الخميس، 4 فبراير 2016

هل تريد ان يعلمك ربك الأكرم ما لم تعلم؟ فامسك الْقَلَم إذن واكتب







بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الكثير من الناس يتسائلون عن بداية الطريق التي يجب عليهم أن يبدؤوا منها لبلوغ حالة التنور ،، وكيف يمكنهم ذلك

بعض الإخوة والأخوات الكرام توجهوا لي متسائلين عن هذا الامر،،  وسأحاول إن شاء الله هنا أن أجيبهم بقدر ما أستطيع وأعرف

وكذلك بالقدر الممكن من التفصيل الذي سيساعد على توصيل الفكرة

هذا الأمر له بالتأكيد علاقة مهمة بمعرفة النفس

ومعرفة النفس لها علاقة وطيدة كذلك بمعرفة النور الأول الذي شطره الله شطرين ولم يخلق من ذلك النور غير هذين الشطرين

خلقهما الله بيده

ونفخ فيهما بنفسه لنفسه

وصورهما على صورتهما

وجعلهما أمناء له وشهداء على خلقه ، وخلفاء على خليقته ، وعينا له عليهم ولسانا له إليهم

واستودع فيهما علمه

وعلمهما البيان واستطلعهما على غيبه

وجعل أحدهما نفسه والآخر روحه

ولا يقوم أحدهما بغير صاحبه

ظاهرهما بشرية وباطنهما لاهوتية

وهذان الشطران ظهروا للخلق في مختلف العصور بصور بشرية حتى يطيقوا رؤيتهما وهو قوله تعالى: * (وللبسنا عليهم ما يلبسون) *ا
فهذين الشطرين هما مقام رب العالمين وحجابا لخالق الخلائق أجمعين بهما فتح بدء الخلائق وبهما يختم الملك والمقادير

من عرف ماهية هذا النور الذي انقسم نصفين يكون قد عرف ماهية مقام رب العالمين

ومن الواضح أن رب العالمين تعني انه المربي للعالمين

ولكي يربّي هذا المقام العالمين فيجب له أن يكون محيطا بهم كلهم على حد السواء وكذلك أن يكون أقرب اليهم كلهم من حبل الوريد

كنّا في أكثر من موضع سابق قد تحدثنا عن هذا النور الاول الذي انقسم لنصفين ثم أُعيد جمعه بجسد واحد جوهري

وكان الحديث هناك واضح أن هذا النور الذي انقسم نصفين وجُمع بجسد جوهري واحد هو نفسه الجسد الجوهري المعروف عالميا بــ "الميركابا"ا

مثل هذا الموضوع مثلا


وسأحاول هنا إن شاء الله  إن أشرح أهم ما يتعلق بالميركابا بالنسبة لكل إنسان

بل بالنسبة لكل مخلوق أيضا ،، مهما دقّ ذلك المخلوق في الصغر أو تعاظم في الكبر

الميركابا عبارة عن حقلين من الطاقة الحيّة ، مرتبطان بنصفي الدماغ الذكري والانثوي،، بمعنى أنهما عقلان مرتبطان بدماغ واحد

فكما انهما مجتمعان بجسد جوهري واحد فإنهما يجتمعان أيضا بجسد مادي واحد وهو الدماغ

وشكل النجمتين وهما متحدتان كما أوضحنا ذلك في مواضيع سابقة هو على شكل نجمتي تيتراهيدرون متحدتان بجسد جوهري واحد يمثلان النقيض او العكس من بعضهما البعض في كل الصفات

