بسم الله
الرحمن الرحيم
اللهم صلي
على محمد وآل محمد
السلام عليكم
ورحمة الله وبركاته
النفس
الناطقة القدسية و النفس الحسية الحيوانية
--- الجزء
الثاني ---
النفس الناطقة
القدسية
من أين ؟
وفي أين؟
وإلى أين؟
و النفس
الحسية الحيوانية
لماذا هي
ضرورية؟
وما هي
وضيفتها؟
وكيف تتم
صناعتها
وكيف سيتم
قرنها مع النفس الناطقة القدسية؟
أو كيف سيتم
تزويجها بها؟
ولماذا؟
.
لفهم هذا
المقال يجب قرائة الجزء الأوّل منه فهو تكملة له
ويمكننا القول إجمالا أن هذه
الغفلة عن قدسيتنا وعظمتنا هي من أهم شروط النجاح حين الهبوط على هذه الأرض فهي
ستعيننا على تأديّة دورنا عليها باكمل وجه
وبسببها نحن سنتعلم في كلّ كرّة
جديدة سنكرّها في هذه الحياة او في أيّ حياة جديدة دروس جديدة ومختلفة
لكن
لكن !! كيف يحدث وستنسى النفس
الناطقة القدسية في كلّ نوبة جديدة أو في كلّ كرّة جديدة حقيقتها؟
كيف يحدث وتنسى النفس الناطقة
القدسية من هي فعلا في كلّ كرّة جديدة ؟
و كيف يحدث فتنسى أنّها نفس
قدسيّة خالدة لا تموت وتحوي ببطنها من العلم والخبرات الشيء الكثير؟
ما الذي سيحدث لها في كلّ كرّة
فتنخرط غافلة عن قدسيتها لتؤدي الدور المكتوب لها وعليها وتعيشه بكل جوارحها؟
كيف يحدث وتنسى في كلّ مرة جديدة
مرة بعد مرة بعد مرة كم هي عظيمة وكريمة فتنخرط سريعا باللهو واللعب وتبدء بارتكاب
الاخطاء؟
ومن أين أتت هذه النفس الناطقة
القدسيّة بهذه القدرة على النسيان وعلى ارتكاب الأخطاء واللهو واللعب؟
ومن أين أتت النفس الناطقة
القدسيّة بهذه القدرة على ارتكاب الأخطاء وجنودها هم فقط جنود العقل والحب والكمال
والجمال؟
ما هو ذلك الحجاب الذي ستلبسه
فتحجب به نفسها عن نفسها؟
او ما هو ذلك القناع الذي سيُوضع
على وعيها بحيث أنها ستفقد معه شعورها بنفسها وبذاتها ويستولي عليه لنفسه؟
كيف ستصبح هي هو فتنسى قدسيتها
وعظمتها وتغفل عنها؟
لا بد أن يكون مصدر ذلك الحجاب
او ذلك القناع الذي سيستولي على وجودها مصدر إلهي أقوى منها لكي يستطيع أن يتغلب
على وجودها وشعورها بنفسها فيستولي عليه مؤقتا فيستحوذ على كامل شعورها فلا تعود
ترى نفسها الا من خلال وعي نفس ذلك الحجاب
او من خلال وعي نفس ذلك القناع
والحجاب او القناع الذي اتكلم عنه
هنا هو النفس الحسيّة الحيوانية والتي كما يصفها لنا أمير المؤمنين هي
قوة فلكية وحرارة
غريزية أصلها الافلاك بدو ايجادها عند الولادة الجسمانية فعلها الحياة والحركة
والظلم والغشم والغلبة واكتساب الاموال والشهوات الدنيوية
إذا أردنا أن نتفكر بهذه النفس
الحسية الحيوانية وبما يجب أن تكون عليه لتكون قادرة على تأدية وضيفتها بشكل كامل
فسنجد أن هذه النفس والتي هي
المسؤولة عن الحركة والظلم والغشم والغلبة واكتساب الاموال والشهوات الدنيوية في
