الأربعاء، 11 مايو 2022

بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صلي على محمد وآل محمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حرث الآخرة هو معرفة أمير المؤمنين والائمة، وزيادة الحرث هو زيادة المعرفة النفوس العليا هي الملائكة والروح التي تعيش في عالم الأمر ،، يعني هي التي تعيش ما فوق السقف المرفوع، وهي من ترسل أنفاسها الناطقة القدسية التي تنفستها من روحها في عالم الخلق لما تحت السقف المرفوع ،، لتعيش من خلالها تجارب مادية مختلفة فالامر بدء بنور ثم منه تقطرت قطرات وتلك القطرات خلق منها ارواح ثم تلك الارواح تنفست فخلق منها ارواح أخرى يعني الارواح نفخت من روحها أرواح أخرى فالامر بدء بروح واحدة وهذه الروح الواحدة منذ أن خلقها الله لا زالت تنفخ من روحها ارواح ،، وارواحها تنفخ من روحها ارواح أخرى وهكذا تستمر العملية ولن تنتهي أبدا عن جابر بن عبدالله قال : قلت لرسول الله صلى الله عليه وآله : أول شئ خلق الله تعالى ما هو ؟ فقال : نور نبيك يا جابر خلقه الله ثم خلق منه كل خير ثم أقامه بين يديه في مقام القرب ما شاء الله ثم جعله أقساما ، فخلق العرش من قسم والكرسي من قسم ، وحملة العرش وخزنة الكرسي من قسم ، وأقام القسم الرابع في مقام الحب ما شاء الله ، ثم جعله أقساما فخلق القلم من قسم ، واللوح من قسم والجنة من قسم . وأقام القسم الرابع في مقام الخوف ما شاء الله ثم جعله أجراء فخلق الملائكة من جزء والشمس من جزء والقمر والكواكب من جزء ، وأقام القسم الرابع في مقام الرجاء ما شاء الله ، ثم جعله أجزاء فخلق العقل من جزء والعلم والحلم من جزء والعصمة والتوفيق من جزء ، وأقام القسم الرابع في مقام الحياء ما شاء الله ، ثم نظر إليه بعين الهيبة فرشح ذلك النور وقطرت منه مائة ألف وأربعة وعشرون ألف قطرة فخلق الله من كل قطرة روح نبي ورسول ، ثم تنفست أرواح الانبياء فخلق الله من أنفاسها أرواح الاولياء والشهداء والصالحين . ((---الاضافة التالية كانت جواب على سؤال الأخ الكريم @د.جاسم حميد طرحه في التعليقات وقدّرت انه من المناسب أن اضيفها على متن الموضوع للفائدة والتوضيح---)) والكلام هنا هو ليس عن الوعي الكلّي المخلوق الذي لا وعي مخلوق فوقه،،  بل الكلام هو عن وعي كلّي مخلوق وله عدد محدود من الامتدادات الواعية وهو يحيط بها علما ووعيا وادراكا وتدبيرا ،، ولكنّه يوجد وعي كلّي أكبر منه يحيط به هو وبامتداداته الواعية علما ووعيا وادراكا وتدبيرا وما جاء بهذا المقال من الكلام هو حصرا عن موجودات عالم الأمر من الملائكة والروح الذين يتنزلون باذن ربهم من كل أمر فهم عندهم القدرة على التجلي من خلال النفوس الناطقة القدسية بأكثر من تجربة مادية ،، او بأكثر من حلم بنفس الوقت فالملائكة والروح تعتبر نفوس عليا للنفوس الناطقة القدسية التي ستنزل في عالم الخلق لتختبر تجربة أو عدّة تجارب مادية بكرّات متتالية لتتعلم منها اشياء كثيرة ستعينها على الصعود والترقي للمرحلة التالية من وجودها علما ومعرفة ونفس هذه الملائكة يوجد هناك ملائكة أخرى أرقى وأعلى منها منزلة ورفعة ،، وتُعتبر بالنسبة لها هي نفوسها العليا أمّا النفس العليا الأعلى الأعلى الأعلى والتي لا يوجد من يحيط بها علما وهي تحيط بكل النفوس علما وتدبيرا واحاطة ،، والتي هي الحجة