الأربعاء، 10 فبراير 2016

توجد دولة كاملة في السماء لها حكومة كاملة ولها قيادة عليا




بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

توجد دولة كاملة في السماء لها حكومة كاملة ولها قيادة عليا

أرسل لي أحد الاخوة الكرام الرسالة التالية:
((إخى الكريم...ياريت توضح لينا كمتابعين لك...الموضوع المنتشر الان وهو موضوع الكائنات الفضائيه...الزواحف والرمادين ووالواتشر والانوناكى وغيرهم...هل هذا الموضوع حقيقى..وهل هو منتشر بهذة الطريقه التى يتحدثون بها من تحكم الزواحف فى البشر واختلاط الانساب...وارجو التعليق على نقطة ان معظم من يتكلم عن هذ الموضوع ينتهى كلامه ان الاديان مجرد خرافه..وان هناك ارباب او حكام للعالم فهناك رب كوكب الاتنونين..وهو اتون..وهكذا كلام من هذا القبيل))

وجوابي له هو:
في الحقيقة أخي الكريم أنني اتابع أحيانا كثيرة ما يقوله بعض الاخوة والأخوات في مواقعهم وصفحاتهم عن هذه الأمور ،، وكنت دائما أبحث في طيّات كلامهم عن أيّ دليل حسّي او حتى دليل نقلي معقول أو مقبول يصحّ معه أن يستندوا عليه في كلامهم ووصفهم الذي تفضّلت به

والصراحة أنني حتى اليوم لم أجد بين كلامهم سوى ادعائات شفوية وبعض الافكار المرتبة ترتيب لا بأس به فيستهوون ويجتذبون بها ضعاف العقول ممن يميلون مع كل ريح كيفما مالت 

بالاضافة لذلك وجدت بعض افلام اليوتيوب التي لا يُعلم من الذي صوّرها ورتبها وأخرجها
وحسب ما أعتقد فإن نفس صاحب الفكرة الأصلي أو الناعق الأصلي هو الذي رتبها بنفسه

وأعتقد انه من مجموعة الملائكة التسعة عشر المندسين بين الناس من الذين يروّجون بينهم حاليا هذه الافكار المخيفة تمهيدا لفتن المرحلة الحاليّة والمقبلة كذلك

وأوّل من سيستقبل تلك الأفكار من الناعق الأصلي هم الطبقة الأولى من الهمج الرعاع ممن يستهويهم لفت نظر الناس إليهم وعندهم القدرة الكبيرة على الكلام والاقناع والكتابة ،، فيأخذون هذه الأفكار من الناعق الأصلي ابتداءا ثم يسوّقونها بدورهم معهم لباقي الناس ،، لا.. بل سيسوّقونها  للناس بدلا عنهم

فالناعق الأصلي يكتفي عادة باطلاق الفكرة بشكل مقبول ومرتب لتستلمها طبقة الهمج الرعاع الأولى وتبدء العمل على ترويجها بين الناس بكل طريقة

بينما سينصرف الناعق الاصلي بعد ذلك لشأنه ولترويج أمر آخر ونعقة أخرى
فنحن في عصر الفتن الكثيرة المظلمة أخي الكريم

بل يمكنك القول أننا في عصر الغرابيل الكثيرة جدا والتي سيتم غربلتنا بها غربلة شديدة وعنيفة حتى لن يصفى منّا في تلك الغرابيل الّا الأندر الأندر

المشكلة أن الناس لا تعرف ما معنى الغرابيل التي سيتم غربلة الناس بها
ومن هو صاحب تلك الغرابيل؟
ولماذا يتم غربلة الناس بها؟
ومن الذي سيأخذ المتبقين بتلك الغرابيل؟
وإلى أين سيأخذوهم؟

وما الذي سيحدث للذين سيسقطون من تلك الغرابيل؟
ومن سيستلم قيادتهم بعد ذلك مرة أخرى وماذا سيفعل بهم؟

ومن الطبيعي لمن يريد أن يروّج هذه الافكار أن يبدء دعوته بالطعن في الاديان
وطبعا هدفه من ذلك ليس ابعاد الناس عن الصلاة والصيام والعبادات بل ابعادهم عن كتبهم السماوية

