الاثنين، 1 أغسطس 2016

لماذا أتعذب منذ نعومة أظفاري؟






بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلّي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لماذا أتعذب منذ نعومة أظفاري

وصلتني رسالة طويلة من أحد الأصدقاء الكرام كتب بها قائمة طويلة جدا من الأمراض الملازمة له منذ طفولته ويصف بها أيضا مختلف الآلآم التي تسببها له تلك الأمراض المزمنة

قائمة الأمراض والآلآم كانت طويلة جدا حتى أنني حسبت الرسالة من تلك الرسائل التي يحاول اصحابها ان يتمازحوا بها فيما بينهم او على صفحات الإنترنت، فتأخرت بالرد عليه لكن إلحاحه بالرسائل أشعرني بصدقه وبمدى معاناته فأجبته بالتالي:

أعتذر اخي الكريم عن التأخر بالجواب لأنني صراحة توقعت أن تكون رسالتك هي نوع من أنواع المزاح الذي يمزحه الكثير من الناس على الإنترنت فامتنعت عن الرد

وربما امتنعت حتى الآن عن الرد أيضا لأنني لست معالج روحاني ولا ماستر رايكي او معالج بالطاقة ،، جلّ ما افعله هو أنني أتفكر كثيرا في مسائل صعبة يبتعد الناس عنها ،، ومعه وبصورة متوازية أقوم بكتبة كل ما يجول بخاطري

لكن بعد رسالتك الأخيرة رجح عندي أنك تعيش فعلا حالة صحية صعبة جدا ، ومن يومين رافقني خاطر كان يلحّ عليّ أن اقول لك الكلام التالي:  

لا بد أنك اخي الكريم تعرف من خلال ما اكتبه في الصفحة من المقالات انني اعتقد ومن فهمي لروايات أهل البيت عليهم السلام أننا نعيش الآن في الجحيم او في جهنم حيث أننا لا زلنا نعود لها مرارا وتكرارا منذ أن تم خلقنا وتصويرنا

وذلك يعني أن كل واحد منّا قد عاش حتى الآن أكثر من تجربة حياة ،، أو أكثر من كرّة ،، وقد يصل عدد الكرات التي كررناها حتى الآن لعشرات الآلآف من التجارب بل وربما لأكثر من ذلك أيضا ،، وسيستمر بالحدوث مع كل واحد منا حتى ينجح أخيرا بالخروج من هذه الدائرة المغلقة لإعادة التجسد بأجساد جديدة وشخصيات جديدة

وكل حياة جديدة أو كل كرّة جديدة سيعيشها كل واحد منّا سيكون جزء كبير ومهم جدا من ظروفها وتفاصيلها هو جزاء رباني له على ما انهى عليه حياته السابقة من الاخلاق والاعمال والمعتقدات،، سواء كانت صورة الجزاء كثواب او كعقاب

ويبدو لي أخي الكريم أنّ جزء كبير جدا من المعاناة والآلآم التي تمرّ وتشعر بها الآن سببها الباطني هو من شيء أو من عدة أشياء سيئة كنت قد عملتها في حياتك السابقة وأنت الآن وفي حياتك الجديدة هذه تدفع ثمن تلك الأفعال السيئة التي عملتها في حياتك السابقة

أو لنقل انك تنال الآن جزائك عليها

أو انك تكفّر في حياتك هذه عن الأشياء السيئة او عن الذنوب الكبيرة التي فعلتها في حياتك السابقة

نعم بالتأكيد ستوقل أنك لا تتذكر ارتكابك لتلك تلك الذنوب ، لكن الكلام هنا ليس عن ما ارتكبته في هذه الحياة بل الذنوب التي ارتكبتها في حياتك السابقة والتي ما لم يتم غفران تلك الذنوب القديمة لك فإن تبعاتها ستبقى ترافقك في حياتك هذه ككيانات فكرية ضارة ومؤذية وستبقى تحيط بك وتؤذيك حتى ينتهى أمد تلك التبعات

