الثلاثاء، 17 مايو 2016

الهروب من السجن لا يتم الا بصحبة عارف لدهاليز السجن ودروبه الخفية





بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لأبي ذر رحمه الله:

يا أبا ذر، الدرجة في الجنة فوق الدرجة كما بين السماء والأرض،

وانّ العبد ليرفع بصره فيلمع له نور يكاد يخطف بصره فيفزع لذلك فيقول: ما هذا ؟

فيقال: هذا نور أخيك،

فيقول: أخي فلان؟ كنّا نعمل جميعاً في الدنيا وقد فضّل عليّ هكذا؟

فيقال له: انّه كان أفضل منك عملاً، ثم يجعل في قلبه الرضا حتى يرضى.

((((((يا أبا ذر الدنيا سجن المؤمن وجنّه الكافر))))))

وما أصبح فيها مؤمن إلا حزيناً،

فكيف لا يحزن المؤمن وقد أوعده الله جلّ ثناؤه انّه وارد جهنّم

ولم يعده انّه صادر عنها،

وليلقينّ أمراضا ومصيبات وأموراً تغيظه،

وليظلمنّ فلا ينتصر،

يبتغي ثواباً من الله تعالى 

فلا يــــزال حــــزيــنــاً حــــتـــى يـــــفــــارقـــــهــــا،

فإذا فـــــارقــــهــــا أفــــضــــى إلى الـــــراحــــة والـــــكــــرامــة.

يا أبا ذر ما عبد الله عزّ وجلّ على مثل طول الحزن.........إنتهى

أيّها المؤمن : إنك الأن في جهنم ذلك السجن الكبير الذي قدرُك المقدّر عليك هو أن تخلد فيه أبدا ما لم تقرر أن تهرب منه وتعمل على ذلك

أيّها المؤمن : إنك الأن معي في هذا السجن الكبير الذي فِتنه ومشاعره وأمراضه ومصيباته واموره التي تغيض وكل انواع الظلم التي تقع فو ق رؤوسنا والمقدّر عليك وعليَّ وعلينا جميعا أن نختبرها في هذا السجن الكبير هي نفسها نيرانه التي أنا وأنت والمسجونين معنا من النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ كلّنا نارها ووقودها

والسجّانون المكلفون بالحرص على عدم تفكيرنا بالهروب من هذا السجن او بمنعنا من الهرب من هذا السجن حتى لو فكرنا بذلك هم مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ

فلا تنشغل بلوم السجّانين لأنهم يتقنون عملهم ويتفنّنون بذلك أيما تفنّن،

فهذه هي وظيفتهم التي تم تكليفهم بها في اجتماع الملأ الأعلى

وهذه هي وظيفتهم التي مكّنهم رب العالمين من كل الأدوات والوسائل لكي ينجحوا بمهمتهم ويؤدوها على أكمل وجه ممكن

فكمالهم هو بنجاحهم بمهمتهم التي تم تكليفهم بها

فتوقف عن لومهم ولعنهم لأنهم يملؤون حياتك بالفتن والمصاعب فيشغلونك بها عن الالتفات انك تعيش بسجن محكم وعليك الهروب منه

فإنك لن تخرج منه بالشفاعة ، الشفاعة ستبقيك به مع ضروف افضل بقليل،

انك لن تخرج منه بالشفاعة ،، لا ،، بل بالاستحقاق وبالتفكير والتفكّر وسهر الليالي حتى تكتشف بنفسك طريقك للهروب من هذا السجن الكبير المحكم

يجب عليك أولا أن تكتشف أنّك مسجون وتتيقن من ذلك

ويجب عليك أن تشمئزّ من هذا السجن بكل ما فيه

يجب عليك أن تخالط الناس بجسد روحه تتوق للهروب منهم ومن سجنهم الذي يستمتعون به

يجب عليك أن تثق وتؤمن بأن أثرى أثرياء السجون الكبيرة وأكثرهم تمتعا بما فيها من المتع اذا ما قارنته بأفقر من يعيش خارجه فستكون الموازين دائما لصالح من يعيش بخارجه مهما كان فقره

