الأربعاء، 11 مايو 2016

وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى / وَهُوَ بِالأُفُقِ الأَعْلَى / ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى / عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَى ـالكونداليني







بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى /// وَهُوَ بِالأُفُقِ الأَعْلَى /// ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى /// عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَى
الكونداليني

سِدْرَةِ الْمُنتَهَى

ما هي سدرة المنتهى؟ 

دعونا نرجع لأمير المؤمنين ونسأله متواضعين ومسلّمين له عن سدرة المنتهى :ـ

ما هي سدرة المنتهى يا أمير المؤمنين ويا سيد الموحدين ويا قائد الغرّ المحجّلين؟

سيقول لنا : على الخبير وقعتم ، ولقد سألتم مستفهمين غير متعنتين، فاسمعوا الجواب:ـ

إن سدرة المنتهى هي نفسها النفس اللاهوتيّة الملكوتيّة الكليّة التي تسكن قلبك

وهذه النفس هي القوة اللاهوتيّة التي منها بدأت الموجودات وإليها تعود بالكمال 

وهي جوهرة بسيطة حية بالذات ، أي أنها هي قوة الحياة التي تهب الحياة لكل الأشياء

والعقل (الاسم المكنون) هو أصل هذه النفس

فهي منه بدت (ظهر وتجلى بها) وعنه دعت (فهي لسانه) وإليه دلت وأشارت (فهي منه وإليه وهي  الداعية له والدالة عليه، ومهمتها أن تهدينا إليه ((للإسم المكنون)))ـ

وعودتها إليه ((للإسم المكنون)) إذا كملت وشابهته 

وهذه النفس والتي هي نفسها هي سدرة المنتهى 

هي أيضا هي نفسها ذات الله العليا 

وهي شجرة طوبى 

وهي جنة المأوى 

ومن عرف هذه النفس اللاهوتيّة الملكوتيّة الكليّة

أو من عرف سدرة المنتهى لم يشق ((لأنها هي فقط من تستطيع أن تأخذ بيدك للإسم المكنونوتهديك إليه))ـ 

أمّا من جهلها فقد ضل سعيه وغوى ............ إلى هنا إنتهى الجواب المنقول بتصرف بسيط من رواية أمير المؤمنين للأعرابي حين بيّن له أمر طبيعة تكوينه كإنسان كامل وأنه متكوّن من أجزاء أربعة أو من أنفس أربعة ، وهي النفس النباتية والحيوانية والقدسية والنفس اللاهوتيّة الملكوتيّة الكليّة والعقل (الإسم المكنون) يتوسطهم جميعهم

يقول أمير المؤمنين في نهاية وصفه لسدرة المنتهى أن من جهلها ولم يعرفها فقد ضل سعيه وغوى

وعليه فإن النجاح والفلاح لأي إنسان صلّى ما صلّى وصام ما صام وجاهد ما جاهد وقُتِل وقَتل في ساحات الوغى ما قُتِل وقَتَل في كرّات حياته كلّها ورغم عظيم الثواب وجزيل العطاء على مختلف هذه الاعمال والعبادات إنما يتحقق فقط بمعرفة سدرة المنتهى

لكن أمير المؤمنين يستثنيها جميعها من المعادلة ويقول أن الفلاح والنجاح وتوقف الشقاء مشروط بشرط واحد لا ثاني له وهو معرفة سدرة المنتهى وحينها فقط سينجح السعي الذي سعاه الانسان في الكرات الكثيرة والمتتالية التي كرها تحت السقوف المرفوعة الكثيرة او القبب الكثيرة في هذا الكون، فلقد وجد الكنز المخفي أو الجوهرة الالهية أخيرا

فعدم المعرفة بها يعني أن الشقاء للجاهل بها سيستمر ، فالكنز الذي يجب على الانسان ان يجده تحت السقوف المرفوعة لكي يستطيع الخروج منها بجسد وكيان نوراني إلهي جديد يشارك به أهل السماء هو أن يعرف سدرة المنتهى

وبالتأكيد أن معرفة سدرة المنتهى المطلوبة منّا  لكي نكون قد اكتشفنا الكنز فعلا وللفوز بعد ذلك بالجائزة الكبرى هي ليس المعرفة اللفظية أو الإسمية فقط لسدرة المنتهى  

بل إن المطلوب منّا أن نتحلى بحليّها وجواهرها بعد أن نكتشفها

والممتع في أمر هذا الكنز المطلوب منّا أن نكتشفه لكي نفوز الفوز العظيم أنه ليس  مدفون بعيد عنّا في باطن الأرض ولا مخفي عنّا على سطح الشمس أو القمر 

وكذلك ليس مدفون في مغارات تقع تحت عشرات الألآف من الامتار تحت سطح البحر ولا هو مدفون تحت صخور قمم الجبال العالية

انه ليس مخفي عنّا على الإطلاق في أيّ مكان مجهول لنا من هذا الكون ،، وهو ليس حتى موضوع بشكل مكشوف في مكان ما منه