العوالم الأرضية المختلفة يجب أن تكون مواصفاتها متحركة وغير ثابتة لتتناسب مع
ظروف واحوال العوالم المختلفة
يعني يجب أن تختلف نِسب قواها في
العوالم المختلفة لتكون مناسبة لظروف وأجواء كل عالم منها على حدة
فعالم نهاره وليله عشرة أضعاف
نهارنا وليلنا فإن نِسب ومواصفات النفس الحسية الحيوانية المناسبة له يجب ان تكون
غير نسب ومواصفات النفس التي ستعيش في عالمنا هذا
وعالم معدل نزول النفس الناطقة
القدسية به خمسمائة الف سنة واكثر فإن نسب ومواصفات النفس الحسية الحيوانية
المناسبة له يجب ان تكون غير نسبها ومواصفاتها حين ستعيش في عالمنا هذا القصيرة
أيامه
وعالم يمر بمرحلة تطور علمي كبير
جدا فإن مواصفات النفس الحسية الحيوانية المناسبة له يجب ان تكون أيضا غير
مواصفات النفس التي كانت تعيش في نفس ذلك العالم لكن بمرحلة العيش بالكهوف
والغابات وصيد الحيوانات بالاحجار والحفر الكبيرة المغطاة
وهكذا يجب ان تتغير مواصفات هذه
النفس الحسية الحيوانية مع تغير أيّ من المتغيرات ومع مرور الزمن وتغيره كذلك
وهذه العملية لكي تتم على اكمل
وأتم وجه يجب أن يقوم بها عقل عالم وقادر وفاهم ومقتدر وعنده مقادير مقدرة وموازين
موزونة ثابتة يستطيع من خلالها ان يزاوج بين كل نفس ناطقة قدسية مع ما يناسبها
تماما من النفوس الحسية الحيوانية لتأدية الدور الذي ستقوم به في هذه الكرّة أو
تلك أو في هذا الزمان او في زمان ما بعد ألف ألف سنة من اليوم
الأمر أشبه ما يكون أن تُـلبِـس
تلك الممثلة التي ستؤدي دور الأميرة ملابس الأمراء لتكون أميرة بحق، لا أن
تُـلبِسها ملابس الفلاحين ثم ترسلها لتكون أميرة
فنفس هذا الأمر يجري هنا ،، فنفس
ناطقة قدسية مكتوب لها أن تكون في هذه الحياة أميرة أو ملكة جبارة متغطرسة
يجب أن تكون جنود نفسها الحسية
الحيوانية التي فعلها الحياة والحركة والظلم والغشم والغلبة واكتساب الاموال
والشهوات الدنيوية مناسبة لأخلاق الامراء والملوك الجبابرة المتغطرسين
أما تلك النفس المكتوب لها في
هذه الحياة ان تكون فلّاحة وفقيرة وبسيطة ومتواضعة فجنود نفسها الحسية الحيوانية
يجب أن تكون مختلفة تماما ومناسبة تماما لهذه الشخصية
فلو اننا اعطينا النفس التي
ستنزل أميرة من الأميرات من الجنود العقلية نفس ما اعطيناه من الجنود لنفسٍ ستنزل
فلاحة فإنها ستفشل في حياتها المكتوبة لها وستفقد عقلها وتشعر بعدم الكفائة
لأن ظروفها ظروف الأمراء وطباعها
وأخلاقها طباع واخلاق الفقراء أو العكس بالعكس
كأن تكون طباعها وأخلاقها طباع
وأخلاق الأمراء والمستكبرين في الأرض وظروفها ظروف المستضعفين فيها
فكل دور إذن يوجد له من
الجنود ما يناسبه تماما، أي الطباع والأخلاق
وكل فعل أو مجموعة افعال نفعلها
