الجمعة، 8 يوليو 2016

السقف المرفوع -- -- البيت المعمور





بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ

-- السقف المرفوع --

-- البيت المعمور --

اذا تفكّرنا بهذه الآية الكريمة فسنجد أنها تقول لنا اننا جميعا وبدون استثناء ومن المستوى الأعلى من وجودنا الحالي كلنا مشتركون باخراج كل صور هذه الحياة التي نعيش من مستوى وجودنا الأدنى الحالي كل تبعاتها على هذه الأرض

وأننا جميعنا كذلك مشتركون بإخراج وإظهار جميع تفاصيل هذه الحياة ،، تماما كما يشترك جميع الممثلين بإخراج تفاصيل جميع الصراعات والمؤامرات الدنيوية حين يتشاركون في تصوير واخراج الافلام

فهم داخل الأفلام يتصارعون ويتنافسون ويقتتلون اشد القتال وأرعبه

لكنهم في الكواليس الخلفية يضحكون ويتسامرون ويتفقون على بقية المشاهد بجميع تفاصيلها ،، وأمر المخرج نافذ على صغيرهم وكبيرهم

يعني لا يوجد منهم من يخرج من طاعة المخرج الكبير الى معصيته


فالمجرم في الفلم يحبّه أغلب المشاهدين وأيضا يحبه أغلب المشتركين بتصوير واخراج الفلم ،، وذلك لأنهم يعلمون بشخصيته الحقيقية خارج الفلم ،، ويعلمون غالبا انه شخص مرح ولطيف

كما أن نفس المخرج الكبير اختاره هو بالذات لتأدية هذا الدور الاجرامي لأنه على علم بمناسبة شخصيته تماما لهذا الدور الاجرامي

نفس هذا المجرم الخطير المعاند المشاكس في الفلم هو أيضا لا يخرج من طاعة المخرج الكبير لمعصيته

فالكل يجب أن يكون خاضع للمخرج تمام الخضوع لكي ينجح هذا العمل الفني

فماذا سيحصل لو اننا تعاملنا مع هذه الحياة التي نعيش تبعات مؤامراتها وفتنها كلها على اننا نشارك بهذه المؤامرات والفتن بإرادتنا من مستوى معين من مستويات وجودنا؟

وماذا سيحصل لو اننا اكتشفنا اننا جميعنا نفعل ذلك بإرادتنا وبالاتفاق في ما بيننا على أدق تفاصيل هذه الحياة ،، التفاصيل المؤلمة والمفرحة منها على السواء؟

عن نفسي سيكون جوابي هو ان جميع المؤامرات ستفشل ،، وكذلك فإن جميع الفتن ستفشل ، وأيضا جميع المشاهد ستفشل ،، وسنبقى عطّالين بطالين

فما هو الحل إذن لكي لا تنكشف هذه المؤامرة التي نريد أن نحيكها بأنفسنا على أنفسنا؟

الحل حسب فهمي هو ان نفرز من وسطنا حزبين ،،

حزب يعمل جاهدا على إخفاء وتغطية وكَفْرِ هذه المؤامرة الجماعية ،،

وحزب آخر يعمل على كشفها ومحاربتها وازالة الحجب عنها

أمّا البقيّة منا فسيكون لنا الاختيار والحريّة الكاملة في ان نصطف مع أي حزب منهما ،،،

فقد نصطف مع حزب المغطّين او الكافرين ،، وننساق خلفهم وخلف خططهم ومؤامراتهم وفتنهم بكل احاسيسنا ومشاعرنا فنعيش احداث تلك الفتن والمؤامرات وجميع مشاعرها كمشاعر حضورية صادقة ،، ونبقى معهم برغبتنا ما دمنا نحبهم ونحب اخلاقهم ومؤامراتهم وفتنهم ونتمنى ان نكون من حزبهم

وربما ينبقى حينها رغما عنّا معهم ما دامت حيلهم تنجح دائما بالانطلاء علينا لبلادة في عقولنا اخترنا ان نتصف بها