على كل الخلق فهي الإسم المخلوق الذي هو بالحروف غير متصوت، وباللفظ غير منطق وبالشخص غير مجسد والتشبيه غير موصوف وباللون غير مصبوغ، منفي عنه الاقطار، مبعد عنه الحدود، محجوب عنه حس كل متوهم، مستتر غير مستور أو هي العقل الذي لَهُ رُؤوسٌ بِعَدَدِ الْخَلاَئِقِ، مَنْ خُلِقَ وَمَنْ يُخْلَقُ إلي يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وهي التي أشرت لها باسم الكتاب التكويني حين قلت أنه (( يستوحي جميع صور أحداثها المحتملة بكل تفرعاتها من الكتاب التكويني)) وكذلك حين قلت (( وهكذا هو العقل الكوني ،، فإنه يعيش صور كل الاحتمالات بكل وجوهها وبجميع الازمنة كلحظة واحدة مستمرة،،)) العقل الكلّي الأعظم الأعظم الأعظم لا يوجد اسم خاص له رغم أن كل العقول الجزئية والأسماء المختلفة هي عقوله واسمائه والعقل الكلّي الأعظم الأعظم الأعظم لا تعيّن او لا ظهور خارجي له كعقل كلّي أعظم أعظم أعظم،، رغم أن كل العقول الجزئية وكل الأسماء هي تعيّناته وظهوراته فهو لا يوجد مكان يحويه أو زمان يحدّه ،، وذلك لأنه هو من يخلق لجميع العقول الجزئية المتقوّمة به ذلك الشعور بالحضور في المكان ،، وبتتابع لحظات الزمان فيه عليه فكل شيء حاضر عند الوعي الكوني او الكلي او عند الكتاب التكويني ،، فهو لا يزيد علما مقدار خردلة كما لا ينقص علمه قدر ذرة والكلمة التامة باسمائها الثلاثة والاسم المكنون المخزون بها، يخرجون تلك العلوم من حالة مُكونها لظهورها،،  فيظهرونها بإعمال إرادتهم او بإعمال مشيئتهم الجزئية الموضوعة فيهم أو المكنونة فيهم في عوالم الخلق والأمر  وعملية اظهار موجودات عالمي الخلق والامر للعلم المكنون في الكتاب التكويني يُطلق عليها قرآنيا عملية "البرء" مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ فموجودات عالمي الامر والخلق تبرء بمشيئتها تباعا، أو تُظهر بمشيئتها من الكتاب التكويني المكتوب والمكنون على مراحل متتابعة من جميع ما يمكنها أن تبرأه من صور الأحداث واحتمالاتها فكل الأسماء الحسنى والعظمى يزدادون كلّ يوم علما ومعرفة من العلم الذي يحويه الاسم المخلوق الأعظم الأعظم الأعظم الذي هو نفسه هو الاسم الذي بالحروف غير متصوت، وباللفظ غير منطق وبالشخص غير مجسد ووووو هذا الإسم المخلوق الأول كلما زدنا به معرفة زدنا به تحيراً، وكلما زادنا معرفة اكتشفنا جهلنا وقلة حيلتنا وضعفنا الله المعنى المعبود ليس موضع معرفة ولا بحث ولا تفكّر فالتفكّر به لا يزيد الا زندقة والبحث فيه ممنوع ومعرفته ممتنعة لانه ليس كمثله شيء من رواية طويلة اخترت لكم هذا المقطع القصير منها: ((( قلت: " الله لطيف بعباده يرزق من يشاء "؟ قال: ولاية أمير المؤمنين عليه السلام، قلت: " من كان يريد حرث الآخرة "؟ قال: معرفة أمير المؤمنين عليه السلام والائمة قلت :" نزد له في حرثه " قال: نزيده منها، قال: يستوفي نصيبه من دولتهم " قلت: ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب " قال: ليس له في دولة الحق مع القائم نصيب......)))......إنتهى فحرث الآخرة هو معرفة الإمام المعرفة النورانية وزيادة حرث الآخرة يعني زيادة المعرفة بمراتب الإمامة الظاهرية والباطنية في عوالم الظهور والتجلي وما قبلها أيضا  وصلى الله على المصطفى المختار محمد وآله الأبرار . .. ... .... .....