أو اخلاق نموت عليها ولا نتوب منها في كلّ كرّة من الكرّات يوجد لها ما يقابلها او
ما يناسبها من الأدوار في الايام المقبلة من نفس القصة
وهذا هو جوهر النظام الكوني الذي
وضعه سادة عالم الأمر
والذي على اساسه سيُخرِجُون
والملائكة والروح معهم وبإذنهم ونحن أيضا كنفوس ناطقة قدسية معهم جميع ما سيمكننا
أن نخرجه من مفردات العلم المكنون في الكتاب المكنون من حالة مكونه لظهوره
هذا هو نظام التّجلي الربّاني
الذي خلاصته وعنوانه في الاسلام
وَمَا تُجْزَوْنَ
إِلاَّ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
و هو نفسه النظام المعروف بنظام
الكارما عند الهندوس والبوذية او المعروف في الحضارة المصرية القديمة بنظام الماعت
ولو كُتب لك ان تكون من الثلّة
الفائزة وصعدت للسماء ثم قرّرت في يوم من الأيام ان تساهم بإخراج العلم المكنون من
مكونه لظهوره وأن تساعد أفراد ثلة جديدة للصعود تماما كما ان من قبلك قد ساعدك لكي
تصعد فستختار لك حينها إحدى عوالم الخلق الجديدة والمنتشرة بهذا الكون الفسيح
وستسجّل اسمك مع المساهمين فيه
و من حينها ستقضي أنت ونفسك
القدسية التي ستفخها من روحك ستقضيان ربما الخمسين ألف سنة التالية وأنتما تتنقلان
فيها من دور لدور لدور
فمرة تصعد ومرة تنزل ،،
لكنك لن تبالي حينها إن صعدت ام
نزلت ،،
فأنت اساسا من الأعالي
وفي الأعالي
وفي الغرفات من الآمنين،،
وما مساهمتك في هذه الحياة او في
تلك الا لتلهو وتلعب بها ،،
ولتلعب ولتلهو ولتتزين وتتفاخر
وتتكاثر بها في الاموال والاولاد
والخمسين ألف سنة عمر تلك القصة
التي سجلت اسمك بها ستمر عليك سريعا
وستنتهي ربما قبل ان تشعر بها
فأنت منذ ان دخلت الجنة بغير
حساب لم تعد تحسِب لحظات الزمان
او تشعُـر بمرورها على الاطلاق
،،
بل انها لم يعد لها بالنسبة لك
أي قيمة تُذكر على الإطلاق
الّا في عالم الخلق ،،
وحين تتجسد به بنفسك ،،
او بإحدى انفسك الناطقة القدسية
ولو تجسدت بها بنفسك فإنك ستعيش
متخفيا بين الناس فيها وكأنك منهم وتؤدي الدور المطلوب منك بكل صمت،،
وحينها فإنك لن تحتاج لقناع
تلبسه لينسيك حقيقتك
أي لن تحتاج لأن تقترن بنفس حسية
حيوانية لتنسى حقيقتك ،،
فأنت تعرف المطلوب منك بتمامه
وتقوم به بكامل إدراكك بين الناس ،،
تماما كما أن السامري كان مندس
بين أصحاب موسى وهم لا يعرفونه
او كدور الخضر في عملية ترتيب
الامور من الكواليس الخلفية
لكنك غالبا ما ستكون مهمتك او
سيكون دورك بين الناس في تلك الكرّة هو من الأدوار المخصصة لأفراد مجموعة الكافرين
فقط،،
وهؤلاء مهمتهم هي تغطية الحقائق
وتشويشها وتشويهها بشكل كبير ليصعب الوصول لها
ولو كنت من مجموعة الكاشفين فأنت
ايضا لن تحتاج لان تقترن بنفس أخرى وستعيش كذلك متخفيا بين الناس لتكشف لهم او