أو أن نُعمل عقولنا فنحلل ونتعمّق لنكتشف الكلمات والمعاني المخفيات ما بين السطور والكلمات فنهتدي منها للحزب الآخر الكاشف للمؤامرات والفتن ،، فنتبعهم حينها عسى ان نكون منهم وننظم إليهم فيما بعد فنصبح من حزبهم ،،

لكن ما علاقة السقف المرفوع الذي قلنا في موضوع سابق انه يخدم عملية تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ

لكي نفهم جزء من عملية التنزل هذه يجب أن نرجع لمقطع من رواية معرفة النفس عن أمير المؤمنين مع الأعرابي وهو المقطع الذي تحدث به عن النفس الحسية الحيوانية وعن النفس الناطقة القدسية التي لا تفنى أبدا ولا تتحل انما ترجع لمن صدرت منه وتجاوره،،

وهذا هو المقطع:

فقال: يا مولاي وما النفس الحسية الحيوانية؟

قال: قوة فلكية وحرارة غريزية أصلها الافلاك بدو ايجادها عند الولادة الجسمانية فعلها الحياة والحركة والظلم والغشم والغلبة واكتساب الاموال والشهوات الدنيوية مقرها القلب سبب فراقها اختلاف المتولدات، فاذا فارقت عادت إلى ما منه بدأت عود ممازجة لا عود مجاورة فتعدم صورتها ويبطل فعلها ووجودها ويضمحل تركيبها.

فقال: يا مولاي وما النفس الناطقة القدسية؟

قال: قوة لاهوتية بدو ايجادها عند الولادة الدنيوية، مقرها العلوم الحقيقية الدينية، موادها التأييدات العقلية، فعلها المعارف الربانية، سبب فراقها تحلل الآلات الجسمانية، فاذا فارقت عادت إلى ما منه بدأت عود مجاورة لا عود ممازجة.....إنتهى النقل

فقوله سلام الله عليه أن النفس الحسية الحيوانية قوة فلكية وحرارة غريزية أصلها الافلاك
//إنتبهوا لكلمة الأفلاك// يدلنا على أن مصدر هذه النفس هو من خارج الغلاف الجوي لقبة آدم ،،

وسواء كان مقصده من الافلاك الكواكب أو كان مقصده منها السفن السماوية ((او السفن الفضائية حسب التعبير العصري)) فكلاهما لا بد أن يكون أصلهما من خارج الغلاف الجوي لقبة آدم التي نحن بها

وأن كانت سفينة سماوية فلا مانع من أن تدخل داخل الغلاف الجوي لقبة آدم

وهذه النفس الحسيّة تنزل من الفلك السماوي كحرارة غريزية ،، لكن قوله سلام الله عليه أن أصلها الأفلاك يدلنا على وجود واسطة تتوسط وتربط ما بين الفلك السماوي وما بين هذه النفس حين تنزل على هذه الأرض

لو افترضنا مثلا أن موقع هذا الفلك السماوي الذي ستنزل منه هذه النفس هو موقع ثابت يقع ما بين الأرض والشمس فإن تلك النفس النازلة حين تدور الأرض حول نفسها ستصبح في الجهة الاخرى من موقع ذلك الفلك السماوي في الفضاء وهذا سيؤدي لانقطاع صلة ذلك الخيط الفضي أو تلك الحرارة الغريزية مع ذلك البدن الذي كما قال الامام الصادق انها تحيط به لا تُمازجه ولا تُداخله :

قال الإمام الصادق عليه السلام :

إن الروح لا تُمازج البدن ولا تُداخله ، وإنما هي كِلَلٌ للبدن ، محيطةٌ به.....إنتهى

وهذه الحرارة الغريزية هي المعروفة بالخيط الفضي الذي يرافق النفس في رحلاتها النجمية حين تنام

هنا يأتي دور السقف المرفوع المحيط بكل قبة آدم من كل جهاتها

فالخيوط الفضيّة او الحرارة الغريزية لكل النفوس النازلة على هذه الأرض هي متصلة بهذا السقف المرفوع كيفما تحركت داخل القبّة وأينما كانت فيها

نستطيع أن نقول أن عمل السقف المرفوع هو كعمل شبكة الأبراج الأرضية للاتصالات اللاسلكية