فهو مثلا لا يستطيع أن يجعلك تصدق ان سماء الأرض مفتوحة لكلّ من هبّ ودبّ من أهل السماء فيمكنهم أن يقتحموها بأي وقت يعجبهم قبل أن يفصلك قبل ذلك عن الكتاب السماوي الذي يقول لك ان ذلك غير ممكن على الإطلاق

فإن كان وكنت تعتقد معه أن ما جاء بالقرآن الكريم حقّ فماذا سيقول لك ان قلت له معترضا على كلامه أن القرآن الكريم ينفي أن يستطيع أحد من أهل السماء أن يقترب من فضاء الأرض بدون إذن مسبق او بدون موافقة حكّامه وأمرائه وذلك لقوله تعالى في كتابه الكريم على لسان بعض الجن :

 وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاء فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا
وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن يَسْتَمِعِ الآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَّصَدًا

فالسَّمَاء قد مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا ،، وهذا سيعني وجود حَرَس أشداء كثيرون جدا منتشرون ومتوزعون في السماء وليس مجرد حارس او اثنين أو ثلاثة

ووجود الحَرَس الكثير يعني بالضرورة وجود قيادة مركزية لهم

ووجود القيادة المركزية سيعني وجود الخطط والاهداف ،، وكذلك لوجود المراتب القيادية المتعددة والمتراتبة أيضا في ما بينها

وهذا يعني وجود بناء هرمي للقيادة له قائد أوحد وأعلى ،، وهو رب الملائكة والروح ،، وهذا القائد الأعلى للملائكة والروح يتربع على قمة الهرم القيادي

ومن بعده تتوالى المراتب القيادية الاخرى نزولا ،، بحيث أن كلّ مرتبة من تلك المراتب القياديّة لها مقام معلوم ولها وظيفة معلومة ومحددة

وكون أن الحرس الكثيرون يتمركزون في السماء من فوقنا فلا بد حينها من وجودهم في غرف آمنة تتيح لهم مراقبة السماء من فوقنا، وذلك يعني تمركزهم في مركبات فضائية او سماوية
ويستوجب كذلك وجود نوع من نُظم معقدة للاتصالات والمراقبة لتربط ما بينهم كحرس وبين مركز القيادة والتوجيه لهم

ولتتيح لهم أيضا مراقبة أطراف السماء

اختصارا يمكننا القول أنه توجد دولة كاملة في السماء لها حكومة كاملة ولها قيادة عليا

وأذرع هذه الدولة والحكومة السماوية يجب أن تكون ممتدة في كل زوايا وانحاء الأرض أيضا
فهي لن تتكبد كلّ ذلك العناء في إيجادنا ثم حراستنا لآلآف السنين من تطفل المتطفلين من خارج الأرض لتتركنا بعد ذلك فيها من دون ادارة أو قيادة تحقّق بها ومن خلالها جميع الأهداف التي من أجلها أوجدتنا على سطح هذه الأرض ولا زالت منذ أن أوجدتنا عليها تحرسنا من أي متطفل يريد ان يتداخل معنا خارج المقادير المقدرة والمكتوبة لقصتنا

فمن الطبيعي إذن لمن يريد أن يروّج لمثل هذه الأفكار التي لا يملك أي دليل حسّي أو نقلي عليها أن يسعى لأن يفصلك أولا وبشكل تام عن جميع ما سيمكنك أن تدحض به كل كلمة من كلماته حول هذا الأمر

فهو لا يقول لك ان الاديان كلّها محرفة،، رغم أن هذا الامر صحيح وحقيقي، بل يقول لك انها مصطنعة وخرافية ولا اساس لها من الصحة وذلك ليفصلك عنها نهائيا

فأنت إن صدقته وفصلت نفسك عنها بإرادتك فستتساقط حينها جميع أنظمة المناعة عندك ضد افكاره وسينتهي مفعولها ،، وسيستطيع حينها فقط أن يُسيطر عليك فكريا وبكل سهولة