لتدلهم اين سيجدون رؤوس الخيوط وكيف سيجدونها ولتعلمهم بعض ما يحتاجونه في حياتهم
تلك وحسب استحقاقهم وحسب الاومر التي ستنزل لك اول بأول
مثل ساعد فلان من الناس بهذه الطريقة
او بتلك الطريقة او امشي من
امام فلان في الساعة الفلانية والمكان الفلاني وتلفظ بالكلمات التالية وهو سيفهمها
لأنه ينتظر سماعها
والأوامر ستأتيك تباعا وبصور
مختلفة لكي تقوم بوضائف ومهام متعددة ،، مرة بالشرق ومرة بالغرب ومرة بالجنوب ومرة
بالشمال
وستتكلم حينها بكل اللغات بدون
أن تحتاج لأن تتعلمها جميعها ،، فأنت ستتعلم أهم لغة وهي اللغة الجامعة لكل الكون
وهي لغة القلب ،، ستتعلم كيف تتحدث من قلبك وكيف تُسمع قلوبهم ما قلته من قلبك
وبهذه اللغة سيمكنك حينها ان
تتحدث مع الطيور كالهدهد وغيره ومع الحيوانات كالاسود والكلاب والغزلان ومع
الحشرات كالنمل والنحل ومع كل ما يدب على الأرض من صور الحياة،،
فكلها امم امثالنا وكلها تتحدث
،، لكن لغة القلب تجمعهم جميعهم ،، ومن يستطيع منهم ان يتعلمها فسيمكنه ان يتحدث
مع كل المخلوقات الدابة على الأرض والطائرة بالسماء
هذا ان اخترت أن تتجسد عليها
بنفسك وبدون توسيط نفس ناطقة قدسية
لكنك حين تختار أن تتجسد على هذه
الارض او في غيرها عن طريق إحدى الأنفس الناطقة القدسية التي تنفستها فأصبحت
امتداد لك وجزء منك ،،
لتتعلم هي بكرّاتها وانت تتعلم
معها نفس ما ستتعلمه هي في كلّ كرّة جديدة ستكرها
فإن تلك النفس القدسية التي
سترسلها نيابة عنك لتعيش وتتعلم،، لكي تنجح بأداء مهمتها ودورها على أكمل
وجه فانها ستحتاج منك لأن تُـلبِسها قناع فوق وعيها لينسيها حقيقتها ويحجبها عنها
قناع يجعلها تنسى وتغفل ولا
تتذكر من هي
قناع يمكنها به أن تخوض الحياة
الجديدة وكأنها قد ولدت للتو ولا تعلم انها تعرف وتجيد بالفعل ربما ألف الف لغة
وألف الف صنعة وألف الف علم وأنها عاشت بألف ألف مدينة وقرية من هذا الكوكب او ذاك
وتعرف كل هضابها وجبالها
بدون هذا القناع لن يمكنها ان
تنجح باداء دورها على اكمل وجه مهما حاولت جاهدة
لهذه الأسباب ولما ذكرناه منها
سابقا وللكثير غيرها أيضا فإنها تحتاج لهذا القناع بشدة في كل كرّة جديدة ستكرّها
على هذه الارض او على غيرها
وكما قلنا سابقا أن هذا القناع
يجب أن يكون متغيّر ومتبدل ليناسب ظروف كل كرة جديدة في كل عالم جديد
ونفس هذا القناع بعد ان تنتهي
تلك الحياة بتلك الكرّة بكل ظروفها وملابساتها فإنه لن يعود له أيّ حاجة بعد ذلك
،، فهو مجرد قناع او قميص لبسته لتؤدي من خلاله دور معين في حياة معينة في مرحلة
معينة
وبعد انتهاء الكرّة سيتم اعادة
تدوير ذلك القناع او اعادة تصنيعه من جديد فيفقد احساسه وشعوره بنفسه ويفنى وعيه
بنفسه وشخصيته الى الأبد ،، لكن نفس المادة الأولية التي صُنعت منها تلك النفس او
