السبت، 19 مايو 2018

يوجد أمر مخفي عن جميع الناس


يوجد أمر مخفي عن جميع الناس




بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين
محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين

اللهم صلي على محمد وآل محمد
ربي اشرح لي صدري

وضع عني وزري
الذي انقض ظهري
وارفع لي ذكري
واجعلي لي من بعد العسر يسرا
واجعل لي من بعد العسر يسرا


السلام عليكم إخوتي وأخواتي المتنافسين والمتنافسات الكرام ورحمة الله وبركاته
عنوان حديثنا لهذا اليوم سيكون
يوجد أمر مخفي عن جميع الناس

نعم يوجد أمر مخفي عن جميع الناس تقريبا
ولو انكشف هذا الأمر لأي انسان
فستنقلب مفاهيمه ورؤيته لجميع ما يجري من حوله من الامور السلبية بـ 180 درجة
ولن يعود بعد ذلك ليرى السلبية بها أبدا
بل وربما سيرى الايجابية في نفس تلك الامور التي كان يراها سابقا أمورا سلبية
أكثر من ما كان يراها في الامور كان يراها او يطلق عليها أمور ايجابية
فالله خلق الانسان وجعله يتعلم من خلال الالم والمعاناة
اكثر من ما يتعلمه بالراحة والسعادة
ولذلك ورد أن
الْجَنَّةَ حُفَّتْ بِالْمَكَارِهِ وَ إِنَّ النَّارَ حُفَّتْ بِالشَّهَوَات‏
فلو اننا نعتقد فعلا أن الله حكيم في أفعاله كلها
فسنفهم ونعتقد أنه لو كانت السعادة اكثر فائدة لنا في هذا العالم
لجعل الله هذا العالم لنا مريحا اكثر من ما هو متعب كما نراه الان
ولو اعتقدنا فعلا ان الله حكيم فسنرى الراحة في مواطن التعب والشقاء
تماما كما اننا نراها في مواطن الراحة والسعادة
فعلى سبيل المثال نقول
أن من يرى أمر المنافسة في هذه الدنيا ويعتقد به كما نتكلم عنه في هذه الصفحة
فسيرى الرحمة من وجود إبليس ورجله والشيطان وحزبه في بعض أهم المواضع ضمن هذه المنافسة
فانشغال اغلب الناس عن أمر هذه المنافسة وغفلتهم عنها
هو رحمة كبيرة للذين سينتبهون ويستيقظون
فكما قلنا في المقالات السابقة أن عدد المتنافسين في هذا العالم هو حوالي 5256000
وهذا العدد كما تلاحظون ينتهي للرقم 9
5+2+5+6=18=1+8=9
فالعدد تسعة هو باطن كل شيء وكل شيء هو ظهور له
فكل شيء يجب أن يرجع وينتهي لهذا العدد
وعدد الفائزين منهم حوالي 252 الف ((2+5+2=9))
فمجموع الاعداد كما قلنا يجب ان ينتهي لـ 9،،
يعني الثلتين عددهم 144 الف
و 4+4+1=9