ولذلك فأنت تحتاج لــدعاء تتوجه به لله تبارك وتعالى وتطلب به منه أن يغفر لك تبعات تلك الذنوب القديمة والجديدة أيضا ان كنت قد ارتكبتها فعلا في حياتك هذه

فتبعات تلك الذنوب أو الكيانات الفكرية الضارة التي تحوم من حولك ستجعل من الهالات الطاقوية التي تحيط بك الآن ضعيفة ومتهرئة ،، فتلك الكيانات الفكرية الضارة التي رافقتك من حياتك السابقة تقتات نوعا ما على هالاتك او على حقول الطاقة التي تحيط بك لتحميك من ملايين الفيروسات الموجودة في كل سنتمتر مربع من الهواء الذي يحيط بنا

وضعف وتآكل تلك الهالات التي تحيط بك كخطوط دفاعية متقدمة سيسمح بدخول أو باختراق فيروسات معينة لخطوطك الدفاعية الاولى وبالتالي لسهولة اختراقها لنظامك الحيوي فتسبب لك تلك الأمراض والآلآم فتنال جزائك حينها،، فجزائك من جنس عملك،، فعملك السيء ستبقى آثاره (الكيانات الفكرية الضارة) تحيط بك حتى ينتهي أمدها ومفعولها

فأعمال الإنسان السيئة والفاسدة لن تنتهي بانتهاء فعلك لها بل ستتحول لصورة أخرى ككيانات فكرية ضارة وتبقى بجوارك وتحيط بك

يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ  

وعندما اقول عملك فلا اقصد به ما عملته في حياتك هذه فقط ،، بل أيضا ما عملته في حياتك السابقة المنتهية من أعمال فاسدة من دون أن تكون قد أصلحت بها جميع ما افسدته

ولذلك أقول لك إنك تحتاج لدعاء خاص تتوجه به لله تبارك وتعالى وتطلب منه به أن يغفر لك تبعات تلك الذنوب القديمة والجديدة أيضا إن وُجِدَت

ولا أعرف دعاء تدعو بها لهذا الامر أفضل من دعــــــاء كــمـــيـــل لكن بشرط أن تقرئه بنية صحيحة

فاغلب من يقرؤون هذا الدعاء اليوم رغم أنّهم فعلا وواقعا يعانون من آثار تلك الذنوب فإنهم يقرؤنه من غير اقتناع لأنهم لا يرون أنهم قد ارتكبوا فعلا جميع تلك الذنوب المذكورة بالدعاء ولا حتى جزء بسيط منها ،،

فأحدهم قد يقرء مثلا بهذا الدعاء (((اللهم اغفر لي الذنوب التي تهتك العصم ،  اللهم اغفر لي الذنوب التي تنزل النقم ، اللهم اغفر لي الذنوب التي تغير النعم ، اللهم اغفر لي الذنوب التي تحبس الدعاء ، اللهم اغفر لي الذنوب التي تنزل البلاء ، اللهم اغفر لي كل ذنب أذنبته وكل خطيئة أخطأتها)))

من دون أن يتذكر أنه قد ارتكب في حياته هذه أي ذنب من تلك الذنوب ، لكنه رغم ذلك وعلى أرض الواقع  يرى أنه فعلا يعيش في حالة نقمة وبلاء وتغير النعم ،،

ويشعر كذلك ان دعائه محبوس لا يُستجاب

أجمالا هو يقرء الدعاء بلسانه لكنه لا يرى ولا يتذكر أنه قد أرتكب أي من تلك الذنوب الكبيرة التي تستوجب حالة نزول النقمة والبلاء والتغير النعم عليه

وتلك الذنوب الكبيرة كما يقول الامام الصادق لنا انها الذنوب التالية:
 

