الأربعاء، 24 فبراير 2016

شخصيا أعتقد بوحدة النور





بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شخصيا أعتقد بوحدة النور

وأعتقد أنها هي نفسها عقيدة وحدة الوجود التي يقول بها العديد من علماء الشيعة 

وذلك حسب ما فهمته من كلماتهم والتي سأبين فهمي الخاص لها بكلماتي الخاصة 

فهي قمة التوحيد التي يريد أهل البيت من شيعتهم أن يصلوا لها


وهي ما عبّر عنها أمير المؤمنين ويعسوب الدين وسيد الموحدين بالمعرفة النورانية 

فخلاصة المعرفة بالنورانية هي وحدة النور وأن نوره هو كلّ شيء

ـ((( وأرجو أن تتذكّروا منذ هذه اللحظة هذه الكلمة وهي أن نوره هو كلّ شيء وأسقطوا معناها أينما وجدتم كلمة نور في ما سيأتي)))ـ

فخلاصة المعرفة بالنورانية هي وحدة النور ،، وأن نوره هو كلّ شيء

وأن الله المعنى المعبود به محيط (اي ان الله المعنى المعبود محيط بالنور)ـ

فهو ((الله المعنى المعبود)) داخل به (بنوره) لا بممازجة

وخارج منه (من نورهلا بمباينة

سبق نوره وجوده (اي ان الله المعنى المعبود سابق في وجوده على وجود نوره)ـ

ونوره موصوف (يعني مخلوقبدليل أن الناطق بالقرآن الكريم وصفه (في سورة النور واية النور)ـ

بينما الله المعنى المعبود لا يمكن ان يُوصف (لأنه ليس كمثله شيء) ولو أمكن وصفه بأي وصف او لفظ لكان مخلوق من المخلوقات وموجود من الموجودات

وذلك لشَهادَةِ كُلِّ مَوْصُوفٍ (ونوره من ضمنهاأنَّهُ غَيْرُ الصِّفَةِ

فَمَن‌ وَصَفَ اللهَ سُبحَانَهُ (فَمَن‌ وَصَفَ المعنى المعبود) فَقدْ قَرَنَهُ.ـ

وَ مَن‌ قَرَنَهُ (وَ مَن‌ قرن المعنى المعبود) فَقَدْ ثَنَّاهُ .ـ

وَ مَن‌ ثَنَّاهُ (وَ مَن‌ ثنّى المعنى المعبود) فَقَدْ جَزَّاهُ .ـ

و مَنَ جزَّاهُ (وَ مَن‌ جزّء المعنى المعبودفَقَدْ جَهِلَهُ .ـ

وَ مَن‌ جَهِلَهُ (وَ مَن‌ جهل المعنى المعبود) فَقَدْ أَشارَ إلَيهِ.ـ

وَ مَن‌ أشَارَ إلَيْهِ (وَ مَن‌ أشار للمعنى المعبود) فَقَدْ حَدَّهُ.ـ

وَ مَن‌ حَدَّهُ (وَ مَن‌ حدّ المعنى المعبود) فَقَدْ عَدَّهُ.ـ

وَ من‌ قَالَ: فيمَ (المعنى المعبود)؟ فَقَدْ ضَمَّنَهُ (أي انه ضمّن المعنى المعبود).ـ

وَ مَن‌ قَالَ: عَلَا مَ (أي المعنى المعبود عَلَا مَ )؟ فَقَدْ أخْلَي‌ مِنْهُ ( أي أخلى المعنى المعبود).ـ

و(المعنى المعبود) كائنٌ لَا عَن‌ حَدَثٍ.ـ

و(المعنى المعبود) مَوجُودٌ لَا عَن‌ عَدَمٍ.ـ

و(المعنى المعبود) مَعَ كُلِّ شَي‌ءٍ (مع نوره) لَا بِمُقَارَنَةٍ.ـ

وَ (المعنى المعبود) غَيْرُ كُلِّ شَي‌ءٍ ( غير نوره) لَا بِمُزَايَلِةِ ـ 

فلا خلقه فيه ((فلا نوره فيه)) ـ

و لا هو في خلقه ((و لا هو في نوره))ـ

وهو غير محسوس و لا مجسوس ولا تدركه الأبصار 


ـ(((يعني المعنى المعبود غير محسوس و لا مجسوس ولا تدركه الأبصار )))ـ

علا فقرب و دنا فبعد 

ـ((كل الكلام السابق هو عن المعنى المعبود وليس عن نوره))ـ

فهو في الأشياء ((في نوره)) على غير ممازجة 


خارج منها ((من نوره)) على غير مباينة
وبينونته من الخلق ((من نوره)) ليست بينونة عزلة ولا بعد 

ولا بينونة غائب 

ولا بتراخي مسافة

و(الله المعبود) ليس بحاجة لنوره 

فهو لا يحتاج لمخلوق موصوف،، ونوره مخلوق موصوف

------------
هذه هي اسس وحدة الوجود عندي

وهي وحدة النور المخلوق فقط

أو وحدة العقل الكلي مع رؤوسه التي هي بعدد الخلائق

وقد يسأل أحدكم من أين أتيت لنا بهذا التعبير (( الله المعنى المعبود )) وصدّعت به رؤوسنا 

فأقول أنه من الكلمات الواردة في أكثر من رواية عن أهل البيت سلام الله وملائكته والمؤمنين عليهم أجمعين

مثل هذه الرواية مثلا:ـ

علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن الحسن بن محبوب، عن ابن رئاب وعن غير واحد،ـ

عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال:ـ

من عبدالله بالتوهم فقد كفر

ومن عبد الاسم دون المعنى فقد كفر 


ومن عبد الاسم والمعنى فقد أشرك 


ومن عبد المعنى  
بإيقاع الاسماء عليه  

بصفاته التي وصف بها نفسه  

فعقد عليه قلبه  

ونطق به لسانه في سرائره وعلانيته  

فأولئك أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) حقا...... إنتهى  

فأولائك هم من وصلوا للمعرفة النورانية  

فنوره هو الإسم الأعظم الأعظم الأعظم ((زهرة الحياة)) ـ  

وهو الاسم المخلوق المذكور بهذه الرواية وغيرها  

والذي لا تجوز عبادته مع او دون المعنى المعبود نهائيا  

فالله المعنى المعبود ليس بموضع معرفة   

ولا هو أيضا موضوع معرفة   

وذلك بشهادة واجماع أهل البيت عليهم السلام  

وأيضا لا يمكننا وصفه باي صفة كانت  

فمجرد وصفنا للمعنى المعبود سيدخلنا بكل المحاذير السابقة  

والوسيلة الوحيدة للوصول للمعنى المعيود هي عن طريق نوره  


فنصفه ونحبه ونحاول أن نعرفه ونفهمه بكل جد وإخلاص   

فالله لا يهدي لنفسه   

لكنه يهدي لنوره من يشاء   

وهو بنوره يهدي لنوره   

نُّورٌ عَلَى نُورٍ   

يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ   

مَن يَشَاء   

فكل الكلام اذن هو فقط عن نوره المخلوق الموجود بعد عدم   

والموصوف بالقرآن الكريم وبالروايات الشريفة بأنه ذ الاجزاء المتوحدة تكوينيا   

ـ (مشكاة ومصباح وزجاجة وشجرة وزيت وهياكل توحيد وظلال)ـ   

فلا يسبق أيّ جزء من نوره أيّ جزء اخر منه   

ولا ينفصل أيّ جزء من نوره عن ايّ جزء آخر منه   
   
هذه هي وحدة الوجود كما أفهمها من روايات أهل البيت عليهم السلام   

واحببت هنا ان ابين ذلك بكلماتي  

وذلك فقط لمن يريد أن يعرف ما هو الخلاف بين من يقولون بوحدة الوجود من الشيعة وبين من يكفرونهم ويخرجونهم من الملّة  

ووحدة الوجود تفيض بها كلمات أمير المؤمنين لكن تحتاج لمن يتفكر بها  

فالعلم نقطة كثّرها الجاهلون،، هكذا يقول أمير المؤمنين

لكن ماذا تقول للجاهلين الذين يصرون على تكثير هذه النقطة ويشنعون على من يقول انها كلها نقطة واحدة؟ـ

والله خلق المشيئة بذاتها وخلق الاشياء بالمشيئة ،هكذا يقول لنا أهل البيت عليهم السلام ، لكن ماذا تقول للجاهلين الذين لا يرون مشيئة الله الظاهرة في خلقه كلهم؟ـ

وحدة الوجود عندي هي وحدة الاسم المخلوق وهي نفسها وحدة الاسم المكنون 

إنّ اللّه تبارك وتعالى خلق أسماءً بالحروف ، وهو عزّوجلّ بالحرف غير منعوت، وباللفظ غير منطق ، وبالشخص غير مجسّد ، وبالتشبيه غير موصوف ، وباللون غير مصبوغ ، منفيٌّ عنه الأقطار ، مبعدٌ عنه الحدود ، محجوب عنه حسّ كلّ متوهّم ، مستترٌ غير مستور . ـ

فجعله كلمة تامّة على أربعة أجزاء معا ليس واحد منها قبل الآخر ، ـ

فأظهر منها ثلاثة أسماء لفاقة الخلق إليها ، وحجب واحدا منها ، ـ

وهو الاسم المكنون المخزون بهذه الأسماء الثلاثة التي ظهرت ....بقية الرواية

وأستطيع أن أورد عشرات الروايات التي جميعها تقول بشكل واضح وصريح أن الله ابتدء الخلق بنور واحد ثم قسمه نصفين ومنه خلق بعد ذلك كل ما خلق

ومنه خلق بعد ذلك كل جميل

لكن ماذا تفعل مع من يصرّ على انه يوجد مع النور الاول نور آخر لا يعرّف لنا مصدره ولا يقول لنا من أين جاء هذا النور او حتى هذا الظلام؟

ماذا نفعل مع من يصدون الناس عن المعرفة النورانية بتشنيعهم على كلّ من يقترب من معرفة حقيقة النور بتهم جاهزة ومعلبة يفتحونها للهمج الرعاع الذين ينعقون مع كل ناعق ويملؤن بها بطونهم وعقولهم فينطلقون للنعيق بأعلى أصواتهم مع كل ناعق؟

فالمعرفة بالنورانية لا يمكن ابعاد الناس عنها وترهيبهم منها سوى عن طريق الأفواه

فمن يريدون ابعاد الناس عنها هم نفسهم من يريدون أن يطفؤوا شعلتها 

وهم يفعلون ذلك بأفواههم كما يقول القرآن الكريم 

ومن يحمل راية اطفاء نور الله وللأسف هم نفسهم رجال الدين من اهل اللحى والعمائم الذين قال فيهم الامام العسكري عليه السلام 


ـ((منهم قوم نصاب لا يقدرون على القدح فينا ، يتعلمون بعض علومنا الصحيحة فيتوجهون به عند شيعتنا ، وينتقصون ـ بنا ـ عند نصابنا  