وهما متداخلتان مع بعضهما البعض بجسد جوهري واحد وبشكل متعاكس تماما

فواحدة منهما رأسها متوجه نحو السماء

بينما النجمة الأخرى رأسها متوجه نحو الأرض

والنجمتان محيطتان بجسم الانسان كما في الصورة المرفقة

إحداهما أنثوية

والآخرى ذكرية

وإحداهما تدور حول جسم الإنسان من اليسار الى اليمين وهي التي تتوجه نحو السماء

والآخرى التي تتوجه نحو الأرض تدور حوله من اليمين الى اليسار

والتي تدور حوله من اليمين لليسار تدور بمعدل 21 دورة في الدقيقة

والتي تدور حوله من اليسار لليمين تدور بمعدل 34 دورة في الدقيقة 

كما هو موضح في هذا الفيديو






وكِلاهما مرتبطتان بالدماغ، لكن




التي تدور من اليسار الى اليمين وتتوجه نحو السماء ترتبط بنصف دماغه الأيسر ((الأنثوي)) وهي المسؤولة عن كل ما له علاقة بالتفكّر العميق والتحليل المنطقي وبالتالي لما يرفع مستوى عقله ووعيه نحو السماء

ففعلها بالتالي هو المعارف الربّانية، سواء العلوم الروحانية أو العلوم التي هي فرع التفكر بالسماوات والأرض

بينما الأخرى التي تدور من اليمين نحو اليسار ترتبط بنصف دماغه الأيمن ((الذكري)) وهي المسؤولة عن كل ما له علاقة بالابداع الفني والخيال بمختلف صوره وبكل ما سيستطيع الانسان من خلال التفكير به تحصيل الاموال والشهوات الأرضية

كما هو موضح بالصورة المرفقة
 


 

   











والنجمة السفلية والتي فعلها الحياة والحركة والظلم والغشم والغلبة واكتساب الاموال والشهوات الدنيوية، من طبعها أنها تُحب الاستحواذ على الانسان والتفرّد به لنفسها فقط، فهي تسعى جاهدة لأن تفرض نفسها فرضا على طريقة تفكيره ، بمعنى أنها تسحبه وتدفعه بشدة للتعلق بالمشاعر والشهوات الأرضية

بينما النجمة الأخرى التي فعلها المعارف الربّانية من طبعها المسالمة وعدم النزاع وعدم فرض نفسها على الإنسان


ويمكننا أن نلاحظ ذلك حين نفكّر بمختلف المواضيع

فمثلا

عندما يسرح الانسان بفكره بهدف تأليف قصيدة غزل نجد أن فكره يبقى متركزا ومركّزا على هذا الهدف

وكذلك عندما يسرح خياله بتصور مشاهد جنسية يحبها فإنه سيمكنه البقاء على ذلك الحال لساعات طويلة

أو عندما يرسم لوحة فنّية فأنه قد يبقى طوال الليل والنهار ولعدة أيّام وهو يجول بفكره حول الوانها وتقسيماتها وضرباتها الفنية وبدون أن ينتقل فكره لموضوع آخر او يشذّ عنه

او عندما ينشغل فكره بحياكة مكيدة أو فتنة عمياء فانه كذلك لن يتوقف فكره او يتشوش بافكار غيرها الا عندما يصل لغايته

وسبب هذا الصفاء الفكري للانسان عندما يفكّر في هذه المواضيع الدنيوية هو لأنه يستعمل نصف واحد من عقله فقط

وأيضا لأن نصف عقله الثاني لا يفرض نفسه بأفكاره وأهدافه عليه،، بمعنى أنه لا يقاطعه بافكار جانبية وذلك لأنه مسالم بطبعه

بينما نجد انه اذا ما حاول الانسان أن يتفكّر بنصف عقله الأيسر بأمور غيبية او منطقية او حتى خيالية الهدف منها تنمية المعارف الروحانية او الالهية فسيجد نفسه غالبا وقد شتّ فكره في أمور أخرى دنيوية بعد ثواني قليلة

ولو عاد حينها مرة أخرى ليفكر بتلك الامور الالهية لن يلبث أن يجد نفسه بعد لحظات يفكّر مرة أخرى بامور دنيوية أخرى وأخرى وأخرى

مثل ذلك ما يحصل للانسان عندما يتوجه للصلاة ،، فهو ما أن يرفع يده للتكبير ويبدء بالقرائة حتى تبدء الافكار الدنيوية المختلفة بالورود على خاطره واحدة بعد الاخرى،، وكلما تخلص من واحدة يجد نفسه يسبح بفكره وخياله بغيرها وغيرها وغيرها