لكننا نحمله على الدوام معنا وبين أضلعنا ،، بل واننا خُلقنا متوحدين معه ،، فأمير المؤمنين يقول لنا أن الكنز الذي يجب علينا أن نكتشفه لكي ينتهي شقاؤنا هو جزء لا يتجزء منّا 

إنه الجزء الأهم من وجودنا

انه الجوهرة الحيّة بالذات

إنه تلك القوة اللاهوتية التي تهبنا قوة الحياة والتي تسكن بكل ذرة من ذرات هذا الكون وتسكن معنا كذلك بكل ذرة من ذرات وجودنا

فسدرة المنتهى روحها في الأرواح وجسدها في الأجساد وإسمها في الأسماء 

إن سدرة المنتهى هي الحجاب النوراني الأعظم الذي يجب أن نكتشفه ، او هي نور السماوات والأرض التي منها بدأت الموجودات وإليها تعود بالكمال والتي أصلها العقل ((الاسم المكنون))ـ 

فالعقل أو الاسم المكنون او المشيئة الإلهية التي خلقها المعنى المعبود بذاتها وخلق الأشياء بها هو من تجلّى بسدرة المنتهى وجعلها بيته وجعل أركانه هم وجهه الذي ملآء به جميع أركان السماوات والأرض كلها ليكون هو نورها ومنورها الأوحد ، والله المعنى المعبود هو منوره

يؤكد أمير المؤمنين في هذا الحديث النوراني على أن اكتشاف الكنز لا يمكن أن يكون الا بمعرفة النفس

فمن عرف نفسه عرف ربه، هذا هو الطريق الوحيد للوصول للكنز عبر سبر أغوار النفس الإنسانية للوصول إلى جوهره ونبعه اللجين 

وهذا هو الطريق الوحيد الذي تظافرت ولا تزال تتظافر حتى اليوم جهود جميع مجاميع جنود حزب الشيطان وأذرعه الدينية والسياسية والمالية والاجرمية على هذه الأرض لكي تغلقه في وجوه جميع من يحاولون الاستيقاظ من حبائلهم فيطلبون الحقيقة ويبحثون عنها ويجدونها

في رحلة الاسراء والمعراج لنبينا صلى الله عليه وآله والتي تروي لنا سورة النجم بعض تفاصيلها إطّلع نبينا الأكرم على هذه الحقيقة بوجهها الظاهر بين الأشياء وكذلك بوجهها الباطن في الأشياء أيضا

فلقد رأى رسولنا الأكرم  رب العالمين وهو برفقة جبرائيل عليه السلام في الأفق الأعلى الذي وصلا له وهما على ظهر البراق

ورآه مرة أخرى حين زجّه جبرائيل عليه السلام في حجب النور التي لم يكن له أن يخطو خطوة واحدة فيها أو لأن يخترقها، لكن رسول الله صلى الله عليه وآله اخترقها ودنى وتدلى في تلك الحجب النورانية حتى وصل لسدرة المنتهى بيت الاسم المكنون الذي له أربعة عشر وجه ودخله ليرى رب العالمين فيه مرة أخرى وهو بالقرب منه قاب قوسين أو أدنى

لكنه هذه المرة رآه بفؤاده وبصره ، وكلّمه وسمع منه في عالم الأنوار وحُجب النور بعد أن كان قد رآه سابقا بجسده وعينيه وكلّمه بلسانه وسمع كلامه بأذنيه في الأفق الأعلى وهو برفقة جبرائيل عليه السلام

من رواية طويلة تروي بعض ما جرى له ومعه في رحلة الإسراء والمعراج أقتطع هذا المقطع لكم حيث به الفائدة والمعنى المطلوب

ـ(((((  فَلَمَّا انْتَهَيْتُ  إِلَى حُجُبِ النُّورِ قَالَ لِي جَبْرَئِيلُ تَقَدَّمْ يَا مُحَمَّدُ وَ تَخَلَّفَ عَنِّي 

فَقُلْتُ لَهُ يَا جَبْرَئِيلُ فِي مِثْلِ هَذَا الْمَوْضِعِ تُفَارِقُنِي_ 

فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّ انْتِهَاءَ حَدِّيَ الَّذِي وَضَعَنِي اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِيهِ إِلَى هَذَا الْمَكَانِ فَإِنْ تَجَاوَزْتُهُ احْتَرَقَتْ أَجْنِحَتِي بِتَعَدِّي حُدُودِ رَبِّي جَلَّ جَلَالُهُ 

فَزُخَّ بِيَ النُّورَ زَخَّةً حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى مَا شَاءَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ عُلُوِّ مَكَانِهِ 

فَنُودِيتُ  

فَقُلْتُ لَبَّيْكَ رَبِّي وَ سَعْدَيْكَ تَبَارَكْتَ وَ تَعَالَيْتَ 

فَنُودِيتُ يَا مُحَمَّدُ أَنْتَ عَبْدِي وَ أَنَا رَبُّكَ فَإِيَّايَ فَاعْبُدْ وَ عَلَيَّ فَتَوَكَّلْ فَإِنَّكَ نُورِي فِي عِبَادِي وَ رَسُولِي إِلَى خَلْقِي وَ حُجَّتِي عَلَى بَرِيَّتِي 