فالفقير خارج السجن متزوج من امرأة نظيفة

والثرّي داخل السجن غارق في عالم اللواطة

وكل المجالس التي يجلسها الفقير خارج السجن هي مجالس الاحرار وغير الملوّثين

أمّا مجالس أثرياء السجون فكلها مع المجرمين الذين يبجّلونهم فقط لأنهم هم أجرمهم وأعتاهم إجراما

يجب عليك أن تتأكد أنك مسجون ،، وأن تشمئزّ من كل ما هو بداخل هذا السجن الذي وُلِدت أنت وآبائك وأجدادك وأناْ وأبائي وأجدادي به

لا تلوم السجّانين من الحكّام الذين يملؤن حياتك بكلّ المصاعب الماليّة والاجتماعيّة والمعيشيّة ويسلبونك كلّ صور الأمان في حياتك

فأنت تعيش في جهنّم ولست بالجنّة ، وهذه هي وظيفة الحكّام الذين يتم تنصيبهم علينا بأن يهلكونا ويدمرونا تدميرا

وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا

ولا تشغل نفسك بلوم رجال الدّين الذين كلما أصعد الشيطان منهم صاعد أمره أن يكذب على أهل البيت

((((( يا ابن النعمان إنّه من روى علينا حديثا فهو ممن قتلنا عمدا ولم يقتلنا خطاء.

يا ابن النعمان إذا كانت دولة الظلم فامش واستقبل من تتّقيه بالتحية، فإن المتعرض للدولة قاتل نفسه وموبقها، إن الله يقول: " ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ".

يا ابن النعمان إنا أهل بيت لا يزال الشيطان يُدخل فينا من ليس منّا ولا من أهل ديننا،

فإذا رفعه ونظر إليه الناس أمره الشيطان فيكذب علينا، وكلما ذهب واحد جاء آخر.......إنتهى النقل)))))

فكلّ من حولك هم من أعدائك المحتملون ،، فحتى زوجتك وأولادك هم منهم أيضا

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ

إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ

فلا تشغل نفسك كثيرا بمشاكلهم وفتنهم ،، فإنّها مصمّمة لكي تُلهيك وتبقيك بسجنك،، فأعفوا عنهم واصفح واغفر لهم لكي تتفرغ للبحث عن طريق الهروب

إنك في سجن كبير منافذه مغلقة ومحكمة الاغلاق جيدا

فكلّ شيء داخل هذا السجن الكبير مصمّم لإبقائك به حبيسا

المؤسسات الإعلامية ((وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ))

المؤسسات التعليمية ((شاركهم بالاولاد))

المؤسسات الدينية ((وعدهم بالجنة المزيفة التي ترسم صورها لهم وما يعدهم الشيطان الا غرورا))

المؤسسات التجارية ((شاركهم بالاموال))

المؤسسات السياسية والعسكرية ((اجلب عليهم بخيلك ورجلك))


فكلّ هذه الانظمة وغيرها وفروعها هي أنظمة مسيطر عليها بالكامل من قِبل حبتر ورجله

وكل هذه الأنظمة هي مصممة بطريقة خاصة جدا لكي تحبسك في الواقع المؤلم والصعب الذي ستخلقه لك من حولك لكي تمنعك من الرؤية الواضحة والجليّة للحقيقة المرّة التي أنت فيها ، ولتمنعك أيضا من التفكير بالهروب من هذه الحقيقة المرّة

فلا تشغل نفسك بالتعرّض لهذه الأنظمة ((فامش واستقبل من تتقيه بالتحيّة، فإن المتعرض للدولة قاتل نفسه وموبقها، إن الله يقول: " ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة " ....إنتهى النقل))

عن الإمام الصادق عليه السلام في قوله عز وجل : " ﴿وَالْفَجْرِ‌﴾: هو القائم عليه السلام .
﴿وَلَيَالٍ عَشْرٍ‌﴾ : الأئمة عليهم السلام من الحسن إلى الحسن .
﴿وَالشَّفْعِ﴾ : أمير المؤمنين وفاطمة عليهما السلام .
﴿وَالْوَتْرِ‌﴾ : هو الله وحده لا شريك له .

﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ‌﴾ : هي دولة حبتر ، فهي تسري إلى قيام القائم عليه السلام"........إنتهى

يجب عليك أن تعرف كيف تهرب من هذا السجن الكبير

فالهارب منه فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ

وأما الذي سيبقى فيه فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ نَارٌ حَامِيَةٌ 

وسيَقُول حين سيكتشف أنّه راجع إليه مرّة أخرى 

يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ

ولن تهرب منه إلا حين تُثقِل موازينك

فموازينك الثقيلة ستحفر لك في الأرض أنفاقا تعينك على الهروب من تحت أقدام سجّانيك

أو ستنصب لك سلّما يرتقى بك للسماء متجاوزا بك بأمان كل الأسوار العالية والأسلاك الشائكة المنصوبة عليها

ليس عليك سوى أن تُثقل موازينك فقط

لا تعرف كيف تُثقِل موازينك؟

ستعرف ذلك من حديث أمير المؤمنين عليه السلام مع سلمان وابي ذر حين قال :

((((مَن كان ظاهره في ولايتي اكثر من باطنه خفّت موازينه

يا سلمان لا يكمل المؤمن ايمانه حتى يعرفني بالنورانية ،

واذا عرفني بذلك فهو مؤمنٌ امتحن الله قلبه للايمان ،
وشرح صدره للاسلام ،
وصار عارفاً بدينه مستبصراً ،

ومن قصر عن ذاك فهو شاك مرتاب .......إنتهى))))

فلكي تثقل موازينك فيجب أن يكون باطنك بالولاية في كل الأحوال أثقل من ظاهرك ،،

فالظاهر تحكمه التقيّة أحيانا،،

أمّا الباطن والاعتقاد فلا تقيّة تحكمه أو تحدّه أو تمنعه من أن يتسامى ويرتفع ويغوص بالولاية الى أعمق الأعماق وإلى أبعد الأبعاد

فالطريقة الوحيدة للهروب من هذا السجن الأبدي هي أن تعرف الامام بالنورانية ،، هكذا يقول نفس الإمام

فقبة آدمنا هذه وألف ألف قبة غيرها كلها معقودة لمسابقة واحدة وهي مسابقة معرفة الإمام بالنورانية

ففي معرفة الامام فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ

فمعرفة الإمام ختامها مِسْكٌ

وكما يقول الامام الصادق أن على معرفة فاطمة قد دارت القرون الأولى كلها

((((« من عرف فاطمة حقّ معرفتها فقد أدرك ليلة القدر وإنّما سمّيت فاطمة لأن الخلق فُطِموا عن معرفتها ، ما تكاملت النبوة لنبي حتى أمر بفضلها ومحبّتها وهي الصديقة الكبرى وعلى معرفتها دارت القرون الأولى »))))

ولن يمكنك أن تعرف الإسم المكنون بدون أن تعرف الإسم المخلوق

فلولا الإسم المكنون لما كان هناك من كفؤ للإسم المخلوق

فاطمة هي ليلة القدر ،، وعليّ فقط هو من نزل بها

هو من أنزل نفسه بها

فهو من تجلّى بكلّ الأسماء واستكنّ بها

هو من استكنّ بها جميعها وظهر فعله من خلالها كلّها

فهو المعنى المخلوق حقيقة كلّ الأسماء

يجب أن تصل بنفسك لهذه المعاني للاسم المكنون وأكثر منها

نعم يستطيع الواصف ان يصفها لك، لكنّك لن تكون قد وصلت لها فعلا الا حين تستطيع أن تصفها بنفسك لنفسك ولغيرك أيضا من كلّ زاوية

