السبت، 16 أبريل 2016

دين المعرفة ودين العبادة / دين حزب الله ودين حزب الشيطان








بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلّي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

دين المعرفة ودين العبادة // دين حزب الله ودين حزب الشيطان



وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ


ورد عن الإمام الصادق عليه السلام أنّ معنى هذه الآية أنّه 

ما خلق الجنّ والإنس الا ليعرفوه فإذا عرفوه عبدوه

فكيف يمكننا أن نفهم هذه الآية وهذه الرواية المفسرة لها 
مع معرفتنا اننا نعيش اليوم في دولة حبتر أو دولة إبليس؟

كيف يمكننا ان نفهم هذه الاية والروايات المختلفة المتعلقة بها 
حين نريد أن نقارنها مع واقع الحال الذي نعيشه ونعايشه؟

فعمليا نحن نرى أنّ آلآف الأديان والمذاهب تنتشر بين النّاس المُقيمة على سطح هذه الأرض

فلا نكاد نجد مجموعة من الناس قلّ عددهم أو كثر 
الّا ونجد أنّ لهم دين خاص بهم يعبدون الله من خلال مفرداته ونصوصه 
وكذلك من خلال طقوسه الخاصة بهم وبدينهم

فكيف يمكننا مع كل هذه المظاهر والاشكال المختلفة للعبادت 
التي نراها منّا ومن غيرنا 
وفينا وفي مَن حولنا 
أن نقول أن إبليس قد فشل في مهمته في اضلال الناس وفي صرفهم عن عبادة الله؟

فإن كان قد فشل بمهمته 
فما معنى أن الدولة هي دولته حتى يوم القيامة 
او الى يوم قيام القائم من آل محمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين؟

وكيف يمكن لمخلوق ذكي ومتطور ومقتدر مثل إبليس 
قد وصل خلال رحلة تطوره لأن يكون من مجموعة الملأ الأعلى ، 
وعاصر خلالها الكثير من أحداث الامم السابقة لآدمنا 
كما أنه عاصر بعد ذلك جميع الأحداث التي مرت على الامم السابقة  
إبتداءا من عصر آدم وحتى اليوم 

فاكتسب هو ورجله وحزبه جميع الخبرات العلميّة والعمليّة 
التي اكتسبتها جميع تلك الامم السابقة 
خلال جميع تجاربها السابقة والحالية 
منذ بداية قصة آدم وذريته حتى اليوم

كيف يمكن لمخلوق بهذه المواصفات 
من أن يفشل هذا الفشل الذريع بتأدية مهمته في صرف الناس عن العبادة؟ 
(هذا على فرض ان مهمته في الأصل كانت هي صرف الناس عن العبادة)

وكيف يمكن لمخلوق حصل على التأييد بالعزة الإلهيّة طوال فترة إنظاره إلى يوم الوقت المعلوم 
من أن يفشل هذا الفشل الذريع بصرف الناس عن العبادة 
لتظهر هذه الاشكال الكثيرة من العبادات لله على وجه الأرض؟

كل هذه الأسئلة وأضعافها تحتاج منّا الى وقفة 
بل الى وقفات كثيرة وجادة للإجابة عليها 
إن كنّا نعتقد أنّ مهمته هي فعلا صرف الناس عن العبادة

عن نفسي وكما كتبت في عدة مقالات سابقة 
فإنني لا أعتقد انّ حزب الشيطان قد فشل بتلك المهمة التي أوكلها رب العالمين لسيدهم وكلفه بها، 
بل انه قد نجح بها نجاحا باهرا

فهو لم ينجح فقط بإظهار جميع العبادات الطقوسيّة لله على وجه الأرض 
بل إنّه نجح في جعل كل هذه الحياة عبادة في عبادة 
وعن طقس عبادي واحد كبير ومتعدد الوجوه 
وربما بعدد أنفاس الخلائق أيضا

فكما قلنا في مقالات سابقة أن جميع صور الاعمال اليومية على هذه الأرض هي نابعة من اصول دينية

فحتى الملحدين الذين يتخذون من دين الانكار دينا لهم ، 
فإنهم ألحدوا بالأساس اعتراضا على تعدد الأديان التي قام إبليس وجمعه بتحريفها 
كما أنهم كما الجميع 
ينطلقون في أفعالهم اليومية المختلفة من تعليمات وأصول دينية