وأغلب من وجدتهم يتكلمون باللغة العربية عن هذه الامور والافكار وجدت أنهم يقومون بترجمة حرفية او شبه حرفية لافلام موجودة على اليوتيوب أو لمحاضرات وكتب أجنبية مختلفة ،، ثم يبثونها بعد ذلك  على أنها من افكارهم وكلامهم واكتشافهم  بين من لا يقرء بالعربي الّا اخبار الفنانات والفنانين ونتائج مباريات الدوري الاسباني والانجليزي

وهذه الموجة الممتدة من هذه الأخبار لن تتوقف قريبا بل وستتزايد مع الأيام ،، ومن سيصدقونها سيزدادون كذلك كل يوم 

فالذين ينعقون بهذه الافكار وغيرها حسب اعتقادي هم ليسوا اشخاص عاديين،، فهم الملائكة التسعة عشر أصحاب النار،، فهم حاليا هم الحكّام الفعليين لهذه الارض ويسيطرون عليها وعلى عقول أغلب الناس من الهمج الرعاع ويوجهونهم عبر إبتكاراتهم الفكرية وعبر انواع النعيق الفكري كيفما يريدون وبأي اتجاه يريدون توجيههم له

ولهذا السبب حثّت الروايات على اعتزال الناس في زمن الفتن 
واعتزالهم لا يعني ان تحبس نفسك بالبيت وأن لا تتكلم أبدا

لكن يعني اعتزال المساهمة قولا وفعلا بتلك الفتن ،، وعدم الإنجراف بالتعاطف بأي شكل من الأشكال مع أيّ من التيارات المالية والفكرية والدينية والاجتماعية والسياسية والعسكرية والاستخبارية المتضاربة من التي تنتشر في هذا الزمان انتشارا كبيرا وستستمر بالانتشار والتوسع مستقبلا

فعند وقوفك مع أي تيار منها أو دفاعك عنه بأي صورة من الصور فأنت ستكون قد ساهمت بفتنة من فتنها بدون أن تعلم

وأتذّكر في هذا المقام فعلة الشيطان مع قوم لوط،، فقوم لوط كانوا من أفضل الناس حتى ظهر الشيطان بينهم كشاب صغير يافع وجميل وطري سرق بعض متاعهم وتعمد |أن يمسكوه بعد ذلك فحبسوه في بيت من بيوتهم عند رجل ،، واحتال عليه حينها بانه خائف فأنامه الرجل بجانبه فاغواه الشيطان حينها حتى فعل به ارجل فعلته ،، واستمر على ذلك الحال معه ثم مع قومه حتى اعتاد هو وقومه على هذا الأمر واستمرؤوه ،، فانشغلوا يلوطون ببعضهم البعض ثم بضيوفهم ممن كانوا يمرون عليهم بقوافلهم

والشيطان لكي يلهي الناس اليوم عن طلب المعارف الحقيقية سيكون سعيد جدا جدا بأن يجعلهم كلهم يلوطون به جسديا وفكريا أيضا

معنى جسديا واضح

لكن كيف ستنشغل فكريا عن طلب المعارف عبراللواطة الفكرية فيه؟

عندما يعرف الانسان الشيطان والاعيب الشيطان جيدا فيجب عليه ان يكتفي بهذا المقدار وينشغل بنفسه وبطلب بقية المعارف المطلوبة منه للخلاص

لكن عندما تجده منشغل جدا وأنه قد خصص جلّ وقته وطاقته في اثبات ان فلان هو الشيطان واتباعه فلان وفلان وفلان شياطين ولا تجد أنه يفكّر الّا بهذا الامر او بالامور الأخرى المرتبطة به فاعلم ان الشيطان سعيد جدا جدا بعمله هذا فعلمه هذا هو مثل علم الانساب لن يفيد من علمه ولن يضر من جهله 

أو عندما تجد  من شغل نفسه بالدفاع عن منهج وسبيل مرجع من المراجع 
او عن منهج فكري لعالم من العلماء 