لَكَ وَ لِمَنْ تَبِعَكَ خَلَقْتُ جَنَّتِي وَ لِمَنْ خَالَفَكَ خَلَقْتُ نَارِي 

وَ لِأَوْصِيَائِكَ أَوْجَبْتُ كَرَامَتِي وَ لِشِيعَتِهِمْ أَوْجَبْتُ ثَوَابِي 

فَقُلْتُ يَا رَبِّ وَ مَنْ أَوْصِيَائِي_ 

فَنُودِيتُ يَا مُحَمَّدُ أَوْصِيَاؤُكَ الْمَكْتُوبُونَ عَلَى سَاقِ عَرْشِي 

فَنَظَرْتُ وَ أَنَا بَيْنَ يَدَيْ رَبِّي جَلَّ جَلَالُهُ إِلَى سَاقِ الْعَرْشِ فَرَأَيْتُ اثْنَيْ عَشَرَ نُوراً فِي كُلِّ نُورٍ سَطْرٌ أَخْضَرُ عَلَيْهِ اسْمُ وَصِيٍّ مِنْ أَوْصِيَائِي 

أَوَّلُهُمْ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ع وَ آخِرُهُمْ مَهْدِيُّ أُمَّتِي 

فَقُلْتُ يَا رَبِّ هَؤُلَاءِ أَوْصِيَائِي بَعْدِي فَنُودِيتُ يَا مُحَمَّدُ هَؤُلَاءِ أَوْصِيَائِي وَ أَحِبَّائِي وَ أَصْفِيَائِي وَ حُجَجِي بَعْدَكَ عَلَى بَرِيَّتِي وَ هُمْ أَوْصِيَاؤُكَ وَ خُلَفَاؤُكَ وَ خَيْرُ خَلْقِي بَعْدَكَ 

وَ عِزَّتِي وَ جَلَالِي لَأُظْهِرَنَّ بِهِمْ دِينِي وَ لَأُعْلِيَنَّ بِهِمْ كَلِمَتِي وَ لَأُطَهِّرَنَّ الْأَرْضَ بِآخِرِهِمْ مِنْ أَعْدَائِي وَ لَأُمَلِّكَنَّهُ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَ مَغَارِبَهَا وَ لَأُسَخِّرَنَّ لَهُ الرِّيَاحَ 

وَ لَأُذَلِّلَنَّ لَهُ السَّحَابَ الصِّعَابَ 

وَ لَأُرَقِّيَنَّهُ فِي الْأَسْبَابِ 

وَ لَأَنْصُرَنَّهُ بِجُنْدِي 

وَ لَأُمِدَّنَّهُ بِمَلَائِكَتِي حَتَّى يُعْلِنَ دَعْوَتِي وَ يَجْمَعَ الْخَلْقَ عَلَى تَوْحِيدِي 

ثُمَّ لَأُدِيمَنَّ مُلْكَهُ 

وَ لَأُدَاوِلَنَّ الْأَيَّامَ بَيْنَ أَوْلِيَائِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
)))))ـ

وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين

.
..
...
....
.....



السبت، 7 مايو 2016

ما الذي يشغل هذه الأيام أعضاء وقيادات حزب الشيطان؟




بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كل انسان وله ثمن (غربال) وبعض الغرابيل أدقُّ من الشعرة، وأحدُّ من السيف

ما الذي يشغل هذه الأيام أعضاء وقيادات حزب الشيطان؟؟؟؟؟

إنهم منشغلون بهندسة وتركيب وتصميم مئات آلآلاف من الغرابيل الكبيرة والصغيرة والصغيرة جدا جدا جدا

طبعا هذا الكلام هو على افتراض أن قدوم رب العالمين  في ظلل من الغمام والملائكة قد اقترب موعده

وفي مواضيع سابقة وطبقا لما جاء بالروايات قلنا أنه عندما تنتهي زيارته للأرض ويحين موعد مغادرته لها متوجها نحو السماء فإنه سيصطحب معه ثلّة من أهل الأرض، وأن عدد أفراد هذه الثلّة هو سبعون ألف فرد، أو إنسان

وأن كل واحد منهم سيتم الباسه ثوب أخضر ويوضع على رأسه تاج من نور ويُلبس بقدمه حجل من نور ويتم اركابه على مركبة سماوية خاصة به تمت صناعتها له بشكل خاص في مكان ما في السماء وتم جلبها بعد ذلك من السماء للارض لأفراد هذه الثلّة الذين سيصطحبهم معه وهم يركبون بجانبه تلك السفن الفضائية الطائرة

فقط سبعون ألف من كل هذه المليارات التي نراها من حولنا هم من يريد رب العالمين أن يأخذهم معه

بمعنى أنه يريد منهم فقط صفوة الصفوة من صفوة صفوتهم ، أمّا البقية فلهم مصير وقصة أخرى

حزب الشيطان يعلم بذلك وهو المتخصص بغربلة تلك الجموع البشرية الغفيرة، ولذلك الهدف فإنهم يقومون بصناعة وهندسة غرابيل كثيرة ،، أو فتن كثيرة 