فهو وحزبه 
استطاعوا أن يُظهروا من الرسالة السماوية الواحدة 
التي كان حزب الله يتنزّل بها دائما من خلال رسله المتتابعين الذين أرسلهم للناس 
استطاعوا أن يُظهروا منها مئات 
بل آلآف الصور العبادية 
وذلك من خلال تقسيمهم وتحريفهم لتلك الرسالة الواحدة عبر التاريخ 
لمئات الأديان 
ولعشرات المئات من المذاهب والأشرعة والمناهج الدينية والطقوس العبادية

حتى أصبحنا نرى اليوم وبعد أن تفجّرت ثورة المعلومات والاتصالات 
أن كل قوم 
أو كل مجموعة من الناس 
حتى داخل الدين والمذهب الواحد 
أنّ لها شِرعة ومنهاجا خاصين بها 
وتتعبد الله من خلالهما

من كل ذلك يمكننا ان نقول أن مسؤولية إبليس وحزب الشيطان كانت هي اظهار دين العبادة على وجه هذه الأرض

أو إظهار أديان العبادة 
التي لا توجد بها معرفة صحيحة لله 
والتي بأشرعتها ومناهجها المتعددة 
سيعمر الناس هذه الأرض ويزيّنوها ، 

وباسمها سيجمعون الأموال وينكحون النساء والرجال 
وبقوتها سيستمتعون بجميع ما هو موجود على هذه الأرض ويمكنهم أن يستمتعوا به

فمهمة حزب الشيطان كما أعتقد هي 
نشر "أديان العبادة" وترويجها بين الناس 
من خلال اندساسهم بينهم بأسماء وصور مختلفة 
تلبس ملابس الدين والورع والفقاهة والفلسفة والعلوم الطبيعيّة والتاريخيّة 

وبطبيعة الحال لديهم قدرات كلاميّة وبيانية وبلاغيّة عالية جدا جدا تعينهم على ذلك 
وتجعل أفئدة المنفتنين بالنساء والأولاد والقناطير المقنطرة من الذهب والأموال تهوي إليهم 
وتنساق لهم فيتّبعونهم كما تتّبع الأغنام راعيها

وتجعل كذلك من المنفتنين من الناس بالعلوم العقليّة والفلسفيّة والكلاميّة 
تهوي إليهم ولأفكارهم التي يبثونها فيما بينهم في كل زمان

فهم كحزب واحد يعمل بشكل تعاوني 
يراقبون المجتمعات 
ويحددون رغباتهم وتطورهم الفكري 
ويعملون على الدوام على خلق أديان جديدة تناسب ميولهم الفكرية 
وحسب درجة تطورهم العقلي والفكري والاجتماعي

فهم من جعلوهم يعبدون الاحجار والأشخاص والكواكب والنجوم والشمس والقمر

وهم من جعلوهم يعبدون الحيوانات والحشرات وصور الطبيعة المختلفة وحتى الأعضاء التناسلية 
وهم من أقنعوهم أن للهواء والبحار والرعد والبرق والمطر آلِهة يجب أن تُعبد 
فعبدوها ردحا من الزمان

عندما نتكلم عن حزب الشيطان 
فاننا لا نتكلم عن أشخاص عاديين من الذين يتأثرون بنعق الناعقين فينعقون خلفهم

بل نتكلم عن نفس الناعقين الأصليين 
وعن مخلوقات ذكيّة جدا جدا 
لها قدرات إلهيّة نعتبرها قدرات خارقة 
وعن مخلوقات مقتدرة جدا جدا 

ولكي تخلق دين جديد يناسب درجة تطور العقل والفكر البشري 
سيمكنها أن تأخذ أحدهم لكواكب أخرى وتخلق له بها أجواء معينة تقنعه بها لا محالة بالفكرة وبالدين الجديد الذي يريدون أن ينشروه بين الناس

حزب الشيطان هو من مهمته غربلة الناس غربلة شديدة

وهذه الأديان والمذاهب الكثيرة المحرّفة عن الرسالة الواحدة 
هي نفسها بعض تلك الغرابيل التي سيغربلونهم بها