أو عن نهج سياسي من الساسة الفاسدين او حتى الصالحين حسب الظاهر
فإن الشيطان سيكون حينها سعيد بانشغال الانسان بكل ذلك،، فهؤلاء هم كلهم خطواته الذين سينشرهم بين الناس والناس ستمشي خلفهم وعلى خطاهم

فهذه كلها حسب اعتقادي لواطة فكرية لمحاربة او لاثبات مناهج فكرية شيطانية سيشغل بها الشيطان ورجله (خطواته) الناس عن طلب المعارف الحقيقية من أبوابها الحقيقين والذين بهم ومن خلالهم فقط يتم الخلاص

والخلاصة أخي الكريم ان من يخلقون هذه الافكار ويبثونها بين الناس هم يعرفون هؤلاء الناس الهمج الرعاع الذين ينعقون مع كل ناعق افضل مما يعرف نفس هؤلاء الناس الهمج الرعاع انفسهم

فالملائكة التسعة عشر أصحاب النار ذكاؤهم ذكاء خارق جدا جدا

وهم لا يزالون ومنذ آلآف السنين يربّون عقول هذه القطعان البشرية المملينة ويتلاعبون بها كيفما يريدون

ويعرفون تماما أيّ موقف بالضبط أو أي حركة أو حتى أيّ كلمة هي التي سيثيرونهم بها فيحركوهم من خلالها للاتجاه الذي يريدونه لهم 
فهم أعرف بهم من أنفسهم
والطريقة الوحيدة للخلاص منهم ومن فتنهم ونعقهم هي باعتزالهم بكل الطرق والانشغال بتطوير النفس فقط

وأن ندع الايام تجري باحداثها كيفما جرت ، وأن نكتفي بالمراقبة وكاننا نشاهد فلم سينمائي
وان ننشغل فقط بتطوير أنفسنا فكريا وعقليا وروحيا

ولا مانع لمن كان عنده القدرة ان يسعى لتطوير غيره بشرط ان لا يجعل ذلك هدفه وشغل حياته،، وأن يكتفي بطرح ما عنده عليهم ،، وبعدها من اهتدى منهم فلنفسه اهتدى ومن ضل منهم فعليها
فلا يجب أن يذهب نفسه عليهم حسرات وأن يستمر هو بتطوير نفسه

هذه الافكار والاحاديث ستتزايد مع الأيام ،، واكثر الناس ستتبعها وستنشغل بها لأنها تهواها من الأساس
وتحب ان تشغل نفسها بها

وأيضا لأنها عاجزة عن ان تفكّر بنفسها لنفسها ،، فتنعق مع كل ناعق لسهولة الامر عليها
وكذلك لآن مشاهدات هذه السفن الفضائية ستكثر وتزداد مع الايام فإن الناس ستتشجع اكثر واكثر لتقبّل هذه الافكار التي ستجعلهم يعيشون حالة الخوف من هذه السفن الفضائية وأصحابها  

وفتنة الدجال المتشعبة لشعب كثيرة يمكنك القول انها من ضمن الغرابيل التي سيتم غربلة الناس بها 

إنتبه الى ان الدّجّال هو واحد من التسعة عشر، وهو أحد المنظرين مع إبليس إلى يوم الوقت المعلوم 

وأهدافه من الفتن التي يقوم بهندستها وبثها بين الناس لا تتعارض أبدا مع الخطة الربانية التي سيتم تقريرها وتحديد جميع تفاصيلها قبل التنزل بها عبر المداولات الدورية والمستمرة في اجتماع عالم الملأ الأعلى الذي لا زال منعقد من اجل ادارة الامور على هذه الأرض ولا يزال هذا الإجتماع منعقد ومفتوح ومستمر منذ اول يوم انعقد به ولغاية اليوم 

وسيبقى منعقد بينهم حتى ينتهون من برء جميع فصول هذه القصة بكامل أحداثها وحتى آخر مشهد من مشاهدها

وصلى الله على المصطفى المختار محمد وآله الأطهار
.
..
...
.....

......