فتجد أن لسانه يقرء بانتظام لكن فكره يسرح في عالم آخر وبنفس الوقت يوجد هناك دائما من ينبهه ويلومه ويقول له ارجع لصلاتك

فمن الذي يقرء؟
ومن الذي يطوف بالخيال؟
ومن الذي يطلب منك الرجوع للصلاة؟

والسبب في ذلك كله هو أن نصف عقلك الأيسر يفرض نفسه عليك فرضا بافكاره وذكرياته وخيالاته الأرضية

وهذا النزاع أو هذه الحرب الخفيّة التي يشنها نصف العقل الذكري بشكل دائم ومستمر وبلا هوادة هو من أجل أن يستحوذ على كيان الانسان وارادته وتفكيره

مما يجعل أكثر الناس تستسلم له بعد عدة محاولات تكثر او تقل وتتعوذ فيها كلها من الشيطان وكيده، ورغم ذلك فأنها لا تنجح مساعيها بالتركيز

وذلك لأنها تجهل بأمر هذه الحرب الخفية ، وبأمر هذا النزاع من طرف واحد للاستحواذ على كامل كيان الانسان وتفكيره وارادته

عندما يجهل الانسان نفسه بهذه الطريقة فإنّه سيتعامل مع نفسه على اساس انه كيان واحد متناسق وأنه هو المسيطر عليه بتمامه وعلى عقله وتفكيره في كل الأوقات

حسنا، لنفترض اننا عرفنا الآن أنفسنا بهذه الطريقة وبأننا مركبون من قوتين عقليتين تنطوى تحت جناح كل قوة منها عدة قوى عقلية حيّة أخرى تتنافس جميعها من أجل  الاستحواذ علينا ،، فكيف سيمكننا حينها الاستفادة من هذه المعرفة لصالحنا؟

هذا الامر تقرره أنت وحدك بمدى عزمك واصرارك على التنور بما يُعرف بجهاد النفس

وحسب اعتقادي واطلاعي على الطرق المتداولة بين الناس لجهاد النفس وعلى المؤلفات الدينية التي أُلّفت بهذا المجال أجدها طُرق مبعّدة عن الهدف المنشود بالتنور وغير مقربة له

لأنها تهمل تطوير الجانب العقلي للإنسان والسيطرة عليه وتركز على تطوير الجانب الاخلاقي للانسان فقط

بعكس ما أكد الرسول والأئمة صلوات الله وسلامه عليهم السلام بروايات كثيرة جدا موجودة في جميع كتب الحديث المعصوم بوجوب عدم انغرارنا  بالمظهر الخارجي لتصرفات الانسان وعباداته مهما كانت جميلة ،، وعدم اصدارنا للحكم النهائي عليه حتى نعرف قوة عقله ومدى اتساع افقه الفكري

فحقيقة الانسان كامنة إذن بقوة عقله لا بمظهره الخارجي

وطريقة تقوية العقل هي بالاصرار الدائم على استعمال العقل (وليس الشيطنة) وذلك عبر إكثار التفكّر بتلك الامور التي سنستخدم بها نصف الدماغ الانثوي الأيسر

ما الذي سيحصل معك قبل أن تنجح بذلك وبعد أن تنجح بذلك؟

قبل أن تنجح بتقوية الاواصر ما بينك وبين شطر دماغك الايسر سيحاول الشطر الأيمن ان يشوش عليك بكل طريقة ،، فسيقاطعك وسيحاول قطع خيوط الاتصال التي تحاول ان تبنيها مع نصف دماغك الأيسر ، وسيرفع صوته عاليا مع الايام أكثر وأكثر من اجل التشويش عليك فلا تسمع حينها الا صوته

لكنك بإصرارك ستنجح مع الايام باكمال بناء تلك الخيوط او تلك الجسور التي تريد ان تبنيها لتوصلك بشطر عقلك الأيسر فتتصل به وتسمع منه جميع ما سيمليه عليك من المعارف الربانية