نفس الاسم المكنون سيعينك لو علم منك الصدق في نيّتك والسلامة في قلبك والتسليم من أمرك له ولمراتبه العالية الأعلى الأعلى الأعلى

الإسم المكنون يسكن قلبك ، فهو أقرب لك من حبل الوريد

ليس وحده من يسكن قلبك

ففريقه كاملا يسكن معه في قلبك وكيانك

نعم صحيح أن سجّانيك يحكمون اغلاق جميع منافذ الهروب عليك، لكن لو علم الاسم المكنون منك صدق النية وصفاء السريرة فإنّه سيسخّر لك دائما من سيرشدك أين تحفر أنفاق هروبك ،، ومتى تتوقف عن الحفر ،، ومتى تبدّل اتجاه حفرك 

سيعينك بكل طريقة ،، حتى أنه سيؤيدك بروح منه تعينك فتحدثك وتفهمك

لكنّه لن يساعدك بالحفر أبدا،، فهذه مهمتك أنت وحدك، فمهمته الوحيدة هي أن يرشدك بطريقته للطريق الذي ستحفر به

وسيسخّر لك كلّ ما في الأرض أيضا ليدلك على الطريق،، فهو مكنون بكلّ شيء

فهو مكنون بكلّ أصدقائك وبكلّ أعدائك أيضا

وبكلّ من تعرفهم وبكلّ من لا تعرفهم

سيكلّمك من خلالهم ،، سيسألك من خلالهم ،، سينطق من على ألسنتهم ،،

فيسألك أحيانا من على ألسنة بعضهم ،، ويجيبك بنفس الوقت من على ألسنة بعضهم الآخر

أنت عليك فقط أن تُخلص النيّة وأن تبدء مخلصا ومجدا الطريق لمعرفته والارشاد إليه

ولن تستطيع أن تهرب من الجحيم الى الجنّة السماوية إلا حين ينطق الاسم المكنون من على لسانك

فأنت تريد أن تشارك أهل السماء سمائهم،، وأهل السماء كلّهم ينطق الإسم المكنون من على لسانهم

فإن كنت تريد أن تشاركهم عالمهم فلا بد أن يكون الناطق على لسانك هو نفسه الناطق على لسانهم ،،

ولن تنجح بالوصول لهذه المرتبة الا اذا شاء الإسم المكنون أن ينطق من على لسانك وحينها فهو من سيهديك له

فلا يهدي للنور الا نفس النور،،

نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء

فإذا شئت أنت أن تهتدي للنّور ، فإن النّور سيشاء أن يهديك لنفسه

فإذا أصبحت فاعلا بمشيئتك لمعرفته وتوجهت له أصبح هو متفاعلا مع مشيئتك فيعرّفك نفسه

لكن يجب عليك أنت أن تحفر الطريق والانفاق بنفسك

أو على الأقل إن وجدتها محفورة أن تلقي بنفسك بها سالك في ظلماتها ومعتمد عليه في توجيهك

ولا تعتقد أن السجّانين لن يكمنوا لك بتلك الأنفاق ليعطّلوك

لكنّهم لن يستعملوا أيديهم ليمنعوك من التّقدم للأمام

فسلاحهم الوحيد لمنعك من الاستمرار في إثقال موازينك هو أفواههم

فسيشنّعون عليك بالحديث

سيخوّفونك

كفرت ، أشركت ، صبئت ، تركت دين آبائك وأجدادك ، جميع المشايخ والمراجع العظام ينكرون تلك الأحاديث ،

اسرائيليات ، مغالي ،، يهودي ، ماسوني ، ..............