الثلاثاء، 14 ديسمبر 2021

عليّ هُوَ ذِكْر رَبّه : وَ مَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذاباً صَعَدا

 


عليّ هُوَ ذِكْر رَبّه
: وَ مَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذاباً صَعَدا


ومحمّد هًوَ اسم رَبّه و : قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (()) وَ ذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى‏

.

.

فـ عليّ هُوَ نور الرحمن


ومحمّد هًوَ اسم الرحمن

.

.

اللهم صلّي على مُحمّد وآل مُحمّد


.

.

.


جَابِرٌ قَالَ:


سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَنْ تَفْسِيرِ هَذِهِ الْآيَةِ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ :


وَ أَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً ؟؟؟؟


يَعْنِي :


لَوْ أَنَّهُمُ اسْتَقَامُوا عَلَى الْوَلَايَةِ فِي الْأَصْلِ تَحْتَ الْأَظِلَّةِ حِينَ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ ذُرِّيَّةِ آدَمَ


لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً؟؟؟؟


يَعْنِي :


لَأَسْقَيْنَا (ـــهُمْ)


أَظِلَّتَهُمُ الْمَاءَ الْعَذْبَ الْفُرَاتَ


لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ؟؟؟؟


يَعْنِي :


عَلِيّاً،


وَ فِتْنَتُهُمْ فِيهِ : كُفْرُهُمْ بِوَلَايَتِهِ.


وَ مَنْ يُعْرِضْ ؟؟؟؟


يَعْنِي :


مَنْ جَرَى فِيهِ مِنْ شِرْكِ إِبْلِيسَ


عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ ؟؟؟؟


يَعْنِي عَلِيّاً


هُوَ الذِّكْرُ فِي بَطْنِ الْقُرْآنِ


وَ رَبُّنَا رَبُّ كُلِّ شَيْ‏ءٍ


يَسْلُكْهُ عَذاباً صَعَداً ؟؟؟؟


يَعْنِي :


عَذَاباً فَوْقَ الْعَذَابِ الصَّعَدِ


وَ أَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ‏؟؟؟؟


يَعْنِي الْأَوْصِيَاءَ لِلَّهِ........إنتهى


.

.

.


18- عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الرَّيَّانِ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الدِّهْقَانِ قَالَ:


دَخَلْتُ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا ع فَقَالَ لِي :


مَا مَعْنَى قَوْلِهِ:


وَ ذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى‏؟؟؟؟


قُلْتُ :


كُلَّمَا ذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ قَامَ فَصَلَّى


فَقَالَ لِي :


لَقَدْ كَلَّفَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ هَذَا شَطَطاً !!!!!


فَقُلْتُ :


جُعِلْتُ فِدَاكَ فَكَيْفَ هُوَ ؟؟؟؟


فَقَالَ :


كُلَّمَا ذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ صَلَّى عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ..........إنتهى


.

.

.


19- عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ مُفَضَّلِ بْنِ صَالِحٍ الْأَسَدِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ:


إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ وَ لَمْ يَذْكُرِ النَّبِيَّ وَ آلَهُ ص فِي صَلَاتِهِ


يُسْلَكُ بِصَلَاتِهِ غَيْرَ سَبِيلِ الْجَنَّةِ


.

.

.


وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص :


مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ دَخَلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ


وَ قَالَ ص :


وَ مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَنَسِيَ الصَّلَاةَ عَلَيَّ خُطِئَ بِهِ طَرِيقَ الْجَنَّةِ..................إنتهى

.

.

.


عَلِيٌّ وَ فَاطِمَةُ بَحْرَانِ مِنَ الْعِلْمِ عَمِيقَانِ

 


عَلِيٌّ وَ فَاطِمَةُ بَحْرَانِ مِنَ الْعِلْمِ عَمِيقَانِ

.

.


مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ () بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لّا يَبْغِيَانِ () فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ

.

.


96- حَدَّثَنَا أَبِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَصْبَهَانِيِّ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ الْمِنْقَرِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ قَالَ :


سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع يَقُولُ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ :


مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ‏


قَالَ :


عَلِيٌّ وَ فَاطِمَةُ ع


بَحْرَانِ مِنَ الْعِلْمِ عَمِيقَانِ


لَا يَبْغِي أَحَدُهُمَا عَلَى صَاحِبِهِ


يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَ الْمَرْجانُ؟


الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ ع...........إنتهى


.

.

.