الأحد، 7 فبراير 2016

بماذا ستجزيه فتوفّيه حقّه على دمعة واحدة منها وأنت ملك الملوك؟


 





بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قال الإمام الصادق عليه السلام: نحن صبّرٌ ، وشيعتنا والله أصبر منا ، لأنّا صبرنا على ما علمنا وصبروا على ما لم يعلموا .... إنتهى

كيف يمكننا أن نفهم هذا القول منهم عليهم الصلاة والسلام في ظل ما تكلمنا عنه سابقا من أن رب الملائكة والروح هو أحدهم، بل من كون أن مقام رب الملائكة والروح هو لهم كلهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين على حدّ السواء ، من حيث أنهم كلهم هم محمد ،، أولهم وأوسطهم وآخرهم؟

كيف يمكننا مع ذلك أن نفهم هذا القول من أن شيعتهم أصبر منهم؟

في البداية وقبل أن ادخل في الصورة التي اريد أن اتكلم عنها سأضرب مثلا لكي تتضح منه تلك الصورة
في أحد برامج صيد الكاميرا أو الكاميرا الخفية تم وبإحكام كبير وبعناية كبيرة تصميم مواقف أو مشاهد ستكون الظروف النفسية المفروضة فيها على من ستحاك تلك المواقف من أجله ظروف صعبة جدا جدا

والمواقف ستكون مثلا أن زوجا وزوجته سيتم اختطافهما من قبل عصابة اجرامية او مجموعة ارهابية خطيرة ،، وفي هذه المواقف المصطنعة ستكون الزوجة سرّا متعاونة مع المخرج والمصورين ومع الذين سيؤدون دور أفراد العصابة ،، والذي لا يعلم بالحقيقة هو فقط الضحية المطلوب هزّه هزة نفسية عنيفة وهو الزوج، وربما بعض القلائل من الذين سيتواجدون عرضا خلال تلك المواقف

وخلال عملية الخطف سيتم تكتيف الزوجة ومعاملتها أمام زوجها بسوء كبير من أجل هزّه نفسيا وعاطفيا لاستخراج أسوء ما فيه أو ربما أفضل ما فيه ،، وهذا ما سيحدده طريقة تصرفه وردة فعله خلال معايشته لتلك المواقف

الزوجة وحسب الاتفاق والسيناريو سيتم تكتفيها وضربها وستصرخ وتبكي وتشتكي لزوجها ولن تتوقف عن الطلب منه أن ينصرها ويساعدها وينقذها ،، وكل ذلك لكي يُخرجوا أفضل أو أسوء ما فيه ،، أو على الأقل لكي يحفّزوه على اخراج أفضل ما فيه من الصفات ،، فلكي تحصل على القوة البخارية الدافعة من الماء البارد يجب عليك أن تعرّض ذلك الماء البارد للنار الشديدة وبشكل مستمر حتى يصل أخيرا لدرجة الغليان فيعطيك حينها فقط تلك القوة البخارية المحرّكة التي تسعى للحصول عليها

وسواء أنك ثرت بهذا الموقف لشرفك بحيث انك أوصلت الاحداث أخيرا لأن تموت أنت وزوجتك بالنهاية
أو انك هدأت وترويت وخططت واستعملت عقلك حتى تمكنت أخيرا من الفرار أنت وزوجتك من تلك العصابة
فستكون حينها قد أخرجت أجمل ما فيك أمام المشاهدين أو الجمهور

هذا ليس هو المهم الآن وليس ما أريد الكلام عنه

الكلام هنا ماذا سيقول جميع المشاركين بهذا الموقف عنك لو انك لم تفقد صبرك ولم تنهار خلال جميع لحظات ومواقف تلك المكيدة؟ا

بالتأكيد سيقولون أنك صابر وأصبر منهم،، فهم حتى وإن أظهروا الصبر خلال لحظات ومواقف تلك الفتنة لكنك أثبتّ فعلا أنك أصبر منهم جميعا،، فهم صبروا على ما يعلمون أمّا أنت فلقد صبرت على ما لا تعلم.ا