لا تعتقد أن الطريق للمعرفة سيكون معبّد لك بفضل الاسم المكنون ،، فالاسم المكنون هو من سيضع لك كلّ تلك العراقيل من أمامك خلال مسيرك نحوه

وسيضع لك المغريات الكبيرة والكثيرة أيضا من أمامك،، مثل علوم غريبة ، أو قدرات خارقة ، أو نساء جميلات ، ومناصب اجتماعية وسياسية ، وأموال وزوجة وأولاد ،،

لأنه يريد من يريده هو فقط وفقط وفقط

فيجب أن تجعله همّك الوحيد في حياتك كلها،،

وحينها ستستمتع بحياتك كلها، بزوجتك وأولادك وأموالك ،، لن تُنقص منها شيئا ،،

فمن سيهجر الدّنيا من أجله ،، فسييسّرها كلها من أجله

فهو لأنه مكنون بقلوب الجميع ،، فسيفتح لك ابواب الرزق من قلوبهم،، فيرزقك على أيديهم ما يغنيك من حيث لا تحتسب

وسيحبّبك لقلوبهم من قلوبهم وهم لا يعرفون السبب

فتذكّر دائما أيها المؤمن أنّك الآن في السجن ،، وأنّك محكوم عليك بالسجن المؤبد به ولأبد الآبدين

وأنّه يوجد على كلّ باب من أبواب سجنك الكبير أو على مدخل كلّ نفق من انفاقه يوجد هناك حارس لن يتركك أن تمر من خلاله أبدا ما لم يختبرك وتنجح بالاختبار ويختم له الاسم المكنون على شهادة نجاحك بذلك الاختبار وموافقته على عبورك من بوابته

وأن طريقك الوحيد للهروب من هذا السجن هو أن تُثقِل موازينك جدا جدا بمعرفة النور المخلوق والعبد المرزوق ،، فبهذه المعرفة فقط ستنجح بكل الاختبارات

وصلى الله على المصطفى الهادي الأمين وآله الطيبين الطاهرين
.
..
...
....
.....


الحياة الدنيا على هذه الأرض تحت السقف المرفوع وفي هذا الزمان هي فعلا جهنم



بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سؤالين من أخ وأخت كريمين أحببت أن أجيب عنهما بموضوع واحد

اقتباس:(( الاخ طالب التوحيد اذا كانت الحياة هي جهنم هل يعني انها الجنة ايضا وهل مغادرة جهنم هي مغادرة حقيقية ام مغادرة وعي وكذلك الجنة هل هي مكان اخر ام نعيشها بوعي اخر هنا على الارض وماتفسير عودة الانبياء للاض والعيش في جهنم مرة اخرى))

إقتباس (( وماالفائدة من هذا كله ???? وهل الخالق الاعظم في حاجة لكل هذا ??? حتي صور العبادات كلها يعلمها فلما كل هذا العناء ....وبعد ان نعرف ماذكرتهه وتفضلت به ...ماذا بعد هذا ??? وكيف تنتهي اليس هناك سقف لتلك الكرات والمعاناة ...وماذا بعد المعارف وحصولها ??? اتمني عليك الاجابة))

الحياة الدنيا أخي الكريم على هذه الأرض تحت السقف المرفوع وفي هذا الزمان هي فعلا جهنم

والمشاعر المختلفة التي نعيشها داخلها هي نيران جهنم

ونحن حطب جهنم ،، فنحن من يحترق بهذه المشاعر

فأجسادنا تُبلى سريعا بسبب هذه المشاعر،، بل هي من نحترق بها

أمّا أروحنا فهي تتعذب بسبب هذه المشاعر ،، بل بسبب هذه النيران

فحتى مشاعر الحبّ بكل صورها لن تلبث أن تتحول بها سريعا لعذابات ونيران فتُحرقنا قلبا وقالبا

كل شيء تحبه بهذه الدنيا سيزول أخيرا ويحترق قلبك عليه، وقبل أن يزول ستعيش الخوف عليه من أن يزول فتحترق بهذا الخوف عليه رويدا رويدا حتى تاتيك تلك اللحظة التي ستشب بك النار بسببه فتلتهمك مرة واحدة