عَلِيٌّ وَ فَاطِمَةُ بَحْرَانِ مِنَ الْعِلْمِ عَمِيقَانِ


.

.

.


دعونا نتفكّر سوية بشأن هذان البحران من العلم

.

.


في البدء ماذا كان؟


.

.


2- أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَ مُوسَى بْنِ عُمَرَ وَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عُثْمَانَ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ قَالَ:


سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ الرِّضَا ع :


هَلْ كَانَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَارِفاً بِنَفْسِهِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ الْخَلْقَ ?


قَالَ :


نَعَمْ


قُلْتُ :


يَرَاهَا وَ يَسْمَعُهَا ?


قَالَ :


مَا كَانَ مُحْتَاجاً إِلَى ذَلِكَ


لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَسْأَلُهَا وَ لَا يَطْلُبُ مِنْهَا


هُوَ نَفْسُهُ وَ نَفْسُهُ هُوَ


قُدْرَتُهُ نَافِذَةٌ فَلَيْسَ يَحْتَاجُ أَنْ يُسَمِّيَ نَفْسَهُ


وَ لَكِنَّهُ اخْتَارَ لِنَفْسِهِ أَسْمَاءً لِغَيْرِهِ يَدْعُوهُ بِهَا


لِأَنَّهُ إِذَا لَمْ يُدْعَ بِاسْمِهِ لَمْ يُعْرَفْ


فَأَوَّلُ مَا اخْتَارَ لِنَفْسِهِ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ


لِأَنَّهُ أَعْلَى الْأَشْيَاءِ كُلِّهَا


فَمَعْنَاهُ اللَّهُ وَ اسْمُهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ


هُوَ أَوَّلُ أَسْمَائِهِ عَلَا عَلَى كُلِّ شَيْ‏ءٍ..................إنتهى


.

.


نأخذ هذه الفقرة الأخيرة من هذه الرواية :


هُوَ أَوَّلُ أَسْمَائِهِ >>>>>>>عَلَا عَلَى >>>>>> كُلِّ شَيْ‏ءٍ


.

.


نأتي الآن لـــ كُلِّ شَيْ‏ءٍ


ونحاول أن نعرف من هو هذا الذي هو ((كُلِّ شَيْ‏ءٍ))


هل هو مخلوق واحد إسمه كُلِّ شَيْ‏ءٍ


أم أن كُلِّ شَيْ‏ءٍ يقصد بها ((كل الأشياء))


لنعرف ذلك سنعود لحديث معرفة النفس أولا وسنجد به أن كل شيء هي


النَّفْسُ الإلهِيَّةُ الْمَلَكُوتِيَّةُ الْكُلِّيَّةُ


.

.


فَقَالَ: مَا النَّفْسُ الإلهِيَّةُ الْمَلَكُوتِيَّةُ الْكُلِّيَّةُ؟


فَقَالَ عليهِ السَّلاَمُ:


قُوَّةٌ لاَهُوتِيَّةٌ، وَجُوْهَرَةٌ بَسِيطَةٌ حَيَّةٌ بِالذَّاتِ،


أَصْلُهَا الْعَقْلُ، مِنْهُ بَدَتْ، وَعَنْهُ دَعَتْ، وَإِلَيْةِ دَلَّتْ؛


وَعَوْدَهَا إلَيْهِ إِذَا أَكْمَلَتْ وَشَابَهَتْ،


.

.


وَمِــنْــهَــا بَــدَتِ الْــمَــوْجُــودَاتُ، وَإِلَــيْــهَــا تَــعُــودُ بِــالْــكَــمَــالِ.


.

.


وَهِيَ ذَاتُ الله الْعليا، وَشَجَرَةُ طُوبَي‌، وَسِدْرَةُ الْمُنْتَهَي‌، وَجَنَّةُ الْمَأْوَي‌؛


مَنْ عَرَفَهَا لَمْ يَشْقَ أَبَدَاً، وَمَنْ جَهِلَهَا ضَلَّ وَغَوَي‌.

.

.

.


فهذه النَّفْسُ الإلهِيَّةُ الْمَلَكُوتِيَّةُ الْكُلِّيَّةُ هي كلّ شيء


لماذا ؟


لأن :


مِــنْــهَــا بَــدَتِ الْــمَــوْجُــودَاتُ، وَإِلَــيْــهَــا تَــعُــودُ بِــالْــكَــمَــالِ.