فمهما تحرّك جوّالك على الأرض فإنه سيبقى متصلا بالبدالة المركزية الثابتة مكانها عن طريق شبكة الابراج الأرضية الموزعة على مساحة الأرض

وهكذا هي النفس الحسية الحيوانية ستبقى متصلة مع الفلك السماوي الذي صدرت منه ((البيت المعمور)) عن طريق اتصالها الدائم بالسقف المرفوع

فسواء أكنت في الشمال ام في الجنوب او في الشرق او في الغرب فإن نفسك الحسية الحيوانية ستكون متصلة على الدوام بالبيت المعمور الذي صدرت منه عن طريق اتصالها بالسقف المرفوع

تماما كما أن جوّالك متصل وبشكل دائم بنفس البدالة المركزية عن طريق اتصاله الدائم بشبكة الأبراج الأرضية المنتشرة على الأرض

لكن ما هي النفس الحسيّة الحيوانية؟

إنّها كبدلة الغوص التي يلبسها الغطّاسون تحت الماء العميق ويرون الصور المختلفة لموجودات أعماق المحيط من خلال زجاجتها الأمامية

فالنفس الناطقة القدسية ترسلها نفسها العليا على هذه الأرض لكي تعيش عليها تجربة مادية تتعلم منها شيء جديد وبنفس الوقت تظهر العبادة على هذه الأرض وتظهر خلال ذلك صور جديدة من صور المشيئة الالهية من حالة مكونها وخفائها فتظهرها في عالم التّنزل والتّجلي

لكنها لن تنزل عليه وحدها بل ستنزل النفس الحسية الحيوانية معها وستحيط بها خلال كامل مدّة رحلتها ، او كامل مدّة تجربتها او كرّتها الأرضية بتمامها

فهي ستحيط بها خلالها كما ستحيط بدلة الغوص بالغواص حين يغوص في اعماق المحيط السحيقة ،،

ومعها لن تستطيع النفس الناطقة القدسية حينها من أن ترى العالم الّا من خلال عين ووعي وادراك النفس الحسية الحيوانية

ولن تستطيع حينها أن تعي به الا من خلال وعيها ،، ولن يمكنها أن تشعر به الا من خلال مشاعرها وحواسها

فـ 70.000 ملك يدخلون يوميا للبيت المعمور ليأخذوا نصيبهم ودورهم في عملية التنزل من كل أمر في قبة آدم 

يعني تقريبا 25.550.000  ملك يدخلون سنويا البيت المعمور ولا يعودون بعد ذلك إليه الى يوم القيامة، ولا اعرف عن أي يوم قيامة تتحدث الرواية ،،، هل هي قيام قيامة تلك النفوس حين تموت ام غيرها

فالانسان كما يقول لنا رسول الله صلى الله عليه وآله أنّه اذا ما مات قامت قيامته: (إذا مات ابن آدم، قامت قيامته)

عندما يموت الانسان وتفارق نفسيه الحسية الحيوانية والناطقة القدسية البدن ليتحلل ويفنى ،، فإن النفس الحسية الحيوانية ستمر خلال رحلة رجوعها لمصدرها في البيت المعمور بخمسين موقف من مواقف قيامتها

فترى بها حقيقة ما كسبته يديها خلال هذه التجربة المنصرمة ،، وأخيرا ستقف مع النفس الناطقة القدسية للحساب بين يدي خالقهما ، وحينها سيتم تقرير ما سيحدث بعد ذلك للنفس الناطقة القدسية ، هل ستكرّ مرة أخرى مع نفس حسية جديدة؟ وأين؟ وكيف؟ ، أم انها قد ثقلت موازينها فاستحقت بذلك الصعود للمرحلة الأعلى من مراحل التجلي

أمّا النفس الحسية الحيوانية فستعود أخيرا إلى ما منه بدأت عود ممازجة لا عود مجاورة فتعدم صورتها ويبطل فعلها ووجودها ويضمحل تركيبها.


وصلى الله على المصطفى المختار محمد وآله الأطهار
 .
..
...
....
.....