فتن كثيرة ومموهة بشكل كبير جدا جدا وتتوافق مع أهواء الناس ، بحيث أنهم سيلقون بأنفسهم طواعية بتلك الفتن أو بتلك الغرابيل، وبذلك فإنه سيسقطون حقهم بأنفسهم وبإرادتهم وباختيارهم من أن يكونوا من أفراد تلك الثلة المطلوبة

في البداية وقبل اقتراب الموعد بشكل كبير ستكون تلك الفتن جماعية بحيث أن كل فتنة أو غربال منها سيسقط بها الملايين والملايين الكثيرة

مثل الفتن المذهبية والفتن الوطنية والفتن القومية والفتن الحزبية والفتن السياسية والفتن المالية 

هذه الفتن ستحصد الاغلبية الساحقة من الذين ينعقون مع كل ناعق، وطريقتهم بذلك ليست صعبة على الإطلاق ،، فيكفي أن ينعقوا بينهم بنعقات تدغدغ شهواتهم ونعراتهم الطائفية والمذهبية والوطنية وغير ذلك من النعرات والعصبيات ، وتداعب أيضا امنياتهم في العلوّ بالأرض تحت أيّ إسم أو عنوان كان لتجدهم يتدافعون حينها تدافعا شديدا للوقوع في شباكها والسقوط فيها بارادتهم ومشيئتهم الذاتية

تلك الجموع ستسقط وستبيع نفسها بلا ثمن يذكر وستعظم عليها المحنة حين تكتشف ذلك وانها قد باعت نفسها بثمن بخس

هذا هو مصير الجموع الغفيرة التي تنعق مع كل ناعق لكن بين تلك الجموع الغفيرة يوجد اشخاص درجة ذكائهم ووعيهم مرتفعة بعض الشيء فتجعلهم لا يبيعون أنفسهم بسهولة او بثمن بخس

صحيح أن هؤلاء قلّة لكن عددهم كبير جدا مقارنة بالعدد المطلوب وهو السبعون ألف، وربما يبلغ عددهم عدة ملايين

الشيطان وحزبه مهمتهم أن يقوموا بهندسة وتصميم فتن كبيرة وصغيرة وجماعية وشبه جماعية وحتى لو استلزم منهم الأمر تصميم وهندسة فتن فردية تناسب كل فرد من أفراد المتبقين من الجموع الغفيرة التي سقطت وأسقطت حقها بالصعود مع موجة الفتن الكبيرة الأولى فسيقومون بذلك

البعض يرى أنه يجب عليه أن يحارب ويكشف ويفضح فتنة الدجال التي تصفها الروايات بأنها أكبر فتنة حدثت أو ستحدث على وجه الأرض منذ بدء التاريخ ، بحيث أن كل الأنبياء قد حذّروا اتباعهم من الوقوع فيها ، غافلا عن أن هذه الفتنة ليست فتنة عادية وانها فتنة إلهية ربانية غاية في المكر والخفاء والذكاء فلا يمكن لعقولنا البائسة المتخلّفة أن تكشف خيوطها التي تشبه خيوط العنكبوت التي كلما حاولت أن تتخلص منها زادت من حصارها وخنقها لك

العقل يقول لنا أن محاربة مشيئة الله وخطته هو أمر لا عقل ولا حكمة به ولا يمكن له أن ينجح، والروايات الكثيرة تقول لنا أن نتجنب المساهمة بتلك الفتن بكل ما أوتينا من قوة وحيلة حتى لو اضطررنا ان نحبس أنفسنا ببيوتنا ولا نخرج منها حتى تصفنا الناس بأننا من النَّوَمَة

وكلما اقترب موعد الزيارة الموعودة لرب العالمين كلما أصبحت الدنيا مكان لتحقق الأماني لذوي العقول الأكثر ذكاءا والوعي الأكثر ارتفاعا

فهؤلاء لم يبيعوا نفسهم بثمن بخس كبقية الناعقين مع كل ناعق ولذلك فسيزيد حزب الشيطان بأسعارهم وسينصب لهم أفخاخا فردية 

بعض الناس يريد الشُهرة بشدة وهو غير مستعد أن يتنازل عن مبادئه أبدا بسبب رغبته تلك، وهذا سيعملون على تحقيق الشهرة له وبعد ذلك سيجعلونه يخاف عليها ليبدء بالتنازل عن مبادئه وأخلاقه ودينه مبدء بعد مبدء وخُلق بعد خُلق من اجل المحافظة عليها

البعض قد يتخذ من الدين وسيلة للوصول للمناصب الدينية والسياسية العليا 

حزب الشيطان سيحقق له تلك الأمنية وسيرفعه قليلا قليلا نحو ما هو أحب إليه وسينتظر لحظة سقوطه، وكلما قاوم وثبت أكثر كلما زادوا له بالسعر أكثر وأكثر وأكثر ، حتى يسقطونه أخيرا ان استطاعوا ذلك

البعض يريد المال، سيدفعونه له بطرق مختلفة وينتظرون سقوطه وإلّا زادوا له منها أكثر وأكثر وأكثر ولن يكفّوا عن الزيادة والمحاولة