فهي تبدء كأديان وأفكار جديدة 
سيتبعها ويعتنقها عدد من الناس 
ثم تتحول مع الأيام لتصبح دين أبنائهم وأبناء أبنائهم وأبناء أبناء أبنائهم 
وكلهم يقولون هذا هو ديني ودين آبائي وأجدادي

فالأطفال ينولدون دائما على الفطرة 
ويقوم آبائهم بعد ذلك بتنصيرهم او تهويدهم او تمجيسهم أو أسلمتهم 
على منهج وشريعة دينهم ودين آبائهم وأجدادهم من إحدى الفرق الـ72 
التي شعّبها حزب الشيطان من رسالة الإسلام الأخيرة

فالغرابيل التي تتكلم عنها الروايات لا تظهر في آخر الزمان فقط 
بل انّها دائمة الظهور 
وهي المسيطرة دائما على الساحة

فالناس تنولد داخل تلك الغرابيل
تنولد داخل الواقع المألوف
تنولد داخل الحظائر البشرية
تنولد داخل دين الآباء والأجداد

فالناس تنولد محبوسة داخل تلك الحظائر البشرية
ومحاطة بجدرانها 
وهي نفسها دائما من تتولى بنفسها حراسة بعضها البعض داخلها
وهي نفسها دائما من تحرص أشد الحرص على أن لا يخرج أحد منهم منها

أو حتى أن يفكّر بالخروج من تلك الحظائر البشرية والغرابيل الشيطانية والواقع المصطنع الذي ألِفوه داخل مجتمعاتهم وحظائرهم التي تجمعهم

المجتمعات؟

تبا لهذه المجتمعات!!!!!

وتبا لقوانين هذه المجتمعات النعاجيّة الخرفانيّة 
المصممة خصيصا للضرب بيد من حديد 
على رأس كل من يحاول كسر طوق الحصار المفروض عليه 
وعلى كل إخوته من النعاج والخراف

فأعضاء حزب الشيطان عددهم ليس بالكبير 
لكنهم أذكياء جدا جدا 
ومقتدرون جدا جدا 
بحيث انهم يخلقون 
ويصممون أنظمة لسجون كبيرة 
يسجنون الناس بها 
ولا يبذلون من أجل ابقائهم محبوسين بها 
أيّ مجهود اضافي 

حظائر وسجون وغرابيل 
يكون نفس المساجين فيها هم نفسهم الحراس الأشد قساوة على بعضهم البعض 

ويكون نفس المساجين فيها هم نفسهم 
هم الأشد حرصا على أن لا يحاول أيّ أحد منهم أن يقترب ولو من أسوار تلك السجون 
أو أن ينفذ من فتحة غربال من تلك الغرابيل الكثيرة التي أحاطوهم بها

داخل تلك الغرابيل 
ينعق حزب الشيطان بجميع الأفكار والمناهج العقلية 
بحيث لن يشعر أي من المحبوسين فيها بحاجته لأن يغادرها 

او حتى أن يحاول الخروج منها 
فحين يجد كل ما يحتاجه بدنيا وروحيا موجود داخلها فلماذا سيفكّر بالخروج منها؟

وحتى إن استطاع أن يخرج من غربال منها 
فانه سيقع بغربال آخر يناسب تفكيره ورغباته الذاتية لكنه أشد خفية ودقّة من الغربال السابق 

وكل تلك الغرابيل مصممة لكي تحبس من دينهم هو دين العبادة 
وهؤلاء لن يحصلوا على مساعدة أعضاء حزب الله للهروب من تلك الغرابيل

وفقط من دينهم هو دين المعرفة 
هم من سيحصلون على مساعدة أعضاء حزب الله 
لتخليصهم من تلك الغرابيل

فمن دينهم دين العبادة 
إنما يعبدون الله خوفا أو طمعا 
وهذان الغربالان هما أكبر غربالين يحيطان بجميع الناس على الإطلاق 
فجميع الناس ينولدون بهاذين الغربالين 

والتخويف والتّطميع هما أهم أسلحة الشيطان وحزبه 
التي يسيطرون بها على الناس

فالتخويف والتطميع هما العصى والجزرة التي يمسكهما الشيطان بيديه

فهو يخوفنا الفقر 
ويعدنا بالغنى

يخوّفنا بإثارة جنود الجهل فينا 
عبر إثارة ألسنة نيران الاحداث الخارجية المختلفة والمحيطة بنا 
مثل الحروب والصراعات السياسية والاقتصادية وغلاء الأسعار 
وعبر تسليطه الظالمين منّا علينا في كل زمان ومكان