الذنوب التي تغير النعم – البغـــي

والذنوب التي تورث الندم – الــقــتــل

والتي تنزل النقم – الــظــلــم

والتي تهتك الستر - شــرب الــخــمــر

والتي تحبس الرزق - الــزنــا ،

والتي تعجّل الفناء - قــطــيــعــة الــرحــم

و التي ترد الدعاء وتظلم الهواء - عــقــوق الــوالــديــن 
 
فهو في حياته هذه قد لا يرى انه قد فعل أي شيء من تلك الذنوب،،
 لكنه فعلا وواقعا يرى انه يعاني فعلا من أثار جميع تلك الذنوب او من أثار بعضها فقط

ولذلك فإنه عندما يقرء كلمات وجمل وفقرات هذا الدعاء الجليل فإنه سيقرئه لقلقة لسان فقط، ومن دون الاعتقاد بجدواه ،، لأنه لا يعتقد فعلا أنه قد فعل جميع تلك الذنوب أو حتى بعضها في حياته هذه او في حياته السابقة التي لا يعلم عنها شيئا

وحينها فإنه سيقرئه وسيردده لقلقة لسان فقط ،، وذلك يعني انه غير متوجه بنيته لطلب غفران تلك الذنوب القديمة من حياته السابقة

ولذلك فإن آثار تلك الذنوب القديمة ستبقى تحيط به ككيانات فكرية ضارة ومؤذية من دون أن يعلم بذلك

والذي يغفر الذنوب جميعا يسكن في وسط قلبك أخي الكريم وليس بعيدا عنك،، وهو من يمسك بمفاتيح جميع الهالات التي تحيط بك

فهو يستطيع أن ينفخ بها من رحمته فيقويها لك ويزيدها لمعانا واشراقا وألوانا فيحميك حينها من تلك الآفات والأمراض والكيانات الفكرية الضارة التي تحيط بك ويمنعها من أن تخترق مجالك الطاقوي أو مجالك الحيوي مرة أخرى

وهو يستطيع كذلك وبنفس الوقت أن يمنع عنك بعض أنواع الطاقات الايجابية فتضعف هالاتك حينها وتبهت وتخبو طاقتك الحيوية فتصبح سهلة الاختراق فيصيبك الضعف والمرض بأنواع محددة من الامراض هو من يحددها ويعرفها ويعرف كيف يسمح لها بالدخول والنفاذ من نظام المناعة لديك

فــقرائتك لدعـــاء كـمــيـل مع التوجه الصحيح في نيتك وطلبك من أنك تقصد من دعائك بهذا الدعاء هو طلب غفران تلك الذنوب القديمة التي ارتكبتها في حياتك السابقة والتي تعاني منها ومن تبعاتها في حياتك الحالية أشد المعاناة

فتوجه لمن في القلب حين تقرء هذا الدعاء ،، فهو أقرب لك من حبل الوريد ، واطلب منه الغفران وسيغفر لك إن شاء الله وسينفخ من رحمته في مجالك الحيوي او الطاقوي او سيزيد من طاقة وقوة هالاتك فيرفع حينها عنك إن شاء الله بعض الآثار او كلها

لو أمكنك أن تقرء هذا الدعاء بعد صلاة العشاء من كل يوم ولأربعين يوما وبنفس هذه النية وبنفس هذا التوجه القلبي وبخشوع وانكسار فإن هذا سيكون أفضل مما لو قرأته مرة او مرتين فقط ،، ونتائجه ستكون كذلك أفضل بكثير

هذا ما جاء بخاطري أخي الكريم ، وكما قلت لك انني لست بمعالج روحاني ولا ماستر ريكي او طاقوي ولكنني اكتب ما يأتي بخاطري بدون تردد

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين
.
..
...
....
.....

هناك 6 تعليقات:

  1. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  2. احسنت موفق انشاء الله

    ردحذف
  3. ان المؤمن يبتليه الله بشتى أنواع البلاء كي يخلص له وحده .ما رأيك

    ردحذف
  4. بارك الله فيك

    ردحذف