.

.


هل نجد لهذه النفس الكلية الالهية ذكر في مكان آخر؟


نعم نجدها هنا في هذا المقطع قول الحجة سلام الله عليه ضمن رسالته لشيعته:


.

.


فَغَمَّنَا ذَلِكَ لَكُمْ لَا لَنَا


وَ سَاءَنَا فِيكُمْ لَا فِينَا


لِأَنَّ اللَّهَ مَعَنَا


فَلَا فَاقَةَ بِنَا إِلَى غَيْرِهِ


وَ الْحَقُّ مَعَنَا


فَلَنْ يُوحِشَنَا مَنْ قَعَدَ عَنَّا


وَ نَــــحْــــنُ صَــــنَــــائِــــعُ رَبِّــــنَــــا


وَ الْــــخَــــلْــــقُ بَــــعْــــدُ صَــــنَــــائِــــعُــــنَــــا


.

.


ونجده أيضا في تفسيرهم لقوله تعالى:


.

.


إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ‏

.

.


ونجده كذلك في مواطن كثيرة ليس الغرض هنا أن نحصيها لكن على سبيل المثال


انهم الأسماء الحسنى التي ملأ بها اركان كل شيء


وانهم الكلمة التامة


.

.

.


فهذه النَّفْسُ الإلهِيَّةُ الْمَلَكُوتِيَّةُ الْكُلِّيَّةُ هي كلّ شيء

.

.


طيب إن كان هذه النَّفْسُ الإلهِيَّةُ الْمَلَكُوتِيَّةُ الْكُلِّيَّةُ هي كلّ شيء


فما معنى قوله تعالى :


وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ


.

.


والجواب هنا هو أن الماء هو أيضا جزء لا يتجزء من هذه النَّفْسُ الإلهِيَّةُ الْمَلَكُوتِيَّةُ الْكُلِّيَّةُ والتي هي كل شيء


لكن الفرق هو أن الماء هو الروح التي بين جنبي هذه النَّفْسُ الإلهِيَّةُ الْمَلَكُوتِيَّةُ الْكُلِّيَّةُ


فالماء هو روح هذه النَّفْسُ الإلهِيَّةُ الْمَلَكُوتِيَّةُ الْكُلِّيَّةُ والتي هي نفسها هي كُلَّ شَيْءٍ


أعتقد أن فهم المطلب الذي أريد أن اصل له اصبح فهمه أوضح أقرب لكم


فـــ كُلَّ شَيْءٍ هو نفسه النَّفْسُ الإلهِيَّةُ الْمَلَكُوتِيَّةُ الْكُلِّيَّةُ التي


مِــنْــهَــا بَــدَتِ الْــمَــوْجُــودَاتُ، وَإِلَــيْــهَــا تَــعُــودُ بِــالْــكَــمَــالِ.


.

.

.


فخليفة الله في أرضه ورسوله ورحمته إلى الناس جميعا


هو نفسه النَّفْسُ الإلهِيَّةُ الْمَلَكُوتِيَّةُ الْكُلِّيَّةُ لهذه القبة


والتي مِــنْــهَــا بَــدَتِ الْــمَــوْجُــودَاتُ فيها،


وَإِلَــيْــهَــا تَــعُــودُ بِــالْــكَــمَــالِ.


.

.


فالروح التي بين جنبي هذه النَّفْسُ الإلهِيَّةُ الْمَلَكُوتِيَّةُ الْكُلِّيَّةُ


والنَّفْسُ الإلهِيَّةُ الْمَلَكُوتِيَّةُ الْكُلِّيَّةُ


كلاهما مخلوق واحد رغم أنّه مخلوق مركب من نفس وروح


.

.


وفي عالمنا هذا يُعتبر هذا المخلوق الواحد هو نفسه ((كُلَّ شَيْءٍ))


يعني هو نفسه العقل الذي له رؤوس بعدد الخلائق الموجودة في هذا العالم فقط


فأنت وأنا ونحن وكلنا


نُعتبر مجرد إمتدادت عقلية وروحية متفرعة من هذه النَّفْسُ الإلهِيَّةُ الْمَلَكُوتِيَّةُ الْكُلِّيَّةُ


وهذه النَّفْسُ الإلهِيَّةُ الْمَلَكُوتِيَّةُ الْكُلِّيَّةُ لها قيّوميّة وحاكمية على جميع النفوس أو العقول الجزئية المتفرعة منها والمتصلة بها


.