في هذه الرواية الشريفة منهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين هم قد حددوا لنا من هم شيعتهم وبدقة كبيرة، فليس كلّ من قال انني شيعة لمحمد وآل محمد هو فعلا من شيعتهم
فشيعتهم هم فقط الصابرون في البأساء والضراء

فمواقف البأساء والضراء كلّها مواقف مكتوبة على كلّ واحد منّا وهم من خططوها ورسموها لنا بدقة كبيرة،، وابتلآءات الشر والخير كلّها أيضا من تصميمهم وتخطيطهم كذلك

كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ

في مواضيع سابقة كنّا قد بينّا فيها أن في عالم الأمر لا يوجد شرّ على الإطلاق وأن مخلوقات عالم الأمر لا يعرفون معنى الشرّ على الإطلاق،، فأوّل شيء سيتم فعله لك قبل أن يرفعوك معهم في عالم الأمر هو أنهم سينزعون ما في قلبك من غلّ، وبعدها لن تستطيع أن تغلّ أبدا ولا أن تحكم أحكام سلبية على من فعلوا أو يفعلون أو سيفعلون الغلّ في العوالم الأرضية، حيث هي المكان الوحيد الذي يوجد به غلّ وأغلال

وقلنا في أكثر من موضوع سابق أن عملية خلق معاني الشرّ تتم صناعيا،، بمعنى أن القرين أو النفس الحسية الحيوانية والتي هي قوة فلكيّة وحرارة غريزيّة أصلها الافلاك بدو ايجادها عند الولادة الجسمانية فعلها الحياة والحركة والظلم والغشم والغلبة واكتساب الاموال والشهوات الدنيوية
هي مخلوق يتم خلقه وهندسته وترتيبه وانتاجه بطريقة علميّة وصناعيّة
ويتم بعد ذلك حين يتقرر نزوله باحد العوالم الأرضية قرنه او تزويجه مع تلك النفس الناطقة القدسيّة ،، وبهذا التزويج او القرن ستكون النفس الناطقة القدسيّة قد أُنزلت أسفل سافلين بعد أن كانت في أحسن تكوين
تناولنا هذا الأمر بأكثر من موضوع وهذه أربعة مواضيع لمن يحب أن يراجعها وهي طويلة نسبيا


من قرء ما كتبته سابقا يعرف انني أتكلم عن مخلوقات سماويّة ندعوها ملائكة ،، وأن هؤلاء الملائكة يقومون على الدوام وبإذن ربهم بإيجاد عوالم او كواكب جديدة يخلقون بها وعلى الدوام وبصور صناعية وعلمية متطورة جدا جدا جدا أشكال وصور جديدة من الحياة

وهم لا يتركون من يخلقونهم عليها وشأنهم كما يقول البعض من ان من خلقونا قد تركونا لوحدنا لكي نتطور ونرفع نفسنا بنفسنا أو لنرتفع بوعينا بواسطة وعينا البدائي

فلو أنهم فعلا قد خلقونا ثم بعد ذلك تركونا لوحدنا لكي نتطور فاننا حينها وبسبب ذلك الوعي البدائي بدل أن نتطور ونرتفع بوعينا به فإننا سنأكل وسنقتل بعضنا البعض حينها بالتأكيد ولماجت الأرض بنا من أفعالنا ولساخت بنا

فهم لم يتركونا أبدا منذ أن بدؤوا بعمليات التنزل بنا ،، فنحن وكل ما يتعلق بنا جزء من كل الأمر الذي يتنزلون به باذن ربهم

واجتماع الملأ الأعلى كان من أجل تحديد من سيكون المسؤول عن هذه المخلوقات الجديدة على هذا الكوكب الجديد وعن عملية رفع وعيها وتطويرها

إبليس اعترض على من اختاره رب العالمين في ذلك الاجتماع ،، وقال أنني أستطيع أن أقوم بهذه المهمة ،، وجرت المداولات والمناقشات بعد ذلك كما هو واضح في الآيات القرآنية الكريمة،، إبليس بقي مصرّ حتى الأخير على رأيه من أنّه يستطيع ذلك، واخيرا قال أعطني المهلة حتي يوم يبعثون لتنفيذ هذا الأمر