الخميس، 7 يوليو 2016

حرث الآخرة هو معرفة أمير المؤمنين والائمة ، وزيادة الحرث هي زيادة المعرفة

بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صلي على محمد وآل محمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حرث الآخرة هو معرفة أمير المؤمنين والائمة، وزيادة الحرث هو زيادة المعرفة النفوس العليا هي الملائكة والروح التي تعيش في عالم الأمر ،، يعني هي التي تعيش ما فوق السقف المرفوع، وهي من ترسل أنفاسها الناطقة القدسية التي تنفستها من روحها في عالم الخلق لما تحت السقف المرفوع ،، لتعيش من خلالها تجارب مادية مختلفة فالامر بدء بنور ثم منه تقطرت قطرات وتلك القطرات خلق منها ارواح ثم تلك الارواح تنفست فخلق منها ارواح أخرى يعني الارواح نفخت من روحها أرواح أخرى فالامر بدء بروح واحدة وهذه الروح الواحدة منذ أن خلقها الله لا زالت تنفخ من روحها ارواح ،، وارواحها تنفخ من روحها ارواح أخرى وهكذا تستمر العملية ولن تنتهي أبدا عن جابر بن عبدالله قال : قلت لرسول الله صلى الله عليه وآله : أول شئ خلق الله تعالى ما هو ؟ فقال : نور نبيك يا جابر خلقه الله ثم خلق منه كل خير ثم أقامه بين يديه في مقام القرب ما شاء الله ثم جعله أقساما ، فخلق العرش من قسم والكرسي من قسم ، وحملة العرش وخزنة الكرسي من قسم ، وأقام القسم الرابع في مقام الحب ما شاء الله ، ثم جعله أقساما فخلق القلم من قسم ، واللوح من قسم والجنة من قسم . وأقام القسم الرابع في مقام الخوف ما شاء الله ثم جعله أجراء فخلق الملائكة من جزء والشمس من جزء والقمر والكواكب من جزء ، وأقام القسم الرابع في مقام الرجاء ما شاء الله ، ثم جعله أجزاء فخلق العقل من جزء والعلم والحلم من جزء والعصمة والتوفيق من جزء ، وأقام القسم الرابع في مقام الحياء ما شاء الله ، ثم نظر إليه بعين الهيبة فرشح ذلك النور وقطرت منه مائة ألف وأربعة وعشرون ألف قطرة فخلق الله من كل قطرة روح نبي ورسول ، ثم تنفست أرواح الانبياء فخلق الله من أنفاسها أرواح الاولياء والشهداء والصالحين . ((---الاضافة التالية كانت جواب على سؤال الأخ الكريم @د.جاسم حميد طرحه في التعليقات وقدّرت انه من المناسب أن اضيفها على متن الموضوع للفائدة والتوضيح---)) والكلام هنا هو ليس عن الوعي الكلّي المخلوق الذي لا وعي مخلوق فوقه،،  بل الكلام هو عن وعي كلّي مخلوق وله عدد محدود من الامتدادات الواعية وهو يحيط بها علما ووعيا وادراكا وتدبيرا ،، ولكنّه يوجد وعي كلّي أكبر منه يحيط به هو وبامتداداته الواعية علما ووعيا وادراكا وتدبيرا وما جاء بهذا المقال من الكلام هو حصرا عن موجودات عالم الأمر من الملائكة والروح الذين يتنزلون باذن ربهم من كل أمر فهم عندهم القدرة على التجلي من خلال النفوس الناطقة القدسية بأكثر من تجربة مادية ،، او بأكثر من حلم بنفس الوقت فالملائكة والروح تعتبر نفوس عليا للنفوس الناطقة القدسية التي ستنزل في عالم الخلق لتختبر تجربة أو عدّة تجارب مادية بكرّات متتالية لتتعلم منها اشياء كثيرة ستعينها على الصعود والترقي للمرحلة التالية من وجودها علما ومعرفة ونفس هذه الملائكة يوجد هناك ملائكة أخرى أرقى وأعلى منها منزلة ورفعة ،، وتُعتبر بالنسبة لها هي نفوسها العليا أمّا النفس العليا الأعلى الأعلى الأعلى والتي لا يوجد من يحيط بها علما وهي تحيط بكل النفوس