ذلك القناع فإنها لا تفنى بل يعاد تدويرها من جديد لصناعة قناع جديد بمواصفات
مختلفة وبوعي جديد ومختلف
فالنفس الحسية كما يقول أمير
المؤمنين لنا هي:
قُوَّةٌ فَلَكِيَّةٌ وَحَرَارَةٌ
غَرِيزِيَّةٌ أَصْلُهَا الاْفْلاَكُ
بَدْوُ إِيجَادِهَا عِنْدَ
الْوِلاَدَةِ الجِسْمَانِيَّةِ،
فِعْلُهَا الْقُوَّةُ
والْحَرَكَةُ
وَالظُّلْمُ وَالغَلَبَةُ
وَاكْتِسَابُ الشَّهَوَاتِ
الدُّنْيَويّةِ،
مَقَرُّهَا الْقَلْبُ
سَبَبُ افْتِرَاقِهَا اخْتِلاَفُ
المُتولّداتِ،
فَإذَا فَارَقَتْ عَادَتْ إلی
مَا مِنْهُ بَدَتْ
عَوْدَ مُمَازَجَةٍ
لاَ عَوْدَ مُجَاوَرَةٍ
فَتَنْعَدِم صُورَتُهَا
وَيَبْطُلُ فِعْلُهَا
وَوُجُودُهَا
وَيَضْمَحِلُّ تَركيبُهَا.....
إنتهى
فتركيبها هو فقط من سيضمحل ،، أي
أن مادتها ستبقى ولن تفنى ،، وفقط تركيب موادها هو من سيضمحل ،، أي ستعود لعناصرها
الابتدائية التي كانت عليها قبل أن تتركب مع بعضها البعض
من هذا الوصف يمكننا أن نقول
جازمين أن النفس الحسية الحيوانية يتم في كل كرة جديدة إعادة صناعتها وتركيبها بتركيبة
أخرى تناسب ظروفها في الكرة الجديدة
سواء عن طريق أجهزة علمية متطورة
جدا ومن علوم متقدمة على علومنا الحالية بملايين السنين والمراحل،،
أو عن طريق قوى روحية وعقلية
عالية ومتطورة ومتقدمة ومتطورة لأبعد مما يمكننا أن نتصورها بعقولنا القاصرة
الحالية وبوعينا المنخفض الحالي
لكن القدر المتأكد منه حسب ما
يمكننا فهمه حين نتفكّر بكلمات أمير المؤمنين وسيد الموحدين هو ان النفس الحسية
الحيوانية تُصنع صنعا وبمواصفات مختلفة تتناسب مع صورة الواقع الذي ستنزّل وتزوّج
به مع النفس الناطقة القدسية
والنفس الحسيّة الحيوانية لو
ارتبطت لوحدها بنفس نامية نباتية أي لو انها ارتبطت ببدن بشري بدون أن يكون معهما
نفس ناطقة قدسية،، فإنّها ستكون من شياطين الأنس الخالصة النقية
فهي شر محض نزل في بدن إنسان
لكنها لا تنزل بالواقع لوحدها في
الابدان البشرية بل ستُقرن مع نفس ناطقة قدسيّة لتكرّ معها عن قريب في أرض ما
وبدور جديد
فالسعيد سعيد في بطن امه والشقي
شقي في بطن أمه
فهو حين ينزل في بطن امه سيكون
دوره قد تحدد فعلا ،، وتكون مواصفات طباعه واخلاقه وعقله قد تحددت أيضا
ومواصفات بدنه وصورته وحالته
الصحيّة ستكون أيضا قد تحددت ولكلّ سنة من سنوات حياته التي سيحياها ويختبرها في
هذه الكرّة التي قد ابتدئها للتو من حين أُنزل في بطن امه
وكل ذلك سيكون مسجل ومكتوب له أو
عليه في سلسلته الوراثية
قلنا أن النفس الحسيّة الحيوانية
سيتم تصنيعها تصنيعا وبمواصفات مختلفة ، وليس خلقها خلقا وبمواصفات ثابتة مثل حال
النفس الناطقة القدسية،
ولذلك فإن النفس الحسيّة
الحيوانية وعلى عكس جميع صور الحياة فإنها ليست خالدة ،، بل كما قلنا سابقا من