رب العالمين وافق على هذا الطلب لكنّه أنظره لموعد آخر ،، وهو يوم الوقت المعلوم ،، كما أنه لم يطلق يده كاملة في هذه العملية كما أراد ،، فحدد له دوره المحدود الذي سيقوم به هو ورجله فيها وبشكل واضح

بمعنى لو انّ رب العالمين قال له انك من المنظرين الى يوم الوقت المعلوم وسكت بدون أن يحدد له دوره الذي سيقوم به في عملية رفع وعي تلك المخلوقات الجديدة على كوكب الأرض خلال تلك الفترة الزمنية،، فكأنه قد قال له اذهب فانت خليفتي على هذه الأرض الى يوم الوقت المعلوم

فهو حين حدد له مهامه فإنه لم يجعله خليفته بشكل مطلق على الأرض خلال مدة الانظار،، لكنه أسند له بها دور معيّن ومحدد ،، وحدد له أمد تنتهي معها مهلة الانظار تلك ،، وينتهي معها دوره بنهايتها

في عالم الأمر لا يوجد شر وأشرار ، والمجتمعون في ذلك الإجتماع في الملأ الأعلى لم يكن يوجد بينهم أشرار،، وكانوا جميعهم يعرفون بجميع التفاصيل التي سيتم التنزل بها على هذه الأرض

ومن تجارب سابقة جرت على هذه الارض او ربما على غيرها كان يوجد في ذلك الاجتماع تقسيم معروف بين الملأ الأعلى لعدة مجموعات ستسعى جميعها لاتمام عمليات التنزل كما سيأمرهم رب الملائكة والروح بالتنزل بها

وما كان اجتماعهم في الأعلى حينها الا لوضع اللمسات الاخيرة قبل أن يبدؤوا بعمليات التنزل تلك
والتي ما ان تم الاتفاق عليها حتى بدؤوا مباشرة بالتنزل بها

الفتن بمختلف صورها والابتلاءات بالشر والخير بمختلف صورها أيضا كلها من كتابة وتصميم رب الملائكة والروح وتتنزل بها تلك المخلوقات السماوية التي كانت مجتمعة بالملأ الأعلى والتي نعرفها بإسم الملائكة والروح

الروح قلنا أنهم قد يكونون من أفراد تلك الثلل التي صعدت فيما سبق واصبحوا بالفعل من ضمن الملأ الأعلى الذين سيتنزلون باذن ربهم من كل أمر ،، سواء اكانوا من الناس الذين خُلقوا من الطين أم كانوا من الجن الذين خُلقوا من مارج من نار

نحن كنفوس ناطقة قدسية أيضا من ضمن الملأ الأعلى الذين يقومون بتأدية هذه المهمة الإلهية،، بل نحن الجزء الأهم منهم ،، فالعبئ الأكبر منها يقع علينا، فنحن من سننزل للعوالم الأرضية وسنستشعر جميع نيرانها
ما علينا الآن من ذلك،، وسنعود لبداية حديثنا مرة أخرى

الذين كانوا يؤدّون مشاهد الخطف والضرب والتعذيب والشتم في ذلك الموقف في صيد الكاميرا، جميعهم كانوا يبتسمون في داخلهم، ظالمهم ومظلومهم كانوا جميعهم يبتسمون في سرّهم، إلا الذين كانوا وسطهم ولا يعلمون مثلهم بحقيقة الأمر (مثلنا يعني)

عندما نتكلم عن مخلوقات عالم الأمر من الملائكة والروح سواء أكانوا من مجموعة المخلصين او من مجموعة الكافرين يجب أن نعرف عنهم شيء وهو أنهم جميعهم يتقلبون في الصور

نحن كنفوس ناطقة قدسية أيضا نتقلب بالصور ،، لكننا لا نقوم بذلك بإرادتنا ولا نعلم بذلك ،، فالامر تقوم به أنفسنا العليا التي تربينا وفي أي صورة ما شائت تستطيع أن تركبنا