علما وتدبيرا واحاطة ،، والتي هي الحجة على كل الخلق فهي الإسم المخلوق الذي هو بالحروف غير متصوت، وباللفظ غير منطق وبالشخص غير مجسد والتشبيه غير موصوف وباللون غير مصبوغ، منفي عنه الاقطار، مبعد عنه الحدود، محجوب عنه حس كل متوهم، مستتر غير مستور أو هي العقل الذي لَهُ رُؤوسٌ بِعَدَدِ الْخَلاَئِقِ، مَنْ خُلِقَ وَمَنْ يُخْلَقُ إلي يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وهي التي أشرت لها باسم الكتاب التكويني حين قلت أنه (( يستوحي جميع صور أحداثها المحتملة بكل تفرعاتها من الكتاب التكويني)) وكذلك حين قلت (( وهكذا هو العقل الكوني ،، فإنه يعيش صور كل الاحتمالات بكل وجوهها وبجميع الازمنة كلحظة واحدة مستمرة،،)) العقل الكلّي الأعظم الأعظم الأعظم لا يوجد اسم خاص له رغم أن كل العقول الجزئية والأسماء المختلفة هي عقوله واسمائه والعقل الكلّي الأعظم الأعظم الأعظم لا تعيّن او لا ظهور خارجي له كعقل كلّي أعظم أعظم أعظم،، رغم أن كل العقول الجزئية وكل الأسماء هي تعيّناته وظهوراته فهو لا يوجد مكان يحويه أو زمان يحدّه ،، وذلك لأنه هو من يخلق لجميع العقول الجزئية المتقوّمة به ذلك الشعور بالحضور في المكان ،، وبتتابع لحظات الزمان فيه عليه فكل شيء حاضر عند الوعي الكوني او الكلي او عند الكتاب التكويني ،، فهو لا يزيد علما مقدار خردلة كما لا ينقص علمه قدر ذرة والكلمة التامة باسمائها الثلاثة والاسم المكنون المخزون بها، يخرجون تلك العلوم من حالة مُكونها لظهورها،،  فيظهرونها بإعمال إرادتهم او بإعمال مشيئتهم الجزئية الموضوعة فيهم أو المكنونة فيهم في عوالم الخلق والأمر  وعملية اظهار موجودات عالمي الخلق والامر للعلم المكنون في الكتاب التكويني يُطلق عليها قرآنيا عملية "البرء" مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ فموجودات عالمي الامر والخلق تبرء بمشيئتها تباعا، أو تُظهر بمشيئتها من الكتاب التكويني المكتوب والمكنون على مراحل متتابعة من جميع ما يمكنها أن تبرأه من صور الأحداث واحتمالاتها فكل الأسماء الحسنى والعظمى يزدادون كلّ يوم علما ومعرفة من العلم الذي يحويه الاسم المخلوق الأعظم الأعظم الأعظم الذي هو نفسه هو الاسم الذي بالحروف غير متصوت، وباللفظ غير منطق وبالشخص غير مجسد ووووو هذا الإسم المخلوق الأول كلما زدنا به معرفة زدنا به تحيراً، وكلما زادنا معرفة اكتشفنا جهلنا وقلة حيلتنا وضعفنا الله المعنى المعبود ليس موضع معرفة ولا بحث ولا تفكّر فالتفكّر به لا يزيد الا زندقة والبحث فيه ممنوع ومعرفته ممتنعة لانه ليس كمثله شيء من رواية طويلة اخترت لكم هذا المقطع القصير منها: ((( قلت: " الله لطيف بعباده يرزق من يشاء "؟ قال: ولاية أمير المؤمنين عليه السلام، قلت: " من كان يريد حرث الآخرة "؟ قال: معرفة أمير المؤمنين عليه السلام والائمة قلت :" نزد له في حرثه " قال: نزيده منها، قال: يستوفي نصيبه من دولتهم " قلت: ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب " قال: ليس له في دولة الحق مع القائم نصيب......)))......إنتهى فحرث الآخرة هو معرفة الإمام المعرفة النورانية وزيادة حرث الآخرة يعني زيادة المعرفة بمراتب الإمامة الظاهرية والباطنية في عوالم الظهور والتجلي وما قبلها أيضا  وصلى الله على المصطفى المختار محمد وآله الأبرار . .. ... .... .....

