا،
فأنتم نعم الإخوان،
ألا وإن لكم بعد حين طرفة تعلمون بها بعض البيان،
وتنكشف لكم صنايع البرهان،
عند طلوع بهرام وكيوان، على دقائق الاقتران،
فعندما تتواتر الهزات والزلازل، وتقبل رايات من شاطئ جيحون إلى بيداء بابل.
أنا مبرج الأبراج وعاقد الرياح، ومفتح الأفراج وباسط العجاج،
أنا صاحب الطور،
أنا ذلك النور الظاهر،
أنا ذلك البرهان الباهر،
وإنما كشف لموسى شقص من شقص الذر من المثقال،
وكل ذلك بعلم من الله ذي الجلال.
أنا صاحب جنات الخلود،
أنا مجري الأنهار أنهارا من ماء تيار،
وأنهارا من لبن،
وأنهارا من عسل مصفى،
وأنهارا من خمر لذة للشاربين،
أنا حجبت جهنم وجعلتها طبقات السعير، وسقير الجير،
والأخرى عمقيوس أعددتها للظالمين،
وأودعت ذلك كله وادي برهوت،
وهو والفلق ورب ما خلق، يخلد فيه الجبت والطاغوت وعبيدهما،
ومن كفر بذي الملك والملكوت.
أنا صانع الأقاليم بأمر العليم الحكيم،
أنا الكلمة التي بها تمت الأمور ودهرت الدهور،
أنا جعلت الأقاليم أرباعا،
والجزائر سبعا،
فإقليم الجنوب معدن البركات،
وإقليم الشمال معدن السطوات،
وإقليم الصبا معدن الزلازل
وإقليم الدبور معدن الهلكات.
ألا ويل لمداينكم وأمصاركم من طغاة يظهرون فيغيرون ويبدلون إذا تمالت الشدائد
من دولة الخصيان، وملكة الصبيان، والنسوان،
فعند ذلك ترتج الأقطار بالدعاة إلى كل باطل،
هيهات هيهات،
توقعوا حلول الفرج الأعظم، وإقباله فوجا فوجا، إذا جعل الله حصباء النجف جوهرا،
وجعله تحت أقدام المؤمنين،
وتبايع به للخلاف والمنافقين، ويبطل معه الياقوت الأحمر، وخالص الدر والجوهر،
ألا وإن ذلك من أبين العلامات،
حتى إذا انتهى ذلك صدق ضياؤه، وسطع بهاؤه، وظهر ما تريدون، وبلغتم ما تحبون،
ألا وكم إلى ذلك من عجائب جمة، وأمور ملمة،
يــــــــــــا أشــــبــــاه الأعــــثام، وبــــهــــام الأنــــعــــام،
كيف تكونون إذا دهمتكم رايات لبني كنام مع عثمان بن عنبسة من عراص الشام يريد بها أبويه،
ويزوج بها أمية،
هيهات أن يرى الحق أموي أم عدوي.
ثم بكى صلوات الله عليه، وقال: واها للأمم،
أما شاهدت رايات بني عتبة مع بني كنام السائرين أثلاثا،
المرتكبين جبلا جبلا مع خوف شديد، وبؤس عتيد،
ألا وهو الوقت الذي وعدتم به،
لأحــــمــــلــــنــــهــــم عــــلــــى نــــجــــائــــب، تــــحــــفــــهــــم مــــراكــــب الأفــــلاك،
كأني بالمنافقين يقولون نص علي على نفسه بالربانية،
ألا فــــاشــــهــــدوا شــــهــــادة سآئلكم بها عند الحاجة إليها،
إن عــــلــــيــــا نــــور مــــخــــلــــوق، وعــــبد مــــرزوق،
ومــــن قــــال غــــيــــر هــــذا فــــعــــلــــيــــه لــــعــــنــــة الله ولــــعــــنــــة الــــلاعــــنــــيــــن.
ثم نزل وهو يقول: تحصنت بذي الملك والملكوت، واعتصمت بذي العزة والجبروت، وامتنعت بذي القدرة والملكوت، من كل ما أخاف وأحذر،
أيــــــــــــــــهــــا الــــنــــاس
ما ذكر أحدكم هذه الكلمات عند نازلة أو شدة إلا وأزاحها الله عنه.
فقال له جابر: وحدها يا أمير المؤمنين، فقال: نعم وأضيف إليها الثلاثة عشر اسما، وضمني، ثم ركب ومضى....إنتهى
وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين
.
..
...
....
.....