لنفرض الآن أنك نجحت أخيرا ببناء تلك الجسور وبتنظيف تلك القنوات التي تصل ما بينك وبين نصف دماغك الأيسر (العقل) من جميع التراكمات والمخلفات التي كانت تمنع صوته من الوصول اليك الا كصوت باهت لا يلبث أن يهفت ويهفت ويهفت قبال صراخ وعويل نصف دماغك الأيمن (الشيطنة)ا

لقد نجحت بذلك الآن ،، وبتّ متصلا بعقلك عبر شطر دماغك الأيسر وبدأت تسمع صوته وكلامه وحكمته رغم محاولات تشويش الشيطنة المستمرة عليك عبر نصف دماغك الأيمن ،، فماذا ستكون ردة فعل الشيطنة حينها؟

هل سيستمر بالصراخ والعويل للتشويش؟

أم انه سيصمت ويعلن هزيمته؟

الجواب هو : لا هذه و لا تلك

نعم هو سيهدء لكنه لن يتوقف عن شيطنته وسيتحول في شيطنته معك لاسلوب جديد

سيتحول لأسلوب الاغراء لجذبك وإلهائك عن منافسه اللدود الجديد،،

صحيح أنه كان عدوّه من البداية ،، لكن لكونك كنت تعتمد عليه فقط في تفكيرك كان لا يعير له أي قيمة عدائية لانعدام خطره على النزاع الأبدي بينهما والذي قدّره الله منذ فجر الخليقة عندما ابتدء خلق العقل من الماء العذب النور الذي كان على يمين العرش

ثم خلقه هو من الماء الاجاج وقدّر النزاع بينه وبين العقل منذ أعطى لكل منهما وزير و72 جندي  يعملون بأمره

سيتوقف عن الصريخ والعويل لان ذلك لم يعد يجدي معك نفعا لأنك قد بنيت الجسور فعلا ، وقمت بتنظيف القنوات الواصلة بينك وبينه  ،، وبدأت تسمع صوت العقل فعلا بأذنك الداخلية

سيتوقف عن الصريخ والعويل لكنه سيتحول من حينها لاسلوب الاغراء لجذبك وإلهائك

ولآنه أيضا مثل العقل مكنون بالجميع فسيجد لك من يقنعك بأن تتعلم إحدى العلوم الدنيوية التي يجري خلفها الناس ويحلمون بها لتحقيق مكاسب ومراكز وشهوات دنيوية


بمعنى أنه سيبدء يفتح لك أبواب الدنيا الخفية التي تجعل لك مقاما مرموقا بين الناس ،، تلك الابواب التي كانت من قبل مغلقة أمامك

وكلما تمسكت بحبيبك العقل أكثر ورفضت أن تتركه لتدخل من تلك الابواب التي فتحها لك الجهل ،، فسيفتح لك ابوابا مغرية غيرها وغيرها وغيرها حتى يوقعك بحبائله ويدخلك بأحد تلك الأبواب

سيفتح لك ابواب المناصب الدينية حتى أعلاها ، والسياسية لأرقاها ، والتجارية لأدسمها، والاجتماعية لأوجهها

وسيحاول أن يغريك بالعلوم الدنيوية ،، أو أن يقربك من معرفة اكسير الذهب ،، أو يحاول أن يلهيك بعلوم الجفر الأكبر والأصغر أو أو أو

سيشغلك بالناس ان انت ملت لهم ، وبأهلك ان تعلقت بهم ، وبمالك ان جمعته ، وبعيالك ان تكاثرت بهم ، وبعلمك ان تفاخرت به

انه يستطيع جميع ذلك وأكثر ،، لأنه كما انه مكنون بك فهو مكنون بجميع الناس من حولك أيضا

فهو كما العقل مكنون بالجميع

فكما أن العقل سيسخّر جميع من حولك لكي يرفع عقلك بهم ومن خلالهم فيجذبك للسماء
 
فإن الجهل كذلك يستطيع أن يسخّر جميع من حولك لكي يضاعف جهلك بهم ومن خلالهم فتخلد للأرض

