يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ

يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ

عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ

أَنْ أَنذِرُواْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَاْ فَاتَّقُونِ

------------------

1- يُنَزِّلُ

2- الْمَلائِكَةَ

3- بِالْرُّوحِ

مِنْ

4- أَمْرِهِ

عَلَى

5- مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ

2-6- أَنْ أَنذِرُواْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ

1-7- أَنَاْ

5-8- فَاتَّقُونِ

-------------

من الذي ((يُنَزِّلُ))؟ ---- إنّه رب الملائكة والروح

من هم الذين ينزّلهم؟ ---- إنهم (2) الملائكة

بماذا ينزّلهم؟ ---- ينزّلهم (3) بالروح

بالروح مِن مَن؟ بالروح من أمره

أمره من؟ أمره هو النور

فكما قال في خطبة المخزون عن روح البصر روح الحياة :

أَمَّا بَعْدُ،

فَإِنَّ رُوحَ الْبَصَرِ رُوحُ الْحَيَاةِ الَّذِي لَا يَنْفَعُ إِيمَانٌ إِلَّا بِهِ،

مَعَ كَلِمَةِ اللَّهِ وَ التَّصْدِيقِ بِهَا،

فَالْكَلِمَةُ مِنَ الرُّوحِ

وَ الرُّوحُ مِنَ النُّورِ،

وَ النُّورُ نُورُ السَّمَاوَات‏

فأمره هو نور السماوات

والروح التي ينزّل بها الملائكة هي إذن من النور

وما هي هذه الروح التي ينزل بها الملائكة على من يشاء من عباده؟

انه روح من امرهم ،، يعني روح من نورهم

وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا ((نورنا))

مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإِيمَانُ

وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا ((روحا)) نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا

وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ

فهم بالاضافة إلى أنهم سكن للنور او لباس للنور ، فإنهم يستطيعون ان يتنزلوا بهذا النور ليهدوا به من يشاؤون من عبادهم

يعني ضع نفسك في قلب هذه الأية لتتصورها معي:

انت انسان أو ملاك النور في داخلك ويسكن بك

ولو عرفت من قلب عبد ما انه يستحق الهداية فانك تستطيع أن ترسل لهذا العبد نورك الذي يسكن فيك ليهديه

يعني تستطيع ان ترسل قبس من نورك الذي يسكن فيك لذلك العبد فينوّر قلبه ويهديه

أخرج نفسك الآن من هذه الآية ودعنا نستمر بطرح الأسئلة:

كيف سيهدي النور ولماذا سيهدي ؟

الجواب:

أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ

يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ

أَنْ أَنذِرُواْ أَنَّهُ :

لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَاْ فَاتَّقُونِ

يعني ماذا؟

رب الملائكة والروح هو الرحمن

يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لّا يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا

والنور هو أمر الرحمن

فـ يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ ((أَمْرِهِ))

تعني كما بينا في الأعلى

يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ ((نوره))

وخلاصة الهداية التي ستُوصل الروح إليها ذلك العبد المختار هي : ل

اَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَاْ فَاتَّقُونِ

يعني :

وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا :

أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ؟

ومن هو الرحمن الذي يجب أن نتقيه؟

هو المقصود بهذه الآية:

وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ

يعني هو ربنا الذي أعطينا له العهد بالتذكر وعدم النسيان حين قال لنا :

أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ

فأجبناه بــ: بَلَى

فنور الرحمن الذي يهدون به من يشاؤون من عبادهم ماذا سيفعل؟

إنه سيهدي ذلك العبد لمعرفة ربه الرحمن ،، فنور الرحمن يهدي للرحمن

طيّب من هو هذا المقصود بقوله تعالى:

وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ؟

ومن هو الصراط المستقيم؟

الصراط المستقيم هو نفسه النور

فاهدنا الصراط المستقيم يصبح معناها هنا هو ((اهدنا النور))

طيب من هو هذا الذي يهدي الصراط المستقيم؟

إنتبه هنا أنه يهدي الصراط المستقيم

وليس يهدي إلى الصراط المستقيم

إنه اسم الرحمن الأعظم

إنه عبدالرحمن الأوحد

إنه رسوله للناس جميعا

إنه خليفته في الأرض

فعبده ورسوله وخليفته واسمه الأعظم في الأرض هو من يهدي الصراط المستقيم

يعني هو من يهدي النور

يعني هو من يهدي الهادي

فالرحمن ينزل خليفته القائم بالأمر واصحابه الثمانية عشر وينزل نوره بهم ومعهم

وينزلهم جميعهم مع جميع افراد أمّته الواحدة المتنافسة

وهم يراقبونهم جميعهم

ومن يعرفون من قلبهم انهم لا يريدون الا صيانة دينهم وتعظيم وليهم فإنهم يؤيدونهم بقبس من نورهم ليهديهم ويوفقهم من قلوبهم لقبول معاني الحق والحقيقة ممن سيهدونهم له

إهدنا الصراط المستقيم وليس للصراط المستقيم، ولن يهديك عبده ورسوله وخليفته القائم بالأمر الصراط المستقيم الا حين تعرف أنت من هو الصراط المستقيم وتقرّ له بانه هو النور القديم

إهدنا النور وليس إهدنا للنور

ولن يهديك عبده ورسوله وخليفته والقائم بالأمر النور الا إن عرفت النور القديم واخبت قلبك له

والقائم بالأمر تعني القائم بالنور أيضا

وأخليته من كل الأغيار ((عرفاء، فقهاء، رؤساء، زعماء، وسمّي ما شئت من أسماء وصفات الرجال))