وعدد الثلل الثلاثة 72+72+72=216
وهذا العدد يرجع أيضا للرقم تسعة
2+1+6 = 9
ومجموع الثلل الثلاثة مع مجموعة القليل يجب ان ينتهي ايضا لـ9
فالرقم تسعة هو باطن كل شيء وكل شيء هو ظهور له ومضاعفات له
وكل الكون مبني على أساس هذا الرقم
وصلنا حتى الآن إلى أن مجموع عدد افراد الثلل الثلاثة
مع مجموع عدد أفراد مجموعة القليل يجب ان ينتهي ايضا لـ9
لكن كيف وصلنا لهذه النتيجة؟
عدد الثلل الثلاثة واضح بالنسبة لنا
فالثلتين كما قلنا عددهما هو 144 الف
وعدد الثلة الواحدة هو إثنان وسبعون الفا
فمجموع الثلل الثلاثة سيكون بالضبط 216 الفا
والآن لكي نعرف عدد أفراد مجموعة القليل
يجب علينا اولا ان نعرف كم هي نسبة القليل من الكل
ولنعرف ذلك سنعود لسورة المزمل المباركة والتي يقول رب العالمين في بدايتها
بسم الله الرحمن الرحيم
يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ
قُمِ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلا
نِصْفَهُ
أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلا
فمعنى هذه الأية هو قم نصف الليل أو نصف النصف
يعني ربعه
فالنصف كما هو واضح في الآية هو القليل
قُمِ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلا // نسأل هنا كم هو هذا الليل إلا قليلا؟
فيأتي الجواب // نِصْفَهُ // يعني نصف الليل
فالقليل من الكل حسب هذه الآية هو نصفه
فلو كان عندك ثلاثين دينارا وقلت لك أعطني قليله فمعناها اعطني نصفها يعني أعطني 15 دينار
ولو قلت لك اعطني القليل من القليل منها فيعني اعطني ربعها
فلو انقصنا القليل من الكل نحصل على النصف
ولو رجعنا مرة اخرى وانقصنا القليل من النصف سنحصل على الربع
فنسبة القليل بالنسبة للكل هي انها نصفه
فأقل من كانوا يقومون الليل تطوعا مع رسول الله صلى الله عليه وآله كانوا يقومون ثلثه وأكثرهم كان يقوم ثلثيه، فقلله رب العالمين لهم إلى النصف او الربع
إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ
وَنِصْفَهُ
وَثُلُثَهُ
وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ
وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ
بعد أن عرفنا نسبة القليل من الكل
سنعود للثلة والتي عددها 72 الف ونقسمها على اثنين لنعرف كم هو عدد القليل
72000 / 2 = 36000
فتكون مجموعة القليلا عددها ستة وثلاثون الفا 36000
و لنعرف عدد الفائزين الكلّي سنضيف قليل الثلة او نصف الثلة إلى مجموع عدد الثلل الثلاثة
فيكون العدد الناتج حينها هو
216000 + 36000 = 252000 فائز
ونجد أن العدد الإجمالي للفائزين او للثلل الثلاثة والقليل ينتهي هنا أيضا للرقم تسعة
2+5+2=9

قلنا حتى الآن أن العدد الإجمالي للمتنافسين في نهاية فترة الحياة الدنيا وكما ورد في رواية الفرقة الناجية سيكون 73 فرقة
ومنها قلنا أن مجموع عدد كل المتنافسين هو
5,256,000
والأن بعد أن حددنا عدد المتنافسين وعدد الفائزين
سيمكننا ان نحدد النسبة بين الفائزين والخاسرين في هذه المنافسة من بدايتها لنهايتها
فـالخاسرون سيكون عددهم 5004000
والفائزين منهم سيكون عددهم 252000
يعني ستكون نسبة الفائزين للخاسرين في هذه المنافسة هي حوالي 20:1
يعني كل متنافس فائز سيقابله 20 متنافس خاسر من بقية المتنافسين
فالنسبة إذن بين الرابحين والخاسرين هي نسبة قليلة جدا جدا جدا
وكل ما يحتاجه المتنافس لكي يفوز ويتسجل اسمه مع الفائزين
وأقصد أي متنافس على الإطلاق
هو فقط ان يستيقظ من غفلته قبل أن يدركه الموت
أو أن يموت قبل أن يموت
وعملية الاستيقاظ والحمد لله
ليست عملية سهلة على الاطلاق كما نتكلم عنها الأن ونصفها
وهنا قد يسأل البعض لماذا تقول الحمد لله؟
او كيف تقول الحمد لله على بقاء الغافلين غافلين وتمكن ابليس ورجله والشيطان وحزبه من تخديرهم وتنويمهم؟
لكل من قد يعترض على قولي هذا او يسأل عن سببه أقول له:
أقول ذلك لأنني أرى الرحمة في ذلك
كيف أراها؟
اعتبر نفسك قد استيقظت من غفلتك
لكنك لم تستيقظ وتنتبه لوحدك
بل استيقظ معك كل المتنافسين وبدون استثناء
فكم ستكون فرصتك حينها لأن تكون من الفائزين؟
لا شك أن فرصتك ستكون 72:1
فعدد الفائزين سيبقى هو هو ولن يزيد حتى ولا واحد
يعني يجب ان تنافس بدرجة ايمانك وعلمك في يوم تحديد الدرجات 72 متنافس أخر
وليس ذلك فقط
بل ويجب عليك أن تتفوق عليهم جميعهم في درجاتك لكي تفوز بمقعدك ونجيبتك
لأنهم كلهم مستيقظين ومستعدين
لكن وكما قلت الحمد لله أن الشيطان وحزبه يقومون بعملهم بصورة جيدة جيدا
فالشيطان وحزبه والحمد لله لن يعطوا الفرصة لجميع المتنافسين بان يستيقظوا كلهم
فهم يعملون دائما على ان ينيّموا الجميع بدون استثناء
وكل من سيستيقظ من المتنافسين الغافلين النائمين
فإنه لن يستيقظ بإرادة الشيطان وحزبه
بل سيستيقظ رغما عنهم
أمّا الباقين فسيبقون غافلين نائمين مع بقية الغافلين النائمين
وبالتالي ستبقى درجات ايمانهم وعلمهم حتى يوم تحديد الدرجات منخفظة
عكس درجات الذين استيقظوا من نومهم او من غفلتهم
الأن لو نظرنا لأمر المنافسة من هذه الجهة
فسنرى ان ابليس ورجله والشيطان وحزبه سيكونون رحمة للذين سيستيقظون بشكل خاص 
ورحمة للمنافسة بشكل عام
فالذين سيستيقظون سيخفّ من وقتها وبالتدريج سلطان إبليس ورجله غليهم وكذلك سلطان الشيطان وحزبه عليهم