ثم يضيفون إليه أضعافه وأضعاف أضعافه من الاكاذيب علينا التي نحن براء منها ، فيتقبله ـ المسلمون ـ المستسلمون من شيعتنا على أنه من علومنا فضلوا وأضلوهم.
  وهم أضر على ضعفاء شيعتنا من جيش يزيد على الحسين بن علي (عليهما السلام) وأصحابه فانهم يسلبونهم الارواح والاموال ، وللمسلوبين عند الله أفضل الاحوال لما لحقهم من أعدائهم .ـ

  وهؤلاء علماء السوء الناصبون المشبهون بأنهم لنا موالون ، ولاعدائنا معادون يدخلون الشك والشبهة على ضعفاء شيعتنا ، فيضلونهم ويمنعونهم عن قصد الحق المصيب .......إنتهى النقل

فهؤلاء النصّاب يستغلون ثقة الشيعة بهم فيشنّعون على كلّ من يعتقد بالمعرفة النورانية بأشد النعوت والاوصاف

ويرهبون الناس من الاقتراب منها بأشد الترهيبات ،، كفر ،، شرك،، زندقة،، النار موعدك ،، مغالاة 


كل ذلك واكثر منه بكثير ينتظرك ان انت حاولت أن تقترب من المعرفة النورانية

يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ 
 

-------------------------

يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ 


 -------------------------

فوسيلة الإطفاء هي الأفواه أولا وأخيرا


فلذلك الحذر الحذر من الاغترار بالافواه والانجرار خلفها مهما كانت تلك الأفواه مقدسة بالنسبة لك 


ونور الله ينتظر من يريد ويحب ويشتاق أن يصل إليه 

إنه بشوق إليك أيها المشتاق للاسم المكنون

وإنها بشوق إليك أيها الزهرائي

.
.
.

فوحدة الوجود عندي هي وحدة النور 


ومن يستطيع أن يثبت لي أنه يوجد مع نور الله نور آخر ليس لله فليتقدم لنا ببيانه

من يستطيع ان يثبت الشريك لله في الخلق فليتقدم لنا ببيانه

فهو الذي خلق الموت وهو الذي خلق الحياة


وهو الذي يبلوا بالشر وبالخير


وهو الذي يفتن عباده
وهو الذي يميت ويحي
وهو الذي خلق كل شيء
وهو الفاعل لكل شيء
وهو الذي لا اله الا هو فأنى تؤفكون

من يستطيع ان يثبت وجود شريك مع الله فليتفضل
من يستطيع ان يثبت وجود أي وجود من دون الله فليتفضل
من يستطيع ان يثبت وجود أي وجود ليس بالله فليتفضل

ومن يفهم معنى بـــــالله ويقول بتعدد الوجود والموجود وأن الله المعنى المعبود جزء مادي او نوراني من الوجود والموجود في هذه المعادلة اقول له بكل اطمئنان انك لم تفهم شيء  
فـ
ـ((الله المعنى المعبود)) ليس وجود

و
ـ((الله المعنى المعبود)) ليس موجود
و
ـ((الله المعنى المعبود)) ليس نور

واسم الله غير الله المعنى المعبود

واسم الله يشير لله المعنى المعبود

واسم الله هو الاسم المخلوق الذي يدل على الله المعنى المعبود

فاسم الله هو نوره

ونوره هو كل شيء

وبسم الله تعني بالنور

وبسم الله اذهب، تعني بالنور اذهب

وبسم الله افعل تعني بالنور افعل

وبسم الله اكون تعني بالنور أكون


وبحول الله وقوته اقوم واقعد تعني بحول النور اقوم واقعد

وحدة النور هي وحدة الوجود


والله المعنى المعبود خلق نوره 

   وبنوره خلق كل شيء  

فنوره المشكاتي هو الوجود الزهرائي  

ونوره المصباحي هو الموجود العلوي  

ونوره الزجاجي هم النور على النور  

وكلهم محمد اولهم واوسطهم وآخرهم  

كلهم محمد ومحمد كلهم  


وصلى الله على المصطفى المختار محمد وآله الابرار
.
..
...
....
.....


الأحد، 21 فبراير 2016

يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ


بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عدة تساؤلات ضمن اعتراض واحد وسؤالين آخرين تقدم بها أخوين وأخت كريمة تفاعلا مع المقال الذي عنونته

  
سأوردهما أولا قبل أن ابيّن جوابي لهما بعد ذلك والذي افردته بمقال خاص لطول الجواب بعض الشيء
ـ1ـــــ ماذا عن الالم والجوع والقهر؟

هل تريد الأنفس العليا ان تعيش تلك العذابات ايضا؟

وإذا كان الامر كذلك ، فهل يُعقل ان المتعذب كان قد اتفق مع نفسه العليا ان يعيش هذه العذابات؟

ألا ترى أن ثانية واحدة مكثفة من العذاب تجعل المرء يكفر بكل أشكال النعيم وتفاهتها ولا جدواها اذا كان ثمنها او شرطها هو الالم والعذاب الشديد؟

وما قيمة نعيم مبدأه عذاب؟

اليست هذه معادلة مريضة؟
--------
ـ2ـــــ أخي ،،، حينما اتوجه لنفسي العليا وأطلب منها بأي اسم اخاطبها واناديها؟
------
ـ3ــــــ من فضلك ياصديقي هل يكون الطلب من النفس العليا بدعاء مخصوص فنحن نطلب منها في صلاتنا وركوعنا وسجودنا.فما هو تعليقك؟ـ
------
الإخوة الكرام والأخت الكريمة سأحاول أن أجيب على أسئلتكم الكريمة ان شاء الله في مقال واحد لتكتمل الصورة لكم ولباقي الاخوة والاخوات أكثر وأكثر