وسيستمر باغرائك حتى آخر لحظة من لحظات حياتك ولن ييأس أبدا

فهو ((نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ () الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الأَفْئِدَةِ))ا

ونار الله الموقدة لا تنطفئ أبدا أبدا، ولا تكل ولا تمل أبدا من كونها نار الله الموقدة

هذه هي مهمتها، وهذه هي مهمته

ولا أقول هنا نار الله الموقدة بمعنى سلبي او سيء،، أبدا ،، لا أقول ذلك ولا أعتقد بذلك أبدا
 
فمقامه هو مقام رب العالمين
 
فهو المسؤول عن إعمار الأرض وزخرفتها وزينتها

وهو المسؤول عن رفع وعي الناس

وهو المسؤول عن تعليم الناس عبادة الله المعنى المعبود بمختلف صورها

هو مدير المدارس الأرضية كلها في كل جنبات الكون بكاملها

فقط بتأهيل نار الله الموقدة لنا سيمكننا أن نصل لجنة الله ونعيمه من خلال توئمه
 
بدون أن يرفع نار الله وعيننا بتعليمه لنا لن نستطيع أن نهتدي لوجود توئمه فنسعى إليه ونحبه ونتمسك به

الأمر في هذا الصراع هو كمثل من يحب امرأة معينّة ،، وأمرأة اخرى تحبه هو

هو متعلق بهذه

وتلك متعلقة به

هو لا يريد أن يترك هذه

وتلك لا تريد أن تتركه وتريد أن تحصل عليه بأي طريقة كانت رغم انها تعلم انه لا يحبها

لكنها تريده لنفسها بأيّ طريقة كانت

ستغريه بالاموال

ستغريه بالمناصب

وستحاول أن تغريه بكل وسيلة تستطيعها

ومن أجل الحصول عليه لنفسها فقط فانها مستعدة لفعل أي شيء له حتى لأن تغَلَّقَ عليه الأَبْوَابَ وَتقول له هَيْتَ لَكَ

ولا سبيل للخلاص من مكرها إلا ان تقول لها دائما وأبدا

مَعَاذَ اللَّهِ ،، إليك عنّي يا امرأة , غرِّي غيري ، إليَّ تعرّضت أم إليَّ تشوّقت

وأخيرا أقول أنك بدون أن تتعلم أن تمسك القلم وتعبّرعن نفسك بالكتابة فلن تستطيع أن تبني مع عقلك لا جسرا ولا حتى ربع جسر ،، بل ولن تستطيع أن تربط بينك وبينه حتى خيطا

 اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ () الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ () عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ

فهل تريد ان يعلمك ربك الأكرم ما لم تعلم؟

فامسك القلم إذن واصغ السمع ،، وتعلم أن تشهد من قلبك تلك المعاني وهي تنسال إليك

واسطرها بقلمك على الورق

وصلى الله على المصطفى المختار محمد وآله الأتقياء
.
..
...
....
.....




 

كل إنسان محاط بميركابا خاصة به وحده







بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


كل إنسان محاط بميركابا خاصة به وحده


بل ان كل مخلوق كبر أو صغر هو محاط أيضا بميركابا خاصة به وحده

فكل ذرة وما هو أصغر منها محاطة بميركابا خاصة بها تستوعبها 

وكل مجرّة وما هو أكبر منها محاطة أيضا بميركابا خاصة بها تستوعبها 

والكون كله بجميع سماواته وأرضه محاط أيضا بميركابا خاصة به تستوعبه بكل ما فيه من موجودات

الميركابا عبارة عن حقلين من الطاقة الحية العاقلة يتداخلان مع بعضهما البعض بطريقة معينة فيشكلان سويّة  جسد جوهري واحد يحيط بكل المخلوقات