وفي مثل هذه الأجواء الملتهبة بمشاعر الخوف والطمع 
سيزدهر دين عبادة الخوف والطمع بين الناس أيّما ازدهار 

وفي مثل هذه الأجواء الملتهبة بمشاعر الخوف والطمع سيتحرك حزب الشيطان بين الناس 
ليخلق بينهم ولهم 

المزيد والمزيد من الأديان والمذاهب التي سيبدؤن بعبادة الله على شرائعها ومناهجها الجديدة 
ثم سيتبعهم أبنائهم على هذا الدين ويبقون عليه عاكفين 
ويبقون هكذا حتى يستنفذ هذا الدين او هذا المذهب الجديد او هذا التيار الفكري الجديد الغرض منه 
فيعملون على تصفيته وانهائه واخراجه من المعادلة نهائيا ويستبدلونه بغربال جديد

فحزب الشيطان هو المسؤول عن دين العبادة 
ودين العبادة هو الدين النابع من الخوف والطمع

يقول أمير المؤمنين وسيد الموحدين : 

إلهي ما عبدتك خوفاً من نارك ولا طمعاً في جنتك ولكنّي وجدتك أهلا للعبادة فعبدتك

يريد أمير المؤمنين أن يقول لنا بهذه المقولة المعروفة 
أن العبادة الصحيحة 
هي عبادة الوجدان 
وعبادة الوجدان هي نفسها عبادة المعرفة

فأنت عندما تعرف الإسم اللفظي لشخص ما 
وتخرج من بيتك مهاجرا لتبحث عنه 
فانك لن تعرفه حتى وان صادفته في طريقك عشرات المرات في كل يوم

فكيف لك أن تجده 
إن كنت لا تعرف له أرض ولا سماء 
ولا تعرف منه أو عنه إلاّ إسمه

عبادة المعرفة هي أن تعرف عن من تعبده كل شاردة وواردة 
وكل صفة موصوفة من صفاته أو حتى غير موصوفة

عندما تعبد الكمال المطلق 
يجب أن تعرف أن الكمال المطلق لا يمكن للألسن أن تصفه حق صفته مهما اجتهدت في ذلك 

وحينها فقط سيمكنك أن تصفه بما شئت من الكمال والجمال وأنت واثق أنّك لن تبلغ في وصفك له مهما بالغت 
عُشر مِعشار عُشرٍ 
من مِعشار عُشرٍ 
من صفاته التي وصفته بها 
أو التي لم تصفه بها ألسنة الخلائق أجمعين

البعض من من دينهم دين العبادة يعرفون لمعبودهم فقط تسع وتسعين إسما وصفة

وبعضهم الآخر يقول أن له ألف إسم وصفة

وربما غيرهم يقول ان له ألفين

انهم يضعون حدودا لمن لا حدود له أبدا

لكن من دينه دين المعرفة لا يضع لمعبوده أيّة حدود مهما كانت 

لأن معبوده لا حدود له

حزب الله القرآني له رعاية خاصة لمن سيتخذون من دين المعرفة دينا يعبدون الله من خلاله

فأعضاء حزب الله القرآني هم أيضا كما أعضاء حزب الشيطان 
لهم قدرات خارقة وخاصة بهم 
وتناسب مهمتهم 
ويستطيعون أن يتحسسوا بها ومن خلالها كل من يجول بفكره وخواطره وخياله في عالم الأفكار 
ليبحث عن الخيوط ورؤوس الخيوط التي يريد من خلال تتبعه لها أن يهتدي لسبل السلام

نستطيع أن نقول أن عقل من دينه دين المعرفة يعمل على تردد خاص 
يسمح له بالدخول في منطقة خاصة أو في مكتبة خاصة بالمعارف الربّانية

فتلك المنطقة او تلك المكتبة الخاصة بالمعارف الربانية لها أبواب غيبيّة

وتلك الابواب الغيبيّة لها مفاتيح ذبذبيّة خاصة بها

وبكثرة التّفكّر والتأمّل سيكون متاح لأيّ إنسان أن يحوز تلك المفاتيح الذبذبيّة 

فـكثرة تفكرك وتأملك بالمعاني الربانية 
ستجعل ترددات عقلك تعمل ضمن تلك الذبذبات الخاصة 
لفتح ابواب تلك المنطقة او ابواب تلك المكتبة الخاصة بالمعارف الربانيّة 