نعم هذه الحياة الدنيا على هذه الأرض هي جهنم

لكنها هي الجنّة أيضا،، لكن لا تستعجل بالفرح والسرور ،،، فإنها ليست جنّتك أنت كنفس ناطقة قدسية

فأنت نصيبك منها فقط العذاب باحداثها وحاجاتها والاحتراق بمشاعرها ،،

وستبقى تتعذب بها حتى تنجح أخيرا بأن تتخلص منها حين تهرب منها ولا تعود إليها أبدا

لكنك حين تهرب منها وتتخلص منها ،، فإنك ستعود إليها بعد مدة لتسمتع فيها

حين تهرب منها فإنك لن تعود صفتك أنك نفس ناطقة قدسية والتي هي أشبه الأشياء بالملائكة

فحين تنجح بالهروب منها سيتم رفع رتبتك الوجودية درجة فتصبح من الملائكة

حينها لن يعود وجودك هو أشبه الاشياء بالملائكة أو بالنفوس الملكية كما يقول أمير المؤمنين في حديثه مع كميل:

((والناطقة القدسية لها خمس قوى : فكر وذكر وعلم وحلم ونباهة ، وليس لها انبعاث ،

وهي أشبه الأشياء بالنفوس القدسيّة الملكيّة

ولها خاصيتان : النزاهة والحكمة .))

بل ستصبح من النفوس القدسيّة الملكيّة،

يعني حينها فإنك ستصبح بدرجة الملائكة


الذين سيتنزلون باذن ربهم من كل أمر

حين كنت معنا في جهنم ، يعني في هذه الأرض فأنت كنت جزء منها

لكنك حين ستخرج منها إن شاء الله فإنك سترثها،، أي انّك سترث هذه الأرض بالاضافة لغيرها

فالسماء كلها ستكون دارك الكبيرة ،، أو جنتك الكبيرة تتنقّـل فيها أينما تشاء ومتى ما تشاء

وجميع الأرض ،، يعني جميع الكواكب الموجودة حاليا والتي سيتم خلقها بالمستقبل ستكون جزء من دارك الجديدة الكبيرة هذه ، أو جزء من جنتك الكبيرة التي انتقلت إليها

جميع الكواكب ستكون تحت تصرفك ، ويمكنك أن تعيش جميع ما يجري عليها بعمليات التنزيل بدون أن تفقد لحظة واحدة من لحظات سعادتك في الجنة السماوية

 وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا

حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ

وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ

وَأَوْرَثْنَا الأَرْضَ

نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاء

فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ

حين يأتي موعد خروجك من جهنم ان شاء الله 
فسيوضع بقدمك حجل من نور 
ويتم إلباسك ملابس خضراء 
وسترافق قائد الغر المحجّلين لجنة الفردوس السماوية وأنت تركب بجواره على مركبتك السماوية او على سفينتك السماوية 
والتي جُلبت من جنة الفردوس خصيصا لك ولأصحابك

(((قال أمير المؤمنين(عليه السلام): فقلت: يا رسول الله هذا لشيعتي؟

قال: اي وربي انه لشيعتك، وانهم ليخرجُون يوم القيامة وهم يقولون:

«لا اله الا الله محمد رسول الله علي بن أبي طالب حجة الله»

فيؤتون بحُلل خُضر من الجنة

واكاليل من الجنة

ونجائب من الجنة

فيلبس كل واحد منهم حلة خضراء،

ويوضع على رأسه تاج الملك في اكليل الكرامة،

ثم يركبون النجائب فتَطيرُ بهم الى الجنة

لا يحزنهم الفزغ الاكبر، وتتلقّاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون......إنتهى النقل)))

وحينها فإن كل السماء وما فيها وكذلك كلّ الكواكب الأرضية التي تسبح بها ستكون كلّها من ضمن جنتك السماوية الكبرى

فأنت ستطير مع الملائكة لأنك أصبحت منهم

وربما بعد فترة مليون او مليونين سنة من سنين هذه الارض تقضيها تتنقل في جنّات السماء ستفكّر أنك تريد أن تهبط على أحد تلك الكواكب