يجب أن نقرّ بالبداية أن الأمور والأحداث التي تجري منّا وعلينا في كل هذا الكون هي أمر بين أمرين، يعني لا جبر ولا اختيار بل امر بين أمرين وذلك كما علمنا أهل البيت عليهم السلام فهذه هي عقيدة مدرسة اهل البيت عليهم السلام وتفسيرهم لطبيعة هذا الكون وأحداثه،، فمنزلة الامر بين الامرين هي منزلة اوسع مما بين السماء والأرض كما يقولون سلام الله عليهم اجمعين

طبعا هذا الامر بين الامرين عقيدة صعبة جدا جدا ان يدركها الانسان بصورتها الكاملة في العوالم الأرضية ، لكنها واضحة جدا جدا لكل من يسكن في العوالم العلوية من أهل السماء،، فهم يعيشونها يوميا ويمارسونها على الدوام

بداية دعوني أقول اننا يجب أن نفرق بين الشعور بالالام والشعور بالمتعة،، فالمتعة قد تكون في كثير من الاحيان مرافقة للآلام مرافقة لزومية

يعني لو سألنا الملاكمين وجميع الذين يمارسون الالعاب القتالية لماذا تدخلون في الحلبات وتضربون بعضكم البعض حتى تُدمون أنفسكم وتكسرون عظام بعضكم البعض؟ فسيقولون لنا إننا نجد المتعة في ذلك

وكذلك الذين يعيشون حالة التعب والارهاق الكبير في الملاعب الرياضية وقبلها في التدريبات الشاقة اليومية سيجيبون بنفس الجواب اذا ما سئلناهم لماذا تفعلون ذلك

وكذلك سيجيبنا الذين يدخلون الكهوف المظلمة المليئة بالمفاجآت المرعبة التي لا يعرفون كيف ستنتهي عليها صورة تلك الرحلات المحفوفة بالمخاطر

ويمكنني أن أستمر بضرب مئات الأمثلة من حياتنا اليومية على أن مشاعر الخوف والجوع والعطش والالم والحسرات كلها سبب أساسي لحصول الانسان على المتعة بمعنى انه يسعى بطرق مختلفة ليعيش تلك المشاعر المخيفة والمؤلمة حضوريا ليشعر كذلك بالمتعة من خلالها شعورا حضوريا

والشعور الحضوري هو اتحاد الشعور او العلم مع النفس اتحادا وجوديا ،، يعني قطرة واحدة من العسل ستغني حينها عن وصف طعم الحلاوة لمن لم يذقه من قبل عبر آلآف الكلمات والصفحات ،، وذلك لأنه اتحد مع نفس طعم الحلاوة في كيان واحد

الآن أطلب منكم أن تخرجوا من أبدانكم لتعيشوا مشاعر أنكم مخلوقات أبدية لا تموت ولا تفنى كما يقول لنا رسول الله صلى الله عليه وآله 

 ا((ما خلقتم للفناء بل خلقتم للبقاء، وإنما تنقلون من دار إلى دار))ـ

وفي كل دار ستنزلون به من عليائكم ستختبرون مشاعر واحاسيس جديدة طوال اقامتكم به ، وعند عودتكم منه لمقركم الأصلي عند ربكم أو نفسكم العليا  

ا((( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ () ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً () فَادْخُلِي فِي عِبَادِي () وَادْخُلِي جَنَّتِي)))ـ 

فستكتشفون عظمتكم حينها وستنسون جميع الآلآم التي اختبرتموها في تلك الدور وستبقى ذكريات تلك الدور متحدة مع أرواحكم كعلوم حضورية لا آلآم بها

فمشاعر الطفل اليتيم والأم المفجوعة باولادها والأب الذي استشهد من اجل اولاده وغيرها من المشاعر الكثيرة لن تعود مؤلمة بعد ذلك أبدا ، لكنكم ستعرفون حينها معناها وحقيقتها كامل المعرفة لأنكم عايشتموها حضوريا

كما انكم ستعرفون أنكم شركاء رئيسيون في عملية أخراج تفاصيل العلم الالهي المكنون في الكتاب المكنون من حالة مكونها فيه كعلم حصولي فتجعلونها بإعمالكم مشيئتكم الذاتية المودعة بكم كمخلوقات إلهية ،، فتجعلونها علم حضوري

فالله المعنى المعبود خلق مشيئته ليعرف نفسه بها حضوريا ،، وليس كما يقولون لكم لكي يُعرف،،ـ

هذا المعنى الذي يقولونه لكم معنى ساعدكم حتى الآن على الاقتراب من فهم معنى ليَعرف نفسه، لكن بعد أن وصلتم لأعتاب هذه المعرفة فيجب عليكم ان تستبدلوا المعنى القديم بهذا المعنى الجديد، لأن المعنى القديم اصبح حاجز يحجزكم عن رفع وعيكم وادراككم للدرجة التي ستكونون معها مؤهلين للصعود بوعيكم درجة ،، بل درجات

فهذا المعنى الجديد سيفتح لكم آفاق جديدة من المعرفة وآفاق جديدة من الفهم وآفاق جديدة من الإدراك، وبالتالي ستتغير معها نظرتكم السوداوية والمتشائمة للحياة

الكثير من الناس ممن وصلوا لهذا المعنى بدأوا يعيشون حياتهم كمغامرة يخوضونها بمحض ارادتهم فتغيرت حياتهم كليا ولم تعد آلآمها ومصاعبها مؤلمة ومأساوية كما كانت بالسابق