بينما سيبقى سلطانهم وتأثيرهم أكبر وأقوى على الغافلين أو الغاوين منهم
وبذلك ستزيد فرصة فوز الذين استيقظوا بشكل كبير جدا
فأفراد ثلة السابقون السابقون من أصحاب اليمين
يجب عليهم أن يصلوا او أن يقتربوا من نسبة 100% من درجات العلم والايمان
او على الاقل أن يعبروا العقبة خلال فترة الحياة الدنيا
وليس عند نهايتها كما هم ثلة اصحاب اليمين الثانية
فهؤلاء وأقصد السابقون السابقون سيتم عزلهم أوّل بأول عن بقية المتنافسين 

يعني كلما ثقلت موازين أحدهم سينجّوه على الفور من مخالطة البقية الغافلة من المتنافسين
ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا
أمّا ثلة اصحاب اليمين فسيرفعونهم مرة واحدة
وستتحدد درجاتهم جميعهم في يوم واحد
ومباشرة بعد يوم تحديد الدرجات هذا ستبدء علامات الظهور الكبرى بالحدوث
وحينها سيغلقون سجل الدرجات
وبعدها فإن أي متنافس من المتنافسين لن ينفعه من حينها ان يؤمن او ان يعمل صالحا لترتفع درجة ايمانه وعلمه
فيوم تحديد النتائج
هو اليوم الذي يُرفع به القلم وتجف فيه الصحف
ولذلك اقول الحمد لله ان ابليس ورجله وحزبه يقومون بعملهم جيداً
فعن نفسي وكانسان يحاول بيأس أن يستيقظ من غفلته
أقول أنه اذا ما استيقظ الجميع معي
فيجب عليّ في هذه الحالة أن أصل بدرجة ايماني وعلمي لأكملها
أو أن أقترب بها من نسبة 100% لأضمن أن أكون من السبعين الفا من أصحاب اليمين
فحينها ولأن الجميع مستيقظ ويدرس بكل جهد فستكون المنافسة شديدة جدا
لكن اذا استطاع أن يستيقظ من كل المتنافسين فقط سبعين الفا
فهؤلاء كلهم سيصعدون
حتى ولو كانت نسبة درجات علم وايمان بعضهم لم تتجاوز الـ50% او حتى الـ30%
فالذين سيفوزون على سلم درجات المتنافسين هم أول سبعين الف منهم
مهما كان عدد المستيقظين
يعني حتى لو استيقظ من المتنافسين 200 أو 400 أو 900 الف متنافس
فالذين سيفوزون منهم
هم أيضا فقط أوّل سبعين الف منهم
فوجود الشيطان في هذه المنافسة وفي هذه المرحلة سيكون رحمة للمستيقظين
وسيعجّل من نهاية المرحلة الاولى من المنافسة
وهي مرحلة الحياة الدنيا
لأن الدرجات المطلوبة بها لا يجب أن تكون قريبة من حد الكمال كما هو الحال مع السابقون السابقون
لأن الصاعدين منهم هم دائما اول سبعين الف متنافس مهما كانت درجاتهم منخفضة او متدنية
عكس ثلة السابقون السابقون
فهؤلاء يتعبون في حياتهم أشد التعب بتحصيل المعارف
وحينما يموتون ويقفون على الميزان وتوزن اعمالهم
فيجب ان يكونوا قد تجاوزوا العقبة فعلا لكي تثقل موازينهم وتفك رقابهم من النار
اما ثلة اصحاب اليمين السبعين الف من الأولين
فهؤلاء كما يبدو انهم لا يجب ان يصلوا لهذه الدرجة
بل فقط يكفي ان يكون اسم أحدهم ضمن اول سبعين الف اسم على لآئحة المتنافسين ليحسبوه من الفائزين
فابليس ورجله والشيطان وحزبه هم يعجلون الفرج بهذه الطريقة التثويلية او الديخية
ويكفي في البداية أن يستيقظ مجموعة منهم ومنهم ستنتقل العدوى لمن حولهم
وكل مستيقظ منهم سيُعين أحد المتنافسين الآخرين على الاستيقاظ