فنحن أيضا نتقلب بالصور،، فكل كرّة جديدة نكرها نحن نكرها بصورة جديدة ،، لكن ليس لنا من تحديد أمر صورنا شيء

عكس الملائكة والروح وربهم ،، فهم يستطيعون أن يتقلبوا في الصور كيفما شاؤوا ومتى شاؤوا، وهم حتى وإن ظهروا لنا بصورة الميت او المقتول فإنهم لم يموتوا فعلا،، فميتهم ليس بميت وباليهم ليس يبلى،، فهو يخرج من هذا الباب ليدخل من باب آخر،، ولا يوجد عليهم حساب وكتاب بسبب ما سيرتكبونه في تلك المواقف من خلال صور الأجساد التي يتقلبون بها

ومجموعة الكافرين التي كانت موجودة مع الملأء الأعلى تستطيع ان تتقلب بالصور لكنها بإرادتها تفعل ذلك ضمن المقادير وأوامر وحدود عمليات التنزل ،، فهي حين تتقلب بالصور في أي زمان ومكان فإنها تعرف حينها من هي ومن كانت وكم دور لعبته في قصص هذه الحضارة او التي سبقتها وسبقت التي سبقتها كذلك

نعم هم قد يعرفون أحيانا بعضهم البعض حين يتنزلون بالامر وذلك ضمن الحدود والقواعد المحددة والمقررة للتنزيل في أيّ زمن من الأزمنة ، أمّا في ما عدى ذلك فهم لا يعرفون بعضهم البعض

وهؤلاء حتى ولو كانوا هم المقتولين والمعذبين والمشردين بتلك الفتن لا يمكن مقارنة صبرهم على ما سيجري عليهم بتلك الفتن بصبر من يحبهم من الناس ويتأثر بما جرى عليهم خلال أحداث تلك الفتن

لأنهم كانوا يعلمون بجميع ما سيجري عليهم قبل أن يجري عليهم ،، وكذلك كانوا يعلمون به حين يجري عليهم

لكن الذين لا يعلمون بذلك من الناس وسيذرفون على محبتهم الدموع الساكبة والزفرات الحارة والآهات النابعة من القلب فهؤلاء صبرهم على ما أصابهم أكبر وأصدق من صبرهم على نفس ما وقع عليهم من الظلم والحيف خلال نفس كلّ تلك الفتن

يعني الحسين عليه السلام مثلا كان يعلم أنه هو وأهل بيته وأصحابه سيُقتلون في كربلاء وستسبى النساء والأطفال من بعد مقتلهم ،، وصبرعلى ذلك الأمر المكتوب (كتبه على نفسه) وصبر خلاله على جميع ماجرى عليه وعلى أهله كامل الصبر

لكن صبر من يحبّه ويبكي عليه لمجرد سماعه من يصف مشاهد وصور قتله هو وأبنائه واصحابه التي جرت عليهم قبل ألف وأربعمائة سنة ،، فإن هذا لصبره بالتأكيد أكبر من صبر الحسين عليه السلام وهو يشعر بالخيول وهي تجري على صدره الشريف في أرض الطفوف

لنفترض أنك ملك لملك الملوك وأرسلت لقومك صورة مزيفة لمقتلك
ثمّ تخفّيت فيهم وبينهم وبقيت فترة تراقبهم
من سيفرح منهم بمقتلك ومن سيشق عليك الجيوب

ومن سيقيم في ذكراك المآتم ومن سيقيم بها الأفراح والليالي الملاح
ومن سيبقى مخلص لذكراك ومن سينعق مع كل ناعق

لنفترض انك فعلت ذلك وراقبت من داخل القلوب ما جرى من أحبابك بعد ذلك ،، ومنهم ومعهم شعرت كذلك بكل دمعة ذرفتها من أجلك أي عين ذابلة من عيونهم

فكيف ستجزيه على كل تلك الدموع التي سكبها من أجلك وفي حبك؟

بل بماذا ستجزيه فتوفّيه حقّه عليها ولو حتى على دمعة واحدة منها وأنت ملك الملوك؟

وصلى الله على المصطفى المختار محمد وآله الأطهار
.
..
...
....
.....