في السابق تم اخفاء هذه المعاني عنكم بطرق مختلفة وكثيرة ،، لأن نجاح أهداف عمليات التنزل التي تقوم بها الملائكة والروح بإذن ربهم كانت حتى ذلك الوقت تعتمد على جهلكم بهذا الأمر

على جهلكم انكم كنتم ولا تزالون على الدوام محاطون بمن يحميكم ويراقبكم ويحرص على مروركم بجميع ما مررتم به حتى الآن من الأحداث ،، وكذلك انكم محاطون بأمم كثيرة جدا تملاء السماوات وانتم جزء منهم وهم من يقومون بالتنزل بكم في العوالم الارضية

الأهداف سابقا كانت تستلزم جهلكم بهذا الأمر وهكذا حرصت الملائكة والروح على حبسكم داخل دائرة الانفصال عن العالم العلوي

فسماؤكم المظلمة التي زينها الملائكة والروح وربهم بالنجوم عملت على جعلكم تظنون أنكم تعيشون منعزلين ولوحدكم بهذا الكون الكبير واطلقت خيالكم بكل انواع صور الخيال، شعر وعلم وخيال علمي وخيال روحي وخيال مرعب وخيال جميل و و و و و

هذه السماء المحيطة بكم هي مجرد قبة حجزتكم عن رؤية الحقيقة المنيرة وهي ان الوجود بطبعه منير ومشرق لا بشمس ولا بقمر،، بل انه مشرق بنور ربه على الدوام 

أمّا سماؤكم المظلمة هذه فهي قبة صناعية مرفوعة فوقكم صنعتها عقول متقدمة بوعيها وذكائها وقدراتها على وعيكم وذكاؤكم وقدراتكم بأضعاف واضعاف واضعاف واضعاف كثيرة بحيث انها تستطيع ان تشكل النسيج الكوني باي صورة تشائها

ومثل قبتكم هذه توجد قبب كثيرة جدا لن يمكنكم بل وحتى أقوى وأعلم الملائكة لن يمكنه أن يحيط بها او حتى ان يتصور عددها مهما ابحر بأجنحته وجدّ وأسرع بالمسير 

ونحن مقبلون على مرحلة انتقالية جديدة للوعي والإدراك ندرك ونعي بها مدى سعة هذا الكون ومدى جماله ويجب ان نكون جاهزين لهذه المرحلة لنكون من المتنافسين الفائزين بها

ما يحدث تحت هذه القبب يؤثر على ما سيتم تقريره فوقها،، فكل الامور تجري حسب المخطط لها 

توجد خطط سنوية لما يجب ان يجري من الاحداث تحتها يتم تقريرها كل سنة بسنتها من قبل القيادات العليا لكل العوالم السماوية والارضية

وهذا المعنى نفسه الذي تعرفونه من سورة ليلة القدر وكيف ان الارزاق ، كل الأرزاق بمختلف صورها يتم تقريرها كل سنة بسنتها ويتم تنزيل تلك الخطّة من قبل القيادات العليا للقيادات المخصصة لإدارة شؤون كل قبة منها والحرص على تنفيذ تلك الخطط والمقادير المكتوبة بها والحرص على ان ينال كل واحد منكم على نصيبه المكتوب له من تلك المقادير والارزاق 

وهذه العملية لا تتم بطريقة دكتاتورية ،، بل انها تخضع كذلك للقانون العام وهو الأمر بين الأمرين ، أي لا جبر ولا تفويض

انكم على هذه الأرض تنتمون لأمم سماوية كثيرة خرج الكثير منهم قبلكم من تحت قببهم للعالم السماوي الكبير الذي نحن مقبلون على الوصول لأعتاب مرحلة تحديد من منا سيخرج منها ومن منا سيبقى فيها ومن منا سينتقل لقبة أخرى

ومن سيخرج منّا من تحت هذه القبة سيكون من الشهود الذين سيتخذهم رب العالمين ليشهدوا عظمة الخالق وحسن تدبيره وشأنه العظيم

إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ   

تلك الامم تعيش الآن المعنى الحقيقي للعالم العقلي أو العالم النوراني، فهي تتصرف به كعقول تخلق لنفسها في غرفها الآمنة ما تشاء من المتع حسبما عرفوها واختبروها وعايشوها وشعروا بها حضوريا تحت قببهم
بمعنى اننا تحت قبتنا هذه نرى ان ممارسة الجنس وأكل انواع الطعام وشرب المشروبات المختلفة هي اهم انواع المتع، لكن في قبب أخرى ربما لا تكون هذه المتع موجودة بها ولا يعرفونها ابدا

وكانوا يختبرون المتع والحياة تحت سقوف قببهم المرفوعة بصور أخرى مختلفة تماما عما نعرفه منها تحت قبتنا هذه

وكل قبة أخرى يوجد تحتها صور جديدة أخرى من أنواع المتع والرغبات المحدودة والمختلفة والتي ستدور حولها جميع صور وتفاصيل احداث الحياة المختلفة تحت تلك القبة

عندما تخرجون إن شاء الله من تحت قبتنا هذه فستجدون أنكم لن تستطيعوا أن تعرفوا معنى تلك المتع التي لم تختبروها حضوريا في السابق والموجودة تحت القبب الاخرى وبالتالي لن تستطيعوا ان تخلقوها لأنفسكم عقليا ضمن العالم العقلي الذي بدأتم للتو سبر اغواره ومعانيه 

ففي بداية خروجكم من تحت هذه القبة لن تستطيعوا ان تخلقوا عقليا لأنفسكم وبمشيئتكم سوى ما تعرفونه او ما عرفتموه فعلا منها تحتها،، يعني متع جنسية وطعام وشراب فقط 