أو يزيد من علمه وفهمه وايمانه
هو أيضا سيعجّل من نهاية هذه المرحلة الاولى من هذه المنافسة
او سيعجّل الفرج
ولذلك فإن الشيطان لن يتوقف ابدا عن اثارة المشاكل وبكل صورها 
وذلك لكي يُبقي بها المتنافسين الغافلين والنائمين غائفلين ونائمين ومرتاحين
وكلما اقترب العدد المطلوب من الاكتمال ستزيد حدة المشاكل أكثر من قبلها لتصعيب عملية الانتباه والاستيقاظ على بقية المتنافسين النائمين
فالمطلوب من الأولين هو فقط ثلّتان
ثلّة منها قد صعدت بالفعل أو تم اختيارها بالفعل
وهي ثلّة السابقون السابقون
وثلة ينتظرون اكتمال عددهم وهم ثلة اصحاب اليمين
لتبدء بعدها المشاهد الاخيرة من الفصل الاول من قصتنا بالظهور والتحقق على مسرح الاحداث
مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ
فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ
وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا
كل المنافسة واحداثها تدور مدار إيفاء العهد الذي عاهده جميع المتنافسين
وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ
قَالُواْ بَلَى
شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ

قَالُواْ بَلَى
هذا هو العهد والميثاق الذي عاهده المتنافسون
ولكي يوفي أي واحد منهم هذا العهد يجب عليه ان يتذكر هذا العهد واغلب تفاصيله
مثل:
مع من عاهده
وأين
ومتى
.
فبعد الموت سيقف كل متنافس منهم بين يديّ من أعطى العهد له
وسيسأله عن العهد هل تذكرته ام لا
فإن لم يكون قد تذكره في هذه الحياة فسيقول اني نسيته لأنني كنت غافل مع الغافلين
فلذلك يجب على المتنافس أن يتذكر العهد وبنوده وصاحبه
لكي يقضي نحبه ويكون من الناجين

مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ
فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ
وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا

فكما جاء في تفسير هذه الآية
عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:
كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام، إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِ أَبُو بَصِيرٍ وَقَدْ حَفَزَهُ النَّفَسُ، فَلَمَّا أَخَذَ مَجْلِسَهُ، قَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام‏:
يَا أبَا مُحَمَّدٍ، لَقَدْ ذَكَرَكُمُ‏ اللَّهُ‏ فِي‏ كِتَابِهِ‏ فَقَالَ:
«مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى‏ نَحْبَهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَ ما بَدَّلُوا تَبْدِيلًا»
إِنَّكُمْ وَفَيْتُمْ بِمَا أَخَذَ اللَّهُ عَلَيْهِ مِيثَاقَكُمْ مِنْ وَلَايَتِنَا،
وَإِنَّكُمْ لَمْ تُبَدِّلُوا بِنَا غَيْرَنَا،
وَلَوْ لَمْ تَفْعَلُوا، لَعَيَّرَكُمُ اللَّهُ كَمَا عَيَّرَهُمْ
حَيْثُ يَقُولُ جَلَّ ذِكْرُهُ:
«وَ ما وَجَدْنا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَ إِنْ وَجَدْنا أَكْثَرَهُمْ لَفاسِقِينَ».........إنتهى