انها ستفنى وتضمحل بمجرد أن ينتهي الغرض من وجودها وتعود لما منه صدرت وتندمج معه
كمادة وطاقة أولية
نعود الأن لبداية الموضوع لنربط
جميع ما قلناه سابقا وحتى الآن من الأفكار والمفاهيم ببعضها البعض بصورة واحدة شبه
جامعة
وهذه المفاهيم والافكار التي
تحدثنا عنها حتى الآن هي
القمر ((أو الأفلاك السبعة))
والعالم الهولوجرامي
والراديونكس
والملائكة والروح
وربهم،
والمراقبين
وجهنم
والجنة
والكافرين
والمخلصين
وعالم الأمر
وعالم الخلق
والملأ الأعلى
واختصام الملأ الأعلى
والكثير الكثير من غير هذه
المفاهيم التي تحدثنا عنها منذ ما يقرب السنة وحتى الآن
قلنا ان من يتداولون قضية القمر
المجوف ((أو الأفلاك السبعة)) يريدون القول أن القمر هو عبارة عن قاعدة فضائية
كبيرة ومتنقلة وانه عبارة عن كمبيوتر عملاق يؤدي دور جهاز راديونيكس متطور جدا،
وربط الكلام هنا هو أن مهمة ودور
من يديرون هذه القاعدة الفضائية (القمر) او الراديونيكس العملاق والمتطور ((أو الأفلاك
السبعة)) هو تصنيع تلك النفوس الحسيّة الحيوانية ذات المواصفات المختلفة والمناسبة
للشخصيات المختلفة التي ستتنزل بها الملائكة والروح وستؤدي دورها في كل زمان من القصة التي كتبها نون
والقلم في هذه القصة على هذه الأرض او في غيرها
ففي عالم السماء (عالم الأمر) لا
يوجد به وبمخلوقاته أيّ صورة من صور الشر او النزاع بين مخلوقاته على الإطلاق ،،
ولذلك ورد في الروايات أن ليس في
السماء أحد يرجع من طاعة إلى معصية
وذلك بسبب أن كل من سيتقرر دخوله
لعالم السماء فإن سادتهم ((أي سادة من سيتقرر دخولهم و هم سادة نفس عالم الامر))ـ
سيقومون بنزع الغل من قلوبهم قبل أن يدخلونهم معهم به
ونزع الغلّ من قلبهم معناه أنهم
لن يزوّجوهم أو لن يقرنونهم من جديد في حياتهم الأبدية هذه في عالم السماء بأنفس
حسيّة حيوانية كما كانوا يفعلون ذلك بهم سابقا لتدفعهم في العوالم الأرضية لظلم
غيرهم ولغشم بعضهم البعض وللغلبة فيما بينهم ولاكتساب الاموال والشهوات الدنيوية
فجميع ذلك لم يعد له في عالم
السماء أي معنى أو حاجة ،، فلقد كان ذلك من ضرورات اللهو واللعب في عوالم اللعب
واللهو في العوالم الأرضية
أمّا في عالم الأمر فإنهم كلهم
ودائما وأبدا
في سعادة دائمة
ونعيم مقيم
وتناغم كلّي
يحبون بعضهم البعض
وإخوانا على سرر متقابلين
.
.
قلنا قبل قليل أن النفس الحسية
الحيوانية لو انها قرنت لوحدها بنفس نامية نباتية بدون أن يكون معهما نفس ناطقة
قدسية فهي ستكون بمرتبة شياطين الإنس
لأنها شر محض ورغبات دنيوية
صافية قد أُنزلت لوحدها بابدان بشرية فاستوطنتها فأصبحت مواطن تجليات كل جنودها
جنود الجهل بتمامها
هذا ما سيحصل لو قُرنت النفس
الحسيّة حيوانية فقط مع النفس النامية النباتية
.