البعض يريد منبرا يتحدث منه وأُناس يستمعون له،، وهذا سيفتحون له منبر صغير يتكلم منه ثم منبر أكبر منه وينتظرونه أن يتعلق به ليبدء بالتنازل ، فان لم يتنازل جعلوا منبره أكبر وأكبر وأكبر ولو استلزم الأمر فسيخصصون له قمر صناعي خاص به ليستخدمه كمنبر يتكلم منه ، وسينتظرون خلال كل ذلك لحظة سقوطه ولن يكفّوا عن المحاولة أبدا

من سيسقط من تلك الغرابيل فإنه سيسقط في جهنم مرة أخرى،، وسيكون من الذين سيعودون لها مرارا وتكرارا ربما لألف كرّة جديدة في نفس قبتنا هذه أو ربما في قبة أخرى من الـ12 ألف ألف قبة التي حدثنا عنها الأئمة سلام الله عليهم أجمعين

من ثمنه القدرات الخارقة سيمكنونه منها ويوصلونه لها

من ثمنه الشهوات سيملؤن حياته بها

فكل إنسان له ثمن هو فقط من يعرفه ويحدده لنفسه حتى وان كان حاليا لا يعرفه على وجه التحديد والدقة ،، لكن عندما يضعون له الثمن المناسب على الطاولة ويمد يده ليأخذه سيكون قد حدد بنفسه قيمته وثمنه الشخصي وباعها

وحزب الشيطان سيكون أكثر من سعيد وهو يدفع ذلك الثمن له ولو كان كل ما في الأرض من ذهب وأموال يملكونها

هؤلاء الـ 70000 سيعيشون في زمن الفتن الذي سيكون من كثرت الفتن الخفيّة فيه القائل بالحق فيه قليل ، واللسان فيه عن الصدق كليل ، و اللازم فيه للحق ذليل ، أهله منعكفون على العصيان مصطلحون على الإدهان ، فتاهم عارم ، و شيخهم آثم ، و عالمهم منافق ، و قاريهم ممارق ، لا يحترم صغيرهم كبيرهم ، ولا يعول غنيهم فقيرهم

هؤلاء الـ 70000  سيجب عليهم أن يكافحوا كفاحا مريرا من أجل أن لا يساهموا بتلك الفتن وسيكون القابض على دينه منهم والمتمسك به كالقابض على جمرة وهو متمسك بها أشدّ التمسك خوفا عليها وحبا بها وتعلقا بها

فدينه الذي يخاف عليه ليس كدين الناس

فدينه رجل وليس مناسك وطقوس وتراتيل  فــ

إِنَّ كَـــــثِـــــــيـــــــرًا مِّــــــنَ الــنَّــــــاسِ   
بِـــلِــــــقَــــــاء رَبِّـــــــــــــهِمْ لَـــــكَـــــافِـــــــــــرُونَ  

بمعني 

أنّ كَـــــثِـــــــيـــــــرًا مِّــــــنَ الــنَّــــــاسِ
بِـــلِــــــقَــــــاء الــيــمــيــن لَـــــكَـــــافِـــــــــــرُونَ

وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين
.
..
...
....
.....

الخميس، 5 مايو 2016

سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ





بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ

  وصلنا في المقال السابق وفي ما سبقه من المقالات إلى أن عدد المؤهلين للدخول في مكتبة المعارف الربانية والاستفادة منها بشكل كامل هو عدد ثابت ومحدود لقصة آدمنا الحالي وهم أفراد الثلل الثلاثة والقليل من ألأولين والآخرين ،، وأنّ هؤلاء كما هو وارد ببعض الروايات معروفين بأسمائهم وصفاتهم من قبل حزب الله الذي تعهد بإيصالهم للسلام عبر السلوك بهم في سبل السلام

وتسآئلنا قائلين:

من هو أو من هي "السلام" التي سيرشدنا حزب الله القرآني لسُبُـلِهِ أو لسُبُـلِهَا؟

يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ
اتَّبَـــــــعَ رِضْـــــــوَانَـــــــهُ
سُـــــــــــبُــــلَ الـــسَّــــــلامِ
وَيُخْرِجُهُم مِّنِ
الظُّـــــلُــــمَـــاتِ
إِلَى
الـــــــــنُّـــــــــــــــــــــورِ
بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ

وقلنا أن الآية الكريمة نسبت السُبُل لـ "السلام" 

وتسآئلنا بعد ذلك وقلنا :

من هو أو من هي "السلام" الذي بطبيعة الحال سيسعى إبليس وجمعه بكل طاقته وطاقتهم لتعطيل أفراد تلك الثلل من الاهتداء لتلك السبل الموصلة له أو لها عبر محاولة إغلاقهم لكل المنافذ الموصلة لهم لتلك السُبل؟ 

وإشرنا إلى أنهم يقومون بذلك من أجل منع وتعطيل أفراد تلك ((الثلل الثلاثة ومجموعة القليل)) قدر استطاعتهم من الوصول للسبل ومنها للسلام