 وفي تلك المكتبة او المنطقة الربانية 
لن تجد كتبا مكتوبة أو مقروئة أو مسموعة ، 
بل ستجد علماء ربانيون ينتظرون من يدخلها لكي يزيدونه من تلك العلوم والمعارف الربانية درجة بعد درجة

تُعرف تلك المناطق بالعوالم النجميّة 
فهي ليست عالم واحد فقط 
أو مكتبة واحدة فقط 

بل عدة عوالم وعدّة مكتبات مختلفة 

وكل عالم أو كل مكتبة منها يوجد بها علماء متخصصون بأحد العلوم والمعارف الكونية او الانسانية او الربانية

وكل من سيديم التأمّل والتفكر في علم من تلك العلوم 
فإن ترددات عقله ستبدء بالثبات على تردد معيّن يسمح له بالولوج من باب ذلك العالم المطابق لتردداته 
وسيجد به من سيعلمه ويرشده تدريجيا لما يبحث عنه

طبعا ليس بالضرورة دائما أن يتم ذلك عن وعي من نفس الانسان المتفكّر المتأمّل 
بل غالبا ما سيحصل ذلك الولوج في تلك العوالم وهو في حالة النوم

يعني سيحصل المتفكّر على المعلومة التي يبحث عنها خلال نومه 
لكنّه عندما سيستيقظ لن يتذكر ما جرى له ومن الذين قابلهم وما الذي تعلمه منهم

لكنه عندما سيبدء ثاني يوم وكعادته بالتفكّر في نفس ذلك الأمر الذي تم تعليمه وتفهيمه إيّاه في تلك المكتبات 

فإنه سيتذكّر تلك المعلومة بشكل واضح 
وسيشعر معها وكأنّه هو من وصل لها من نفسه وبدون مساعدة

وفور أن تدخل تلك المناطق الخاصة بالمعارف الربانية 
فإن أفراد حزب الله القرآني العلماء الربانيون 
سيستدلون عليك 
وسيعرفونك 
وسيبدؤون بإرشادك لسبل "السلام"

ويبدو من خلال الروايات أن عدد المؤهلين لدخول مكتبة المعارف الربانية هو عدد ثابت ومحدود لقصة آدمنا الحالية وهم الفرق الـ72  

والفائزون منهم هم الذين سيدخلونها قبل غيرهم ويبقون يترددون عليها ومرتبطون بها حتى النهاية 

وهؤلاء هم الثلل الثلاثة والقليل 

وهؤلاء كما ورد ببعض الروايات معروفون بأسمائهم وصفاتهم من قبل حزب الله الذي تعهد بإيصالهم للسلام عبر هدايتهم لسبل السلام

لكن من هو أو من هي "السلام" التي سيرشدونك لسُبُـلِهِ أو لسُبُـلِهَا؟

يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ
اتَّبَـــــــعَ رِضْـــــــوَانَـــــــهُ
سُـــــــــــبُــــلَ الـــسَّــــــلامِ
وَيُخْرِجُهُم مِّنِ
الظُّـــــلُــــمَـــاتِ
إِلَى
الـــــــــنُّـــــــــــــــــــــورِ
بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ

فالآية الكريمة نسبت السُبُل لـ "السلام" 

فمن هو أو من هي "السلام"؟ 

والذي بطبيعة الحال سيسعى إبليس وجمعه بكل طاقته وطاقتهم 
لتعطيل تلك تلك الفرق الـ72 من الوصول للسلام 
عبر تغطيتهم وتعطيلهم السبل الموصلة له أو لها 
وعبر محاولة إغلاقهم لكل المنافذ الموصلة له او لها؟
وبالتالي تأخير فرز الكدر منهم عن الصفو وهم الثلل الثلاثة والقليل؟

كيف سيفعلون ذلك؟
وما هي طرقهم لذلك؟

هذه الأسئلة الأخيرة وغيرها سنحاول إن شاء الله الإجابة عليها في المقال التالي.

وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين
.
..
...
....
.....