.
لكن ماذا سيحصل لو أن النفس
الناطقة القدسية فقط هي من قُرنت مع النفس النامية النباتية بدون أن تَـلبِس أو
تُلبَـس في هذه الحياة ذلك القناع الذي سيستولي على شعورها وشخصيتها؟
وأقصد كما أتضح لنا من بعد كل ما
سبق
ماذا سيحصل لو أن النفس الناطقة
القدسية فقط هي من قُرنت مع النفس النامية النباتية بدون أن تُقرن معها او بدون أن
تُزوّج بها النفس الحسيّة الحيوانية فيصبحان سوية جسد جوهري واحد
لمعرفة الاجابة على هذا السؤال
سنعود قليلا للوراء ولما قبل ما طرحناه من الأفكار في هذا الموضوع
فلقد قلنا من قبل في مواضيع
سابقة
أنّ كل روح أو كل نفس عليا سيكون
لكل نفس منها على الأقل 30 نفس ناطقة قدسية تحت يدها توظفهم كيف تشاء ((طبعا ما
عدى الاسماء الثلاثة الظاهرة فهذه سيكون لكل منها أربعة أركان ،، أمّا نفس الأركان
فهم فقط من سيكون لكل واحد منهم ثلاثين نفس ناطقة قدسية))ـ
والسؤال هنا هو:
ماذا لو شائت نفس عليا ولمصلحة
عليا قدّرتها ان تُنزِل دائما جميع نفوسها الناطقة القدسية في تجارب مادية بدون أن
تُلبِسهم ذلك القناع الذي سيجعلهم يغفلون عن حقيقتهم الالهية؟
وأقصد بالقناع هنا النفس الحسيّة
الحيوانية
فإنها بذلك ستكون حينها
وكانها ابقت على ذلك الرابط الذي يربطها بهم جميعهم ويربطهم بها،،
فهم حينها وان كانوا بعيدين
مكانيا عن نفسهم العليا
الّا انهم بسبب تلك الذاكرة
الكونية التي تملكها كل نفس منها ولم تُحجب عنها وبسبب ذلك الرابط الخيطي التكويني
الذي يربطهم جميعهم مع نفسهم العليا
فأنهم سيبقون كلهم متصلون
ببعضهم البعض وكانهم لم يتفارقوا ولم ينفصلوا مكانيا عن بعضهم البعض مهما تباعدت
المسافات بينهم او تقاربت
وحينها فان كل نفس ناطقة قدسية
تابعة لأي نفس عليا مهما كانت درجتها سيمكنها ان تنوب عنها ، وسيمكنها كذلك
أن تنوب عن بقيّة النفوس الناطقة القدسية التابعة لتلك النفس العليا ، فيمكنها أن
تتكلم بلسانها عن لسانهم كلهم أجمعين
فكونهم كلهم من روح واحدة
وعلمهم كلهم هو علم واحد
ومصدره هو مصدر واحد
فحينها حتى ولو كانت أسمائهم
وصورهم مختلفة فإنهم كلهم سينسبون نفسهم نسب واحد يرجع لروحهم ونفسهم العليا
فلو كانت روحهم او نفسهم العليا
اسمها مثلا "أيثري"ـ
فإن لسان حال ومقال كل نفس ناطقة
قدسية تابعة لها سيقول:ـ
أنا أيثري
وإن أوّلنا أيثري
وأوسطنا أيثري
وآخرنا أيثري
وكلنا أيثري
سيمكنها أن تقول ذلك حتى ولو كان
لها اسم خاص بها يختلف عن اسم نفسها العليا وذلك لأنها لم تَـلبس ذلك القناع الآخر
بارادتها
وهي كذلك لم تُلبَسه رُغما عنها
وعليه فانها لن تنسى
ولن تغفل للحظة واحدة عن
الاهيتها ووحدتها واتصالها الدائم مع نفسها العليا
فحينها هي دائما في حالة رجوع
لنفسها العليا ومجاورة لها في سمائها