لكنك تعرف أن الهبوط على أي كوكب هو نوع من أنواع التّنزل عليه بحدث من الأحداث

وهنا سيتم وبطريقة ما ستتطلع عليها حينذاك توفير عدة نفوس ناطقة قدسية تستطيع أن تعيش من خلالها ما تشاؤه من الاحداث على تلك الكواكب،،

فأنت ستبقى في جنتك وفي تمتعك بها بدون أن تنقص شيء، 

لكنك سترسل من عندك رسول يهبط على ذلك الكوكب ويعيش عليه ،، 
وأنت من مكانك ستستمتع بكل المشاعر التي سيرسلها لك هذا الرسول 
ومهما كان نوعها

يعني بعد أن كنت نفس ناطقة قدسية مُنَزَّلة على هذه الارض او غيرها ،، ستصبح أنت من سينِزِّل من عنده أنفس ناطقة قدسية على هذه الارض أو على غيرها

.

هذه العملية لن تنتهي أبدا ،، قصدي عملية التّنزل في العوالم الأرضية

فالكون في توسع دائم لا يتوقف ،،

فكواكب جديدة يتم خلقها كل يوم ،، ويتم إظهار انواع جديدة من صور العبادة عليها ،،

وهذه الكواكب الجديدة تحتاج دائما الى مُنزِّلين جدد والى متنزَّلين جدد أيضا ليتم من خلالهم اظهار صور الاحداث والعبادات الجديدة عليها

بالتأكيد توجد آلية معيّنة ومحددة لكي تترقى بها وجوديا فتصعد من خلالها للمستوى الأعلى التالي من مستويات وجودك ،، ستعرفها في حينها وستسعى لتحقيقها والنجاح بها ربما للألف مليون سنة القادمة

لكن هذه الأرض وغيرها ستكون جزء من جنتك التي ستتنزل بها بمشيئتك وإرادتك بعد أن كانت جحيمك التي كانت مفروضة عليك وكنت تسعى جاهدا للهروب منها

الله المعنى المعبود ليس بحاجة إلى شيء

وكل ما بالكون من الذي نراه حاليا او من الذي لا نراه

وكل ما بالكون من الذي سينخلق بعد ذلك

كلّه مخلوق بالفعل وكله محصي بالفعل بالكتاب المبين أو بالكتاب المكنون أو بالامام المبين

الملائكة والروح وربهم هم من يبرأون تلك المخلوقات من الكتاب المكنون ،، يعني هم من يخرجونها بإعمال مشيئتهم من حالة مكونها فيظهرونها في عالم التجلي والظهور لأنفسهم،، فهي كانت مكنونة عنهم وهم يقومون باظهارها لانفسهم

يعني انهم يتعلمون بهذه العملية ما لم يكونوا يعلمون


والأنبياء هم جزء فاعل ومهم من عالم الأمر ، وأعتقد أنهم يظهرون دائما وأبدا بين الناس بشخصيات مختلفة ليس بالضرورة أن يكونوا فيها انبياء 

تماما كما أن محمد وآل محمد يظهرون دائما وابدا بين الناس بشخصيات مختلفة بأسماء مختلفة بغرض تعليم الناس عبادة الله الواحد الأحد على هذا الكوكب او على اي كوكب آخر

فلولا هم لما عُبِد الله

ولولا هم لما عُرِف الله

ولولا هم لما وُحِّد الله

وضمير الجمع في القرآن الكريم هو ضميرهم  


لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاء اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً


أمّا الله المعنى المعبود فقد تحقق مراده بمجرد أن خلق مشيئته

لقد أحبّ أن يعرف نفسه حضوريا فشاء  ، فعرف نفسه بنفسه حضوريّا معرفة حضوريّة كاملة لا تزيد ولا تنقص بمجرد أن أحبّ ..


وصلى الله على المصطفى المختار محمد وآله الابرار
.
..
...
....

.....