الثلاثاء، 5 يوليو 2016

يا محمد لولاك ما خلقت الافلاك ولولا علي ما خلقتك ولولا فاطمة ما خلقت عليا




بسم الله الرحمن الرحيم
أللهم صلي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

طلب كريم طلبه مني احد الإخوة الكرام أحببت أن أشارك جميع المحبين والموالين طلبه وجوابي له

---------

أخي الكريم ارجو منك تفسير ما جاء في عدة روايات مروية عن أهل البيت عليهم السلام ومنها حديث الكساء

((يا محمد لولاك ما خلقت الافلاك ولولا علي ما خلقتك ولولا فاطمة ما خلقت عليا)))

وكيف يستقيم الامر بين هذه الرواية وطرحكم الجميل بخصوص الاسم المكنون

.
.

أخي الكريم :

يوجد الاسم المخلوق الذي هو بالحروف غير منعوت وووو

ويوجد الإسم المكنون،،

ويوجد الكلمة التامة ،،

ويوجد الأسماء الأركان الاثني عشر،،

ويوجد أسماء الافعال الثلاثمائة والستون

ويوجد الوجود الظاهر كله بكل موجوداته

هذه الأسماء كلها هي من عالم الغيب المطلق رغم أنها تملاء الوجود كله بكل موجوداته

فهذه الاسماء هي المقصودة في دعاء كميل

اَللّـهُمَّ اِنّي أَسْأَلُكَ بِرَحْمَتِكَ الَّتي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْء، (((//رَحْمَتكَ الَّتي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْء// هو الاسم المخلوق الذي بالحروف غير منعوت و و و و)))

وَبِقُوَّتِكَ الَّتي  قَهَرْتَ بِها كُلَّ شَيْء، وَخَضَعَ لَها كُلُّ شَيء، وَذَلَّ لَها كُلُّ شَيء،

وَبِجَبَرُوتِكَ الَّتي غَلَبْتَ بِها كُلَّ شَيء،

وَبِعِزَّتِكَ الَّتي لا يَقُومُ لَها شَيءٌ،

وَبِعَظَمَتِكَ الَّتي مَلاََتْ كُلَّ شَيء،

وَبِسُلْطانِكَ الَّذي عَلا كُلَّ شَيء،

وَبِوَجْهِكَ الْباقي بَعْدَ فَناءِ كُلِّ شَيء،

وَبِأَسْمائِكَ الَّتي مَلأتْ اَرْكانَ كُلِّ شَيء،

وَبِعِلْمِكَ الَّذي اَحاطَ بِكُلِّ شَيء،

وَبِنُورِ وَجْهِكَ الَّذي اَضاءَ لَهُ كُلُّ شيء،

-----------

كلّ شيء ، وكلّ شيء ، وكلّ شيء على الإطلاق

لو عدت بالرواية وبدأت تسأل من الأخير عن سبب خلق الأسماء ستصعد حينها للأعلى لتجد الجواب

يعني

إذا سألت :

لماذا خلق اسماء الافعال الثلاثمائة والستون؟

الجواب سيكون حينها ليُظهر قدرة وفضل الاركان الاثني عشر

وإذا سألت:

لماذا خلق الأركان الإثني عشر؟

الجواب سيكون حينها ليُظهر فضل وقدرة وقوة وعزة وجبروت وسعة و و و الأسماء الظاهرة الثلاثة

وإذا سألت :

من الذي خلق وأظهر الأسماء الثلاثة؟

سيكون الجواب حينها : أن الذي خلق وأظهر الأسماء الثلاثة هو الإسم المكنون

وإذا سألت :

لماذا خلق الإسم المكنون تلك الأسماء الثلاثة وأظهرها؟

الجواب سيكون حينها : ليظهر رحمة الإسم الذي وسع كل شيء وهو الاسم المخلوق الذي هو بالحروف غير منعوت وووووو