.

.


طيب ،، الأن بعد أن عرفنا المعنى الإجمالي لقوله تعالى:


.

.


وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ


.

.


وعرفنا ان الماء هي الروح التي بين جنبي هذه النَّفْسُ الإلهِيَّةُ الْمَلَكُوتِيَّةُ الْكُلِّيَّةُ


وبالتالي فهمنا إن النفس الكلية هو محمّد صلى الله عليه وآله


وان روحه التي بين جنبيه هي فاطمة الزهراء


التي من نورها أزهر نور محمد النَّفْسُ الإلهِيَّةُ الْمَلَكُوتِيَّةُ الْكُلِّيَّةُ


نسأل سؤال جديد وهو:


ما معنى قوله تعالى:


.

.


إِنَّ اللَّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ


.

.


فمن هو الله الذي هو على النَّفْسُ الإلهِيَّةُ الْمَلَكُوتِيَّةُ الْكُلِّيَّةُ قدير؟


.

.


وجوابه هو أنه هو العقل نهاية المطالب كما جاء في نفس حديث معرفة النفس لأمير المؤمنين :


.

.


فَقَالَ السَّائِلُ: مَا الْعَقْلُ؟


قَالَ عليهِ السَّلاَمُ:


جَوْهَرٌ دَرَّاكٌ، مُحِيطٌ بِالاْشْيَاءِ عَنْ جَمِيعِ جِهَاتِهَا،


عَارِفٌ بِالشَّيْءِ قَبْلَ كَوْنِهِ؛


فَهُوَ عِلَّةٌ لِلْمَوْجُودَاتِ، وَنَهَايَةُ الْمَطَالِبِ..........إنتهى


.

.


فالعقل نهاية المطالب هو الذي خلق هذه النَّفْسُ الإلهِيَّةُ الْمَلَكُوتِيَّةُ الْكُلِّيَّةُ


وهو لم يفارقها حين خلقها


بل انه مكنون ومحيط بها


ومكنون ومحيط بروحها التي بين جنبيها أيضا


.

.


فالعقل نهاية المطالب هو الذي ذوّت الماء وجعله ذَاتُه الْعليا، شَجَرَةُ طُوبَي‌، سِدْرَةُ الْمُنْتَهَي‌، وَجَنَّةُ الْمَأْوَي‌؛


والتي بها جعل كل شيء حي


يعني التي بها جعل النَّفْسُ الإلهِيَّةُ الْمَلَكُوتِيَّةُ الْكُلِّيَّةُ حيّة


.

.


وهو أيضا الذي ذوّت هذه النَّفْسُ الإلهِيَّةُ الْمَلَكُوتِيَّةُ الْكُلِّيَّةُ


العقل الكلّي الذي له رؤوس بعدد خلائق هذا العالم


وجعلها وجهه الذي يتوجه له المتوجهون في هذا العالم


.

.


من هو هذا العقل نهاية المطالب؟


إنه نقطة باء بسم الله الرحمن الرحيم


.

.


فــــــ اسم الله الرحمن الرحيم هو النَّفْسُ الإلهِيَّةُ الْمَلَكُوتِيَّةُ الْكُلِّيَّةُ لهذا العالم


والنقطة ((العقل نهاية المطالب)) هو الذي ذوّت هذه النَّفْسُ الإلهِيَّةُ الْمَلَكُوتِيَّةُ الْكُلِّيَّةُ بكل ذواتها


يعني النقطة ((العقل نهاية المطالب)) هو الذي ذوّت الكلمة التامة وهو الذي ذوت الإسم الفاطمي المخلوق قبل أن يجعله كلمة تامة محمدية


وهذه هو مضمون ما ورد في كتاب مشارق أنوار اليقين - للحافظ رجب البرسي في الصفحة ٥٢


في فصل (الباء ظهور الوجود والنقطة تميز للعابد والمعبود)


فالعابد هنا هو ""النَّفْسُ الإلهِيَّةُ الْمَلَكُوتِيَّةُ الْكُلِّيَّةُ"" بكل عقوله التي عددها بعدد ارواح الخلائق


والمعبود هو ""النقطة أو العقل نهاية المطالب"" العَارِفٌ بِالشَّيْءِ قَبْلَ كَوْنِهِ؛


وعِلَّةٌ الْمَوْجُودَاتِ، وَنَهَايَةُ الْمَطَالِبِ

.