وختمنا متسائلين كيف سيفعلون ذلك؟ وما هي طرقهم لذلك؟

 وهذا سيرجعنا للبداية لاجتماع الملأ الأعلى ولمجموعة الكافرين الذين كان إبليس في بداية الإجتماع مجرد أحد أفرادها لكن مع أنتهاء الإجتماع أصبح هو قائدهم

وقلنا من البداية أن معنى مجموعة الكافرين كما نعتقد به هو أنها المجموعة التي تكفر الحقائق أو التي تُغطّي الحقائق

وأنّ صفة الكافرين في هذا الموضع هي صفة لوصف فعل وعمل ووظيفة مجموعة معينة ،، وليست صفة أخلاقية لهم

وذلك كأن نقول أن في اجتماع اتحاد العمّال خطب فلان من الناس وفلان هذا كان من البنائين أو من الحرّاثين أو من المضاربين بالبورصة ،، ففلان هذا هو أحد أفراد تلك المجموعة ،، وإسم تلك المجموعة هو من صفة فعلهم او من صفة وظيفتهم

وقلنا أنه كان يوجد بالمقابل لهذه المجموعة مجموعة أخرى مهمتها ووظيفتها هي كشف الحقائق،، وقلنا أنها هي مجموعة المخلصين

وقلنا أن قائد مجموعة المخلصين والتي هي مجموعة الأنبياء والرسل قد وقف في ذلك الإجتماع وقال:

كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ 

فمسألة إنتصار حزب الله أو حزب الكاشفين ليست بالأمر الجديد على جميع من كانوا حاضرين بذلك الإجتماع

فقبل أدمنا الذين اجتمعوا من أجل ترتيب وتحديد ورسم كيف ستتم عمليات تنزلهم بإذن ربهم من كل أمر سيجري في قصته وقصة ذريته ، كان يوجد هناك أكثر من ألف ألف آدم سابقين له ونفس هذه المجموعة من الملأ الأعلى قد عقدت كذلك أكثر من ألف ألف اجتماع من أجل نفس الهدف الذي يجتمعون الآن له

وقلنا أنه من كلّ قصة آدم منها كان يتم استخلاص عدد من الثلل في كل مقطع زماني منها ،، وحين يكتمل العدد المطلوب والمحدد من البداية ستكون مهمة حزب الله قد اكتملت فيعلن حينها فوزه

نعم المدة قد تطول او تقصر حتى يتحقق هذا الهدف، لكنّ جميع الحاضرين في اجتماع الملأ الأعلى كانوا حينها يعلمون بحتمية تحقق هذه النهاية أو تحقق هذه النتيجة بغلبة مجموعة الكاشفين ووصولهم لهدفهم مهما طالت المدة 

فهذا الأمر قد حصل معهم سابقا وفقط تحت قبة آدمنا هذه لأكثر من ألف ألف مرة ،، وتم فيها استخلاص أكثر من ثلاثة آلآف ألف ألف ثلّة سابقة ، وتم رفع جميع أفرادها من بين سكنة العوالم الأرضية تحت القبب السماوية او السقوف المرفوعة ليصبحوا منهم ومثلهم من سكنة عالم السماء 

والسباق والتنافس بين المتنافسين هو من سيستطيع منهم أن يدخل في مكتبات المعارف الربانية قبل غيره ويستفيد منها ومن الموجودين فيها كامل الإستفادة

وهذا لن يتحقق لأي من المتنافسين ما لم تتفجر عنده شاكرة التاج ويفيض منها نهر الكوثر ويتصل بالاسم المكنون.

نعود الآن للسلام لنعرف من هي السلام ومن هم سُبُلها لكن وقبل أن ندخل في هذا الأمر أرجو الإنتباه أننا حين سنذكر الأسماء في طيّات الكلام فإننا لا نقصد بذلك نفس تلك الأسماء فقط، بل نقصد تلك الحقائق الإلهيّة التي تجلّت تحت السقف المرفوع بأنفسها عبر الأزمنة وبين جميع الناس بأسماء وصور مختلفة لتعلّمهم عبادة الله الذي خلقهم أولا كحقائق إلهيّة ليخلق بعد ذلك بهم وعبرهم ما يشاء من المخلوقات 

أو الذين خلقهم الله كنور إلهي متعدد الصفات ومتوحّد الصفات لكي يخلق منهم وبهم بعد ذلك كل السماوات والأرض وجميع ما فيهما وبينهما

فالأسماء التي سنذكرها هنا ظهرت بين الناس تحت سقفنا المرفوع خلال كلّ مقاطع التاريخ بصور وأسماء مختلفة ،، وهم لا يزالون يظهرون لليوم كذلك بين مختلف الأقوام وفي مختلف البقاع بصور وأسماء مختلفة من أجل نفس الهدف وهو لكي يعلموهم المعاني الإلهية السامية ويعرّفوهم بالله الذي خلقهم وخلق بهم ومنهم كل شيء ،، بل الذي ابتدعهم كلهم لا من شيء وابدع منهم بعد ذلك كل شيء