مجموع حقول الميركابا هو 64 حقل او نجمة تيتراهيدرون ،، كل 8 منها تشكل قوة واحدة من قوى هذا الحقل الطاقوي من حقول الميركابا الإثنين وتقودها قوة تتمركز وسطهم، فتكون كل ثمانية نجمات منهم مع القوة المتمركزة وسطهم تسعة وليست ثمانية


فيكون المجموع حينها هو 72 قوة 

64 قوة منها هو قوى فاعلة 

وثمانية منها هي القوى الموجهة والآمرة لها

وكل قوة منها لها وجهين سالب وموجب


يعني مجموع عدد القوى الفاعلة والقائدة لها لكلا الحقلين للميركابا سيكون 144 قوة
هذه القوى ليست موجبة او سالبة 
لكنها بأمر أحد التوسعان قد تكون موجبة ونفسها بأمر التاسوع الآخر ستكون سالبة

في روايات اهل البيت جاء التعبير عنها بجنود العقل وجنود الجهل

72 جندي للعقل ووزيرهم الخير

و

72 جندي للجهل ووزيرهم الشر

الحقلين هما يدي الله الاثنين وكلتا يديه يمين

يعني لا تدع كلمة الجهل ووزيره الشر تجعلك تتصور انه شيء سيء وقبيح

فهو يمين الله أيضا،، ويمين الله جميل ،، فالله كله جميل وكلتا يديه جميلة وكلتا يديه يمين


فأحدهما يدور من اليمين للشمال والآخر يدور  من الشمال لليمين 

فأحدهما ينطلق في دورانه من اليمين والآخر يتجه في دورانه نحو اليمين فكلاهما يمين لكن التعبيرات تستوجب وجود المتضادات فيما بينها لكي نستطيع حينها ان نفهم معنى التقابل بينهما


ما يهمنا الآن هو الإنسان

فكل إنسان محاط بميركابا خاصة به ينتج منها 144 قوة

وكل 72 قوة منها يحركها قائد واحد

يعني يوجد قائدان يجلسان في وسط قوى الميركابا التي تحيط بكل انسان

القائدان في الحضارة المصرية القديمة يطلق عليهما التاسوعان

القائدان هما التاسوعان

والتاسوعان هما من يقودان حركة الصراع النفسي داخل كل إنسان

بالاضافة الى انهما هما حقيقة كل إنسان 

أين يتمركز التاسوعان في حقل الميركابا هذا والذي يتكون من 64 نجمة تيتراهيدرون  ثمثل  

في وسط حقلي الميركابا المتداخلان توجد غرفة صغيرة مضلعة يُطلق عليها بيت الرب، أو بيت الله ،،، حسب الترجمة

حقلي الميركابا هما التاسوعان 


ـ((((التاسوعان هما محمد وعلي ، وعلي هو محمد ومحمد هو علي لا فرق بينهما فهما جسد جوهري واحد))))ـ


في وسط هذا الجسد الجوهري الواحد يتمركز أو يولد الإسم المكنون 

هذا الكلام ما عدى الذي وضعته بين الاقوس تقول وتعتقد به العديد من الاديان في العالم ((تقريبا جميع الأديان التي اطلعت عليها)) 


فالعقيدة عندهم كلهم هي عقيدة واحدة والذي يختلف بينهم هي فقط تلك الاسماء الثلاثة التي اطلقوها على التاسوعان والاسم المكنون 


فهذه الميركابا هي عين الله على جميع خلقه لأنها محيطة بجميع خلقه كما قلنا قبل قليل




الميركابا هي نفسها نور الله الأول المقسوم لنصفين والمعاد تركيبهما بجسد جوهري واحد

لو أردنا أن نترجم هذا الكلام سنقول أن محمد وعلي يحيطان بكل إنسان ، بل بكل المخلوقات أيضا

محمد وعلي هما سجلات أكاشا، ـ

هما القرآن المبين
هما الكتاب المكنون
هما الكتاب الذي أحصى به الله علم كل شيء

هما مدينة العلم وبابها

هما العالم الأكبر الذي انطوى بكل انسان ومع كل انسان بل مع كل مخلوق أيضا

هذا هو مقام الرب الذي من خافه له جنتان
.