وستجدون انكم لكي تعرفوا المزيد منها يجب عليكم أن تعرفوا وتشعروا وتختبروا حضوريا تلك المشاعر والمتع في تلك القباب،، فحينها فقط ستتمكنون من استنساخها بمشيئتكم ولأنفسكم متى ما شئتم في عالمكم العلوي في الغرف الآمنة 

ولكي تستطيعوا ذلك فانكم ستنتقلون من قبة لقبة ثم لقبة أخرى وأخرى وأخرى الى ما شاء الله لكي تكتشفوها وتعيشوا تفاصيلها

ودائما سيوجد في تلك القبب المزيد والمزيد والمزيد منها لكي تتعلموه قبل ان تصبح ملككم وطوع ارادتكم متى ما شئتموها،، ولديهم لنا منها المزيد والمزيد والمزيد دائما 

فعالم الأمر هو العالم العقلي بأجلى صوره ومعانيه أو هو عالم المشيئة بكن فيكون 

أمّا العوالم الارضية فهي المحاكاة العلمية الصناعية للعالم العقلي بكل صوره 

فعندما يقول علماء اليوم أننا نعيش بعالم الهولوجرام فمعناه اننا صورة علمية صناعية طبق الأصل من عالم العقل 

فالكون عندما أبدعه المعنى المعبود لا من شيء أبدعه عالم عقلي، عقل له رؤوس بعدد الخلائق ما كان منها وما يكون الى انقضاء الساعة 

لكنه أبدعه بمقادير مقدرة تقديرا دقيقا،، يعني أبدعه على أسس علمية ثابتة ومحددة
وجعله على حالتين، او عالمين 

عالم السماوات وعالم الأرض
أو عالم الجنة وعالم النار 
أو عالم العقل وعالم الصورة 
أو عالم العالم العلم وعالم المعلوم

وجعل في عالم الجنة او السماوات مخلوقات نورانية في منتهى التطور والذكاء ،، وجعلها متسلطة على العوالم الارضية تحاكي بها ومن خلالها بالعلم وبالمقادير المقدرة تقديرا دقيقا وبطرق علمية وصناعية وقائمة على أساس تلك المقادير المقدرة ، تحاكي بها عالم العقل بصورة كاملة فيكون عالم العقل هو كالروح لعالم المادة

تلك الأمم الموجودة الآن في العوالم العقلية السماوية تقوم بالتنزل بنا ، وكل أمّة منها تحيط بوسائل وطرق علمية متطورة بجميع ما تتنزل به في عوالم الهولوجرام او عوالم الأرضين تحت القبب

يعني عدد دول العالم تحت قبتنا هذه يبلغ عددها اليوم ما يقارب 200 دولة ربما يوجد قبالهم 200 امة من امم السماء هم الذين يشاركون في عمليات التنزل بهم تحت قبتنا هذه 

وربما يكونون أقل من ذلك وربما أكثر

وكل واحد منّا أو كل مجموعة منا ترتبط مع فرد واحد من أفراد تلك الأمم المتطورة
فكل واحد منا او كل مجموعة منا تعتبر كامتدات لذلك الفرد الواحد والذي هو من يعيش على هذه الارض من خلالنا وهو من يربينا ويرعى شؤوننا ويفاصل عنّا ويتقدم بطلباتنا لكي يضعها رب العالمين في خطته السنوية 

وعندما سنرجع بعد انتهاء كل كرة من كراتنا فاننا سنرجع له حيث هو مستقر في السماء وندخل معه في جنة رب العالمين السماوية والذي هو رب الجميع والجنة هي جنته هو وحده والكل عيال عليه والكل عبيده 

في كل كرّة سيبعثنا فيها هو يريد أن يعيش بها ومن خلالنا بعض صور الأحداث والمشاعر ليتعلم معنا ومن خلالنا كذلك صور جديدة من صور الحياة والمتع 

والتقادير المقدرة جعلت المتع محفوفة بالمكاره في عالمنا ،، يعني جعلتها تأتي مع المكاره في طرد واحد او في باكيت واحد

نفسنا العليا آمنة من تلك المكاره وستستمتع بها كيفما كانت ،، تماما كما يستمتع الملاكم والمصارع والرياضي والمقامر وغيرهم بجميع الآلآم والمتاعب والخوف والخيبة والحسرات

عندما تشاهد فيلم تراجيدي فإن اجمل لحظاته بالنسبة لك هي تلك اللحظات التي ستنهمر دموعك فيها،، وهكذا هي أنفسنا العليا تتعايش معنا وتتعلم معنا من خلال أفراحنا ومعاناتنا وأمانينا ودموعنا 

فهي تعايشنا كمشاهد وكشاهد على ما يجري منا وما يجري علينا من الأحداث مُفرحها ومُحزنها، جميلها وقبيحها

ولكي تستطيع أن تطلب منها أن تُدرج في الخطة السنوية القادمة بعض ما تريد يجب عليك أن تعطيها جلّ او حتى كلّ ما تريد،

يعني عليك أن تقبل أن تعيش جميع المواقف التي ستواجهك في حياتك ،، فهي تثق أنها ستتعلم من خلال خطة رب العالمين التي يقرها ويعيد كتابتها كل سنة من جديد أكثر من ما ستتعلمه لو انها اتبعت رغباتك لما تريد

فأنت دائما لن تريد لنفسك الا الرّاحة والسعادة ، وهذه المشاعر محدودة جدا جدا في صورها ،، وتدور كلها او في جلّها حول الجنس والمال والطعام والسلطة