 أبتداءا من الإسم المخلوق والكلمة التامة الإسم المكنون والأسماء العظمى الثلاثة التي انطوى بها ، مرورا بالاسماء الحسنى الإثني عشر وصولا لكلّ الكون بجميع ما به والذي ملأ أركان كل شيء خلقه به بأسمائه 
   
 ومن سيرى أنني أتكلم هنا عن أسماء بصفات معيّنة مذكورة أو منسوبة في أديان أخرى لشخصيات أخرى يحملون أسماء أخرى فليعلم أنهم هم نفسهم من تجلوا بأنفسهم لتلك الاقوام بتلك الأسماء والصور المختلفة المعبرة عن تلك الصفات الإلهية 

وأحب أن أقول في البداية أن الأخ الكريم Hasan Ashi قد وصل عبر علم حساب الحروف والكلمات  للنتيجة النهائية بشكل مباشركما أوضح لنا ذلك في مداخلته الكريمة على المقال السابق، لكنني أحب هنا أن أصل لنفس هذه النتيجة من خلال الروايات وذلك ليتبين لنا أيضا معنى قولنا ((سلام الله عليهم)) وهل هو أكمل وأشمل في المعنى والإشارة مما لو قلنا ((إليهم التسليم)) أم أننا حين نقول ((إليهم التسليم)) سيكون تعبيرنا أشمل وأكمل؟

السلام هي فاطمة الزهراء

ففاطمة الزهراء هي ليلة القدر التي قال الإئمة عليهم السلام أن من عرف فاطمة حقّ معرفتها فقد أدرك ليلة القدر

فعن تفسير فرات الكوفي مسنداً عن الإمام الباقر (عليه السلام) في تفسير سورة القدر، قال ((إنّ فاطمة هي ليلة القدر، من عرف فاطمة حقّ معرفتها فقد أدرك ليلة القدر)).
  
 الإمام الباقر عليه السلام لا يتكلم هنا عن فاطمة الزهراء من حيث بدنها واسمها وعمرها الذي وُلِدت به في زمن الرسالة ،، بل من حيث مكانتها العظمى في تركيبة نور السماوات والأرض الذي خلقه الله أوّل ما خلق ومنه خلق كل جميل

حيث أنها هي نفسها هي المشكاة التي تجمع في وجودها المصباح والزجاجة والشجرة والنور على النور 

عن أبى عبد الله عليه السلام قال : أن المشكاة هى أمي فاطمة  ........إنتهـــــــــــــى النقل

وروى الشيخ الكليني رحمه الله عن الإمام الصادق عليه السلام في قول الله تعالى:

ـ(الله نور السموات والأرض مثل نوره كمشكوةٍ ) قال ــ: «فاطمة عليها السلام»، 

ـ(فيها مصباحٌ ) «الحسن»، 
ـ(المصباح في زجاجةٍ) «الحسين»،
ـ(الزجاجة كأنها كوكب دري) «فاطمة كوكب دري بين نساء أهل الدنيا،
ـ(يوقد من شجرةٍ مباركة) «إبراهيم عليه السلام»،
ـ(زيتونة لا شرقية ولا غربية) «لا يهودية ولا نصرانية»
ـ( يكاد زيتها يضئ ) «يكاد ا لعلم ينفجر بها»
ـ(ولو لم تمسسه نارٌ نورٌ على نورٍ ) «إمام بعد إمام»
ـ( يهدي الله لنورهِ من يشاء ) «يهدي الله للأئمة من يشاء،
ـ(ويضرب الله الأمثال للناس).....إنتهـــــــــــــى

 والروايات كثيرة في هذا المعنى ومروية في كتب الشيعة والسنة كذلك

ففاطمة الزهراء من حيث أنها هي "ليلة القدر" فهي نفسها "سلام الله" 

وأن محلها من نور السماوات والأرض هو انها هي "المشكاة" او هي النور الجامع في وجوده لأنوار كلّ الأئمة عليهم السلام 

فكما أن المشكاة مستنيرة وتحمل المصباح المنير فكذلك فإن فاطمة الزهراء هي الوعاء النوراني الذي حمل أنوار الأئمة الأطهار

ولذلك كان الأئمة يقولون أنهم حجج الله على الخلق وأن فاطمة هي حجة الله عليهم

 فكما وردعن الامام الباقر عليه السلام أنه قال : نحن حجة الله على خلقه وأمّنا فاطمة حجة الله علينا.....إنتهـــــــــــــى

وذلك لأن أنوارهم أنورت أو أزهرت من نورها،، وأن نورها جمع أنوارهم ،، لكنهم كلهم نور واحد لا يسبق أولهم أخرهم ولا يتأخر آخرهم عن أولهم

فنورها حجة على أنوارهم ،، وهم كلهم نور واحد 

ولعلنا نفهم الآن لماذا كان الأئمة يقولون أن سورة القدر هي نسبهم تماما كما أن سورة التوحيد هي نسب الله