.

.

نعود لبداية حديثنا ونكمل منه :

.

.


عَلِيٌّ وَ فَاطِمَةُ بَحْرَانِ مِنَ الْعِلْمِ عَمِيقَانِ


.

.


ففاطمة هنا هي العنوان الرئيسي والعريض والابتدائي لـــ ""النَّفْسُ الإلهِيَّةُ الْمَلَكُوتِيَّةُ الْكُلِّيَّةُ""


فهي بحر العلم الثاني وروح العقل الكلمة التامة الذي جعله منها


وله رؤوس بعدد الخلائق


.

.


وعلي هو بحر العلم الأول والعقل نهاية المطالب


وعليّ العقل نهاية المطالب على فاطمة ""النَّفْسُ الإلهِيَّةُ الْمَلَكُوتِيَّةُ الْكُلِّيَّةُ""

قدير


.

.


فَالعقل نهاية المطالب


أَوَّلُ مَا اخْتَارَ لِنَفْسِهِ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ


لِأَنَّهُ أَعْلَى الْأَشْيَاءِ كُلِّهَا


فَمَعْنَاهُ اللَّهُ وَ اسْمُهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ


هُوَ أَوَّلُ أَسْمَائِهِ عَلَا عَلَى كُلِّ شَيْ‏ءٍ

.

.

هُوَ أَوَّلُ أَسْمَائِهِ عَلَا عَلَى كُلِّ شَيْ‏ءٍ

.

.


يعني الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ علَاَ عَلَىَ ""النَّفْسُ الإلهِيَّةُ الْمَلَكُوتِيَّةُ الْكُلِّيَّةُ"" والتي هي كل شيء


فــــــ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ علَاَ عَلَىَ كُلِّ شَيْ‏ءٍ


.

.


وكل شيء هو نفسه ""النَّفْسُ الإلهِيَّةُ الْمَلَكُوتِيَّةُ الْكُلِّيَّةُ""


.

.

.


ولن يستكبر كلّ شيء ""النَّفْسُ الإلهِيَّةُ الْمَلَكُوتِيَّةُ الْكُلِّيَّةُ"" أن يكون رسولا للعلي العظيم الذي علَاَ عَلَيه وهو كلّ شيء

.

.

.


طيب إذا عرفنا أن كل شيء هو ""النَّفْسُ الإلهِيَّةُ الْمَلَكُوتِيَّةُ الْكُلِّيَّةُ"" وانهم هم محمد وآل محمد


فما هو معنى قولهم في الزيارة الجامعة الكبيرة وَ ذَلَّ كُلُّ شَيْ‏ءٍ لَكُمْ :


.

.


وَ خَضَعَ كُلُّ جَبَّارٍ لِفَضْلِكُمْ


وَ ذَلَّ كُـــلُّ شَـــيْ‏ءٍ لَـــكُـــمْ


وَ أَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِكُمْ


وَ فَازَ الْفَائِزُونَ بِوَلَايَتِكُم‏..........إنتهى النقل


.

.

.


معناها أنهم كونهم هم الذين فازوا بالمنافسة السابقة ففازوا معه بعقبى الدار ،، او بالعاقبة


فإنهم مع اسبق السابقين منهم والخليفة الجديد صعدوا لأول درجات الخلافة في شجرة الخلق الجديدة


وفي هذه الدرجة ستكون النفس الكلية الالهية لهذه الشجرة خادمة لهم ،، ستذل لهم ، ستنصاع لأمرهم،


يعني الأئمة السبعة الذين تدور عليهم الفلك وسبقوهم للفوز والذين هم مع جميع من فازوا معهم هم من يشكلون بمجموعهم النفس الكلية الالهية لهذه الشجرة


هؤلاء جميعهم سينصاعون لهم ويفعلون لهم ما يريدون وبنفس الوقت سينزلون معهم النور يعلمهم


والنور سيكون ايضا خادما لهم جميعهم يعلمهم ويفهمهم كيف يجب ان يقوموا بالامور كلها في عهد خلافتهم لهذه الأرض

.

.

.