لو اتبعتك كما تريد أنت فانها لن تتعلم من خلالك اي شيء غير ذلك

لكنها تريد أن تتعلم وتختبر اشياء كثيرة جدا جدا ،، بل انها تريد أن تتعلم من خلالك كل ما هو موجود على هذه الأرض،، فالوقت من أمامها وأمامك كذلك مفتوح بلا نهاية

ولذلك فانها ستضع ثقتها بخطة رب العالمين التي تراعي حاجات جميع الخلق بلا استثناء

فخطة رب العالمين التي سيرسلها لرب الملائكة والروح والخاصة بكل عالم من العوالم الأرضية تعمل ضمن المقادير المقدرة تقديرا دقيقا على رفع وعي وعلم الجميع بلا استثناء 

كما اننا يمكننا دائما ان نغير بأفعالنا تلك المقادير،، من خلال وصل الرحم والصدقات ورعاية الايتام والمسح على رؤوسهم ،، وكذلك بفعل جميع ما يضاد ذلك 

فالمقادير المكتوبة لنا وعلينا يمكننا دائما ان نغيرها بافعالنا للاسوء او للأفضل وذلك حسب القوانين والمقادير الربانية التي على أساسها سيمحو الله ما يشاء من الذي كتبه او يثبته كما كتبه

هل تريد أن تعرف كيف يجب أن تخاطب أفسك العليا؟

ارسم على اصبعك ابتسامة وضع فوقهما نقطتين مكان العينين وحرف ل مكان الأنف واجعله أمامك وكأنه ينظر اليك وتخيل أنّه يكلمك ويطلب منك

انه لا يطلب من أحد غيره حينها، انه يطلب من نفسه ،، فنحن بالنسبة لأنفسنا العليا كالاصابع من اليد وكاليد من الانسان،، كلنا وحدة واحدة، وكلنا واحد

وعندما تطلب من نفسك العليا فإنها لا تستطيع ان تحقق لك طلباتك من نفسها مباشرة

وجلّ ما يمكنها لو أرادت ذلك هو أن تضع طلبك او طلباتك ضمن طلباتها التي سترفعها لرب العالمين علّه يقبل ان يكتبها في خطته السنوية المقبلة التي سيتنزلون بها 

فالذي يقرر ذلك هو فقط رب العالمين الذي هو أسرع الحاسبين، وفقط حين يوافق ويكتب تحقيق طلبك في الخطة السنوية المقبلة فانها ستستطيع حينها ان تتنزل بها لتعيشها انت وتعيشها هي ايضا من خلالك 

فالملائكة والروح تتنزل بالمكتوب فقط، ولا تخترع الاحداث 

بل تتقدم بطلباتها وتنتظر الموافقة عليها وتحديد صورتها

وفقط حين تحصل الموافقة وتصلها تفاصيلها ستتنزل بها وستعمل بالتنسيق مع باقي النفوس العليا على ان تجعلك تحصل على ما طلبته او ما تم كتابته لك بدلا عنه 

والاسم المكنون يدير العملية بتمامها في كل المستويات من خلال مكونه بقلوب الكل والجميع

وجميع أهل السماء هم شهود على كيف يدير الاسم المكنون كل ما يحدث بهذا الوجود بطرق لا يمكنهم ان يتصوروا كيف رتب الاسم المكنون ونسق وأخرج أحداثها بكل دقة


وصلى الله على المصطفى المختار محمد وآله الابرار
.
..
...
....
.....




الخميس، 18 فبراير 2016

العين الثالثة والعرفان أو التّنوّر




بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

العين الثالثة والعرفان أو التّنوّر


الإنسان فيه ثلاثة أجزاء رئيسية تكوّن شخصيته الظاهرة والباطنة كانسان

وتلك الأجزاء الثلاثة هي:ـ

ـ1- النفس النامية النباتية ،، أو البدن ،، وهذا الجزء يعطيه الصورة الخارجية له ولجميع العالم من حوله.ـ

ـ2- النفس الحسية الحيوانية ،، وفعلها الحياة والحركة والظلم والغشم والغلبة واكتساب الاموال والشهوات الدنيوية ،،،، ومقرها القلب.

وبشكل عام فنحن بهذه النفس نعيش ونستمتع بهذه الحياة بل ونعاني بها أيضا.ـ

فمن خلال مزاياها وخواصها نحن نتمكن من مزاولة مختلف المهن والاعمال لاكتساب الاموال.ـ

ومن خلالها أيضا نحن نستمتع بالشهوات الدنيوية ،، أكل ،، شرب ،، جنس ،، غناء ،، شعر ،، رسم ،، خيال ،، أجمالا هي مسؤلة عن كل الشهوات وعن كل ما نختبره وما نحبه وأيضا عن كل ما لا نحبه في هذه الحياة.

ـ3- النفس الناطقة القدسية ،، التي مقرها العلوم الحقيقية الدينية، موادها التأييدات العقلية، فعلها المعارف الربانية،

من الواضح ومن خلال النظرة الأوليّة لمزايا وصفات وفعل هذه النفس أن العرفان والتنّور والاتصال بالمصدر الروحاني النوراني لها هو عملها الوحيد

وانها لا علاقة لها نهائيا بشهوات الدنيا واحاسيسها وخلافاتها واتفاقاتها ،،ـ

والعين الثالثة ،، أو الغدّة الصنوبرية ،، هي من أجزاء الجزء الأول ،، أي من اجزاء البدن النفس النامية النباتية ،، وهذا الجزء أي البدن أجزائه مسخّرة بشكل كامل لكلا الجزئين الآخرين.ـ

فإذا توجّه من في قلب الإنسان للنفس الحسيّة الحيوانيّة وأراد ان يفعّلها ويفعّل خواصها لكي يعمل أو يتخيل او يحب او يكره او غير ذلك من أمور عالم الملك والمادة ،،، فإن البدن بكل اجزائه الظاهرة والباطنة سيخدمه بكل صدق وأمانة.ـ