حتى ولو كانت مقيمة على سطح
الارض
او غائصة في باطن الأرض،
أو إنّها في الطرف الآخر من الكون
ولنختم هذا الموضوع نسأل ماذا لو
كان هذا الكلام صحيح وأن من بالقمر ((أو في الأفلاك السبعة)) يقومون بهذه المهمة
خدمة لأهل السماء من الملائكة والروح لكي يمكنهم أن يتنزلوا بإذن ربهم بما يريدونه
من الاحداث المكتوبة والمقررة؟
هل تعتقدون أن هذه المهمة هي
مهمة شريرة؟
هل تعتقدون أن هذه المهمة هي
مهمة شيطانية؟
هل تعتقدون أن هذه المهمة هي
مهمة زواحفية؟
فموجودات عالم السماء من
الملائكة والروح ونحن كنفوس ناطقة قدسيّة معهم لا يوجد بوجودنا وكياننا كلّه الّا
الجميل والجمال
أمّا صور اجسادنا الحالية وطبائع
واخلاق جنود نفسنا الحسية الحيوانية التي نعيشها ونتعامل مع غيرنا من خلالها فنحن
من حددناها بما فعلناه في حياتنا السابقة وبما متنا عليه من الأخلاق والنوايا
والافعال في آخرها
فمن في القمر ((أو الأفلاك
السبعة)) لا يخترعون لنا حينها صورنا لكلّ كرّة جديدة حسب أمزجتهم واختياراتهم
الشخصية وبما يحبون أو يكرهون،، بل نحن من نرسل لهم تلك الصورة التي نريدها للحياة
التالية عند نهاية كل حياة جديدة نحياها
وانطلاقا من الحب المطلق الذي
يعيشونه والعطاء الرباني الغير مجذوذ لهم فإنهم يعاملوننا بنفس المعاملة التي
يتلقونها في عالم الأمر كمخلوقات أمرية
فبالحب المطلق والعطاء المطلق
سيعطوننا ويمكنوننا ويمدوننا جميعا وعلى اختلاف اصنافنا ومجموعاتنا في العالم
الأرضي بعطاء غير محظور بجميع ما سنحتاجه ونريده في أي زمان ومكان من جميع الأسباب
فكما أن عطاء ربهم لهم غير مجذوذ
فإنهم يفيضون علينا من عطاء ربهم
بعطاء غير محظور
فعطاء الرب لهم هو عطاء غير
مجذوذ
وعطائهم لنا من ما أعطاهم ربهم
هو عطاء غير محظور
فالذين في القمر ((أو الأفلاك
السبعة)) يفصّلون ويصنعون لنا طبائع وجنود أنفسنا الحسيّة الحيوانية
ويهندسون لنا ما يناسبها تماما من صور الاجساد الأرضية ويقرنوها او يزوجوها
بأنفسنا الناطقة القدسية
فأنهم يقومون بذلك حسب نفس
قانون الحب المطلق والعطاء الغير محظور والذي به نفسه سيمدوننا بعد ذلك بكل
سنحتاجه من الاسباب لفعل أيّ فعل سنختار ان نفعله بواسطة تلك الطبائع والجنود
وبواسطة ذلك البدن الأرضي، وحسب المقادير المقدرة
وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين
.
..
...
....
.....
احسنتم التوضيح مولانا العزيز
ردحذفاخوك في ولاية مولى النور مصطفى الساعدي
ممكن اعرف ما مصدر أو إنبعاث العقل وسط النفس النامية النباتية فأن معرفة العقل يشكل ثورة علمية وبوابة لفتح آفاق.. 🤍
ردحذفشعور الجمال يشرق من كل حرف في المقال الشريف احسنتم اخي الكريم وزادكم الله شرفا
ردحذف