فالنحب إذن هو العهد والميثاق
فالوفاء بالنحب هو الوفاء بالعهد والميثاق
والوفاء بالعهد والميثاق لا يكون
الا مع تذكر جميع تفاصيله الزمانية والمكانية
وبتذكر جميع بنوده
وبتذكر مع من عاهدته
وبتذكر صفات من عاهدته
وبتذكر موقعك من الذي عاهدته وموقعه منك كذلك
من هنا يجب عل كل من يريد أن يفي بنحبه أو بعهده وميثاقه
أن يعرف الكثير الكثير عن عالم الأمر
وعن رب الملائكة والروح
وعن دور إبليس الذي أبى واستكبر أن يسجد في هذه العملية
وعن دور الشيطان في هذه العملية
وعن دوره هو شخصيا في هذه العملية قبل ان يفي بنحبه وبعد ان يفي بنحبه
وعن الحكمة من خلقه هو شخصيا
ومن خلق السماوات والأرض
ومن خلق الملائكة والروح
وعن ماذا سيحصل له بعد أن يفي بعهده
وبعد أن يفي بعهده وميثاقه ماذا سيكون دوره في هذه العملية المستمرة ما دامت السماوات والأرض والتي خلق الله تبارك وتعالى كل شيء من أجلها
الإجابات على كل هذه الأسئلة والمتعلقة بكل هذه الامور موجودة في قلب كل إنسان
لكن نظرته لنفسه وللحياة من خلف قناع النفس الحسية الحيوانية
هو من يحجبه عن الوصول لهذه الاجوبة
فعندما يقول رب العالمين في محكم كتابه الكريم
وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ

فهذا يدلنا على أن علم كل ذلك موجود عندنا الآن
ومحفوظ في مكان ما من وعينا
لكننا بسبب طول الغفلة لا نستطيع النفاذ له لاستخراج العلم المكنون به
وهذا نفس ما يقوله أصحاب تقنيات التأمل الكثيرة والمنتشرة في العالم
من أن العلم مخزون داخلنا
وكل ما علينا هو أن نهدء الأفكار المتلاطمة
لنسمع صوت المعلم الداخلي وهو يخبرنا به
هذه التقنية للإتصال بنور القلب هي أيضا من تعليم أهل البيت للأمم السابقة
لكن الموجود منها بين أيدي الناس اليوم هو أيضا ومنذ زمن بعيد محرّف عن كل ما نزل به الوحي على الانبياء والرسل والأولياء
حاله في ذلك حال جميع العلوم الاخرى التي علّمها وبثّها الانبياء والرسل والاولياء بين الناس حين نزلوا بينهم
ولذلك جاء الإسلام المحمدي بطريقة أخرى ومنهج أخر يساعد الانسان على الاتصال بنوره المودع في قلبه
وهو منهج التفكّر العميق والدائم بالايات والرويات المحكمات
واللوآتي هن ام الكتاب الصامت والناطق