وإذا سألت : كيف يستطيع الاسم المكنون أن يظهر كامل رحمة صفة الاسم المخلوق

الجواب حينها سيكون أن الاسم المكنون هو الكفؤ الوحيد للاسم المخلوق

فلولا أن الله خلق الاسم المكنون لما كان هناك من كفؤ للاسم المخلوق

ولانه كفؤ لها فإنه يستطيع أن يظهر صفاتها العظيمة كلها

وإذا سألت : كيف سيظهر صفاتها العظيمة كلها؟

الجواب سيكون أنّه سيخلق ثوب لكل احتمال من الاحتمالات من أعظمها لأقلها عظمة

وسيقسّم نفسه على قدر تلك الاحتمالات كلّها ،، ويلبس هو اثوابها كلّها أو قمصانها كلها

وإذا سألت : ومن سيراه حين سيلبس كل تلك الأثواب او القمصان؟

سيكون الجواب: الإسم المخلوق هي من ستراه وهو من سيظهر لها بكل صورة

فالوجود كله بكل موجوداته هو مرءآتها الخاصة بها هي وحدها فقط

والاسم المكنون هو صورتها هي وحدها فقط

فلا فرق بين الاسم المكنون وبين الاسم المخلوق سوى أن الاسم المكنون صورة طبق الأصل من الإسم المخلوق

وأن الاسم المكنون مخلوق لكي يُظهر الاسم المخلوق

لا يوجد سوى الاسم المخلوق ومرءاتها وصورها المنعكسة لها من على سطحها

أين هي الصور؟

إنها مكنونة بالمرءآة

وأين هي المرءآة؟

أنها مكنونة بالصور

أنها مكنونة بنفس الأثواب او القمصان المختلفة

فالاسم المكنون هو مرءآة الإسم المخلوق

لكنه مرءآة صافية لا شائبة بها أبدا بحيث انه نفسه لا يظهر للإسم المخلوق أبدا

فكلما نظرت الاسم المخلوق لنفسها بالمرءآة فإنها لن ترى سوى نفسها

وكلما دققت في المرءآة أكثر وأكثر وأكثر فإنّها لن ترى نفس المرءآة ولن ترى فيها سوى صورتها

أنها مثل المرءآة السحرية ،، فكلما قالت لها الإسم المخلوق أريني أكثر عكست لها المرءاة من صورها أكثر وأكثر وأكثر

 مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ () بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لّا يَبْغِيَانِ
.
.
يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ

فالاسم المخلوق (فاطمة) والاسم المكنون (علي) بحران متكافئان

فكلما نظر أولهما لنفسه بالثاني لم يرى به الا لؤلؤ ومرجان نفسه

لكن كلاهما يعرفان أنهما مخلوقان مربوبان

وكلاهما يؤمنان بحتميّة وجود الآخر لكنهما كلاهما لا يستطيعان ان يفرّقان بين

من منهما مقامها ذاك ومن منهما مقامه هذا

ومن منهما هو هو

ومن منهما هي هي

فلولا هي لم يُخلق هو

ولولا هو لم تُخلق هي

فــ هــــــو خُلق من أجلها

وهــــــي خُلقت من أجله

وهو خلق لها بنفسه من نفسه الوجود بكل صوره لكي ترى هي به نفسها فقط وفقط وفقط

والله المعنى المعبود الذي خلقهما خلقهما لكي يرى بهما نفسه كما يحب أن يرى نفسه،، خلقهما وأتمنهما على هذه المهمة

وهما لا يزالان منذ أن خلقهما ربهما قائمان بهذا الأمر او قائمان بهذه الوظيفة وأمينان على تنفيذها

فهما قد سبّحاه ولم تكن سماء مبنيّة ولا أرض مدحيّة

ولكي يسبحوه بكل صورة ممكنة وبكل لسان ممكن تجلّوا بالأسماء العظمى والحسنى والفعلية وبالسماوات والارض وكل ما بهما وانـــــطويا بها مسبحين ربهما من بــــــــــاطنها كلها اكمالا لهذه المهمة الالهية الخالدة،،

 تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا
-------------
وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ () وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ

اللهم أني أسألك بحق فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تفعل بي ما أنت أهله ولا تفعل بي ما أنا أهله

وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين
.
..
...
....
.....