فهم من نور الزهراء صدروا وأشرقوا 

فهم الأركان الإثني عشر للكلمة التامة أو الأركان الإثني عشر للأسماء الظاهرة

وأمّا أمهم فاطمة فهي الإسم المخلوق الذي هو بالحروف غير منعوت، وباللفظ غير منطق، وبالشخص غير مجسد، وبالتشبية غير موصوف، وباللون غير مصبوغ، منفي عنه الاقطار، مبعد عنه الحدود، محجوب عنه حس كل متوهم، مستتر غير مستور،  فجعله كلمة تامة على أربعة أجزاء معا ليس منها واحد قبل الآخر، فأظهر منها ثلاثة أسماء لفاقة الخلق إليها،  وحجب واحدا منها، وهو الاسم المكنون المخزون بهذه الاسماء الثلاثة التي اظهرت 

 فعندما يقول الأئمة لنا أن سورة القدر هي نسبهم فإنهم يريدون القول اننا زهرائيون، فمن نورها كما تقول الروايات الكثيرة لنا قد أشرقت السماوات والأرض ومن فيها

أرجوا الإنتباه أننا نتكلم الآن عن أوّل مخلوق

عن صفات أوّل مخلوق خلقه الله المعنى المعبود

 وعن شرف أوّل مخلوق خلقه الله المعنى المعبود 

أمّا الله المعنى المعبود فلا كلام يمكن لنا أن نصفه به 

فالله أكبر من أن تحيط به العقول أو أن تصفه الألسن أو حتى أن تقترب من حدوده 

ففاطمة هي التجلي للمرتبة الأعلى في نور السماوات والأرض ، لــ "سلام الله" و"رحمته الواسعة" التي "وسعت كل شيء"

في الهندسة المقدسة يرمزون لهذه المرتبة العالية الأعلى في نور السماوات والأرض بشكل 

"الدائرة"

وداخل الدائرة يرسمون العرش على شكل مكعب له أثني عشر ضلع وهو التجلي الأعظم لنور محمد صلى الله عليه وآله

فمحمد هو العرش ،، ولذلك فإن كلّ ضلع من أضلاع المكعّب هو نفسه محمد، هو نفسه العرش

فتلك الأضلاع الإثني عشر للعرش أو للمكعب في الهندسة المقدسة كلها تقول أوّلنا محمد وأوسطنا محمد وآخرنا محمد وكلّنا محمد

فـ "الدائرة" أو "المشكاة" أو "سلام الله" أو "رحمته التي وسعت كل شيء" هي تحيط بالعرش أو تحيط بالمكعب 

كما أنها تحيط كذلك بالاسم المكنون أو بالباطن الذي تجلّى بالظاهر أي الذي تجلى بالعرش وانطوى به بكل أركانه

ولذلك فإننا عندما نذكر الأئمة عليهم السلام ونقول "سلام الله عليه أو عليهم" فإن ذكر مرتبة فاطمة الزهراء النوراني التكويني مستبطن بهذا الذكر العظيم،، فهي المشكاة وهي سلام الله المحيطة بهم كلهم ،، وهي حجة الله عليهم

بينما عندما نقول "له أو إليهم التسليم" فلا يوجد لمنزلتها النورانية الأعلى محل واضح من الذكر في هذا القول  

وحتى عندما نقول في الصلاة او لبعضنا البعض "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته" أو "وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته" فإن ذكر منزلة فاطمة الزهراء النورانية العالية هو مستبطن بهذا القول أيضا

فهي "سلام الله" 
وهي "المشكاة " 
وهي "رحمة الله التي وسعت كل شيء"

فالأئمة عليهم السلام هم السُبُل التي تستطيع أن توصلنا لفهم مرتبة ومعنى السلام أو المشكاة وهي المرتبة الأعلى في التوحيد

ولذلك يقول الأئمة لنا أن على معرفة فاطمة قد دارت القرون الاولى

فالله المعنى المعبود الذي أبدع نور المشكاة بما فيها من الأنوار الشريفة التي كلها نور على نور ليس واحد وليس أحد ، ولا يمكننا أن نطلق عليه أو أن نصفه بأيّ صفة كانت 

فالله المعنى المعبود أكبر من أن تتصوره أو تتخيله أو أن تحيط به العقول 

وحتى هذا النور الإلهي المخلوق لا يمكننا أن نتصوره تصورا كاملا ، لكن يمكننا أن نحاول أن نقترب من فهمه عبر الخيال ، وأن نحاول أن نصفه بالكلمات القاصرة وأن نضرب له الأمثال مع ضعفها جميعها وعدم قدرتها جميعها من وصف حقيقة هذا النور الإلهي بشكل كامل

لكن يمكننا أن نجعل لهذا النور ربا يؤوب إليه وأن نقول فيه بعد ذلك ما نشاء من الصفات مع يقيننا من أن أننا لن نبلغ عُشر مِعشار عُشر من معشار عُشر حقيقته وصفته 

فهو نور مخلوق ويمكن للمخلوق أن يتفكر بالمخلوق وأن يصف المخلوق وأن يحاول أن يقترب من فهم المخلوق ،، حتى وإن كان يعرف ويُوقن أنه لن يستطيع في يوم من الأيام مهما طالت أيام حياته لملايين السنين من أن يحيط به أحاطة كاملة
  
وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين
.
..
...
....
.....