فالايات والروايات المحكمات تعتبر
مفاتيح لخزائن العلوم المكنونة في الانسان
إذا ما هو تفكّر بها وأطال الفكرة حولها وأدامها
فالاسلام جاء بالتفكر الصاخب العميق بديلا عن التأمل الصامت
وبالآيات والروايات المحكمات كمفاتيح توصل المتفكر بها لخزائن القلوب
بدلا عن الصمت المطلق الذي يعتمده المتأمل ويسعى له
والتأمل الصامت حاله حال جميع العلوم الأخرى المحرفة
فهو رغم تحريفه عن أصله لكنه سيفيدك في حياتك في جهنمنا هذه
فسيحسن لك بعض ظروفها ويخفف عنك بعضٌ من نيرانها النفسية والمادية
التي تعذب وتحرق حطبها ، ونحن هم حطبها
منهج الكتاب والعترة الذي أمر به رسول الله صلى الله عليه وأله لا يكتمل بدون التفكّر العميق
فالتفكر العميق بمحكمات الكتاب والعترة هو من سيورِثك الدراية ،
لأن محكمات الكتاب والعترة تعتبر مفاتيح اذا ما تفكّرت بها ستوصلك بمن بيده خزائن العلوم المكنونة بك فيحدثك بإجاباتها ويفهّمك إيّاها
فكلما تفكّرت متعمّقا بآية أو برواية محكمة
ستكون وكأنك حملت مفتاحا وذهبت به لخازن خزائن العلوم
فيأخذه منك ويفتح لك تلك الخزنة التي اتيت له بمفتاحها
ويقرء لك ما فيها من العلم ويفهمه لك
فالتأمل بدون مفاتيح الكتاب والعترة لن يخرجك من الغفلة
ولن يوقظك من النوم
ولن يثقل موازينك بالعلم والمعرفة المطلوبة
ولن يقودك لتتذكر العهد وتفاصيل العهد
نعم ربما سيأخذك لمناطق جميلة كلها حب وتسامح
لكنه لن يأخذك إلى حيث ستصحو من نومك وغفلتك وتتذكر عهدك
بل على الأغلب سيجعل من نومتك نومة مريحة
ومن غفلتك غفلة عميقة
كل ما تحتاجه لكي ينكتب اسمك مع الناجين الصاعدين هو أن تستيقظ وأن تبقى مستيقظ
ولكي تبقى مستيقظ
يجب أن تديم التفكر
وأن تبحث عن المفاتيح المناسبة لك من الكتاب والعترة لكل مرحلة أو درجة جديدة تصل لها
وبعدها تديم التفكر العميق بها

ومنهج الكتاب والعترة بمعزل عن الدرايات بهما
لن يذكرك بتفاصيل العهد

وستبقى الروايات مجرد لقلقة لسان تتلعثم بها بمجرد أن يسألك عنها سائل من حيث لم تحتسب أن يسألك

في هذا الزمان والذي يبدوا أن جميع العلامات الصغرى قد تحققت تقريبا
واقتربت معها اللحظة التي سيغلقون بها سجل الدرجات لجميع المتنافسين
وسيليها اليوم الذي بعده
لاَ يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا

لماذا لن ينفعها كل ما سبق؟
لأن السجلات قد أغلقت.

في اليوم الذي أعطينا فيه العهد كنّا نعرف حقيقتنا كأنفس ناطقة قدسية تماما المعرفة
فكلنا كنّا نعرف أن حقيقتنا هي أننا كتب مرقومة في كتاب مرقوم

كل واحد منا هو كتاب مرقوم جزئي يشهده أحد السابقون السابقون المقربون في الكتاب المرقوم الكلي عِلِّيِّينَ

كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ الأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ
وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ
كِتَابٌ مَّرْقُومٌ
يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ
فكل واحد منا هو كتاب مرقوم جزئي في الكتاب المرقوم الكلي عِلِّيِّينَ الذي سيشهده أحد المقربون
الذين اختبرهم اليمين وخبرهم واصطفاهم من الأمم السابقة
ورفعهم ليتخذ منهم شهداء على الناس

إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ
وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ

فكل واحد من المتنافسين هو كتاب مرقوم
إمام زمانه مكنون به وإمام مكانه محيط به

رمز شجرة الحياة هو تفصيل وتوضيح لحقيقة كل كتاب مرقوم

الفجر والليالي العشر والشفع والوتر هو كتاب كل ليل إذا يسر، 

يعني كتاب كل متنافس

فوجودك أو صفتك أنت وأنا وكل متنافس في هذا الكتاب هو الليل إذا يسر

وإمام زمانك هو الاسم المكنون في وسط كتابك وكتاب كل واحد منا
وتماما في وسط الدائرة رقم ستة المتموضعة على تشاكرا القلب

فإمام زمانك يسكن في وسط هذه الدائرة
يعني يسكن وسط قلبك وقلبي وقلب كل إنسان
أو وسط كل كتاب مرقوم

أما مكانك ضمن هذا الكتاب المرقوم فهم
الموجودين في الدوائر الثمانية 2 و3 و4 و5 و7 و8 و9 و10
وهم نفسهم أركان عرش كتابك المرقوم وحملته

أمّا إمام مكانك
أو إمام عرشك
أو الذي استوى على عرشك
فهو
الموجود في الدائرة رقم 1

وهي الدائرة المتربعة فوق دوائر عرشك الثمانية

أنت كتاب مرقوم

والفجر والليالي العشر والشفع والوتر هم هياكل التوحيد

والإسم المكنون في الدائرة رقم ستة
هو النور الذي أشرق من صبح الأزل
فتلوح على هياكل التوحيد آثاره