وكذلك لو توجّه من في قلب الإنسان لنفسه الناطقة القدسيّة وأراد أن يسبر من خلالها أغوار الغيب والملكوت فإن البدن بكل اجزائه الظاهرة والباطنة سيخدمه أيضا بكل صدق وأمانة

والعين الثالثة او الغدّة الصنوبرية هي من تلك الأجزاء الخادمة المسخّرة لخدمة طلبات ورغبات كِلا النفسين

وتحديدا ليست هي من تلبي الطلبات ،، فهي مجرد قناة اتصال بين عالم الملك وعالم الملكوت.ـ

ومن خلالها ترتبط موجودات عالم الخلق مع موجودات عالم الأمر ،، فموجودات عالم الخلق العلويّة من الملائكة والروح والاسماء الحسنى والعظمى تُوحي من خلال هذا الرابط الخفي لامتداداتها أو للنفوس الناطقة القدسية التي تعيش تجربة مادية في عالم الخلق بجميع ما تحتاج له في حياتها المادية ،،ـ

كما وتوجهها من خلاله أيضا نحو جميع المفاصل والمنحنيات والمواقف الرئيسية المختلفة في تلك التجربة المادية.ـ

عندما تكون الروح او الكونداليني مقموعة او منسيّة او غير ملتفت لها وتكون منطوية في محرابها بكل صمت ستنفرد النفس الحسية الحيوانية باستعمال قناة الاتصال العين الثالثة أو الغدة الصنوبرية ،، والغدة الصنوبرية لن تمانع أبدا حينها

فهي مجرد قناة اتصال كما قلنا ،،ـ
أو مجرد جهاز ارسال واستقبال يخدم بكل امانة جميع من يستخدمه.ـ

لكن عندمّا يُوقظ الانسان وبإرادته واصراره الدائم الكونداليني او نفسه الناطقة القدسية فإنها ((الغدة الصنوبرية او العين الثالثة)) ستخدمها أيضا بكل صدق وأمانة وتربطها بعالم الغيب.ـ

لكن الكونداليني او النفس الناطقة القدسية عندما تستيقظ وتنجذب للغيب ولعالم الروح يكون لها نوع من الاستحواذ والسيطرة والاصرار للتعويض عن الفترة التي بقت بها معزولة ومنسية ومهملة.ـ

ستستمر بارسال اشاراتها والتدخل بحياتك بكل صورة بحيث انها ستلفت انتباهك لها عند كل شاردة وواردة في حياتك،،،ـ

عندما توقظها فالامر ليس بيدك بعد ذلك في ان تنساها او ان تهملها.ـ

ستجد انك لا اراديا تفكّر بأشياء لا يفكّر بها الا القلة القليلة من الناس.ـ

ستجد نفسك منجذبا لما تفرّ الناس منه فرار الغزال من الأسد.ـ

ستتقلب على فراشك يمينا ويسارا تتفكّر بامور لا تعرف لها قرار.ـ

وستجد نفسك تبحث عن من يشاركك تلك الافكار والاهتمامات ولن تجدهم أبدا (((شكرا للفيسبوك فلقد جعل من هذا الأمر ممكنا))ـ

ستعطيك القوة لكي تتحدى المجتمع من حولك بافكارك الكفريّة الشركيّة كما يقولون عنها.ـ

فعندما يستيقظ عقلك ،، عندما تستيقظ روحك ،، 

او عندما يستيقظ التنين النائم في كيانك فسيستحوذ بعد فترة قصيرة على قناة الإتصال هذه،، ـ

لتصبح قناة اتصال روحية.ـ

وستجد ان أفعال نفسك الحسيّة الحيوانية بدأت تخمد نزعاتها شيئا فشيئا.ـ

ستبتعد عن الظلم والغشم وخوض الصراعات الدنيوية.ـ

ستجد ان شهوتك للمال بدأت تضعف.ـ

والطعام والشراب سيصبح له طعم ومعنى آخر.ـ
.
.
فالعين الثالثة مجرد وسيلة اتصال بيننا في عالم الخلق وبين انفسنا العليا في عالم الأمر.

وعالم الأمر يمدّ امتداداته الدنيوية من كل ما تطلبه وتحتاجه بما يتوافق مع الخطة الموضوعة والمقدرة تقديرا دقيقا لكل الافراد والمجاميع

فهي كما انها وسيلة لكشف الظلماتـ

فهي ايضا وسيلة للخوض فيها.ـ

أنت وحدك من تقرر كيف تريد ان تستخدمها

وماذا تريد أن تحصل عليه من خلالها.ـ

فالذين يريدون منها القدرات الخارقة والعلوم الغريبة فهم يريدون الخوض في المزيد من الظلمات ،، وهؤلاء امرهم متروك للتقديرات المقدرة الى اين ستأخذهم.ـ

والذين يريدون منها أن يصلوا للمعاني الحقيقية للاشياء
والذين يريدون منها الاتصال بعالم الغيب حبا به لا طمعا
والذين يريدون منها الاتصال بأنفسهم العليا لكي ترشدهم للصراط المستقيم
فستكون خير معين لهم

.
.
.
.
.

فالعين الثالثة في الوسط.

والنفس الحسية الحيوانية على اليمين.

والنفس الناطقة القدسية على الشمال.

((أو العكس))

وهي بخدمتهما كلاهما

والأمر بيدك أيها الساكن بالقلوب، تُعز من تشاء وتذل من تشاء



وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآله الطاهرين
.
..
...
....
.....