.


أن تعيش حياتك بهذا الاعتقاد سيجعلك تندهش كل يوم من أيام حياتك

وسيجعلك تترقى علما ومعرفة كل يوم من أيام حياتك

وأن تعيش حياتك بهذا الاعتقاد سيجعل أيامك لا تتساوى أبدا

ففي كل يوم ستزداد منهما قليلا

بل هما من سيزيدانك كلّ يوم قليلا

اقرؤوا الرواية التالية مع هذا الفهم وستلاحظون ان المعنى سيختلف معه كثيرا

وخذ هذا المعنى معك للفراش وتفكر به قليلا قبل أن تنام واستفتي قلبك حوله ،، وسيفتيك ان شاء الله

عن جابر بن يزيد الجعفي، عن الإمام العالم موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) قال: ـ

" إن الله تبارك وتعالى خلق نور محمد من نور اخترعه من نور عظمته وجلاله 

وهو نور لاهوتية الذي تبدى الاه وتجلى لموسى (عليه السلام) في طور سيناء 

فما استقر له ولا أطاق موسى لرؤيته، ولا ثبت له حتى خر صعقا مغشيا عليه  

وكان ذلك النور نور محمد (صلى الله عليه وآله)ـ

فلما أراد أن يخلق محمدا منه قسم ذلك النور شطرين: ـ

فخلق من الشطر الأول محمدا  

ومن الشطر الآخر علي بن أبي طالب 

ولم يخلق من ذلك النور غيرهما 

خلقهما الله بيده   

ونفخ فيهما بنفسه لنفسه  

وصورهما على صورتهما 

وجعلهما أمناء له  

وشهداء على خلقه  

وخلفاء على خليقته  

وعينا له عليهم  

ولسانا له إليهم  

قد استودع فيهما علمه  

وعلمهما البيان  

واستطلعهما على غيبه  

وجعل أحدهما نفسه والآخر روحه 

ولا يقوم أحدهما بغير صاحبه  

ظاهرهما بشرية  

وباطنهما لاهوتية  

ظهروا للخلق على هياكل الناسوتية حتى يطيقوا رؤيتهما   

وهو قوله تعالى: * (وللبسنا عليهم ما يلبسون) *ـ

فهما مقام رب العالمين  

وحجابا لخالق الخلائق أجمعين  

بهما فتح بدء الخلائق  

وبهما يختم الملك والمقادير. ـ

ثم اقتبس من نور محمد فاطمة ابنته كما اقتبس نوره من نوره 

واقتبس من نور فاطمة وعلي الحسن والحسين كاقتباس المصابيح 

هم خُلقوا من الأنوار وانتقلوا من ظهر إلى ظهر   

ومن صلب إلى صلب ومن رحم إلى رحم في الطبقة العليا من غير نجاسة  

بل نقلا بعد نقل لا إنه ماء مهين ، ولا نطفة خشرة كسائر خلقه  

بل أنوار انتقلوا من أصلاب الطاهرين إلى أرحام المطهرات  

لأنهم صفوة الصفوة  

اصطفاهم لنفسه  

وجعلهم خُزّان علمه  

وبُلغاء عنه إلى خلقه  

أقامهم مقام نفسه  

لأنه لا يُرى ولا يُدرك ولا تُعرف كيفيّة إنيّته 

فهؤلاء الناطقون المبلّغون عنه  

المتصرفون في أمره ونهيه 

فيهم يُظهر قوته  

ومنهم تُرى آياته ومعجزاته  

وبهم ومنهم عرّف عباده نفسه  

وبهم يُطاع أمره  

ولولاهم ما عُرف الله 

ولا يُدري كيف يُعبد الرحمن 

فالله يُجري أمره كيف يشاء  

فيما يشاء  

لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون "...................... إنــتـــــهــــى




وصلى الله على المصطفى المختار محمد وآله الأطهار
 .
..
...
....
.....