وهياكل التوحيد هم الليالي العشر والشفع والوتر

فأنت كتاب مرقوم فيك انطوى العالم الأكبر

أنت كتاب مرقوم
انطوى بك النور الذي أشرق من صبح الأزل
وأنطوت بك هياكل التوحيد

أنت كتاب مرقوم انطوى بك بسم الله الرحمن الرحيم

أنت كتاب مرقوم انطوت بك شيفرة الروح

بل أنت كتاب مرقوم تمت كتابتك بشيفرة خاصة جدا جدا هي شيفرة الروح بسم الله الرحمن الرحيم

النقطة تحت الألف المعطوفة هي الإسم المكنون

وهو المشيئة إمام زمانك وربك الأعلى

والألف غير المعطوف هو إمام مكانك وربك العظيم

وربك العظيم هو نفسه ربك الأعلى

لكن ربك العظيم ظاهر ظهور المكان

وربك الأعلى خفيّ خفاء الزمان

فالألف غير المعطوفة والنقطة هما إمام زمانك ومكانك أنت ككتاب مرقوم جزئي في الكتاب المرقوم الكلي علّيين في الصور الذي به اثقاب بعدد أرواح الخلائق

وأنت ككتاب مرقوم لا تزال معلق في المحل الأعلى
ولا تزال نائم في قبرك

وقبرك الدائم هو أحد أثقاب الصور التي عددها بعدد أرواح الخلائق
من كان ويكون إلى يوم القيامة

وستبقى نائم به وتحلم كرة بعد كرة بعد كرة

وكل كرة ستتعلم بها شيء جديد

أنت ككتاب مرقوم لا تزال معلق في المحل الأعلى

ويتم تنزيل المعلومات بك بهذه الطريقة تلو المعلومات
وبالاحاسيس تلو الاحاسيس
وبالخبرات تلو الخبرات
وبالمعارف تلو المعارف

وأنت ككتاب مرقوم جزئي انطوى فيك العالم الأكبر

خُلِقْتَ لكي تساهم بهذه الطريقة مع بقية الكتب المرقومة الأخرى
في استكشاف العلم المخزون في الاسم المكنون
الذي أبدعه المعنى وأودع به علم كل ما كان ويكون الى قيام الساعة

فأنت الآن نائم في قبرك
وقبرك كما قلنا هو أحد أثقاب الصور التي عددها بعدد أرواح الخلائق
من كان ويكون إلى يوم القيامة

وستبقى نائم به وتحلم كرة بعد كرة بعد كرة
وستبقى به روحك أو كتابك المرقوم معلقة في المحل الاعلى لأبد الآبدين ولن تفارقه أبدا

لكن مستويات أحلامك وظروفها هي التي ستتبدل

في عالمنا هذا أو في جهمنا هذه
معدل أحلامك بها هو 50 سنة لكل حلم أو لكل كرّة

بينما في عالم آخر قد يكون معدله هو 500 سنة أو 500 ألف سنة 

لكن ذلك لن يشكّل فرقا كبيرا

فالوقت بالنهاية هو أمر نسبي
ويعتمد على مقدار غوصك في النقطة الواحدة  واللحظة الواحدة التي كثرها الجاهلون

فكلما غصت بهذه النقطة اكثر
كلما توسعت النقطة بالنسبة لك أكثر
وتمدد معها شعورك بالوقت اكثر

ولكي تصل للخلود
يجب أن تصل بوعيك لوعي النقطة
أو بالاصح ان تصل لوعي مثال النقطة

فالنقطة تعي بكل شيء كوعي واحد بلحظة واحدة لا ثانية لها

أما مثال النقطة فهو يستطيع أن يعلم بأي شيء يشاء أن يعلمه

لكن بشرط أن يشائه أولا
وبعد ذلك فقط سيعلمه وليس قبل ذلك

كالعادة طال الحديث بنا فنرجو المعذرة لذلك

ونستودعكم الله على امل اللقاء بكم مجددا للحديث عن مراتب محمد وأل محمد في الخلق ومع الخلق وقبل الخلق

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين
.
..
...
....
.....